کتابخانه روایات شیعه
بحار الأنوار (ط - بيروت) - ج 1تا15
جَعَلْتَ رُؤْيَتَهَا لِجَمِيعِ النَّاسِ مَرْأًى وَاحِداً وَ أَسْأَلُكَ اللَّهُمَّ بِمَجْدِكَ الَّذِي كَلَّمْتَ بِهِ عَبْدَكَ وَ رَسُولَكَ مُوسَى بْنَ عِمْرَانَ فِي الْمُقَدَّسِينَ فَوْقَ إِحْسَاسِ الْكَرُوبِيِّينَ فَوْقَ غَمَائِمِ النُّورِ فَوْقَ تَابُوتِ الشَّهَادَةِ فِي عَمُودِ النُّورِ وَ فِي طُورِ سَيْنَاءَ وَ فِي جَبَلِ حُورِيثَ فِي الْوَادِي الْمُقَدَّسِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ مِنَ الشَّجَرَةِ وَ فِي أَرْضِ مِصْرَ بِتِسْعِ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَ يَوْمَ فَرَقْتَ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ وَ فِي الْمُنْبَجِسَاتِ الَّتِي صَنَعْتَ بِهَا الْعَجَائِبَ فِي بَحْرِ سُوفٍ وَ عَقَدْتَ مَاءَ الْبَحْرِ فِي قَلْبِ الْغَمْرِ كَالْحِجَارَةِ وَ جَاوَزْتَ بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ وَ تَمَّتْ كَلِمَتُكَ الْحُسْنَى عَلَيْهِمْ بِمَا صَبَرُوا وَ أَوْرَثْتَهُمْ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَ مَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْتَ فِيهَا لِلْعَالَمِينَ وَ أَغْرَقْتَ فِرْعَوْنَ وَ جُنُودَهُ وَ مَرَاكِبَهُ فِي الْيَمِّ وَ بِاسْمِكَ الْعَظِيمِ الْأَعْظَمِ الْأَعْظَمِ الْأَعْظَمِ الْأَعَزِّ الْأَجَلِّ الْأَكْرَمِ وَ بِمَجْدِكَ الَّذِي تَجَلَّيْتَ بِهِ لِمُوسَى كَلِيمِكَ فِي طُورِ سَيْنَاءَ وَ لِإِبْرَاهِيمَ خَلِيلِكَ مِنْ قَبْلُ فِي مَسْجِدِ الْخَيْفِ وَ لِإِسْحَاقَ صَفِيِّكَ فِي بِئْرِ شِيَعٍ وَ لِيَعْقُوبَ نَبِيِّكَ فِي بَيْتِ إِيلٍ وَ أَوْفَيْتَ لِإِبْرَاهِيمَ ع بِمِيثَاقِكَ وَ لِإِسْحَاقَ ع بِحَلْفِكَ وَ لِيَعْقُوبَ ع بِشَهَادَتِكَ وَ لِلْمُؤْمِنِينَ بِوَعْدِكَ وَ لِلدَّاعِينَ بِأَسْمَائِكَ فَأَجَبْتَ وَ بِمَجْدِكَ الَّذِي ظَهَرَ لِمُوسَى بْنِ عِمْرَانَ عَلَى قُبَّةِ الرُّمَّانِ وَ بِآيَاتِكَ الَّتِي وَقَعَتْ عَلَى أَرْضِ مِصْرَ بِمَجْدِ الْعِزَّةِ وَ الْغَلَبَةِ بِآيَاتٍ عَزِيزَةٍ وَ بِسُلْطَانِ الْقُوَّةِ وَ بِعِزَّةِ الْقُدْرَةِ وَ بِشَأْنِ الْكَلِمَةِ التَّامَّةِ وَ بِكَلِمَاتِكَ الَّتِي تَفَضَّلْتَ بِهَا عَلَى أَهْلِ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ وَ أَهْلِ الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ وَ بِرَحْمَتِكَ الَّتِي مَنَنْتَ بِهَا عَلَى جَمِيعِ خَلْقِكَ وَ بِاسْتِطَاعَتِكَ الَّتِي أَقَمْتَ بِهَا الْعَالَمِينَ وَ بِنُورِكَ الَّذِي قَدْ خَرَّ مِنْ فَزَعِهِ طُورُ سَيْنَاءَ وَ بِعِلْمِكَ وَ جَلَالِكَ وَ كِبْرِيَائِكَ وَ عِزَّتِكَ وَ جَبَرُوتِكَ الَّتِي لَمْ تَسْتَقِلَّهَا الْأَرْضُ وَ انْخَفَضَتْ لَهَا السَّمَاوَاتُ وَ انْزَجَرَ لَهَا الْعُمْقُ الْأَكْبَرُ وَ رَكَدَتْ لَهَا الْبِحَارُ وَ الْأَنْهَارُ وَ خَضَعَتْ لَهَا الْجِبَالُ وَ سَكَنَتْ لَهَا الْأَرْضُ بِمَنَاكِبِهَا وَ اسْتَسْلَمَتْ لَهَا الْخَلَائِقُ كُلُّهَا وَ خَفَقَتْ لَهَا الرِّيَاحُ فِي جَرَيَانِهَا وَ خَمَدَتْ لَهَا النِّيرَانُ فِي أَوْطَانِهَا وَ بِسُلْطَانِكَ الَّذِي عُرِفَتْ لَكَ الْغَلَبَةُ دَهْرَ الدُّهُورِ وَ حُمِدْتَ بِهِ فِي السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرَضِينَ وَ بِكَلِمَتِكَ كَلِمَةِ الصِّدْقِ الَّتِي سَبَقَتْ لِأَبِينَا آدَمَ وَ ذُرِّيَّتِهِ بِالرَّحْمَةِ
وَ أَسْأَلُكَ بِكَلِمَتِكَ الَّتِي غَلَبَتْ كُلَّ شَيْءٍ وَ بِنُورِ وَجْهِكَ الَّذِي تَجَلَّيْتَ بِهِ لِلْجَبَلِ فَجَعَلْتَهُ دَكّاً وَ خَرَّ مُوسى صَعِقاً وَ بِمَجْدِكَ الَّذِي ظَهَرَ عَلَى طُورِ سَيْنَاءَ فَكَلَّمْتَ بِهِ عَبْدَكَ وَ رَسُولَكَ مُوسَى بْنَ عِمْرَانَ وَ بِطَلْعَتِكَ فِي سَاعِيرَ وَ ظُهُورِكَ فِي جَبَلِ فَارَانَ بِرَبَوَاتِ الْمُقَدَّسِينَ وَ جُنُودِ الْمَلَائِكَةِ الصَّافِّينَ وَ خُشُوعِ الْمَلَائِكَةِ الْمُسَبِّحِينَ وَ بِبَرَكَاتِكَ الَّتِي بَارَكْتَ فِيهَا عَلَى إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِكَ ع فِي أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَوَاتُكَ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ بَارَكْتَ لِإِسْحَاقَ صَفِيِّكَ فِي أُمَّةِ عِيسَى ع وَ بَارَكْتَ لِيَعْقُوبَ ع إِسْرَائِيلِكَ- فِي أُمَّةِ مُوسَى ع وَ بَارَكْتَ لِحَبِيبِكَ مُحَمَّدٍ ص وَ عِتْرَتِهِ وَ ذُرِّيَّتِهِ وَ أُمَّتِهِ وَ كَمَا غِبْنَا عَنْ ذَلِكَ وَ لَمْ نَشْهَدْهُ وَ آمَنَّا بِهِ وَ لَمْ نَرَهُ صِدْقاً وَ عَدْلًا أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تُبَارِكَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ تَرَحَّمْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ كَأَفْضَلِ مَا صَلَّيْتَ وَ بَارَكْتَ وَ تَرَحَّمْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَ آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ فَعَّالٌ لِمَا تُرِيدُ وَ أَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ: ثُمَّ تَذْكُرُ مَا تُرِيدُ ثُمَّ قُلْ يَا