کتابخانه روایات شیعه
بحار الأنوار (ط - بيروت) - ج 1تا15
الجزء السابع و الثلاثون
تتمة كتاب تاريخ أمير المؤمنين ع
تتمة أبواب النصوص على أمير المؤمنين و النصوص على الأئمة الاثني عشر ع
باب 49 نادر في ذكر مذاهب الذين خالفوا الفرقة المحقة في القول بالأئمة الاثني عشر صلوات الله عليهم
قال الشيخ المفيد قدس الله روحه في كتاب الفصول فيما نقل عنه السيد المرتضى الإمامية هم القائلون بوجوب الإمامة و العصمة و وجوب النص و إنما حصل لها هذا الاسم في الأصل لجمعها في المقالة هذه الأصول فكل من جمعها إمامي و إن ضم إليها حقا في المذهب كان أم باطلا ثم إن من شمله هذا الاسم و استحقه لمعناه قد افترقت كلمتهم في أعيان الأئمة و في فروع ترجع إلى هذه الأصول و غير ذلك فأول من شذ 10805 عن الحق من فرق الإمامية الكيسانية و هم أصحاب المختار و إنما سميت بهذا الاسم لأن المختار كان اسمه أولا الكيسان و قيل إنه سمي 10806 بهذا الاسم لأن أباه حمله و هو صغير فوضعه بين يدي أمير المؤمنين ع قالوا فمسح يده على رأسه و قال كيس كيس فلزمه هذا الاسم و زعمت فرقة منهم أن محمد بن علي استعمل المختار على العراقين بعد قتل الحسين ع و أمره بالطلب بثاراته و سماه كيسان لما عرف من قيامه و مذهبه و هذه الحكايات في معنى اسمه في الكيسانية خاصة و أما نحن فلا نعرف لم سمي بهذا 10807 و لا نتحقق معناه.
و قالت هذه الطائفة بإمامة أبي القاسم محمد بن أمير المؤمنين ع ابن خولة الحنفية و زعموا أنه هو المهدي الذي يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا و أنه حي لم يمت و لا يموت حتى يظهر بالحق 10808 و تعلقت في إمامته بقول أمير المؤمنين ع له يوم البصرة أنت ابني حقا و أنه كان صاحب رايته كما كان أمير المؤمنين ع صاحب راية رسول الله و كان ذلك عندهم دليلا 10809 على أنه أولى الناس بمقامه
وَ اعْتَلُّوا فِي أَنَّهُ الْمَهْدِيُّ بِقَوْلِ النَّبِيِّ ص لَنْ تَنْقَضِيَ الْأَيَّامُ وَ اللَّيَالِي حَتَّى يَبْعَثَ اللَّهُ تَعَالَى رَجُلًا مِنْ أَهْلِ بَيْتِي اسْمُهُ اسْمِي وَ كُنْيَتُهُ كُنْيَتِي وَ اسْمُ أَبِيهِ اسْمُ أَبِي يَمْلَأُ الْأَرْضَ قِسْطاً وَ عَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ ظُلْماً وَ جَوْراً.
قالوا و كان من أسماء أمير المؤمنين ع عبد الله
بِقَوْلِهِ أَنَا عَبْدُ اللَّهِ وَ أَخُو رَسُولِهِ ص 10810 وَ أَنَا الصِّدِّيقُ الْأَكْبَرُ لَا يَقُولُهَا بَعْدِي إِلَّا كَذَّابٌ مُفْتَرٍ.
و تعلقوا في حياته أنه إذا ثبت إمامته بأنه القائم فقد بطل أن يكون الإمام غيره و ليس يجوز أن يموت قبل ظهوره فتخلو الأرض من حجة 10811 و لا بد على صحة هذه الأصول من حياته.
