کتابخانه روایات شیعه
بحار الأنوار (ط - بيروت) - ج 1تا15
فإنّي رأيت العرب يحمي نزيلها
* و يمنعه من أن ينال بضير
فكيف بسبط المصطفى أن يذود من
* بحائره ثاو بغير نصير
و عار على حامي الحمى و هو في الحمى
* إذا ضلّ في البيدا عقال بعير
(بهاء الدين النيلى)
[الثناء عليه]
السيّد الأجلّ العلّامة النحرير عليّ بن عبد الكريم بن عبد الحميد بهاء الدين النيليّ الحسينيّ النجفيّ النسابة المحدّث الرجاليّ أورد العلّامة النوريّ في المستدرك ج 3 ص 435 ترجمته و نسبه فقال: السيّد الأجل الأكمل الأرشد المؤيد العلّامة النحرير بهاء الدين عليّ بن السيّد غياث الدين عبد الكريم بن عبد الحميد بن عبد اللّه بن أحمد بن الحسن بن عليّ بن محمّد بن عليّ غياث الدين- الذي خرج عليه جماعته من العرب بشطّ سوراء بالعراق و حملوا عليه و سلبوه فمانعهم عن سلب سراويله فضربه أحدهم فقتله، و كان عالما تقيّا- ابن السيّد جلال الدين عبد الحميد- الذي يروي عنه محمّد بن جعفر المشهديّ في المزار الكبير، و قال فيه: أخبرني السيّد الأجل العالم عبد الحميد بن التقيّ عبد اللّه بن أسامة العلويّ الحسيني رضي اللّه عليه في ذي القعدة من سنة ثمانين و خمسمائة قراءة عليه بحلّة الجامعين- ابن عبد اللّه بن أسامة- المتولّي النقابة بالعراق- ابن أحمد بن عليّ بن محمّد بن عمر- الرئيس الجليل الّذي ردّ اللّه على يده الحجر الأسود لمّا نهبت القرامطة مكّة في سنة ثلاث و عشرين و ثلاث مائة، و أخذوا الحجر و أتوا به إلى الكوفة، و علّقوه في السارية السابعة من المسجد التي ذكرها أمير المؤمنين عليه السّلام، فإنّه قال ذات يوم بالكوفة: لا بدّ أن يسلب في هذه السارية، و أومأ إلى السارية السابعة، و القصّة طويلة و بنى قبر جدّه أمير المؤمنين عليه السّلام من خالص ما له- ابن يحيى القائم بالكوفة ابن الحسين النقيب الطاهر ابن أبي عانقة أحمد الشاعر المحدّث ابن أبي عليّ عمر بن أبي الحسين من أصحاب الكاظم عليه السّلام المقتول سنة خمسين و مائتين الذي حمل رأسه في قوصرة إلى المستعين- ابن أبي عانقة الزاهد العابد الحسين- الملقب بذي الدمعة الذي ربّاه الصادق عليه السّلام و ورثه علما جمّا- ابن زيد الشهيد ابن السجّاد عليه السّلام، النيلي النجفيّ النّسابة، و هو كما
في الرياض الفقيه الشاعر الماهر العالم الفاضل الكامل صاحب المقامات و الكرمات العظيمة قدس اللّه روحه الشريف كان من أفاضل عصره و أعالم دهره، و كذا جدّه السيّد عبد الحميد.
له مؤلّفات شريفه قد أكثر النقل عنها نقلة الأخبار و سدنة الآثار أحسنها كتاب الأنوار المضيئة في الحكمة الشرعيّة في مجلدات عديدة، قيل: إنها خمسة، و قد عثرنا بحمد اللّه تعالى على المجلّد الأوّل و هو في الأصول الخمسة، و في ظهره فهرست جميع المجلّدات، و تاريخ الفهرست يوم الأحد 17 جمادي الأولى سنة 777، و يظهر من قرائن كثيرة أنّها نسخة الأصل إ ه.
و ذكره تلميذه الحسن بن سليمان الحلّي في كتابه مختصر البصائر فقال: و ممّا رواه لي و رويته عند السيّد الجليل السعيد الموفّق الموثّق بهاء الدين عليّ بن السيّد عبد الكريم. إ ه.
