کتابخانه روایات شیعه
بحار الأنوار (ط - بيروت) - ج 1تا15
وَ يُحْيِي بِإِذْنِهِ وَ يَعْلَمُ الْغَيْرَ مَا فِي الضَّمَائِرِ وَ يَعْلَمُ مَا كَانَ وَ مَا يَكُونُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَ ذَلِكَ أَنَّ هَذَا الرُّوحَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ تَعَالَى فَمَنْ خَصَّهُ اللَّهُ تَعَالَى بِهَذَا الرُّوحِ فَهَذَا كَامِلٌ غَيْرُ نَاقِصٍ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ بِإِذْنِ اللَّهِ يَسِيرُ مِنَ الْمَشْرِقِ إِلَى الْمَغْرِبِ فِي لَحْظَةٍ وَاحِدَةٍ يَعْرُجُ بِهِ إِلَى السَّمَاءِ وَ يَنْزِلُ بِهِ إِلَى الْأَرْضِ وَ يَفْعَلُ مَا شَاءَ وَ أَرَادَ قُلْتُ يَا سَيِّدِي أَوْجِدْنِي بَيَانَ هَذَا الرُّوحِ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى وَ إِنَّهُ مِنْ أَمْرٍ خَصَّهُ اللَّهُ تَعَالَى بِمُحَمَّدٍ ص قَالَ نَعَمِ اقْرَأْ هَذِهِ الْآيَةَ وَ كَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا ما كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتابُ وَ لَا الْإِيمانُ وَ لكِنْ جَعَلْناهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشاءُ مِنْ عِبادِنا 20882 قَوْلُهُ تَعَالَى أُولئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمانَ وَ أَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ 20883 قُلْتُ فَرَّجَ اللَّهُ عَنْكَ كَمَا فَرَّجْتَ عَنِّي وَ وَفَّقْتَنِي عَلَى مَعْرِفَةِ الرُّوحِ وَ الْأَمْرِ ثُمَّ قُلْتُ يَا سَيِّدِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ فَأَكْثَرُ الشِّيعَةِ مُقَصِّرُونَ وَ أَنَا مَا أَعْرِفُ مِنْ أَصْحَابِي عَلَى هَذِهِ الصِّفَةِ وَاحِداً قَالَ يَا جَابِرُ فَإِنْ لَمْ تَعْرِفْ مِنْهُمْ أَحَداً فَإِنِّي أَعْرَفُ مِنْهُمْ نَفَراً قَلَائِلَ يَأْتُونَ وَ يُسَلِّمُونَ وَ يَتَعَلَّمُونَ مِنِّي سِرَّنَا وَ مَكْنُونَنَا وَ بَاطِنَ عُلُومِنَا قُلْتُ إِنَّ فُلَانَ بْنَ فُلَانٍ وَ أَصْحَابَهُ مِنْ أَهْلِ هَذِهِ الصِّفَةِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى وَ ذَلِكَ أَنِّي سَمِعْتُ مِنْهُمْ سِرّاً مِنْ أَسْرَارِكُمْ وَ بَاطِناً مِنْ عُلُومِكُمْ وَ لَا أَظُنُّ إِلَّا وَ قَدْ كَمَلُوا وَ بَلَغُوا قَالَ يَا جَابِرُ ادْعُهُمْ غَداً وَ أَحْضِرْهُمْ مَعَكَ قَالَ فَأَحْضَرْتُهُمْ مِنَ الْغَدِ فَسَلَّمُوا عَلَى الْإِمَامِ ع وَ بَجَّلُوهُ وَ وَقَّرُوهُ وَ وَقَفُوا بَيْنَ يَدَيْهِ فَقَالَ ع يَا جَابِرُ أَمَا إِنَّهُمْ إِخْوَانُكَ وَ قَدْ بَقِيَتْ عَلَيْهِمْ بَقِيَّةٌ أَ تُقِرُّونَ أَيُّهَا النَّفَرُ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَفْعَلُ ما يَشاءُ وَ يَحْكُمُ ما يُرِيدُ وَ لا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَ لَا رَادَّ لِقَضَائِهِ وَ لا يُسْئَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَ هُمْ يُسْئَلُونَ قَالُوا نَعَمْ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ ما يَشاءُ وَ يَحْكُمُ ما يُرِيدُ قُلْتُ الْحَمْدُ لِلَّهِ قَدِ اسْتَبْصَرُوا وَ عَرَفُوا وَ بَلَغُوا قَالَ يَا جَابِرُ لَا تَعْجَلْ بِمَا لَا تَعْلَمُ فَبَقِيتُ مُتَحَيِّراً
فَقَالَ ع سَلْهُمْ هَلْ يَقْدِرُ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ أَنْ يَصِيرَ صُورَةَ ابْنِهِ مُحَمَّدٍ قَالَ جَابِرٌ فَسَأَلْتُهُمْ فَأَمْسَكُوا وَ سَكَتُوا قَالَ ع يَا جَابِرُ سَلْهُمْ هَلْ يَقْدِرُ مُحَمَّدٌ أَنْ يَصِيرَ بِصُورَتِي قَالَ جَابِرٌ فَسَأَلْتُهُمْ فَأَمْسَكُوا وَ سَكَتُوا قَالَ فَنَظَرَ إِلَيَّ وَ قَالَ يَا جَابِرُ هَذَا مَا أَخْبَرْتُكَ أَنَّهُمْ قَدْ بَقِيَ عَلَيْهِمُ بَقِيَّةٌ فَقُلْتُ لَهُمْ مَا لَكُمْ مَا تُجِيبُونَ إِمَامَكُمْ فَسَكَتُوا وَ شَكَوْا فَنَظَرَ إِلَيْهِمْ وَ قَالَ يَا جَابِرُ هَذَا مَا أَخْبَرْتُكَ بِهِ قَدْ بَقِيَتْ عَلَيْهِمْ بَقِيَّةٌ وَ قَالَ الْبَاقِرُ ع مَا لَكُمْ لَا تَنْطِقُونَ فَنَظَرَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ قَالُوا يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ لَا عِلْمَ لَنَا فَعَلِّمْنَا قَالَ فَنَظَرَ الْإِمَامُ سَيِّدُ الْعَابِدِينَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ ع إِلَى ابْنِهِ مُحَمَّدٍ الْبَاقِرِ ع وَ قَالَ لَهُمْ مَنْ هَذَا قَالُوا ابْنُكَ فَقَالَ لَهُمْ مَنْ أَنَا قَالَ أَبُوهُ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ فَتَكَلَّمَ بِكَلَامٍ لَمْ نَفْهَمْ فَإِذَا مُحَمَّدٌ بِصُورَةِ أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ وَ إِذَا عَلِيٌّ بِصُورَةِ ابْنِهِ مُحَمَّدٍ قَالُوا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَقَالَ الْإِمَامُ ع- لَا تَعْجَبُوا مِنْ قُدْرَةِ اللَّهِ أَنَا مُحَمَّدٌ وَ مُحَمَّدٌ أَنَا وَ قَالَ مُحَمَّدٌ يَا قَوْمُ لَا تَعْجَبُوا مِنْ أَمْرِ اللَّهِ أَنَا عَلِيٌّ وَ عَلِيٌّ أَنَا وَ كُلُّنَا وَاحِدٌ مِنْ نُورٍ وَاحِدٍ وَ رُوحُنَا مِنْ أَمْرِ اللَّهِ أَوَّلُنَا مُحَمَّدٌ وَ أَوْسَطُنَا مُحَمَّدٌ وَ آخِرُنَا مُحَمَّدٌ وَ كُلُّنَا مُحَمَّدٌ قَالَ فَلَمَّا سَمِعُوا ذَلِكَ خَرُّوا لِوُجُوهِهِمْ سُجَّداً وَ هُمْ يَقُولُونَ آمَنَّا بِوَلَايَتِكُمْ وَ بِسِرِّكُمْ وَ بِعَلَانِيَتِكُمْ وَ أَقْرَرْنَا بِخَصَائِصِكُمْ فَقَالَ الْإِمَامُ زَيْنُ الْعَابِدِينَ يَا قَوْمُ ارْفَعُوا رُءُوسَكُمْ فَأَنْتُمُ الْآنَ الْعَارِفُونَ الْفَائِزُونَ الْمُسْتَبْصِرُونَ وَ أَنْتُمُ الْكَامِلُونَ الْبَالِغُونَ اللَّهَ اللَّهَ لَا تُطْلِعُوا أَحَداً مِنَ الْمُقَصِّرِينَ الْمُسْتَضْعَفِينَ عَلَى مَا رَأَيْتُمْ مِنِّي وَ مِنْ مُحَمَّدٍ فَيُشَنِّعُوا عَلَيْكُمْ وَ يُكَذِّبُوكُمْ قَالُوا سَمِعْنا وَ أَطَعْنا قَالَ ع فَانْصَرِفُوا رَاشِدِينَ كَامِلِينَ فَانْصَرَفُوا قَالَ جَابِرٌ قُلْتُ سَيِّدِي وَ كُلُّ مَنْ لَا يَعْرِفُ هَذَا الْأَمْرَ عَلَى الْوَجْهِ الَّذِي صَنَعْتَهُ وَ بَيَّنْتَهُ إِلَّا أَنَّ عِنْدَهُ مَحَبَّةً وَ يَقُولُ بِفَضْلِكُمْ وَ يَتَبَرَّأُ مِنْ أَعْدَائِكُمْ مَا يَكُونُ حَالُهُ قَالَ ع يَكُونُ فِي خَيْرٍ إِلَى أَنْ يَبْلُغُوا قَالَ جَابِرٌ قُلْتُ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ هَلْ بَعْدَ ذَلِكَ شَيْءٌ يُقَصِّرُهُمْ قَالَ ع نَعَمْ إِذَا قَصَّرُوا فِي حُقُوقِ إِخْوَانِهِمْ وَ لَمْ يُشَارِكُوهُمْ فِي أَمْوَالِهِمْ وَ فِي سِرِّ أُمُورِهِمْ وَ عَلَانِيَتِهِمْ
وَ اسْتَبَدُّوا بِحُطَامِ الدُّنْيَا دُونَهُمْ فَهُنَالِكَ يُسْلَبُ الْمَعْرُوفُ وَ يُسْلَخُ مِنْ دُونِهِ سَلْخاً وَ يُصِيبُهُ مِنْ آفَاتِ هَذِهِ الدُّنْيَا وَ بَلَائِهَا مَا لَا يُطِيقُهُ وَ لَا يَحْتَمِلُهُ مِنَ الْأَوْجَاعِ فِي نَفْسِهِ وَ ذَهَابِ مَالِهِ وَ تَشَتُّتِ شَمْلِهِ لِمَا قَصَّرَ فِي بِرِّ إِخْوَانِهِ قَالَ جَابِرٌ فَاغْتَمَمْتُ وَ اللَّهِ غَمّاً شَدِيداً وَ قُلْتُ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ مَا حَقُّ الْمُؤْمِنِ عَلَى أَخِيهِ الْمُؤْمِنِ قَالَ ع يَفْرَحُ لِفَرَحِهِ إِذَا فَرَحَ وَ يَحْزَنُ لِحُزْنِهِ إِذَا حَزِنَ وَ يُنْفِذُ أُمُورَهُ كُلَّهَا فَيُحَصِّلُهَا وَ لَا يَغْتَمُّ لِشَيْءٍ مِنْ حُطَامِ الدُّنْيَا الْفَانِيَةِ إِلَّا وَاسَاهُ حَتَّى يَجْرِيَانِ فِي الْخَيْرِ وَ الشَّرِّ فِي قَرْنٍ وَاحِدٍ قُلْتُ يَا سَيِّدِي فَكَيْفَ أَوْجَبَ اللَّهُ كُلَّ هَذَا لِلْمُؤْمِنِ عَلَى أَخِيهِ الْمُؤْمِنِ قَالَ ع لِأَنَّ الْمُؤْمِنَ أَخُو الْمُؤْمِنِ لِأَبِيهِ وَ أُمِّهِ عَلَى هَذَا الْأَمْرِ لَا يَكُونُ أَخَاهُ وَ هُوَ أَحَقُّ بِمَا يَمْلِكُهُ قَالَ جَابِرٌ سُبْحَانَ اللَّهِ وَ مَنْ يَقْدِرُ عَلَى ذَلِكَ قَالَ ع مَنْ يُرِيدُ أَنْ يَقْرَعَ أَبْوَابَ الْجِنَانِ وَ يُعَانِقَ الْحُورَ الْحِسَانَ وَ يَجْتَمِعَ مَعَنَا فِي دَارِ السَّلَامِ قَالَ جَابِرٌ فَقُلْتُ هَلَكْتُ وَ اللَّهِ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ لِأَنِّي قَصَّرْتُ فِي حُقُوقِ إِخْوَانِي وَ لَمْ أَعْلَمْ أَنَّهُ يَلْزَمُنِي عَلَى التَّقْصِيرِ كُلُّ هَذَا وَ لَا عُشْرُهُ وَ أَنَا أَتُوبُ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ مِمَّا كَانَ مِنِّي مِنَ التَّقْصِيرِ فِي رِعَايَةِ حُقُوقِ إِخْوَانِيَ الْمُؤْمِنِينَ 20884 .
