کتابخانه روایات شیعه
بحار الأنوار (ط - بيروت) - ج 1تا15
عند الطاق و أما ما وراء ذلك فصلابته تكفيه تغشية الحجاب إياه فأما التزريد الذي في بطون الدماغ فليكون للروح النفساني نفوذ في جوهر الدماغ كما في بطونه إذ ليس في كل وقت تكون البطون متسعة منفتحة أو الروح قليلا بحيث يسع البطون فقط و لأن الروح إنما تكمل استحالة عن المزاج الذي للقلب إلى المزاج الذي للدماغ بأن ينطبخ فيه انطباخا يأخذ به من مزاجه و هو أول مما يتأدى 11300 إلى الدماغ يتأدى إلى بطنه الأول لينطبخ فيه ثم ينفذ إلى البطن الأوسط فيزداد فيه انطباخا ثم يتم انطباخه في البطن المؤخر و الانطباخ الفاضل إنما يكون بممازجة و مخالطة و نفوذ في أجزاء الطابخ كحال الغذاء في الكبد.
لكن زرد المقدم أكثر أفرادا من زرد المؤخر لأن نسبة الزرد إلى الزرد كنسبة العضو إلى العضو بالتقريب و السبب المصغر للمؤخر من المقدم 11301 موجود في الزرد و بين هذا البطن و بين البطن المؤخر و من تحتهما مكان هو متوزع العرقين العظيمين الصاعدين إلى الدماغ اللذين سنذكرهما إلى شعبهما التي ينتسج منها المشيمة من تحت الدماغ.
و قد عمدت تلك الشعب بجرم من جنس الغدد يملأ ما بينها و يدعمها كالحال في سائر المتوزعات العرقية فإن من شأن الخلإ الذي يقع بينها أن يملأ أيضا بلحم غددي و هذه الغدة تتشكل بشكل الشعب المذكورة على هيئة التوزع الموصوف فكما أن التشعب أو التوزع المذكور يبتدئ من ضيق و يتفرع إلى سعة توجبها الانبساط كذلك صارت هذه الغدة صنوبرية رأسها يلي مبدأ التوزع من فوق و تذهب متوجهة نحو غايتها إلى أن يتم تدلي الشعب و يكون هناك منتسج على مثال المنتسج في المشيمة فيستقر فيه.
فالجزء من الدماغ المشتمل على هذا البطن الأوسط عامة و أجزاؤه التي هي من فوق دوري الشكل مزردة من زرد موضوعة في طوله مربوطة بعضها ببعض
ليكون له أن يتمدد و أن يتقلص كالدود و باطن فوقه مغشي بالغشاء الذي يستبطن الدماغ إلى حد المؤخر و هو مركب على زائدتين من الدماغ مستديرتين إحاطة الطول كالفخذين يقربان إلى التماس و يتباعدان إلى الانفراج تركيبا بأربطة تسمى وترات لئلا يزول عنها لتكون الدودة إذا تمددت و ضاق عرضها ضغطت هاتين الزائدتين إلى الاجتماع فينسد المجرى و إذا تقلصت إلى القصر و ازدادت عرضا تباعدت إلى الافتراق فانفتح المجرى.
و ما يلي منه مؤخر الدماغ أدق و إلى التحدب ما هو 11302 و يتهندم في مؤخر الدماغ كالوالج منه في مولج و مقدمه أوسع من مؤخره على الهيئة التي يحتملها الدماغ و الزائدتان المذكورتان تسميان القبتين و لا تزريد فيهما البتة بل ملساوان ليكون شدهما و انطباقهما أشد و لتكون إجابتهما إلى التحريك بسبب حركة شيء آخر أشبه بإجابة الشيء الواحد.
و لدفع فضول الدماغ مجريان أحدهما في البطن المقدم عند الحد المشترك بينه و بين الذي بعده و الآخر في البطن الأوسط و ليس للبطن المؤخر مجرى مفرد و ذلك لأنه موضوع في الطرف صغير أيضا بالقياس إلى المقدم لا يحتمل ثقبا و يكفيه و الأوسط مجرى مشترك بينهما و خصوصا و قد جعل مخرجا للنخاع يتحلل بعض فضوله و يندفع من جهته.
