کتابخانه روایات شیعه
بحار الأنوار (ط - بيروت) - ج 1تا15
9- عَنِ الْفَضْلِ 11955 قَالَ: شَكَوْتُ إِلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع أَنِّي أَلْقَى مِنَ الْبَوْلِ شِدَّةٌ فَقَالَ خُذْ مِنَ الشُّونِيزِ فِي آخِرِ اللَّيْلِ 11956 .
10- عَنْهُ، ع قَالَ: إِنَّ فِي الشُّونِيزِ شِفَاءً مِنْ كُلِّ دَاءٍ فَأَنَا آخُذُهُ لِلْحُمَّى وَ الصُّدَاعِ وَ الرَّمَدِ وَ لِوَجَعِ الْبَطْنِ وَ لِكُلِّ مَا يَعْرِضُ لِي مِنَ الْأَوْجَاعِ يَشْفِينِي اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِهِ 11957 .
بيان و تأييد أقول الخبر الأول لعله مأخوذ من كتب العامة رووه عن عبد الله بن بريدة عن أبيه عن النبي ص و فيها و إذا أصبحت قطرت في المنخرين الأيمن واحدة و في الأيسر اثنتين فإذا كان من الغد قطرات في المنخر الأيمن اثنين و في الأيسر واحدة فإذا كان اليوم الثالث قطرت في الأيمن واحدة و في الأيسر اثنتين و هو الصواب.
و قال صاحب فتح الباري بعد إيراد هذه الرواية و يؤخذ من ذلك أن معنى كون الحبة شفاء من كل داء أنها لا تستعمل في كل داء صرفا بل ربما استعمل مسحوقة و غير مسحوقة و ربما استعملت أكلا و شربا و سعوطا و ضمادا و غير ذلك.
و قيل إن قوله من كل داء تقديره تقبل العلاج بها فإنها إنما تنفع من الأمراض الباردة و أما الحارة فلا نعم قد يدخل في بعض الأمراض الحارة اليابسة بالعرض فيوصل قوى الأدوية الرطبة الباردة إليها بسرعة تنفيذها و استعمال الحار في بعض الأمراض الحارة لخاصية فيه لا يستنكر كالعنزروت فإنه حار و يستعمل في أدوية الرمد المركبة مع أن الرمد ورم حار باتفاق الأطباء.
و قد قال أهل العلم بالطب إن طبع الحبة السوداء حار يابس و هي مذهبة للنفخ نافعة من حمى الربع و البلغم مفتحة للسدد و الريح و إذا دقت و عجنت بالعسل و شربت بالماء الحار أذابت الحصاة و أدرت البول و الطمث و فيها جلاء و تقطيع و إذا دقت و ربطت بخرقة من كتان و أديم شمها نفع من الزكام البارد
و إذا نقع منها سبع حبات في لبن امرأة و سعط به صاحب اليرقان أفاده و إذا شرب منها وزن مثقال بماء أفاده من ضيق النفس و الضماد بها ينفع من الصداع البارد و إذا طبخت بخل و تمضمض بها نقعت من وجع الأسنان الكائن عن برد.
و قد ذكر ابن بيطار و غيره ممن صنف المفردات في منافعها هذا الذي ذكرته و أكثر منه.
و قال الخطابي قوله من كل داء هو من العام الذي يراد به الخاص لأنه ليس في طبع شيء من النبات ما يجمع جميع الأمور التي تقابل الطبائع كلها في معالجة الأدواء بمقابلها و إنما المراد أنها شفاء من كل داء يحدث من الرطوبة.
قال أبو بكر ابن العربي العسل عند الأطباء أقرب إلى أن يكون دواء من كل داء و مع ذلك فإن من الأمراض ما لو شرب صاحبه العسل لتأذى به فإذا كان المراد بقوله في العسل فِيهِ شِفاءٌ لِلنَّاسِ 11958 الأكثر الأغلب فحمل الحبة السوداء على ذلك أولى.
و قال غيره كان ع يصف الدواء بحسب ما يشاهد من حال المريض فلعل قوله في الحبة السوداء وافق مرض من مزاجه بارد فيكون معنى قوله شفاء من كل داء أي من هذا الجنس الذي وقع القول فيه و التخصيص بالجنسية كثير شائع و الله أعلم.
