کتابخانه روایات شیعه
بحار الأنوار (ط - بيروت) - ج 1تا15
الْحَسَنِ مُوسَى ع قَالَ: إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ نَادَى مُنَادٍ أَيْنَ حَوَارِيُّ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ وَ حَوَارِيُّ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ع فَيَقُومُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَرِيكٍ الْعَامِرِيُّ وَ زُرَارَةُ بْنُ أَعْيَنَ وَ بُرَيْدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْعِجْلِيُّ وَ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ الثَّقَفِيُّ وَ لَيْثُ بْنُ الْبَخْتَرِيِّ الْمُرَادِيُّ وَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي يَعْفُورٍ وَ عَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُذَاعَةَ وَ حُجْرُ بْنُ زَائِدَةَ وَ حُمْرَانُ بْنُ أَعْيَنَ الْخَبَرَ 1048 .
36- ختص، الإختصاص زِيَادُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْأَعْمَى وَ هُوَ أَبُو الْجَارُودِ وَ زِيَادُ بْنُ أَبِي رَجَاءٍ وَ هُوَ أَبُو عُبَيْدَةَ الْحَذَّاءُ وَ زِيَادُ بْنُ سُوقَةَ وَ زِيَادٌ مَوْلَى أَبِي جَعْفَرٍ ع وَ زِيَادُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ الْمِنْقَرِيُّ وَ زِيَادُ الْأَحْلَامِ مِنْ أَصْحَابِ أَبِي جَعْفَرٍ ع وَ مِنْ أَصْحَابِهِ أَبُو بَصِيرٍ لَيْثُ بْنُ الْبَخْتَرِيِّ الْمُرَادِيُّ وَ أَبُو بَصِيرٍ يَحْيَى بْنُ أَبِي الْقَاسِمِ مَكْفُوفٌ مَوْلًى لِبَنِي أَسَدٍ وَ اسْمُ أَبِي الْقَاسِمِ إِسْحَاقُ وَ أَبُو بَصِيرٍ كَانَ يُكَنَّى بِأَبِي مُحَمَّدٍ 1049 .
37- كا، الكافي عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِي حَمَّادٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مِهْرَانَ عَمَّنْ حَدَّثَهُ عَنْ جَابِرِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ ع بِسَبْعِينَ حَدِيثاً لَمْ أُحَدِّثْ بِهَا أَحَداً قَطُّ وَ لَا أُحَدِّثُ بِهَا أَحَداً أَبَداً فَلَمَّا مَضَى مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ ع ثَقُلَتْ عَلَى عُنُقِي وَ ضَاقَ بِهَا صَدْرِي فَأَتَيْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنَّ أَبَاكَ حَدَّثَنِي سَبْعِينَ حَدِيثاً لَمْ يَخْرُجْ مِنِّي شَيْءٌ مِنْهَا وَ لَا يَخْرُجُ شَيْءٌ مِنْهَا إِلَى أَحَدٍ وَ أَمَرَنِي بِسَتْرِهَا وَ قَدْ ثَقُلَتْ عَلَى عُنُقِي وَ ضَاقَ بِهَا صَدْرِي فَمَا تَأْمُرُنِي فَقَالَ يَا جَابِرُ إِذَا ضَاقَ بِكَ مِنْ ذَلِكَ شَيْءٌ فَاخْرُجْ إِلَى الْجَبَّانَةِ وَ احْفِرْ حَفِيرَةً ثُمَّ دَلِّ رَأْسَكَ فِيهَا وَ قُلْ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ بِكَذَا وَ كَذَا ثُمَّ طُمَّهُ فَإِنَّ الْأَرْضَ تَسْتُرُ عَلَيْكَ قَالَ جَابِرٌ فَفَعَلْتُ ذَلِكَ فَخَفَّ عَنِّي مَا كُنْتُ أَجِدُهُ 1050 .
عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مِهْرَانَ مِثْلَهُ 1051 .