بيان: قال الجوهري الشأفة قرحة تخرج في أسفل القدم فتكوى فتذهب يقال في المثل استأصل الله شأفته أي أذهبه الله كما أذهب تلك القرحة بالكي و في القاموس أمهله رفق به و مهله تمهيلا أجله و المخيط كمنبر ما خيط به الثوب و قال الضوضاة أصوات الناس و جلبتهم.
أقول إنما أفردت لهذه الأخبار بابا لعدم صحة أسانيدها و غرابة مضامينها فلا نحكم بصحتها و لا ببطلانها و نرد علمها إليهم ع.
أبواب علومهم ع
باب 1 جهات علومهم ع و ما عندهم من الكتب و أنه ينقر في آذانهم و ينكت في قلوبهم
1- شا، الإرشاد ج، الإحتجاج كَانَ الصَّادِقُ ع يَقُولُ عِلْمُنَا غَابِرٌ وَ مَزْبُورٌ وَ نَكْتٌ فِي الْقُلُوبِ وَ نَقْرٌ فِي الْأَسْمَاعِ وَ إِنَّ عِنْدَنَا الْجَفْرَ الْأَحْمَرَ وَ الْجَفْرَ الْأَبْيَضَ وَ مُصْحَفَ فَاطِمَةَ ع وَ عِنْدَنَا الْجَامِعَةَ فِيهَا جَمِيعُ مَا تَحْتَاجُ النَّاسُ إِلَيْهِ فَسُئِلَ عَنْ تَفْسِيرِ هَذَا الْكَلَامِ فَقَالَ أَمَّا الْغَابِرُ فَالْعِلْمُ بِمَا يَكُونُ وَ أَمَّا الْمَزْبُورُ فَالْعِلْمُ بِمَا كَانَ وَ أَمَّا النَّكْتُ فِي الْقُلُوبِ فَهُوَ الْإِلْهَامُ وَ أَمَّا النَّقْرُ فِي الْأَسْمَاعِ فَحَدِيثُ الْمَلَائِكَةِ ع نَسْمَعُ كَلَامَهُمْ وَ لَا نَرَى أَشْخَاصَهُمْ وَ أَمَّا الْجَفْرُ الْأَحْمَرُ فَوِعَاءٌ فِيهِ سِلَاحُ رَسُولِ اللَّهِ ص وَ لَنْ يَخْرُجَ حَتَّى يَقُومَ قَائِمُنَا أَهْلَ الْبَيْتِ وَ أَمَّا الْجَفْرُ الْأَبْيَضُ فَوِعَاءٌ فِيهِ تَوْرَاةُ مُوسَى وَ إِنْجِيلُ عِيسَى وَ زَبُورُ دَاوُدَ وَ كُتُبُ اللَّهِ الْأُولَى وَ أَمَّا مُصْحَفُ فَاطِمَةَ ع فَفِيهِ مَا يَكُونُ مِنْ حَادِثٍ وَ أَسْمَاءُ مَنْ يَمْلِكُ 20885 إِلَى أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ وَ أَمَّا الْجَامِعَةُ فَهُوَ كِتَابٌ طُولُهُ سَبْعُونَ ذِرَاعاً إِمْلَاءُ رَسُولِ اللَّهِ ص مِنْ فَلْقِ فِيهِ وَ خَطُّ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع بِيَدِهِ فِيهِ وَ اللَّهِ جَمِيعُ مَا تَحْتَاجُ إِلَيْهِ النَّاسُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ حَتَّى إِنَّ فِيهِ أَرْشَ الْخَدْشِ وَ الْجَلْدَةِ وَ نِصْفِ الْجَلْدَةِ 20886 .
