کتابخانه روایات شیعه
بحار الأنوار (ط - بيروت) - ج 1تا15
الجزء الخامس و السبعون
تتمة كتاب الروضة
تتمة أبواب المواعظ و الحكم
تتمة باب 15 مواعظ أمير المؤمنين ع و خطبه أيضا و حكمه
49- كِتَابُ الْغَارَاتِ 20279 ، لِإِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِيِّ عَنْ أَبِي زَكَرِيَّا الْجَرِيرِيِّ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ قَالَ خُطْبَةٌ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع الْحَمْدُ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَ نَسْتَعِينُهُ وَ نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَ مِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا مَنْ يَهْدِي اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَ مَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلا هادِيَ لَهُ وَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ انْتَجَبَهُ بِالْوَلَايَةِ وَ اخْتَصَّهُ بِالْإِكْرَامِ وَ بَعَثَهُ بِالرِّسَالَةِ أَحَبَّ خَلْقِهِ إِلَيْهِ وَ أَكْرَمَهُمْ عَلَيْهِ فَبَلَّغَ رِسَالاتِ رَبِّهِ وَ نَصَحَ لِأُمَّتِهِ وَ قَضَى الَّذِي عَلَيْهِ أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ فَإِنَّ تَقْوَى اللَّهِ خَيْرُ مَا تَوَاصَتْ بِهِ الْعِبَادُ وَ أَقْرَبُهُ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ وَ خِيَرَةٌ فِي عَوَاقِبِ الْأُمُورِ فَبِتَقْوَى اللَّهِ أُمِرْتُمْ وَ لَهَا خُلِقْتُمْ فَاخْشَوُا اللَّهَ خَشْيَةً لَيْسَتْ بِسُمْعَةٍ وَ لَا تَعْذِيرٍ 20280 فَإِنَّهُ لَمْ يَخْلُقْكُمْ عَبَثاً وَ لَيْسَ بِتَارِكِكُمْ سُدًى 20281 قَدْ أَحْصَى أَعْمَالَكُمْ وَ سَمَّى آجَالَكُمْ وَ كَتَبَ آثَارَكُمْ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الدُّنْيَا فَإِنَّهَا غَرَّارَةٌ مَغْرُورٌ مَنِ اغْتَرَّ بِهَا وَ إِلَى فَنَاءٍ مَا هِيَ نَسْأَلُ اللَّهَ رَبَّنَا وَ رَبَّكُمْ أَنْ يَرْزُقَنَا وَ إِيَّاكُمْ خَشْيَةَ السُّعَدَاءِ وَ مَنَازِلَ الشُّهَدَاءِ وَ مُرَافَقَةَ الْأَنْبِيَاءِ فَإِنَّمَا نَحْنُ بِهِ وَ لَهُ.
50- وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ، خُطْبَةٌ لَهُ ع الْحَمْدُ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ تَسْبِيحاً وَ نُمَجِّدُهُ تَمْجِيداً نُكَبِّرُ عَظَمَتَهُ لِعِزِّ جَلَالِهِ وَ نُهَلِّلُهُ تَهْلِيلًا مُوَحِّداً مُخْلِصاً وَ نَشْكُرُهُ فِي مَصَانِعِهِ الْحُسْنَى أَهْلَ الْحَمْدِ وَ الثَّنَاءِ الْأَعْلَى وَ نَسْتَغْفِرُهُ لِلْحَتِّ مِنَ الْخَطَايَا وَ نَسْتَعْفِيهِ مِنْ مَتْحِ ذَنُوبِ الْبَلَايَا 