حَنَّانُ يَا مَنَّانُ يَا بَدِيعَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ يَا ذَا الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ اللَّهُمَّ بِحَقِّ هَذَا الدُّعَاءِ وَ بِحَقِّ هَذِهِ الْأَسْمَاءِ الَّتِي لَا يَعْلَمُ تَفْسِيرَهَا وَ لَا يَعْلَمُ بَاطِنَهَا غَيْرُكَ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ افْعَلْ بِي كَذَا وَ كَذَا وَ انْتَقِمْ لِي مِنْ فُلَانِ بْنِ فُلَانٍ وَ اغْفِرْ لِي ذُنُوبِي مَا تَقَدَّمَ مِنْهَا وَ مَا تَأَخَّرَ وَ وَسِّعْ عَلَيَّ مِنْ حَلَالِ رِزْقِكَ وَ اكْفِنِي مَئُونَةَ إِنْسَانِ سَوْءٍ وَ جَارِ سَوْءٍ وَ سُلْطَانِ سَوْءٍ إِنَّكَ عَلَى مَا تَشَاءُ قَدِيرٌ وَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ آمِينَ رَبَّ الْعَالَمِينَ- 10731 قَالَ الشَّيْخُ أَحْمَدُ بْنُ فَهْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي الْعُدَّةِ وَ يُسْتَحَبُّ أَنْ يَقُولَ عَقِيبَ دُعَاءِ السِّمَاتِ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِحُرْمَةِ هَذَا الدُّعَاءِ وَ بِمَا فَاتَ مِنْهُ مِنَ الْأَسْمَاءِ وَ بِمَا يَشْتَمِلُ عَلَيْهِ مِنَ التَّفْسِيرِ وَ التَّدْبِيرِ الَّذِي لَا يُحِيطُ بِهِ إِلَّا أَنْتَ أَنْ تَفْعَلَ بِي كَذَا وَ كَذَا.
الْمُتَهَجِّدُ، وَ الْبَلَدُ الْأَمِينُ، وَ الْجُنَّةُ، جنة الأمان وَ الْإِخْتِيَارُ، يُسْتَحَبُّ الدُّعَاءُ بِهَذَا
الدُّعَاءِ آخِرَ سَاعَةٍ مِنْ نَهَارِ يَوْمِ الْجُمُعَةِ وَ هُوَ دُعَاءُ السِّمَاتِ مَرْوِيٌّ عَنِ الْعَمْرِيِّ ره وَ ذَكَرُوا الدُّعَاءَ إِلَى قَوْلِهِ وَ أَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ثُمَّ تَذْكُرُ مَا تُرِيدُ وَ فِي بَعْضِ نُسَخِ الْمُتَهَجِّدِ 10732 ثُمَّ تَقُولُ يَا اللَّهُ يَا حَنَّانُ إِلَى قَوْلِهِ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ افْعَلْ بِي مَا أَنْتَ أَهْلُهُ وَ لَا تَفْعَلْ بِي مَا أَنَا أَهْلُهُ وَ انْتَقِمْ لِي مِمَّنْ يُؤْذِينِي وَ اغْفِرْ لِي مِنْ ذُنُوبِي إِلَى قَوْلِهِ- وَ اكْفِنِي مِنْ جَمِيعِ مُهِمَّاتِ الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ وَ اكْفِنِي مَئُونَةَ إِنْسَانِ سَوْءٍ وَ جَارِ سَوْءٍ وَ قَوْمِ سَوْءٍ وَ سُلْطَانِ سَوْءٍ إِلَى آخِرِ الدُّعَاءِ.
و قال الكفعمي روح الله روحه 10733 قال مولانا الصدر السعيد ضياء الدين قدس الله سره قرأت في بعض نسخ دعاء السمات في آخره اللهم بحق هذا الدعاء إلى قوله آمين رب العالمين و صلى الله على محمد و آله و سلم.
