کتابخانه روایات شیعه
بحار الأنوار (ط - بيروت) - ج 1تا15
السَّيِّدِ الْوَلِيِ 6430 مِنَّا السَّلَامَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص مَنِ السَّيِّدُ الْوَلِيُّ؟ فَقَالَ الْمَلَكُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَ الْيَهُودِيُّ صَدَقْتَ وَ اللَّهِ إِنِّي لَأَجِدُ ذَلِكَ فِي كِتَابِ أَبِي فَقَالَ عَلِيٌّ ع وَ أَمَّا الْمَلَكُ الَّذِي زَحَمَ رَسُولَ اللَّهِ ص فَمَلَكُ الْمَوْتِ جَاءَ مِنْ عِنْدِ جَبَّارٍ مِنْ أَهْلِ الدُّنْيَا قَدْ تَكَلَّمَ بِكَلَامٍ عَظِيمٍ فَغَضِبَ لِلَّهِ فَزَحَمَ رَسُولَ اللَّهِ ص وَ لَمْ يَعْرِفْهُ فَقَالَ جَبْرَئِيلُ ع يَا مَلَكَ الْمَوْتِ هَذَا رَسُولُ اللَّهِ أَحْمَدُ حَبِيبُ اللَّهِ ص فَرَجَعَ إِلَيْهِ فَلَصِقَ بِهِ وَ اعْتَذَرَ وَ قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أَتَيْتُ مَلِكاً جَبَّاراً قَدْ تَكَلَّمَ بِكَلَامٍ عَظِيمٍ فَغَضِبْتُ لِلَّهِ وَ لَمْ أَعْرِفْكَ فَعَذَّرَهُ وَ أَمَّا الْأَرْبَعَةُ الَّذِينَ كَشَفَ عَنْهُمْ مَالِكٌ طَبَقاً مِنَ النَّارِ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص مَرَّ بِمَالِكٍ وَ لَمْ يَضْحَكْ قَطُّ 6431 فَقَالَ جَبْرَئِيلُ ع يَا مَالِكُ هَذَا نَبِيُّ الرَّحْمَةِ 6432 فَتَبَسَّمَ فِي وَجْهِهِ 6433 فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص مُرْهُ يَكْشِفْ طَبَقاً مِنَ النَّارِ 6434 فَكَشَفَ طَبَقاً فَإِذَا قَابِيلُ وَ نُمْرُودُ وَ فِرْعَوْنُ وَ هَامَانُ فَقَالُوا يَا مُحَمَّدُ اسْأَلْ رَبَّكَ أَنْ يَرُدَّنَا إِلَى دَارِ الدُّنْيَا حَتَّى نَعْمَلَ صَالِحاً فَغَضِبَ جَبْرَئِيلُ وَ قَالَ بِرِيشَةٍ مِنْ رِيشِ جَنَاحِهِ فَرَدَّ عَلَيْهِمْ طَبَقَ النَّارِ وَ أَمَّا مِنْبَرُ رَسُولِ اللَّهِ فَإِنَّ مَسْكَنَ رَسُولِ اللَّهِ ص جَنَّةُ عَدْنٍ هِيَ جَنَّةٌ 6435 خَلَقَهَا اللَّهُ تَعَالَى بِيَدِهِ وَ مَعَهُ فِيهَا اثْنَا عَشَرَ وَصِيّاً وَ فَوْقَهُ 6436 قُبَّةٌ يُقَالُ لَهَا الرِّضْوَانُ وَ فَوْقَ الرِّضْوَانِ مَنْزِلٌ يُقَالُ لَهَا الْوَسِيلَةُ وَ لَيْسَ فِي الْجَنَّةِ مَنْزِلٌ يُشْبِهُهُ هُوَ مِنْبَرُ رَسُولِ اللَّهِ ص قَالَ الْيَهُودِيُّ صَدَقْتَ وَ اللَّهِ إِنَّهُ لَفِي كِتَابِ أَبِي دَاوُدَ يَتَوَارَثُونَهُ وَاحِدٌ بَعْدَ وَاحِدٍ حَتَّى صَارَ إِلَيَّ وَ أَنَا أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ وَ أَنَّهُ الَّذِي بَشَّرَ
بِهِ مُوسَى ع وَ أَشْهَدُ أَنَّكَ عَالِمُ هَذِهِ الْأُمَّةِ وَ وَصِيُّ رَسُولِ اللَّهِ ص قَالَ فَعَلَّمَهُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ شَرَائِعَ الدِّينِ 6437 .