و هذان المجريان إذا ابتدءا من البطنين و نفذا في الدماغ نفسه توربا نحو الالتقاء عند منفذ واحد عميق مبدؤه الحجاب الرقيق و آخره و هو أسفله عند الحجاب الصلب و هو مضيق كالقمع 11303 يبتدئ من سعة مستديرة إلى مضيق و لذلك يسمى قمعا و يسمى أيضا مستنقعا فإذا نفذ في الغشاء الصلب لاقى هناك مجرى في غدة كأنها كرة مغمورة من جانبين متقابلين من فوق و أسفل و هي بين الغشاء الصلب و بين
مجرى الحنك ثم تجده هناك المنافذ التي في مشاشية المصفاة من أعلى الحنك انتهى.
و في القاموس الأزج محركة ضرب من الأبنية و في المصباح الأزج بيت يبنى طولا و يقال الأزج السقف و قال القمحدوة فعللوة بفتح الفاء و العين و سكون اللام الأولى و ضم الثانية هي ما خلف الرأس و هو مؤخر القذال و الجمع قماحد و في القاموس القمع بالكسر و بالفتح و كعنب ما التزق بأسفل التمرة و البسرة و نحوهما.
و قال الجوهري الصدى الذي يجيبك بمثل صوتك في الجبال و غيرها يقال أصم الله صداه أي أهلكه لأن الرجل إذا مات لم يسمع الصدى منه شيئا فيجيبه و قال الفيروزآبادي الرضاب كغراب الريق المرشوف أو قطع الريق في الفم و قال الصردان عرقان يستبطنان اللسان و قال المجرفة كمكنسة المكسحة و قال شيء مهندم مصلح على مقدار و له هندام معرب أندام.
و الدغدغة الزعزعة و الصفق الضرب و صفق الباب رده أو أغلقه و فتحه ضد و الريح الأشجار حركتها و الصفوق الصخرة الملساء المرتفعة و قال الغلصمة اللحم بين الرأس و العنق أو العجرة على ملتقى اللهاة و المريء أو رأس الحلقوم بشواربه و حرقدته أو أصل اللسان و قال العير العظم الناتئ وسطها و قال الكزاز كغراب و رمان داء من شدة البرد أو الرعدة منها.
و قال الأربية كأثفية أصل الفخذ أو ما بين أعلاه و أوسطه و قال المريء كأمير مجرى الطعام و الشراب و هو رأس المعدة و الكرش اللاصق بالحلقوم و قال الصفاق ككتاب الجلد الأسفل تحت الجلد الذي عليه الشعر أو ما بين الجلد و المصران و جلد البطن كله و قال الثرب شحم رقيق يغشى الكرش و الأمعاء و قال مراق البطن ما رق منه و لان جمع مرق أو لا واحد لها و قال رصه ألصق بعضه ببعض و ضم كرصصه.
و في القاموس رصه ألزق و قال الصاروج النورة و أخلاطها معرب
و صرج الحوض تصريجا.
و قال المصهرج المعمول بالصاروج و الارتكاز الاستقرار و الاعتماد و قال نبض العرق ينبض نبضا و نبضانا تحرك و البربخ على ما ذكره الأطباء ما يعمل من السفال و يوضع في مجرى الماء و يقال له بالفارسية گنگ و الكمرة محركة رأس الذكر و المفرطح العريض و يقال توتر العصب و العنق إذا اشتد.
و في القاموس الحرقفة عظم الحجبة أي رأس الورك و قال القبب دقة الخصر و ضمور البطن قب بطنه و قبب و سرة مقبوبة و مقببة ضامرة و قال الحق بالضم رأس الورك الذي فيه عظم الفخذ و قال فحج في مشيته كمنع تدانى صدور قدميه و تباعد عقباه و قال الإنسي الأيسر من كل شيء و من القوس ما أقبل عليك منها و الوحشي الجانب الأيمن من كل شيء أو الأيسر و من القوس ظهرها و قال الرضف عظام في الركبة كالأصابع المضمومة قد أخذ بعضها بعضا و هي من الفرس ما بين الكراع و الذراع واحدتها رضفة و تحرك.