جَمَالُ الْأُسْبُوعِ 10734 ، بِإِسْنَادِهِ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ هَارُونَ بْنِ مُوسَى التَّلَّعُكْبَرِيِّ قَالَ نَسَخْتُ هَذَا الدُّعَاءَ مِنْ كِتَابٍ دَفَعَهُ إِلَيَّ الشَّيْخُ الْفَاضِلُ أَبُو الْحَسَنِ خَلَفُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ خَلَفٍ الْمَاوَرْدِيُّ بِسُرَّ مَنْ رَأَى بِحَضْرَةِ مَوْلَانَا أَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ وَ أَبِي مُحَمَّدٍ الْحَسَنِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمَا فِي شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ أَرْبَعِمِائَةٍ وَجَدْتُ فِيهِ نُسَخَ هَذَا الْحَدِيثِ مِنْ أَبِي عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بِبَغْدَادَ هَكَذَا حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ يَحْيَى قَالَ حَضَرْنَا مَجْلِسَ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ سَعِيدٍ الْعَمْرِيَّ ثُمَّ قَالَ بَعْدَ كَلَامٍ ذَكَرُهُ حَدَّثَنِي أَبُو عَمْرٍو مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ الْعَمْرِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ وَ رَوَى الدُّعَاءَ عَنْ مَوْلَانَا جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ ع وَ قَالَ فِي هَذِهِ الرِّوَايَةِ وَ يُسْتَحَبُّ أَنْ يُدْعَى بِهِ آخِرَ نَهَارِ يَوْمِ الْجُمُعَةِ: الْإِخْتِيَارُ تَقُولُ بَعْدَ دُعَاءِ السِّمَاتِ اللَّهُمَّ بِحَقِّ هَذَا الدُّعَاءِ وَ بِحَقِّ هَذِهِ الْأَسْمَاءِ الَّتِي لَا يَعْلَمُ تَفْسِيرَهَا وَ لَا تَأْوِيلَهَا وَ لَا بَاطِنَهَا وَ لَا ظَاهِرَهَا غَيْرُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تَرْزُقَنِي خَيْرَ الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ وَ افْعَلْ بِي كَذَا وَ كَذَا وَ افْعَلْ
بِي مَا أَنْتَ أَهْلُهُ وَ لَا تَفْعَلْ بِي مَا أَنَا أَهْلُهُ وَ انْتَقِمْ لِي مِنْ فُلَانِ بْنِ فُلَانٍ وَ اغْفِرْ لِي مِنْ ذُنُوبِي مَا تَقَدَّمَ مِنْهَا وَ مَا تَأَخَّرَ وَ لِوَالِدَيَّ وَ لِجَمِيعِ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ وَ وَسِّعْ عَلَيَّ مِنْ حَلَالِ رِزْقِكَ وَ اكْفِنِي مَئُونَةَ إِنْسَانِ سَوْءٍ وَ جَارِ سَوْءٍ وَ سُلْطَانِ سَوْءٍ وَ قَرِينِ سَوْءٍ وَ يَوْمِ سَوْءٍ وَ سَاعَةِ سَوْءٍ وَ انْتَقِمْ لِي مِمَّنْ يَكِيدُنِي وَ مِمَّنْ يَبْغِي عَلَيَّ وَ يُرِيدُ بِي وَ بِأَهْلِي وَ أَوْلَادِي وَ إِخْوَانِي وَ جِيرَانِي وَ قَرَابَاتِي مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ ظُلْماً إِنَّكَ عَلَى مَا تَشَاءُ قَدِيرٌ وَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ آمِينَ رَبَّ الْعَالَمِينَ- وَ يَقُولُ اللَّهُمَّ بِحَقِّ هَذَا الدُّعَاءِ تَفَضَّلْ عَلَى فُقَرَاءِ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ بِالْغَنَاءِ وَ الثَّرْوَةِ وَ عَلَى مَرْضَى الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ بِالشِّفَاءِ وَ الصِّحَّةِ وَ عَلَى أَحْيَاءِ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ بِاللُّطْفِ وَ الْكَرَامَةِ وَ عَلَى أَمْوَاتِ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ بِالْمَغْفِرَةِ وَ الرَّحْمَةِ وَ عَلَى مُسَافِرِي الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ بِالرَّدِّ إِلَى أَوْطَانِهِمْ سَالِمِينَ غَانِمِينَ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ وَ صَلَّى اللَّهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ خَاتَمِ النَّبِيِّينَ وَ عِتْرَتِهِ الطَّاهِرِينَ وَ سَلَّمَ تَسْلِيماً كَثِيراً-.
