کتابخانه روایات شیعه
بحار الأنوار (ط - بيروت) - ج 1تا15
سَمِعْتُ وَالِدِي قَدَّسَ اللَّهُ رُوحَهُ يَحْكِي.
5- وَ سَمِعْتُ وَالِدِي قَدَّسَ اللَّهُ رُوحَهُ غَيْرَ مَرَّةٍ يَحْكِي عَنِ الشَّيْخِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْغَرَوِيِّ هَذِهِ الْحِكَايَةَ الْآتِيَ ذِكْرُهَا وَ إِنْ لَمْ أُحَقِّقْ لَفْظَهُ وَ لَكِنَّ الْمَعْنَى مِنْهَا أَرْوِيهِ عَنْهُ وَ اللَّفْظُ وَجَدْتُهُ مَرْوِيّاً عَنِ الْعَمِّ السَّعِيدِ عَنْهُ أَنَّهُ كَانَ إيلغازي أَمِيراً بِالْحُلَّةِ وَ كَانَ قَدِ اتَّفَقَ أَنَّهُ أَنْفَذَ سَرِيَّةً إِلَى الْعَرَبِ فَلَمَّا رَجَعَتِ السَّرِيَّةُ نَزَلُوا حَوْلَ سُورِ الْمَشْهَدِ الْأَشْرَفِ الْمُقَدَّسِ الْغَرَوِيِّ عَلَى الْحَالِّ بِهِ أَفْضَلُ الصَّلَاةِ وَ السَّلَامِ قَالَ الشَّيْخُ الْحُسَيْنُ فَخَرَجْتُ بَعْدَ رَحِيلِهِمْ إِلَى ذَلِكَ الْمَوْضِعِ الَّذِي كَانُوا فِيهِ نُزُولًا لِأَمْرٍ عُرِضَ فَوَجَدْتُ كُلَّابَيْ سربوش 20872 مُلْقَاةً فِي الرَّمْلِ فَمَدَدْتُ يَدِي أَخَذْتُهُمَا فَلَمَّا صَارَا فِي يَدِي نَدِمْتُ نَدَامَةً عَظِيمَةً وَ قُلْتُ أَخَذْتُهُمَا وَ تَعَلَّقَتْ ذِمَّتِي بِمَا لَيْسَ فِيهِ رَاحَةٌ فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ مُدَّةٍ زَمَانِيَّةٍ اتَّفَقَ أَنَّهُ مَاتَتْ عِنْدَنَا بِالْمَشْهَدِ الْمُقَدَّسِ امْرَأَةٌ عَلَوِيَّةٌ فَصَلَّيْنَا عَلَيْهَا فَخَرَجْتُ مَعَهُمْ إِلَى الْمَقْبَرَةِ وَ إِذَا بِرَجُلٍ تُرْكِيٍّ قَائِمٍ يُفَتِّشُ مَوْضِعاً لَقِيتُ الْكُلَّابَيْنِ 20873 فَقُلْتُ لِأَصْحَابِي اعْلَمُوا أَنَّ ذَلِكَ التُّرْكِيَّ يُفَتِّشُ عَلَى كُلَّابَيْ سربوش وَ هُمَا مَعِي فِي جَيْبِي وَ كُنْتُ لَمَّا أَرَدْتُ الْخُرُوجَ إِلَى الصَّلَاةِ عَلَى الْمَيِّتَةِ لَاحَ لِي الْكُلَّابَانِ فِي دَارِي فَأَخَذْتُهُمَا ثُمَّ جِئْتُ أَنَا وَ أَصْحَابِي فَسَلَّمْتُ عَلَى التُّرْكِيِّ وَ قُلْتُ لَهُ عَلَى مَا تُفَتِّشُ قَالَ أُفَتِّشُ عَلَى كُلَّابَيْ سربوش ضَاعَتْ مِنِّي مُنْذُ سَنَةٍ فَقُلْتُ سُبْحَانَ اللَّهِ تَضِيعُ مِنْكَ مُنْذُ سَنَةٍ تَطْلُبُهُ الْيَوْمَ قَالَ نَعَمْ اعْلَمْ أَنَّنِي لَمَّا دَخَلْتُ السَّرِيَّةَ وَ كُنْتُ مَعَهُمْ فَلَمَّا وَصَلْنَا إِلَى خَنْدَقِ الْكُوفَةِ ذَكَرْنَا 20874 الْكُلَّابَيْنِ فَقُلْتُ يَا عَلِيُّ هُمَا فِي ضَمَانِكَ لِأَنَّهُمَا فِي حَرَمِكَ وَ أَنَا أَعْلَمُ أَنَّهُمَا لَا يُصِيبُهُمَا شَيْءٌ فَقُلْتُ
لَهُ الْآنَ مَا حَفِظَ اللَّهُ عَلَيْكَ شَيْئاً غَيْرَهُمَا ثُمَّ نَاوَلْتُهُ إِيَّاهُمَا وَ أَعْتَقِدُ أَنَّ الْمُدَّةَ كَانَتْ سَنَةً.
6- وَقَفْتُ فِي كِتَابٍ قَدْ نَقَلَ عَنِ الشَّيْخِ حَسَنِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الطَّحَّالِ الْمِقْدَادِيِّ قَالَ أَخْبَرَنِي أَبِي عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ أَنَّهُ أَتَاهُ رَجُلٌ مَلِيحُ الْوَجْهِ نَقِيُّ الْأَثْوَابِ دَفَعَ إِلَيْهِ دِينَارَيْنِ وَ قَالَ لَهُ أَغْلِقْ عَلَيَّ الْقُبَّةَ وَ ذَرْنِي فَأَخَذَهَا 20875 مِنْهُ وَ أَغْلَقَ الْبَابَ فَنَامَ فَرَأَى أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ع فِي مَنَامِهِ وَ هُوَ يَقُولُ اقْعُدْ أَخْرِجْهُ عَنِّي فَإِنَّهُ نَصْرَانِيٌّ فَنَهَضَ عَلِيُّ بْنُ طَحَّالٍ وَ أَخَذَ حَبْلًا فَوَضَعَهُ فِي عُنُقِ الرَّجُلِ وَ قَالَ لَهُ اخْرُجْ تَخْدَعُنِي بِالدِّينَارَيْنِ 20876 وَ أَنْتَ نَصْرَانِيٌّ فَقَالَ لَهُ لَسْتُ بِنَصْرَانِيٍّ قَالَ بَلَى إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ع أَتَانِي فِي الْمَنَامِ وَ أَخْبَرَنِي أَنَّكَ نَصْرَانِيٌّ وَ قَالَ أَخْرِجْهُ عَنِّي فَقَالَ امْدُدْ يَدَكَ فَأَنَا أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ ص وَ أَنَّ عَلِيّاً وَلِيُّ اللَّهِ وَ اللَّهِ مَا عَلِمَ أَحَدٌ بِخُرُوجِي مِنَ الشَّامِ وَ لَا عَرَفَنِي أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ 20877 ثُمَّ حَسُنَ إِسْلَامُهُ.