- 1- 14- يل، الفضائل لابن شاذان فض، كتاب الروضة بِالْإِسْنَادِ يَرْفَعُهُ إِلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: دَخَلَ يَهُودِيٌّ فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ وَ قَالَ أُرِيدُ خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ ص فَجَاءُوا بِهِ إِلَى أَبِي بَكْرٍ فَقَالَ لَهُ الْيَهُودِيُّ أَنْتَ خَلِيفَةُ رَسُولِ اللَّهِ ص فَقَالَ نَعَمْ أَ مَا تَنْظُرُنِي فِي مَقَامِهِ وَ مِحْرَابِهِ فَقَالَ لَهُ إِنْ كُنْتَ كَمَا تَقُولُ يَا أَبَا بَكْرٍ أُرِيدُ أَنْ أَسْأَلَكَ عَنْ أَشْيَاءَ 6438 قَالَ اسْأَلْ عَمَّا بَدَا لَكَ وَ مَا تُرِيدُ فَقَالَ الْيَهُودِيُّ أَخْبِرْنِي عَمَّا لَيْسَ لِلَّهِ وَ عَمَّا لَيْسَ عِنْدَ اللَّهِ وَ عَمَّا لَا يَعْلَمُهُ اللَّهُ فَقَالَ عِنْدَ ذَلِكَ أَبُو بَكْرٍ هَذِهِ مَسَائِلُ الزَّنَادِقَةِ يَا يَهُودِيُّ فَعِنْدَ ذَلِكَ هَمَّ الْمُسْلِمُونَ بِقَتْلِهِ وَ كَانَ فِيمَنْ حَضَرَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَزَعَقَ بِالنَّاسِ وَ قَالَ يَا أَبَا بَكْرٍ أَمْهِلْ فِي قَتْلِهِ قَالَ لَهُ أَ مَا سَمِعْتَ 6439 مَا قَدْ تَكَلَّمَ بِهِ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ فَإِنْ كَانَ جَوَابُهُ عِنْدَكُمْ وَ إِلَّا فَأَخْرِجُوهُ حَيْثُ شَاءَ مِنَ الْأَرْضِ قَالَ فَأَخْرَجُوهُ وَ هُوَ يَقُولُ لَعَنَ اللَّهُ قَوْماً جَلَسُوا فِي غَيْرِ مَرَاتِبِهِمْ 6440 يُرِيدُونَ قَتْلَ النَّفْسِ الَّتِي قَدْ حَرَّمَ اللَّهُ بِغَيْرِ عِلْمٍ قَالَ فَخَرَجَ وَ هُوَ يَقُولُ أَيُّهَا النَّاسُ ذَهَبَ الْإِسْلَامُ حَتَّى لَا يُجِيبُونَ 6441 أَيْنَ رَسُولُ اللَّهِ ص وَ أَيْنَ خَلِيفَةُ رَسُولِ اللَّهِ قَالَ فَتَبِعَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ وَ قَالَ لَهُ اذْهَبْ 6442 إِلَى عَيْبَةِ عِلْمِ النُّبُوَّةِ إِلَى مَنْزِلِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَ فَعِنْدَ ذَلِكَ أَقْبَلَ أَبُو بَكْرٍ وَ الْمُسْلِمُونَ فِي طَلَبِ الْيَهُودِيِّ فَلَحِقُوهُ فِي بَعْضِ الطَّرِيقِ فَأَخَذُوهُ وَ جَاءُوا بِهِ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع
فَاسْتَأْذَنُوا عَلَيْهِ ثُمَّ دَخَلُوا عَلَيْهِ وَ قَدِ ازْدَحَمَ النَّاسُ قَوْمٌ يَبْكُونَ وَ قَوْمٌ يَضْحَكُونَ قَالَ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ يَا أَبَا الْحَسَنِ إِنَّ هَذَا الْيَهُودِيَّ سَأَلَنِي عَنْ مَسْأَلَةٍ مِنْ مَسَائِلِ الزَّنَادِقَةِ فَقَالَ الْإِمَامُ ع مَا تَقُولُ يَا يَهُودِيُّ فَقَالَ الْيَهُودِيُّ أَسْأَلُ وَ تَفْعَلُ بِي مِثْلَ مَا فَعَلَ بِي هَؤُلَاءِ قَالَ وَ أَيُّ شَيْءٍ أَرَادُوا يَفْعَلُونَ بِكَ 6443 قَالَ أَرَادُوا أَنْ يَذْهَبُوا بِدَمِي فَقَالَ الْإِمَامُ ع دَعْ هَذَا وَ اسْأَلْ عَمَّا شِئْتَ فَقَالَ سُؤَالِي لَا يَعْلَمُهُ إِلَّا نَبِيٌّ أَوْ وَصِيُّ نَبِيٍّ قَالَ اسْأَلْ عَمَّا بَدَا لَكَ 6444 فَقَالَ الْيَهُودِيُّ أَجِبْنِي عَمَّا لَيْسَ لِلَّهِ وَ عَمَّا لَيْسَ عِنْدَ اللَّهِ وَ عَمَّا لَا يَعْلَمُهُ اللَّهُ فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ ع عَلَى شَرْطٍ يَا أَخَا الْيَهُودِ قَالَ وَ مَا الشَّرْطُ قَالَ تَقُولُ مَعِي قَوْلًا عَدْلًا مُخْلِصاً 6445 لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ فَقَالَ نَعَمْ يَا مَوْلَايَ 6446 فَقَالَ ع يَا أَخَا الْيَهُودِ أَمَّا قَوْلُكَ مَا لَيْسَ لِلَّهِ فَلَيْسَ لِلَّهِ صَاحِبَةٌ وَ لَا وَلَدٌ قَالَ صَدَقْتَ يَا مَوْلَايَ وَ أَمَّا قَوْلُكَ مَا لَيْسَ عِنْدَ اللَّهِ فَلَيْسَ عِنْدَ اللَّهِ الظُّلْمُ قَالَ صَدَقْتَ يَا مَوْلَايَ وَ أَمَّا قَوْلُكَ مَا لَيْسَ يَعْلَمُهُ اللَّهُ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ أَنَّ لَهُ شَرِيكاً وَ لَا وَزِيراً وَ هُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ 6447 فَعِنْدَ ذَلِكَ قَالَ مُدَّ يَدَكَ فَأَنَا أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَنَّ مُحَمَّداً ص رَسُولُ اللَّهِ وَ أَنَّكَ خَلِيفَتُهُ حَقّاً وَ وَصِيُّهُ وَ وَارِثُ عِلْمِهِ فَجَزَاكَ اللَّهُ عَنِ الْإِسْلَامِ خَيْراً قَالَ فَضَجَّ النَّاسُ عِنْدَ ذَلِكَ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ يَا كَاشِفَ الْكُرُبَاتِ يَا عَلِيُّ أَنْتَ فَارِجُ الْهَمِ
قَالَ فَعِنْدَ ذَلِكَ خَرَجَ أَبُو بَكْرٍ وَ رَقِيَ الْمِنْبَرَ وَ قَالَ أَقِيلُونِي أَقِيلُونِي أَقِيلُونِي لَسْتُ بِخَيْرِكُمْ وَ عَلِيٌّ فِيكُمْ قَالَ فَخَرَجَ إِلَيْهِ عُمَرُ وَ قَالَ أَمْسِكْ يَا أَبَا بَكْرٍ عَنْ هَذَا الْكَلَامِ فَقَدِ ارْتَضَيْنَاكَ لِأَنْفُسِنَا ثُمَّ أَنْزَلَهُ عَنِ الْمِنْبَرِ فَأُخْبِرَ بِذَلِكَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع 6448 .
بيان الزَّعْق الصياح.
