کتابخانه روایات شیعه
بحار الأنوار (ط - بيروت) - ج 1تا15
وَ جَلَسُوا مَجْلِسَكَ فَعَذَابُهُمْ عَلَى اللَّهِ وَ إِنَّكَ لَزَاهِدٌ فِي الدُّنْيَا وَ عَظِيمٌ فِي السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ وَ إِنَّ لَكَ فِي الْآخِرَةِ لَمَوَاقِفَ كَثِيرَةً تَقَرُّ بِهَا عُيُونُ شِيعَتِكَ وَ إِنَّكَ لَسَيِّدُ الْأَوْصِيَاءِ وَ أَخُوكَ سَيِّدُ الْأَنْبِيَاءِ ثُمَّ ذَكَرَ الْأَئِمَّةَ الِاثْنَيْ عَشَرَ وَ انْصَرَفَ 15303 وَ أَقْبَلَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع عَلَى الْحَسَنِ وَ الْحُسَيْنِ ع فَقَالَ تَعْرِفَانِهِ قَالا وَ مَنْ هُوَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَالَ هَذَا أَخِي الْخَضِرُ ع.
وَ فِي الْخَبَرِ أَنَّ خَضِراً وَ عَلِيّاً ع قَدِ اجْتَمَعَا فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ ع قُلْ كَلِمَةَ حِكْمَةٍ فَقَالَ مَا أَحْسَنَ تَوَاضُعَ الْأَغْنِيَاءِ لِلْفُقَرَاءِ قُرْبَةً إِلَى اللَّهِ فَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع وَ أَحْسَنُ مِنْ ذَلِكَ تِيهُ الْفُقَرَاءِ 15304 عَلَى الْأَغْنِيَاءِ ثِقَةً بِاللَّهِ فَقَالَ الْخَضِرُ لِيُكْتَبْ هَذَا بِالذَّهَبِ.
أَمَالِي الْمُفِيدِ النَّيْسَابُورِيِّ وَ تَارِيخُ بَغْدَادَ قَالَ الْفَتْحُ بْنُ شخرف 15305 رَأَى أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ الْخَضِرَ ع فِي الْمَنَامِ فَسَأَلَهُ نَصِيحَةً قَالَ فَأَرَانِي كَفَّهُ فَإِذَا فِيهَا مَكْتُوبٌ بِالْخُضْرَةِ
قَدْ كُنْتَ مَيِّتاً فَصِرْتَ حَيّاً
وَ عَنْ قَلِيلٍ تَعُودُ مَيِّتاً
فَابْنِ لِدَارِ الْبَقَاءِ بَيْتاً
وَ دَعْ لِدَارِ الْفَنَاءِ بَيْتاً 15306
.
5- جا، المجالس للمفيد مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّوْلِيِّ عَنِ الْجَلُودِيِّ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ حُمَيْدٍ عَنْ مُخَوَّلِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِي الْأَسْوَدِ عَنْ مَحْفُوظِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ شَيْخٍ مِنْ أَهْلِ حَضْرَمَوْتَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ عَلَيْهِ الرَّحْمَةُ قَالَ: بَيْنَا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ع يَطُوفُ بِالْبَيْتِ إِذَا رَجُلٌ مُتَعَلِّقٌ بِالْأَسْتَارِ وَ هُوَ يَقُولُ يَا مَنْ لَا يَشْغَلُهُ سَمْعٌ عَنْ سَمْعٍ يَا مَنْ لَا يُغَلِّطُهُ السَّائِلُونَ يَا مَنْ لَا يُبْرِمُهُ إِلْحَاحُ
الْمُلِحِّينَ أَذِقْنِي بَرْدَ عَفْوِكَ وَ حَلَاوَةَ رَحْمَتِكَ فَقَالَ لَهُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع هَذَا دُعَاؤُكَ قَالَ لَهُ الرَّجُلُ وَ قَدْ سَمِعْتَهُ قَالَ نَعَمْ قَالَ فَادْعُ بِهِ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ فَوَ اللَّهِ مَا يَدْعُو بِهِ أَحَدٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي أَدْبَارِ الصَّلَاةِ إِلَّا غَفَرَ اللَّهُ لَهُ ذُنُوبَهُ وَ لَوْ كَانَتْ عَدَدَ نُجُومِ السَّمَاءِ وَ قَطْرِهَا وَ حَصْبَاءِ الْأَرْضِ وَ ثَرَاهَا فَقَالَ لَهُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع عِلْمُ ذَلِكَ 15307 عِنْدِي وَ اللَّهُ وَاسِعٌ كَرِيمٌ فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ 15308 وَ هُوَ الْخَضِرُ صَدَقْتَ وَ اللَّهِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَ فَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ 15309 .
