کتابخانه روایات شیعه
بحار الأنوار (ط - بيروت) - ج 1تا15
و الثلجية فغليظة.
و المياه الراكدة خصوصا المكشوفة الآجامية ردية ثقيلة إنما تبرد في الشتاء بسبب الثلوج و يولد البلغم و تسخن في الصيف بسبب الشمس و العفونة فيولد المرار و لكثافتها و اختلاط الأرضية بها و تحلل اللطيف منها تولد في شاربيها أطحلة و ترق مراقهم 12297 و تجسأ أحشاءهم و تقضف منهم الأطراف و المناكب و الرقاب و يغلو عليهم شهوة الأكل و العطش و تحبس بطونهم و يعسر قيئهم و ربما وقعوا في الاستسقاء لاحتباس المائية فيهم و ربما وقعوا في زلق الأمعاء و ذات الرئة و الطحال و يضمر أرجلهم و تضعف أكبادهم و تقل من غذائهم بسبب الطحال و يتولد فيهم الجنون و البواسير و الدوالي و ذات الرئة و الأورام الرخوة في الشتاء و يعسر على نسائهم الحمل 12298 و الولادة إلى آخر ما ذكره من المفاسد و الأمراض.
و قال الجمد و الثلج إذا كان نقيا غير مخالط لقوة ردية فسواء حلل ماء أو برد به الماء من خارج أو ألقي في الماء فهو صالح و ليس يختلف حال أقسامه اختلافا كثيرا فاحشا إلا أنه أكثف من سائر المياه و يتضرر به صاحب وجع العصب و إذا طبخ عاد إلى الصلاح.
و أما إذا كان الجمد من مياه ردية أو الثلج مكتسبا قوة غريبة من مساقطه فالأولى أن يبرد به الماء محجوبا عن مخالطته.
و قال في موضع آخر المياه الردية هي الراكدة البطائحية و الغالب عليها طعم غريب و رائحة غريبة و الكدرة الغليظة الثقيلة الوزن و المبادرة إلى التحجر و التي يطفو 12299 عليها غشاء ردي و يحمل فوقها شيئا غريبا انتهى.
إن دام جريها أي كثر النزح منها أو المراد بها القنوات و أما البطائح أي المياه الراكدة فيها و في القاموس البطيحة و البطحاء و الأبطح مسيل واسع فيه دقاق الحصا و الجمع أباطح و بطاح و بطائح انتهى.
و التقطير أي تقطير البول من غير إرادة لأن ماءها يخرج من ثدييها قيل أي عمدة مائها فإن المشهور بين الأطباء أن المني يخرج من جميع الجسد و في بعض النسخ فإنك إذا فعلت ذلك اجتمع ماؤها و عرفت الشهوة و ظهرت عند ذلك في عينيها و وجهها و اشتهت منك الذي تشتهيه منها.
و أقول كل ذلك ذكرها الأطباء في كتبهم من الملاعبة التامة ليتحرك مني المرأة و يذوب و دغدغة الثدي ليهيج شهوتها و تتحرك منها لأن الثدي شديد المشاركة للرحم قالوا فإذا تغيرت هيئة عينها إلى الاحمرار بسبب قوة اللذة فعند ذلك يتحرك الروح إلى الظاهر و يصحبه الدم و يظهر ذلك في العين لصفاء لونه.
و قد يتغير شكل العين و ينقلب سواده إلى الفوق لأنه شديد المشاركة لآلات التناسل خصوصا للرحم و تواتر 12300 نفسها و طلبت التزام الرجل أولج الذكر و صب المني ليتعاضد المنيان.
قوله ع و لكن تميل أي تتكئ على يمينك إلا طاهرة أي من الحيض و النفاس و في بعض النسخ و لا تجامعها إلا و هي طاهرة فإذا فعلت ذلك كان أروح لبدنك و أصح لك إذا اتفق الماءان عند التمازج نتاج الولد بإذن الله عز و جل إلى قوله مثل الذي خرج منك و لا تكثر إتيانهن تباعا فإن المرأة تحمل من القليل و تقذف الكثير و ليس فيها و اعلم إلى قوله شرف القمر و هو أظهر.
