کتابخانه روایات شیعه
بحار الأنوار (ط - بيروت) - ج 1تا15
توضيح:
قوله عليه السلام: إلى دعوة حقّ .. أي لن يدعو أحد قبلي إلى حقّ فما لم أدع إليه لم يكن حقّا، أو لم يسبقني أحد إلى إجابة دعوة حقّ، فما لم أجب إليه لا يكون حقّا.
و نضا السّيف من غمده و انتضاه: أخرجه 2432 .
قال ابن ميثم رحمه اللّه: إشارة إلى ما علمه عليه السلام من حال البغاة و الخوارج و الناكثين لعهد بيعته و ما وقع بعد هذا اليوم من قتل الحسين عليه السلام و ظهور بني أميّة و غيرهم، و أشار بأئمّة أهل الضلالة إلى طلحة و الزبير، و بأهل الضلالة إلى أتباعهم، و بأهل الجهالة إلى معاوية و رؤساء الخوارج و أمراء بني أميّة، و بشيعتهم إلى أتباعهم 2433 .
20- مَا 2434 : جَمَاعَةٌ، عَنْ أَبِي الْمُفَضَّلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شُعْبَةَ الْأَنْصَارِيُّ وَ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ رميس الْهُبَيْرِيُّ بِالْقَصْرِ وَ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ 2435 بْنِ كَاسٍ النَّخَعِيُّ بِالرَّمْلَةِ، وَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ الْهَمْدَانِيُّ جَمِيعاً، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ يَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا الْأَزْدِيِّ الصُّوفِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ حَمَّادِ بْنِ طَلْحَةَ الْقَنَّادِ 2436 ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْأَزْدِيِّ، عَنْ مَعْرُوفِ بْنِ خَرَّبُوزَ 2437 وَ زِيَادِ بْنِ الْمُنْذِرِ وَ سَعِيدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَسَدِيِ 2438 ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ عَامِرِ بْنِ وَاثِلَةَ 2439 الْكِنَانِيِّ، قَالَ: لَمَّا احْتُضِرَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ جَعَلَهَا شُورَى بَيْنَ سِتَّةٍ، بَيْنَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ وَ طَلْحَةَ 2440 وَ الزُّبَيْرِ وَ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ وَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ
عَوْفٍ، وَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ فِيمَنْ يُشَاوَرُ وَ لَا يُوَلَّى.
قَالَ أَبُو الطُّفَيْلِ: فَلَمَّا اجْتَمَعُوا أَجْلَسُونِي عَلَى الْبَابِ أَرُدُّ عَنْهُمُ النَّاسَ، فَقَالَ عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلَامُ: إِنَّكُمْ قَدِ اجْتَمَعْتُمْ لِمَا اجْتَمَعْتُمْ لَهُ فَأَنْصِتُوا فَأَتَكَلَّمُ فَإِنْ قُلْتُ حَقّاً صَدَّقْتُمُونِي، وَ إِنْ قُلْتُ بَاطِلًا رُدُّوا عَلَيَّ وَ لَا تَهَابُونِي، إِنَّمَا أَنَا رَجُلٌ كَأَحَدِكُمْ:
أَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ هَلْ فِيكُمْ أَحَدٌ لَهُ مِثْلُ ابْنِ عَمِّي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ أَقْرَبُ 2441 إِلَيْهِ رَحِماً مِنِّي؟!. قَالُوا: اللَّهُمَّ لَا.
قَالَ: فَأَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ هَلْ فِيكُمْ أَحَدٌ 2442 مِثْلُ عَمِّي حَمْزَةَ أَسَدِ اللَّهِ وَ أَسَدِ رَسُولِهِ؟!. قَالُوا: اللَّهُمَّ لَا.
قَالَ: فَأَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ هَلْ فِيكُمْ أَحَدٌ لَهُ أَخٌ مِثْلُ أَخِي جَعْفَرٍ ذِي الْجَنَاحَيْنِ مُضَرَّجٍ بِالدِّمَاءِ الطَّيَّارِ فِي الْجَنَّةِ؟!. قَالُوا: اللَّهُمَّ لَا.
