کتابخانه روایات شیعه
بحار الأنوار (ط - بيروت) - ج 1تا15
لَأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ غَداً رَجُلًا يُحِبُّ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ يُحِبُّهُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ كَرَّارٌ غَيْرُ فَرَّارٍ يُفْتَحُ عَلَى يَدِهِ بِالنَّصْرِ، فَأَعْطَاهَا أَحَداً، غَيْرِي؟!.
أَمْ هَلْ فِيكُمْ مَنْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ يَوْمَ الطَّائِرِ الْمَشْوِيِّ:
اللَّهُمَّ ائْتِنِي بِأَحَبِّ خَلْقِكَ إِلَيْكَ يَأْكُلُ مَعِي، فَأَتَيْتُ أَنَا مَعَهُ، هَلْ أَتَاهُ أَحَدٌ، غَيْرِي؟!.
أَمْ هَلْ فِيكُمْ مَنْ سَمَّاهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ: وَلِيَّهُ، غَيْرِي؟!.
أَمْ هَلْ فِيكُمْ مَنْ طَهَّرَهُ اللَّهُ مِنَ الرِّجْسِ فِي كِتَابِهِ، غَيْرِي؟!.
أَمْ هَلْ فِيكُمْ مَنْ زَوَّجَهُ اللَّهُ بِفَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، غَيْرِي؟!.
أَمْ هَلْ فِيكُمْ مَنْ بَاهَلَ بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، غَيْرِي؟!.
قَالَ: فَعِنْدَ ذَلِكَ قَامَ الزُّبَيْرُ وَ قَالَ: مَا سَمِعْنَا أَحَداً قَالَ أَصَحَّ مِنْ مَقَالِكَ، وَ مَا نَذْكُرُ مِنْهُ شَيْئاً، وَ لَكِنَّ النَّاسَ بَايَعُوا الشَّيْخَيْنِ وَ لَمْ نُخَالِفِ الْإِجْمَاعَ، فَلَمَّا سَمِعَ ذَلِكَ نَزَلَ وَ هُوَ يَقُولُ: (وَ ما كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُداً) 2414 .
18- د 2415 : عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: بَيْنَا أَمْشِي مَعَ عُمَرَ يَوْماً إِذْ تَنَفَّسَ نَفَساً ظَنَنْتُ أَنَّهُ قَدْ قُصِمَتْ أَضْلَاعُهُ، فَقُلْتُ: سُبْحَانَ اللَّهِ! وَ اللَّهِ مَا أَخْرَجَ مِنْكَ 2416 هَذَا إِلَّا أَمْرٌ عَظِيمٌ. فَقَالَ: وَيْحَكَ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ! مَا أَدْرِي مَا أَصْنَعُ بِأُمَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ؟!. قُلْتُ: وَ لِمَ، وَ أَنْتَ قَادِرٌ أَنْ تَصْنَعَ 2417 ذَلِكَ مَكَانَ الثِّقَةِ؟. قَالَ: إِنِّي أَرَاكَ تَقُولُ إِنَّ صَاحِبَكَ أَوْلَى النَّاسِ بِهَا يَعْنِي عَلِيّاً عَلَيْهِ السَّلَامُ-؟. قُلْتُ: أَجَلْ وَ اللَّهِ، إِنِّي لَأَقُولُ ذَلِكَ فِي سَابِقَتِهِ وَ عِلْمِهِ وَ قَرَابَتِهِ وَ صِهْرِهِ. قَالَ: إِنَّهُ كَمَا ذَكَرْتَ، وَ لَكِنَّهُ كَثِيرُ الدُّعَابَةِ.
وَ فِي رِوَايَةٍ: فِيهِ دُعَابَةٌ.
