کتابخانه روایات شیعه
بحار الأنوار (ط - بيروت) - ج 1تا15
فضيلة و أفخر منقبة احتجنا أن ننظر في حال مبيت أمير المؤمنين ع على الفراش و هل يقارب ذلك أو يساويه فوجدناه يزيد في الظاهر عليه و ذلك أن إبراهيم ع قال لابنه إسماعيل إِنِّي أَرى فِي الْمَنامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ ما ذا تَرى قالَ يا أَبَتِ افْعَلْ ما تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ 8667 فاستسلم لهذه المحنة مع علمه بإشفاق الوالد على الولد و رأفته به و رحمته له و أن هذا الفعل لا يكاد يقع من الوالد بولده بل لم يقع فيما مضى 8668 و لم يتوهم فيما يستقبل و كان هذا الأمر 8669 يقوى في ظن إسماعيل أن المقال من أبيه خرج مخرج الامتحان له في الطاعة دون تحقيق العزم 8670 على إيقاع الفعل فيزول كثير من الخوف معه و ترجى السلامة عنده و أمير المؤمنين ع دعاه أبو طالب إلى المبيت على فراش الرسول ص و فدائه بنفسه و ليس له من الطاعة عليه ما للأنبياء ع على البشر و لم يأمره بذلك عن وحي من الله عز و جل كما أمر إبراهيم ع ابنه و أسند أمره إلى الوحي.
و مع علم أمير المؤمنين ع أن قريشا أغلظ الناس على رسول الله ص و أقساهم قلبا و ما يعرفه كل عاقل من الفرق بين الاستسلام للعدو المناصب و المبغض المعاند الذي يريد أن يشفي نفسه و لا يبلغ الغاية في شفائها إلا بنهاية التنكيل و غاية الأذى بضروب الآلام و بين الاستسلام للولي المحب و الوالد المشفق الذي يغلب في الظن أن إشفاقه يحول بينه و بين إيقاعه الضرر بولده إما مع الطاعة لله عز و جل بالمسألة و المراجعة أو بارتكاب المعصية ممن يجوز عليه ارتكاب المعاصي أو يحمل ذلك منه على ما قدمناه من الاختبار و التورية في الكلام ليصح له مطلوبه من الامتحان و إذا كان محنة أمير المؤمنين ع أعظم من محنة إسماعيل بما كشفناه ثبت أن الفضيلة التي حصل بها أمير المؤمنين ع 8671
ترجح على كل فضيلة لأحد من الصحابة 8672 و أهل البيت ع و بطل قول من رام 8673 المفاضلة بينه و بين أبي بكر من العامة و المعتزلة الناصبة له ع إذ قد حصل له ع فضل يزيد على الفضل الحاصل للأنبياء ع.
و لعل قائلا يقول عند سماع هذا فكيف يسوغ لكم ما ادعيتموه في هذه المحنة و هو تعظيمها على محنة إسماعيل ع و ذاك نبي و هذا عندكم وصي 8674 و ليس يجوز أن يكون من ليس بنبي أفضل من أحد من الأنبياء ع فإنه يقال له ليس في تفضيلنا هذه المحنة على محنة إسماعيل ع تفضيل لأمير المؤمنين ع على أحد من الأنبياء و ذلك أن عليا و إن حصل له فضل لم يحزه نبي فيما مضى فإن الذي حاز به الأنبياء ع من الفضل الذي لم يحصل منه شيء لأمير المؤمنين ع يوجب فضلهم عليه و يمنع من المساواة بينه و بينهم أو تفضيله عليهم كما بيناه و بعد فإن الحجة إذا قامت على فضل أمير المؤمنين ع على نبي من الأنبياء و لاح 8675 على ذلك البرهان وجب علينا القول به و ترك الخلاف فيه و لم يوحشنا منه خلاف العامة الجهال 8676 و ليس في تفضيل سيد الوصيين و إمام المتقين و أخي رسول رب العالمين سيد المرسلين و نفسه بحكم التنزيل و ناصره في الدين و أبي ذريته الأئمة الراشدين الميامين على بعض الأنبياء المتقدمين أمر يحيله العقل و لا يمنع منه السنة و لا يرده القياس و لا يبطله الإجماع إذ عليه جمهور شيعته و قد نقلوا ذلك عن الأئمة من ذريته و إذا لم يكن فيه إلا خلاف الناصبة له أو المستضعفين ممن يتولاه لم يمنع من القول به.