بيان: قال الجوهري كلمني من فلق فيه بالكسر و يفتح أي من شقه.
2- ما، الأمالي للشيخ الطوسي أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ شِبْلٍ عَنْ ظَفْرِ بْنِ حُمْدُونٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ
عَلِيِّ بْنِ مَهْزِيَارَ وَ جَمَاعَةٍ مِنْ رِجَالِهِ وَ غَيْرِهِمْ عَنْ دَاوُدَ بْنِ فَرْقَدٍ عَنِ الْحَارِثِ النَّضْرِيِّ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع الَّذِي يَسْأَلُ عَنْهُ الْإِمَامُ ع وَ لَيْسَ عِنْدَهُ فِيهِ شَيْءٌ مِنْ أَيْنَ يَعْلَمُهُ قَالَ يُنْكَتُ فِي الْقَلْبِ نَكْتاً أَوْ يَنْقُرُ فِي الْأُذُنِ نَقْراً وَ قِيلَ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع إِذَا سُئِلَ الْإِمَامُ كَيْفَ يُجِيبُ قَالَ إِلْهَامٌ أَوْ إِسْمَاعٌ 20887 وَ رُبَّمَا كَانَا جَمِيعاً 20888 .
3- ما، الأمالي للشيخ الطوسي بِالْإِسْنَادِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنِ ابْنِ عِيسَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّلْتِ وَ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ النُّعْمَانِ عَنْ يَزِيدَ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع يَقُولُ إِنَّ مِنَّا لَمَنْ يُنْكَتُ فِي قَلْبِهِ وَ إِنَّ مِنَّا لَمَنْ يُؤْتَى فِي مَنَامِهِ وَ إِنَّ مِنَّا لَمَنْ يَسْمَعُ الصَّوْتَ مِثْلَ صَوْتِ السِّلْسِلَةِ فِي الطَّشْتِ وَ إِنَّ مِنَّا لَمَنْ يَأْتِيهِ صُورَةٌ أَعْظَمُ مِنْ جَبْرَئِيلَ وَ مِيكَائِيلَ وَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع مِنَّا مَنْ يُنْكَتُ فِي قَلْبِهِ وَ مِنَّا مَنْ يُقْذَفُ 20889 فِي قَلْبِهِ وَ مِنَّا مَنْ يُخَاطَبُ وَ قَالَ ع إِنَّ مِنَّا لَمَنْ يُعَايِنُ مُعَايَنَةً وَ إِنَّ مِنَّا لَمَنْ يُنْقَرُ فِي قَلْبِهِ كَيْتَ كَيْتَ وَ إِنَّ مِنَّا لَمَنْ يَسْمَعُ كَمَا يَقَعُ السِّلْسِلَةُ فِي الطَّشْتِ قَالَ قُلْتُ وَ الَّذِي يُعَايِنُونَ مَا هُوَ قَالَ خَلْقٌ أَعْظَمُ مِنْ جَبْرَئِيلَ وَ مِيكَائِيلَ 20890 .
بيان: لعل النكت و القذف نوعان من الإلهام و المراد بالمعاينة معاينة روح القدس و هو ليس من الملائكة مع أنه يحتمل أن تكون معاينة في غير وقت المخاطبة.
4- ن، عيون أخبار الرضا عليه السلام بِالْأَسَانِيدِ الثَّلَاثَةِ إِلَى الرِّضَا ع عَنْ آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص مَا يَنْقَلِبُ جَنَاحُ طَائِرٍ فِي الْهَوَاءِ إِلَّا وَ عِنْدَنَا فِيهِ عِلْمٌ 20891 .
5- ير، بصائر الدرجات عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سَهْلٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ عَنْ سُلَيْمَانَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: إِنَّ فِي صَحِيفَةٍ مِنَ الْحُدُودِ ثُلُثَ
جَلْدَةٍ مَنْ تَعَدَّى ذَلِكَ كَانَ عَلَيْهِ حَدُّ جَلْدَةٍ 20892 .
