کتابخانه روایات شیعه
بحار الأنوار (ط - بيروت) - ج 1تا15
و قيل سبعة أشهر و نقل عن ابن الأعرابي أن ولد الضأن إنما يجذع ابن سبعة أشهر إذا كان أبواه شابين و إن كانا هرمين لم يجذع حتى يستكمل ثمانية أشهر و أجمعوا على أنه لا يجزي في غير الضأن إلا الثني و إن الثني في الإبل ما كمل له خمس سنين و المشهور في البقر و المعز أنه ما دخل في الثانية و قيل في الثالثة.
و قيل استشراف الأذن التأمل فيها و تفقدها حتى لا تكون بها آفة من جدع و نحوه من استشرفت الشيء إذا رفعت بصرك تنظر إليه و بسطت كفك فوق حاجبك كالمستظل من الشمس و قيل هو من الشرفة و هي خيار المال أي تخيرها و طلبها شريفة بالتمام.
و العضباء الشاة المكسورة القرن الداخل أو مطلقا و ذكر القرن للتأكيد أو بتجريد العضب عن معنى القرن و تجر رجلها أي للعرج أو للهزال و الضعف و المنسك بفتح السين و كسرها المذبح و النسيكة الذبيحة و كل موضوع للعبادة منسك.
و الذي عليه الأصحاب عدم إجزاء العرجاء البين عرجها و المشهور عدم إجزاء التي انكسر قرنها الداخل أيضا و ظاهر الخطبة على ما في المتهجد و النهج خلاف ذلك و ما في الفقيه موافق للمشهور و يمكن تأويل ما في الكتابين بالحمل على عدم انكسار القرن الداخل و عدم كون جر الرجل للعرج بل لضعف مرض أو هزال 11369 .
بالقسط أي بالعدل و ليس في الفقيه و المراد به إقامتها موافقا للواقع أو إذا لم يصر سببا لظلم على مؤمن و الأول أظهر فيما كتب الله لكم أي قرر لكم على العبادات من الثواب أو المراد كتب عليكم.
و في الفقيه فيما كتب عليكم و فرض من الجهاد و الحج و الصيام فإن ثواب ذلك عظيم لا ينفذ و تركه وبال لا يبيد و أمروا و الوبال الشدة و الثقل و باد ذهب و انقطع و أعينوا الضعيف و في الفقيه و أخيفوا الظالم و انصروا المظلوم و خذوا على يد المريب و أحسنوا إلى النساء و المريب من يشكك الناس في دينهم
أو يريب الناس في نفسه بالخيانة و الأخذ على يده كناية عن منعه و زجره بالقسط في الفقيه بالحق و فَلا تَغُرَّنَّكُمُ وَ لا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ أي الشيطان بأن يرجئكم التوبة و المغفرة فيجسركم على المعاصي إن أبلغ الموعظة في الفقيه إن أحسن الحديث ذكر الله و أبلغ موعظة المتقين كتاب الله أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ثم ذكر التوحيد ثم قال و يقرأ قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ أو أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ أو وَ الْعَصْرِ و كان مما يدوم عليه قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ و كان إذا قرأ إحدى هذه السور جلس جلسة كجلسة العجلان ثم ينهض و هو ع كان أول من حفظ عليه الجلسة بين الخطبتين ثم يخطب الخطبة التي كتبناها يوم الجمعة.
باب 4 عمل ليلتي العيدين و يومهما و فضلهما و التكبيرات فيهما و في أيام التشريق
الآيات البقرة وَ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلى ما هَداكُمْ 11370 و قال تعالى فَإِذا قَضَيْتُمْ مَناسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آباءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً 11371 و قال سبحانه وَ اذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُوداتٍ 11372 الحج وَ يَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُوماتٍ عَلى ما رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعامِ 11373 و قال تعالى كَذلِكَ سَخَّرَها لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلى ما هَداكُمْ 11374 الأعلى قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى- وَ ذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى 11375 .
تفسير وَ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ قال الطبرسي رحمه الله المراد تكبير ليلة الفطر عقيب أربع صلوات المغرب و العشاء و الغداة و صلاة العيد على مذهبنا و قال ابن عباس و جماعة التكبير يوم الفطر و قيل المراد به و لتعظموا الله على ما أرشدكم له
من شرائع الدين انتهى 11376 و الأول هو المروي عن الصادق ع و ما مصدرية و تحتمل الموصولة أيضا.
وَ اذْكُرُوا اللَّهَ قال الطبرسي رحمه الله في الذكر قولان أحدهما أن المراد به التكبير المختص بأيام منى لأنه الذكر المرغب فيه المندوب إليه في هذه الأيام و الآخر أن المراد به سائر الأدعية في تلك المواضع لأن الدعاء فيها أفضل منه في غيرها 11377 و سيأتي تمام الكلام فيها في كتاب الحج إن شاء الله تعالى.