6- ير، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسَى عَمَّنْ أَخْبَرَهُ عَنْ عَبَايَةَ الْأَسَدِيِّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع وَ عِنْدَهُ رَجُلٌ رَثُّ الْهَيْئَةِ وَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع مُقْبِلٌ عَلَيْهِ يُكَلِّمُهُ فَلَمَّا قَامَ الرَّجُلُ قُلْتُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَنْ هَذَا الَّذِي شَغَلَكَ عَنَّا 15310 قَالَ هَذَا وَصِيُّ مُوسَى ع 15311 .
قب، المناقب لابن شهرآشوب عن عباية مثله 15312 .
7- ير، بصائر الدرجات الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَسَّانَ عَنْ عَمِّهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَثِيرٍ الْهَاشِمِيِّ مَوْلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: خَرَجَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع بِالنَّاسِ يُرِيدُ صِفِّينَ حَتَّى عَبَرَ الْفُرَاتَ وَ كَانَ 15313 قَرِيباً مِنَ الْجَبَلِ بِصِفِّينَ إِذْ حَضَرَتْ صَلَاةُ الْمَغْرِبِ فَأَمْعَنَ بَعِيداً ثُمَّ تَوَضَّأَ وَ أَذَّنَ فَلَمَّا فَرَغَ مِنَ الْأَذَانِ انْفَلَقَ الْجَبَلُ عَنْ هَامَّةٍ بَيْضَاءَ بِلِحْيَةٍ بَيْضَاءَ وَ وَجْهٍ أَبْيَضَ فَقَالَ السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ مَرْحَباً بِوَصِيِّ خَاتَمِ النَّبِيِّينَ وَ قَائِدِ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِينَ وَ الْأَغَرِّ الْمَأْثُورِ وَ الْفَاضِلِ وَ الْفَائِقِ بِثَوَابِ الصِّدِّيقِينَ وَ سَيِّدِ الْوَصِيِّينَ قَالَ لَهُ وَ عَلَيْكَ السَّلَامُ يَا أَخِي
شَمْعُونَ بْنَ حَمُّونَ وَصِيَّ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ رُوحِ الْقُدُسِ كَيْفَ حَالُكَ قَالَ بِخَيْرٍ يَرْحَمُكَ اللَّهُ أَنَا مُنْتَظِرُ رُوحِ اللَّهِ يَنْزِلُ فَلَا أَعْلَمُ أَحَداً أَعْظَمَ فِي اللَّهِ بَلَاءً وَ لَا أَحْسَنَ غَداً ثَوَاباً وَ لَا أَرْفَعَ مَكَاناً مِنْكَ اصْبِرْ يَا أَخِي عَلَى مَا أَنْتَ عَلَيْهِ حَتَّى تَلْقَى الْحَبِيبَ غَداً فَقَدْ رَأَيْتُ أَصْحَابَكَ بِالْأَمْسِ لَقُوا مَا لَقُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ 15314 نَشَرُوهُمْ بِالْمَنَاشِيرِ وَ حَمَلُوهُمْ عَلَى الْخُشُبِ فَلَوْ تَعْلَمُ هَذِهِ الْوُجُوهُ الْعَزِيزَةُ الشَّائِهَةُ 15315 مَا أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مِنْ عَذَابِ رَبِّكَ وَ سُوءِ نَكَالِهِ لَأَقْصَرُوا وَ لَوْ تَعْلَمُ هَذِهِ الْوُجُوهُ الْمُضِيئَةُ مَا ذَا لَهُمْ مِنَ الثَّوَابِ فِي طَاعَتِكَ لَتَمَنَّتْ أَنَّهَا قُرِضَتْ بِالْمَقَارِيضِ وَ السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ وَ الْتَأَمَ الْجَبَلُ عَلَيْهِ وَ خَرَجَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع إِلَى قِتَالِهِ 15316 فَسَأَلَهُ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ وَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَ مَالِكٌ الْأَشْتَرُ وَ هَاشِمُ بْنُ عُتْبَةَ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ وَ أَبُو أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيُّ وَ قَيْسُ بْنُ سَعْدٍ الْأَنْصَارِيُّ وَ عَمْرُو بْنُ الْحَمِقِ الْخُزَاعِيُّ وَ عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ وَ أَبُو الْهَيْثَمِ بْنُ التَّيِّهَانِ عَنِ الرَّجُلِ فَأَخْبَرَهُمْ أَنَّهُ شَمْعُونُ بْنُ حَمُّونَ وَصِيُّ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَ سَمِعُوا كَلَامَهُمَا فَازْدَادُوا بَصِيرَةً فَقَالَ لَهُ عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ وَ أَبُو أَيُّوبَ لَا يَهْلَعَنَ 15317 قَلْبُكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ بِأُمَّهَاتِنَا وَ آبَائِنَا نَفْدِيكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَوَ اللَّهِ لَنَنْصُرَنَّكَ كَمَا نَصَرْنَا أَخَاكَ رَسُولَ اللَّهِ ص وَ لَا يَتَخَلَّفُ عَنْكَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَ الْأَنْصَارِ إِلَّا شَقِيٌ 15318 فَقَالَ لَهُمَا مَعْرُوفاً وَ ذَكَرَهُمَا بِخَيْرٍ 15319 .