وَ فِي رِوَايَةٍ: لِلَّهِ دَرُّهُمْ إِنْ وَلَّوْهَا الْأُصَيْلِعَ، كَيْفَ يَحْمِلُهُمْ عَلَى الْحَقِّ، وَ لَوْ كَانَ السَّيْفُ عَلَى عُنُقِهِ. فَقُلْتُ: أَ تَعْلَمُ ذَلِكَ مِنْهُ وَ لَا تُوَلِّيهِ؟!. قَالَ: إِنْ لَمْ أَسْتَخْلِفْ وَ أَتْرُكُهُمْ فَقَدْ تَرَكَهُمْ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنِّي. قُلْتُ: فَعُثْمَانُ؟. قَالَ: وَ اللَّهِ لَوْ فَعَلْتُ لَجَعَلَ بَنِي أَبِي مُعَيْطٍ عَلَى رِقَابِ النَّاسِ يَعْمَلُونَ فِيهِمْ بِمَعْصِيَةِ اللَّهِ حَتَّى يَقْتُلُوهُ، وَ اللَّهِ لَوْ فَعَلْتُ لَفَعَلَ، وَ لَوْ فَعَلَ لَفَعَلُوا، فَوَثَبَ النَّاسُ إِلَيْهِ فَقَتَلُوهُ.
وَ فِي رِوَايَةٍ: كُلِّفَ بِأَقَارِبِهِ. قُلْتُ: طَلْحَةَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ؟. قَالَ: الْأَكْنَعُ، هُوَ أَزْهَى مِنْ ذَلِكَ، مَا كَانَ اللَّهُ لِيَرَانِي أُوَلِّيهِ أَمْرَ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ عَلَى مَا هُوَ عَلَيْهِ مِنَ الزَّهْوِ.
وَ فِي رِوَايَةٍ: قَالَ: فِيهِ نَخْوَةٌ، يَعْنِي كِبْراً، قُلْتُ: الزُّبَيْرَ بْنَ الْعَوَّامِ؟. قَالَ: إِذَنْ كَانَ يُلَاطِمُ النَّاسَ فِي الصَّاعِ وَ الْمُدِّ.
وَ فِي رِوَايَةٍ: كَافِرُ الْغَضَبِ مُؤْمِنُ الرِّضَا. قُلْتُ: سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ؟.
قَالَ: لَيْسَ بِصَاحِبِ ذَاكَ 2418 ، ذَلِكَ صَاحِبُ مِقْنَبٍ يُقَاتِلُ بِهِ.
وَ فِي رِوَايَةٍ: صَاحِبُ مِقْنَبِ خَيْلٍ. قُلْتُ: عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ؟. قَالَ:
نِعْمَ الرَّجُلُ ذَكَرْتَ، وَ لَكِنَّهُ ضَعِيفٌ عَنْ ذَلِكَ.
وَ فِي رِوَايَةٍ: ذَلِكَ الرَّجُلُ لَيِّنٌ أَوْ ضَعِيفٌ.
وَ فِي رِوَايَةٍ: ذَاكَ الرَّجُلُ لَوْ وَلَّيْتُهُ جَعَلَ خَاتَمَهُ فِي إِصْبَعِ امْرَأَتِهِ، وَ اللَّهِ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ! مَا يَصْلُحُ هَذَا 2419 الْأَمْرُ إِلَّا لِلْقَوِيِّ فِي غَيْرِ عُنْفٍ، وَ اللَّيِّنِ فِي غَيْرِ ضَعْفٍ 2420 ، وَ الْجَوَادِ فِي غَيْرِ سَرَفٍ، الْمُمْسِكِ فِي غَيْرِ بُخْلٍ. 2421
ا آخر ما نقلت من كتاب الإستيعاب.
بيان:
الأصيلع تصغير الأصلع: و هو الّذي انحسر الشّعر عن رأسه 2422 .
و قال في النهاية: كلفت بهذا الأمر أكلف به: إذا ولعت 2423 به و أحببته 2424 .
و قال في حديث عمر أنّه قال عن طلحة لما عرض عليه للخلافة: الأكنع إنّ فيه نخوة و كبرا. الأكنع: الأشلّ، و قد كنعت أصابعه كنعا: إذا تشنّجت و يبست، و قد كانت يداه 2425 أصيبت يوم أحد لما وقى بها رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم فشلّت 2426 .
و قال: الزّهو: الكبر و الفخر 2427 .