و قال الشيخ محمد بن أبي حمزة تكلم الناس في هذا الحديث و خصوا عمومه و ردوه إلى قول أهل الطب و التجربة و لا خفاء بغلط قائل ذلك لأنا إذا صدقنا أهل الطب و مدار علمهم غالبا إنما هو على التجربة التي بناؤها على الظن غالبا فتصديق من لا ينطق عن الهوى أولى بالقبول من كلامهم انتهى. و قد تقدم توجيه حمله على عمومه بأن يكون المراد بذلك ما هو أعم من الإفراد و التركيب و لا محذور في ذلك و لا خروج عن ظاهر الحديث و الله أعلم.
و قال الشونيز بضم المعجمة و سكون التحتانية بعدها زاي و قال القرطبي
قيد بعض مشايخنا الشين بالفتح و حكى عياض عن ابن الأعرابي أنه كسرها فأبدل الواو ياء فقال الشينيز و تفسير الحبة السوداء بالشونيز لشهرة الشونيز عندهم إذ ذاك و أما الآن فالأمر بالعكس و الحبة السوداء أشهر عند أهل هذا العصر من الشونيز بكثير و تفسيرها بالشونيز هو الأكثر الأشهر و هي الكمون الأسود و يقال لها أيضا الكمون الهندي.
و نقل إبراهيم الحربي في غريب الحديث عن الحسن البصري أنها الخردل.
و حكى أبو عبيد الهروي في الغريبين أنها ثمرة البطم بضم الموحدة و سكون المهملة.
و قال الجوهري هو صمغ شجرة يدعى الكمكام يجلب من اليمن و رائحتها طيبة و يستعمل في البخور قلت و ليس المراد هنا جزما و قال القرطبي تفسيرها بالشونيز أولى من وجهين أحدهما أنه قول الأكثر و الثاني كثرة منافعها بخلاف الخردل و البطم انتهى كلام ابن حجر.
و قال ابن بيطار الحبة السوداء يقال على الشونيز و على التشميزج 11959 و البشمة عند أهل الحجاز و قال البشمة اسم حجازي للحبة السوداء المستعملة في علاج العين يؤتى بها من اليمن.
11- الدَّعَائِمُ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ ع أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ قَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ ص فِي الْحَبَّةِ السَّوْدَاءِ قَالَ قَدْ قَالَ ذَلِكَ قِيلَ وَ مَا قَالَ قَالَ فِيهَا شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ إِلَّا السَّامَ يَعْنِي الْمَوْتَ ثُمَّ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ ع لِلسَّائِلِ أَ لَا أَدُلُّكَ عَلَى مَا لَمْ يَسْتَثْنِ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ ص قَالَ بَلَى قَالَ الدُّعَاءُ فَإِنَّهُ يَرُدُّ الْقَضَاءَ وَ قَدْ أُبْرِمَ إِبْرَاماً وَ ضَمَّ أَصَابِعَهُ مِنْ كَفَّيْهِ وَ جَمَعَهُمَا جَمِيعاً وَاحِدَةً إِلَى الْأُخْرَى الْخِنْصِرَ بِحِيَالِ الْخِنْصِرِ كَأَنَّهُ يُرِيكَ شَيْئاً.
باب 82 العناب
1 الْمَكَارِمُ، عَنْ عَلِيٍّ ع قَالَ: الْعُنَّابُ يَذْهَبُ بِالْحُمَّى 11960 .
2- عَنِ ابْنِ أَبِي الْخَضِيبِ 11961 قَالَ: كَانَتْ عَيْنِي قَدِ ابْيَضَّتْ وَ لَمْ أَكُنْ أُبْصِرُ بِهَا شَيْئاً فَرَأَيْتُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ع فِي الْمَنَامِ فَقُلْتُ يَا سَيِّدِي عَيْنِي قَدْ أَصَابَتْ 11962 إِلَى مَا تَرَى فَقَالَ خُذِ الْعُنَّابَ فَدُقَّهُ فَاكْتَحِلْ بِهِ فَأَخَذْتُ 11963 الْعُنَّابَ فَدَقَقْتُهُ بِنَوَاهُ وَ كَحَلْتُهَا فَانْجَلَتْ عَنْ عَيْنِي الظُّلْمَةُ وَ نَظَرْتُ أَنَا إِلَيْهَا إِذَا هِيَ 11964 صَحِيحَةٌ 11965 .
