کتابخانه روایات شیعه
بحار الأنوار (ط - بيروت) - ج 1تا15
فَقَالَ لِلْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ ع فَقَالَ انْطَلِقْ بِهِ إِلَيْهِ فَصَارَ الْأَسْوَدُ نَحْوَهُ فَقَالَ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ إِنِّي مَوْلَاكَ لَا آخُذُ لَهُ ثَمَناً وَ لَكِنِ ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَرْزُقَنِي وَلَداً ذَكَراً سَوِيّاً يُحِبُّكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ فَإِنِّي خَلَّفْتُ امْرَأَتِي تَمْخَضُ فَقَالَ انْطَلِقْ إِلَى مَنْزِلِكَ فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ وَهَبَ لَكَ وَلَداً ذَكَراً سَوِيّاً فَوَلَدَتْ غُلَاماً سَوِيّاً ثُمَّ رَجَعَ الْأَسْوَدُ إِلَى الْحُسَيْنِ وَ دَعَا لَهُ بِالْخَيْرِ بِوِلَادَةِ الْغُلَامِ لَهُ وَ إِنَّ الْحُسَيْنَ ع قَدْ مَسَحَ رِجْلَيْهِ فَمَا قَامَ مِنْ مَوْضِعِهِ حَتَّى زَالَ ذَلِكَ الْوَرَمُ 21559 .
بيان قد مر هذا في معجزات الحسن ع و في الكافي أيضا كذلك و صدوره عنهما و اتفاق القصتين من جميع الوجوه لا يخلو من بعد و الظاهر أن ما هنا من تصحيف النساخ.
14- نجم، كتاب النجوم رُوِّينَا بِإِسْنَادِنَا إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ جَرِيرٍ الطَّبَرِيِّ فِي كِتَابِ دَلَائِلِ الْإِمَامَةِ بِإِسْنَادِهِ عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: سَمِعْتُ الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ ع يَقُولُ وَ اللَّهِ لَيَجْتَمِعَنَّ عَلَى قَتْلِي طُغَاةُ بَنِي أُمَيَّةَ وَ يَقْدُمُهُمْ عُمَرُ بْنُ سَعْدٍ وَ ذَلِكَ فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ ص فَقُلْتُ لَهُ أَنْبَأَكَ بِهَذَا رَسُولُ اللَّهِ فَقَالَ لَا فَقَالَ فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ عِلْمِي عِلْمُهُ وَ عِلْمُهُ عِلْمِي لِأَنَّا نَعْلَمُ بِالْكَائِنِ قَبْلَ كَيْنُونَتِهِ.
15- كش، رجال الكشي حَمْدَوَيْهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنِ ابْنِ أَبِي نَجْرَانَ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ سُوَيْدٍ الْفَرَّاءِ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ صَالِحِ بْنِ مِيثَمٍ قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا وَ عَبَايَةُ الْأَسَدِيُّ عَلَى حَبَابَةَ الْوَالِبِيَّةِ فَقَالَ لَهَا هَذَا ابْنُ أَخِيكِ مِيثَمٌ قَالَتْ ابْنُ أَخِي وَ اللَّهِ حَقّاً أَ لَا أُحَدِّثُكُمْ بِحَدِيثٍ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ ع فَقُلْتُ بَلَى قَالَتْ دَخَلْتُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمْتُ فَرَدَّ السَّلَامَ وَ رَحَّبَ ثُمَّ قَالَ مَا بَطَّأَ بِكِ عَنْ زِيَارَتِنَا وَ التَّسْلِيمِ عَلَيْنَا يَا حَبَابَةُ قُلْتُ مَا بَطَّأَنِي عَنْكَ إِلَّا عِلَّةٌ عَرَضَتْ قَالَ وَ مَا هِيَ قَالَتْ فَكَشَفْتُ خِمَارِي عَنْ بَرَصٍ قَالَتْ فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى الْبَرَصِ وَ دَعَا فَلَمْ يَزَلْ يَدْعُو حَتَّى رَفَعَ يَدَهُ وَ قَدْ كَشَفَ اللَّهُ ذَلِكَ الْبَرَصَ
ثُمَّ قَالَ يَا حَبَابَةُ إِنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ عَلَى مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ غَيْرُنَا وَ غَيْرُ شِيعَتِنَا وَ مَنْ سِوَاهُمْ مِنْهَا بِرَاءٌ.