قَالَ: فَأَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ هَلْ فِيكُمْ أَحَدٌ لَهُ زَوْجَةٌ مِثْلُ زَوْجَتِي فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ سَيِّدَةِ نِسَاءِ عَالَمِهَا فِي الْجَنَّةِ؟!. قَالُوا: اللَّهُمَّ لَا.
قَالَ: فَأَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ هَلْ فِيكُمْ أَحَدٌ صَلَّى الْقِبْلَتَيْنِ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ قَبْلِي؟!. قَالُوا: اللَّهُمَّ لَا.
قَالَ: فَأَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ هَلْ فِيكُمْ أَحَدٌ لَهُ سَهْمَانِ فِي كِتَابِ اللَّهِ فِي الْخَاصِّ وَ الْعَامِّ، غَيْرِي؟!. قَالُوا: اللَّهُمَّ لَا.
قَالَ: فَأَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ هَلْ فِيكُمْ أَحَدٌ تَرَكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ بَابَهُ مَفْتُوحاً يَحِلُّ لَهُ مَا يَحِلُّ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ يَحْرُمُ عَلَيْهِ مَا يَحْرُمُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، غَيْرِي؟!. قَالُوا: اللَّهُمَّ لَا.
قَالَ: فَأَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ هَلْ فِيكُمْ رَجُلٌ نَاجَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ عَشْرَ مَرَّاتٍ يُقَدِّمُ بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاهُ صَدَقَةً، غَيْرِي؟!. قَالُوا: اللَّهُمَّ لَا.
قَالَ: فَأَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ هَلْ فِيكُمْ أَحَدٌ قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ مَا قَالَ فِي غَزَاةِ تَبُوكَ: إِنَّمَا أَنْتَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى غَيْرَ أَنَّهُ لَا نَبِيَّ بَعْدِي، غَيْرِي؟!. قَالُوا: اللَّهُمَّ لَا.
قَالَ: فَأَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ هَلْ فِيكُمْ أَحَدٌ قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ مَقَالَتَهُ يَوْمَ غَدِيرِ خُمٍّ: مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ، اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاهُ وَ عَادِ مَنْ عَادَاهُ، غَيْرِي؟!. قَالُوا: اللَّهُمَّ لَا.
قَالَ: فَأَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ هَلْ فِيكُمْ أَحَدٌ وَصَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فِي أَهْلِهِ وَ مَالِهِ، غَيْرِي؟!. قَالُوا: اللَّهُمَّ لَا.
قَالَ: فَأَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ هَلْ فِيكُمْ أَحَدٌ قَتَلَ الْمُشْرِكِينَ كَقَتْلِي؟!. قَالُوا: اللَّهُمَّ لَا.
قَالَ: فَأَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ هَلْ فِيكُمْ أَحَدٌ غَسَّلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، غَيْرِي؟!. قَالُوا: اللَّهُمَّ: لَا.
قَالَ: فَأَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ هَلْ فِيكُمْ أَحَدٌ أَقْرَبُ عَهْداً بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ مِنِّي؟!. قَالُوا: اللَّهُمَّ لَا.
قَالَ: فَأَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ هَلْ فِيكُمْ أَحَدٌ نَزَلَ فِي حُفْرَةِ 2443 رَسُولِ اللَّهِ 2444 صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، غَيْرِي؟!. قَالُوا: اللَّهُمَّ لَا.
قَالَ: فَاصْنَعُوا مَا أَنْتُمْ صَانِعُونَ.
فَقَالَ طَلْحَةُ وَ الزُّبَيْرُ عِنْدَ ذَلِكَ: نَصِيبُنَا مِنْهَا لَكَ يَا عَلِيُّ. فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ: قَلِّدُونِي هَذَا الْأَمْرَ عَلَى أَنْ أَجْعَلَهَا لِأَحَدِكُمْ. قَالُوا: قَدْ فَعَلْنَا. فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: هَلُمَّ يَدَكَ يَا عَلِيُّ تَأْخُذُهَا بِمَا فِيهَا عَلَى أَنْ تَسِيرَ فِينَا بِسِيرَةِ أَبِي بَكْرٍ وَ عُمَرَ. فَقَالَ عَلِيٌ 2445 عَلَيْهِ السَّلَامُ: آخُذُهَا بِمَا فِيهَا عَلَى أَنْ أَسِيرَ فِيكُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ
وَ سُنَّةِ نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ جُهْدِي، فَخَلَّى عَنْ يَدِ عَلِيٍّ، وَ قَالَ: هَلُمَّ يَدَكَ يَا عُثْمَانُ خُذْهَا بِمَا فِيهَا عَلَى أَنْ تَسِيرَ فِينَا بِسِيرَةِ أَبِي بَكْرٍ وَ عُمَرَ. فَقَالَ: نَعَمْ، ثُمَّ تَفَرَّقُوا.
و روى أبو رافع مولى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث المناشدة.
21- مَا 2446 : جَمَاعَةٌ، عَنْ أَبِي الْمُفَضَّلِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْعَلَوِيِّ الْحَسَنِيِّ وَ أَبِي عَبْدِ 2447 اللَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْمُؤَمِّلِ الصَّيْرَفِيِّ، قَالا:
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ خَلَفٍ الْعَطَّارُ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَجْلَانَ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ أَبِي رَافِعٍ، قَالَ: لَمَّا اجْتَمَعَ أَصْحَابُ الشُّورَى وَ هُمْ سِتَّةُ نَفَرٍ مِنْهُمْ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَ عُثْمَانُ وَ طَلْحَةُ وَ الزُّبَيْرُ 2448 وَ سَعْدُ بْنُ مَالِكٍ وَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ أَقْبَلَ عَلَيْهِمْ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَقَالَ:
أَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ 2449 أَيُّهَا النَّفَرُ! هَلْ فِيكُمْ مِنْ أَحَدٍ قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: مَنْزِلَتُكَ مِنِّي يَا عَلِيُّ مَنْزِلَةُ هَارُونَ مِنْ مُوسَى؟ أَ تَعْلَمُونَ قَالَ ذَلِكَ لِأَحَدٍ؟، غَيْرِي؟!. قَالُوا: اللَّهُمَّ لَا.
قَالَ: يَا أَيُّهَا النَّفَرُ! هَلْ فِيكُمْ مِنْ أَحَدٍ لَهُ سَهْمَانِ، سَهْمٌ فِي الْخَاصِّ وَ سَهْمٌ فِي الْعَامِّ، غَيْرِي؟!. قَالُوا: اللَّهُمَّ لَا.
قَالَ: ..... وَ ذَكَرَ الْحَدِيثَ نَحْوَ طَرِيقِ أَبِي الْأَسْوَدِ الدُّؤَلِيِّ، عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ.
بيان:
السهم في الخاصّ إشارة إلى السهم الذي أعطاه رسول اللّه لقتال الملائكة
معه، أو إلى السهم الذي خصّه الرسول صلّى اللّه عليه و آله من تعليمه و معاشرته في الخلوة مضافا إلى ما كان له عليه السلام مع سائر الصحابة، و الأول أظهر.
22- مَا 2450 : جَمَاعَةٌ، عَنْ أَبِي الْمُفَضَّلِ، عَنْ أَبِي طَالِبٍ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي مشعر 2451 السُّلَمِيِّ الْحَرَّانِيِّ بِحَرَّانَ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَسْوَدَ أَبِي عَلِيٍّ الْحَنَفِيِّ الْقَاضِي، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَفْصٍ التَّيْمِيِ 2452 ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أُذَيْنَةَ الْعَبْدِيِّ، عَنْ وَهْبِ بْنِ 2453 عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي ذبي [دُنَيٍ] الْهُنَائِيِّ، عَنْ أَبِي حَرْبِ بْنِ أَبِي الْأَسْوَدِ الدُّؤَلِيِّ، عَنْ أَبِيهِ أَبِي الْأَسْوَدِ، قَالَ: لَمَّا طَعَنَ أَبُو لُؤْلُؤَةَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ جَعَلَ الْأَمْرَ بَيْنَ سِتَّةِ نَفَرٍ:
عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، وَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، وَ طَلْحَةَ، وَ الزُّبَيْرِ، وَ سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ، وَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ مَعَهُمْ يَشْهَدُ النَّجْوَى وَ لَيْسَ لَهُ فِي الْأَمْرِ نَصِيبٌ، وَ أَمَرَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوا لِذَلِكَ بَيْتاً وَ يُغْلِقُوا عَلَيْهِمْ بَابَهُ.
قَالَ أَبُو الْأَسْوَدِ: فَكُنْتُ عَلَى الْبَابِ أَنَا وَ نَفَرٌ مَعِي حَاجَتُهُمْ 2454 أَنْ يَسْمَعُوا الْحِوَارَ الَّذِي يَجْرِي بَيْنَهُمْ 2455 ، فَابْتَدَرَ الْكَلَامَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ، فَقَالَ: لِيَذْكُرْ كُلُّ رَجُلٍ مِنْكُمْ رَجُلًا إِنْ أَخْطَأَهُ هَذَا الْأَمْرُ كَانَتِ الْخِيَرَةُ لِصَاحِبِهِ، فَقَالَ الزُّبَيْرُ: قَدِ اخْتَرْتُ عَلِيّاً. وَ قَالَ طَلْحَةُ: قَدِ اخْتَرْتُ عُثْمَانَ. وَ قَالَ سَعْدٌ: قَدِ اخْتَرْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ 2456 ، فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: قَدْ رَضِيَ الْقَوْمُ بِنَا وَ قَدْ جُعِلَ الْأَمْرُ فِينَا، وَ لَنَا أَيُّهَا الثَّلَاثَةُ، فَأَيُّكُمْ يُخْرِجُ عَنْ 2457 هَذَا الْأَمْرِ نَفْسَهُ وَ يَخْتَارُ لِلْمُسْلِمِينَ رَجُلًا رَضِيَ فِي الْأُمَّةِ، فَأَمْسَكَ الشَّيْخَانِ، فَعَادَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ لِكَلَامِهِ، فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلَامُ:
كُنْ أَنْتَ ذَلِكَ الرَّجُلَ. قَالَ: فَإِنَّهُ لَمْ يَبْقَ إِلَّا أَنْتَ وَ عُثْمَانُ، فَأَيُّكُمَا يَتَقَلَّدُ هَذَا الْأَمْرَ عَلَى أَنْ يَسِيرَ فِي الْأُمَّةِ بِسِيرَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سِيرَةِ 2458 صَاحِبَيْهِ أَبِي بَكْرٍ وَ عُمَرَ فَلَا يَعْدُوهُمَا. قَالَ عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلَامُ: أَنَا 2459 آخُذُهَا عَلَى 2460 أَنْ أَسِيرَ فِي الْأُمَّةِ بِسِيرَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ جُهْدِي وَ طَوْقِي وَ أَسْتَعِينَ 2461 عَلَى ذَلِكَ بِرَبِّي.
قَالَ: فَمَا عِنْدَكَ أَنْتَ 2462 يَا عُثْمَانُ؟. قَالَ: أَسِيرُ فِي الْأُمَّةِ بِسِيرَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ وَ سِيرَةِ أَبِي بَكْرٍ وَ عُمَرَ. قَالَ: فَرَدَّهَا 2463 عَلَى عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ ثَلَاثاً، وَ عَلَى عُثْمَانَ ثَلَاثاً كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمَا يَقُولُ مِثْلَ قَوْلِهِ الْأَوَّلِ، فَلَمَّا تَوَافَقُوا عَلَى رَأْيٍ وَاحِدٍ، قَالَ لَهُمْ عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلَامُ: إِنِّي أُحِبُّ أَنْ تَسْمَعُوا مِنِّي قَوْلًا أَقُولُ لَكُمْ، قَالُوا: قُلْ يَا أَبَا الْحَسَنِ.
قَالَ: فَإِنِّي أَسْأَلُكُمْ بِاللَّهِ الَّذِي يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَ جَهْرَكُمْ هَلْ فِيكُمْ مِنْ رَجُلٍ قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: أَنْتَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى غَيْرَ أَنَّهُ لَا نَبِيَّ بَعْدِي، غَيْرِي؟!. قَالُوا: اللَّهُمَّ لَا، .. وَ ذَكَرَ الْمُنَاشَدَةَ نَحْوَهُ.