قب، المناقب لابن شهرآشوب عن عبد الرحمن مثله 15320 بيان الشائهة البعيدة و الهلع أفحش الجزع.
أقول قد أثبتنا إتيان الخضر إليه ع في أبواب النصوص و باب قوله ع سلوني و باب وصية النبي ص و سيأتي كلام سام بن نوح ع معه و إقراره بولايته في باب استجابة دعواته.
باب 80 أن الله تعالى أقدره على سير الآفاق و سخر له السحاب و هيأ له الأسباب و فيه ذهابه صلوات الله عليه إلى أصحاب الكهف
1- ير، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ عَنْ عَمَّارِ بْنِ مَرْوَانَ عَنِ الْمُنَخَّلِ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ: قَالَ يَا جَابِرُ هَلْ لَكَ مِنْ حِمَارٍ يَسِيرُ بِكَ فَبَلَغَ بِكَ مِنَ الْمَطْلِعِ 15321 إِلَى الْمَغْرِبِ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ قَالَ قُلْتُ يَا أَبَا جَعْفَرٍ جَعَلَنِيَ اللَّهُ فِدَاكَ وَ أَنَّى لِي هَذَا قَالَ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ ع وَ ذَلِكَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ثُمَّ قَالَ أَ لَمْ تَسْمَعْ قَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ ص فِي عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع لَتَبْلُغَنَّ الْأَسْبَابَ وَ اللَّهِ لَتَرْكَبَنَّ السَّحَابَ 15322 .
2- ير، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسَى عَنْ سَمَاعَةَ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ عَلِيّاً ع مَلَكَ مَا فِي الْأَرْضِ وَ مَا تَحْتَهَا فَعُرِضَتْ لَهُ السَّحَابَانِ الصَّعْبُ وَ الذَّلُولُ فَاخْتَارَ الصَّعْبَ وَ كَانَ فِي الصَّعْبِ مُلْكُ مَا تَحْتَ الْأَرْضِ وَ فِي الذَّلُولِ مُلْكُ مَا فَوْقَ الْأَرْضِ وَ اخْتَارَ الصَّعْبَ عَلَى الذَّلُولِ فَدَارَتْ بِهِ سَبْعَ أَرَضِينَ فَوَجَدَ ثَلَاثَ خَرَابٍ وَ أَرْبَعَ عَوَامِرَ 15323 .
يج، الخرائج و الجرائح عن أبي بصير مثله 15324 .