7- وَ حَكَى أَيْضاً أَنَّ عِمْرَانَ بْنَ شَاهِينٍ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ عَصَى عَلَى عَضُدِ الدَّوْلَةِ فَطَلَبَهُ طَلَباً حَثِيثاً فَهَرَبَ مِنْهُ إِلَى الْمَشْهَدِ مُتَخَفِّياً فَرَأَى أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ع فِي مَنَامِهِ وَ هُوَ يَقُولُ لَهُ يَا عِمْرَانُ فِي غَدٍ يَأْتِي فَنَّاخُسْرُو إِلَى هَاهُنَا فَيَخْرُجُونَ مَنْ بِهَذَا الْمَكَانِ 20878 فَتَقِفُ أَنْتَ هَاهُنَا وَ أَشَارَ إِلَى زَاوِيَةٍ مِنْ زَوَايَا الْقُبَّةِ فَإِنَّهُمْ لَا يَرَوْنَكَ فَسَيَدْخُلُ وَ يَزُورُ وَ يُصَلِّي وَ يَبْتَهِلُ فِي الدُّعَاءِ وَ الْقَسَمِ بِمُحَمَّدٍ وَ آلِهِ أَنْ يُظْفِرَهُ بِكَ فَادْنُ مِنْهُ وَ قُلْ لَهُ
أَيُّهَا الْمَلِكُ مَنْ هَذَا الَّذِي قَدْ أَلْحَحْتَ بِالْقَسَمِ بِمُحَمَّدٍ وَ آلِهِ أَنْ يُظْفِرَكَ بِهِ 20879 فَسَيَقُولُ رَجُلٌ شَقَّ عَصَايَ وَ نَازَعَنِي فِي مُلْكِي وَ سُلْطَانِي فَقُلْ مَا لِمَنْ يُظْفِرُكَ بِهِ فَيَقُولُ إِنْ حُتِمَ عَلَيَّ بِالْعَفْوِ عَنْهُ عَفَوْتُ عَنْهُ فَأَعْلِمْهُ بِنَفْسِكَ فَإِنَّكَ تَجِدُ مِنْهُ مَا تُرِيدُ فَكَانَ كَمَا قَالَ لَهُ فَقَالَ أَنَا عِمْرَانُ بْنُ شَاهِينٍ قَالَ مَنْ أَوْقَفَكَ هَاهُنَا قَالَ لَهُ هَذَا مَوْلَانَا قَالَ فِي مَنَامِي غَداً يَحْضُرُ فَنَّاخُسْرُو إِلَى هَاهُنَا وَ أَعَادَ عَلَيْهِ الْقَوْلَ فَقَالَ لَهُ بِحَقِّهِ قَالَ لَكَ فَنَّاخُسْرُو قُلْتُ إيْ وَ حَقِّهِ فَقَالَ عَضُدُ الدَّوْلَةِ مَا عَرَفَ أَحَدٌ أَنَّ اسْمِي فَنَّاخُسْرُو إِلَّا أُمِّي وَ الْقَابِلَةُ وَ أَنَا ثُمَّ خَلَعَ عَلَيْهِ خِلْعَةَ الْوِزَارَةِ وَ طَلَعَ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ إِلَى الْكُوفَةِ وَ كَانَ عِمْرَانُ بْنُ شَاهِينٍ قَدْ نَذَرَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَتَى عَفَا عَنْهُ عَضُدُ الدَّوْلَةِ أَتَى إِلَى زِيَارَةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع حَافِياً حَاسِراً فَلَمَّا جَنَّهُ اللَّيْلُ خَرَجَ مِنَ الْكُوفَةِ وَحْدَهُ فَرَأَى جَدِّي عَلِيُّ بْنُ طَحَّالٍ مَوْلَانَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ع فِي مَنَامِهِ وَ هُوَ يَقُولُ لَهُ اقْعُدْ افْتَحْ لِوَلِيِّي عِمْرَانَ بْنِ شَاهِينٍ الْبَابَ فَقَعَدَ وَ فَتَحَ الْبَابَ وَ إِذَا بِالشَّيْخِ قَدْ أَقْبَلَ فَلَمَّا وَصَلَ قَالَ لَهُ بِسْمِ اللَّهِ يَا مَوْلَانَا فَقَالَ وَ مَنْ أَنَا فَقَالَ عِمْرَانُ بْنُ شَاهِينٍ قَالَ لَسْتُ بِعِمْرَانَ بْنِ شَاهِينٍ فَقَالَ بَلَى إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ع أَتَانِي فِي مَنَامِي وَ قَالَ لِي اقْعُدْ افْتَحْ لِوَلِيِّي عِمْرَانَ بْنِ شَاهِينٍ قَالَ لَهُ بِحَقِّهِ هُوَ قَالَ لَكَ قَالَ إيْ وَ حَقِّهِ هُوَ قَالَ لِي فَوَقَعَ عَلَى الْعَتَبَةَ يُقَبِّلُهَا وَ أَحَالَهُ عَلَى ضَامِنِ السَّمَكِ بِسِتِّينَ دِينَاراً وَ كَانَ 20880 لَهُ زَوَارِقُ تَعْمَلُ فِي الْمَاءِ فِي صَيْدِ السَّمَكِ أَقُولُ وَ بَنَى الرِّوَاقَ الْمَعْرُوفَ بِرِوَاقِ عِمْرَانَ فِي الْمَشْهَدَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ الْغَرَوِيِّ وَ الْحَائِرِيِّ عَلَى مُشَرِّفِهِمَا السَّلَامُ.
