کتابخانه روایات شیعه
بحار الأنوار (ط - بيروت) - ج 1تا15
الملوك و السلاطين و نوابهم و جنودهم الذين يحفظون بيضة الإسلام حتى يتهيأ الوصول إلى الطعام و استخدام كل من تعب في طعامه من أكار و نجار و حدادين و حطابين و خبازين و طباخين و من يقصر عن حصرهم بيان الأقلام و لسان حال الأفهام و كيف يحسن من عبد يريحه سيده من جميع هذا التعب و العناء و يحمل إليه طعامه و هو مستريح من هذا الشقاء فلا يرى له في ذلك منة كبيرة و لا صغيرة أ فما يكون كأنه ميت العقل و القلب أعمى عن نظر هذه النعم الكثيرة.
16 وَ مِنَ الدُّعَاءِ عِنْدَ أَكْلِ الطَّعَامِ مَا رَوَيْنَاهُ بِإِسْنَادِنَا إِلَى الطَّبْرِسِيِّ عَمَّنْ رَوَاهُ عَنِ الْأَئِمَّةِ عَلَيْهِمْ أَفْضَلُ الصَّلَاةِ وَ السَّلَامِ قَالَ: يَقُولُ عِنْدَ تَنَاوُلِ الطَّعَامِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي يُطْعِمُ وَ لَا يُطْعَمُ وَ يُجِيرُ وَ لَا يُجَارُ عَلَيْهِ وَ يَسْتَغْنِي وَ يُفْتَقَرُ إِلَيْهِ اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَلَى مَا رَزَقْتَنِي مِنَ الطَّعَامِ وَ الْإِدَامِ فِي يُسْرٍ مِنْكَ وَ عَافِيَةٍ مِنْ غَيْرِ كَدٍّ مِنِّي وَ مَشَقَّةٍ بِسْمِ اللَّهِ خَيْرِ الْأَسْمَاءِ بِسْمِ اللَّهِ رَبِّ الْأَرْضِ وَ السَّمَاءِ بِسْمِ اللَّهِ الَّذِي لَا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَ لَا فِي السَّمَاءِ وَ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ اللَّهُمَّ أَسْعِدْنِي مِنْ مَطْعَمِي هَذَا بِخَيْرِهِ وَ أَعِذْنِي مِنْ شَرِّهِ وَ أَمْتِعْنِي بِنَفْعِهِ وَ سَلِّمْنِي مِنْ ضَرِّهِ.
وَ مِنَ الدُّعَاءِ الْمُخْتَصِّ بِالْإِفْطَارِ فِي شَهْرِ الصِّيَامِ مَا رَوَيْنَاهُ بِإِسْنَادِنَا إِلَى الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ قَالَ الصَّادِقُ ع إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص قَالَ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع يَا أَبَا الْحَسَنِ هَذَا شَهْرُ رَمَضَانَ قَدْ أَقْبَلَ فَاجْعَلْ دُعَاءَكَ قَبْلَ فُطُورِكَ فَإِنَّ جَبْرَئِيلَ ع جَاءَنِي فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ مَنْ دَعَا بِهَذَا الدُّعَاءِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ قَبْلَ أَنْ يُفْطِرَ اسْتَجَابَ اللَّهُ تَعَالَى دُعَاءَهُ وَ قَبِلَ صَوْمَهُ وَ صَلَاتَهُ وَ اسْتَجَابَ لَهُ عَشْرَ دَعَوَاتٍ وَ غَفَرَ لَهُ ذَنْبَهُ وَ فَرَّجَ هَمَّهُ وَ نَفَّسَ كُرْبَتَهُ وَ قَضَى حَوَائِجَهُ وَ أَنْجَحَ طَلِبَتَهُ وَ رَفَعَ عَمَلَهُ مَعَ أَعْمَالِ النَّبِيِّينَ وَ الصِّدِّيقِينَ وَ جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَ وَجْهُهُ أَضْوَأُ مِنَ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ فَقُلْتُ مَا هُوَ يَا جَبْرَئِيلُ فَقَالَ قُلِ- اللَّهُمَّ رَبَّ النُّورِ الْعَظِيمِ وَ رَبَّ الْكُرْسِيِّ الرَّفِيعِ وَ رَبَّ الْبَحْرِ الْمَسْجُورِ وَ رَبَّ الشَّفْعِ الْكَبِيرِ وَ النُّورِ الْعَزِيزِ وَ رَبَّ التَّوْرَاةِ وَ الْإِنْجِيلِ وَ الزَّبُورِ وَ