16- عُيُونُ الْمُعْجِزَاتِ، لِلْمُرْتَضَى رَحِمَهُ اللَّهُ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الصَّادِقِ ع عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ ع قَالَ: جَاءَ أَهْلُ الْكُوفَةِ إِلَى عَلِيٍّ ع فَشَكَوْا إِلَيْهِ إِمْسَاكَ الْمَطَرِ وَ قَالُوا لَهُ اسْتَسْقِ لَنَا فَقَالَ لِلْحُسَيْنِ ع قُمْ وَ اسْتَسْقِ فَقَامَ وَ حَمِدَ اللَّهَ وَ أَثْنَى عَلَيْهِ وَ صَلَّى عَلَى النَّبِيِّ وَ قَالَ اللَّهُمَّ مُعْطِيَ الْخَيْرَاتِ وَ مُنْزِلَ الْبَرَكَاتِ أَرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْنَا مِدْرَاراً وَ اسْقِنَا غَيْثاً مِغْزَاراً وَاسِعاً غَدَقاً مُجَلِّلًا سَحّاً سَفُوحاً فِجَاجاً 21560 تُنَفِّسُ بِهِ الضَّعْفَ مِنْ عِبَادِكَ وَ تُحْيِي بِهِ الْمَيِّتَ مِنْ بِلَادِكَ آمِينَ رَبَّ الْعَالَمِينَ فَمَا فَرَغَ ع مِنْ دُعَائِهِ حَتَّى غَاثَ اللَّهُ تَعَالَى غَيْثاً بَغْتَةً وَ أَقْبَلَ أَعْرَابِيٌّ مِنْ بَعْضِ نَوَاحِي الْكُوفَةِ فَقَالَ تَرَكْتُ الْأَوْدِيَةَ وَ الْآكَامَ يَمُوجُ بَعْضُهَا فِي بَعْضٍ.
حَدَّثَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ أَخِيهِ قَالَ: شَهِدْتُ يَوْمَ الْحُسَيْنِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ فَأَقْبَلَ رَجُلٌ مِنْ تَيْمٍ يُقَالُ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جُوَيْرَةَ فَقَالَ يَا حُسَيْنُ فَقَالَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ مَا تَشَاءُ فَقَالَ أَبْشِرْ بِالنَّارِ فَقَالَ ع كَلَّا إِنِّي أَقْدَمُ عَلَى رَبٍّ غَفُورٍ وَ شَفِيعٍ مُطَاعٍ وَ أَنَا مِنْ خَيْرٍ إِلَى خَيْرٍ مَنْ أَنْتَ قَالَ أَنَا ابْنُ جُوَيْرَةَ فَرَفَعَ يَدَهُ الْحُسَيْنُ حَتَّى رَأَيْنَا بَيَاضَ إِبْطَيْهِ وَ قَالَ اللَّهُمَّ جُرَّهُ إِلَى النَّارِ فَغَضِبَ ابْنُ جُوَيْرَةَ فَحَمَلَ عَلَيْهِ فَاضْطَرَبَ بِهِ فَرَسُهُ فِي جَدْوَلٍ وَ تَعَلَّقَ رِجْلُهُ بِالرِّكَابِ وَ وَقَعَ رَأْسُهُ فِي الْأَرْضِ وَ نَفَرَ الْفَرَسُ فَأَخَذَ يَعْدُو بِهِ وَ يَضْرِبُ رَأْسَهُ بِكُلِّ حَجَرٍ وَ شَجَرٍ وَ انْقَطَعَتْ قَدَمُهُ وَ سَاقُهُ وَ فَخِذُهُ وَ بَقِيَ جَانِبُهُ الْآخَرُ مُتَعَلِّقاً فِي الرِّكَابِ فَصَارَ لَعَنَهُ اللَّهُ إِلَى نَارِ الْجَحِيمِ.
