کتابخانه روایات شیعه
بحار الأنوار (ط - بيروت) - ج 1تا15
و قال كعب كان سبب عقرهم الناقة أن امرأة يقال لها ملكاء كانت قد ملكت ثمودا فلما أقبل الناس على صالح و صارت الرئاسة إليه حسدته فقالت لامرأة يقال لها قطام و كانت معشوقة قدار بن سالف و لامرأة أخرى يقال لها قبال كانت معشوقة مصدع و كان قدار و مصدع يجتمعان معهما كل ليلة و يشربون الخمر فقالت لهما ملكاء إن أتاكما الليلة قدار و مصدع فلا تطيعاهما و قولا لهما إن الملكة حزينة لأجل الناقة و لأجل صالح فنحن لا نطيعكما حتى تعقرا الناقة فلما أتياهما قالتا لهما هذه المقالة فقالا نحن نكون من وراء عقرها قال فانطلق قدار و مصدع و أصحابهما السبعة فرصدوا الناقة حين صدرت عن الماء و قد كمن لها قدار في أصل صخرة على طريقها و كمن لها مصدع في أصل أخرى فمرت على مصدع فرماها بسهم فانتظم به عضلة ساقها و خرجت عنيزة و أمرت ابنتها و كانت من أحسن الناس فاسفرت لقدار ثم زمرته 9374 فشد على الناقة بالسيف فكشف عرقوبها فخرت و رغت رغاة واحدة تحذر سقبها ثم طعن في لبتها فنحرها و خرج أهل البلدة و اقتسموا لحمها و طبخوه فلما رأى الفصيل ما فعل بأمه ولى هاربا حتى صعد جبلا ثم رغا رغاء تقطع منه قلوب القوم و أقبل صالح فخرجوا يعتذرون إليه إنما عقرها فلان و لا ذنب لنا فقال صالح انظروا هل تدركون فصيلها فإن أدركتموه فعسى أن يرفع عنكم العذاب فخرجوا يطلبونه في الجبل فلم يجدوه و كانوا عقروا الناقة ليلة الأربعاء فقال لهم صالح تمتعوا في داركم يعني في محلتكم في الدنيا ثلاثة أيام فإن العذاب نازل بكم ثم قال يا قوم إنكم تصبحون غدا و وجوهكم مصفرة و اليوم الثاني تصبحون و وجوهكم محمرة و اليوم الثالث وجوهكم مسودة فلما كان أول يوم أصبحت وجوههم مصفرة فقالوا جاءكم ما قال لكم صالح و لما كان اليوم الثاني احمرت وجوههم و اليوم الثالث اسودت وجوههم فلما كان نصف الليل أتاهم جبرئيل فصرخ بهم صرخة خرقت أسماعهم و فلقت قلوبهم و صدعت أكبادهم و كانوا قد تحنطوا و تكفنوا و
علموا أن العذاب نازل بهم فماتوا أجمعين في طرفة عين كبيرهم و صغيرهم فلم يبق الله منهم ثاغية و لا راغية و لا شيئا يتنفس إلا أهلكها فأصبحوا في ديارهم موتى ثم أرسل الله عليهم مع الصيحة النار من السماء فأحرقتهم أجمعين فهذه قصتهم.
وَ رَوَى الثَّعْلَبِيُ 9375 بِإِسْنَادِهِ مَرْفُوعاً عَنِ النَّبِيِّ ص قَالَ: يَا عَلِيُّ أَ تَدْرِي مَنْ أَشْقَى الْأَوَّلِينَ قَالَ قُلْتُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ عَاقِرُ النَّاقَةِ قَالَ أَ تَدْرِي مَنْ أَشْقَى الْآخِرِينَ قَالَ قُلْتُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ قَاتِلُكَ.
وَ فِي رِوَايَةٍ أُخْرَى أَشْقَى الْآخِرِينَ مَنْ يَخْضِبُ هَذِهِ مِنْ هَذِهِ وَ أَشَارَ إِلَى لِحْيَتِهِ وَ رَأْسِهِ.