الْفُرْقَانِ الْعَظِيمِ أَنْتَ إِلَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَ إِلَهُ مَنْ فِي الْأَرْضِ- لَا إِلَهَ فِيهِمَا غَيْرُكَ وَ أَنْتَ مَلِكُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَ مَلِكُ مَنْ فِي الْأَرْضِ لَا مَلِكَ فِيهِمَا غَيْرُكَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْكَبِيرِ وَ نُورِ وَجْهِكَ الْمُنِيرِ وَ بِمُلْكِكَ الْقَدِيمِ يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي أَشْرَقَ بِهِ كُلُّ شَيْءٍ وَ بِاسْمِكَ الَّذِي أَشْرَقَتْ بِهِ السَّمَاوَاتُ وَ الْأَرْضُ وَ بِاسْمِكَ الَّذِي صَلَحَ بِهِ الْأَوَّلُونَ وَ بِهِ يَصْلُحُ الْآخِرُونَ يَا حَيُّ قَبْلَ كُلِّ حَيٍّ وَ يَا حَيُّ بَعْدَ كُلِّ حَيٍّ وَ يَا حَيُّ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اغْفِرْ لِي ذُنُوبِي وَ اجْعَلْ لِي مِنْ أَمْرِي يُسْراً وَ فَرَجاً قَرِيباً وَ ثَبِّتْنِي عَلَى دِينِ مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ عَلَى سُنَّةِ مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ وَ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ وَ اجْعَلْ عَمَلِي فِي الْمَرْفُوعِ الْمُتَقَبَّلِ وَ هَبْ لِي كَمَا وَهَبْتَ لِأَوْلِيَائِكَ وَ أَهْلِ طَاعَتِكَ فَإِنِّي مُؤْمِنٌ بِكَ وَ مُتَوَكِّلٌ عَلَيْكَ مُنِيبٌ إِلَيْكَ مَعَ مَصِيرِي إِلَيْكَ وَ تَجْمَعُ لِي وَ لِأَهْلِي وَ وُلْدِيَ الْخَيْرَ كُلَّهُ وَ تَصْرِفُ عَنِّي وَ عَنْ وُلْدِي وَ أَهْلِيَ الشَّرَّ كُلَّهُ أَنْتَ الْحَنَّانُ الْمَنَّانُ بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ تُعْطِي الْخَيْرَ مَنْ تَشَاءُ وَ تَصْرِفُهُ عَمَّنْ تَشَاءُ فَامْنُنْ عَلَيَّ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
14 وَ مِنَ الدُّعَاءِ عِنْدَ الْإِفْطَارِ مَا وَجَدْنَاهُ فِي كُتُبِ أَصْحَابِنَا عَنِ النَّبِيِّ ص أَنَّهُ قَالَ: مَا مِنْ عَبْدٍ يَصُومُ فَيَقُولُ عِنْدَ إِفْطَارِهِ- يَا عَظِيمُ يَا عَظِيمُ أَنْتَ إِلَهِي لَا إِلَهَ غَيْرُكَ اغْفِرْ لِيَ الذَّنْبَ الْعَظِيمَ إِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذَّنْبَ الْعَظِيمَ إِلَّا الْعَظِيمُ- إِلَّا خَرَجَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَيَوْمَ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ.
4 وَ أَمَّا الْقِرَاءَةُ عِنْدَ الْإِفْطَارِ فَإِنَّنَا رَوَيْنَاهَا وَ وَجَدْنَاهَا مَرْوِيَّةً عَنْ مَوْلَانَا زَيْنِ الْعَابِدِينَ ع أَنَّهُ قَالَ: مَنْ قَرَأَ إِنَّا أَنْزَلْناهُ عِنْدَ فُطُورِهِ وَ عِنْدَ سُحُورِهِ كَانَ فِيمَا بَيْنَهُمَا كَالْمُتَشَحِّطِ بِدَمِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ تَعَالَى.
فصل فيما نذكره مما يستحب أن يفطر عليه
اعلم أننا قد ذكرنا فيما تقدم من هذا الكتاب كيفية الاستظهار في الطعام و الشراب و نزيد هاهنا بأن نقول ينبغي أن يكون الطعام و الشراب الذي يفطر عليه مع الطهارة من الحرام و الشبهات قد تنزهت طرق تهيئته لمن يفطر عليه
من أن يكون قد اشتغل به من هيأه عن عبادة الله جل جلاله و هو أهم منه فربما يصير ذلك شبهة في الطعام و الشراب لكونه عمل في وقت كان الله جل جلاله كارها للعمل فيه و معرضا عنه و حسبك في سقم طعام أو شراب أن يكون صاحبه رب الأرباب كارها لتهيئته على تلك الوجوه و الأسباب فما يؤمن المستعمل له أن يكون سقما في القلوب و الأجسام و الألباب.