فإن قال قائل إن محنة إسماعيل أجل قدرا من محنة أمير المؤمنين ع و ذلك أن أمير المؤمنين قد كان عالما بأن قريشا إنما تريد غيره و ليس غرضها قتله و إنما قصدها
لرسول الله ص دونه فكان على ثقة من السلامة و إسماعيل ع كان متحققا لحلول الذبح به من حيث امتثل الأمر الذي نزل به الوحي فشتان بين الأمرين.
قيل له إن أمير المؤمنين ع و إن كان عالما بأن قريشا إنما تقصد رسول الله دونه فقد كان يعلم بظاهر الحال و ما يوجب غالب الظن من العادة الجارية بشدة غيظ قريش على من فوتهم غرضهم في مطلبهم و من حال بينهم و بين مرادهم من عدوهم و من لبس عليهم الأمر حتى ضلت حيلتهم و خابت آمالهم إنهم يعاملونه بأضعاف ما كان في أنفسهم أن يعاملوا به صاحبه لتزايد حنقهم 8677 و حقدهم و اعتراء الغضب لهم فكان الخوف منهم عند هذه الحال أشد من خوف الرسول ص و اليأس من رجوعهم عن إيقاع الضرر به أقوى من يأس النبي ص و هذا هو المعروف الذي لا يختلف فيه اثنان لأنه قد كان يجوز منهم عند ظفرهم بالنبي ص أن تلين قلوبهم له و يتعطفوا بالنسب و الرحم التي بينهم و بينه و يلحقهم من الرقة عليه ما يلحق الظافر بالمظفور به فتبرد قلوبهم و يقل غيظهم و تسكن نفوسهم و إذا فقدوا المأمول من الظفر به و عرفوا وجه الحيلة عليهم في فوتهم غرضهم و علموا أنه بعلي ع تم ذلك ازدادت الدواعي لهم إلى الإضرار به و توفرت عليه فكانت البلية أعظم على ما شرحناه.
و على أن إسماعيل ع قد كان يعلم أن قتل الوالد لولده لم تجر به عادة من الأنبياء و الصالحين و لا وردت به فيما مضى عبادة فكان يقوى في نفسه أنه على ما قدمناه من الاختبار و لو لم يقع له ذلك لجوز نسخه لغرض توجبه الحكمة أو كان يجوز أن يكون في باطن الكلام خلاف ما في ظاهره أو يكون تفسير المنام بضد حقيقته أو يحول الله تعالى بين أبيه و بين مراده بالاخترام أو شغل يعوقه عنه و لا محالة أنه قد خطر بباله ما فعله الله تعالى من فدائه و إعفائه من الذبح و لو لم يخطر ذلك بباله لكان مجوزا عنده إذ لو لم يجز في عقله لما وقع من الحكيم سبحانه 8678
و على أنه 8679 متى تيقن الفعل تيقنه من مشفق رحيم و إذا تيقنه أمير المؤمنين ع تيقنه من عدو قاس حقود فكان الفصل بين الأمرين لا خفاء به على ذوي العقول 8680 .
باب 33 قوله تعالى قُلْ هذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللَّهِ عَلى بَصِيرَةٍ أَنَا وَ مَنِ اتَّبَعَنِي 8681 و قوله وَ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ و قوله تعالى هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَ بِالْمُؤْمِنِينَ
1- فس، تفسير القمي فِي رِوَايَةِ أَبِي الْجَارُودِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ فِي قَوْلِهِ قُلْ هذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللَّهِ عَلى بَصِيرَةٍ أَنَا وَ مَنِ اتَّبَعَنِي يَعْنِي نَفْسَهُ وَ مَنْ تَبِعَهُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَ آلُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ.
قَالَ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍ الثَّانِي ع يَا سَيِّدِي إِنَّ النَّاسَ يُنْكِرُونَ عَلَيْكَ حَدَاثَةَ سِنِّكَ قَالَ وَ مَا يُنْكِرُونَ عَلَيَّ مِنْ ذَلِكَ فَوَ اللَّهِ لَقَدْ قَالَ اللَّهُ لِنَبِيِّهِ ص- قُلْ هذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللَّهِ عَلى بَصِيرَةٍ أَنَا وَ مَنِ اتَّبَعَنِي يَعْنِي نَفْسَهُ فَمَا اتَّبَعَهُ غَيْرُ عَلِيٍّ ع وَ كَانَ ابْنَ تِسْعِ سِنِينَ وَ أَنَا ابْنُ تِسْعِ سِنِينَ 8682 .
2- قب، المناقب لابن شهرآشوب أَبُو حَمْزَةَ وَ زُرَارَةُ بْنُ أَعْيَنَ أَنَّ أَبَا جَعْفَرٍ ع قَالَ: قُلْ هذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللَّهِ عَلى بَصِيرَةٍ أَنَا وَ مَنِ اتَّبَعَنِي قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ع.