وَ وَجَدْتُ فِي نُسْخَةٍ أُخْرَى قَرَأَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع عَقِيبَ دُعَاءِ السِّمَاتِ هَذِهِ الْكَلِمَاتِ يَا عُدَّتِي عِنْدَ كُرْبَتِي وَ يَا غِيَاثِي عِنْدَ شِدَّتِي وَ يَا وَلِيِّي فِي نِعْمَتِي وَ يَا مُنْجِحِي فِي حَاجَتِي وَ يَا مَفْزَعِي فِي وَرْطَتِي وَ يَا مُنْقِذِي مِنْ هَلَكَتِي وَ يَا كَالِئِي فِي وَحْدَتِي صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اغْفِرْ لِي خَطِيئَتِي وَ يَسِّرْ لِي أَمْرِي وَ اجْمَعْ لِي شَمْلِي وَ أَنْجِحْ لِي طَلِبَتِي وَ أَصْلِحْ لِي شَأْنِي وَ اكْفِنِي مَا أَهَمَّنِي وَ اجْعَلْ لِي مِنْ أَمْرِي فَرَجاً وَ مَخْرَجاً وَ لَا تُفَرِّقْ بَيْنِي وَ بَيْنَ الْعَافِيَةِ أَبَداً مَا أَبْقَيْتَنِي وَ عِنْدَ وَفَاتِي إِذَا تَوَفَّيْتَنِي يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ وَ صَلَّى اللَّهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ.
توضيح و تبيين
أقول: هذا الدعاء من الدعوات التي اشتهرت بين أصحابنا غاية الاشتهار و في جميع الأعصار و الأمصار و كانوا يواظبون عليها و قال الشيخ إبراهيم بن علي الكفعمي طيب الله تربته في كتاب صفوة الصفات 10735
رُوِيَ عَنِ الْإِمَامِ الْبَاقِرِ ع
أَنَّهُ قَالَ: لَوْ حَلَفْتُ أَنَّ فِي هَذَا الدُّعَاءِ الِاسْمَ الْأَعْظَمَ لَبَرَرْتُ فَادْعُوا بِهِ عَلَى ظَالِمِنَا وَ مُضْطَهِدِنَا وَ الْمُتَعَزِّزِينَ عَلَيْنَا ثُمَّ قَالَ ع إِنَّ يُوشَعَ بْنَ نُونٍ وَصِيَّ مُوسَى ع لَمَّا حَارَبَ الْعَمَالِيقَ وَ كَانُوا فِي صُوَرٍ هَائِلَةٍ ضَعُفَتْ نُفُوسُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنْهُمْ فَشَكَوْا إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَأَمَرَ اللَّهُ تَعَالَى يُوشَعَ ع أَنْ يَأْمُرَ الْخَوَاصَّ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنْ يَأْخُذَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ فِي الْقَرْنِ هَذَا الدُّعَاءَ لِأَنْ لَا يَسْتَرِقَ السَّمْعَ بَعْضُ شَيَاطِينِ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ فَيَتَعَلَّمُوهُ ثُمَّ يُلْقُونَ الْجِرَارَ فِي عَسْكَرِ الْعَمَالِيقِ آخِرَ اللَّيْلِ وَ يَكْسِرُونَهَا فَفَعَلُوا ذَلِكَ فَأَصْبَحَ الْعَمَالِيقُ كَأَنَّهُمْ أَعْجازُ نَخْلٍ خاوِيَةٍ مُنْتَفِخِي الْأَجْوَافِ مَوْتَى فَاتَّخِذُوهُ عَلَى مَنِ اضْطَهَدَكُمْ مِنْ سَائِرِ النَّاسِ ثُمَّ قَالَ هَذَا مِنْ عَمِيقِ مَكْنُونِ الْعِلْمِ وَ مَخْزُونِهِ فَادْعُوا بِهِ وَ لَا تَبْذُلُوهُ لِلنِّسَاءِ السُّفَهَاءِ وَ الصِّبْيَانِ وَ الظَّالِمِينَ وَ الْمُنَافِقِينَ.
ثم قال الكفعمي و هو مروي عن الصادق ع أيضا بعينه إلا أنه ذكر أن محاربة العمالقة كانت مع موسى ع روى ذلك عنه عثمان بن سعيد العمروي قال محمد بن علي الراشدي ما دعوت به في مهم و لا ملم إلا و رأيت سرعة الإجابة و يستحب أن يدعى بها عند غروب الشمس من يوم كل جمعة و ليلة السبت أيضا و يقال إن من اتخذ هذا الدعاء في كل وجه يتوجه أو كل حاجة يقصدها أو يجعله أمام خروجه إلى عدو يخافه أو سلطان يخشاه قضيت حاجته و لم يقدر عليه عدوه و من لم يقدر على تلاوته فليكتبه في رقعة و يجعله في عضده أو في جيبه فإنه يقوم مقام ذلك.
