کتابخانه روایات شیعه
بحار الأنوار (ط - بيروت) - ج 1تا15
الجزء الخامس و الثلاثون
كتاب تاريخ أمير المؤمنين ع
الحمد لله الذي شيد أساس الدين و نور مناهج اليقين بمحمد سيد المرسلين و علي أمير المؤمنين و الأبرار من عترتهما الغر الميامين صلوات الله عليهما و عليهم أبد الآبدين و لعنة الله على أعدائهم دهر الداهرين.
أما بعد فيقول خادم أخبار الأئمة الطاهرين و تراب أقدام شيعة مولى المؤمنين محمد باقر بن محمد تقي غفر الله لهما بشفاعة مواليهما المنتجبين هذا هو المجلد التاسع من كتاب بحار الأنوار في بيان فضائل سيد الأخيار و إمام الأبرار و حجة الجبار و قسيم الجنة و النار 5783 و أشرف الوصيين و وصي سيد النبيين و يعسوب المسلمين علي بن أبي طالب أمير المؤمنين و مناقبه و معجزاته و مكارم أخلاقه و تواريخ أحواله و الآيات النازلة في شأنه و النصوص عليه صلوات الله و سلامه عليه و على أولاده الأطيبين.
[أبواب ولادته و نسبه و والديه و حياته عليه السلام]
باب 1 تاريخ ولادته و حليته و شمائله صلوات الله عليه
1- قب، المناقب لابن شهرآشوب ابْنُ إِسْحَاقَ وَ ابْنُ شِهَابٍ أَنَّهُ كَتَبَ حِلْيَةَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع عَنْ ثُبَيْتٍ الْخَادِمِ 5784 فَأَخَذَهَا عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ فَزَمَّ بِأَنْفِهِ وَ قَطَعَهَا 5785 وَ كَتَبَ أَنَّ أَبَا تُرَابٍ كَانَ شَدِيدَ الْأُدْمَةِ عَظِيمَ الْبَطْنِ حَمْشَ السَّاقَيْنِ وَ نَحْوَ ذَلِكَ فَلِذَا وَقَعَ الْخِلَافُ فِي حِلْيَتِهِ.
وَ ذَكَرَ فِي كِتَابِ الصِّفِّينِ وَ نَحْوِهِ عَنْ جَابِرٍ وَ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ أَنَّهُ كَانَ عَلِيٌّ ع رَجُلًا دَحْدَاحاً رَبْعَ الْقَامَةِ أَذَجَّ الْحَاجِبَيْنِ أَدْعَجَ الْعَيْنَيْنِ أَنْجَلَ تَمِيلُ إِلَى الشُّهْلَةِ كَأَنَّ وَجْهَهُ الْقَمَرُ لَيْلَةَ الْبَدْرِ حُسْناً وَ هُوَ إِلَى السُّمْرَةِ أَصْلَعُ لَهُ حِفَافٌ مِنْ خَلْفِهِ كَأَنَّهُ إِكْلِيلٌ وَ كَأَنَّ عُنُقَهُ إِبْرِيقُ فِضَّةٍ وَ هُوَ أَرْقَبُ ضَخْمُ الْبَطْنِ أَقْرَأُ الظَّهْرِ عَرِيضُ الصَّدْرِ مَحْضُ الْمَتْنِ شَثْنُ الْكَفَّيْنِ ضَخْمُ الْكُسُورِ- لَا يَبِينُ عَضُدُهُ مِنْ سَاعِدِهِ قَدْ أُدْمِجَتْ إِدْمَاجاً عَبْلُ الذِّرَاعَيْنِ عَرِيضُ الْمَنْكِبَيْنِ عَظِيمُ الْمُشَاشَيْنِ كَمُشَاشِ السَّبُعِ الضَّارِي لَهُ لِحْيَةٌ قَدْ زَانَتْ صَدْرَهُ غَلِيظَ الْعَضَلَاتِ حَمْشَ السَّاقَيْنِ.
قَالَ الْمُغِيرَةُ كَانَ عَلِيٌّ ع عَلَى هَيْئَةِ الْأَسَدِ غَلِيظاً مِنْهُ مَا اسْتَغْلَظَ دَقِيقاً مِنْهُ مَا اسْتَدَقَّ.
بيان: أحمش الساقين أي دقيقهما و يقال حمش الساقين أيضا بالتسكين و الدحداح القصير السمين و المراد هنا غير الطويل أو السمين فقط بقرينة ما بعده و الزجج تقوّس في الحاجب مع طول في طرفه و امتداده و الدعج شدّة السواد في العين أو شدّة سوادها في شدّة بياضها و النجل سعة العين و الشهلة بالضمّ أقلّ من الزرقة في الحدقة و أحسن منه أو أن تشرب الحدقة حمرة ليست خطوطا كالشكلة و لعل المراد هنا الثاني
و الصَّلَع انحسار شعر مقدّم الرأس و الحفاف ككتاب الطرّة حول رأس الأصلع و الإكليل شبه عصابة تزيّن بالجوهر و الأرقب الغليظ الرقبة.
و قال الجوهري و القراء الظهر و ناقة قرواء طويلة السنام و يقال الشديدة الظهر بيّنة القرى و لا يقال جمل أقرى 5786 .
و قال الفيروزآبادي المقروري الطويل الظهر و المحض الخالص و متنا الظهر مكتنفا الصلب 5787 عن يمين و شمال من عصب و لحم و لعله كناية عن الاستواء أو عن اندماج الأجزاء بحيث لا يبين فيه المفاصل و يرى قطعة واحدة.
و قال الجزريّ في صفته شثن الكفين و القدمين.