أَقُولُ رُوِيَ فِي بَعْضِ الْكُتُبِ الْمُعْتَبَرَةِ عَنِ الطَّبَرِيِّ عَنْ طَاوُسٍ الْيَمَانِيِ أَنَّ الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ ع كَانَ إِذَا جَلَسَ فِي الْمَكَانِ الْمُظْلِمِ يَهْتَدِي إِلَيْهِ النَّاسُ بِبَيَاضِ
جَبِينِهِ وَ نَحْرِهِ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص كَانَ كَثِيراً مَا يُقَبِّلُ جَبِينَهُ وَ نَحْرَهُ وَ إِنَّ جَبْرَئِيلَ ع نَزَلَ يَوْماً فَوَجَدَ الزَّهْرَاءَ ع نَائِمَةً وَ الْحُسَيْنَ فِي مَهْدِهِ يَبْكِي فَجَعَلَ يُنَاغِيهِ وَ يُسَلِّيهِ حَتَّى اسْتَيْقَظَتْ فَسَمِعَتْ صَوْتَ مَنْ يُنَاغِيهِ فَالْتَفَتَتْ فَلَمْ تَرَ أَحَداً فَأَخْبَرَهَا النَّبِيُّ ص أَنَّهُ كَانَ جَبْرَئِيلَ ع.
- وَ قَدْ مَضَى بَعْضُ مُعْجِزَاتِهِ فِي الْأَبْوَابِ السَّابِقَةِ وَ سَيَأْتِي كَثِيرٌ مِنْهَا فِي الْأَبْوَابِ الْآتِيَةِ- لَا سِيَّمَا بَابِ شَهَادَتِهِ وَ بَابِ مَا وَقَعَ بَعْدَ شَهَادَتِهِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ.
باب 26 مكارم أخلاقه و جمل أحواله و تاريخه و أحوال أصحابه صلوات الله عليه
1- شي، تفسير العياشي عَنْ مَسْعَدَةَ قَالَ: مَرَّ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ ع بِمَسَاكِينَ قَدْ بَسَطُوا كِسَاءً لَهُمْ وَ أَلْقَوْا عَلَيْهِ كِسَراً فَقَالُوا هَلُمَّ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ فَثَنَى وَرِكَهُ فَأَكَلَ مَعَهُمْ ثُمَّ تَلَا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ ثُمَّ قَالَ قَدْ أَجَبْتُكُمْ فَأَجِيبُونِي قَالُوا نَعَمْ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ فَقَامُوا مَعَهُ حَتَّى أَتَوْا مَنْزِلَهُ فَقَالَ لِلْجَارِيَةِ أَخْرِجِي مَا كُنْتِ تَدَّخِرِينَ 21561 .
2- قب، المناقب لابن شهرآشوب عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ قَالَ: دَخَلَ الْحُسَيْنُ ع عَلَى أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ وَ هُوَ مَرِيضٌ وَ هُوَ يَقُولُ وَا غَمَّاهْ فَقَالَ لَهُ الْحُسَيْنُ ع وَ مَا غَمُّكَ يَا أَخِي قَالَ دَيْنِي وَ هُوَ سِتُّونَ أَلْفَ دِرْهَمٍ فَقَالَ الْحُسَيْنُ هُوَ عَلَيَّ قَالَ إِنِّي أَخْشَى أَنْ أَمُوتَ فَقَالَ الْحُسَيْنُ لَنْ تَمُوتَ حَتَّى أَقْضِيَهَا عَنْكَ قَالَ فَقَضَاهَا قَبْلَ مَوْتِهِ.
-
وَ كَانَ ع يَقُولُ شَرُّ خِصَالِ الْمُلُوكِ الْجُبْنُ مِنَ الْأَعْدَاءِ وَ الْقَسْوَةُ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَ الْبُخْلُ عِنْدَ الْإِعْطَاءِ.
-
وَ فِي كِتَابِ أُنْسِ الْمَجَالِسِ أَنَّ الْفَرَزْدَقَ أَتَى الْحُسَيْنَ ع لَمَّا أَخْرَجَهُ مَرْوَانُ مِنَ الْمَدِينَةِ فَأَعْطَاهُ ع أَرْبَعَمِائَةِ دِينَارٍ فَقِيلَ لَهُ إِنَّهُ شَاعِرٌ فَاسِقٌ مُنْتَهِرٌ 21562 فَقَالَ ع إِنَّ خَيْرَ مَالِكَ مَا وَقَيْتَ بِهِ عِرْضَكَ وَ قَدْ أَثَابَ رَسُولُ اللَّهِ ص كَعْبَ بْنَ زُهَيْرٍ وَ قَالَ
فِي عَبَّاسِ بْنِ مِرْدَاسٍ اقْطَعُوا لِسَانَهُ عَنِّي.
