کتابخانه روایات شیعه
بحار الأنوار (ط - بيروت) - ج 1تا15
(ابن همام) [أبو عليّ محمّد بن أبي بكر]
[الثناء عليه]
أبو عليّ محمّد بن أبي بكر همّام 843 بن سهيل الكاتب الإسكافيّ شيخ أصحابنا المتقدّمين، ثقة جليل القدر عظيم المنزلة من أثبات المحدّثين و مصنفيهم، ولد بدعاء الإمام العسكريّ عليه السّلام و يظهر من فهرست النجاشيّ ص 15 و 177 أنّ اسم أبيه عليّ و أنّ همّام جدّه ترجمه الشيخ في رجاله بقوله: محمّد بن همّام البغداديّ يكنّى أبا عليّ و همّام يكنّى أبا بكر، جليل القدر. ثقة، روى عنه التلعكبريّ و سمع منه أوّلا سنة 323، و له منه إجازة، و مات سنة 332. انتهى.
و قال في الفهرست ص 141: محمّد بن همّام الإسكافيّ يكنّى أبا عليّ، جليل القدر ثقة، له روايات كثيرة، أخبرنا بها عدّة من أصحابنا عن أبي المفضّل عنه.
و قال النجاشيّ في فهرست أسماء مصنّفي الشيعة ص 268: محمّد بن أبي بكر همّام ابن سهيل الكاتب الإسكافيّ شيخ أصحابنا و متقدّمهم، له منزلة عظيمة كثير الحديث، قال أبو محمّد هارون بن موسى رحمه اللّه: حدّثنا محمّد بن همّام قال: حدّثنا أحمد بن ما بنداذ قال: أسلم أبي أوّل من أسلم من أهله، و خرج عن دين المجوسيّة، و هداه اللّه إلى الحقّ و كان يدعو أخاه سهيلا إلى مذهبه، فيقول له: يا أخي اعلم أنّك لا تألوني نصحا، و لكنّ الناس مختلفون و كلّ يدّعي أنّ الحقّ فيه، و لست أختار أن أدخل في شيء إلّا علي يقين، فمضت لذلك مدّة و حجّ سهيل، فلمّا صدر من الحجّ قال لأخيه: الّذي كنت تدعوني إليه هو الحقّ، قال: و كيف علمت ذلك؟ قال: لقيت في حجّي عبد الرزّاق بن همّام الصنعانيّ 844 ، و ما رأيت أحدا مثله، فقلت له على خلوة: نحن قوم من أولاد
الأعاجم و عهدنا بالدخول في الإسلام قريب، و أرى أهله مختلفين في مذاهبهم، و قد جعلك اللّه من العلم بما لا نظير لك فيه في عصرك، و أريد أن أجعلك حجّة فيما بيني و بين اللّه عزّ و جلّ، فإن رأيت أن يبيّن لي ما يرضاه لنفسك من الدين لا تبعك و اقلّدك فأظهر لي محبّة آل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و تعظيمهم و البراءة من عدوّهم و القول بإمامتهم، قال أبو عليّ: أخذ أبي هذا المذهب عن أبيه عن عمّه و أخذته عن أبي، قال أبو محمّد هارون ابن موسى: قال أبو عليّ محمّد بن همّام 845 : قال: كتب أبي إلى أبي محمّد الحسن بن عليّ العسكريّ عليه السّلام يعرّفه أنّه ما صحّ له حمل بولد و يعرّفه أنّ له حملا، و يسأله أن يدعو اللّه في تصحيحه و سلامته و أن يجعله ذكرا نجيّا من مواليهم، فوقّع على رأس الرقعة بخطّ يده: قد فعل اللّه ذلك، فصحّ الحمل ذكرا، قال هارون بن موسى: أراني أبو عليّ ابن همّام الرقعة و الخطّ و كان محقّقا. إ ه.
و وثّقه في ص 88 في ترجمة جعفر بن محمّد بن مالك قال: لا أدري كيف روى عنه شيخنا النبيل الثقة أبو عليّ بن همّام. إ ه.
له ترجمة ضافية تعرب عن شيخوخته و عن وثاقته في كلّ من التراجم المتأخّرة عن الفهرستين و الرجال.
* (مؤلفاته)*
له كتاب الأنوار في تاريخ الأئمة عليهم السّلام، نصّ عليه النجاشيّ في الفهرست و ابن شهرآشوب في معالم العلماء ص 90، و ينقل عنه الشيخ حسين بن عبد الوهّاب المعاصر للسيّد المرتضى في عيون المعجزات 846 ، و السيّد غياث الدين عبد الكريم بن أحمد بن طاوس المتوفّى سنة 692 في فرحة الغريّ 847 ، و كان منتخبه عند العلّامة المصنّف.
و نسب إليه المصنّف كتاب التمحيص في بيان موجبات تمحيص ذنوب المؤمنين 848
قال في المقدّمة الأولى: كتاب التمحيص لبعض قدمائنا و يظهر من القرائن الجليّة أنّه من مؤلّفات الشيخ الثقة الجليل أبي عليّ محمّد بن همّام، و عندنا منتخب من كتاب الأنوار له قدّس سرّه. ا ه. 849
قال في المقدّمة الثانية: و كتاب التمحيص و متانته تدلّ على فضل مؤلّفه، و إن كان مؤلّفه أبا عليّ كما هو الظاهر ففضله و توثيقه مشهوران. انتهى.
و جزم بذلك صاحب الروضات، و لكنّ الشيخ إبراهيم القطيفيّ المعاصر للمحقّق الكركيّ نصّ على أنّه للحسن بن عليّ بن شعبة صاحب تحف العقول، قال في آخر كتابه الوافية في تعيين الفرقة الناجية بعد إخراجه ثلاثة أحاديث عن كتاب التمحيص: الحديث الأوّل ما رواه الشيخ العالم الفاضل العامل الفقيه أبو محمّد الحسن بن عليّ بن الحسين بن شعبة الحرّانيّ في الكتاب المسمّى بالتمحيص عن أمير المؤمنين عليه السّلام، و يظهر ذلك أيضا من القاضي نور اللّه التستريّ في كتاب المجالس حيث أورد الأحاديث الثلاثة عن كتاب الوافية في مجالسه في ترجمة أبي بكر الحضرميّ و لم يعترض على صاحب الوافية 850 ، و جزم بذلك الشيخ الحرّ العامليّ في أمل الآمل ص 39 حيث عدّه من مؤلّفات ابن شعبة و قال: ذكره صاحب كتاب مجالس المؤمنين. انتهى.
و رجّح ذلك صاحب الرياض حيث قال: و أمّا قول الأستاد الاستناد: إنّ كتاب التمحيص من مؤلّفات غيره- أي غير الحسن المذكور- فهو عندي محلّ تأمّل، لأنّ الشيخ إبراهيم أقرب و أعرف، مع أنّ عدم ذكر كتاب التمحيص في جملة مؤلّفاته الّتي أوردها أصحاب الرجال في كتبهم مع قربهم إليه تدلّ على أنّه ليس منه فتأمّل، و يستفاد ذلك من العلّامة الرازيّ أيضا 851 .
و وقف العلّامة النوريّ في ذلك، و قال: إنّي إلى الآن ما تحقّقت طبقة صاحب تحف العقول حتّى أستظهر منها ملائمتها للرواية عن أبي عليّ محمّد بن همّام و عدمها، و القطيفيّ من العلماء المتبحّرين إلّا أنّه لم يعلم أعرفيّته في هذه الأمور من العلّامة المجلسيّ
رحمة اللّه عليه، و هو في طبقة المحقّق الكركيّ، و هذا المقدار من التقدّم غير نافع في المقام نعم ما ذكره صاحب الرياض أخيرا يورث الشكّ في النسبة إلّا أنّه يرتفع بملاحظة ما ذكرنا 852 ، و مع الغضّ عنه فالكتاب مردّد بين العالمين الجليلين الثقتين، فلا يضرّ الترديد في اعتباره و الاعتماد عليه 853 .
[مشايخه]
يروي عن جماعة كثيرة من مشايخ الفقه و الحديث منهم:
1- عبد اللّه بن جعفر الحميريّ 854 .
2- أبو القاسم حميد بن زياد الدهقان الكوفيّ المتوفّى سنة 310 855 .
3- عبد اللّه بن العلا المذاريّ 856 .
4- أحمد بن ما بنداذ 857 .
5- أبو عبد اللّه جعفر بن محمّد بن مالك الفزاريّ 858 .
6- عبّاس بن محمّد بن الحسين 859 .
7- الحسين بن أحمد المالكيّ 860 .
8- أبو القاسم عليّ بن محمّد بن رباح النحويّ 861 .