و قال ابن فهد في كتاب المهذّب في مبحث عمل نيروز: و يعضد ما قلناه ما حدّثني به المولى السيّد المرتضى العلّامة بهاء الدين عليّ بن عبد الحميد 836 النسابة دامت فضائله إ ه 837
و ذكره المصنّف في المقدّمة الثانية من الكتاب و قال: و السيّد المذكور من أفاضل النقباء و النجباء و بالجملة فالرجل من أعيان الشيعة و أجلّة مروجى الشريعة، و فطاحل المصنّفين من الإماميّة، يوجد ذكره مع الجلالة و الحفاوة في رياض العلماء و روضات الجنّات: 387 و خاتمة المستدرك ج 3 ص 435 و سفينة البحار ج 1 ص 114 و في الذريعة ج 2 ص 397 و 415 و 442 و 500 و ج 3 ص 178 و 332 و ج 8 ص 81 و ج 10 ص 157.
* (مؤلّفاته)*
1- الأنوار المضيئة في الحكمة الشرعيّة الإلهيّة، و قد يعبّر عنه بالأنوار الالهيّة و هو كتاب كبير في خمس مجلّدات:، الأوّل في علم الكلام و فيه إثبات ما عليه الطائفة
الاثنا عشريّة و بطلان غيره بالأدلّة النقليّة و البراهين العقليّة، الثاني في بيان الناسخ و المنسوخ و المحكم و المتشابه و العامّ و الخاصّ و المطلق و المقيّد و غير ذلك من مباحث اصول الفقه، الثالث و الرابع في فقه آل محمّد صلّى اللّه عليه و آله، و الخامس في بيان أسرار القرآن و قصصه مع فوائد اخرى. قد عرف سابقا أنّ المجلّد الأوّل كان عند العلّامة النوريّ، و كان المجلّد الخامس عند الشيخ عليّ بن الشيخ محمّد ابن صاحب المعالم 838 .
2- السلطان المفرّج عن أهل الإيمان.
3- الدرّ النضيد في مغازي الإمام الشهيد.
4- سرور أهل الإيمان 839 .
5- تبيان انحراف الكشّاف، أو بيان الجزاف في انحراف صاحب الكشّاف.
6- النكت اللّطاف الواردة على صاحب الكشّاف. أورد فيهما ثمانمائة إيراد على صاحب الكشّاف.
7- الإنصاف في الردّ على الكشّاف، و يحتمل اتّحاده مع سابقهما.
8- الغيبة، منتخب من كتاب الأنوار المضيئة في أحوال الحجّة الغائب المنتظر عليه السّلام للسيّد علم الدين المرتضى عليّ بن جلال الدين عبد الحميد النسّابة ابن شمس الدين أبي عليّ شيخ الشرف فخار بن معد بن فخار بن أحمد الموسويّ، من علماء أوائل القرن الثامن. و احتمل صاحب الرّوضات اتّحاده مع كتابه السلطان المفرّج عن أهل الإيمان
9- كتاب الرجال، ذيّله السيّد جمال الدين بن الأعرج العميديّ بأمره و ذكر في الذيل أحوال العلماء الّذين كانوا في عصر العلامة و بعده و بلغوا ستّا و عشرين، كما استخرج صاحب المعالم منهم ستّا و عشرين، و منهم المصنّف و ذكر من تصانيفه الأنوار
الإلهيّة في خمس مجلّدات، رأى أوّلها في الخزانة الغرويّة، كما أنّه رأى كتاب الرجال فيها أيضا 840 .
و ذكر صاحب الروضات من مصنّفاته كتاب إيضاح المصباح لأهل الصلاح، و هو شرح على كتاب المصباح الصغير للشيخ الطوسيّ، و لكنّ الظاهر أنّ الإيضاح ليس لسيّدنا المترجم، بل لسميّه السيّد بهاء الدّين عليّ ابن مجد الدين محمّد ابن أبي الحسين محمّد ابن أبي الفتح عليّ ابن جلال الدّين النسابة السيّد عبد الحميد بن التقيّ عبد اللّه بن أسامة الحسينيّ 841 .