أقول ما في كتب الطب لعله على المجاز و الزورق السفينة الصغيرة.
فذلكة
اعلم أن عظام الرأس أحد عشر و عظام الوجه ستة عشر و الأسنان اثنان و ثلاثون و فقرات العنق و الظهر و العجز و العصعص ثلاثون و عظام الترقوة اثنان و الكتفان اثنان و قلة الكتف اثنان و العظام الأصلية لليدين ستون سوى العظام الصغيرة في المواصل المسماة بالسمسمانية و الأضلاع من الجانبين أربعة و عشرون و عظام الصدر سبعة و عظام الخاصرة اثنتان و عظام الرجلين ستون.
فالمجموع مائتان و ثمانية و أربعون سوى السمسمانية و معها مائتان و أربعة و ستون لأنها في كل يد و رجل أربعة 11304 و عدد العضلات على ما ذكره جالينوس خمسمائة و تسعة و عشرون و على ما ذكرها أبو القاسم بن أبي صادق خمسمائة و ثمانية عشر.
و الأعصاب على المشهور ثمانية و عشرون زوجا و واحد فرد فيكون سبعة و خمسين.
و أما الشريانات النابضة المنشعبة من القلب و الأوردة الساكنة المنبعثة من الكبد فقد مر مجملا أصولهما و كيفية انشعابهما و لا يحصر شعبهما عدد مضبوط ليمكن ذكرها و قد مر في الأخبار أن الجميع ثلاثمائة و ستون نصفها متحركة و نصفها ساكنة.
و أقول إنما بسطنا الكلام في هذا الباب لمدخليتها في معرفة الحكيم الكريم الوهاب و لطفه و كرمه و حكمه و نعمه في جميع الأبواب و هي أفضل فنون الطب و الحكمة و أدقهما و أشرفهما و الله الموفق للصواب.
باب 49 نادر في علة اختلاف صور المخلوقات و علة السودان و الترك و الصقالبة
1- الْعِلَلُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الطَّالَقَانِيِّ عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ 11305 الْحَافِظِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا ع قَالَ: قُلْتُ لَهُ لِمَ خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ الْخَلْقَ عَلَى أَنْوَاعٍ شَتَّى وَ لَمْ يَخْلُقْهُ نَوْعاً وَاحِداً فَقَالَ لِئَلَّا يَقَعَ فِي الْأَوْهَامِ أَنَّهُ عَاجِزٌ وَ لَا يَقَعُ صُورَةٌ فِي وَهْمِ مُلْحِدٍ إِلَّا وَ قَدْ خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَيْهَا خَلْقاً لِئَلَّا يَقُولَ قَائِلٌ هَلْ يَقْدِرُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْ يَخْلُقَ صُورَةَ كَذَا وَ كَذَا لِأَنَّهُ لَا يَقُولُ مِنْ ذَلِكَ
شَيْئاً إِلَّا وَ هُوَ مَوْجُودٌ فِي خَلْقِهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى فَيَعْلَمُ بِالنَّظَرِ إِلَى أَنْوَاعِ خَلْقِهِ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ 11306 .