أقول و أما تعيين ما يفطر عليه من طريق الأخبار فقد رويناه بعدة أسانيد.
5، 14 فَمِنْ ذَلِكَ مَا رَوَيْنَاهُ بِإِسْنَادِنَا إِلَى الْفَقِيهِ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ فَضَّالٍ التَّمِيمِيِ 3590 الْكُوفِيِّ مِنْ كِتَابِ الصِّيَامِ بِإِسْنَادِهِ إِلَى جَابِرٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ص يُفْطِرُ عَلَى الْأَسْوَدَيْنِ قُلْتُ رَحِمَكَ اللَّهُ وَ مَا الأسودين- [الْأَسْوَدَانِ] قَالَ التَّمْرُ وَ الْمَاءُ وَ الرُّطَبُ وَ الْمَاءُ.
14 وَ رَأَيْتُ فِي حَدِيثٍ مِنْ غَيْرِ كِتَابِ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ فَضَّالٍ عَنِ النَّبِيِّ ص أَنَّهُ قَالَ: مَنْ أَفْطَرَ عَلَى تَمْرٍ حَلَالٍ زِيدَ فِي صَلَاتِهِ أَرْبَعُمِائَةِ صَلَاةٍ.
1 وَ مِنْ ذَلِكَ مَا رَوَيْنَاهُ أَيْضاً بِإِسْنَادِنَا إِلَى عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ فَضَّالٍ مِنْ كِتَابِ الصِّيَامِ بِإِسْنَادِهِ إِلَى غِيَاثِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ عَلِيّاً ع كَانَ يَسْتَحِبُّ أَنْ يُفْطِرَ عَلَى اللَّبَنِ.
6 وَ مِنْ ذَلِكَ مَا رَوَيْنَاهُ بِإِسْنَادِنَا إِلَى أَبِي جَعْفَرِ بْنِ بَابَوَيْهِ بِإِسْنَادِهِ إِلَى الصَّادِقِ ع أَنَّهُ قَالَ: الْإِفْطَارُ عَلَى الْمَاءِ يَغْسِلُ ذُنُوبَ الْقُلُوبِ.
أقول: و لعل هذه المقاصد من الأبرار في الإفطار كانت لحال يخصهم أو لامتثال أمر يتعلق بهم من التطلع على الأسرار و كلما كان الذي يفطر الإنسان عليه أبعد من الشبهات و أقرب إلى المراقبات كان أفضل أن يفطر به و يجعله مطية ينهض بها في الطاعات و كسوة لجسده يقف بها بين يدي سيده 3591 .
فصل فيما نذكره من دعاء أنشأناه نذكره عند تناول الطعام
نرجو به تطهيره
من الشبهات و الحرام هذا الدعاء اللهم إني أسألك بالرحمة التي سبقت غضبك و بالرحمة التي ذكرتني بها و لم أك شيئا مذكورا و بالرحمة التي أنشأتني و ربيتني صغيرا و كبيرا و بالرحمة التي نقلتني بها من ظهور الآباء إلى بطون الأمهات من لدن آدم ع إلى آخر الغايات و أقمت للآباء و الأمهات بالأقوات و الكسوات و المهمات و وقيتهم مما جرى على الأمم الهالكة من النكبات و الآفات و بالرحمة التي شرفتني بها بطاعتك و التقرب إليك و بالرحمة التي جعلتني بها من ذرية أعز الأنبياء عليك و بالرحمة التي حلمت بها عني عند سوء أدبي بين يديك و بالمراحم و المكارم التي أنت أعلم بتفصيلها و قبولها و تكميلها و بما أنت أهله أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تطهرنا من الذنوب و العيوب بالعافية منها و العفو عنها حتى نصلح للتشريف بمجالستك و الجلوس على مائدة ضيافتك و أن تطهر طعامنا هذا و شرابنا و كل ما نتقلب فيه من فوائد رحمتك من الأدناس و الأرجاس و حقوق الناس و من الحرامات و الشبهات و أن تصانع عنه أصحابه من الأحياء و الأموات و تجعله طاهرا مطهرا و شفاء لأدياننا و دواء لأبداننا و طهارة لسرائرنا و ظواهرنا و نورا لأرواحنا و مقويا لنا على خدمتك باعثا لنا على مراقبتك و اجعلنا بعد ذلك ممن أغنيته بعلمك عن المقال و بكرمك عن السؤال برحمتك يا أرحم الراحمين.
