کتابخانه روایات شیعه
بحار الأنوار (ط - بيروت) - ج 1تا15
وَ لَا تُمَثِّلُوا بِقَتِيلٍ فَإِذَا وَصَلْتُمْ إِلَى رِحَالِ الْقَوْمِ فَلَا تَهْتِكُوا سِرّاً وَ لَا تَدْخُلُوا دَاراً إِلَّا بِإِذْنٍ وَ لَا تَأْخُذُوا شَيْئاً مِنْ أَمْوَالِهِمْ إِلَّا مَا وَجَدْتُمْ فِي عَسْكَرِهِمْ وَ لَا تَهِيجُوا امْرَأَةً بِأَذًى 5313 وَ إِنْ شَتَمْنَ أَعْرَاضَكُمْ وَ تَنَاوَلْنَ أُمَرَاءَكُمْ وَ صُلَحَاءَكُمْ فَإِنَّهُنَّ ضِعَافُ الْقُوَى وَ الْأَنْفُسِ وَ الْعُقُولِ وَ لَقَدْ كُنَّا لَنُؤْمَرُ بِالْكَفِّ عَنْهُنَّ وَ هُنَّ مُشْرِكَاتٌ وَ إِنْ كَانَ الرَّجُلُ لَيَتَنَاوَلُ المَرْأَةَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ بِالْهِرَاوَةِ وَ الْحَدِيدِ فَيُعَيَّرُ بِهَا عَقِبُهُ مِنْ بَعْدِهِ.
678 5314 - وَ قَالَ ابْنُ مِيثَمٍ رَحِمَهُ اللَّهُ رُوِيَ أَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ع كَانَ إِذَا اشْتَدَّ الْقِتَالُ ذَكَرَ اسْمَ اللَّهِ حِينَ يَرْكَبُ ثُمَّ يَقُولُ الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى نِعَمِهِ عَلَيْنَا وَ فَضْلِهِ الْعَمِيمِ سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنا هذا وَ ما كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ وَ إِنَّا إِلى رَبِّنا لَمُنْقَلِبُونَ ثُمَّ يَسْتَقْبِلُ الْقِبْلَةَ وَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ وَ يَقُولُ اللَّهُمَّ إِلَيْكَ نُقِلَتِ الْأَقْدَامُ وَ أَفْضَتِ الْقُلُوبُ وَ مُدَّتِ الْأَعْنَاقُ وَ شَخَصَتِ الْأَبْصَارُ وَ أُنْضِيَتِ الْأَبْدَانُ اللَّهُمَّ قَدْ صَرَّحَ مَكْنُونُ الشَّنَآنِ وَ جَاشَتْ مَرَاجِلُ الْأَضْغَانِ اللَّهُمَّ إِنَّا نَشْكُو إِلَيْكَ غَيْبَةَ نَبِيِّنَا وَ كَثْرَةَ عَدُوِّنَا وَ تَشَتُّتَ أَهْوَائِنَا رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنا وَ بَيْنَ قَوْمِنا بِالْحَقِّ وَ أَنْتَ خَيْرُ الْفاتِحِينَ ثُمَّ يَقُولُ سِيرُوا عَلَى بَرَكَةِ اللَّهِ ثُمَّ يَقُولُ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ اللَّهُ أَكْبَرُ يَا اللَّهُ يَا أَحَدُ يَا صَمَدُ يَا رَبَ
مُحَمَّدٍ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَ إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ اللَّهُمَّ كُفَّ عَنَّا أَيْدِيَ الظَّالِمِينَ وَ كَانَ هَذَا شِعَارَهُ بِصِفِّينَ.
679 5315 - نهج، نهج البلاغة وَ كَانَ ع يَقُولُ إِذَا لَقِيَ الْعَدُوَّ مُحَارِباً اللَّهُمَّ إِلَيْكَ أَفْضَتِ الْقُلُوبُ وَ سَاقَ الدُّعَاءَ إِلَى قَوْلِهِ وَ أَنْتَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ وَ جَعَلَ قَوْلَهُ وَ نُقِلَتِ الْأَقْدَامُ بَعْدَ قَوْلِهِ وَ شَخَصَتِ الْأَبْصَارُ.
بيان: قال الخليل في العين أفضى فلان إلى فلان أي وصل إليه و أصله أنه صار في فضائه.
