کتابخانه روایات شیعه
بحار الأنوار (ط - بيروت) - ج 1تا15
الجزء الخامس و الخمسون
تتمة كتاب السماء و العالم
تتمة أبواب كليات أحوال العالم و ما يتعلق بالسماويات
باب 4 العرش و الكرسي و حملتهما
الآيات البقرة وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ 7066 الأعراف ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ 7067 يونس ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ ما مِنْ شَفِيعٍ إِلَّا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ 7068 هود وَ كانَ عَرْشُهُ عَلَى الْماءِ 7069 الرعد ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ 7070 طه الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى 7071 المؤمنون قُلْ مَنْ رَبُّ السَّماواتِ السَّبْعِ وَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ 7072 الفرقان ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمنُ فَسْئَلْ بِهِ خَبِيراً 7073 النمل رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ 7074
التنزيل ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ 7075 المؤمن الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَ مَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَ يَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا 7076 الحديد ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ 7077 الحاقة وَ يَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمانِيَةٌ 7078 تفسير وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ قال الطبرسي ره اختلف فيه على أقوال أحدها
وسع علمه السموات و الأرض عن ابن عباس و مجاهد و هو المروي عن أبي جعفر و أبي عبد الله ع.
و يقال للعلماء كراسي كما يقال لهم أوتاد الأرض لأن بهم قوام الدين و الدنيا و ثانيها أن الكرسي هاهنا هو العرش عن الحسن و إنما سمي كرسيا لتركب بعضه على بعض و ثالثها أن المراد بالكرسي هاهنا الملك و السلطان و القدرة كما يقال اجعل لهذا الحائط كرسيا أي عمادا يعمد به حتى لا يقع و لا يميل فيكون معناه أحاطت قدرته بالسماوات و الأرض و ما فيهما و رابعها
أن الكرسي سرير دون العرش و قد روي ذلك عن أبي عبد الله ع.
و قريب منه ما روي عن عطاء 7079 أنه قال ما السماوات و الأرض عند الكرسي إلا كحلقة خاتم في فلاة و ما الكرسي عند العرش إلا كحلقة في الفلاة 7080 و منهم من قال إن السماوات و الأرض جميعا على 7081 الكرسي و الكرسي تحت العرش 7082 فالعرش فوق السماوات 7083
وَ رَوَى الْأَصْبَغُ بْنُ نُبَاتَةَ أَنَ
عَلِيّاً ع قَالَ: السَّمَاوَاتُ وَ الْأَرْضُ وَ مَا فِيهِمَا مِنْ مَخْلُوقٍ فِي جَوْفِ الْكُرْسِيِ 7084 .
و ساق الحديث إلى آخره كما سيأتي في رواية علي بن إبراهيم.
ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ منهم من فسر العرش هنا بمعنى الملك قال القفال العرش في كلامهم هو السرير الذي يجلس عليه الملوك ثم جعل العرش كناية عن نفس الملك يقال ثل عرشه أي انتقص ملكه و قالوا استوى على عرشه و استقر على سرير ملكه و منهم من فسر العرش بالجسم الأعظم و الاستواء بمعنى الاستيلاء كما مر قال الرازي في تفسيره اتفق المسلمون على أن فوق السماوات جسما عظيما هو العرش و اختلف في المراد بالعرش هنا فقال أبو مسلم المراد أنه لما خلق الله السماوات و الأرض سطحها و رفع سمكها فإن كل بناء يسمى عرشا و بانيه يسمى عارشا قال تعالى وَ مِمَّا يَعْرِشُونَ 7085 و الاستواء على العرش هو الاستعلاء عليه بالقهر و المشهور بين المفسرين أن المراد بالعرش فيها الجسم العظيم الذي في السماء و قيل المراد من العرش الملك و ملك الله تعالى عبارة عن مخلوقاته و وجود مخلوقاته إنما حصل بعد خلق السماوات و الأرض فلا جرم صح إدخال حرف ثم عليه و الحاصل أن المراد استواؤه على عالم الأجسام بالقهر و القدرة و التدبير و الحفظ يعني أن من فوق العرش إلى ما تحت الثرى في حفظه و تدبيره و في الاحتياج إليه 7086 .
فَسْئَلْ بِهِ خَبِيراً قال الطبرسي ره قيل أي فاسأل عنه خبيرا و الباء بمعنى عن و الخبير هاهنا هو الله تعالى أو محمد ص و قيل إن الباء على أصلها و المعنى فاسأل سؤالك 7087 أيها الإنسان خبيرا يخبرك بالحق في صفته و قيل إن الباء فيه مثل الباء في قولك لقيت بفلان ليثا إذا وصفت شجاعته و المعنى إذا
رأيته رأيت الشيء المشبه بأنه الخبير به 7088 .
الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ قال الطبرسي ره عبادة لله و امتثالا لأمره وَ مَنْ حَوْلَهُ يعني الملائكة المطيفين بالعرش و هم الكروبيون و سادة الملائكة يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ أي ينزهون ربهم عما يصفه به هؤلاء المجادلون و قيل يسبحونه بالتسبيح المعهود و يحمدونه على إنعامه وَ يُؤْمِنُونَ بِهِ أي و يصدقونه 7089 و يعترفون بوحدانيته وَ يَسْتَغْفِرُونَ أي و يسألون الله المغفرة لِلَّذِينَ آمَنُوا من أهل الأرض أي صدقوا بوحدانية الله و اعترفوا بإلهيته و بما يجب الاعتراف به 7090 و قال في قوله تعالى وَ يَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يعني فوق الخلائق يَوْمَئِذٍ يعني يوم القيامة ثَمانِيَةٌ من الملائكة عن ابن زيد
وَ رُوِيَ ذَلِكَ عَنِ النَّبِيِّ ص أَنَّهُمُ الْيَوْمَ أَرْبَعَةٌ فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ أَيَّدَهُمْ بِأَرْبَعَةٍ أُخْرَى 7091 فَيَكُونُونَ ثَمَانِيَةً.
و قيل ثمانية صفوف من الملائكة لا يعلم عددهم إلا الله تعالى عن ابن عباس 7092 .