فصل فيما نذكره من القصد بالإفطار
اعلم أن الإفطار عمل يقوم به ديوان العبادات و مطلب يظفر بالسعادات فلا بد له من قصد يليق بتلك المرادات و من أهم ما قصد الصائم بإفطاره و ختم به تلك العبادة مع العالم بأسراره امتثال أمر الله جل جلاله بحفظ حياته على باب طاعة مالك مباره و مساره و إذا لم يقصد بذلك حفظها على باب الطاعة فكأنه قد ضيع الطعام و أتلفه و أتلفها و عرضها للإضاعة و خسر في البضاعة و تصير الطاعات الصادرة عنه عن قوة سَقِيمة النِّيات كإنسان يركب دابة في الحج أو الزيارات بغير إذن صاحبها أو بمخالفة في مسالكها و مذاهبها أو فيها شيء من الشبهات
و أي كُلفة أو مشقة فيما ذكرناه من صلاح النية و معاملة الجلالة الإلهية حتى يهرب من تلك المراتب و المناصب و الشرف و المواهب إلى معاملة الشهوة البهيمية و الطبع الخائب الذاهب لو لا رضاه لنفسه بذل المصائب و الشماتة بما حصل فيه من النوائب.
فصل فيما نذكره مما يقوله الصائم عند الإفطار بمقتضى الأخبار
2 رَوَى مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي قُرَّةَ فِي كِتَابِ عَمَلِ شَهْرِ رَمَضَانَ تَغَمَّدَهُ اللَّهُ بِالرِّضْوَانِ بِإِسْنَادِهِ إِلَى مَوْلَانَا مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ ع عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ ع أَنَّ لِكُلِّ صَائِمٍ عِنْدَ فُطُورِهِ دَعْوَةً مُسْتَجَابَةً فَإِذَا كَانَ أَوَّلُ لُقْمَةٍ فَقُلْ بِسْمِ اللَّهِ- اللَّهُمَّ يَا وَاسِعَ الْمَغْفِرَةِ اغْفِرْ لِي.
16 وَ فِي رِوَايَةٍ أُخْرَى بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ يَا وَاسِعَ الْمَغْفِرَةِ اغْفِرْ لِي فَإِنَّهُ مَنْ قَالَهَا عِنْدَ إِفْطَارِهِ غُفِرَ لَهُ.
فصل فيما نذكره عن النبي ص من فضل دعاء عند أكل الطعام
14 رَأَيْتُ ذَلِكَ فِي حَدِيثِهِ عَلَيْهِ أَفْضَلُ السَّلَامِ أَنَّهُ قَالَ: مَنْ أَكَلَ طَعَاماً ثُمَّ قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَطْعَمَنِي هَذَا مِنْ رِزْقِهِ مِنْ غَيْرِ حَوْلٍ مِنِّي وَ قُوَّةٍ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ.
فصل فيما نذكره من صفة حمد النبي ص عند أكل الطعام و هو قدوة لأهل الإسلام
14 رَأَيْتُ فِي الْجُزْءِ الثَّانِي مِنْ تَارِيخِ نَيْشَابُورَ فِي تَرْجَمَةِ حَسَنِ بْنِ بَشِيرٍ بِإِسْنَادِهِ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ يَحْمَدُ اللَّهَ بَيْنَ كُلِّ لُقْمَتَيْنِ.
أقول: أنا أيها المسلم المصدّق بالقرآن المتمثّل لأمر الله جل جلاله إياك أن تخالف قوله تعالى في رسوله فَاتَّبِعُوهُ وَ اتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ 3592 و اسلك سبيل هذه الآداب فإنها مطايا و عطايا يفتح لها أنوار سعادة الدنيا و يوم الحساب.
فصل فيما نذكره من الدعاء الذي يقتضي لفظه أنه بعد الإفطار مما رويناه عن الأطهار
14 فَمِنْ ذَلِكَ مَا رَوَيْنَاهُ بِعِدَّةِ أَسَانِيدَ إِلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ آبَائِهِ ع
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص كَانَ إِذَا أَفْطَرَ قَالَ اللَّهُمَّ لَكَ صُمْنَا وَ عَلَى رِزْقِكَ أَفْطَرْنَا فَتَقَبَّلْهُ مِنَّا ذَهَبَ الظَّمَأُ وَ ابْتَلَّتِ الْعُرُوقُ وَ بَقِيَ الْأَجْرُ.