* (مشايخه و الراوون عنه)*
يروي عن جماعة من المشايخ منهم:
1- فخر المحقّقين محمّد بن آية اللّه العلّامة الحلّيّ.
2- السيّد الأجلّ المرتضى عميد الدين عبد المطلب ابن أبي الفوارس.
3- العالم الجليل السيّد ضياء الدين عبد اللّه ابن أبي الفوارس.
4- تاج الشريعة شمس الملّة و الدين أبو عبد اللّه محمّد ابن الشيخ جمال الدين مكّيّ العامليّ الشهيد الأوّل.
5- جدّه الأدنى السيّد عبد الحميد النيليّ.
و يروى عنه جماعة منهم:
1- جمال الدين أبو العبّاس أحمد ابن شمس الدين محمّد بن فهد الأسديّ الحلّيّ، أجازه سنة 791.
2- الشيخ الجليل الحسن بن سليمان بن خالد الحلّيّ صاحب منتخب البصائر المتقدم ترجمته.
3- الشيخ العالم الفقيه عزّ الدين الحسن بن عليّ بن أحمد بن يوسف الشهير بابن العشرة العامليّ 842 .
(ابن همام) [أبو عليّ محمّد بن أبي بكر]
[الثناء عليه]
أبو عليّ محمّد بن أبي بكر همّام 843 بن سهيل الكاتب الإسكافيّ شيخ أصحابنا المتقدّمين، ثقة جليل القدر عظيم المنزلة من أثبات المحدّثين و مصنفيهم، ولد بدعاء الإمام العسكريّ عليه السّلام و يظهر من فهرست النجاشيّ ص 15 و 177 أنّ اسم أبيه عليّ و أنّ همّام جدّه ترجمه الشيخ في رجاله بقوله: محمّد بن همّام البغداديّ يكنّى أبا عليّ و همّام يكنّى أبا بكر، جليل القدر. ثقة، روى عنه التلعكبريّ و سمع منه أوّلا سنة 323، و له منه إجازة، و مات سنة 332. انتهى.
و قال في الفهرست ص 141: محمّد بن همّام الإسكافيّ يكنّى أبا عليّ، جليل القدر ثقة، له روايات كثيرة، أخبرنا بها عدّة من أصحابنا عن أبي المفضّل عنه.
و قال النجاشيّ في فهرست أسماء مصنّفي الشيعة ص 268: محمّد بن أبي بكر همّام ابن سهيل الكاتب الإسكافيّ شيخ أصحابنا و متقدّمهم، له منزلة عظيمة كثير الحديث، قال أبو محمّد هارون بن موسى رحمه اللّه: حدّثنا محمّد بن همّام قال: حدّثنا أحمد بن ما بنداذ قال: أسلم أبي أوّل من أسلم من أهله، و خرج عن دين المجوسيّة، و هداه اللّه إلى الحقّ و كان يدعو أخاه سهيلا إلى مذهبه، فيقول له: يا أخي اعلم أنّك لا تألوني نصحا، و لكنّ الناس مختلفون و كلّ يدّعي أنّ الحقّ فيه، و لست أختار أن أدخل في شيء إلّا علي يقين، فمضت لذلك مدّة و حجّ سهيل، فلمّا صدر من الحجّ قال لأخيه: الّذي كنت تدعوني إليه هو الحقّ، قال: و كيف علمت ذلك؟ قال: لقيت في حجّي عبد الرزّاق بن همّام الصنعانيّ 844 ، و ما رأيت أحدا مثله، فقلت له على خلوة: نحن قوم من أولاد
الأعاجم و عهدنا بالدخول في الإسلام قريب، و أرى أهله مختلفين في مذاهبهم، و قد جعلك اللّه من العلم بما لا نظير لك فيه في عصرك، و أريد أن أجعلك حجّة فيما بيني و بين اللّه عزّ و جلّ، فإن رأيت أن يبيّن لي ما يرضاه لنفسك من الدين لا تبعك و اقلّدك فأظهر لي محبّة آل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و تعظيمهم و البراءة من عدوّهم و القول بإمامتهم، قال أبو عليّ: أخذ أبي هذا المذهب عن أبيه عن عمّه و أخذته عن أبي، قال أبو محمّد هارون ابن موسى: قال أبو عليّ محمّد بن همّام 845 : قال: كتب أبي إلى أبي محمّد الحسن بن عليّ العسكريّ عليه السّلام يعرّفه أنّه ما صحّ له حمل بولد و يعرّفه أنّ له حملا، و يسأله أن يدعو اللّه في تصحيحه و سلامته و أن يجعله ذكرا نجيّا من مواليهم، فوقّع على رأس الرقعة بخطّ يده: قد فعل اللّه ذلك، فصحّ الحمل ذكرا، قال هارون بن موسى: أراني أبو عليّ ابن همّام الرقعة و الخطّ و كان محقّقا. إ ه.