2- قَالَ الصَّادِقُ ع فَضْلُ الْعُنَّابِ عَلَى الْفَاكِهَةِ كَفَضْلِنَا عَلَى سَائِرِ النَّاسِ 11966 .
بيان قد أصابت أي العلة صائرا إلى ما ترى و قال في عجائب المخلوقات العناب شجرة مشهورة و ورقها ينفع من وجع العين الحار و ثمرها تنشف الدم فيما زعموا حتى ذكروا أن مسها أيضا يفعل ذلك الفعل فإذا أرادوا حملها من بلد إلى بلد كل يوم حملوها على دابة أخرى حتى لا ينشف دم الدابة الواحدة.
و قال جالينوس ما ينشف الدم و إنما يغلظه انتهى.
و قال ابن بيطار نقلا عن المسيح حار رطب في وسط الدرجة الأولى و الحرارة فيه أغلب من الرطوبة و يولد خلطا محمودا إذا أكل أو شرب ماؤه و يسكن حدة الدم و حراقته و هو نافع من السعال و من الربو و وجع الكليتين و المثانة و وجع الصدر و المختار منه ما عظم من حبه و إذا أكل قبل الطعام فهو أجود.
باب 83 الحلبة
1- مِنْ أَصْلٍ قَدِيمٍ لِبَعْضِ أَصْحَابِنَا أَظُنُّهُ التَّلَّعُكْبَرِيَّ عَنْ سَهْلِ بْنِ أَحْمَدَ الدِّيبَاجِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْأَشْعَثِ عَنْ مُوسَى بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص عَلَيْكُمْ بِالْحُلْبَةِ وَ لَوْ بِيعَ وَزْنُهَا ذَهَباً.
2- الْمَكَارِمُ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص عَلَيْكُمْ بِالْحُلْبَةِ وَ لَوْ يَعْلَمُ 11967 أُمَّتِي مَا لَهَا فِي الْحُلْبَةِ لَتَدَاوَوْا بِهَا وَ لَوْ بِوَزْنِهَا ذَهَباً 11968 .
3- الدَّعَائِمُ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ص قَالَ: تَدَاوَوْا بِالْحُلْبَةِ فَلَوْ يَعْلَمُ أُمَّتِي مَا لَهَا فِي الْحُلْبَةِ لَتَدَاوَتْ بِهَا وَ لَوْ بِوَزْنِهَا مِنْ ذَهَبٍ.
باب 84 الحرمل و الكندر
1- الطب، طب الأئمة عليهم السلام عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ خَالِدٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ رَبِّهِ عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ مَيْمُونٍ عَنْ أَبِي خَالِدٍ الْوَاسِطِيِّ عَنْ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ رَفَعَهُ إِلَى آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص مَا أَنْبَتَ الْحَرْمَلُ مِنْ شَجَرَةٍ وَ لَا وَرَقَةٍ وَ لَا ثَمَرَةٍ إِلَّا وَ مَلَكٌ مُوَكَّلٌ بِهَا حَتَّى تَصِلَ إِلَى مَنْ وَصَلَتْ إِلَيْهِ أَوْ تَصِيرَ حُطَاماً وَ إِنَّ فِي أَصْلِهَا وَ فَرْعِهَا نُشْرَةً 11969
وَ إِنَّ فِي حَبِّهَا الشِّفَاءَ مِنَ اثْنَيْنِ وَ سَبْعِينَ دَاءً فَتَدَاوَوْا بِهَا وَ بِالْكُنْدُرِ 11970 .
2 وَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الصَّادِقِ ع أَنَّهُ سُئِلَ عَنِ الْحَرْمَلِ وَ اللُّبَانِ فَقَالَ أَمَّا الْحَرْمَلُ فَمَا تَقَلْقَلَ 11971 لَهُ عِرْقٌ فِي الْأَرْضِ وَ لَا ارْتَفَعَ لَهُ فَرْعٌ فِي السَّمَاءِ إِلَّا وُكِّلَ بِهِ مَلَكٌ حَتَّى يَصِيرَ حُطَاماً أَوْ يَصِيرَ إِلَى مَا صَارَتْ وَ إِنَّ الشَّيْطَانَ لَيَتَنَكَّبُ سَبْعِينَ دَاراً دُونَ الدَّارِ الَّتِي هُوَ فِيهَا وَ هُوَ شِفَاءٌ مِنْ سَبْعِينَ دَاءً أَهْوَنُهُ الْجُذَامُ فَلَا تَغْفُلُوا عَنْهُ 11972 .
بيان قال الجوهري النشرة هي كالتعويذ و الرقية و قال في النهاية النشرة بالضم ضرب من الرقية و العلاج يعالج به من كان يظن أن به مسا من الجنّ سميت نشرة لأنه ينشر بها عنه ما خامره من الداء أي يكشف و يزال.
3- الْمَكَارِمُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَكَمِ قَالَ: شَكَا نَبِيٌّ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ جُبْنَ أُمَّتِهِ فَأَوْحَى اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَيْهِ مُرْ أُمَّتَكَ تَأْكُلُ الْحَرْمَلَ.
وَ فِي رِوَايَةٍ مُرْهُمْ فَلْيَسْقُوا الْحَرْمَلَ فَإِنَّهُ يَزِيدُ الرَّجُلَ شَجَاعَةً 11973 .
4- وَ مِنْهُ، سُئِلَ الصَّادِقُ ع عَنِ الْحَرْمَلِ وَ اللُّبَانِ فَقَالَ أَمَّا الْحَرْمَلُ فَمَا تَقَلْقَلَ 11974 لَهُ عِرْقٌ فِي الْأَرْضِ وَ لَا ارْتَفَعَ لَهُ فَرْعٌ فِي السَّمَاءِ إِلَّا وَكَّلَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِهِ مَلَكاً حَتَّى يَصِيرَ حُطَاماً أَوْ يَصِيرَ إِلَى مَا صَارَ إِلَيْهِ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ يَتَنَكَّبُ 11975 سَبْعِينَ دَاراً دُونَ الدَّارِ الَّتِي فِيهَا الْحَرْمَلُ وَ هُوَ شِفَاءٌ مِنْ سَبْعِينَ دَاءً أَهْوَنُهُ الْجُذَامُ فَلَا يَفُوتَنَّكُمْ قَالَ وَ أَمَّا اللُّبَانُ فَهُوَ مُخْتَارُ الْأَنْبِيَاءِ ع مِنْ قَبْلِي وَ بِهِ كَانَتْ تَسْتَعِينُ مَرْيَمُ ع وَ لَيْسَ دُخَانٌ يَصْعَدُ إِلَى السَّمَاءِ أَسْرَعَ مِنْهُ وَ هُوَ مَطْرَدَةُ الشَّيَاطِينِ وَ مَدْفَعَةٌ لِلْعَاهَةِ فَلَا يَفُوتَنَّكُمْ 11976 . 11977
5- الْفِرْدَوْسُ، عَنِ النَّبِيِّ ص قَالَ: مَنْ شَرِبَ الْحَرْمَلَ أَرْبَعِينَ صَبَاحاً كُلَّ يَوْمٍ مِثْقَالًا لَاسْتَنَارَ الْحِكْمَةُ فِي قَلْبِهِ وَ عُوفِيَ مِنِ اثْنَيْنِ وَ سَبْعِينَ دَاءً أَهْوَنُهُ الْجُذَامُ.
توضيح قد مر وصف الحرمل. و قال ابن بيطار اللبان هو الكندر و قال يحرق الدم و البلغم و ينشف رطوبات الصدر و يقوّي المعدة الضعيفة و يسخّنه و الكبد إذا بردتا و إن أنقع منه مثقالا في ماء و شرب كل يوم نفع من البلغم و زاد في الحفظ و جلا الذهن و ذهب بكثرة النسيان غير أنه يحدث لشاربه إذا أكثر منه صداعا و يهضم الطعام و يطرد الريح. و قال جالينوس إذا اكتحل به العين التي فيها دم محتقن نفع من ذلك و حلّله ثم ذكر له خواصّ كثيرة.
باب 85 السعد و الأشنان