-
وَفَدَ أَعْرَابِيٌّ الْمَدِينَةَ فَسَأَلَ عَنْ أَكْرَمِ النَّاسِ بِهَا فَدُلَّ عَلَى الْحُسَيْنِ ع فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ فَوَجَدَهُ مُصَلِّياً فَوَقَفَ بِإِزَائِهِ وَ أَنْشَأَ-
لَمْ يَخِبِ الْآنَ مَنْ رَجَاكَ وَ مَنْ -
حَرَّكَ مِنْ دُونِ بَابِكَ الْحَلْقَهْ -
أَنْتَ جَوَادٌ وَ أَنْتَ مُعْتَمَدٌ -
أَبُوكَ قَدْ كَانَ قَاتِلَ الْفَسَقَهْ -
لَوْ لَا الَّذِي كَانَ مِنْ أَوَائِلِكُمْ -
كَانَتْ عَلَيْنَا الْجَحِيمُ مُنْطَبِقَهْ
قَالَ فَسَلَّمَ الْحُسَيْنُ وَ قَالَ يَا قَنْبَرُ هَلْ بَقِيَ مِنْ مَالِ الْحِجَازِ شَيْءٌ قَالَ نَعَمْ أَرْبَعَةُ آلَافِ دِينَارٍ فَقَالَ هَاتِهَا قَدْ جَاءَ مَنْ هُوَ أَحَقُّ بِهَا مِنَّا- ثُمَّ نَزَعَ بُرْدَيْهِ وَ لَفَّ الدَّنَانِيرَ فِيهَا وَ أَخْرَجَ يَدَهُ مِنْ شَقِّ الْبَابِ حَيَاءً مِنَ الْأَعْرَابِيِّ وَ أَنْشَأَ-
خُذْهَا فَإِنِّي إِلَيْكَ مُعْتَذِرٌ -
وَ اعْلَمْ بِأَنِّي عَلَيْكَ ذُو شَفَقَهْ -
لَوْ كَانَ فِي سَيْرِنَا الْغَدَاةَ عَصًا -
أَمْسَتْ سَمَانَا عَلَيْكَ مُنْدَفِقَهْ -
لَكِنَّ رَيْبَ الزَّمَانِ ذُو غِيَرٍ -
وَ الْكَفُّ مِنِّي قَلِيلَةُ النَّفَقَهْ
قَالَ فَأَخَذَهَا الْأَعْرَابِيُّ وَ بَكَى فَقَالَ لَهُ لَعَلَّكَ اسْتَقْلَلْتَ مَا أَعْطَيْنَاكَ قَالَ لَا وَ لَكِنْ كَيْفَ يَأْكُلُ التُّرَابُ جُودَكَ- وَ هُوَ الْمَرْوِيُّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ ع 21563 .
قوله عصا لعل العصا كناية عن الإمارة و الحكم قال الجوهري قولهم لا ترفع عصاك عن أهلك يراد به الأدب و إنه لضعيف العصا أي الترعية و يقال أيضا إنه لليّن العصا أي رفيق حسن السياسة لما ولي انتهى أي لو كان لنا في سيرنا في هذه الغداة ولاية و حكم أو قوة لأمستْ يد عطائنا عليك صابّة و السماء كناية عن يد الجود و العطاء و الاندفاق الانصباب و ريب الزمان حوادثه و غير الدهر كعنب أحداثه أي حوادث الزمان تغيّر الأمور قوله كيف يأكل التراب جودك أي كيف تموت و تبيت تحت التراب فتمحى و تذهب جودك.
3- قب، المناقب لابن شهرآشوب شُعَيْبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْخُزَاعِيُّ قَالَ: وُجِدَ عَلَى ظَهْرِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ يَوْمَ الطَّفِّ أَثَرٌ فَسَأَلُوا زَيْنَ الْعَابِدِينَ ع عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ هَذَا مِمَّا كَانَ يَنْقُلُ
الْجِرَابَ عَلَى ظَهْرِهِ إِلَى مَنَازِلِ الْأَرَامِلِ وَ الْيَتَامَى وَ الْمَسَاكِينِ.