و وثّقه في ص 88 في ترجمة جعفر بن محمّد بن مالك قال: لا أدري كيف روى عنه شيخنا النبيل الثقة أبو عليّ بن همّام. إ ه.
له ترجمة ضافية تعرب عن شيخوخته و عن وثاقته في كلّ من التراجم المتأخّرة عن الفهرستين و الرجال.
* (مؤلفاته)*
له كتاب الأنوار في تاريخ الأئمة عليهم السّلام، نصّ عليه النجاشيّ في الفهرست و ابن شهرآشوب في معالم العلماء ص 90، و ينقل عنه الشيخ حسين بن عبد الوهّاب المعاصر للسيّد المرتضى في عيون المعجزات 846 ، و السيّد غياث الدين عبد الكريم بن أحمد بن طاوس المتوفّى سنة 692 في فرحة الغريّ 847 ، و كان منتخبه عند العلّامة المصنّف.
و نسب إليه المصنّف كتاب التمحيص في بيان موجبات تمحيص ذنوب المؤمنين 848
قال في المقدّمة الأولى: كتاب التمحيص لبعض قدمائنا و يظهر من القرائن الجليّة أنّه من مؤلّفات الشيخ الثقة الجليل أبي عليّ محمّد بن همّام، و عندنا منتخب من كتاب الأنوار له قدّس سرّه. ا ه. 849
قال في المقدّمة الثانية: و كتاب التمحيص و متانته تدلّ على فضل مؤلّفه، و إن كان مؤلّفه أبا عليّ كما هو الظاهر ففضله و توثيقه مشهوران. انتهى.
و جزم بذلك صاحب الروضات، و لكنّ الشيخ إبراهيم القطيفيّ المعاصر للمحقّق الكركيّ نصّ على أنّه للحسن بن عليّ بن شعبة صاحب تحف العقول، قال في آخر كتابه الوافية في تعيين الفرقة الناجية بعد إخراجه ثلاثة أحاديث عن كتاب التمحيص: الحديث الأوّل ما رواه الشيخ العالم الفاضل العامل الفقيه أبو محمّد الحسن بن عليّ بن الحسين بن شعبة الحرّانيّ في الكتاب المسمّى بالتمحيص عن أمير المؤمنين عليه السّلام، و يظهر ذلك أيضا من القاضي نور اللّه التستريّ في كتاب المجالس حيث أورد الأحاديث الثلاثة عن كتاب الوافية في مجالسه في ترجمة أبي بكر الحضرميّ و لم يعترض على صاحب الوافية 850 ، و جزم بذلك الشيخ الحرّ العامليّ في أمل الآمل ص 39 حيث عدّه من مؤلّفات ابن شعبة و قال: ذكره صاحب كتاب مجالس المؤمنين. انتهى.
و رجّح ذلك صاحب الرياض حيث قال: و أمّا قول الأستاد الاستناد: إنّ كتاب التمحيص من مؤلّفات غيره- أي غير الحسن المذكور- فهو عندي محلّ تأمّل، لأنّ الشيخ إبراهيم أقرب و أعرف، مع أنّ عدم ذكر كتاب التمحيص في جملة مؤلّفاته الّتي أوردها أصحاب الرجال في كتبهم مع قربهم إليه تدلّ على أنّه ليس منه فتأمّل، و يستفاد ذلك من العلّامة الرازيّ أيضا 851 .