و قال في حديث عمر .. فذكر له سعد، فقال: ذاك 2428 إنّما يكون في مقنب من مقانبكم. المقنب بالكسر-: جماعة الخيل و الفرسان، و قيل: هو دون المائة، يريد أنّه صاحب حرب و جيوش، و ليس بصاحب هذا الأمر 2429 .
19- نَهْجٌ 2430 : وَ مِنْ كَلَامٍ لَهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي وَقْتِ الشُّورَى: لَنْ 2431 يُسْرِعَ أَحَدٌ قَبْلِي إِلَى دَعْوَةِ حَقٍّ، وَ صِلَةِ رَحِمٍ، وَ عَائِدَةِ كَرَمٍ، فَاسْمَعُوا قَوْلِي، وَ عُوا مَنْطِقِي، عَسَى أَنْ تَرَوْا هَذَا الْأَمْرَ مِنْ بَعْدِ هَذَا الْيَوْمِ تُنْتَضَى فِيهِ السُّيُوفُ وَ تُخَانُ فِيهِ الْعُهُودُ، حَتَّى يَكُونَ بَعْضُكُمْ أَئِمَّةً لِأَهْلِ الضَّلَالَةِ وَ شِيعَةً لِأَهْلِ الْجَهَالَةِ.
توضيح:
قوله عليه السلام: إلى دعوة حقّ .. أي لن يدعو أحد قبلي إلى حقّ فما لم أدع إليه لم يكن حقّا، أو لم يسبقني أحد إلى إجابة دعوة حقّ، فما لم أجب إليه لا يكون حقّا.
و نضا السّيف من غمده و انتضاه: أخرجه 2432 .
قال ابن ميثم رحمه اللّه: إشارة إلى ما علمه عليه السلام من حال البغاة و الخوارج و الناكثين لعهد بيعته و ما وقع بعد هذا اليوم من قتل الحسين عليه السلام و ظهور بني أميّة و غيرهم، و أشار بأئمّة أهل الضلالة إلى طلحة و الزبير، و بأهل الضلالة إلى أتباعهم، و بأهل الجهالة إلى معاوية و رؤساء الخوارج و أمراء بني أميّة، و بشيعتهم إلى أتباعهم 2433 .
20- مَا 2434 : جَمَاعَةٌ، عَنْ أَبِي الْمُفَضَّلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شُعْبَةَ الْأَنْصَارِيُّ وَ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ رميس الْهُبَيْرِيُّ بِالْقَصْرِ وَ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ 2435 بْنِ كَاسٍ النَّخَعِيُّ بِالرَّمْلَةِ، وَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ الْهَمْدَانِيُّ جَمِيعاً، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ يَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا الْأَزْدِيِّ الصُّوفِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ حَمَّادِ بْنِ طَلْحَةَ الْقَنَّادِ 2436 ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْأَزْدِيِّ، عَنْ مَعْرُوفِ بْنِ خَرَّبُوزَ 2437 وَ زِيَادِ بْنِ الْمُنْذِرِ وَ سَعِيدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَسَدِيِ 2438 ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ عَامِرِ بْنِ وَاثِلَةَ 2439 الْكِنَانِيِّ، قَالَ: لَمَّا احْتُضِرَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ جَعَلَهَا شُورَى بَيْنَ سِتَّةٍ، بَيْنَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ وَ طَلْحَةَ 2440 وَ الزُّبَيْرِ وَ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ وَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ
عَوْفٍ، وَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ فِيمَنْ يُشَاوَرُ وَ لَا يُوَلَّى.