أي أنّهما يميلان إلى الغلظ و القصر و قيل هو أن يكون في أنامله غلظ بلا قصر و يحمد ذلك في الرجال لأنه أشدّ لقبضهم و يذمّ في النساء 5788 .
و قال الفيروزآبادي الكسر و يكسر الجزء من العضو أو العضو الوافر أو نصف العظم بما عليه من اللحم أو عظم ليس عليه كثير لحم و الجمع أكسار و كسور و العبل الضخم من كل شيء 5789 .
و قال الجزري في صفته جليل المشاش.
أي عظيم رءوس العظام كالمرفقين و الكتفين و الركبتين و قال الجوهري هي رءوس العظام الليّنة التي يمكن مضغها 5790 .
أقول لعل المراد هنا منتهى عظم العضد من جانب المنكب.
و السبع الضاري هو الذي اعتاد بالصيد لا يصبر عنه.
قوله ما استغلظ أي من الأسد أو من الإنسان أي كلما كان في غيره غليظا ففيه كان أغلظ و كذا العكس.
2- كشف، كشف الغمة قَالَ الْخَطِيبُ أَبُو الْمُؤَيَّدِ الْخُوارَزْمِيُ 5791 عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: لَقَدْ رَأَيْتُ عَلِيّاً أَبْيَضَ الرَّأْسِ وَ اللِّحْيَةِ ضَخْمَ الْبَطْنِ رَبْعَةً مِنَ الرِّجَالِ و ذكر ابن مندة: أنه كان شديد الأدمة ثقيل العينين عظيمهما ذا بطن و هو إلى القصر أقرب أبيض الرأس و اللحية: و زاد محمد بن حبيب البغدادي صاحب المحبر الكبير في صفاته: آدم اللون حسن الوجه ضخم الكراديس و اشتهر ع بالأنزع البطين.
- أما في الصورة فيقال رجل أنزع بين النزع و هو الذي انحسر الشعر عن جانبي جبهته و موضعه النزعة و هما النزعتان و لا يقال لامرأة نزعاء و لكن زعراء و البطين الكبير البطن و أما المعنى فإن نفسه نزعت يقال نزع إلى أهله ينزع نزاعا اشتاق و نزع عن الأمور نزوعا انتهى عنها 5792 عن ارتكاب الشهوات فاجتنبها و نزعت إلى اجتناب السيئات فسد عليها مذهبها 5793 و نزعت إلى اكتساب الطاعات فأدركها حين طلبها و نزعت إلى استصحاب الحسنات فارتدى بها و تجلببها و امتلأ علما فلقب بالبطين و أظهر بعضا و أبطن بعضا حسبما اقتضاه علمه الذي عرف به الحق اليقين أما ما ظهر من علومه فأشهر من الصباح و أسير في الآفاق من سرى الرياح و أما ما بطن
فقد قال بل اندمجتُ على مكنونِ علم لو بُحتُ به لاضطربتم اضطراب الأرشية في الطويِّ البعيدة 5794 .
وَ مِمَّا وَرَدَ فِي صِفَتِهِ ع مَا أَوْرَدَهُ صَدِيقُنَا الْعِزُّ 5795 الْمُحَدِّثُ وَ ذَلِكَ حِينَ طَلَبَ مِنْهُ السَّعِيدُ بَدْرُ الدِّينِ لُؤْلُؤٌ صَاحِبُ الْمَوْصِلِ أَنْ يُخْرِجَ أَحَادِيثَ صِحَاحاً وَ شَيْئاً مِمَّا وَرَدَ فِي فَضَائِلِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَ صِفَاتِهِ ع وَ كَتَبَ عَلَى أَتْوَارِ الشَّمْعِ 5796 الِاثْنَيْ عَشَرَ الَّتِي حُمِلَتْ إِلَى مَشْهَدِهِ ع وَ أَنَا رَأَيْتُهَا قَالَ: كَانَ رَبْعَةً مِنَ الرِّجَالِ أَدْعَجَ الْعَيْنَيْنِ حَسَنَ الْوَجْهِ كَأَنَّهُ الْقَمَرُ لَيْلَةَ الْبَدْرِ حُسْناً ضَخْمَ الْبَطْنِ عَرِيضَ الْمَنْكِبَيْنِ شَثْنَ الْكَفَّيْنِ أَغْيَدَ كَأَنَّ عُنُقَهُ إِبْرِيقُ فِضَّةٍ أَصْلَعُ كَثُّ اللِّحْيَةِ لِمَنْكِبِهِ مُشَاشٌ كَمُشَاشِ السَّبُعِ الضَّارِي- لَا يَبِينُ عَضُدُهُ مِنْ سَاعِدِهِ وَ قَدْ أُدْمِجَتْ إِدْمَاجاً إِنْ أَمْسَكَ بِذِرَاعِ رَجُلٍ أَمْسَكَ بِنَفَسِهِ فَلَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يَتَنَفَّسَ شَدِيدُ السَّاعِدِ وَ الْيَدِ إِذَا مَشَى إِلَى الْحَرْبِ هَرْوَلَ ثَبْتُ الْجَنَانِ قَوِيٌّ شُجَاعٌ مَنْصُورٌ عَلَى مَنْ لَاقَاهُ 5797 .
بيان- ذكر كمال الدين بن طلحة مثل ذلك في كتاب مطالب السئول 5798 و الظاهر أن عليّ بن عيسى نقل عنه و كذا ذكره صاحب الفصول المهمّة سوى ما ذكر في تفسير الأنزع البطين 5799 و رجل ربعة أي مربوع الخلق لا طويل و لا قصير و الكراديس جمع الكردوس و هو كل عظمين التقيا في مفصل المنكبين و الركبتين و الوركين و الغيد النعومة و كثّ الشيء أي كثف.