20282 وَ نُؤْمِنُ بِاللَّهِ يَقِيناً فِي أَمْرِهِ وَ نَسْتَهْدِي بِالْهُدَى الْعَاصِمِ الْمُنْقِذِ الْعَازِمِ بِعَزَمَاتِ خَيْرِ قَدَرٍ مُوجِبِ فَصْلِ عَدْلِ فَضَاءٍ نَافِذٍ بِفَوْزٍ سَابِقٍ بِسَعَادَةٍ فِي كِتَابٍ كَرِيمٍ مَكْنُونٍ وَ نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ مَضِيقِ مَضَايِقِ السُّبُلِ عَلَى أَهْلِهَا بَعْدَ اتِّسَاعِ مَنَاهِجِ الْحَقِّ لِطَمْسِ آيَاتِ مُنِيرِ الْهُدَى بِلُبْسِ ثِيَابِ مَضَلَّاتِ الْفِتَنِ وَ نَشْهَدُ غَيْرَ ارْتِيَابِ حَالٍ دُونَ يَقِينِ مُخْلِصٍ بِأَنَّ اللَّهَ وَاحِدٌ مُوَحَّدٌ وَفِيٌّ وَعْدُهُ وَثِيقٌ عَقْدُهُ صَادِقٌ قَوْلُهُ- لَا شَرِيكَ لَهُ فِي الْأَمْرِ وَ لَا وَلِيَّ لَهُ مِنَ الذُّلِّ نُكَبِّرُهُ تَكْبِيراً- لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ وَ نَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً ص عَبْدُهُ بَعِيثُ اللَّهِ لِوَحْيِهِ وَ نَبِيُّهُ بِعَيْنِهِ وَ رَسُولُهُ بِنُورِهِ مُجِيباً مُذَكِّراً مُؤَدِّياً مُبْقِياً مَصَابِيحَ شُهُبٍ ضِيَاءٍ مُبْصِرٍ وَ مَاحِياً مَاحِقاً مُزْهِقاً رُسُومَ أَبَاطِيلِ خَوْضِ الْخَائِضِينَ بِدَارِ اشْتِبَاكِ ظُلْمَةِ كُفْرٍ دَامِسٍ فَجَلَا غَوَاشِيَ أَظْلَامِ لُجِّيٍّ رَاكِدٍ 20283 بِتَفْصِيلِ آيَاتِهِ مِنْ بَعْدِ تَوْصِيلِ قَوْلِهِ وَ فَصَّلَ فِيهِ الْقَوْلَ لِلذَّاكِرِينَ بِمُحْكَمَاتٍ مِنْهُ بَيِّنَاتٍ وَ مُشْتَبِهَاتٍ يَتْبَعُهَا الزَّائِغُ قَلْبُهُ ابْتِغَاءَ التَّأْوِيلِ تَعَرُّضاً لِلْفِتَنِ وَ الْفِتَنُ مُحِيطَةٌ بِأَهْلِهَا وَ الْحَقُّ نَهْجٌ مُسْتَنِيرٌ مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ يُطِعِ اللَّهَ وَ مَنْ يُطِعِ اللَّهَ يَسْتَحِقَّ الشُّكْرَ مِنَ اللَّهِ بِحُسْنِ الْجَزَاءِ وَ مَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ يُعَايِنْ عُسْرَ الْحِسَابِ لَدَى اللِّقَاءِ قَضَاءً بِالْعَدْلِ عِنْدَ الْقِصَاصِ بِالْحَقِّ يَوْمَ إِفْضَاءِ الْخَلْقِ إِلَى الْخَالِقِ أَمَّا بَعْدُ فَمُنْصِتٌ سَامِعٌ لِوَاعِظٍ نَفَعَهُ إِنْصَاتُهُ وَ صَامِتٌ ذُو لُبٍّ شُغِلَ قَلْبُهُ بِالْفِكْرِ فِي أَمْرِ اللَّهِ حَتَّى أَبْصَرَ فَعَرَفَ فَضْلَ طَاعَتِهِ عَلَى مَعْصِيَتِهِ وَ شَرَفَ نَهْجِ ثَوَابِهِ عَلَى احْتِلَالٍ مِنْ عِقَابِهِ وَ مُخْبِرٌ النَّائِلُ رِضَاهُ عِنْدَ الْمُسْتَوْجِبِينَ غَضَبَهُ عِنْدَ تَزَايُلِ الْحِسَابِ وَ شَتَّى بَيْنَ الْخَصْلَتَيْنِ وَ بَعِيدٌ تَقَارُبُ مَا بَيْنَهُمَا أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ بَارِئِ الْأَرْوَاحِ وَ فَالِقِ الْإِصْبَاحِ.
