کتابخانه روایات شیعه
بحار الأنوار (ط - بيروت) - ج 1تا15
فِي أَمْرٍ يَصْعُبُ عَلَيْكَ الْخُرُوجُ مِنْهُ غَداً، وَ يَكُونُ عُقْبَاكَ مِنْهُ إِلَى النَّدَامَةِ 25647 ، وَ مَلَامَةِ النَّفْسِ اللَّوَّامَةِ، لَدَى الْحِسَابِ يَوْمَ 25648 الْقِيَامَةِ، فَإِنَّ لِلْأُمُورِ مَدَاخِلَ وَ مَخَارِجَ، وَ أَنْتَ تَعْرِفُ مَنْ هُوَ أَوْلَى مِنْكَ بِهَا 25649 ، فَرَاقِبِ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، وَ لَا تَدَعَنَّ صَاحِبَهَا، فَإِنَّ تَرْكَهَا الْيَوْمَ أَخَفُّ عَلَيْكَ وَ أَسْلَمُ لَكَ.
4- شف 25650 : مِنْ كِتَابِ الْبَهَارِ لِلْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ، عَنِ ابْنِ رِئَابٍ 25651 ، عَنْ فُضَيْلٍ الرَّسَّانِ وَ الْحَسَنِ بْنِ السَّكَنِ 25652 ، عَمَّنْ أَخْبَرَهُ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: لَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ كَتَبَ أَبُو بَكْرٍ إِلَى أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ: مِنْ أَبِي بَكْرٍ خَلِيفَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ 25653 إِلَى أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ الْمُسْلِمِينَ اجْتَمَعُوا عَلَيَّ لَمَّا أَنْ قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فَإِذَا أَتَاكَ كِتَابِي هَذَا فَأَقْبِلْ.
قَالَ: فَكَتَبَ إِلَيْهِ 25654 أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ: أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّهُ جَاءَنِي كِتَابٌ لَكَ يَنْقُضُ آخِرُهُ أَوَّلَهُ، كَتَبْتَ إِلَيَّ: مِنْ أَبِي بَكْرٍ خَلِيفَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ، ثُمَّ أَخْبَرْتَنِي أَنَّ الْمُسْلِمِينَ اجْتَمَعُوا عَلَيْكَ.
قَالَ: فَلَمَّا قَدِمَ عَلَيْهِ قَالَ لَهُ: يَا أَبَا بَكْرٍ! أَ مَا تَذْكُرُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَ آلِهِ حِينَ أَمَرَنَا أَنْ 25655 نُسَلِّمَ عَلَى عَلِيٍّ بِإِمْرَةِ الْمُؤْمِنِينَ، فَقُلْتَ: أَ مِنَ اللَّهِ وَ مِنْ رَسُولِهِ؟! فَقَالَ لَكَ: نَعَمْ، ثُمَّ قَامَ عُمَرُ فَقَالَ: أَ مِنَ اللَّهِ وَ مِنْ رَسُولِهِ؟! فَقَالَ:
نَعَمْ، ثُمَّ قَامَ 25656 الْقَوْمُ فَسَلَّمُوا عَلَيْهِ، فَكُنْتُ أَصْغَرَكُمْ سِنّاً، فَقُمْتُ فَسَلَّمْتُ بِإِمْرَةِ الْمُؤْمِنِينَ؟! فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُنْ لِيَجْمَعَ 25657 لَهُمُ النُّبُوَّةَ وَ الْخِلَافَةَ.
10- باب إقرار أبي بكر بفضل أمير المؤمنين و خلافته بعد الغصب
1- ج 25658 : عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنِ الزُّبَيْرِ 25659 بْنِ الْعَوَّامِ قَالَ: لَمَّا قَالَ الْمُنَافِقُونَ: إِنَّ أَبَا بَكْرٍ تَقَدَّمَ عَلِيّاً وَ هُوَ يَقُولُ: أَنَا أَوْلَى بِالْمَكَانِ مِنْهُ.
قَامَ أَبُو بَكْرٍ خَطِيباً فَقَالَ: صَبْراً عَلَى مَنْ لَيْسَ يَئُولُ إِلَى دِينٍ، وَ لَا يَحْتَجِبُ بِرِعَايَةٍ، وَ لَا يَرْعَوِي 25660 لِوَلَايَةٍ، أَظْهَرَ الْإِيمَانَ ذِلَّةً، وَ أَسَرَّ 25661 النِّفَاقَ عِلَّةً 25662 ، هَؤُلَاءِ عُصْبَةُ الشَّيْطَانِ، وَ جَمْعُ الطُّغْيَانِ ..
تَزْعُمُونَ 25663 أَنِّي أَقُولُ: إِنِّي أَفْضَلُ مِنْ عَلِيٍّ، وَ كَيْفَ أَقُولُ ذَلِكَ؟ وَ مَا لِي سَابِقَتُهُ وَ لَا قَرَابَتُهُ وَ لَا خُصُوصِيَّتُهُ، وَحَّدَ اللَّهَ وَ أَنَا مُلْحِدُهُ، وَ عَبَدَهُ 25664 قَبْلَ أَنْ أَعْبُدَهُ، وَ وَالَى
الرَّسُولَ وَ أَنَا عَدُوُّهُ، وَ سَبَقَنِي بِسَاعَاتٍ لَوْ تَقَطَّعْتُ 25665 لَمْ أَلْحَقْ ثَنَاءَهُ 25666 ، وَ لَمْ أَقْطَعْ غُبَارَهُ.