وَ رَوَى أَبُو الزُّبَيْرِ 9376 عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: لَمَّا مَرَّ النَّبِيُّ ص بِالْحِجْرِ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ قَالَ لِأَصْحَابِهِ لَا يَدْخُلَنَّ أَحَدٌ مِنْكُمُ الْقَرْيَةَ وَ لَا تَشْرَبُوا مِنْ مَائِهِمْ وَ لَا تَدْخُلُوا عَلَى هَؤُلَاءِ الْمُعَذَّبِينَ إِلَّا أَنْ تَكُونُوا بَاكِينَ أَنْ يُصِيبَكُمُ الَّذِي أَصَابَهُمْ ثُمَّ قَالَ أَمَّا بَعْدُ فَلَا تَسْأَلُوا رَسُولَكُمُ الْآيَاتِ هَؤُلَاءِ قَوْمُ صَالِحٍ سَأَلُوا رَسُولَهُمُ الْآيَةَ فَبَعَثَ اللَّهُ لَهُمُ النَّاقَةَ وَ كَانَتْ تَرِدُ مِنْ هَذَا الْفَجِّ وَ تَصْدُرُ مِنْ هَذَا الْفَجِّ تَشْرَبُ مَاءَهُمْ يَوْمَ وِرْدِهَا وَ أَرَاهُمْ مُرْتَقَى الْفَصِيلِ حِينَ ارْتَقَى فِي الْمَغَارَةِ وَ عَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ فَعَقَرُوهَا فَأَهْلَكَ اللَّهُ مِنْ تَحْتِ أَدِيمِ السَّمَاءِ مِنْهُمْ فِي مَشَارِقِ الْأَرْضِ وَ مَغَارِبِهَا إِلَّا رَجُلًا وَاحِداً يُقَالُ لَهُ أَبُو رَغَالٍ وَ هُوَ أَبُو ثَقِيفٍ كَانَ فِي حَرَمِ اللَّهِ فَمَنَعَهُ حَرَمُ اللَّهِ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ فَلَمَّا خَرَجَ أَصَابَهُ مَا أَصَابَ قَوْمَهُ فَدُفِنَ وَ دُفِنَ مَعَهُ غُصْنٌ مِنْ ذَهَبٍ وَ أَرَاهُمْ قَبْرَ أَبِي رَغَالٍ فَنَزَلَ الْقَوْمُ فَابْتَدَرُوهُ بِأَسْيَافِهِمْ وَ حَثَوْا عَنْهُ فَاسْتَخْرَجُوا ذَلِكَ الْغُصْنَ ثُمَّ قَنَّعَ رَسُولُ اللَّهِ ص وَ أَسْرَعَ السَّيْرَ حَتَّى جَازَ الْوَادِيَ 9377 .
توضيح قال الجوهري التفحج هو أن يفرج بين رجليه إذا جلس و كذلك التفحيج و قد أفحج الرجل حلوبته إذا فرج ما بين رجليها ليحلبها و قال الثعلبي ثم زمرته يعني حضته على عقر الناقة و قال الجوهري السقب الذكر من ولد الناقة.
15- فس، تفسير القمي فِي رِوَايَةِ أَبِي الْجَارُودِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع فِي قَوْلِهِ كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْواها يَقُولُ الطُّغْيَانُ حَمْلُهَا عَلَى التَّكْذِيبِ قَالَ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ فِي قَوْلِهِ أَشْقاها قَالَ الَّذِي عَقَرَ النَّاقَةَ وَ قَوْلَهُ فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ قَالَ أَخَذَهُمْ بَغْتَةً وَ غَفْلَةً بِاللَّيْلِ- وَ لا يَخافُ عُقْباها قَالَ مِنْ بَعْدِ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَهْلَكْنَاهُمْ لَا يَخَافُونَ 9378 .
بيان: لعله على هذا التأويل قوله عُقْباها فاعل لا يَخافُ و المراد بالعقبى الأمة المتأخرة أو فاعله الضمير الراجع إلى الإنسان.
16- ع، علل الشرائع ن، عيون أخبار الرضا عليه السلام ل، الخصال فِي أَسْئِلَةِ الشَّامِيِّ قَالَ أَخْبِرْنِي عَنْ يَوْمِ الْأَرْبِعَاءِ وَ التَّطَيُّرِ مِنْهُ فَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع هُوَ آخِرُ أَرْبِعَاءَ مِنَ الشَّهْرِ وَ سَاقَ الْحَدِيثَ إِلَى أَنْ قَالَ وَ يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ قَالَ اللَّهُ أَنَّا دَمَّرْناهُمْ وَ قَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ وَ يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ أَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ وَ يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ عَقَرُوا النَّاقَةُ 9379 .
بيان: الظاهر من الخبر أن هذه الصيحة هي التي وقعت على قوم عاد وقوعها بين التدمير و العقر المتعلقين بهم لكن لا يوافق ما مر من الأخبار الدالة على أن بعد العقر لم يهلكوا أكثر من ثلاثة أيام 9380 فلا يتصور كون العقر و الصيحة معا في الأربعاء فينبغي حمل الصيحة على ما وقعت على قوم هود أو على قوم شعيب أو على قوم لوط و لعل الأوسط أظهر.