فِي أَيَّامٍ مَعْدُوداتٍ قال الطبرسي رحمه الله 11378 هي أيام التشريق ثلاثة أيام بعد النحر عن ابن عباس و الحسن و أكثر أهل العلم و هو المروي عن أئمتنا ع و الذكر المأمور به هو أن يقول عقيب خمس عشرة صلاة الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله و الله أكبر الله أكبر و لله الحمد الله أكبر على ما هدانا و الحمد لله على ما أولانا و الله أكبر على ما رزقنا من بهيمة الأنعام و أول التكبير عندنا عقيب الظهر من يوم النحر و آخره صلاة الفجر من اليوم الرابع هذا لمن كان بمنى و من كان بغير منى من الأمصار يكبر عقيب عشر صلوات أولها صلاة الظهر من يوم النحر أيضا هذا هو المروي عن الصادقين ع.
و قال في قوله سبحانه وَ يَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُوماتٍ 11379 اختلف في هذه الأيام و في الذكر فيها فقيل هي أيام العشر و المعدودات أيام التشريق و قيل هي أيام التشريق يوم النحر و ثلاثة بعده و المعدودات أيام العشر عن ابن عباس و هو المروي عن أبي جعفر ع 11380 و الذكر قيل التسمية على الذبيح و قيل كناية 11381
عن الذبح و قيل هو التكبير
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع التَّكْبِيرُ بِمِنًى عَقِيبَ خَمْسَ عَشْرَةَ صَلَاةً أَوَّلُهَا الظُّهْرُ مِنْ يَوْمِ النَّحْرِ يَقُولُ اللَّهُ أَكْبَرُ.
إلى آخر ما ذكره سابقا.
ثم قال البهيمة أصلها من الإبهام و ذلك أنها لا تفصح كما يفصح الحيوان الناطق و الأنعام الإبل اشتقاقها من النعمة و هو اللين سميت بذلك للين أخفافها و قد يجتمع معها البقر و الغنم فتسمى الجميع أنعاما اتساعا و إن انفردا لم يسميا أنعاما.
و قال في قوله وَ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلى ما هَداكُمْ أي على ما بين لكم و أرشدكم لمعالم دينه و مناسك حجه و قيل هو أن يقول الله أكبر على ما
هدانا انتهى.
و أقول قد مر أنه يحتمل أن يكون المراد بذكر اسم الرب التكبيرات في ليلة العيد و يومه.
1- الْإِقْبَالُ، رُوِيَ أَنَّهُ يَغْتَسِلُ قَبْلَ الْغُرُوبِ مِنْ لَيْلَةِ الْفِطَرِ إِذَا عَلِمَ أَنَّهَا لَيْلَةُ الْعِيدِ وَ رُوِيَ أَنَّهُ يَغْتَسِلُ أَوَاخِرَ لَيْلَةِ الْعِيدِ 11382 .
وَ مِنْهُ رُوِيَ بِإِسْنَادٍ مُتَّصِلٍ إِلَى الْحَسَنِ بْنِ رَاشِدٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع إِنَّ النَّاسَ يَقُولُونَ إِنَّ الْمَغْفِرَةَ تَنْزِلُ عَلَى مَنْ صَامَ شَهْرَ رَمَضَانَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ فَقَالَ يَا حَسَنُ إِنَّ الْقَارِيجَارَ إِنَّمَا يُعْطَى أَجْرَهُ عِنْدَ فَرَاغِهِ مِنْ ذَلِكَ لَيْلَةَ الْعِيدِ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ فَمَا يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَفْعَلَ فِيهَا قَالَ إِذَا غَرَبَتِ الشَّمْسُ فَاغْتَسِلْ فَإِذَا صَلَّيْتَ الْمَغْرِبَ وَ الْأَرْبَعَ الَّتِي بَعْدَهَا فَارْفَعْ يَدَيْكَ وَ قُلْ يَا ذَا الْمَنِّ وَ الطَّوْلِ يَا ذَا الْجُودِ يَا مُصْطَفِيَ مُحَمَّدٍ وَ نَاصِرَهُ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اغْفِرْ لِي كُلَّ ذَنْبٍ أَحْصَيْتَهُ وَ هُوَ عِنْدَكَ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ- ثُمَّ تَخِرُّ سَاجِداً وَ تَقُولُ مِائَةَ مَرَّةٍ أَتُوبُ إِلَى اللَّهِ وَ أَنْتَ سَاجِدٌ ثُمَّ تَسْأَلُ حَاجَتَكَ فَإِنَّهَا تُقْضَى إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى 11383 .
الْعِلَلُ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الْعَطَّارِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْأَشْعَرِيِّ عَنِ السَّيَّارِيِّ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ يَحْيَى عَنْ جَدِّهِ الْحَسَنِ بْنِ رَاشِدٍ نَحْوَهُ إِلَى قَوْلِهِ فَإِذَا صَلَّيْتَ ثَلَاثَ رَكَعَاتٍ الْمَغْرِبَ فَارْفَعْ يَدَيْكَ وَ قُلْ يَا ذَا الطَّوْلِ يَا ذَا الْحَوْلِ يَا ذَا الْجُودِ إِلَى قَوْلِهِ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ أَهْلِ بَيْتِهِ- إِلَى قَوْلِهِ أَحْصَيْتَهُ عَلَيَّ وَ نَسِيتُهُ وَ هُوَ إِلَى قَوْلِهِ وَ أَنْتَ سَاجِدٌ وَ سَلْ حَوَائِجَكَ 11384 .