3- يج، الخرائج و الجرائح رُوِيَ عَنْ شَرِيكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَ هُوَ يَوْمَئِذٍ قَاضٍ أَنَّ النَّبِيَّ ص بَعَثَ عَلِيّاً ع وَ أَبَا بَكْرٍ وَ عُمَرَ إِلَى أَصْحَابِ الْكَهْفِ فَقَالَ ائْتُوهُمْ فَأَبْلِغُوهُمْ مِنِّي السَّلَامَ 15325
فَلَمَّا خَرَجُوا مِنْ عِنْدِهِ قَالَ أَبُو بَكْرٍ لِعَلِيٍّ أَ تَدْرِي أَيْنَ هُمْ فَقَالَ مَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ص بَعَثَنَا 15326 إِلَى مَكَانٍ إِلَّا هَدَانَا اللَّهُ لَهُ فَلَمَّا أَوْقَفَهُمْ عَلَى بَابِ الْكَهْفِ قَالَ يَا أَبَا بَكْرٍ سَلِّمْ فَإِنَّكَ أَسَنُّنَا فَسَلَّمَ فَلَمْ يُجَبْ ثُمَّ قَالَ يَا أَبَا حَفْصٍ سَلِّمَ فَإِنَّكَ أَسَنُّ مِنِّي فَسَلَّمَ فَلَمْ يُجَبْ قَالَ فَسَلَّمَ عَلِيٌّ ع فَرَدُّوا السَّلَامَ وَ حَيَّوْهُ وَ أَبْلَغَهُمْ سَلَامَ رَسُولِ اللَّهِ ص فَرَدُّوا عَلَيْهِ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ سَلْهُمْ مَا لَهُمْ سَلَّمْنَا عَلَيْهِمْ فَلَمْ يُجِيبُوا قَالَ سَلْهُمْ أَنْتَ فَسَأَلَهُمْ فَلَمْ يُكَلِّمُوهُ ثُمَّ سَأَلَهُمْ عُمَرُ فَلَمْ يُكَلِّمُوهُ فَقَالا يَا أَبَا الْحَسَنِ سَلْهُمْ أَنْتَ فَقَالَ عَلِيٌّ ع إِنَّ صَاحِبَيَّ هَذَيْنِ سَأَلَانِي أَنْ أَسْأَلَكُمْ لِمَ رَدَدْتُمْ عَلَيَّ وَ لَمْ تَرُدُّوا عَلَيْهِمَا قَالُوا إِنَّا لَا نُكَلِّمُ إِلَّا نَبِيّاً أَوْ وَصِيَّ نَبِيٍ 15327 .
4- يج، الخرائج و الجرائح رُوِيَ أَنَّ الصَّحَابَةَ سَأَلُوا النَّبِيَّ ص أَنْ يَأْمُرَ الرِّيحَ فَتَحْمِلَهُمْ إِلَى أَصْحَابِ الْكَهْفِ فَفَعَلَ فَلَمَّا نَزَلُوا هُنَاكَ سَلَّمَ عَلَيْهِمْ أَبُو بَكْرٍ وَ عُمَرُ وَ عُثْمَانُ فَلَمْ يَرُدُّوا عَلَيْهِمْ ثُمَّ قَامَ الْقَوْمُ الْآخَرُونَ كُلُّهُمْ فَسَلَّمُوا فَلَمْ يَرُدُّوا عَلَيْهِمْ أَيْضاً فَقَامَ عَلِيٌّ ع فَقَالَ السَّلَامُ عَلَيْكُمْ يَا أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَ الرَّقِيمِ الَّذِينَ كانُوا مِنْ آياتِنا عَجَباً فَقَالُوا وَ عَلَيْكَ السَّلَامُ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ يَا أَبَا الْحَسَنِ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ مَا لَنَا سَلَّمْنَا عَلَيْهِمْ فَلَمْ يُجِيبُوا فَسَأَلَهُمْ عَلِيٌّ فَقَالُوا إِنَّا لَا نُكَلِّمُ إِلَّا نَبِيّاً أَوْ وَصِيَّ نَبِيٍّ وَ أَنْتَ وَصِيُّ خَاتَمِ الْأَنْبِيَاءِ ثُمَّ قَالَ عَلِيٌّ ع يَا رِيحُ احْمِلِينَا فَإِذَا نَحْنُ فِي الْهَوَاءِ فَلَمَّا أَنْ كَانَ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ قَالَ عَلِيٌّ ع يَا رِيحُ ضَعِينَا ثُمَّ قَامَ فَرَكَضَ بِرِجْلِهِ فَإِذَا نَحْنُ بِعَيْنِ مَاءٍ فَتَوَضَّأَ وَ قَالَ تَوَضَّئُوا فَإِنَّكُمْ مُدْرِكُونَ بَعْضَ صَلَاةِ الصُّبْحِ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ ص ثُمَّ قَالَ يَا رِيحُ احْمِلِينَا فَأَدْرَكْنَا آخِرَ رَكْعَةٍ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ص فَلَمَّا أَنْ قَضَيْنَا مَا سَبَقْنَا بِهِ الْتَفَتَ إِلَيْنَا وَ أَمَرَنَا بِالْإِتْمَامِ فَلَمَّا فَرَغْنَا قَالَ يَا أَنَسُ وَ أُحَدِّثُكُمْ أَوْ تُحَدِّثُونَّا قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مِنْ فِيكَ أَحْسَنُ فَحَدَّثَنَا كَأَنَّهُ كَانَ مَعَنَا ثُمَّ قَالَ اشْهَدْ بِهَذَا لِعَلِيٍّ يَا أَنَسُ
فَاسْتَشْهَدَنِي عَلِيٌّ ع وَ هُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ فَدَاهَنْتُ فِي الشَّهَادَةِ قَالَ إِنْ كُنْتَ كَتَمْتَهَا مُدَاهَنَةً مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةِ رَسُولِ اللَّهِ ص فَأَبْرَصَكَ اللَّهُ وَ أَعْمَى عَيْنَيْكَ وَ أَظْمَأَ جَوْفَكَ فَلَمْ أَبْرَحْ مِنْ مَكَانِي حَتَّى عَمِيتُ وَ بَرِصْتُ وَ كَانَ أَنَسٌ لَا يَسْتَطِيعُ الصَّوْمَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ وَ لَا فِي غَيْرِهِ مِنْ شِدَّةِ الظَّمَاءِ وَ كَانَ يُطْعِمُ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ كُلَّ يَوْمٍ مِسْكِينَيْنِ حَتَّى فَارَقَ الدُّنْيَا وَ هُوَ يَقُولُ هَذَا مِنْ دَعْوَةِ عَلِيٍ 15328 .