-
وَ قِيلَ إِنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيَّ عَلَّمَ وَلَدَ الْحُسَيْنِ ع الْحَمْدَ فَلَمَّا قَرَأَهَا عَلَى أَبِيهِ أَعْطَاهُ أَلْفَ دِينَارٍ وَ أَلْفَ حُلَّةٍ وَ حَشَا فَاهُ دُرّاً فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ فَقَالَ وَ أَيْنَ يَقَعُ هَذَا مِنْ عَطَائِهِ يَعْنِي تَعْلِيمَهُ وَ أَنْشَدَ الْحُسَيْنُ ع-
إِذَا جَادَتِ الدُّنْيَا عَلَيْكَ فَجُدْ بِهَا -
عَلَى النَّاسِ طُرّاً قَبْلَ أَنْ تَتَفَلَّتْ -
فَلَا الْجُودُ يُفْنِيهَا إِذَا هِيَ أَقْبَلَتْ -
وَ لَا الْبُخْلُ يُبْقِيهَا إِذَا مَا تَوَلَّتْ
.
-
وَ مِنْ تَوَاضُعِهِ ع أَنَّهُ مَرَّ بِمَسَاكِينَ وَ هُمْ يَأْكُلُونَ كِسَراً لَهُمْ عَلَى كِسَاءٍ فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ فَدَعَوْهُ إِلَى طَعَامِهِمْ فَجَلَسَ مَعَهُمْ وَ قَالَ لَوْ لَا أَنَّهُ صَدَقَةٌ لَأَكَلْتُ مَعَكُمْ ثُمَّ قَالَ قُومُوا إِلَى مَنْزِلِي فَأَطْعَمَهُمْ وَ كَسَاهُمْ وَ أَمَرَ لَهُمْ بِدَرَاهِمَ.
-
وَ حَدَّثَ الصَّوْلِيُّ عَنِ الصَّادِقِ ع فِي خَبَرٍ أَنَّهُ جَرَى بَيْنَهُ وَ بَيْنَ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ كَلَامٌ فَكَتَبَ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ إِلَى الْحُسَيْنِ ع أَمَّا بَعْدُ يَا أَخِي فَإِنَّ أَبِي وَ أَبَاكَ عَلِيٌّ- لَا تَفْضُلُنِي فِيهِ وَ لَا أَفْضُلُكَ وَ أُمُّكَ فَاطِمَةُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ ص وَ لَوْ كَانَ مِلْءَ الْأَرْضِ ذَهَباً مِلْكُ أُمِّي مَا وَفَتْ بِأُمِّكَ فَإِذَا قَرَأْتَ كِتَابِي هَذَا فَصِرْ إِلَيَّ حَتَّى تَتَرَضَّانِي فَإِنَّكَ أَحَقُّ بِالْفَضْلِ مِنِّي وَ السَّلَامُ عَلَيْكَ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ فَفَعَلَ الْحُسَيْنُ ع ذَلِكَ فَلَمْ يَجْرِ بَعْدَ ذَلِكَ بَيْنَهُمَا شَيْءٌ 21564 .
بيان بأمّك أي بفضلها.
4- قب، المناقب لابن شهرآشوب وَ مِنْ شَجَاعَتِهِ ع أَنَّهُ كَانَ بَيْنَ الْحُسَيْنِ ع وَ بَيْنَ الْوَلِيدِ بْنِ عُقْبَةَ مُنَازَعَةٌ فِي ضَيْعَةٍ فَتَنَاوَلَ الْحُسَيْنُ ع عِمَامَةَ الْوَلِيدِ عَنْ رَأْسِهِ وَ شَدَّهَا فِي عُنُقِهِ وَ هُوَ يَوْمَئِذٍ وَالٍ عَلَى الْمَدِينَةِ فَقَالَ مَرْوَانُ بِاللَّهِ مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ جُرْأَةَ رَجُلٍ عَلَى أَمِيرِهِ فَقَالَ الْوَلِيدُ وَ اللَّهِ مَا قُلْتَ هَذَا غَضَباً لِي وَ لَكِنَّكَ حَسَدْتَنِي عَلَى حِلْمِي عَنْهُ وَ إِنَّمَا كَانَتِ الضَّيْعَةُ لَهُ فَقَالَ الْحُسَيْنُ الضَّيْعَةُ لَكَ يَا وَلِيدُ وَ قَامَ.