قَالَ أَبُو الطُّفَيْلِ: فَلَمَّا اجْتَمَعُوا أَجْلَسُونِي عَلَى الْبَابِ أَرُدُّ عَنْهُمُ النَّاسَ، فَقَالَ عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلَامُ: إِنَّكُمْ قَدِ اجْتَمَعْتُمْ لِمَا اجْتَمَعْتُمْ لَهُ فَأَنْصِتُوا فَأَتَكَلَّمُ فَإِنْ قُلْتُ حَقّاً صَدَّقْتُمُونِي، وَ إِنْ قُلْتُ بَاطِلًا رُدُّوا عَلَيَّ وَ لَا تَهَابُونِي، إِنَّمَا أَنَا رَجُلٌ كَأَحَدِكُمْ:
أَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ هَلْ فِيكُمْ أَحَدٌ لَهُ مِثْلُ ابْنِ عَمِّي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ أَقْرَبُ 2441 إِلَيْهِ رَحِماً مِنِّي؟!. قَالُوا: اللَّهُمَّ لَا.
قَالَ: فَأَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ هَلْ فِيكُمْ أَحَدٌ 2442 مِثْلُ عَمِّي حَمْزَةَ أَسَدِ اللَّهِ وَ أَسَدِ رَسُولِهِ؟!. قَالُوا: اللَّهُمَّ لَا.
قَالَ: فَأَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ هَلْ فِيكُمْ أَحَدٌ لَهُ أَخٌ مِثْلُ أَخِي جَعْفَرٍ ذِي الْجَنَاحَيْنِ مُضَرَّجٍ بِالدِّمَاءِ الطَّيَّارِ فِي الْجَنَّةِ؟!. قَالُوا: اللَّهُمَّ لَا.
قَالَ: فَأَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ هَلْ فِيكُمْ أَحَدٌ لَهُ زَوْجَةٌ مِثْلُ زَوْجَتِي فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ سَيِّدَةِ نِسَاءِ عَالَمِهَا فِي الْجَنَّةِ؟!. قَالُوا: اللَّهُمَّ لَا.
قَالَ: فَأَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ هَلْ فِيكُمْ أَحَدٌ صَلَّى الْقِبْلَتَيْنِ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ قَبْلِي؟!. قَالُوا: اللَّهُمَّ لَا.
قَالَ: فَأَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ هَلْ فِيكُمْ أَحَدٌ لَهُ سَهْمَانِ فِي كِتَابِ اللَّهِ فِي الْخَاصِّ وَ الْعَامِّ، غَيْرِي؟!. قَالُوا: اللَّهُمَّ لَا.
قَالَ: فَأَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ هَلْ فِيكُمْ أَحَدٌ تَرَكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ بَابَهُ مَفْتُوحاً يَحِلُّ لَهُ مَا يَحِلُّ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ يَحْرُمُ عَلَيْهِ مَا يَحْرُمُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، غَيْرِي؟!. قَالُوا: اللَّهُمَّ لَا.
قَالَ: فَأَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ هَلْ فِيكُمْ رَجُلٌ نَاجَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ عَشْرَ مَرَّاتٍ يُقَدِّمُ بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاهُ صَدَقَةً، غَيْرِي؟!. قَالُوا: اللَّهُمَّ لَا.
قَالَ: فَأَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ هَلْ فِيكُمْ أَحَدٌ قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ مَا قَالَ فِي غَزَاةِ تَبُوكَ: إِنَّمَا أَنْتَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى غَيْرَ أَنَّهُ لَا نَبِيَّ بَعْدِي، غَيْرِي؟!. قَالُوا: اللَّهُمَّ لَا.
قَالَ: فَأَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ هَلْ فِيكُمْ أَحَدٌ قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ مَقَالَتَهُ يَوْمَ غَدِيرِ خُمٍّ: مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ، اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاهُ وَ عَادِ مَنْ عَادَاهُ، غَيْرِي؟!. قَالُوا: اللَّهُمَّ لَا.
قَالَ: فَأَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ هَلْ فِيكُمْ أَحَدٌ وَصَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فِي أَهْلِهِ وَ مَالِهِ، غَيْرِي؟!. قَالُوا: اللَّهُمَّ لَا.
قَالَ: فَأَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ هَلْ فِيكُمْ أَحَدٌ قَتَلَ الْمُشْرِكِينَ كَقَتْلِي؟!. قَالُوا: اللَّهُمَّ لَا.