38- قب، المناقب لابن شهرآشوب بَابُهُ جَابِرُ بْنُ يَزِيدَ الْجُعْفِيُّ وَ اجْتَمَعَتِ الْعِصَابَةُ عَلَى أَنَّ أَفْقَهَ الْأَوَّلِينَ سِتَّةٌ وَ هُمْ أَصْحَابُ أَبِي جَعْفَرٍ وَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع وَ هُمْ زُرَارَةُ بْنُ أَعْيَنَ وَ مَعْرُوفُ بْنُ خَرَّبُوذَ الْمَكِّيُّ وَ أَبُو بَصِيرٍ الْأَسَدِيُّ وَ الْفُضَيْلُ بْنُ يَسَارٍ وَ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ الطَّائِفِيُّ وَ بُرَيْدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْعِجْلِيُ 1052 .
39- الْفُصُولُ الْمُهِمَّةُ، صِفَةُ الْبَاقِرِ ع أَسْمَرُ مُعْتَدِلٌ شَاعِرُهُ الْكُمَيْتُ وَ السَّيِّدُ الْحِمْيَرِيُّ وَ بَوَّابُهُ جَابِرٌ الْجُعْفِيُّ وَ نَقْشُ خَاتَمِهِ رَبِّ لا تَذَرْنِي فَرْداً 1053 .
نَقْلُ خَطِّ الشَّيْخِ ابْنِ فَهْدٍ الْحِلِّيِّ رَحِمَهُ اللَّهُ قِيلَ إِنَّ رَجُلًا وَرَدَ عَلَى أَبِي جَعْفَرٍ الْأَوَّلِ- ع بِقَصِيدَةٍ مَطْلِعُهَا-
عَلَيْكَ السَّلَامُ أَبَا جَعْفَرٍ
فَلَمْ يَمْنَحْهُ شَيْئاً فَسَأَلَهُ فِي ذَلِكَ وَ قَالَ لِمَ لَا تَمْنَحُنِي وَ قَدْ مَدَحْتُكَ فَقَالَ حَيَّيْتَنِي تَحِيَّةَ الْأَمْوَاتِ أَ مَا سَمِعْتَ قَوْلَ الشَّاعِرِ-
أَلَا طَرَقَتْنَا آخِرَ اللَّيْلِ زَيْنَبُ -
عَلَيْكِ سَلَامٌ لِمَا فَاتَ مَطْلَبٌ
فَقُلْتُ لَهَا حَيَّيْتَ زَيْنَبَ خِدْنَكُمْ -
تَحِيَّةَ مَيِّتٍ وَ هُوَ فِي الْحَيِّ يَشْرَبُ
مَعَ أَنَّهُ كَانَ يَكْفِيكَ أَنْ تَقُولَ
سَلَامٌ عَلَيْكَ أَبَا جَعْفَرٍ
.
كِتَابُ مُقْتَضَبِ الْأَثَرِ فِي النَّصِّ عَلَى الِاثْنَيْ عَشَرَ، لِأَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَيَّاشٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ النَّحْوِيِّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادِ بْنِ عُقْبَةَ قَالَ: أَنْشَدْنَا لِجَمَاعَةٍ مِنَ الْأَسَدِيِّينَ مِنْهُمْ مُشْمَعِلُّ بْنُ سَعْدٍ النَّاشِرِيُّ- لِلْوَرْدِ بْنِ زَيْدٍ أَخِي الْكُمَيْتِ الْأَسَدِيِّ وَ قَدْ وَفَدَ عَلَى أَبِي جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ ع يُخَاطِبُهُ وَ يَذْكُرُ وِفَادَتَهُ إِلَيْهِ وَ هِيَ-
كَمْ جُزْتُ فِيكَ مِنْ أَحْوَازٍ وَ أَيْفَاعٍ -
وَ أَوْقَعَ الشَّوْقُ بِي قَاعاً إِلَى قَاعٍ
يَا خَيْرَ مَنْ حَمَلَتْ أُنْثَى وَ مَنْ وَضَعَتْ -
بِهِ إِلَيْكَ غَداً سَيْرِي وَ إِيضَاعِي
أَ مَا بَلَّغْتُكَ فَالْآمَالُ بَالِغَةٌ -
بِنَا إِلَى غَايَةٍ يَسْعَى لَهَا السَّاعِي
مِنْ مَعْشَرِ شِيعَةٍ لِلَّهِ ثُمَّ لَكُمْ -
صُورٌ إِلَيْكُمْ بِأَبْصَارٍ وَ أَسْمَاعٍ
وُعَاةُ نَهْيٍ وَ أَمْرٍ عَنْ أَئِمَّتِهِمْ -
يُوصِي بِهَا مِنْهُمْ وَاعٍ إِلَى وَاعٍ
لَا يَسْأَمُونَ دُعَاءَ الْخَيْرِ رَبَّهُمْ -
أَنْ يُدْرِكُوا فَيَلُبُّوا دَعْوَةَ الدَّاعِ
وَ قَالَ فِيهَا مِنْ مُخْتَزَنِ الْغُيُوبِ مِنْ ذَلِكَ- سُرَّ مَنْ رَأَى قَبْلَ بِنَائِهَا وَ مِيلَادِ الْحُجَّةِ ع-
مَتَى الْوَلِيدُ بِسَامَرَّاءَ إِذَا بُنِيَتْ -
يَبْدُو كَمِثْلِ شِهَابِ اللَّيْلِ طِلَاعٌ
حَتَّى إِذَا قَذَفَتْ أَرْضُ الْعِرَاقِ بِهِ -
إِلَى الْحِجَازِ أَنَاخُوهُ بِجَعْجَاعٍ
وَ غَابَ سَبْتاً وَ سَبْتاً مِنْ وِلَادَتِهِ -
مَعَ كُلِّ ذِي جَوْبٍ لِلْأَرْضِ قُطَّاعٌ
لَا يَسْأَمُونَ بِهِ الْجَوَّابَ قَدْ تَبِعُوا -
أَسْبَاطُ هَارُونَ كَيْلَ الصَّاعِ بِالصَّاعِ
شَبِيهُ مُوسَى وَ عِيسَى فِي مَغَابِهِمَا -
لَوْ عَاشَ عُمُرَيْهِمَا لَمْ يَنْعِهِ نَاعٍ
تَتِمَّةُ النُّقَبَاءِ الْمُسْرِعِينَ إِلَى -
مُوسَى بْنِ عِمْرَانَ كَانُوا خَيْرَ سُرَّاعٍ
أَوْ كَالْعُيُونِ الَّتِي يَوْمَ الْعَصَا انْفَجَرَتْ -
فَانْصَاعَ مِنْهَا إِلَيْهِ كُلَّ مُنْصَاعٍ
إِنِّي لَأَرْجُو لَهُ رُؤْيَا فَأُدْرِكُهُ -
حَتَّى أَكُونَ لَهُ مِنْ خَيْرِ أَتْبَاعٍ
بِذَلِكَ أَنْبَأَنَا الرَّاوُونَ عَنْ نَفَرٍ -
مِنْهُمْ ذَوِي خَشْيَةٍ لِلَّهِ طُوَّاعٍ
رَوَتْهُ عَنْكُمْ رُوَاةُ الْحَقِّ مَا شَرَعَتْ -
آبَاؤُكُمْ خَيْرُ آبَاءٍ وَ شُرَّاعٍ 1054
.
بيان الأحواز جمع الحوزة و هي الناحية و اليفاع التل و أوضع البعير حمله على سرعة السير و الصور بالضم جمع الأصور و هي المائل العنق و هو هنا كناية عن الخضوع و الطاعة و الجعجاع الموضع الضيق الخشن و قيل كل أرض جعجاع و السبت الدهر و فسر في حديث أبي طالب بالثلاثين و جوب الأرض قطعها و يقال صعت الشيء فانصاع أي فرقته فتفرق.