23- مَا 2464 : أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّلْتِ، عَنْ أَبِي عُقْدَةَ الْحَافِظِ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ 2465 عَبْدِ اللَّهِ الْعَلَوِيِّ، عَنْ عَمِّهِ الْقَاسِمِ بْنِ جَعْفَرٍ الْعَلَوِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْعَلَوِيِّ، عَنْ أَبِيهِ 2466 ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ
حَزْمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ: أَنَّ الْقَوْمَ حِينَ اجْتَمَعُوا لِلشُّورَى، فَقَالُوا فِيهَا وَ نَاجَى عَبْدُ الرَّحْمَنِ كُلَ 2467 رَجُلٍ مِنْهُمْ عَلَى حِدَةٍ، ثُمَّ قَالَ لِعَلِيٍّ: عَلَيْكَ عَهْدُ اللَّهِ وَ مِيثَاقُهُ لَئِنْ وُلِّيتَ لَتَعْمَلَنَ 2468 بِكِتَابِ اللَّهِ وَ سُنَّةِ نَبِيِّهِ وَ سِيرَةِ أَبِي بَكْرٍ وَ عُمَرَ، فَقَالَ عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلَامُ: عَلَيَّ عَهْدُ اللَّهِ وَ مِيثَاقُهُ لَئِنْ وُلِّيتُ أَمْرَكُمْ لَأَعْمَلَنَّ بِكِتَابِ اللَّهِ وَ سُنَّةِ نَبِيِّهِ، فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ لِعُثْمَانَ كَقَوْلِهِ لِعَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَأَجَابَهُ: أَنْ نَعَمْ. فَرَدَّ عَلَيْهِمَا الْقَوْلَ ثَلَاثاً، كُلَّ ذَلِكَ يَقُولُ عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلَامُ كَقَوْلِهِ، وَ يُجِيبُهُ عُثْمَانُ: أَنْ نَعَمْ، فَبَايَعَ عُثْمَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ عِنْدَ ذَلِكَ.
24- إِرْشَادُ الْقُلُوبِ 2469 : عَنْ أَبِي الْمُفَضَّلِ بِإِسْنَادِهِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ عَلِيّاً عَلَيْهِ السَّلَامُ وَ عُثْمَانَ وَ طَلْحَةَ وَ الزُّبَيْرَ وَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ وَ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ أَمَرَهُمْ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ أَنْ يَدْخُلُوا بَيْتاً وَ يُغْلِقُوا عَلَيْهِمْ بَابَهُ وَ يَتَشَاوَرُوا فِي أَمْرِهِمْ، وَ أَجَّلَهُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ فَإِنْ تَوَافَقَ خَمْسَةٌ عَلَى قَوْلٍ وَاحِدٍ وَ أَبَى رَجُلٌ مِنْهُمْ قُتِلَ ذَلِكَ 2470 ، وَ إِنْ تَوَافَقَ أَرْبَعَةٌ وَ أَبَى اثْنَانِ قُتِلَ الِاثْنَانِ، فَلَمَّا تَوَافَقُوا جَمِيعاً عَلَى رَأْيٍ وَاحِدٍ قَالَ لَهُمْ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ: إِنِّي أُحِبُّ أَنْ تَسْمَعُوا مِنِّي مَا أَقُولُ لَكُمْ، فَإِنْ يَكُنْ حَقّاً فَاقْبَلُوهُ وَ إِنْ يَكُنْ بَاطِلًا فَأَنْكِرُوهُ. قَالُوا: قُلْ.
قَالَ: أَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ .. أَوْ قَالَ: أَسْأَلُكُمْ بِاللَّهِ الَّذِي يَعْلَمُ سَرَائِرَكُمْ وَ يَعْلَمُ صِدْقَكُمْ إِنْ صَدَقْتُمْ وَ يَعْلَمُ كَذِبَكُمْ إِنْ كَذَبْتُمْ، هَلْ فِيكُمْ أَحَدٌ آمَنَ قَبْلِي بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ وَ صَلَّى الْقِبْلَتَيْنِ قَبْلِي؟!. قَالُوا: اللَّهُمَّ لَا.