وَ فِي رِوَايَةٍ وَ آلُ مُحَمَّدٍ ع 8683 .
3- كشف، كشف الغمة مِمَّا أَخْرَجَهُ الْعِزُّ الْمُحَدِّثُ الْحَنْبَلِيُ قَوْلُهُ تَعَالَى يا أَيُّهَا النَّبِيُ
حَسْبُكَ اللَّهُ وَ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ قَالَ هُوَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَ هُوَ رَأْسُ الْمُؤْمِنِينَ.
وَ عَنِ ابْنِ مَرْدَوَيْهِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى أَنَا وَ مَنِ اتَّبَعَنِي قَالَ عَلِيٌّ.
وَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ: عَلِيٌّ وَ آلُ مُحَمَّدٍ ع 8684 .
4- شي، تفسير العياشي عَنْ إِسْمَاعِيلَ الْجُعْفِيِّ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ ع قُلْ هذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللَّهِ عَلى بَصِيرَةٍ أَنَا وَ مَنِ اتَّبَعَنِي قَالَ فَقَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ع خَاصَّةً وَ إِلَّا فَلَا أَصَابَنِي شَفَاعَةُ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ وَ آلِهِ السَّلَامُ.
وَ عَنْ سَلَّامِ بْنِ الْمُسْتَنِيرِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَوْلُهُ قُلْ هذِهِ سَبِيلِي الْآيَةَ قَالَ عَلِيٌّ ع وَ زَادَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص- عَلِيٌّ وَ الْأَوْصِيَاءُ مِنْ بَعْدِهِ 8685 .
5- فر، تفسير فرات بن إبراهيم سَعِيدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مَالِكٍ مُعَنْعَناً عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ: لَمْ يَنَلْنِي شَفَاعَةُ جَدِّي إِنْ لَمْ تَكُنْ هَذِهِ الْآيَةُ نَزَلَتْ فِي عَلِيٍّ خَاصَّةً- قُلْ هذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا الْآيَةَ 8686 .
فر، تفسير فرات بن إبراهيم الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ بَزِيعٍ مُعَنْعَناً عَنْهُ ع مِثْلَهُ 8687 .
6- فر، تفسير فرات بن إبراهيم جَعْفَرٌ الْفَزَارِيُّ مُعَنْعَناً عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى قُلْ هذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللَّهِ عَلى بَصِيرَةٍ أَنَا وَ مَنِ اتَّبَعَنِي قَالَ مَنِ اتَّبَعَنِي عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ع 8688 .
7- كنز، كنز جامع الفوائد و تأويل الآيات الظاهرة قَوْلُهُ تَعَالَى يا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رَوَى أَبُو نُعَيْمٍ بِإِسْنَادِهِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ نَزَلَتْ فِي عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع 8689 .
أَقُولُ رَوَى ابْنُ بِطْرِيقٍ فِي الْمُسْتَدْرَكِ عَنْ أَبِي نُعَيْمٍ مِثْلَهُ ثُمَّ قَالَ قَوْلُهُ تَعَالَى- هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَ بِالْمُؤْمِنِينَ .
الْحَافِظُ أَبُو نُعَيْمٍ بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: مَكْتُوبٌ
عَلَى الْعَرْشِ- لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ- مُحَمَّدٌ عَبْدِي وَ رَسُولِي أَيَّدْتُهُ بِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ.
8- كنز، كنز جامع الفوائد و تأويل الآيات الظاهرة أَبُو نُعَيْمٍ فِي حِلْيَةِ الْأَوْلِيَاءِ بِإِسْنَادِهِ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ عَنِ الْكَلْبِيِّ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ ص مِثْلَهُ وَ زَادَ فِي آخِرِهِ وَ ذَلِكَ قَوْلُهُ- هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ يَعْنِي عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ ع.
وَ يُؤَيِّدُهُ مَا رَوَاهُ الشَّيْخُ أَبُو جَعْفَرٍ الطُّوسِيُّ عَنْ أَبِي نَصْرٍ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ بِإِسْنَادِهِ عَنِ الثُّمَالِيِّ عَنِ ابْنِ جُبَيْرٍ عَنْ أَبِي الْحَمْرَاءِ خَادِمِ رَسُولِ اللَّهِ ص قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ص يَقُولُ لَمَّا أُسْرِيَ بِي إِلَى السَّمَاءِ رَأَيْتُ عَلَى سَاقِ الْعَرْشِ- لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولِي وَ صَفِيِّي مِنْ خَلْقِي أَيَّدْتُهُ بِعَلِيٍّ وَ نَصَرْتُهُ بِهِ 8690 .
