کتابخانه روایات شیعه
بحار الأنوار (ط - بيروت) - ج 1تا15
لَعْنَةُ أَهْلِ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرَضِينَ.
بيان: تخللوا أي ادخلوا في خلال الناس و تجسسوا قال الجوهري تخللت القوم إذا دخلت بين خللهم و خلالهم و قوله ع و كان أول من بعث أي من أولاد آدم.
قوله ع أول هذا أي بحسب الرتبة أو الأولوية إضافية.
و ثم في بعضها أيضا للترتيب الرتبي لا الزماني كإبليس.
و لعل المراد بالحية الحية التي أدخلت إبليس الجنة و ذكر الغراب المخصوص و وصفه بعدم الركض في الرحم لأنه لم يكن غرابا حقيقة و كان بصورته أو أطلق الرحم على ما يعم البيضة تغليبا قوله ع منها يبسط الله الأرض أي عند خراب الدنيا منها يأخذ في خراب العمارات و تسيير الجبال و إليها ينتهي إفناء الأرض و إذهابها بعد الحشر أو هما بمعنى الماضي أي منها بسط الأرض في بدو الخلق و إليها رجع البسط فيكون إضافيا بالنسبة إلى ما سوى الكعبة أو أجاب ع موافقا لما في كتبهم و يحتمل أن يكون الطي كناية عن حشر الناس إليها فيكون ما بعده تفسيرا له و استواء الرب كناية عن عروج الملائكة منها إلى تنظيم أمور السماء أو الأخذ بعد الفراغ منها في خلق السماء.
518 5116 - ف، تحف العقول بَعَثَ مُعَاوِيَةُ رَجُلًا مُتَنَكِّراً يَسْأَلُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ع عَنْ مَسَائِلَ سَأَلَهُ عَنْهَا مَلِكُ الرُّومِ فَلَمَّا دَخَلَ الْكُوفَةَ وَ خَاطَبَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ع أَنْكَرَهُ فَقَرَّرَهُ فَاعْتَرَفَ لَهُ بِالْحَالِ فَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع قَاتَلَ اللَّهُ ابْنَ آكِلَةِ الْأَكْبَادِ مَا أَضَلَّهُ وَ أَضَلَّ مَنْ مَعَهُ قَاتَلَهُ اللَّهُ لَقَدْ أَعْتَقَ جَارِيَةً مَا أَحْسَنَ أَنْ يَتَزَوَّجَهَا حَكَمَ اللَّهُ بَيْنِي وَ بَيْنَ هَذِهِ الْأُمَّةِ قَطَعُوا رَحِمِي وَ صَغَّرُوا عَظِيمَ مَنْزِلَتِي وَ أَضَاعُوا أَيَّامِي وَ دَعَا بِالْحَسَنِ وَ الْحُسَيْنِ وَ مُحَمَّدٍ فَدُعُوا فَقَالَ يَا أَخَا أَهْلِ الشَّامِ هَذَانِ ابْنَا رَسُولِ اللَّهِ ص وَ هَذَا ابْنِي فَاسْأَلْ أَيَّهُمْ أَحْبَبْتَ فَقَالَ الشَّامِيُ
أَسْأَلُ هَذَا يَعْنِي الْحَسَنَ ثُمَّ قَالَ كَمْ بَيْنَ الْحَقِّ وَ الْبَاطِلِ وَ كَمْ بَيْنَ السَّمَاءِ وَ الْأَرْضِ وَ كَمْ بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَ الْمَغْرِبِ وَ عَنْ هَذَا الْمَحْوِ الَّذِي فِي الْقَمَرِ وَ عَنْ قَوْسِ قُزَحَ وَ عَنْ هَذِهِ الْمَجَرَّةِ وَ عَنْ أَوَّلِ شَيْءٍ انْتَضَحَ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ وَ عَنْ أَوَّلِ شَيْءٍ اهْتَزَّ عَلَيْهَا وَ عَنِ الْعَيْنِ الَّتِي تَأْوِي إِلَيْهَا أَرْوَاحُ الْمُؤْمِنِينَ وَ عَنِ الْعَيْنِ الَّتِي تَأْوِي إِلَيْهَا أَرْوَاحُ الْمُشْرِكِينَ وَ عَنِ الْمُؤَنَّثِ وَ عَنْ عَشَرَةِ أَشْيَاءَ بَعْضُهَا أَشَدُّ مِنْ بَعْضٍ فَقَالَ الْحَسَنُ ع يَا أَخَا أَهْلِ الشَّامِ بَيْنَ الْحَقِّ وَ الْبَاطِلِ أَرْبَعُ أَصَابِعَ مَا رَأَيْتَ بِعَيْنَيْكَ فَهُوَ الْحَقُّ وَ قَدْ تَسْمَعُ بِأُذُنَيْكَ بَاطِلًا كَثِيراً وَ بَيْنَ السَّمَاءِ وَ الْأَرْضِ دَعْوَةُ الْمَظْلُومِ وَ مَدُّ الْبَصَرِ فَمَنْ قَالَ غَيْرَ هَذَا فَكَذِّبْهُ وَ بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَ الْمَغْرِبِ يَوْمٌ مُطَّرِدٌ لِلشَّمْسِ تَنْظُرُ إِلَى الشَّمْسِ حِينَ تَطْلُعُ وَ تَنْظُرُ إِلَيْهَا حِينَ تَغْرُبُ فَمَنْ قَالَ غَيْرَ هَذَا فَكَذِّبْهُ وَ أَمَّا هَذِهِ الْمَجَرَّةُ فَهِيَ أَشْرَاجُ السَّمَاءِ مِنْهَا مَهْبِطُ الْمَاءِ الْمُنْهَمِرِ عَلَى قَوْمِ نُوحٍ وَ أَمَّا قَوْسُ قُزَحَ فَلَا تَقُلْ قُزَحُ فَإِنَّ قُزَحَ شَيْطَانٌ وَ لَكِنَّهَا قَوْسُ اللَّهِ وَ أَمَانٌ مِنَ الْغَرَقِ وَ أَمَّا الْمَحْوُ الَّذِي فِي الْقَمَرِ فَإِنَّ ضَوْءَ الْقَمَرِ كَانَ مِثْلَ ضَوْءِ الشَّمْسِ فَمَحَاهُ اللَّهُ وَ قَالَ فِي كِتَابِهِ فَمَحَوْنا آيَةَ اللَّيْلِ وَ جَعَلْنا آيَةَ النَّهارِ مُبْصِرَةً وَ أَمَّا أَوَّلُ شَيْءٍ انْتَضَحَ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ فَهُوَ وَادِي دَلَسٍ وَ أَمَّا أَوَّلُ شَيْءٍ اهْتَزَّ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ فَهِيَ النَّخْلَةُ وَ أَمَّا الْعَيْنُ الَّتِي تَأْوِي إِلَيْهَا أَرْوَاحُ الْمُؤْمِنِينَ فَهِيَ عَيْنٌ يُقَالُ لَهَا سَلْمَى وَ أَمَّا الْعَيْنُ الَّتِي تَأْوِي إِلَيْهَا أَرْوَاحُ الْكَافِرِينَ فَهِيَ عَيْنٌ يُقَالُ لَهَا بَرَهُوتُ وَ أَمَّا الْمُؤَنَّثُ فَإِنْسَانٌ لَا يُدْرَى امْرَأَةٌ هُوَ أَمْ رَجُلٌ فَيُنْتَظَرُ بِهِ الْحُلُمُ فَإِنْ كَانَتِ امْرَأَةً بَانَ ثَدْيَاهَا وَ إِنْ كَانَ رَجُلًا خَرَجَتْ لِحْيَتُهُ وَ إِلَّا قِيلَ لَهُ يَبُولُ عَلَى الْحَائِطِ فَإِنْ أَصَابَ الْحَائِطَ بَوْلُهُ فَهُوَ رَجُلٌ وَ إِنْ نَكَصَ كَمَا يَنْكُصُ بَوْلُ الْبَعِيرِ فَهِيَ امْرَأَةٌ
وَ أَمَّا عَشَرَةُ أَشْيَاءَ بَعْضُهَا أَشَدُّ مِنْ بَعْضٍ فَأَشَدُّ شَيْءٍ خَلَقَ اللَّهُ الْحَجَرُ وَ أَشَدُّ مِنَ الْحَجَرِ الْحَدِيدُ وَ أَشَدُّ مِنَ الْحَدِيدِ النَّارُ وَ أَشَدُّ مِنَ النَّارِ الْمَاءُ وَ أَشَدُّ مِنَ الْمَاءِ السَّحَابُ وَ أَشَدُّ مِنَ السَّحَابِ الرِّيحُ وَ أَشَدُّ مِنَ الرِّيحِ الْمَلَكُ وَ أَشَدُّ مِنَ الْمَلَكِ مَلَكُ الْمَوْتِ وَ أَشَدُّ مِنْ مَلَكِ الْمَوْتِ الْمَوْتُ وَ أَشَدُّ مِنَ الْمَوْتِ أَمْرُ اللَّهِ قَالَ الشَّامِيُّ أَشْهَدُ أَنَّكَ ابْنُ رَسُولِ اللَّهِ ص وَ أَنَّ عَلِيّاً ع وَصِيُّ مُحَمَّدٍ ثُمَّ كَتَبَ هَذَا الْجَوَابَ وَ مَضَى بِهِ إِلَى مُعَاوِيَةَ وَ أَنْفَذَهُ مُعَاوِيَةُ إِلَى ابْنِ الْأَصْفَرِ فَلَمَّا أَتَاهُ قَالَ أَشْهَدُ أَنَّ هَذَا لَيْسَ مِنْ عِنْدِ مُعَاوِيةَ وَ لَا هُوَ إِلَّا مِنْ عِنْدِ مَعْدِنِ النُّبُوَّةِ.