2- وَ مِنْهُ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْكُوفِيِّ عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ عَنْ عَبْدِ الْعَظِيمِ الْحَسَنِيِّ قَالَ سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ مُحَمَّدٍ الْعَسْكَرِيَّ ع يَقُولُ عَاشَ نُوحٌ ع أَلْفَيْنِ وَ خَمْسَمِائَةِ سَنَةٍ وَ كَانَ يَوْماً فِي السَّفِينَةِ نَائِماً فَهَبَّتْ رِيحٌ فَكَشَفَتْ عَوْرَتَهُ- 11307 فَضَحِكَ حَامٌ وَ يَافِثُ فَزَجَرَهُمَا سَامٌ وَ نَهَاهُمَا عَنِ الضَّحِكِ وَ كَانَ كُلَّمَا غَطَّى سَامٌ شَيْئاً تَكْشِفُهُ الرِّيحُ كَشَفَهُ حَامٌ وَ يَافِثُ فَانْتَبَهَ نُوحٌ ع فَرَآهُمْ وَ هُمْ يَضْحَكُونَ فَقَالَ مَا هَذَا فَأَخْبَرَهُ سَامٌ بِمَا كَانَ فَرَفَعَ نُوحٌ ع يَدَهُ إِلَى السَّمَاءِ يَدْعُو وَ يَقُولُ اللَّهُمَّ غَيِّرْ مَاءَ صُلْبِ حَامٍ حَتَّى لَا يُولَدَ لَهُ إِلَّا السُّودَانُ اللَّهُمَّ غَيِّرْ مَاءَ صُلْبِ يَافِثَ فَغَيَّرَ اللَّهُ مَاءَ صُلْبَيْهِمَا فَجَمِيعُ السُّودَانِ حَيْثُ كَانُوا مِنْ حَامٍ وَ جَمِيعُ التُّرْكِ وَ الصَّقَالِبَةِ وَ يَأْجُوجَ وَ مَأْجُوجَ وَ الصِّينِ مِنْ يَافِثَ حَيْثُ كَانُوا وَ جَمِيعُ الْبِيضِ سِوَاهُمْ مِنْ سَامٍ وَ قَالَ نُوحٌ لِحَامٍ وَ يَافِثَ جُعِلَ 11308 ذُرِّيَّتُكُمَا خَوَلًا لِذُرِّيَةِ سَامٍ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لِأَنَّهُ بَرَّ بِي وَ عَقَقْتُمَانِي فَلَا زَالَتْ سِمَةُ عُقُوقِكُمَا لِي فِي ذُرِّيَّتِكُمَا ظَاهِرَةً وَ سِمَةُ الْبِرِّ بِي فِي ذُرِّيَّةِ سَامٍ ظَاهِرَةً مَا بَقِيَتِ الدُّنْيَا 11309 .
بيان: تكشفه الريح الجملة صفة شيئا و في القاموس السَّقْلَب جيل من الناس و هو سقلبيّ و الجمع سقالبة و قال الصقالبة جيل تتاخم بلادهم بلاد الخزر بين بلغر و قسطنطينية و قال الخول محركة ما أعطاك الله من النعم و العبيد و الإماء و غيرهم من الحاشية للواحد و الجمع و الذكر و الأنثى.
3- الْعِلَلُ، فِي خَبَرِ يَزِيدَ بْنِ سَلَّامٍ أَنَّهُ سَأَلَ النَّبِيَّ ص أَنَّ آدَمَ خُلِقَ مِنَ الطِّينِ كُلِّهِ أَوْ مِنْ طِينٍ وَاحِدٍ قَالَ بَلْ مِنَ الطِّينِ كُلِّهِ وَ لَوْ خُلِقَ مِنْ طِينٍ وَاحِدٍ لَمَا
عَرَفَ النَّاسُ بَعْضُهُمْ بَعْضاً وَ كَانُوا عَلَى صُورَةٍ وَاحِدَةٍ قَالَ فَلَهُمْ فِي الدُّنْيَا مِثْلٌ قَالَ التُّرَابُ فِيهِ أَبْيَضُ وَ فِيهِ أَخْضَرُ وَ فِيهِ أَشْقَرُ وَ فِيهِ أَغْبَرُ وَ فِيهِ أَحْمَرُ وَ فِيهِ أَزْرَقُ وَ فِيهِ عَذْبٌ وَ فِيهِ مِلْحٌ وَ فِيهِ خَشِنٌ وَ فِيهِ لَيِّنٌ وَ فِيهِ أَصْهَبُ فَلِذَلِكَ صَارَ النَّاسُ فِيهِمْ لَيِّنٌ وَ فِيهِمْ خَشِنٌ وَ فِيهِمْ أَبْيَضُ وَ فِيهِمْ أَصْفَرُ وَ أَحْمَرُ وَ أَصْهَبُ وَ أَسْوَدُ عَلَى أَلْوَانِ التُّرَابِ 11310 .