أَقُولُ رَوَى الثَّعْلَبِيُّ فِي تَفْسِيرِهِ الْخَبَرَ الْأَخِيرَ عَنِ ابْنِ جُبَيْرٍ عَنْ أَبِي الْحَمْرَاءِ مِثْلَهُ سَوَاءً.
بَيَانٌ رَوَاهُ الْعَلَّامَةُ أَيْضاً فِي كَشْفِ الْحَقِ 8691 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَ رَوَى السُّيُوطِيُّ فِي الدُّرِّ الْمَنْثُورِ عَنِ ابْنِ عَسَاكِرَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَ قَالَ: مَكْتُوبٌ عَلَى الْعَرْشِ- لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا وَحْدِي لَا شَرِيكَ لِي مُحَمَّدٌ عَبْدِي وَ رَسُولِي أَيَّدْتُهُ بِعَلِيٍّ وَ ذَلِكَ قَوْلُهُ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَ بِالْمُؤْمِنِينَ انْتَهَى 8692 .
أقول: هذه الأخبار تدل على فضل عظيم له حيث كتب اسمه على العرش في أول الخلق و وصف بأن الله تعالى جعله مؤيدا للنبي ص و تدل على أنه كان أكثر تأييدا و إعانة للنبي ص من جميع المسلمين حيث خص بذلك و كل هذه ينافي تقديم غيره عليه في الإمامة كما لا يخفى على من كشف عن عينه غطاء العصبية و الغباوة و أما قوله تعالى يا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فقال العلامة قدس الله روحه روى الجمهور أنها نزلت في علي ع 8693 فالمراد بالمتابعة المتابعة التامة في جميع الأشياء
و ظاهر أنه لم يتبعه أحد كذلك إلا علي ع فإنه تبعه قبل كل أحد و أكثر من جميع الصحابة باتفاق الكل.
و قد ظهرت آثار ما أخبر الله تعالى به في غزواته فإنه كان في جميعها الظفر على يديه كما سيأتي بيانه و كفى بهذا شرفا و للمخالفين مرغما حيث عادله الله بنفسه في نصرة النبي ص و إعانته و أنهما حسبه و كيف يتأمر أحد على من هذا شأنه و كيف يتقدم أحد على من بسيفه قام الدين و ثبتت أركانه و كذا قوله تعالى وَ مَنِ اتَّبَعَنِي يدل على أن المتابعة الكاملة مختصة به ع و أنه الداعي إلى سبيل الرسول على بصيرة و المستحق لذلك دون غيره و هذا أدل على إمامته مما سبق.
9- كِتَابُ 8694 مَنْقَبَةِ الْمُطَهَّرِينَ، لِلْحَافِظِ أَبِي نُعَيْمٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْوَلِيدِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَفْصٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ زَيْدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ ع فِي قَوْلِهِ تَعَالَى- يا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ قَالَ نَزَلَتْ فِي عَلِيٍّ ع.
وَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ عَنِ الْقَاسِمِ وَ عَبْدِ اللَّهِ ابْنَيِ الْحُسَيْنِ بْنِ زَيْدٍ عَنْ أَبِيهِمَا عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِيهِ ع مِثْلَهُ.
وَ بِإِسْنَادِهِ عَنِ الْكَلْبِيِّ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: مَكْتُوبٌ عَلَى الْعَرْشِ- لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ- مُحَمَّدٌ عَبْدِي وَ رَسُولِي أَيَّدْتُهُ بِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَ ذَلِكَ قَوْلُهُ فِي كِتَابِهِ- هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَ بِالْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع 8695 .
10- يب، تهذيب الأحكام بِإِسْنَادِهِ عَنِ الصَّادِقِ ع فِي الدُّعَاءِ بَعْدَ صَلَاةِ الْغَدِيرِ رَبَّنَا آمَنَّا وَ اتَّبَعْنَا مَوْلَانَا وَ وَلِيَّنَا وَ هَادِيَنَا وَ دَاعِيَنَا وَ دَاعِيَ الْأَنَامِ وَ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ السَّوِيَّ وَ حُجَّتَكَ وَ سَبِيلَكَ الدَّاعِيَ إِلَيْكَ عَلَى بَصِيرَةٍ هُوَ وَ مَنِ اتَّبَعَهُ وَ سُبْحانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ بِوَلَايَتِهِ وَ بِمَا يُلْحِدُونَ بِاتِّخَاذِ الْوَلَائِجِ دُونَهُ إِلَى آخِرِ الدُّعَاءِ 8696 .