14 وَ رَوَى السَّيِّدُ يَحْيَى بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ هَارُونَ الْحُسَيْنِيِّ فِي كِتَابِ أَمَالِيهِ بِإِسْنَادِهِ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ ص إِذَا أَكَلَ بَعْضَ اللُّقْمَةِ قَالَ اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ أَطْعَمْتَ وَ سَقَيْتَ وَ أَرْوَيْتَ فَلَكَ الْحَمْدُ غَيْرَ مَكْفُورٍ وَ لَا مُوَدَّعٍ وَ لَا مُسْتَغْنًى عَنْكَ.
1 وَ مِنْ ذَلِكَ مَا رُوِيَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ: كَانَ عَلِيٌّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ إِذَا أَفْطَرَ جَثَى عَلَى رُكْبَتَيْهِ حَتَّى يُوضَعَ الْخِوَانُ وَ يَقُولُ اللَّهُمَّ لَكَ صُمْنَا وَ عَلَى رِزْقِكَ أَفْطَرْنَا فَتَقَبَّلْهُ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ .
6 وَ مِنْ ذَلِكَ مَا رَوَيْنَاهُ بِإِسْنَادِنَا إِلَى هَارُونَ بْنِ مُوسَى التَّلَّعُكْبَرِيِّ بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: كُلَّمَا صُمْتَ يَوْماً مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ فَقُلْ عِنْدَ الْإِفْطَارِ- الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَعَانَنَا فَصُمْنَا وَ رَزَقَنَا فَأَفْطَرْنَا اللَّهُمَّ تَقَبَّلْهُ مِنَّا وَ أَعِنَّا عَلَيْهِ وَ سَلِّمْنَا فِيهِ وَ تَسَلَّمْهُ مِنَّا فِي يُسْرٍ مِنْكَ وَ عَافِيَةٍ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي قَضَى عَنِّي يَوْماً مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ.
16 وَ مِنْ ذَلِكَ مَا يُرْوَى عَنْ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ الْكَاظِمِ ع عَنْ آبَائِهِ ع قَالَ: إِذَا أَمْسَيْتَ صَائِماً فَقُلْ عِنْدَ إِفْطَارِكَ- اللَّهُمَّ لَكَ صُمْتُ وَ عَلَى رِزْقِكَ أَفْطَرْتُ وَ عَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ يُكْتَبُ لَكَ أَجْرُ مَنْ صَامَ ذَلِكَ الْيَوْمَ.
16 وَ مِنْ ذَلِكَ مَا يُدْعَى بِهِ عِنْدَ الْفَرَاغِ مِنْ أَكْلِ كُلِّ الطَّعَامِ وَ هُوَ مِمَّا رَوَيْنَاهُ بِإِسْنَادِنَا إِلَى الطَّبْرِسِيِّ ره عَمَّنْ يَرْوِيهِ عَنِ الْأَئِمَّةِ ع فَقَالَ: وَ تَقُولُ عِنْدَ الْفَرَاغِ مِنَ الطَّعَامِ- الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَطْعَمَنِي فَأَشْبَعَنِي وَ سَقَانِي فَأَرْوَانِي وَ صَانَنِي وَ حَمَانِي الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي عَرَّفَنِي الْبَرَكَةَ وَ الْيُمْنَ بِمَا أَصَبْتُهُ وَ تَرَكْتُهُ مِنْهُ اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ هَنِيئاً مَرِيئاً لَا وَبِيّاً وَ لَا دَوِيّاً وَ أَبْقِنِي بَعْدَهُ سَوِيّاً قَائِماً بِشُكْرِكَ مُحَافِظاً عَلَى طَاعَتِكَ وَ ارْزُقْنِي رِزْقاً دَارّاً وَ أَعِشْنِي عَيْشاً قَارّاً وَ اجْعَلْنِي بَارّاً وَ اجْعَلْ مَا يَتَلَقَّانِي فِي الْمَعَادِ مُبْهِجاً سَارّاً بِرَحْمَتِكَ 3593 .
فصل فيما نذكره من زيادة ما نختار من دعوات الليلة الثانية من شهر الصيام