کتابخانه روایات شیعه
بحار الأنوار (ط - بيروت) - ج 1تا15
إلى ملكه و أخذ ذلك الشيطان فحبسها في صخرة و ألقاها في البحر فهؤلاء قالوا قوله وَ أَلْقَيْنا عَلى كُرْسِيِّهِ جَسَداً هو جلوس ذلك الشيطان على كرسيه عقوبة له ثم قال و اعلم أن أهل التحقيق استبعدوا هذا الكلام من وجوه الأول أن الشيطان لو قدر على أن يتشبه بالصورة و الخلقة بالأنبياء فحينئذ لا يبقى اعتماد على شيء قطعا فلعل هؤلاء الذين رأوهم الناس في صورة محمد و موسى و عيسى ع ما كانوا أولئك بل كانوا شياطين تشبهوا بهم في الصورة 13932 و معلوم أن ذلك يبطل الدين بالكلية.
الثاني أن الشيطان لو قدر على أن يعامل نبي الله تعالى بمثل هذه المعاملة لوجب أن يقدر على مثلها مع جميع العلماء و الزهاد و حينئذ وجب أن يقتلهم و يمزق تصانيفهم و يخرب ديارهم.
الثالث كيف يليق بحكمة الله و إحسانه أن يسلط الشيطان على أزواج سليمان 13933 و لا شك أنه قبيح.
الرابع لو قلنا إن سليمان ع أذن لتلك المرأة في عبادة تلك الصورة فهذا كفر منه و إن لم يأذن فيه فالذنب على تلك المرأة فكيف يؤاخذ الله سليمان ع بفعل لم يصدر عنه 13934 و قال السيد قدس الله روحه أما ما رواه القصاص الجهال في هذا الباب فليس مما يذهب على عاقل بطلانه و أن مثله لا يجوز على الأنبياء ع و أن النبوة لا تكون في خاتم يسلبها الجني و أن الله تعالى لا يمكن الجني من التمثل بصورة النبي و لا غير ذلك مما افتروا به على النبي 13935 .
أقول ثم ذكر رحمه الله وجوها ذكر الطبرسي رحمة الله عليه مختصرا منها مع غيرها منها أن سليمان ع قال يوما في مجلسه لأطوفن الليلة على سبعين امرأة تلد كل امرأة منهن غلاما يضرب بالسيف في سبيل الله و لم يقل إن شاء الله فطاف
عليهن فلم تحمل منهن إلا امرأة واحدة جاءت بشق ولد
رَوَاهُ أَبُو هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ ص قَالَ: ثُمَّ قَالَ فَوَ الَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَوْ قَالَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فُرْسَاناً.
فالجسد الذي ألقي على كرسيه كان هذا ثم أناب إلى الله تعالى و فرغ إلى الصلاة 13936 و الدعاء على وجه الانقطاع إليه سبحانه و هذا لا يقتضي أنه وقع منه معصية صغيرة و لا كبيرة لأنه ع و إن لم يستثن ذكره 13937 لفظا فلا بد من أن يكون استثناه ضميرا و اعتقادا إذ لو كان قاطعا للقول بذلك لكان مطلقا لما لا يأمن أن يكون كذبا إلا أنه لما لم يذكر لفظة الاستثناء عوتب على ذلك من حيث ترك ما هو مندوب إليه.
و منها ما روي أن الجن و الشياطين لما ولد لسليمان ع ابن قال بعضهم لبعض إن عاش له ولد لنلقين منه ما لقينا من أبيه من البلاء فأشفق ع منهم عليه فاسترضعه في المزن و هو السحاب فلم يشعر إلا و قد وضع على كرسيه ميتا تنبيها على أن الحذر لا ينفع عن القدر و إنما عوتب ع على خوفه من الشياطين عن الشعبي و هو المروي عن أبي عبد الله ع.
و منها أنه ولد له ميت جسد بلا روح فألقي على سريره عن الجبائي.