توضيح قوله ع فمن قال غير هذا أي برأيه و قال الجوهري اطرد الشيء تبع بعضه بعضا و جرى تقول اطرد الأمر إذا استقام.
و الأنهار تطرد أي تجري انتهى و لعل المراد يوم تام أو في أي وقت و فصل كان.
و في القاموس الشرج محركة العرى و منفسح الوادي و مجرة السماء و الشرج مسيل من الحرة إلى السهل و الجمع شراج و أشد من الملك أي الملك الموكل بالرياح.
باب 20 باب نوادر الاحتجاج على معاوية
519 5117 - جا، المجالس للمفيد الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ التَّمَّارُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ الْأَنْبَارِيِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ يَحْيَى عَنِ ابْنِ الْأَعْرَابِيِّ عَنْ حَبِيبِ بْنِ بَشَّارٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَاصِمٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: لَمَّا وَفَدَ شَدَّادُ بْنُ أَوْسٍ 5118 عَلَى مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ أَكْرَمَهُ وَ أَحْسَنَ قَبُولَهُ وَ لَمْ يُعْتِبْهُ عَلَى شَيْءٍ كَانَ مِنْهُ وَ وَعَدَهُ وَ مَنَّاهُ ثُمَّ إِنَّهُ حَضَرَ فِي يَوْمِ حَفْلٍ فَقَالَ لَهُ يَا شَدَّادُ قُمْ فِي النَّاسِ وَ اذْكُرْ عَلِيّاً وَ عِبْهُ لِأَعْرِفَ بِذَلِكَ نِيَّتَكَ فِي مَوَدَّتِي فَقَالَ لَهُ شَدَّادٌ أَعْفِنِي مِنْ ذَلِكَ فَإِنَّ عَلِيّاً قَدْ لَحِقَ بِرَبِّهِ وَ جُوزِيَ بِعَمَلِهِ وَ كُفِيتَ مَا كَانَ يُهِمُّكَ مِنْهُ وَ انْقَادَتْ لَكَ الْأُمُورُ عَلَى إِيثَارِكَ فَلَا تَلْتَمِسْ مِنَ النَّاسِ مَا لَا يَلِيقُ بِحِلْمِكَ فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَةُ لَتَقُومَنَّ بِمَا أَمَرْتُكَ بِهِ وَ إِلَّا فَالرَّيْبُ فِيكَ وَاقِعٌ فَقَامَ شَدَّادٌ فَقَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي افْتَرَضَ طَاعَتَهُ عَلَى عِبَادِهِ وَ جَعَلَ رِضَاهُ عِنْدَ أَهْلِ التَّقْوَى آثَرَ مِنْ رِضَا خَلْقِهِ عَلَى ذَاكَ مَضَى أَوَّلُهُمْ وَ عَلَيْهِ يَمْضِي آخِرُهُمْ
أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ الْآخِرَةَ وَعْدٌ صَادِقٌ يَحْكُمُ فِيهَا مَلِكٌ قَادِرٌ وَ إِنَّ الدُّنْيَا أَجَلٌ حَاضِرٌ يَأْكُلُ مِنْهَا الْبَرُّ وَ الْفَاجِرُ وَ إِنَّ السَّامِعَ الْمُطِيعَ لِلَّهِ لَا حُجَّةَ عَلَيْهِ وَ إِنَّ السَّامِعَ الْعَاصِيَ لَا حُجَّةَ لَهُ وَ إِنَّ اللَّهَ إِذَا أَرَادَ بِالْعِبَادِ خَيْراً عَمَّلَ عَلَيْهِمْ صُلَحَاءَهُمْ وَ قَضَّى بَيْنَهُمْ فُقَهَاءَهُمْ وَ جَعَلَ الْمَالَ فِي أَسْخِيَائِهِمْ وَ إِذَا