قصة أبي البقاء قيم مشهد مولانا أمير المؤمنين ع
8- وَ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَ خَمْسَمِائَةِ بِيعَ الْخُبُزُ بِالْمَشْهَدِ الشَّرِيفِ الْغَرَوِيِّ كُلُّ رِطْلٍ بِقِيرَاطٍ بَقِيَ أَرْبَعِينَ يَوْماً فَمَضَى الْقُوَّامُ مِنَ الضُّرِّ عَلَى وُجُوهِهِمْ إِلَى الْقُرَى وَ كَانَ مِنَ الْقُوَّامِ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ أَبُو الْبَقَاءِ بْنُ سُوَيْقَةَ وَ كَانَ لَهُ مِنَ الْعُمُرِ مِائَةٌ وَ عَشْرُ سِنِينَ فَلَمْ يَبْقَ مِنَ الْقُوَّامِ سِوَاهُ فَأَضَرَّ بِهِ الْحَالُ فَقَالَتْ لَهُ زَوْجَتُهُ وَ بَنَاتُهُ هَلَكْنَا امْضِ كَمَا مَضَى الْقُوَّامُ فَلَعَلَّ اللَّهَ تَعَالَى يَفْتَحُ شَيْئاً 20881 نَعِيشُ بِهِ فَعَزَمَ عَلَى الْمُضِيِّ فَدَخَلَ إِلَى الْقُبَّةِ الشَّرِيفَةِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَى صَاحِبِهَا وَ زَارَ وَ صَلَّى وَ جَلَسَ عِنْدَ رَأْسِهِ الشَّرِيفِ وَ قَالَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لِي فِي خِدْمَتِكَ مِائَةُ سَنَةٍ مَا فَارَقْتُكَ مَا رَأَيْتُ الْحُلَّةَ وَ مَا رَأَيْتُ السَّكُونَ 20882 وَ قَدْ أَضَرَّ بِي وَ بِأَطْفَالِيَ الْجُوعُ وَ هَا أَنَا مُفَارِقُكَ وَ يَعَزُّ عَلَيَّ فِرَاقُكَ أَسْتَوْدِعُكَ 20883 هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَ بَيْنِكَ ثُمَّ خَرَجَ وَ مَا مَضَى مَعَ الْمُكَارِيَةِ حَتَّى يَعْبُرَ إِلَى الْوَقْفِ وَ سُورَاءَ 20884 وَ فِي صُحْبَتِهِ وَهْبَانُ السُّلَمِيُّ وَ أَبُو كُرْدَانَ 20885 وَ جَمَاعَةٌ مِنَ الْمُكَارِيَةِ طَلَعُوا مِنَ الْمَشْهَدِ بِلَيْلٍ وَ أَقْبَلُوا 20886 إِلَى أَبِي هُبَيْشٍ قَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ هَذَا وَقْتٌ كَثِيرٌ فَنَزَلُوا وَ نَزَلَ أَبُو الْبَقَاءِ مَعَهُمْ فَنَامَ فَرَأَى فِي مَنَامِهِ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ع وَ هُوَ يَقُولُ لَهُ يَا أَبَا الْبَقَاءِ فَارَقْتَنِي بَعْدَ طُولِ هَذِهِ الْمُدَّةِ عُدْ إِلَى حَيْثُ كُنْتَ فَانْتَبَهَ بَاكِياً فَقِيلَ لَهُ مَا يُبْكِيكَ فَقَصَّ عَلَيْهِمُ الْمَنَامَ وَ رَجَعَ فَحَيْثُ رَأَيْنَهُ بَنَاتُهُ صَرَخْنَ فِي وَجْهِهِ
فَقَصَّ عَلَيْهِنَّ الْقِصَّةَ وَ طَلَعَ وَ أَخَذَ مِفْتَاحَ الْقُبَّةِ مِنَ الْخَازِنِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَهْرِيَارَ الْقُمِّيِّ وَ قَعَدَ عَلَى عَادَتِهِ بَقِيَ ثَلَاثَةَ أَيَّامِ فَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ أَقْبَلَ رَجُلٌ وَ بَيْنَ كَتِفَيْهِ مِخْلَاةٌ كَهَيْئَةِ الْمُشَاةِ إِلَى طَرِيقِ مَكَّةَ فَحَلَّهَا وَ أَخْرَجَ مِنْهَا ثِيَاباً لَبِسَهَا وَ دَخَلَ إِلَى الْقُبَّةِ الشَّرِيفَةِ وَ زَارَ وَ صَلَّى وَ دَفَعَ 20887 إِلَيَّ دِينَاراً وَ قَالَ ائْتِ بِطَعَامٍ نَتَغَدَّى 20888 فَمَضَى الْقَيِّمُ أَبُو الْبَقَاءِ وَ أَتَى بِخُبُزٍ وَ لَبَنٍ وَ تَمْرٍ فَقَالَ لَهُ مَا يُوَافِقُ لِي 20889 هَذَا وَ لَكِنْ امْضِ بِهِ إِلَى أَوْلَادِكَ يَأْكُلُونَهُ وَ خُذْ هَذَا الدِّينَارَ الْآخَرَ وَ اشْتَرِ لَنَا بِهِ دَجَاجاً وَ خُبُزاً فَأَخَذْتُ لَهُ بِذَلِكَ فَلَمَّا كَانَ وَقْتُ صَلَاةِ الظُّهْرِ صَلَّى الظُّهْرَيْنِ وَ أَتَى إِلَى دَارِهِ وَ الرَّجُلُ مَعَهُ فَأَحْضَرَ الطَّعَامَ وَ أَكَلَا وَ غَسَلَ الرَّجُلُ يَدَيْهِ وَ قَالَ لِي ائْتِنِي بِأَوْزَانِ الذَّهَبِ فَطَلَعَ الْقَيِّمُ أَبُو الْبَقَاءِ إِلَى زَيْدِ بْنِ وَاقِصَةَ وَ هُوَ صَائِغٌ عَلَى بَابِ دَارِ التَّقِيِّ بْنِ أُسَامَةَ الْعَلَوِيِّ النَّسَّابَةِ فَأَخَذَ مِنْهُ الصِّينِيَّةَ وَ فِيهَا أَوْزَانُ الذَّهَبِ وَ أَوْزَانُ الْفِضَّةِ فَجَمَعَ الرَّجُلُ جَمِيعَ الْأَوْزَانِ فَوَضَعَهَا فِي الْكِفَّةِ حَتَّى الشَّعِيرَ وَ الْأَرُزَّ وَ حَبَّةَ الشَّبَهِ وَ أَخْرَجَ كِيساً مَمْلُوءاً ذَهَباً وَ تَرَكَ مِنْهُ بِحِذَاءِ الْأَوْزَانِ وَ صَبَّهُ فِي حَجْرِ الْقَيِّمِ وَ نَهَضَ وَ شَدَّ مَا تَخَلَّفَ مَعَهُ وَ مَدَّ مَدَاسَهُ 20890 فَقَالَ لَهُ الْقَيِّمُ يَا سَيِّدِي مَا أَصْنَعُ بِهَذَا قَالَ لَهُ هُوَ لَكَ الَّذِي 20891 قَالَ لَكَ ارْجِعْ إِلَى حَيْثُ كُنْتَ قَالَ لِي أَعْطِهِ حِذَاءَ الْأَوْزَانِ وَ لَوْ جِئْتَ بِأَكْثَرَ مِنْ هَذِهِ الْأَوْزَانِ لَأَعْطَيْتُكَ فَوَقَعَ الْقَيِّمُ مَغْشِيّاً عَلَيْهِ وَ مَضَى الرَّجُلُ فَزَوَّجَ الْقَيِّمُ بَنَاتِهِ وَ عَمَرَ دَارَهُ وَ حَسُنَتْ حَالُهُ.