أقول: قد أوردنا نحوه مع زيادة في باب استجابة دعواته ع.
5- شف، كشف اليقين رُوِّينَا مِنْ عِدَّةِ طُرُقٍ وَ رَأَيْنَا مِنْ طُرُقِهِمْ وَ تَصَانِيفِهِمْ فِي مَوَاضِعَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ دِينَارٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَى عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ عَنْ أَبِيهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ ع عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ ص يَوْماً وَ نَحْنُ فِي مَسْجِدِهِ فَقَالَ مَنْ هَاهُنَا فَقُلْتُ أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَ سَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ فَقَالَ يَا سَلْمَانُ اذْهَبْ فَادْعُ لِي مَوْلَاكَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ قَالَ جَابِرٌ فَذَهَبَ سَلْمَانُ يَبْتَدِرُ بِهِ حَتَّى أَخْرَجَ عَلِيّاً مِنْ مَنْزِلِهِ فَلَمَّا دَنَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ص قَامَ فَخَلَا بِهِ وَ أَطَالَ مُنَاجَاتَهُ وَ رَسُولُ اللَّهُ يَقْطُرُ عَرَقاً كَهَيْئَةِ اللُّؤْلُؤِ وَ يَتَهَلَّلُ حُسْناً 15329 ثُمَّ انْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ ص مِنْ مُنَاجَاتِهِ وَ جَلَسَ فَقَالَ لَهُ أَ سَمِعْتَ يَا عَلِيُّ وَ وَعَيْتَ قَالَ نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ جَابِرٌ ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيَّ وَ قَالَ يَا جَابِرُ ادْعُ لِي أَبَا بَكْرٍ وَ عُمَرَ وَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ الزُّهْرِيَّ قَالَ جَابِرٌ فَذَهَبْتُ مُسْرِعاً فَدَعَوْتُهُمْ فَلَمَّا حَضَرُوا قَالَ يَا سَلْمَانُ اذْهَبْ إِلَى مَنْزِلِ أُمِّكَ أُمِّ سَلَمَةَ فَأْتِنِي بِبِسَاطِ الشَّعْرِ الْخَيْبَرِيِّ قَالَ جَابِرٌ فَذَهَبَ سَلْمَانُ فَلَمْ يَلْبَثْ أَنْ جَاءَ بِالْبِسَاطِ فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ ص سَلْمَانَ فَبَسَطَهُ ثُمَّ قَالَ لِأَبِي بَكْرٍ وَ عُمَرَ وَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ اجْلِسُوا عَلَى الْبِسَاطِ فَجَلَسُوا كَمَا أَمَرَهُمْ ثُمَّ خَلَا رَسُولُ اللَّهِ سَلْمَانَ فَلَمَّا جَاءَهُ أَسَرَّ إِلَيْهِ شَيْئاً ثُمَّ قَالَ لَهُ اجْلِسْ فِي الزَّاوِيَةِ الرَّابِعَةِ فَجَلَسَ سَلْمَانُ ثُمَّ أَمَرَ عَلِيّاً ع أَنْ يَجْلِسَ فِي وَسَطِهِ ثُمَّ قَالَ لَهُ قُلْ مَا أَمَرْتُكَ