قَالَ: فَأَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ هَلْ فِيكُمْ أَحَدٌ غَسَّلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، غَيْرِي؟!. قَالُوا: اللَّهُمَّ: لَا.
قَالَ: فَأَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ هَلْ فِيكُمْ أَحَدٌ أَقْرَبُ عَهْداً بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ مِنِّي؟!. قَالُوا: اللَّهُمَّ لَا.
قَالَ: فَأَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ هَلْ فِيكُمْ أَحَدٌ نَزَلَ فِي حُفْرَةِ 2443 رَسُولِ اللَّهِ 2444 صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، غَيْرِي؟!. قَالُوا: اللَّهُمَّ لَا.
قَالَ: فَاصْنَعُوا مَا أَنْتُمْ صَانِعُونَ.
فَقَالَ طَلْحَةُ وَ الزُّبَيْرُ عِنْدَ ذَلِكَ: نَصِيبُنَا مِنْهَا لَكَ يَا عَلِيُّ. فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ: قَلِّدُونِي هَذَا الْأَمْرَ عَلَى أَنْ أَجْعَلَهَا لِأَحَدِكُمْ. قَالُوا: قَدْ فَعَلْنَا. فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: هَلُمَّ يَدَكَ يَا عَلِيُّ تَأْخُذُهَا بِمَا فِيهَا عَلَى أَنْ تَسِيرَ فِينَا بِسِيرَةِ أَبِي بَكْرٍ وَ عُمَرَ. فَقَالَ عَلِيٌ 2445 عَلَيْهِ السَّلَامُ: آخُذُهَا بِمَا فِيهَا عَلَى أَنْ أَسِيرَ فِيكُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ
وَ سُنَّةِ نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ جُهْدِي، فَخَلَّى عَنْ يَدِ عَلِيٍّ، وَ قَالَ: هَلُمَّ يَدَكَ يَا عُثْمَانُ خُذْهَا بِمَا فِيهَا عَلَى أَنْ تَسِيرَ فِينَا بِسِيرَةِ أَبِي بَكْرٍ وَ عُمَرَ. فَقَالَ: نَعَمْ، ثُمَّ تَفَرَّقُوا.
و روى أبو رافع مولى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث المناشدة.
21- مَا 2446 : جَمَاعَةٌ، عَنْ أَبِي الْمُفَضَّلِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْعَلَوِيِّ الْحَسَنِيِّ وَ أَبِي عَبْدِ 2447 اللَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْمُؤَمِّلِ الصَّيْرَفِيِّ، قَالا:
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ خَلَفٍ الْعَطَّارُ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَجْلَانَ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ أَبِي رَافِعٍ، قَالَ: لَمَّا اجْتَمَعَ أَصْحَابُ الشُّورَى وَ هُمْ سِتَّةُ نَفَرٍ مِنْهُمْ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَ عُثْمَانُ وَ طَلْحَةُ وَ الزُّبَيْرُ 2448 وَ سَعْدُ بْنُ مَالِكٍ وَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ أَقْبَلَ عَلَيْهِمْ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَقَالَ:
أَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ 2449 أَيُّهَا النَّفَرُ! هَلْ فِيكُمْ مِنْ أَحَدٍ قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: مَنْزِلَتُكَ مِنِّي يَا عَلِيُّ مَنْزِلَةُ هَارُونَ مِنْ مُوسَى؟ أَ تَعْلَمُونَ قَالَ ذَلِكَ لِأَحَدٍ؟، غَيْرِي؟!. قَالُوا: اللَّهُمَّ لَا.
قَالَ: يَا أَيُّهَا النَّفَرُ! هَلْ فِيكُمْ مِنْ أَحَدٍ لَهُ سَهْمَانِ، سَهْمٌ فِي الْخَاصِّ وَ سَهْمٌ فِي الْعَامِّ، غَيْرِي؟!. قَالُوا: اللَّهُمَّ لَا.
قَالَ: ..... وَ ذَكَرَ الْحَدِيثَ نَحْوَ طَرِيقِ أَبِي الْأَسْوَدِ الدُّؤَلِيِّ، عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ.
بيان: