کتابخانه روایات شیعه
بحار الأنوار (ط - بيروت) - ج 1تا15
الأكمل الأسعد ضياء المسلمين، برهان المؤمنين، قدوة الموحّدين، فارس مضمار المناظرة مع المخالفين و المعاندين، أسوة العابدين نادرة العارفين و الزاهدين أبو المحامد جمال الدين. إ ه.
و قال الفاضل الخونساريّ في الروضات ص 20: الشيخ العالم العامل العارف الملّيّ و كاشف أسرار الفضائل بالفهم الجبلّيّ جمال الدين أبو العبّاس أحمد بن شمس الدين محمّد بن فهد الأسديّ الحلّيّ الساكن بالحلّة السيفيّة و الحائر الشريف حيّا و ميّتا، له من الاشتهار بالفضل و الاتقان و الذوق و العرفان و الزهد و الأخلاق و الخوف و الاشفاق و غير اولئك من جميل السياق ما يكفينا مئونة التعريف و يغنينا عن مرارة التوصيف، و قد جمع بين المعقول و المنقول و الفروع و الأصول و القشر و اللّب و اللّفظ و المعنى و الظاهر و الباطن و العلم و العمل بأحسن ما كان يجمع و يكمل. إ ه.
و وصفه بنحو هذه الكلمة الفاضل المامقاني في تنقيح المقال ج 1 ص 92.
و أثنى عليه شيخنا النوريّ في المستدرك ج 3 ص 434 بقوله: صاحب المقامات العالية في العلم و العمل و الخصال النفسانيّة التي لا توجد إلّا في الأقلّ، ثمّ نقل عن الرجاليّ الخبير الشيخ عبد النبيّ الكاظميّ أنّه قال في تكملة الرجال: كان زاهدا مرتاضا عابدا يميل إلى التصوّف 892 ، و قد ناظر في زمان ميرزا اسيند التركمان والي العراق من علماء المخالفين فأعجزهم فصار ذلك سببا لتشيّع الوالي، و زيّن الخطبة و السكّة بأسماء الأئمّة المعصومين عليهم السّلام، و من تصانيفه المشهورة كتاب المهذّب و الموجز و التحرير و عدّة الداعي و التحصين و رسالة اللّمعة الحلّيّة في معرفة النيّة، و يروى أنّه رأى في الطيف أمير المؤمنين صلوات اللّه عليه آخذا بيد السيّد المرتضى رضي اللّه عنه يتماشيان في الروضة المطهّرة الغرويّة و ثيابهما من الحرير الأخضر، و تقدّم الشيخ أحمد بن محمّد و سلّم عليهما فأجاباه فقال السيّد له: أهلا بناصرنا أهل البيت، ثمّ سأله السيّد عن أسماء تصانيفه
فلمّا ذكرها له قال السيّد: صنّف كتابا مشتملا على تحرير المسائل و تسهيل الطرق و الدلائل، و اجعل مفتتح ذلك الكتاب: بسم اللّه الرّحمن الرّحيم الحمد للّه المقدّس بكماله عن مشابهة المخلوقات، فلمّا انتبه الشيخ الأجلّ شرع في تصنيف كتاب التحرير و افتتحه بما ذكره السيّد. إ ه.
و له ذكر جميل أيضا في منتهى المقال ص 39 و سفينة البحار ج 2 ص 387 و غيرهما.
* (مؤلّفاته)*
1- كتاب المهذّب شرح المختصر النافع.
2- عدّة الداعيّ 893 .
3- المقتصر.
4- الموجز الحاوي.
5- شرح الألفيّة للشهيد.
6- المحرّر 894 .
7- التحصين 895 .
8- الدّر الفريد في التوحيد.
9- رسالة اللّمعة الحلّيّة في معرفة النيّة 896 .
10- رسالة في معاني أفعال الصلاة و ترجمة أذكارها.
11- نبذة الباغي فيما بدّ من آداب الداعي، و هو ملخّص عدّة الداعيّ.
12- مصباح المبتدي و هداية المقتدي في فقه الصلاة، على ما نسبه إليه بعض الفضلاء.
13- كفاية المحتاج في مناسك الحاجّ.
14- رسالة موجزة في منافيات الحجّ.
15- رسالة مختصرة في واجبات الصلاة.
16- رسالة في تعقيبات الصلاة.
17- المسائل الشاميّات.
18- المسائل البحريّات، و غير ذلك من كتبه و رسائله.
* (أساتذته و من روى عنهم)*
يروي عن جملة من تلامذة الشهيد الأوّل و فخر المحقّقين:
1- الشيخ المتكلّم الفقيه جمال الدين أبي عبد اللّه المقداد بن عبد اللّه بن محمّد بن الحسين ابن محمّد السيوريّ الأسديّ الحلّيّ صاحب التنقيح و كنز العرفان.