أَرَادَ بِهِمْ شَرّاً عَمَّلَ عَلَيْهِمْ سُفَهَاءَهُمْ وَ قَضَّى بَيْنَهُمْ جُهَلَاءَهُمْ وَ جَعَلَ الْمَالَ عِنْدَ بُخَلَائِهِمْ وَ إِنَّ مِنْ صَلَاحِ الْوُلَاةِ أَنْ يَصْلُحَ قُرَنَاؤُهَا وَ نَصَحَكَ يَا مُعَاوِيَةُ مَنْ أَسْخَطَكَ بِالْحَقِّ وَ غَشَّكَ مَنْ أَرْضَاكَ بِالْبَاطِلِ وَ قَدْ نَصَحْتُكَ بِمَا قَدَّمْتَ وَ مَا كُنْتُ أَغُشُّكَ بِخِلَافِهِ فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَةُ اجْلِسْ يَا شَدَّادُ فَجَلَسَ فَقَالَ لَهُ إِنِّي قَدْ أَمَرْتُ لَكَ بِمَالٍ يُغْنِيكَ أَ لَسْتَ مِنَ السُّمَحَاءِ الَّذِينَ جَعَلَ اللَّهُ الْمَالَ عِنْدَهُمْ لِصَلَاحِ خَلْقِهِ فَقَالَ لَهُ شَدَّادٌ إِنْ كَانَ مَا عِنْدَكَ مِنَ الْمَالِ هُوَ لَكَ دُونَ مَالِ الْمُسْلِمِينَ فَعَمَدْتَ جَمْعَهُ مَخَافَةَ تَفَرُّقِهِ فَأَصَبْتَهُ حَلَالًا وَ أَنْفَقْتَهُ حَلَالًا فَنَعَمْ وَ إِنْ كَانَ مِمَّا شَارَكَكَ فِيهِ الْمُسْلِمُونَ فَاحْتَجَبْتَهُ دُونَهُمْ فَأَصَبْتَهُ اقْتِرَافاً وَ أَنْفَقْتَهُ إِسْرَافاً فَإِنَّ اللَّهَ جَلَّ اسْمُهُ يَقُولُ إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كانُوا إِخْوانَ الشَّياطِينِ فَقَالَ مُعَاوِيَةُ أَظُنُّكَ قَدْ خُولِطْتَ يَا شَدَّادُ أَعْطُوهُ مَا أَطْلَقْنَاهُ لَهُ لِيَخْرُجَ إِلَى أَهْلِهِ قَبْلَ أَنْ يَغْلِبَهُ مَرَضُهُ فَنَهَضَ شَدَّادٌ وَ هُوَ يَقُولُ الْمَغْلُوبُ عَلَى عَقْلِهِ بِهَوَاهُ سِوَايَ وَ ارْتَحَلَ وَ لَمْ يَأْخُذْ مِنْ مُعَاوِيَةَ شَيْئاً.
بيان: في يوم حفل أي يوم اجتمع فيه الناس عنده يقال حفل القوم حفلا اجتمعوا و المجلس كثر أهله.
520 5119 - كش، رجال الكشي نَصْرُ بْنُ الصَّبَّاحِ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَصْرِيِّ عَنْ أَمِيرِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا ع قَالَ كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ يَقُولُ إِنَّ الْمَحَامِدَةَ تَأْبَى أَنْ يُعْصَى اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ قُلْتُ وَ مَنِ الْمَحَامِدَةُ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ وَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ وَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حُذَيْفَةَ وَ مُحَمَّدُ بْنُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع
أَمَّا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حُذَيْفَةَ هُوَ ابْنُ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ وَ هُوَ ابْنُ خَالِ مُعَاوِيَةَ.