ثم قال ره دعاء السمات بكسر السين أي العلامات و السمة العلامة كأن عليه علامات الإجابة و سمي أيضا دعاء الشبور قال الجوهري في صحاحه و هو البوق قلت و فيه المناسبة للقرون المثقوبة كما مر أو يكون مأخوذا من الشبر بإسكان الباء و تحريكها و هو العطاء يقال شبرت فلانا و أشبرته أي أعطيته فكأنه دعاء العطاء من الله تعالى و قيل بالعبرانية دعاء يوم السبت و قال بعضهم اسمه سمة و معنى سمة الاسم الأعظم انتهى.
و في النهاية في حديث الأذان ذكر له الشبور جاء تفسيره في الحديث أنه البوق و فسروه أيضا بالقنع و اللفظة عبرانية انتهى.
إذا دعيت به على مغالق أبواب السماء للفتح بالرحمة انفتحت و إذا دعيت به على مضايق أبواب الأرض للفرج انفرجت لا يخفى ما في الفقرتين من الاستعارات اللطيفة و اللطائف البديعة اللفظية و المعنوية قال الكفعمي الضمير في به راجع إلى الاسم الأعظم و المغالق جمع مغلاق و هو ما يغلق و يفتح بالمفتاح و يقال للمغلاق أيضا الغلق و فتح المغالق هنا مجاز أو المراد أن بهذا الاسم يستفتح الأغلاق و يستمنح الأعلاق و هو السبيل الموصل إلى المسئول و الدليل الدال على المأمول و المضايق جمع مضيق و المعنى أن هذا الاسم يفتح الفرج في المضايق و يثبت القدم في المزالق.
و في الفقرتين أنواع من البديع المناسبة اللفظية من مغالق و مضايق و انفتحت و انفرجت و المطابقة و هو الجمع بين المتضادين بين السماء و الأرض و لام العلة في للفتح و للفرج.
و التوشيح و هو أن يكون معنى أول الكلام دالا على آخره إذا عرف الروي و ائتلاف اللفظ مع اللفظ للملائمة بين المغالق و الأبواب و الفتح و الانفتاح و بين المضايق و الأبواب و الفرج و الانفراج و البسط أي الإتيان باللفظ الكثير للمعنى القليل إذ كان يمكنه ع أن يقول لو ترك الإطناب مغالق السماء لانفتحت بالرحمة و مضايق الأرض لانفرجت بالرحمة و الفوائد في الإطناب ظاهرة.
و التكرار و هو أن يكرر الكلمة بلفظها و معناها لتأكيد الوصف أو المدح و هنا كرر ذكر الرحمة و الأبواب للتأكيد بحصول الرحمة و كشف العذاب و تفريج المضايق و فتح الأبواب.
و الإشارة و هي أن يشير المتكلم إلى معان كثيرة بكلام قليل و في الفقرتين أشار بذكر الرحمة السماوية و الأرضية إلى رفع الأعمال و نزول الأرزاق و الآجال و زوال الكرب و بلوغ الآمال إلى غير ذلك مما لا يستقصى.
و المجاز في الأبواب و المغالق و الانسجام و هو انحدار الكلام كانحدار
الماء بسهولة سبكه و عذوبة لفظه ليكون له في القلوب موقع و الإبداع و هو أن يأتي في البيت الواحد أو الفقرة عدة ضروب من البديع و قد عرفت اجتماع تلك الوجوه في فقرتي الدعاء.
و إذا دعيت به على العسر لليسر تيسرت قال ره العسر ضد اليسر و يجوز ضم السين فيهما و إسكانها قال ابن قتيبة إذا توالت الضمتان في حرف كان لك أن تخفف و تثقل مثل رسل و رسل و قال الجوهري البأساء و الضراء الشدة و هما اسمان مؤنثان و في جوامع الطبرسي البأساء الفقر و الشدة و الضراء المرض و الزمانة و في الغريبين البأساء في الأموال و هو الفقر و الضراء في الأنفس و هو القتل و البؤس شدة الفقر.
و بجلال وجهك الكريم قال رحمه الله جلال الله عظمته قاله الجوهري أكرم الوجوه أي أجلها و أعظمها و قد يكون أكرم بمعنى أعز كقولهم فلان أكرم من فلان أي أعز منه و منه قوله إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ 10736 أي عزيز و قد يكون أكرم بمعنى أجود و الكريم هو الجواد المفضال و رجل كريم أي جواد سخي.