و منها أن الجسد المذكور هو جسد سليمان لمرض امتحنه الله تعالى به و تقدير الكلام و ألقيناه على كرسيه جسدا لشدة المرض فيكون جسدا منصوبا على الحال و العرب تقول في الإنسان إذا كان ضعيفا هو جسد بلا روح و لحم على وضم 13938 ثُمَّ أَنابَ أي رجع إلى حال الصحة عن أبي مسلم و أما 13939 ما ذكر عن ابن عباس أنه ألقي شيطان اسمه صخر على كرسيه و كان ماردا عظيما لا يقوى عليه جميع الشياطين و كان نبي الله سليمان لا يدخل الكنيف بخاتمه فجاء صخر في صورة سليمان حتى أخذ الخاتم من امرأة من نسائه و أقام أربعين يوما في ملكه و سليمان هارب و عن مجاهد أن شيطانا اسمه
آصف قال له سليمان كيف تفتنون الناس قال أرني خاتمك أخبرك بذلك فلما أعطاه إياه نبذه في البحر فذهب ملكه و قعد الشيطان على كرسيه و منعه الله تعالى نساء سليمان فلم يقربهن و كان سليمان يستطعم فلا يطعم حتى أعطته امرأته يوما حوتا فشق بطنه فوجد خاتمه فيه فرد الله ملكه 13940 و عن السدي أن اسم ذلك الشيطان خيفيق 13941 و ما ذكر أن السبب في ذلك أن الله سبحانه أمره أن لا يتزوج في غير بني إسرائيل فتزوج من غيرهم و قيل بل السبب فيه أنه وطئ امرأة في حال الحيض فسال منها الدم فوضع خاتمه و دخل الحمام فجاء الشيطان و أخذه و قيل تزوج امرأة مشركة و لم يستطع أن يكرهها على الإسلام فعبدت الصنم في داره أربعين يوما فابتلاه الله بحديث الشيطان و الخاتم أربعين يوما و قيل احتجب ثلاثة أيام و لم ينظر في أمر الناس فابتلي بذلك فإن جميع 13942 ذلك مما لا يعول عليه لأن النبوة لا تكون في الخاتم و لا يجوز أن يسلبها الله النبي و لا أن يمكن الشيطان من التمثل بصورة النبي و القعود على سريره و الحكم بين عباده و بالله التوفيق 13943 .
باب 9 قصته عليه السلام مع بلقيس
1- ختص، الإختصاص أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَ فَضَالَةُ عَنْ أَبَانٍ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ وَ زُرَارَةَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ: مَا زَادَ الْعَالِمُ عَلَى النَّظَرِ إِلَى مَا خَلْفَهُ وَ مَا بَيْنَ يَدَيْهِ مَدَّ بَصَرِهِ ثُمَّ نَظَرَ إِلَى سُلَيْمَانَ ع ثُمَّ مَدَّ بِيَدِهِ فَإِذَا هُوَ مُمَثَّلٌ بَيْنَ يَدَيْهِ.
2- وَ ذَكَرَ عَلِيُّ بْنُ مَهْزِيَارَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ زُرَارَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع يَقُولُ مَا زَادَ صَاحِبُ سُلَيْمَانَ عَلَى أَنْ قَالَ بِإِصْبَعِهِ هَكَذَا فَإِذَا هُوَ قَدْ جَاءَ بَعَرْشِ صَاحِبَةِ سَبَإٍ فَقَالَ لَهُ حُمْرَانُ كَيْفَ هَذَا أَصْلَحَكَ اللَّهُ فَقَالَ إِنَّ أَبِي كَانَ يَقُولُ إِنَّ الْأَرْضَ طُوِيَتْ لَهُ إِذَا أَرَادَ طَوَاهَا.
3- فس، تفسير القمي كَانَ سُلَيْمَانُ ع إِذَا قَعَدَ عَلَى كُرْسِيِّهِ جَاءَتْ جَمِيعُ الطَّيْرِ الَّتِي سَخَّرَهَا اللَّهُ لِسُلَيْمَانَ فَتُظِلُّ الْكُرْسِيَّ وَ الْبِسَاطَ بِجَمِيعِ مَنْ عَلَيْهِ مِنَ الشَّمْسِ فَغَابَ عَنْهُ الْهُدْهُدُ مِنْ بَيْنِ الطَّيْرِ فَوَقَعَتِ الشَّمْسُ مِنْ مَوْضِعِهِ فِي حِجْرِ سُلَيْمَانَ فَرَفَعَ رَأْسَهُ وَ قَالَ كَمَا حَكَى اللَّهُ ما لِيَ لا أَرَى الْهُدْهُدَ إِلَى قَوْلِهِ بِسُلْطانٍ مُبِينٍ أَيْ بِحُجَّةٍ قَوِيَّةٍ فَلَمْ يَمْكُثْ إِلَّا قَلِيلًا إِذْ جَاءَ الْهُدْهُدُ فَقَالَ لَهُ سُلَيْمَانُ أَيْنَ كُنْتَ قَالَ أَحَطْتُ بِما لَمْ تُحِطْ بِهِ وَ جِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ أَيْ بِخَبَرٍ صَحِيحٍ إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَ أُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَ هَذَا مِمَّا لَفْظُهُ عَامٌّ وَ مَعْنَاهُ خَاصٌّ لِأَنَّهَا لَمْ تُؤْتَ أَشْيَاءَ كَثِيرَةً مِنْهَا الذَّكَرُ وَ اللِّحْيَةُ ثُمَّ قَالَ وَجَدْتُها وَ قَوْمَها يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِلَى قَوْلِهِ فَهُمْ لا يَهْتَدُونَ ثُمَّ قَالَ الْهُدْهُدُ أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّماواتِ أَيِ الْمَطَرَ وَ فِي الْأَرْضِ النَّبَاتَ 13944 ثُمَّ قَالَ سُلَيْمَانُ سَنَنْظُرُ أَ صَدَقْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْكاذِبِينَ إِلَى قَوْلِهِ ما ذا يَرْجِعُونَ فَقَالَ الْهُدْهُدُ إِنَّهَا فِي عَرْشٍ عَظِيمٍ أَيْ سَرِيرٍ فَقَالَ سُلَيْمَانُ أَلْقِ الْكِتَابَ عَلَى قُبَّتِهَا فَجَاءَ الْهُدْهُدُ فَأَلْقَى الْكِتَابَ فِي حِجْرِهَا فَارْتَاعَتْ مِنْ ذَلِكَ وَ جَمَعَتْ جُنُودَهَا وَ قَالَتْ لَهُمْ كَمَا حَكَى اللَّهُ يا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتابٌ كَرِيمٌ
أَيْ مَخْتُومٌ إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمانَ وَ إِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَ أْتُونِي مُسْلِمِينَ أَيْ لَا تَتَكَبَّرُوا عَلَيَّ ثُمَّ قَالَتْ يا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي ما كُنْتُ قاطِعَةً أَمْراً حَتَّى تَشْهَدُونِ قالُوا لَهَا كَمَا حَكَى اللَّهُ نَحْنُ أُولُوا قُوَّةٍ وَ أُولُوا بَأْسٍ شَدِيدٍ وَ الْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانْظُرِي ما ذا تَأْمُرِينَ فَقَالَتْ لَهُمْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوها وَ جَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِها أَذِلَّةً فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ وَ كَذلِكَ يَفْعَلُونَ ثُمَّ قَالَتْ إِنْ كَانَ هَذَا نَبِيّاً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ كَمَا يَدَّعِي فَلَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُغْلَبُ وَ لَكِنْ سَأَبْعَثُ إِلَيْهِ بِهَدِيَّةٍ فَإِنْ كَانَ مَلِكاً يَمِيلُ إِلَى الدُّنْيَا قَبِلَهَا وَ عَلِمْتُ أَنَّهُ لَا يَقْدِرُ عَلَيْنَا فَبَعَثَتْ إِلَيْهِ حُقّاً فِيهِ جَوْهَرَةٌ عَظِيمَةٌ وَ قَالَتْ لِلرَّسُولِ قُلْ لَهُ يَثْقُبُ هَذِهِ الْجَوْهَرَةَ بِلَا حَدِيدٍ وَ لَا نَارٍ فَأَتَاهُ الرَّسُولُ بِذَلِكَ فَأَمَرَ سُلَيْمَانُ ع بَعْضَ جُنُودِهِ مِنَ الدِّيدَانِ فَأَخَذَ خَيْطاً فِي فَمِهِ ثُمَّ ثَقَبَهَا وَ أَخْرَجَ الْخَيْطَ مِنَ الْجَانِبِ الْآخَرِ وَ قَالَ سُلَيْمَانُ لِرَسُولِهَا فَما آتانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِمَّا آتاكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لا قِبَلَ لَهُمْ بِها أَيْ لَا طَاقَةَ 13945 وَ لَنُخْرِجَنَّهُمْ مِنْها أَذِلَّةً وَ هُمْ صاغِرُونَ فَرَجَعَ إِلَيْهَا الرَّسُولُ فَأَخْبَرَهَا بِذَلِكَ وَ بِقُوَّةِ سُلَيْمَانَ فَعَلِمَتْ أَنَّهُ لَا مَحِيصَ لَهَا فَارْتَحَلَتْ وَ خَرَجَتْ 13946 نَحْوَ سُلَيْمَانَ فَلَمَّا أَخْبَرَ اللَّهُ سُلَيْمَانَ بِإِقْبَالِهَا نَحْوَهُ قَالَ لِلْجِنِّ وَ الشَّيَاطِينِ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِها قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ قالَ عِفْرِيتٌ مِنَ عَفَارِيتِ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقامِكَ وَ إِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ قَالَ سُلَيْمَانُ أُرِيدُ أَسْرَعَ مِنْ ذَلِكَ فَقَالَ آصَفُ بْنُ بَرْخِيَا أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَدَعَا اللَّهَ بِاسْمِهِ الْأَعْظَمِ فَخَرَجَ السَّرِيرُ مِنْ تَحْتِ كُرْسِيِّ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ ع فَقَالَ سُلَيْمَانُ نَكِّرُوا لَها عَرْشَها أَيْ غَيِّرُوهُ نَنْظُرْ أَ تَهْتَدِي أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لا يَهْتَدُونَ فَلَمَّا جاءَتْ قِيلَ أَ هكَذا عَرْشُكِ قالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ وَ كَانَ سُلَيْمَانُ قَدْ أَمَرَ أَنْ يُتَّخَذَ لَهَا بَيْتٌ مِنْ قَوَارِيرَ وَ وَضَعَهُ عَلَى الْمَاءِ ثُمَ قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ فَظَنَّتْ أَنَّهُ مَاءٌ فَرَفَعَتْ ثَوْبَهَا وَ أَبْدَتْ سَاقَيْهَا فَإِذَا عَلَيْهَا شَعْرٌ كَثِيرٌ فَقِيلَ لَهَا إِنَّهُ صَرْحٌ مُمَرَّدٌ مِنْ قَوارِيرَ قالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَ أَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ
فَتَزَوَّجَهَا سُلَيْمَانُ وَ هِيَ بِلْقِيسُ بِنْتُ الشَّرْحِ 13947 الْجُبَيْرِيَّةُ وَ قَالَ سُلَيْمَانُ لِلشَّيَاطِينِ اتَّخِذُوا لَهَا شَيْئاً يُذْهِبُ هَذَا الشَّعْرَ عَنْهَا فَعَمِلُوا الْحَمَّامَاتِ وَ طَبَخُوا النُّورَةَ 13948 فَالْحَمَّامَاتُ وَ النُّورَةُ مِمَّا اتَّخَذَتْهُ الشَّيَاطِينُ لِبِلْقِيسَ وَ كَذَا الْأَرْحِيَةُ الَّتِي تَدُورُ عَلَى الْمَاءِ وَ قَالَ الصَّادِقُ ع أُعْطِيَ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ ع مَعَ عِلْمِهِ مَعْرِفَةَ الْمَنْطِقِ بِكُلِّ لِسَانٍ وَ مَعْرِفَةَ اللُّغَاتِ وَ مَنْطِقِ الطَّيْرِ وَ الْبَهَائِمِ وَ السِّبَاعِ فَكَانَ إِذَا شَاهَدَ الْحُرُوبَ تَكَلَّمَ بِالْفَارِسِيَّةِ وَ إِذَا قَعَدَ لِعُمَّالِهِ وَ جُنُودِهِ وَ أَهْلِ مَمْلَكَتِهِ تَكَلَّمَ بِالرُّومِيَّةِ فَإِذَا خَلَا مَعَ نِسَائِهِ 13949 تَكَلَّمَ بِالسُّرْيَانِيَّةِ وَ النَّبَطِيَّةِ وَ إِذَا قَامَ فِي مِحْرَابِهِ لِمُنَاجَاةِ رَبِّهِ تَكَلَّمَ بِالْعَرَبِيَّةِ وَ إِذَا جَلَسَ لِلْوُفُودِ وَ الْخُصَمَاءِ تَكَلَّمَ بِالْعِبْرَانِيَّةِ قَوْلُهُ لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذاباً شَدِيداً يَقُولُ لَأَنْتِفَنَّ رِيشَهُ قَوْلُهُ أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَ يَقُولُ لَا تَعْظُمُوا عَلَيَّ قَوْلُهُ لا قِبَلَ لَهُمْ بِها يَقُولُ لَا طَاقَةَ لَهُمْ بِهَا وَ قَوْلُ سُلَيْمَانَ لِيَبْلُوَنِي أَ أَشْكُرُ الَّذِي آتَانِي مِنَ الْمُلْكِ أَمْ أَكْفُرُ إِذَا رَأَيْتُ مَنْ هُوَ دُونِي 13950 أَفْضَلَ مِنِّي عِلْماً فَعَزَمَ اللَّهُ لَهُ عَلَى الشُّكْرِ 13951 .