وَ أَخْبَرَنِي بَعْضُ رُوَاةِ الْعَامَّةِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ قَالَ: كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حُذَيْفَةَ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ مَعَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع وَ مِنْ أَنْصَارِهِ وَ أَشْيَاعِهِ وَ كَانَ ابْنَ خَالِ مُعَاوِيَةَ وَ كَانَ رَجُلًا مِنْ خِيَارِ الْمُسْلِمِينَ فَلَمَّا تُوُفِّيَ عَلِيٌّ ع أَخَذَهُ مُعَاوِيَةُ وَ أَرَادَ قَتْلَهُ فَحَبَسَهُ فِي السِّجْنِ دَهْراً ثُمَّ قَالَ مُعَاوِيَةُ ذَاتَ يَوْمٍ أَ لَا نُرْسِلُ إِلَى هَذَا السَّفِيهِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي حُذَيْفَةَ فَنُبَكِّتَهُ وَ نُخْبِرَهُ بِضَلَالِهِ وَ نَأْمُرَهُ أَنْ يَقُومَ فَيَسُبَّ عَلِيّاً قَالُوا نَعَمْ فَبَعَثَ إِلَيْهِ مُعَاوِيَةُ فَأَخْرَجَهُ مِنَ السِّجْنِ فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَةُ يَا مُحَمَّدَ بْنَ أَبِي حُذَيْفَةَ أَ لَمْ يَأْنِ لَكَ أَنْ تُبْصِرَ مَا كُنْتَ عَلَيْهِ مِنَ الضَّلَالَةِ بِنُصْرَتِكَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ الْكَذَّابَ أَ لَمْ تَعْلَمْ أَنَّ عُثْمَانَ قُتِلَ مَظْلُوماً وَ أَنَّ عَائِشَةَ وَ طَلْحَةَ وَ الزُّبَيْرَ خَرَجُوا يَطْلُبُونَ بِدَمِهِ وَ أَنَّ عَلِيّاً هُوَ الَّذِي دَسَّ فِي قَتْلِهِ وَ نَحْنُ الْيَوْمَ نَطْلُبُ بِدَمِهِ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حُذَيْفَةَ إِنَّكَ لَتَعْلَمُ أَنِّي أَمَسُّ الْقَوْمِ بِكَ رَحِماً وَ أَعْرَفُهُمْ بِكَ قَالَ أَجَلْ قَالَ فَوَ اللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ غَيْرُهُ مَا أَعْلَمُ أَحَداً شَرِكَ فِي دَمِ عُثْمَانَ وَ أَلَّبَ النَّاسَ عَلَيْهِ غَيْرَكَ لَمَّا اسْتَعْمَلَكَ وَ مَنْ كَانَ مِثْلَكَ فَسَأَلَهُ الْمُهَاجِرُونَ وَ الْأَنْصَارُ أَنْ يَعْزِلَكَ فَأَبَى فَفَعَلُوا بِهِ مَا بَلَغَكَ وَ وَ اللَّهِ مَا أَحَدٌ شَرِكَ فِي قَتْلِهِ بَدْئاً وَ أَخِيراً إِلَّا طَلْحَةُ وَ الزُّبَيْرُ وَ عَائِشَةُ فَهُمُ الَّذِينَ شَهِدُوا عَلَيْهِ بِالْعَظِيمَةِ وَ أَلَّبُوا عَلَيْهِ النَّاسَ وَ شَرِكَهُمْ فِي ذَلِكَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ وَ ابْنُ مَسْعُودٍ وَ عَمَّارٌ وَ الْأَنْصَارُ جَمِيعاً قَالَ قَدْ كَانَ ذَلِكَ إِي وَ اللَّهِ إِنِّي لَأَشْهَدُ أَنَّكَ مُنْذُ عَرَفْتُكَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَ الْإِسْلَامِ لَعَلَى خُلُقٍ وَاحِدٍ مَا زَادَ الْإِسْلَامُ فِيكَ قَلِيلًا وَ لَا كَثِيراً وَ إِنَّ عَلَامَةَ ذَلِكَ فِيكَ لَبَيِّنَةٌ تَلُومُنِي عَلَى حُبِّي عَلِيّاً خَرَجَ مَعَ عَلِيٍّ كُلُّ صَوَّامٍ قَوَّامٍ مُهَاجِرِيٍّ وَ أَنْصَارِيٍّ كَمَا خَرَجَ مَعَكَ أَبْنَاءُ الْمُنَافِقِينَ وَ الطُّلَقَاءِ وَ الْعُتَقَاءِ خَدَعْتَهُمْ عَنْ دِينِهِمْ وَ خَدَعُوكَ عَنْ دُنْيَاكَ وَ اللَّهِ يَا مُعَاوِيَةُ مَا خَفِيَ عَلَيْكَ مَا صَنَعْتَ وَ مَا خَفِيَ عَلَيْهِمْ مَا صَنَعُوا إِذْ أَحَلُّوا أَنْفُسَهُمْ سَخَطَ اللَّهِ فِي طَاعَتِكَ وَ اللَّهِ لَا أَزَالُ أُحِبُّ عَلِيّاً لِلَّهِ وَ لِرَسُولِهِ وَ أُبْغِضُكَ فِي اللَّهِ وَ فِي رَسُولِهِ أَبَداً مَا بَقِيتُ
قَالَ مُعَاوِيَةُ وَ إِنِّي أَرَاكَ عَلَى ضَلَالِكَ بَعْدُ رُدُّوهُ إِلَى السِّجْنِ فَرَدُّوهُ فَمَاتَ فِي السِّجْنِ.