6- ير، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ عَنْ يُونُسَ بْنِ يَعْقُوبَ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ حَازِمٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: قُلْتُ إِنَّ النَّاسَ يَذْكُرُونَ أَنَّ عِنْدَكُمْ صَحِيفَةً طُولُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً فِيهَا مَا يَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ النَّاسُ وَ أَنَّ هَذَا هُوَ الْعِلْمُ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع لَيْسَ هَذَا هُوَ الْعِلْمُ إِنَّمَا هُوَ أَثَرٌ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ص إِنَّ الْعِلْمَ 20893 الَّذِي يَحْدُثُ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَ لَيْلَةٍ 20894 .
7- ير، بصائر الدرجات إِبْرَاهِيمُ بْنُ هَاشِمٍ عَنِ الْبَرْقِيِّ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ أَوْ غَيْرِهِ عَنْ بِشْرٍ عَنْ حُمْرَانَ بْنِ أَعْيَنَ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع عِنْدَكُمُ التَّوْرَاةُ وَ الْإِنْجِيلُ وَ الزَّبُورُ وَ مَا فِي الصُّحُفِ الْأُولى صُحُفِ إِبْراهِيمَ وَ مُوسى قَالَ نَعَمْ قُلْتُ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْعِلْمُ الْأَكْبَرُ قَالَ يَا حُمْرَانُ لَوْ لَمْ يَكُنْ غَيْرَ مَا كَانَ وَ لَكِنْ مَا يَحْدُثُ بِاللَّيْلِ وَ النَّهَارِ عِلْمُهُ عِنْدَنَا أَعْظَمُ 20895 .
بيان: لو لم يكن أي لو لم يكن لنا علم غير العلم الذي كان للسابقين كان ما ذكر العلم الأكبر و لكن ما يحدث من العلم عندنا أكبر. أقول هاهنا إشكال قوي و هو أنه لما دلت الأخبار الكثيرة على أن النبي ص كان يعلم علم ما كان و ما يكون و جمع الشرائع و الأحكام و قد علم جميع ذلك عليا ع و علم علي الحسن ع و هكذا فأي شيء يبقى حتى يحدث لهم بالليل و النهار. و يمكن أن يجاب عنه بوجوه الأول ما قيل إن العلم ليس يحصل بالسماع
و قراءة الكتب و حفظها فإن ذلك تقليد و إنما العلم ما يفيض من عند الله سبحانه على قلب المؤمن يوما فيوما و ساعة فساعة فيكشف به من الحقائق ما تطمئن به النفس و ينشرح له الصدر و يتنور به القلب و الحاصل أن ذلك مؤكد و مقرر لما علم سابقا يوجب مزيد الإيمان و اليقين و الكرامة و الشرف بإفاضة العلم عليهم بغير واسطة المرسلين. الثاني أن يفيض عليهم ع تفاصيل عندهم مجملاتها و إن أمكنهم استخراج التفاصيل مما عندهم من أصول العلم و مواده.
الثالث أن يكون مبنيا على البداء فإن فيما علموا سابقا ما يحتمل البداء و التغيير فإذا ألهموا بما غير من ذلك بعد الإفاضة على أرواح من تقدم من الحجج أو أكد ما علموا بأنه حتمي لا يقبل التغيير كان ذلك أقوى علومهم أشرفها.
الرابع كما هو 20896 أقوى عندي و هو أنهم ع في النشأتين سابقا على الحياة البدني و لاحقا بعد وفاتهم يعرجون في المعارف الربانية الغير المتناهية على مدارج الكمال إذ لا غاية لعرفانه تعالى و قربه و يظهر ذلك من كثير الأخبار. و ظاهر أنهم إذا تعلموا في بدو إمامتهم علما لا يقفون في تلك المرتبة و يحصل لهم بسبب مزيد القرب و الطاعات زوائد العلم و الحكم و الترقيات في معرفة الرب تعالى و كيف لا يحصل لهم و يحصل ذلك لسائر الخلق مع نقص قابليتهم و استعدادهم فهم ع أولى بذلك و أحرى. و لعل هذا أحد وجوه استغفارهم و توبتهم في كل يوم سبعين مرة و أكثر إذ عند عروجهم إلى كل درجة رفيعة من درجات العرفان يرون أنهم كانوا في المرتبة السابقة في النقصان فيستغفرون منها و يتوبون إليه تعالى و هذه جملة ما حل في حل هذا الإشكال ببالي و أستغفر الله مما لا يرتضيه من قولي و فعالي.