و شرف القمر في 12301 الدرجة الثالثة من الدلو و قيل علة مناسبة الحمل للجماع لكونه من البروج النارية المذكرة المناسبة للشهوة و فيه شرف الشمس و مناسبة الدلو لكونه من البروج الهوائية الحارة الرطبة و موجبة لزيادة الدم و الروح و الثور لأنه بيت
الزهرة المتعلقة بالنساء و الشهوات و لعل ذكر هذه الأمور و إن كان منه ع لبعض المصالح موافقة لما اشتهر في ذلك الزمان عند المأمون و أصحابه من العمل بآراء الحكماء و التفوه بمصطلحاتهم.
و كان أكثر ما ورد في هذه الرواية من هذا القبيل كما أومأ ع إليه في أول الرسالة حيث قال من أقاويل القدماء و نعود إلى قول الأئمة ع و في بعض النسخ آخر الرسالة هكذا.
و اعلم أن من عمل بما وصفت في كتابي هذا و دبر جسده و لم يخالفه سلم بإذن الله تعالى من كل داء و صح جسمه بحول الله و قوته و الله يرزق العافية من يشاء و يمنح الصحة بلا دواء فلا يجب أن يلتفت إلى قول من يقول ممن لا يعلم و لا ارتاض بالعلوم و الآداب و لا يعرف ما يأتي و ما يذر طال ما أكلت كذا فلم يضرني و فعلت كذا و لم أر مكروها و إنما هذا القائل في الناس كالبهيمة البهماء و الصورة الممثلة لا يعرف ما يضره مما ينفعه و لو أصيب اللص أول ما يسرق فعوقب لم يعد و لكانت عقوبته أسهل و لكنه يرزق الإمهال و العافية فيعاود ثم يعاود حتى يؤخذ على أعظم السرقات فيقطع و يعظم التنكيل به و ما أورده عاقبة طمعه و الأمور كلها بيد الله سيدنا و مولانا جل و علا و إليه نرجع و نصير و هو حسبنا و نعم الوكيل و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم.
قال أبو محمد الحسن القمي فلما وصلت هذه الرسالة من أبي الحسن علي بن موسى الرضا ع إلى المأمون قرأها و فرح بها و أمر أن تكتب بالذهب و أن تترجم بالرسالة المذهبة و في بعض النسخ بالرسالة الذهبية في العلوم الطبية.
أقول لعل المشبه به سارق أخذه الملوك و حكام العرف و إلا فحاكم الشرع يقطع يده في أول مرة أو المراد به من أخذ أقل من النصاب فإنه يعزر لو ثبتت سرقته و لو لم تثبت و اجترأ و تعدى إلى أن بلغ النصاب تقطع يده. و ما أورده على المعلوم عطفا على التنكيل أي يعظم ما أورده عليه عاقبة طمعه أو ما أورده مبتدأ و عاقبة خبره و على الأخير يمكن أن يقرأ على بناء المجهول على الحذف و الإيصال.
(مراجع التصحيح و التخريج و التعليق)
قوبل هذا الجزء بعدّة نسخ مطبوعة و مخطوطة، منها النسخة المطبوعة بطهران سنة (1305) المعروفة بطبعة أمين الضرب، و منها النسخة المطبوعة بتبرير و منها النسخة المخطوطة النفيسة لمكتبة صاحب الفضيلة السيّد جلال الدين الأرمويّ الشهير ب «المحدّث» و اعتمدنا في التخريج و التصحيح و التعليق على كتب كثيرة نسرد بعض أساميها:
1- القرآن الكريم.