2- الشيخ زين الدين أبو الحسن عليّ بن الحسن بن الحسن الخازن الحائريّ الفقيه الفاضل أجازه الشهيد قدّس سرّه في 12 رمضان سنة 784.
3- الشيخ فخر الدين أحمد بن عبد اللّه بن سعيد بن المتوّج تلميذ الشيخ الأجلّ فخر المحقّقين.
4- السيّد الأجلّ المتقدّم ذكره بها الدين عليّ بن عبد الكريم النيليّ النسّابة.
* (تلامذته و من روى عنه)*
يروي عنه جماعة من العلماء الثقات منهم:
1- الشيخ عليّ بن هلال الجزائريّ شيخ المحقّق الكركيّ.
2- الشيخ العالم الفقيه عزّ الدين حسن بن عليّ بن أحمد بن يوسف الشهير بابن العشرة العامليّ.
3- الشيخ عبد السميع بن فيّاض الأسديّ الحلّيّ صاحب كتاب الفوائد الباهرة 897 .
4- السيّد محمّد بن فلاح بن محمّد الموسويّ الواسطيّ، أوّل سلاطين خوزستان و الحويزة.
5- الشيخ زين الدين عليّ بن محمّد الطائيّ 898 .
* (تولده و وفاته)*
ولد- قدّس سرّه- سنة 757، و توفّي سنة 841، و دفن في البستان المتّصل بالمكان المعروف «بخيمهگاه» في الحائر الحسينيّ 899 .
(العلّامة الحلّيّ)
[الثناء عليه]
الشيخ الأجلّ الأعظم، فريد عصره و وحيد دهره بحر العلوم و الفضائل و منبع الأسرار و الدقائق، مجدّد المذهب و محييه و ماحي أعلام الغواية و مفنيه، الإمام العلّامة الأوحد، آية اللّه المطلق، جمال الدين أبو منصور الحسن بن سديد الدين يوسف ابن زين الدين عليّ بن مطهّر الحلّيّ نوّر اللّه مضجعه.
كان- قدّس سرّه- من فطاحل علماء الشريعة، و أعاظم فقهاء الجعفريّة، جامعا لشتّى العلوم، حاويا مختلفات الفنون، مكثّرا للتصانيف و مجوّدا فيها، استفادت الامّة جمعاء من تصانيفه القيّمة منذ تأليفها، و تمتّعوا من أنظاره الثاقبة طيلة حياته و بعد مماته، له ترجمة ضافية في كتب التراجم و غيرها تعرب عن تقدّمه في العلوم و تضلّعه فيها، و تنمّ عن مراتبه السامية في العلم و العمل و قوّة عارضته في الظهور على الخصم، و ذبّه عن حوزة الشريعة و نصرته للمذهب و إنّا و إن لم يسعنا في هذا المختصر سرد جميعها لكنّا نذكر شكرا لحقّه بعضا منها.
قال معاصره ابن داود في رجاله: شيخ الطائفة و علّامة وقته، صاحب التحقيق و التدقيق، كثير التصانيف، انتهت رئاسة الإماميّة إليه في المعقول و المنقول. إ ه 900 .
و قال الشهيد الأوّل في إجازته لابن الخازن: الإمام الأعظم الحجّة، أفضل المجتهدين جمال الدين إ ه 901 .
و وصفه ابن أبي جمهور الأحسائيّ في إجازته للشيخ محمّد بن صالح الحلّيّ بقوله:
شيخنا و إمامنا، و رئيس جميع علمائنا، العلّامة الفهّامة، شيخ مشايخ الإسلام، و الفارق بفتاويه بين الحلال و الحرام، و المسلّم له الرئاسة في جميع فرق الإسلام. إ ه 902 .
و أطراه عليّ بن هلال في إجازته للمحقّق الكركيّ بقوله: الشيخ الإمام الأعظم المولى الأكمل الأفضل الأعلم جمال الملّة و الحقّ و الدين. إ ه 903
و في إجازة المحقّق الكركيّ لسميّه الميسيّ: شيخنا الإمام، شيخ الإسلام، مفتي الفرق، بحر العلوم، أوحد الدهر، شيخ الشيعة بلا مدافع جمال الملّة و الحقّ و الدين. إ ه 904
و في إجازته للمولى حسين بن شمس الدين محمّد الأستراباديّ: الإمام السعيد، استاد الكلّ في الكلّ، شيخ العلماء و الراسخين، سلطان الفضلاء المحقّقين، جمال الملّة و الحقّ و الدين 905 .
و مدحه الشهيد الثاني في إجازته للسيّد عليّ بن الصائغ: بشيخ الإسلام و مفتي فرق الأنام، الفاروق بالحقّ للحقّ، جمال الإسلام و المسلمين، و لسان الحكماء و الفقهاء و المتكلّمين، جمال الدين. إ ه 906 .
و وصفه شرف الدين الشولستانيّ في إجازته للمجلسيّ الأوّل: بالشيخ الأكمل العلّامة آية اللّه في العالمين جمال الملّة و الحقّ و الدين. إ ه 907 ..
و قال شيخنا البهائيّ في إجازته لصفيّ الدين محمّد القمّيّ: العلّامة آية اللّه في العالمين جمال الحقّ و الملّة و الدين. إ ه 908 .
و قال بحر العلوم في فوائده الرجاليّة: علّامة العالم و فخر نوع بني آدم أعظم العلماء شأنا، و أعلاهم برهانا، سحاب الفضل الهاطل، و بحر العلم الذي ليس له ساحل جمع من العلوم ما تفرّق في جميع الناس و أحاط من الفنون بما لا يحيط به القياس، مروّج
المذهب و الشريعة في المائة السابعة، و رئيس علماء الشيعة من غير مدافعة، صنّف في كلّ علم كتبا، و آتاه اللّه من كلّ شيء سببا 909 .
و قال السماهيجيّ في إجازته: إنّ هذا الشيخ رحمه اللّه بلغ في الاشتهار بين الطائفة بل العامّة شهرة الشمس في رابعة النهار، و كان فقيها متكلّما حكيما منطقيّا هندسيّا رياضيّا، جامعا لجميع الفنون، متبحّرا في كلّ العلوم من المعقول و المنقول، ثقة إماما في الفقه و الأصول، و قد ملاء الآفاق بتصنيفه، و عطّر الأكوان بتأليفه و مصنّفاته، و كان اصوليّا بحتا و مجتهدا صرفا. إ ه 910 .
و قال الشيخ الحرّ في أمل الآمل ص 40: فاضل عالم علّامة العلماء، محقّق مدقّق ثقة ثقة فقيه محدّث متكلّم ماهر جليل القدر، عظيم الشأن، رفيع المنزلة، لا نظير له في الفنون و العلوم العقليّات و النقليّات، و فضائله و محاسنه أكثر من أن تحصى. إ ه.
و أطراه المولى نظام الدين في نظام الأقوال بقوله: شيخ الطائفة و علّامة وقته، صاحب التحقيق و التدقيق، و كلّ من تأخّر عنه استفاد منه، و فضله أشهر من أن يوصف. إ ه 911 .
و وصفه البحّاثة الرجاليّ الميرزا عبد اللّه الأصفهانيّ في المجلّد الثاني من رياض العلماء: بالإمام الهمام العالم العامل الفاضل الكامل الشاعر الماهر، علّامة العلماء و فهّامة الفضلاء، أستاد الدنيا، المعروف فيما بين الأصحاب بالعلّامة عند الإطلاق، و الموصوف بغاية العلم و نهاية الفهم و الكمال في الآفاق، كان ابن اخت المحقّق، و كان رحمه اللّه آية اللّه لأهل الأرض، و له حقوق عظيمة على زمرة الإماميّة و الطائفة الحقّة الاثني عشريّة لسانا و بيانا و تدريسا و تأليفا، و قد كان رضي اللّه عنه جامعا لأنواع العلوم، مصنّفا في أقسامها، حكيما متكلّما فقيها محدّثا اصوليّا أديبا شاعرا ماهرا، و قد رأيت بعض أشعاره ببلدة أردبيل و هي تدلّ على جودة طبعه في أنواع النظم
أيضا، و كان وافر التصانيف متكاثر التآليف، أخذ و استفاد عن جمّ غفير من علماء عصره من العامّة و الخاصّة، و أفاد على جمع كثير من فضلاء دهره من الخاصّة بل من العامّة- إلى أن قال-: و كان من أزهد الناس و أتقاهم، و من زهده ما حكاه السيّد حسين المجتهد في رسالة النفحات القدسيّة أنّه قدّس سرّه أوصى بجميع صلواته و صيامه مدّة عمره و بالحجّ عنه مع أنّه كان قد حجّ. إ ه.
و له ذكر جميل في غير واحد من التراجم، كمنتهى المقال ص 105 و كتب رجال الأسترآباديّ، و جامع الرواة ج 1 ص 230 و رياض العلماء و المقابس ص 17 و روضات الجنّات ص 172 و المستدرك ج 3 ص 459 و سفينة البحار ج 2 ص 228 و لسان الميزان ج 6 ص 319 912 و الدرر الكامنة 913 . و محبوب القلوب للإشكوريّ 914 و غيرها من التراجم، و هم و إن بالغوا في ثناه لكن اعترفوا بأنّهم عاجزون عن درك مداه، و عن الإعراب بما يقتضي شأنه و شخصيّته المثلى، قال الفاضل التفرشيّ في كتاب نقد الرجال ص 100: و يخطر ببالي أن لا أصفه إذ لا يسع كتابي هذا ذكر علومه و تصانيفه و فضائله و محامده، و انّ كلّ ما يوصف به الناس من جميل و فضل فهو فوقه، له أزيد من سبعين كتابا في الأصول و الفروع و الطبيعيّ و الإلهيّ و غيرها. إ ه.