9- أحمد بن محمّد بن موسى النوفليّ 862 .
10- عليّ بن الحسين الهمدانيّ 863 .
11- أحمد بن إدريس 864 .
12- أبو جعفر محمّد بن أحمد بن خاقان النهديّ 865 .
13- المنذر بن زياد 866 .
14- عبيد بن كثير 867 .
15- محمّد بن جعفر الرزّاز 868 المتولّد سنة 236 و المتوفّى سنة 310.
16- محمّد بن عيسى بن عبيد اليقطينيّ 869 .
17- الحسين بن محمّد بن مصعب 870 .
18- القاسم بن إسماعيل 871 .
19- محمّد بن أحمد بن ثابت 872 .
20- العاصمي 873 .
21- أبو غسان الذهليّ 874 .
22- الحسن بن محمّد بن جمهور. 875
23- عبيد اللّه بن عبد اللّه بن طاهر بن أحمد المصعبيّ. 876
24- أبو سعيد الحسن بن زكريّا البصريّ. 877
25- أبو جعفر أحمد بن مابدازان منصور بن العباس القصبانيّ 878 .
26- عليّ بن محمّد بن مسعدة بن صدقة 879 .
* (الراوون عنه)*
يروي عنه جماعة من المشايخ الكبار، منهم:
1- أبو محمّد هارون بن موسى التلعكبريّ المتوفّى سنة 385 سمع منه أولا سنة 323، و له منه إجازة 880 .
2- محمّد بن عبد اللّه بن محمّد بن عبيد اللّه بن البهلول بن المطلب أبو المفضّل الشيبانيّ 881 .
3- أبو الحسن أحمد بن محمّد بن عمران بن موسى بن الجرّاح المعروف بابن الجنديّ 882 .
4- أبو القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه المتوفّى سنة 368 أو 369 883 .
5- محمّد بن أحمد بن داود القمّيّ، شيخ القميين في وقته و فقيههم المتوفّى سنة 378 884 .
6- أبو حفص عمر بن محمّد بن عليّ الصيرفيّ المعروف بابن الزيّات 885 .
7- مظفّر بن محمّد البلخيّ الورّاق 886 .
8- إبراهيم بن محمّد بن معروف أبو إسحاق المذاري 887 .
9- أحمد بن إبراهيم بن أبي رافع الصيمريّ 888 .
10- أحمد بن محمّد المستنشق 889 .
* (ولادته و وفاته)*
ولد- قدّس سرّه- في يوم الاثنين لستّ خلون من ذي الحجّة سنة 258.
و توفّي يوم الخميس لإحدى عشر ليلة بقيت من جمادي الأخرى سنة 336، هذا على ما في فهرست النجاشيّ. و لكن الشيخ قال في رجاله: مات سنة 332.
(ابن فهد الحلى)
[الثناء عليه]
جمال الدين أبو العبّاس أحمد بن شمس الدين محمّد بن فهد الأسديّ الحلّيّ، صاحب المقامات العالية في العلم و العمل و الخصال النفسانيّة، ترجمه السيّد جمال الدين ابن الأعرج في تذييله على كتاب الرجال للنيليّ المتقدّم ذكره بقوله: أحمد بن محمّد بن فهد- بالفاء المعجمة و الدال المهملة بعد الهاء- من الرجال المتأخّرين في زماننا هذا، أحد المدرّسين في المدرسة الرعيّة في الحلّة السيفيّة من أهل العلم و الخير و الصلاح و البذل و السماح، استجازني فأجزت له مصنّفاتي و رواياتي عن مشايخي و رجالي. إ ه 890 .
و أطراه المحقّق الكركيّ في إجازته للقاضي صفيّ الدين عيسى في جملة مشايخ عليّ بن هلال بقوله: و أفقههم و أزهدهم و أعبدهم و أتقاهم الشيخ الأجلّ، الزاهد العابد الورع، العلّامة الأوحد جمال الدين إ ه 891 .
و وصفه الشيخ الحرّ في أمل الآمل ص 33 بقوله: عالم فاضل ثقة صالح زاهد عابد ورع، جليل القدر إ ه.
و قال البحرانيّ في اللّؤلؤة: فاضل عالم فقيه مجتهد زاهد عابد ورع تقيّ نقيّ، إلّا أنّ له ميلا إلى الصوفيّة، بل تفوّه به في بعض مصنّفاته.