2- تفسير عليّ بن إبراهيم القمّي المطبوع سنة 1311 في ايران
3- تفسير فرات الكوفيّ المطبوع سنة 1354 في النجف
4- تفسير مجمع البيان المطبوع سنة 1373 في طهران
5- تفسير أنوار التنزيل للقاضي البيضاويّ المطبوع سنة 1285 في استانبول
6- تفسير مفاتيح الغيب للفخر الرازيّ المطبوع سنة 1294 في استانبول
7- الاحتجاج للطبرسيّ المطبوع سنة 1350 في النجف
8- اصول الكافي للكليني المطبوع سنة- في طهران
9- الاقبال للسيّد بن طاوس المطبوع سنة 1312 في طهران
10- تنبيه الخواطر لورّام بن أبي فراس المطبوع سنة- في طهران
11- التوحيد للصدوق المطبوع سنة 1375 في طهران
12- ثواب الأعمال للصدوق المطبوع سنة 1375 في طهران
13- الخصال الأعمال للصدوق المطبوع سنة 1374 في طهران
14- الدرّ المنثور للسيوطيّ
15- روضة الكافي للكليني المطبوع سنة 1374 في طهران
16- علل الشرائع الصدوق المطبوع سنة 1378 في قم
17- عيون الأخبار للصدوق المطبوع سنة 1377 في قم
18- فروع الكافي للكلينى المطبوع سنة- في-
19- المحاسن للبرقيّ المطبوع سنة 1371 في طهران
20- معاني الاخبار للصدوق المطبوع سنة 1379 في طهران
21- مناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب المطبوع سنة 1378 في قم
22- من لا يحضره الفقيه للصدوق المطبوع سنة 1376 في طهران
23- نهج البلاغة للشريف الرضي المطبوع سنة- في مصر
24- اسد الغاية لعزّ الدين ابن الأثير المطبوع سنة- في طهران
25- تنقيح المقال للشيخ عبد اللّه المامقاني المطبوع سنة 1350 في النجف
26- تهذيب الاسماء و اللغات للحافظ محيى الدين بن شرف النورى المطبوع في مصر
27- جامع الرواة للاردبيلى المطبوع سنة 1331 في طهران
28- خلاصة تذهيب الكمال للحافظ الخزرجي المطبوع سنة 132 في مصر
29- رجال النجاشى المطبوع-- في طهران
30- روضات الجنات للميرزا محمّد باقر الموسوى المطبوع سنة 1367 في طهران
31- الكنى و الألغاب للمحدّث القميالمطبوع-- في صيدا
32- لسان الميزان لابن حجر العسقلاني المطبوع-- فى حيدرآباد الدكن
33- الرواشح السماوية للسيد محمّد باقر الحسيني الشهير بالداماد المطبوع سنة 1311 في ايران
34- القبسات للسيد محمّد باقر الحسينى الشهير بالداماد المطبوع سنة 1315 في ايران
35- رسالة مذهب ارسطاطا ليس للسيد محمّد باقر الحسينى الشهير بالداماد المطبوعة بهامش القبسات
36- اثولوجيا المنسوب إلى ارسطاطا ليس المطبوعة بهامش القبسات
37- رسالة الحدوث لصدر المتألهين المطبوع سنة 1302 في ايران
38- الشفاء للشيخ الرئيس ابى على بن سينا المطبوع سنة 1303 في ايران
39- شرح التجريد تأليف المحقق الطوسى للعلامة الحلّيّ المطبوع سنة 1367 في قم
40- عين اليقين للمولى محسن الفيض الكاشاني المطبوع سنة 1313 في طهران
41- مروج الذهب للمسعودى المطبوع سنة 1346 في مصر
42- القاموس لمحيط للفيروزآبادى المطبوع سنة 1332 في مصر
43- الصحاح للجوهريّ المطبوع سنة 1377 في مصر
44- النهاية لمجد الدين ابن الاثير المطبوع سنة 1311 في مصر
[كلمة المصحّح]
بسمه تعالى إلى هنا تمّ الجزء السادس من المجلّد الرابع عشر كتاب السماء و العالم من بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار و هو الجزء التاسع و الخمسون حسب تجزئتنا من هذه الطبعة النفيسة. و قد قابلناه على النسخة الّتي نمقّها الفاضل الخبير الشيخ محمّد تقيّ اليزديّ بما فيها من التعليق و التنميق و اللّه وليّ التوفيق.