51- مِنْ كِتَابِ مَطَالِبِ السَّئُولِ 20284 ، لِمُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ مِنْ كَلَامِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع ذِمَّتِي بِمَا أَقُولُ رَهِينَةٌ وَ أَنَا بِهِ زَعِيمٌ إِنَّ مَنْ صَرَّحَتْ 20285 لَهُ الْعِبَرُ عَمَّا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْمَثُلَاتِ حَجَزَهُ التَّقْوَى عَنْ تَقَحُّمِ الشُّبُهَاتِ أَلَا وَ إِنَّ الْخَطَايَا خَيْلٌ شُمُسٌ 20286 حُمِلَ عَلَيْهَا أَهْلُهَا وَ خُلِعَتْ لُجُمُهَا فَتَقَحَّمَتْ بِهِمْ فِي النَّارِ أَلَا وَ إِنَّ التَّقْوَى مَطَايَا ذُلُلٌ حُمِلَ عَلَيْهَا أَهْلُهَا وَ أُعْطُوا أَزِمَّتَهَا فَأَوْرَدَتْهُمُ الْجَنَّةَ حَقٌّ وَ بَاطِلٌ وَ لِكُلٍّ أَهْلٌ فَلَئِنْ أَمِرَ الْبَاطِلُ 20287 لَقَدِيماً فَعَلَ وَ لَئِنْ قَلَّ الْحَقُّ فَلَرُبَّمَا وَ لَعَلَّ وَ لَقَلَّمَا أَدْبَرَ شَيْءٌ فَأَقْبَلَ لَقَدْ شُغِلَ مَنِ الْجَنَّةُ وَ النَّارُ أَمَامَهُ سَاعٍ سَرِيعٌ نَجَا وَ طَالِبٌ بَطِيءٌ رَجَا وَ مُقَصِّرٌ فِي النَّارِ هَوَى الْيَمِينُ وَ الشِّمَالُ مَضَلَّةٌ 20288 وَ الطَّرِيقُ الْوُسْطَى هِيَ الْجَادَّةُ عَلَيْهَا بَاقِي الْكِتَابِ 20289 وَ آثَارُ النُّبُوَّةِ وَ مِنْهَا مَنْفَذُ السُّنَّةِ وَ إِلَيْهَا مَصِيرُ الْعَاقِبَةِ هَلَكَ مَنِ ادَّعَى وَ خابَ مَنِ افْتَرى وَ خَسِرَ مَنْ بَاعَ الْآخِرَةَ بِالْأُولَى وَ لِكُلِّ نَبَإٍ مُسْتَقَرٌّ وَ كُلُّ مَا هُوَ آتٍ قَرِيبٌ.
52- وَ مِنْهُ 20290 ، لَقَدْ جَاهَرَتْكُمُ الْعِبَرُ وَ زُجِرْتُمْ بِمَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ وَ مَا يُبَلِّغُ عَنِ اللَّهِ بَعْدَ رُسُلِ اللَّهِ إِلَّا الْبَشَرُ أَلَا وَ إِنَّ الْغَايَةَ أَمَامَكُمْ وَ إِنَّ وَرَاءَكُمُ السَّاعَةَ تَحْدُوكُمْ تَخَفَّفُوا تَلْحَقُوا فَإِنَّمَا يُنْتَظَرُ بِأَوَّلِكُمْ آخِرُكُمْ 20291 .
53- وَ قَالَ ع يَوْماً وَ قَدْ أَحْدَقَ النَّاسُ بِهِ أُحَذِّرُكُمُ الدُّنْيَا فَإِنَّهَا مَنْزِلُ قُلْعَةٍ وَ لَيْسَتْ بِدَارِ نُجْعَةٍ 20292 هَانَتْ عَلَى رَبِّهَا فَخَلَطَ خَيْرَهَا بِشَرِّهَا وَ حُلْوَهَا بِمُرِّهَا لَمْ يَضَعْهَا لِأَوْلِيَائِهِ وَ لَا يَضِنَّنَّ بِهَا عَلَى أَعْدَائِهِ وَ هِيَ دَارُ مَمَرٍّ لَا دَارُ مُسْتَقَرٍّ وَ النَّاسُ فِيهَا رَجُلَانِ رَجُلٌ بَاعَ نَفْسَهُ فَأَوْبَقَهَا 20293 وَ رَجُلٌ ابْتَاعَ نَفْسَهُ فَأَعْتَقَهَا إِنِ اعْذَوْذَبَ مِنْهَا جَانِبٌ فَحَلَا أَمَرَّ مِنْهَا جَانِبٌ فَأَوْبَى 20294 أَوَّلُهَا عَنَاءٌ وَ آخِرُهَا فَنَاءٌ مَنِ اسْتَغْنَى فِيهَا فُتِنَ وَ مَنِ افْتَقَرَ فِيهَا حَزِنَ مَنْ سَاعَاهَا فَاتَتْهُ وَ مَنْ قَعَدَ عَنْهَا أَتَتْهُ وَ مَنْ أَبْصَرَ فِيهَا بَصَّرَتْهُ وَ مَنْ أَبْصَرَ إِلَيْهَا أَعْمَتْهُ فَالْإِنْسَانُ فِيهَا غَرَضُ الْمَنَايَا مَعَ كُلِّ جَرْعَةٍ شَرَقٌ وَ مَعَ كُلِّ أَكْلَةٍ غُصَصٌ- لَا تُنَالُ مِنْهَا نِعْمَةٌ إِلَّا بِفِرَاقِ أُخْرَى.