باب 9 مناظراته ع مع المخالفين و يظهر منه أحوال كثير من أهل زمانه
1- كا، الكافي عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ زَيْدٍ النَّوْفَلِيِّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ دَاوُدَ الْيَعْقُوبِيِّ عَنْ عِيسَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْعَلَوِيِّ قَالَ وَ حَدَّثَنِي الْأُسَيْدِيُّ وَ مُحَمَّدُ بْنُ مُبَشِّرٍ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ نَافِعٍ الْأَزْرَقَ كَانَ يَقُولُ لَوْ أَنِّي عَلِمْتُ أَنَّ بَيْنَ قُطْرَيْهَا أَحَداً تُبْلِغُنِي إِلَيْهِ الْمَطَايَا يَخْصِمُنِي أَنَّ عَلِيّاً ع قَتَلَ أَهْلَ النَّهْرَوَانِ وَ هُوَ لَهُمْ غَيْرُ ظَالِمٍ لَرَحَلْتُ إِلَيْهِ فَقِيلَ لَهُ وَ لَا وَلَدَهُ فَقَالَ أَ فِي وُلْدِهِ عَالِمٌ فَقِيلَ لَهُ هَذَا أَوَّلُ جَهْلِكَ وَ هُمْ يَخْلُونَ مِنْ عَالِمٍ قَالَ فَمَنْ عَالِمُهُمُ الْيَوْمَ قِيلَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ ع قَالَ فَرَحَلَ إِلَيْهِ فِي صَنَادِيدِ أَصْحَابِهِ حَتَّى أَتَى الْمَدِينَةَ فَاسْتَأْذَنَ عَلَى أَبِي جَعْفَرٍ ع فَقِيلَ لَهُ هَذَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ فَقَالَ وَ مَا يَصْنَعُ بِي وَ هُوَ يَبْرَأُ مِنِّي وَ مِنْ أَبِي طَرَفَيِ النَّهَارِ- فَقَالَ لَهُ أَبُو بَصِيرٍ الْكُوفِيُّ جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنَّ هَذَا يَزْعُمُ أَنَّهُ لَوْ عَلِمَ أَنَّ بَيْنَ قُطْرَيْهَا أَحَداً تُبْلِغُهُ الْمَطَايَا إِلَيْهِ يَخْصِمُهُ أَنَّ عَلِيّاً ع قَتَلَ أَهْلَ النَّهْرَوَانِ وَ هُوَ لَهُمْ غَيْرُ ظَالِمٍ لَرَحَلَ إِلَيْهِ فَقَالَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ ع أَ تَرَاهُ جَاءَنِي مُنَاظِراً قَالَ نَعَمْ قَالَ يَا غُلَامُ اخْرُجْ فَحُطَّ رَحْلَهُ وَ قُلْ لَهُ إِذَا كَانَ الْغَدُ فَأْتِنَا قَالَ فَلَمَّا أَصْبَحَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ غَدَا فِي صَنَادِيدِ أَصْحَابِهِ وَ بَعَثَ أَبُو جَعْفَرٍ ع إِلَى جَمِيعِ أَبْنَاءِ الْمُهَاجِرِينَ وَ الْأَنْصَارِ فَجَمَعَهُمْ ثُمَّ خَرَجَ إِلَى النَّاسِ فِي ثَوْبَيْنِ مُمَغَّرَيْنِ وَ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ كَأَنَّهُ فِلْقَةُ قَمَرٍ فَقَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ مُحَيِّثِ الْحَيْثِ وَ مُكَيِّفِ الْكَيْفِ وَ مُؤَيِّنِ الْأَيْنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَ لا نَوْمٌ لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَ ما فِي الْأَرْضِ إِلَى آخِرِ
الْآيَةِ- وَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً ص عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ- اجْتَباهُ وَ هَداهُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَكْرَمَنَا بِنُبُوَّتِهِ وَ اخْتَصَّنَا بِوَلَايَتِهِ يَا مَعْشَرَ أَبْنَاءِ الْمُهَاجِرِينَ وَ الْأَنْصَارِ مَنْ كَانَتْ عِنْدَهُ مَنْقَبَةٌ لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ فَلْيَقُمْ وَ لْيَتَحَدَّثْ قَالَ فَقَامَ النَّاسُ فَسَرَدُوا تِلْكَ الْمَنَاقِبَ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ أَنَا أَرْوَى لِهَذِهِ الْمَنَاقِبِ مِنْ هَؤُلَاءِ وَ إِنَّمَا أَحْدَثَ عَلِيٌّ الْكُفْرَ بَعْدَ تَحْكِيمِهِ الْحَكَمَيْنِ حَتَّى انْتَهَوْا فِي الْمَنَاقِبِ إِلَى حَدِيثِ خَيْبَرَ لَأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ غَداً رَجُلًا يُحِبُّ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ يُحِبُّهُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ كَرَّاراً غَيْرَ فَرَّارٍ حتى لَا يَرْجِعُ [حَتَّى] يَفْتَحَ اللَّهُ عَلَى يَدَيْهِ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ ع مَا تَقُولُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ فَقَالَ هُوَ حَقٌّ لَا شَكَّ فِيهِ وَ لَكِنْ أَحْدَثَ الْكُفْرَ بَعْدُ فَقَالَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ ع ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ أَخْبِرْنِي عَنِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ أَحَبَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ يَوْمَ أَحَبَّهُ وَ هُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُ يَقْتُلُ أَهْلَ النَّهْرَوَانِ أَمْ لَمْ يَعْلَمْ قَالَ فَإِنْ قُلْتَ لَا كَفَرْتَ قَالَ فَقَالَ قَدْ عَلِمَ قَالَ فَأَحَبَّهُ اللَّهُ عَلَى أَنْ يَعْمَلَ بِطَاعَتِهِ أَوْ عَلَى أَنْ يَعْمَلَ بِمَعْصِيَتِهِ فَقَالَ عَلَى أَنْ يَعْمَلَ بِطَاعَتِهِ فَقَالَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ ع فَقُمْ مَخْصُوماً فَقَامَ وَ هُوَ يَقُولُ- حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ - اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسالَتَهُ 1055 .
بيان الصنديد السيد الشجاع و المغرة طين أحمر و الممغر بها و الفلقة بالكسر الكسرة يقال أعطني فلقة الجفنة أي نصفها قوله ع محيث الحيث أي جاعل المكان بإيجاده و على القول بمجعولية المهيات ظاهر و مؤين الأين أي موجد الدهر و الزمان فإن الأين يكون بمعنى الزمان أيضا كما قيل و لكنه غير معتمد و يحتمل أن يكون بمعنى المكان إما تأكيدا أو بأن يكون حيث للزمان قال ابن هشام قال الأخفش و قد ترد حيث للزمان و يحتمل أن تكون حيث تعليلية أي هو علة العلل و جاعل العلل عللا قوله ع و اختصنا بولايته أي بأن نتولاه أو بأن جعل ولايتنا ولايته أو بأن جعلنا ولي من كان وليه و قال
الجوهري 1056 فلان يسرد الحديث سردا إذا كان جيد السياق له و حاصل إلزامه ع أن الله تعالى إنما يحب من يعمل بطاعته لأنه كذلك فكيف يحب من يعلم بزعمك الفاسد أنه يكفر و يحبط جميع أعماله.
2- كا، الكافي عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ زَيْدٍ الشَّحَّامِ قَالَ: دَخَلَ قَتَادَةُ بْنُ دِعَامَةَ عَلَى أَبِي جَعْفَرٍ فَقَالَ ع يَا قَتَادَةُ أَنْتَ فَقِيهُ أَهْلِ الْبَصْرَةِ فَقَالَ هَكَذَا يَزْعُمُونَ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ ع بَلَغَنِي أَنَّكَ تُفَسِّرُ الْقُرْآنَ قَالَ لَهُ قَتَادَةُ نَعَمْ فَقَالَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ ع بِعِلْمٍ تُفَسِّرُهُ أَمْ بِجَهْلٍ قَالَ لَا بِعِلْمٍ فَقَالَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ ع فَإِنْ كُنْتَ تُفَسِّرُهُ بِعِلْمٍ فَأَنْتَ أَنْتَ وَ أَنَا أَسْأَلُكَ قَالَ قَتَادَةُ سَلْ قَالَ أَخْبِرْنِي عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فِي