إِنَ 25667 عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ فَازَ- وَ اللَّهِ- مِنَ اللَّهِ بِمَحَبَّتِهِ 25668 ، وَ مِنَ الرَّسُولِ بِقُرْبَةٍ 25669 ، وَ مِنَ الْإِيمَانِ بِرُتْبَةٍ، لَوْ جَهَدَ الْأَوَّلُونَ وَ الْآخِرُونَ- إِلَّا النَّبِيِّينَ- لَمْ يَبْلُغُوا دَرَجَتَهُ، وَ لَمْ يَسْلُكُوا مَنْهَجَهُ.
بَذَلَ لِلَّهِ 25670 مُهْجَتَهُ، وَ لِابْنِ عَمِّهِ مَوَدَّتَهُ، كَاشِفُ الْكَرْبِ، وَ دَافِعُ 25671 الرَّيْبِ، وَ قَاطِعُ السَّبَبِ إِلَّا سَبَبَ الرَّشَادِ، وَ قَامِعُ الشِّرْكِ، وَ مُظْهِرٌ مَا تَحْتَ سُوَيْدَاءِ حَبَّةِ النِّفَاقِ، مَجَنَّةُ هَذَا 25672 الْعَالَمِ، لَحِقَ قَبْلَ أَنْ يُلَاحَقَ، وَ بَرَزَ قَبْلَ أَنْ يُسَابَقَ، جَمَعَ الْعِلْمَ وَ الْحِلْمَ وَ الْفَهْمَ، فَكَأَنَّ جَمِيعَ الْخَيْرَاتِ كَانَتْ 25673 لِقَلْبِهِ كُنُوزاً، لَا يَدَّخِرُ مِنْهَا مِثْقَالَ ذَرَّةٍ إِلَّا أَنْفَقَهُ فِي بَابِهِ.
فَمَنْ ذَا يَأْمُلُ 25674 أَنْ يَنَالَ دَرَجَتَهُ وَ قَدْ جَعَلَهُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلِيّاً، وَ لِلنَّبِيِ
وَصِيّاً، وَ لِلْخِلَافَةِ وَاعِياً 25675 ، وَ بِالْإِمَامَةِ قَائِماً؟! أَ فَيَغْتَرُّ الْجَاهِلُ بِمَقَامِ قِمَّتِهِ إِذْ أَقَامَنِي وَ أَطَعْتُهُ إِذْ أَمَرَنِي؟
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ: الْحَقُّ مَعَ عَلِيٍّ وَ عَلِيٌّ مَعَ الْحَقِ 25676 ، مَنْ أَطَاعَ عَلِيّاً رَشَدَ، وَ مَنْ عَصَى عَلِيّاً فَسَدَ، وَ مَنْ أَحَبَّهُ سَعِدَ، وَ مَنْ أَبْغَضَهُ شَقِيَ.
وَ اللَّهِ لَوْ لَمْ نُحِبَ 25677 ابْنَ أَبِي طَالِبٍ إِلَّا لِأَجْلِ أَنَّهُ لَمْ يُوَاقِعْ لِلَّهِ 25678 مُحَرَّماً، وَ لَا عَبَدَ 25679 مِنْ دُونِهِ صَنَماً، وَ لِحَاجَةِ النَّاسِ إِلَيْهِ بَعْدَ نَبِيِّهِمْ، لَكَانَ فِي ذَلِكَ مَا يَجِبُ.
فَكَيْفَ لِأَسْبَابٍ أَقَلُّهَا مُوجِبٌ، وَ أَهْوَنُهَا مُرَغِّبٌ! لَهُ الرَّحِمُ 25680 الْمَاسَّةُ بِالرَّسُولِ، وَ الْعِلْمُ بِالدَّقِيقِ وَ الْجَلِيلِ، وَ الرِّضَا بِالصَّبْرِ الْجَمِيلِ، وَ الْمُوَاسَاةُ فِي الْكَثِيرِ وَ الْقَلِيلِ، وَ خِلَالٌ لَا يُبْلَغُ عَدُّهَا، وَ لَا يُدْرَكُ مَجْدُهَا.
وَدَّ الْمُتَمَنُّونَ أَنْ لَوْ كَانُوا تُرَابَ 25681 ابْنِ أَبِي طَالِبٍ، أَ لَيْسَ هُوَ صَاحِبَ لِوَاءِ الْحَمْدِ، وَ السَّاقِيَ يَوْمَ الْوُرُودِ 25682 ، وَ جَامِعَ كُلِّ كَرَمٍ، وَ عَالِمَ كُلِّ عِلْمٍ، وَ الْوَسِيلَةَ إِلَى اللَّهِ وَ إِلَى رَسُولِهِ؟!.
بيان: قوله: لم ألحق ثناءه، كذا في بعض النسخ، أي: لا أطيق أن
أثنى عليه كما هو أهله 25683 ، و في بعضها: شأوه: و هو الغاية و الأمد و السّبق، يقال: شأوت القوم شأوا، أي: سبقتهم 25684 ، و في بعضها: شاره، و لعله من الشارة، و هي الهيئة الحسنة و الحسن و الجمال و الزّينة 25685 ، و لا يبعد أن يكون في الأصل: ناره، لاستقامة السجع و بلاغة المعنى.
و أما قوله: و لم أقطع غباره، فهو مثل، يقال: فلان ما يشقّ غباره إذا سبق غيره في الفضل، أي: لا يلحق أحد غباره فيشقّه 25686 ، كما هو المعروف في المثل بين العجم: أو ليس له غبار لسرعته، و اختار الميداني الأخير، حيث قال:
يريد 25687 : أنّه لا غبار له فيشقّ، و ذلك لسرعة عدوه و خفّة وطئه، و قال:
مواقع وطئه فلو أنّه
يجزي 25688 برملة عالج لم يرهج
و قال النابغة:
أعلمت يوم عكاظ حين لقيتني
تحت العجاج فما شققت غباري