و قال ابن أبي الحديد أفضت القلوب أي دنت و قربت و يجوز أن يكون أفضت أي بسرها فحذف المفعول انتهى.
و يحتمل أن يكون من أفضيت إذا خرجت إلى الفضاء أي خرجت إلى فضاء رحمتك بسؤالك.
و شخص بصره فهو شاخص إذا فتح عينيه و جعل لا يطرف و أنضيت الأبدان أي أهزلت و منه النضو و هو البعير المهزول و صرح أي انكشف.
و الشنآن البغضة و جاشت القدر أي غلت و المراجل القدور و تشتت أهوائنا أي تفرق آرائنا و اختلاف آمالنا و قال في النهاية فتح الحاكم بين الخصمين إذا فصل بينهما و الفاتح الحاكم.
باب 29 باب كتب أمير المؤمنين ع و وصاياه إلى عماله و أمراء أجناده
680 5316 - ف، تحف العقول وَصِيَّتُهُ لِزِيَادِ بْنِ النَّضْرِ حِينَ أَنْفَذَهُ عَلَى مُقَدِّمَتِهِ إِلَى صِفِّينَ اتَّقِ اللَّهَ فِي كُلِّ مُمْسًى وَ مُصْبَحٍ وَ خَفْ عَلَى نَفْسِكَ الْغَرُورَ وَ لَا تَأْمَنْهَا عَلَى حَالٍ مِنَ الْبَلَاءِ وَ اعْلَمْ أَنَّكَ إِنْ لَمْ تَزَعْ نَفْسَكَ عَنْ كَثِيرٍ مِمَّا تُحِبُّ مَخَافَةَ مَكْرُوهِهِ سَمَتْ بِكَ الْأَهْوَاءُ إِلَى كَثِيرٍ مِنَ الضُّرِّ حَتَّى تَطْعُنَ فَكُنْ لِنَفْسِكَ مَانِعاً وَازِعاً عَنِ الظُّلْمِ وَ الْغَيِّ وَ الْبَغْيِ وَ الْعُدْوَانِ قَدْ وَلَّيْتُكَ هَذَا الْجُنْدَ فَلَا تَسْتَذِلَّنَّهُمْ وَ لَا تَسْتَطِلْ عَلَيْهِمْ فَإِنَّ خَيْرَكُمْ أَتْقَاكُمْ تَعَلَّمْ مِنْ عَالِمِهِمْ وَ عَلِّمْ جَاهِلَهُمْ وَ احْلُمْ عَنْ سَفِيهِهِمْ فَإِنَّكَ إِنَّمَا تُدْرِكُ الْخَيْرَ بِالْعِلْمِ وَ كَفِّ الْأَذَى وَ الْجَهْلِ ثُمَّ أَرْدَفَهُ ع بِكِتَابٍ يُوصِيهِ فِيهِ وَ يُحَذِّرُهُ وَ هَذَا نَصُّهُ اعْلَمْ أَنَّ مُقَدِّمَةَ الْقَوْمِ عُيُونُهُمْ وَ عُيُونُ الْمُقَدِّمَةِ طَلَائِعُهُمْ فَإِذَا أَنْتَ خَرَجْتَ مِنْ بِلَادِكَ وَ دَنَوْتَ مِنْ عَدُوِّكَ فَلَا تَسْأَمْ مِنْ تَوْجِيهِ الطَّلَائِعِ فِي كُلِّ نَاحِيَةٍ وَ فِي
بَعْضِ الشِّعَابِ وَ الشَّجَرِ وَ الْخَمَرِ وَ فِي كُلِّ جَانِبٍ حَتَّى لَا يَغْتَرَّكُمْ عَدُوُّكُمْ وَ يَكُونَ لَكُمْ كَمِينٌ وَ لَا تُسَيِّرِ الْكَتَائِبَ وَ الْقَبَائِلَ مِنْ لَدُنِ الصَّبَاحِ إِلَى الْمَسَاءِ إِلَّا عَلَى تَعْبِئَةٍ فَإِنْ دَهِمَكُمْ أَمْرٌ أَوْ غَشِيَكُمْ مَكْرُوهٌ كُنْتُمْ قَدْ تَقَدَّمْتُمْ فِي التَّعْبِئَةِ وَ إِذَا نَزَلْتُمْ بَعْدُ وَ نَزَلَ بِكُمْ فَلْيَكُنْ مُعَسْكَرُكُمْ فِي أَقْبَالِ الشِّرَافِ أَوْ فِي سِفَاحِ الْجِبَالِ وَ أَثْنَاءِ الْأَنْهَارِ كَيْ مَا تَكُونَ لَكُمْ رِدْءاً وَ دُونَكُمْ مَرَدّاً وَ لْتَكُنْ مُقَاتَلَتُكُمْ مِنْ وَجْهٍ وَاحِدٍ أَوِ اثْنَيْنِ وَ اجْعَلُوا رُقَبَاءَ فِي صَيَاصِي الْجِبَالِ وَ بِأَعْلَى الشِّرَافِ وَ بِمَنَاكِبِ الْأَنْهَارِ يَرْتَوُونَ لَكُمْ لِئَلَّا يَأْتِيَكُمْ عَدُوٌّ مِنْ مَكَانِ مَخَافَةٍ أَوْ أَمْنٍ وَ إِذَا نَزَلْتُمْ فَانْزِلُوا جَمِيعاً وَ إِذَا رَحَلْتُمْ فَارْحَلُوا جَمِيعاً وَ إِذَا غَشِيَكُمُ اللَّيْلُ فَنَزَلْتُمْ فَحُفُّوا عَسْكَرَكُمْ بِالرِّمَاحِ وَ التِّرَسَةِ وَ اجْعَلُوا رُمَاتَكُمْ يَلُونَ تِرَسَتَكُمْ كَيْلَا تُصَابَ لَكُمْ غِرَّةٌ وَ لَا تُلْقَى لَكُمْ غَفْلَةٌ وَ احْرُسْ عَسْكَرَكَ بِنَفْسِكَ وَ إِيَّاكَ أَنْ تَرْقُدَ إِلَى أَنْ تُصْبِحَ إِلَّا غِرَاراً أَوْ مَضْمَضَةً ثُمَّ لْيَكُنْ ذَلِكَ شَأْنَكَ وَ دَأْبَكَ حَتَّى نَنْتَهِيَ إِلَى عَدُوِّكَ وَ عَلَيْكَ بِالتُّؤَدَةِ فِي حَرْبِكَ وَ إِيَّاكَ وَ الْعَجَلَةَ إِلَّا أَنْ تُمْكِنَكَ فُرْصَةٌ وَ إِيَّاكَ أَنْ تُقَاتِلَ إِلَّا أَنْ يَبْدَءُوكَ أَوْ يَأْتِيَكَ أَمْرِي وَ السَّلَامُ عَلَيْكَ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ.
بيان: قوله ع حتى تطعن بضم العين أي تكبر من قولهم طعن في السن و قد مضى شرحها و إنما كررنا للاختلاف بين الروايات.
681 5317 - يب، تهذيب الأحكام سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ
إِبْرَاهِيمَ بْنِ عِمْرَانَ الشَّيْبَانِيِّ عَنْ يُونُسَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ يَحْيَى بْنِ الْأَشْعَثِ الْكِنْدِيِّ عَنْ مُصْعَبِ بْنِ يَزِيدَ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: اسْتَعْمَلَنِي أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ع عَلَى أَرْبَعَةِ رَسَاتِيقِ الْمَدَائِنِ الْبِهْقُبَاذَاتِ وَ نَهْرِ شيريا وَ نَهْرِ جُوَيْرٍ وَ نَهْرِ الْمَلِكِ وَ أَمَرَنِي أَنْ أَضَعَ عَلَى كُلِّ جَرِيبِ زَرْعٍ غَلِيظٍ دِرْهَماً وَ نِصْفاً وَ عَلَى كُلِّ جَرِيبٍ وَسَطٍ دِرْهَماً وَ عَلَى كُلِّ جَرِيبِ زَرْعٍ رَقِيقٍ ثُلُثَيْ دِرْهَمٍ وَ عَلَى كُلِّ جَرِيبِ كَرْمٍ عَشَرَةَ دَرَاهِمَ وَ عَلَى كُلِّ جَرِيبِ نَخْلٍ عَشَرَةَ دَرَاهِمَ وَ عَلَى كُلِّ جَرِيبِ الْبَسَاتِينِ الَّتِي تَجْمَعُ النَّخْلَ وَ الشَّجَرَ عَشَرَةَ دَرَاهِمَ وَ أَمَرَنِي أَنْ أُلْقِيَ كُلَّ نَخْلٍ شَاذٍّ عَنِ الْقُرَى لِمَارَّةِ الطَّرِيقِ وَ ابْنِ السَّبِيلِ وَ لَا آخُذَ مِنْهُ شَيْئاً وَ أَمَرَنِي أَنْ أَضَعَ عَلَى الدَّهَاقِينِ الَّذِينَ يَرْكَبُونَ الْبَرَاذِينَ وَ يَتَخَتَّمُونَ بِالذَّهَبِ عَلَى كُلِّ رَجُلٍ مِنْهُمْ ثَمَانِيَةً وَ أَرْبَعِينَ دِرْهَماً وَ عَلَى أَوْسَاطِهِمْ وَ التُّجَّارِ مِنْهُمْ عَلَى كُلِّ رَجُلٍ أَرْبَعَةً وَ عِشْرِينَ دِرْهَماً وَ عَلَى سَفِلَتِهِمْ وَ فُقَرَائِهِمْ اثْنَيْ عَشَرَ دِرْهَماً عَلَى كُلِّ إِنْسَانٍ مِنْهُمْ قَالَ فَجَبَيْتُهَا ثَمَانِيَةَ عَشَرَ أَلْفَ أَلْفِ دِرْهَمٍ فِي سَنَةٍ.
إيضاح قال محمد بن إدريس رحمه الله في كتاب السرائر بهرسير بالباء المنقطة من تحتها نقطة واحدة و السين غير المعجمة هي المدائن و الدليل على ذلك أن الراوي قال استعملني على أربعة رساتيق ثم عد خمسة فذكر المدائن ثم ذكر من جملة الخمسة بهرسير فعطف على اللفظ دون المعنى.
فإن قيل لا يعطف الشيء على نفسه قلنا إنما عطف على اللفظة دون المعنى و هذا كثير في القرآن و الشعر قال الشاعر
إلى الملك القرم و ابن الهمام
و ليث الكتيبة في المزدحم .
فكل هذه الصفات راجعة إلى موصوف واحد و قد عطف بعضها على بعض لاختلاف ألفاظها.
و يدل على ما قلناه أيضا ما
ذكره أصحاب السير في كتاب صفين قالوا لما سار أمير المؤمنين ع إلى صفين قالوا ثم مضى نحو ساباط حتى انتهى إلى مدينة بهرسير و إذا رجل من أصحابه ينظر إلى آثار كسرى و هو يتمثل بقول ابن يعفور السهمي
جرت الرياح إلى محل ديارهم
فكأنما كانوا على ميعاد .
فقال ع أ فلا قلت كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَ عُيُونٍ وَ زُرُوعٍ وَ مَقامٍ كَرِيمٍ وَ نَعْمَةٍ كانُوا فِيها فاكِهِينَ كَذلِكَ وَ أَوْرَثْناها قَوْماً آخَرِينَ الآية.
و أما البهقباذات فهي ثلاثة البهقباذ الأعلى و هي ستة طساسيج طسوج بابل و خطرنية و الفلوجة العليا و السفلى و النهرين و عين التمر.
و البهقباذ الأوسط أربعة طساسيج طسوج الجية و البداءة و سور إبريسما و نهر الملك و بارسوما.
و البهقباذ الأسفل خمسة طساسيج منها طسوج فرات و بارقلي و طسوج السيلحين الذي فيه الخورنق و السدير ذكر ذلك عبد الله بن خردادبه في كتاب الممالك و المسالك 5318 .
أقول إنه رحمه الله بنى كلامه على ما نقله من كتاب المقنعة و فيه و البهقباذات مع العطف.
و على ما في كتاب التهذيب الظاهر إضافة الرساتيق إلى المدائن فيحتمل أن يكون بهرسير عطفا على أربعة و يكون البهقباذات بيانا لأربعة رساتيق المدائن أي استعملني على البهقباذات و على بهرسير.
و أن يكون معطوفا على رساتيق أي استعملني على أربعة أشياء أحدها رساتيق المدائن و هي البهقباذات و الثاني بهرسير و هكذا.
و أن يكون معطوفا على البهقباذات إحدى الرساتيق و المحل الذي يجري فيه نهر شيريا ثانيها.