و هذه الفرقة بأجمعها تذهب إلى أن محمدا كان الإمام بعد الحسن و الحسين ع و قد حكي عن بعض الكيسانية أنه كان يقول إن محمدا كان الإمام بعد أمير المؤمنين ع و يبطل إمامة الحسن و الحسين و يقول إن الحسن إنما دعا في باطن الدعوة إلى محمد بأمره و إن الحسين ظهر بالسيف بإذنه و إنهما كانا داعيين إليه و أميرين من قبله و حكي عن بعضهم أن محمدا رحمة الله عليه مات و حصلت الإمامة من بعده في ولده و أنها انتقلت من ولده إلى ولد العباس بن عبد المطلب و قد حكي أيضا أن منهم من يقول إن عبد الله بن محمد حي لم يمت 10812 و أنه القائم و هذه حكاية شاذة و قيل إن منهم من يقول إن محمدا قد مات و إنه يقوم بعد الموت و هو المهدي
و ينكر حياته و هذا أيضا قول شاذ و جميع ما حكينا بعد الأول من الأقوال هو حادث ألجأ القوم إليه الاضطرار عند الحيرة و فراقهم الحق و الأصل المشهور ما حكيناه من قول الجماعة المعروفة بإمامة أبي القاسم بعد أخويه ع و القطع على حياته و أنه القائم مع أنه لا بقية للكيسانية جملة و قد انقرضوا حتى لا يعرف منهم في هذا الزمان أحد إلا ما يحكى و لا يعرف صحته.
و كان من الكيسانية أبو هاشم إسماعيل بن محمد الحميري رحمه الله 10813 و له في مذهبهم أشعار كثيرة ثم رجع عن القول بالكيسانية و بريء منه 10814 و دان بالحق لأن أبا عبد الله جعفر بن محمد ع دعاه إلى إمامته و أبان له عن فرض طاعته فاستجاب له و قال بنظام الإمامة و فارق ما كان عليه من الضلالة و له في ذلك أيضا شعر معروف فمن بعض قوله في إمامة محمد و مذهب الكيسانية قوله.
ألا حي المقيم بشعب رضوى .
و أهد له بمنزلة السلاما 10815 .
أضر بمعشر والوك منا .
و سموك الخليفة و الإماما .
و عادوا فيك أهل الأرض طرا .
مقامك عندهم سبعين عاما .
لقد أضحى بمورق شعب رضوى .
تراجعه الملائكة الكلاما .
و ما ذاق ابن خولة طعم موت .
و لا وارت له أرض عظاما .
و إن له بها لمقيل صدق .
و أندية يحدثه الكراما .
و له أيضا
وَ قَدْ رَوَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَطَاءٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ ع أَنَّهُ قَالَ: أَنَا دَفَنْتُ عَمِّي مُحَمَّدَ بْنَ الْحَنَفِيَّةِ وَ نَفَضْتُ يَدِي مِنْ تُرَابِ قَبْرِهِ.
فقال.
نبئت أن ابن عطاء روى .
و ربما صرح بالمنكر .
لما روى أن أبا جعفر .
قال و لم يصدق و لم يبرر .
دفنت عمي ثم غادرته 10816 .
صفيح لبن و تراب ثري .
ما قاله قط و لو قاله
. قلت اتقاء من أبي جعفر .
و له عند رجوعه إلى الحق 10817 .
تجعفرت باسم الله و الله أكبر .
و أيقنت أن الله يعفو و يغفر .
و دنت بدين غير ما كنت دانيا .
به و نهاني سيد الناس جعفر
. فقلت له هبني تهودت برهة .
و إلا فديني دين من يتنصر
. فلست بغال ما حييت و راجعا 10818 .
إلى ما عليه كنت أخفي و أضمر .
و لا قائلا قولا لكيسان بعدها .
و إن عاب جهال مقالي و أكبروا .
و لكنه عني مضى لسبيله .
على أحسن الحالات يقفي و يؤثر 10819 .
و كان كثير عزة 10820 كيسانيا و مات على ذلك و له في مذهب الكيسانية قوله.
ألا إن الأئمة من قريش .
ولاة الحق أربعة سواء .
علي و الثلاثة من بنيه .
هم الأسباط ليس بهم خفاء .
فسبط سبط إيمان و بر .
و سبط غيبته كربلاء .
و سبط لا يذوق الموت حتى .
يقود الخيل يقدمها اللواء .
يغيب فلا يرى فيهم زمانا .
برضوى عنده غيل و ماء 10821 .