سَبَإٍ- وَ قَدَّرْنا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيها لَيالِيَ وَ أَيَّاماً آمِنِينَ 1057 فَقَالَ قَتَادَةُ ذَاكَ مَنْ خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ بِزَادٍ حَلَالٍ وَ رَاحِلَةٍ حَلَالٍ وَ كِرًى حَلَالٍ يُرِيدُ هَذَا الْبَيْتَ كَانَ آمِناً حَتَّى يَرْجِعَ إِلَى أَهْلِهِ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ ع نَشَدْتُكَ اللَّهَ يَا قَتَادَةُ هَلْ تَعْلَمُ أَنَّهُ قَدْ يَخْرُجُ الرَّجُلُ مِنْ بَيْتِهِ بِزَادٍ حَلَالٍ وَ كِرًى حَلَالٍ يُرِيدُ هَذَا الْبَيْتَ فَيُقْطَعُ عَلَيْهِ الطَّرِيقُ فَتُذْهَبُ نَفَقَتُهُ وَ يُضْرَبُ مَعَ ذَلِكَ ضَرْبَةً فِيهَا اجْتِيَاحُهُ قَالَ قَتَادَةُ اللَّهُمَّ نَعَمْ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ ع وَيْحَكَ يَا قَتَادَةُ إِنْ كُنْتَ إِنَّمَا فَسَّرْتَ الْقُرْآنَ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِكَ فَقَدْ هَلَكْتَ وَ أَهْلَكْتَ وَ إِنْ كُنْتَ قَدْ أَخَذْتَهُ مِنَ الرِّجَالِ فَقَدْ هَلَكْتَ وَ أَهْلَكْتَ وَيْحَكَ يَا قَتَادَةُ ذَلِكَ مَنْ خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ بِزَادٍ وَ رَاحِلَةٍ وَ كِرًى حَلَالٍ يَرُومُ هَذَا الْبَيْتَ عَارِفاً بِحَقِّنَا يَهْوِينَا قَلْبُهُ كَمَا قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ 1058 وَ لَمْ يَعْنِ الْبَيْتَ فَيَقُولَ إِلَيْهِ فَنَحْنُ وَ اللَّهِ دَعْوَةُ إِبْرَاهِيمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ الَّتِي مَنْ هَوَانَا قَلْبُهُ قُبِلَتْ حَجَّتُهُ وَ إِلَّا فَلَا يَا قَتَادَةُ فَإِذَا كَانَ كَذَلِكَ كَانَ آمِناً مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ قَالَ قَتَادَةُ لَا جَرَمَ وَ اللَّهِ لَا فَسَّرْتُهَا إِلَّا هَكَذَا
فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ ع وَيْحَكَ يَا قَتَادَةُ إِنَّمَا يَعْرِفُ الْقُرْآنَ مَنْ خُوطِبَ بِهِ 1059 .
إيضاح هو قتادة بن دعامة من مشاهير محدثي العامة و مفسريهم قوله فأنت أنت أي فأنت العالم المتوحد الذي لا يحتاج إلى المدح و الوصف و ينبغي أن يرجع إليك في العلوم قوله تعالى وَ قَدَّرْنا فِيهَا السَّيْرَ اعلم أن المشهور بين المفسرين أن هذه الآية لبيان حال تلك القرى في زمان قوم سبإ أي قدرنا سيرهم في القرى على قدر مقيلهم و مبيتهم لا يحتاجون إلى ماء و لا زاد لقرب المنازل و الأمر في قوله تعالى سِيرُوا متوجه إليهم على إرادة القول بلسان الحال أو المقال و يظهر من كثير من الأخبار أن الأمر متوجه إلى هذه الأمة أو خطاب عام يشملهم أيضا.
قوله ع و لم يعن البيت أي لا يتوهم أن المراد ميل القلوب إلى البيت و إلا لقال إليه بل كان غرض إبراهيم ع أن يجعل الله ذريته الذين أسكنهم عند البيت أنبياء و خلفاء تهوي إليهم قلوب الناس فالحج وسيلة للوصول إليهم و قد استجاب الله هذا الدعاء في النبي و أهل بيته صلوات الله عليهم فهم دعوة إبراهيم.
قال الجزري 1060 و منه الحديث و سأخبركم بأول أمري دعوة أبي إبراهيم و بشارة عيسى دعوة إبراهيم هي قوله تعالى وَ ابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِكَ 1061 و بشارة عيسى قوله وَ مُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ 1062 قوله لا جرم أي البتة و لا محالة.