فهرست ما في هذا الجزء
الموضوع/ الصفحه
كتاب النبوة
باب 1 معنى النبوّة و علّة بعثة الأنبياء و بيان عددهم و أصنافهم و جمل أحوالهم و جوامعها صلوات اللّه عليهم أجمعين؛ و فيه 70 حديثاً. 1- 61
باب 2 نقش خواتيمهم و أشغالهم و أمزجتهم و أحوالهم في حياتهم و بعد موتهم صلوات اللّه عليهم؛ و فيه 29 حديثاً. 62- 69
باب 3 علّة المعجزة و أنّه لم خصّ اللّه كلّ نبيّ بمعجزة خاصّة، و فيه حديثان. 70- 71
باب 4 عصمة الأنبياء عليهم السلام و تأويل ما يوهم خطأهم و سهوهم؛ و فيه 16 حديثاً. 72- 96
أبواب قصص آدم و حوّاء و أولادهما و باب قصص إدريس
باب 1 فضل آدم و حوّاء و علل تسميتهما و بعض أحوالهما و بدء خلقهما و سؤال الملائكة في ذلك؛ و فيه 57 حديثاً. 97- 129
باب 2 سجود الملائكة و معناه و مدّة مكثه عليه السلام في الجنّة و أنّها أيّة جنّة كانت و معنى تعليمه الأسماء؛ و فيه 31 حديثاً. 130- 145
باب 3 ارتكاب ترك الأولى و معناه و كيفيّته و كيفيّة قبول توبته و الكلمات التي تلقّاها من ربّه؛ و فيه 52 حديثاً. 155- 203
باب 4 كيفيّة نزول آدم عليه السلام من الجنّة و حزنه على فراقها و ما يجرى بينه و بين إبليس لعنه اللّه؛ و فيه 31 حديثاً. 240- 217
باب 5 تزويج آدم و حوّاء و كيفيّة بدء النسل منهما و قصّة قابيل و هابيل و سائر أولادهما؛ و فيه 44 حديثاً. 218- 249
باب 6 تأويل قوله تعالى: جَعَلا لَهُ شُرَكاءَ فِيما آتاهُما و فيه أربعة أحاديث 249- 256
باب 7 ما أوحي إلى آدم عليه السلام و فيه ثلاثة أحاديث. 257
باب 8 عمر آدم و وفاته و وصيّته إلى شيث و قصّته عليه السلام؛ و فيه 19 حديثاً. 258- 269
باب 9 قصص إدريس عليه السلام؛ و فيه 13 حديثاً. 270- 284
أبواب قصص نوح و هود عليهم السلام و باب قصّة شدّاد
باب 1 مدّة عمره و ولادته و وفاته و علل تسميته و نقش خاتمه و جمل أحواله عليه السلام؛ و فيه 13 حديثاً. 285- 290
باب 2 مكارم أخلاقه و ما جرى بينه و بين إبليس و أحوال أولاده وما اوحى إليه و صدر عنه من الحكم والأدعية وغيرها و فيه تسعة أحاديث 290- 294
باب 3 بعثته عليه السلام على قومه و قصّة الطوفان؛ و فيه 82 حديثاً. 294- 342
باب 4 قصّة هود عليه السلام و قومه عاد؛ و فيه 27 حديثاً. 343- 365
باب 5 قصّة شدّاد و إرم ذات العماد و فيه ثلاثة أحاديث. 366- 370
باب 6 قصّة صالح عليه السلام و قومه؛ و فيه 14 حديثاً. 370- 394
إلى هنا تمّ الجزء الحادي العشر من كتاب بحار الأنوار من هذه الطبعة النفيسة و يحوى هذا الجزء 519 حديثا في 19 بابا. و يتلوه الجزة الثاني عشر و يبدء من قصص إبراهيم عليه السلام.
و قد قابلنا هذا المجلّد بنسخ مطبوعة و مخطوطة منها:
طبعة أمين الضرب المطبوع بطهران سنة 1303. و منها نسخة مخطوطة مقروءة على العلّامة المصنّف قدسّ سرّه ء في عدّة مواضعها سماعه بخطّه الشريف و النسخة و إن لم تخلو عن أغلاط إلّا أنّه جيّدة جدّاً، و هى من أوّل الكتاب إلى آخر قصص شعيب عليه السلام و قد أتحفنا إيّاها الفاضل العالم السيّد مهديّ اللّازورديّ القميّ دام توفيقه، و إلى القارىء الصورة الفتوغرافيّة لصحيفة منها.
و كثيراً ما راجعت عند الاختلاف نسخة أخرى لمكتبة سيّدنا العلّامة الحجّة السيّد شهاب الدين النجفيّ المرعشيّ مدّ ظلّه العالي
خادم العلم و الدين عبد الرحيم الربانيّ الشيرازيّ.