-
وَ قِيلَ لَهُ يَوْمَ الطَّفِّ انْزِلْ عَلَى حُكْمِ بَنِي عَمِّكَ قَالَ لَا وَ اللَّهِ لَا أُعْطِيكُمْ بِيَدِي إِعْطَاءَ الذَّلِيلِ وَ لَا أَفِرُّ فِرَارَ الْعَبِيدِ ثُمَّ نَادَى يَا عِبَادَ اللَّهِ- إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي
وَ رَبِّكُمْ مِنْ كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسابِ .
-
وَ قَالَ ع مَوْتٌ فِي عِزٍّ خَيْرٌ مِنْ حَيَاةٍ فِي ذُلٍّ.
-
وَ أَنْشَأَ ع يَوْمَ قُتِلَ -
الْمَوْتُ خَيْرٌ مِنْ رُكُوبِ الْعَارِ -
وَ الْعَارُ أَوْلَى مِنْ دُخُولِ النَّارِ -
وَ اللَّهِ مَا هَذَا وَ هَذَا جَارِي .
ابْنُ نُبَاتَةَ
الْحُسَيْنُ الَّذِي رَأَى الْقَتْلَ فِي الْعِزِّ -
حَيَاةً وَ الْعَيْشَ فِي الذُّلِّ قَتْلًا .
الْحِلْيَةُ رَوَى مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ أَنَّهُ لَمَّا نَزَلَ الْقَوْمُ بِالْحُسَيْنِ وَ أَيْقَنَ أَنَّهُمْ قَاتِلُوهُ قَالَ لِأَصْحَابِهِ قَدْ نَزَلَ مَا تَرَوْنَ مِنَ الْأَمْرِ وَ إِنَّ الدُّنْيَا قَدْ تَغَيَّرَتْ وَ تَنَكَّرَتْ وَ أَدْبَرَ مَعْرُوفُهَا وَ اسْتَمَرَّتْ 21565 حَتَّى لَمْ يَبْقَ مِنْهَا إِلَّا كَصُبَابَةِ الْإِنَاءِ وَ إِلَّا خَسِيسُ عَيْشٍ كَالْمَرْعَى الْوَبِيلِ أَ لَا تَرَوْنَ الْحَقَّ لَا يُعْمَلُ بِهِ وَ الْبَاطِلَ لَا يُتَنَاهَى عَنْهُ لِيَرْغَبَ الْمُؤْمِنُ فِي لِقَاءِ اللَّهِ وَ إِنِّي لَا أَرَى الْمَوْتَ إِلَّا سَعَادَةً وَ الْحَيَاةَ مَعَ الظَّالِمِينَ إِلَّا بَرَماً.
-
وَ أَنْشَأَ مُتَمَثِّلًا لَمَّا قَصَدَ الطَّفَّ-
سَأَمْضِي فَمَا بِالْمَوْتِ عَارٌ عَلَى الْفَتَى -
إِذَا مَا نَوَى خَيْراً وَ جَاهَدَ مُسْلِماً -
وَ وَاسَى الرِّجَالَ الصَّالِحِينَ بِنَفْسِهِ -
وَ فَارَقَ مَذْمُوماً وَ خَالَفَ مُجْرِماً -
أُقَدِّمُ نَفْسِي لَا أُرِيدُ بَقَاءَهَا -
لِنَلْقَى خَمِيساً فِي الْهِيَاجِ عَرَمْرَماً -
فَإِنْ عِشْتُ لَمْ أُذْمَمْ وَ إِنْ مِتُّ لَمْ أُلَمْ -
كَفَى بِكَ ذُلًّا أَنْ تَعِيشَ فَتُرْغَمَا 21566
.
توضيح الصبابة بالضم البقية من الماء في الإناء و الوبلة بالتحريك الثقل و الوخامة و قد وبل المرتع بالضم وبلا وبالا فهو وبيل أي وخيم ذكره الجوهري و البرم بالتحريك السأمة و الملال و الخميس الجيش لأنهم خمس فرق المقدّمة و القلب و الميمنة و الميسرة و الساق و يوم الهياج يوم القتال و العرمرم الجيش الكثير و عرام الجيش كثرته.