باب 2 آخر في احتجاجه صلوات الله عليه على بعض اليهود بذكر معجزات النبي ص
1- ج، الإحتجاج رُوِيَ عَنْ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ ع عَنْ أَبِيهِ عَنْ آبَائِهِ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ ع أَنَّ يَهُودِيّاً مِنْ يَهُودِ الشَّامِ وَ أَحْبَارِهِمْ كَانَ قَدْ قَرَأَ التَّوْرَاةَ وَ الْإِنْجِيلَ وَ الزَّبُورَ وَ صُحُفَ الْأَنْبِيَاءِ ع وَ عَرَفَ دَلَائِلَهُمْ جَاءَ إِلَى مَجْلِسٍ فِيهِ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ ص وَ فِيهِمْ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ع وَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَ أَبُو مَعْبَدٍ الْجُهَنِيُ 6449 فَقَالَ يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ مَا تَرَكْتُمْ لِنَبِيٍّ دَرَجَةً وَ لَا لِمُرْسَلٍ فَضِيلَةً إِلَّا نَحَلْتُمُوهَا نَبِيَّكُمْ فَهَلْ تُجِيبُونِّي عَمَّا أَسْأَلُكُمْ عَنْهُ فَكَاعَ الْقَوْمُ عَنْهُ فَقَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ع نَعَمْ مَا أَعْطَى اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ نَبِيّاً دَرَجَةً وَ لَا مُرْسَلًا فَضِيلَةً إِلَّا وَ قَدْ جَمَعَهَا لِمُحَمَّدٍ ص وَ زَادَ مُحَمَّداً ص عَلَى الْأَنْبِيَاءِ أَضْعَافاً مُضَاعَفَةً فَقَالَ لَهُ الْيَهُودِيُّ فَهَلْ أَنْتَ مُجِيبُنِي قَالَ لَهُ نَعَمْ سَأَذْكُرُ لَكَ الْيَوْمَ مِنْ فَضَائِلِ رَسُولِ اللَّهِ ص مَا يُقِرُّ اللَّهُ بِهِ أَعْيُنَ الْمُؤْمِنِينَ وَ يَكُونُ فِيهِ إِزَالَةٌ لِشَكِّ الشَّاكِّينَ فِي فَضَائِلِهِ إِنَّهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَ السَّلَامُ كَانَ إِذَا ذَكَرَ لِنَفْسِهِ فَضِيلَةً قَالَ وَ لَا فَخْرَ وَ أَنَا أَذْكُرُ لَكَ فَضَائِلَهُ غَيْرَ مُزْرٍ بِالْأَنْبِيَاءِ وَ لَا مُنْتَقِصٍ لَهُمْ وَ لَكِنْ شُكْراً لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَى مَا أَعْطَى مُحَمَّداً ص مِثْلَ مَا أَعْطَاهُمْ وَ مَا زَادَهُ اللَّهُ وَ مَا فَضَّلَهُ عَلَيْهِمْ
فَقَالَ لَهُ الْيَهُودِيُّ إِنِّي أَسْأَلُكَ فَأَعِدَّ لَهُ جَوَاباً فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ ع هَاتِ قَالَ لَهُ الْيَهُودِيُّ هَذَا آدَمُ ع أَسْجَدَ اللَّهُ لَهُ مَلَائِكَتَهُ فَهَلْ فَعَلَ بِمُحَمَّدٍ شَيْئاً مِنْ هَذَا فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ ع لَقَدْ كَانَ ذَلِكَ وَ لَئِنْ أَسْجَدَ اللَّهُ لآِدَمَ مَلَائِكَتَهُ فَإِنَّ سُجُودَهُمْ لَمْ يَكُنْ سُجُودَ طَاعَةٍ أَنَّهُمْ عَبَدُوا آدَمَ 6450 مِنْ دُونِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ لَكِنِ اعْتَرَفُوا لآِدَمَ بِالْفَضِيلَةِ وَ رَحْمَةً مِنَ اللَّهِ لَهُ وَ مُحَمَّدٌ ص أُعْطِيَ مَا هُوَ أَفْضَلُ مِنْ هَذَا إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى صَلَّى عَلَيْهِ فِي جَبَرُوتِهِ وَ الْمَلَائِكَةَ بِأَجْمَعِهَا وَ تَعَبَّدَ الْمُؤْمِنِينَ بِالصَّلَاةِ عَلَيْهِ فَهَذِهِ زِيَادَةٌ لَهُ يَا يَهُودِيُّ قَالَ لَهُ الْيَهُودِيُّ فَإِنَّ آدَمَ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ مِنْ بَعْدِ خَطِيئَتِهِ قَالَ لَهُ عَلِيٌّ ع لَقَدْ كَانَ كَذَلِكَ وَ مُحَمَّدٌ ص نَزَلَ فِيهِ مَا هُوَ أَكْبَرُ مِنْ هَذَا مِنْ غَيْرِ ذَنْبٍ أَتَى قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَ ما تَأَخَّرَ إِنَّ مُحَمَّداً غَيْرُ مُوَافٍ فِي الْقِيَامَةِ بِوِزْرٍ وَ لَا مَطْلُوبٍ فِيهَا بِذَنْبٍ قَالَ لَهُ الْيَهُودِيُّ فَإِنَّ هَذَا إِدْرِيسُ ع رَفَعَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مَكَاناً عَلِيّاً وَ أَطْعَمَهُ مِنْ تُحَفِ الْجَنَّةِ بَعْدَ وَفَاتِهِ قَالَ لَهُ عَلِيٌّ ع لَقَدْ كَانَ كَذَلِكَ وَ مُحَمَّدٌ ص أُعْطِيَ مَا هُوَ أَفْضَلُ مِنْ هَذَا إِنَّ اللَّهَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ قَالَ فِيهِ وَ رَفَعْنا لَكَ ذِكْرَكَ فَكَفَى بِهَذَا مِنَ اللَّهِ رِفْعَةً وَ لَئِنْ أُطْعِمَ إِدْرِيسُ مِنْ تُحَفِ الْجَنَّةِ بَعْدَ وَفَاتِهِ فَإِنَّ مُحَمَّداً ص أُطْعِمَ فِي الدُّنْيَا فِي حَيَاتِهِ بَيْنَمَا يَتَضَوَّرُ جُوعاً 6451 فَأَتَاهُ جَبْرَئِيلُ بِجَامٍ مِنَ الْجَنَّةِ فِيهِ تُحْفَةٌ فَهَلَّلَ الْجَامُ وَ هَلَّلَتِ التُّحْفَةُ فِي يَدِهِ وَ سَبَّحَا وَ كَبَّرَا وَ حَمَّدَا فَنَاوَلَهَا أَهْلَ بَيْتِهِ فَفَعَلَ الْجَامُ مِثْلَ ذَلِكَ فَهَمَّ أَنْ يُنَاوِلَهَا بَعْضَ أَصْحَابِهِ فَتَنَاوَلَهَا جَبْرَئِيلُ ع فَقَالَ لَهُ كُلْهَا فَإِنَّهَا تُحْفَةٌ مِنَ الْجَنَّةِ أَتْحَفَكَ اللَّهُ بِهَا وَ إِنَّهَا لَا تَصْلُحُ إِلَّا لِنَبِيٍّ أَوْ وَصِيِّ نَبِيٍّ فَأَكَلَ ص وَ أَكَلْنَا مَعَهُ وَ إِنِّي لَأَجِدُ حَلَاوَتَهَا سَاعَتِي هَذِهِ فَقَالَ لَهُ الْيَهُودِيُّ فَهَذَا نُوحٌ ع صَبَرَ فِي ذَاتِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ أَعْذَرَ قَوْمَهُ إِذْ كُذِّبَ قَالَ لَهُ عَلِيٌّ ع لَقَدْ كَانَ كَذَلِكَ وَ مُحَمَّدٌ ص صَبَرَ فِي ذَاتِ اللَّهِ وَ أَعْذَرَ قَوْمَهُ إِذْ كُذِّبَ
وَ شُرِّدَ وَ حُصِبَ بِالْحَصَى وَ عَلَاهُ أَبُو لَهَبٍ بِسَلَا شَاةٍ 6452 فَأَوْحَى اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى إِلَى جَابِيلَ 6453 مَلَكِ الْجِبَالِ أَنْ شُقَّ الْجِبَالَ وَ انْتَهِ إِلَى أَمْرِ مُحَمَّدٍ ص فَأَتَاهُ فَقَالَ لَهُ إِنِّي قَدْ أُمِرْتُ لَكَ بِالطَّاعَةِ فَإِنْ أَمَرْتَ أَنْ أُطْبِقَ عَلَيْهِمُ الْجِبَالَ 6454 فَأَهْلَكْتُهُمْ بِهَا قَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَ السَّلَامُ إِنَّمَا بُعِثْتُ رَحْمَةً رَبِّ اهْدِ أُمَّتِي فَإِنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ وَيْحَكَ يَا يَهُودِيُّ إِنَّ نُوحاً لَمَّا شَاهَدَ غَرَقَ قَوْمِهِ رَقَّ عَلَيْهِمْ رِقَّةَ الْقَرَابَةِ وَ أَظْهَرَ عَلَيْهِمْ شَفَقَةً فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي فَقَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى اسْمُهُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صالِحٍ أَرَادَ جَلَّ ذِكْرُهُ أَنْ يُسَلِّيَهُ بِذَلِكَ وَ مُحَمَّدٌ ص لَمَّا عَلَنَتْ مِنْ قَوْمِهِ الْمُعَانَدَةُ 6455 شَهَرَ عَلَيْهِمْ سَيْفَ النَّقِمَةِ وَ لَمْ تُدْرِكْهُ فِيهِمْ رِقَّةُ الْقَرَابَةِ وَ لَمْ يَنْظُرْ إِلَيْهِمْ بِعَيْنِ مَقْتٍ قَالَ لَهُ الْيَهُودِيُّ فَإِنَّ نُوحاً دَعَا رَبَّهُ فَهَطَلَتْ لَهُ السَّمَاءُ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ 6456 قَالَ لَهُ ع لَقَدْ كَانَ كَذَلِكَ وَ كَانَتْ دَعْوَتُهُ دَعْوَةَ غَضَبٍ وَ مُحَمَّدٌ ص هَطَلَتْ لَهُ السَّمَاءُ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ رَحْمَةً إِنَّهُ ع لَمَّا هَاجَرَ 6457 إِلَى الْمَدِينَةِ أَتَاهُ أَهْلُهَا فِي يَوْمِ جُمُعَةٍ فَقَالُوا لَهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ص احْتَبَسَ الْقَطْرُ وَ اصْفَرَّ الْعُودُ وَ تَهَافَتَ الْوَرَقُ 6458 فَرَفَعَ يَدَهُ الْمُبَارَكَةَ حَتَّى رُئِيَ بَيَاضُ إِبْطَيْهِ وَ مَا تُرَى فِي السَّمَاءِ سَحَابَةٌ فَمَا بَرِحَ حَتَّى سَقَاهُمُ اللَّهُ حَتَّى إِنَّ الشَّابَّ الْمُعْجَبَ بِشَبَابِهِ لَتَهُمُّهُ نَفْسُهُ فِي الرُّجُوعِ إِلَى مَنْزِلِهِ فَمَا يَقْدِرُ مِنْ شِدَّةِ السَّيْلِ فَدَامَ أُسْبُوعاً فَأَتَوْهُ فِي الْجُمُعَةِ الثَّانِيَةِ فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ لَقَدْ تَهَدَّمَتِ الْجُدُرُ وَ احْتَبَسَ الرَّكْبُ وَ السَّفْرُ فَضَحِكَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَ السَّلَامُ وَ قَالَ هَذِهِ سُرْعَةُ مَلَالَةِ ابْنِ آدَمَ ثُمَّ قَالَ اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا وَ لَا عَلَيْنَا اللَّهُمَّ فِي أُصُولِ الشِّيحِ وَ مَرَاتِعِ الْبُقَعِ فَرُئِيَ حَوَالَيِ الْمَدِينَةِ