قصة البدوي مع شحنة الكوفة
9- وَ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَ سَبْعِينَ وَ خَمْمسِمِائَةٍ- كَانَ الْأَمِيرُ مُجَاهِدُ الدِّينِ سُنْقُرُ الْأَمْنِ 20892 يَقْطَعُ الْكُوفَةَ وَ قَدْ وَقَعَ بَيْنَهُ وَ بَيْنَ بَنِي خَفَاجَةَ 20893 فَمَا كَانَ أَحَدٌ مِنْهُمْ يَأْتِي إِلَى الْمَشْهَدِ وَ لَا غَيْرِهِ إِلَّا وَ لَهُ طَلِيعَةٌ فَأَتَى فَارِسَانِ فَدَخَلَ أَحَدُهُمَا وَ بَقِيَ الْآخَرُ طَلِيعَةً فَخَرَجَ سُنْقُرُ مِنْ مَطْلَعِ الرُّهَيْمِيِّ وَ أَتَى مَعَ السُّورِ فَلَمَّا بَصُرَ بِهِ الْفَارِسُ نَادَى بِصَاحِبِهِ جَاءَتِ الْعَجَمُ وَ تَحْتَهُ سَابِقٌ مِنَ الْخَيْلِ فَأَفْلَتَ وَ مَنَعُوا الْآخَرَ أَنْ يَخْرُجَ مِنَ الْبَابِ وَ اقْتَحَمُوا وَرَاءَهُ فَدَخَلَ رَاكِباً ثُمَّ نَزَلَ عَنْ فَرَسِهِ قُدَّامَ بَابِ السَّلَامِ الْكَبِيرِ الْبَرَّانِي فَمَضَتِ الْفَرَسُ فَدَخَلَتْ فِي بَابِ ابْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ 20894 النَّقِيبِ بْنِ أُسَامَةَ وَ دَخَلَ الْبَدَوِيُّ وَ وَقَفَ عَلَى الضَّرِيحِ الشَّرِيفِ فَقَالَ سُنْقُرُ ايتُونِي بِهِ فَجَاءَتِ الْمَمَالِيكُ يَجْذِبُونَهُ مِنَ الضَّرِيحِ الشَّرِيفِ 20895 وَ قَدْ لَزِمَ الْبَدَوِيُّ بِرُمَّانَةِ الضَّرِيحِ وَ قَالَ يَا 1 أَبَا الْحَسَنِ أَنَا عَرَبِيٌّ وَ أَنْتَ عَرَبِيٌّ وَ عَادَةُ الْعَرَبِ الدُّخُولُ وَ قَدْ دَخَلْتُ عَلَيْكَ يَا أَبَا الْحَسَنِ دَخِيلُكَ دَخِيلُكَ وَ هُمْ يَفُكُّونَ أَصَابِعَهُ عَنِ الرُّمَّانَةِ الْفِضَّةِ 20896 وَ هُوَ يُنَادِي وَ يَقُولُ لَا تَخْفِرْ 20897 ذِمَامَكَ يَا أَبَا الْحَسَنِ- فَأَخَذُوهُ وَ مَضَوْا بِهِ فَأَرَادَ أَنْ يَقْتُلَهُ فَقَطَعَ عَلَى نَفْسِهِ مِائَتَيْ دِينَارٍ وَ حِصَانٍ 20898 مِنَ الْخَيْلِ الذُّكُورِ فَكَفَلَهُ ابْنُ بَطْنِ الْحَقِّ عَلَى ذَلِكَ وَ مَضَى ابْنُ بَطْنِ الْحَقِّ يَأْتِي بِالْفَرَسِ وَ الْمَالِ فَلَمَّا كَانَ اللَّيْلُ 20899 وَ أَنَا نَائِمٌ مَعَ وَالِدِي