بيان: فنبكته التبكيت التقريع و التأنيب و بكته بالحجة أي غلبه و في بعض النسخ فننكبه على التفعيل من نكب عن الطريق أي عدل أو على بناء المجرد أي نجعله منكوبا و النكبة إصابة النوائب و في بعض النسخ فنبكيه من الإبكاء و هو تصحيف.
521 5120 - كش، رجال الكشي مُحَمَّدُ بْنُ مَسْعُودٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي عَلِيٍّ الْخُزَاعِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْعَطَّارِ عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ الْغَفَّارِ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ عَمَّنْ شَهِدَ ذَلِكَ أَنَّ مُعَاوِيَةَ حِينَ قَدِمَ الْكُوفَةَ وَ دَخَلَ عَلَيْهِ رِجَالٌ مِنْ أَصْحَابِ عَلِيٍّ ع وَ كَانَ الْحَسَنُ ع قَدْ أَخَذَ الْأَمَانَ لِرِجَالٍ مِنْهُمْ مُسَمَّيْنَ بِأَسْمَائِهِمْ وَ أَسْمَاءِ آبَائِهِمْ وَ كَانَ مِنْهُمْ صَعْصَعَةُ فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ صَعْصَعَةُ قَالَ مُعَاوِيَةُ لِصَعْصَعَةَ أَمَا وَ اللَّهِ إِنِّي كُنْتُ لَأُبْغِضُ أَنْ تَدْخُلَ فِي أَمَانِي قَالَ وَ أَنَا وَ اللَّهِ أُبْغِضُ أَنْ أُسَمِّيَكَ بِهَذَا الِاسْمِ ثُمَّ سَلَّمَ عَلَيْهِ بِالْخِلَافَةِ قَالَ فَقَالَ مُعَاوِيَةُ إِنْ كُنْتَ صَادِقاً فَاصْعَدِ الْمِنْبَرَ فَالْعَنْ عَلِيّاً قَالَ فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ وَ حَمِدَ اللَّهَ وَ أَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ أَيُّهَا النَّاسُ أَتَيْتُكُمْ مِنْ عِنْدِ رَجُلٍ قَدَّمَ شَرَّهُ وَ أَخَّرَ خَيْرَهُ وَ إِنَّهُ أَمَرَنِي أَنْ أَلْعَنَ عَلِيّاً فَالْعَنُوهُ لَعَنَهُ اللَّهُ فَضَجَّ أَهْلُ الْمَسْجِدِ بِآمِينَ فَلَمَّا رَجَعَ إِلَيْهِ فَأَخْبَرَهُ بِمَا قَالَ قَالَ لَا وَ اللَّهِ مَا عَنَيْتَ غَيْرِي ارْجِعْ حَتَّى تُسَمِّيَهُ بِاسْمِهِ فَرَجَعَ وَ صَعِدَ الْمِنْبَرَ ثُمَّ قَالَ أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَمَرَنِي أَنْ أَلْعَنَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ ع فَالْعَنُوا مَنْ لَعَنَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ قَالَ فَضَجُّوا بِآمِينَ قَالَ فَلَمَّا خُبِّرَ مُعَاوِيَةُ قَالَ لَا وَ اللَّهِ مَا عَنَى غَيْرِي أَخْرِجُوهُ لَا يُسَاكِنِّيِ فِي بَلَدٍ فَأَخْرَجُوهُ.