مُحَمَّدِ بْنِ طَحَّالٍ بِالْحَضْرَةِ الشَّرِيفَةِ وَ إِذَا بِالْبَابِ تُطْرَقُ فَنَهَضَ وَالِدِي وَ فَتَحَ الْبَابَ وَ إِذَا أَبُو الْبَقَاءِ بْنُ الشَّيْرَجِيِّ السُّورَاوِيِّ مَعَهُ الْبَدَوِيُّ وَ عَلَيْهِ جُبَّةٌ حَمْرَاءُ وَ عِمَامَةٌ زَرْقَاءُ وَ مَمْلُوكٌ عَلَى رَأْسِهِ مِنْشَفَةٌ مُكَوَّرَةٌ يَحْمِلُهَا فَدَخَلُوا الْقُبَّةَ الشَّرِيفَةَ حِينَ فُتِحَتْ وَ وَقَفُوا قُدَّامَ الشُّبَّاكِ وَ قَالَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عَبْدُكَ سُنْقُرُ يُسَلِّمُ عَلَيْكَ وَ يَقُولُ لَكَ إِلَى اللَّهِ وَ إِلَيْكَ الْمَعْذِرَةُ وَ التَّوْبَةُ وَ هَذَا دَخِيلُكَ وَ هَذَا كَفَّارَةُ مَا صَنَعْتُ فَقَالَ لَهُ وَالِدِي مَا سَبَبُ هَذَا قَالَ إِنَّهُ رَأَى أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ع فِي مَنَامِهِ وَ بِيَدِهِ حَرْبَةٌ وَ هُوَ يَقُولُ لَهُ وَ اللَّهِ لَئِنْ لَمْ تُخْلِ سَبِيلَ دَخِيلِي لَأَنْتَزِعَنَّ نَفْسَكَ عَلَى هَذِهِ الْحَرْبَةِ وَ قَدْ خَلَعَ عَلَيْهِ وَ أَرْسَلَهُ وَ مَعَهُ خَمْسَةَ عَشَرَ رِطْلًا فِضَّةً بِعَيْنِي رَأَيْتُهَا وَ هِيَ سُرُوجٌ وَ كِيزَانٌ وَ رُءُوسُ أَعْلَامٍ وَ صَفَائِحُ فِضَّةٍ فَعَمِلْتُ ثَلَاثَ طَاسَاتٍ عَلَى الضَّرِيحِ الشَّرِيفِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَى مُشَرِّفِهِ وَ مَا زَالَتْ إِلَى أَنْ سُكَّتْ 20900 فِي هَذِهِ الْحِلْيَةِ الَّتِي عَلَيْهِ الْآنَ وَ أَمَّا الْبَدَوِيُ 20901 ابْنُ بَطْنِ الْحَقِّ فَرَأَى أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ع فِي مَنَامِهِ فِي الْبَرِّيَّةِ وَ هُوَ يَقُولُ لَهُ ارْجِعْ إِلَى سُنْقُرَ فَقَدْ خَلَّى سَبِيلَ الْبَدَوِيِّ الَّذِي كَانَ قَدْ أَخَذَهُ فَرَجَعَ إِلَى الْمَشْهَدِ وَ اجْتَمَعَ بِالْأَسِيرِ الْمُطْلَقِ هَذَا رَأَيْتُهُ سَنَةَ خَمْسٍ وَ سَبْعِينَ وَ خَمْسِمِائَةٍ.
قصة سيف سرق من الحضرة الشريفة و ظهر فيما بعد