کتابخانه روایات شیعه
بحار الأنوار (ط - بيروت) - ج 1تا15
بيان: مخاض الماء الموضع الذي يجوز الناس فيه مشاة و ركبانا.
389 4893 - يل، الفضائل لابن شاذان فض، كتاب الروضة بِالْإِسْنَادِ يَرْفَعُهُ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: أَقْبَلْنَا مَعَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع مِنْ صِفِّينَ فَعَطِشَ الْجَيْشُ وَ لَمْ يَكُنْ بِتِلْكَ الْأَرْضِ مَاءٌ فَشَكَوْا ذَلِكَ إِلَى وَارِثِ عِلْمِ النُّبُوَّةِ فَجَعَلَ يَدُورُ فِي تِلْكَ الْأَرْضِ إِلَى أَنِ اسْتَبْطَنَ الْبَرَّ فَرَأَى صَخْرَةً عَظِيمَةً فَوَقَفَ عَلَيْهَا وَ قَالَ السَّلَامُ عَلَيْكِ أَيَّتُهَا الصَّخْرَةُ فَقَالَتِ السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ عِلْمِ النُّبُوَّةِ فَقَالَ لَهَا أَيْنَ الْمَاءُ قَالَ تَحْتِي يَا وَصِيَّ مُحَمَّدٍ ص قَالَ فَأَخْبَرَ النَّاسَ بِمَا قَالَتِ الصَّخْرَةُ لَهُ قَالَ فَانْكَبُّوا إِلَيْهَا بِمِائَةِ نَفَرٍ فَعَجَزُوا أَنْ يُحَرِّكُوهَا فَعِنْدَ ذَلِكَ قَالَ ع إِلَيْكُمْ عَنْهَا ثُمَّ إِنَّهُ ع وَقَفَ عَلَيْهَا وَ حَرَّكَ شَفَتَيْهِ وَ دَفَعَهَا بِيَدِهِ فَانْقَلَبَتْ كَلَمْحِ الْبَصَرِ وَ إِذَا تَحْتَهَا عَيْنُ مَاءٍ أَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ وَ أَبْرَدُ مِنَ الثَّلْجِ فَسَقَوُا الْمُسْلِمِينَ وَ سَقَوْا خُيُولَهُمْ وَ أَكْثَرُوا مِنَ الْمَاءِ ثُمَّ إِنَّهُ ع أَقْبَلَ إِلَى الصَّخْرَةِ وَ قَالَ لَهَا عُودِي إِلَى مَوْضِعِكِ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ فَجَعَلَتْ تَدُورُ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ كَالْكُرَةِ فِي الْمَيْدَانِ حَتَّى أَطْبَقَتْ عَلَى الْعَيْنِ ثُمَّ رَجَعُوا وَ رَحَلُوا عَنْهَا.
390 4894 - يج، الخرائج و الجرائح عَنْ أَبِي هَاشِمٍ الْجَعْفَرِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الصَّادِقِ ع قَالَ: لَمَّا فَرَغَ عَلِيٌّ ع مِنْ صِفِّينَ وَقَفَ عَلَى شَاطِئِ الْفُرَاتِ وَ قَالَ أَيُّهَا الْوَادِي مَنْ أَنَا فَاضْطَرَبَ وَ تَشَقَّقَتْ أَمْوَاجُهُ وَ قَدْ نَظَرَ النَّاسُ فَسَمِعُوا مِنَ الْفُرَاتِ صَوْتاً أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ ص وَ أَنَّ عَلِيّاً أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ حُجَّةُ اللَّهِ عَلَى خَلْقِهِ.
391 4895 - يج، الخرائج و الجرائح عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ السَّكْسَكِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ ع أَنَّ عَلِيّاً ع لَمَّا قَدِمَ مِنْ صِفِّينَ وَقَفَ عَلَى شَاطِئِ الْفُرَاتِ ثُمَّ انْتَزَعَ سَهْماً مِنْ كِنَانَتِهِ ثُمَّ أَخْرَجَ مِنْهَا قَضِيباً أَصْفَرَ فَضَرَبَ بِهِ الْفُرَاتَ وَ قَالَ
انْفَجِرِي فَانْفَجَرَتْ اثْنَتا عَشْرَةَ عَيْناً كُلُّ عَيْنٍ كَالطَّوْدِ وَ النَّاسُ يَنْظُرُونَ إِلَيْهِ ثُمَّ تَكَلَّمَ بِكَلَامٍ لَمْ يَفْهَمُوهُ فَأَقْبَلَتِ الْحِيتَانُ رَافِعَةً رُءُوسَهَا بِالتَّهْلِيلِ وَ التَّكْبِيرِ وَ قَالَتِ السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا حُجَّةَ اللَّهِ عَلَى خَلْقِهِ فِي أَرْضِهِ وَ يَا عَيْنَ اللَّهِ فِي عِبَادِهِ خَذَلَكَ قَوْمُكَ بِصِفِّينَ كَمَا خَذَلَ هَارُونَ بْنَ عِمْرَانَ قَوْمُهُ فَقَالَ لَهُمْ أَ سَمِعْتُمْ قَالُوا نَعَمْ قَالَ فَهَذِهِ آيَةٌ لِي عَلَيْكُمْ وَ قَدْ أَشْهَدْتُكُمْ عَلَيْهِ.
392 4896 - يج، الخرائج و الجرائح عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: كُنْتُ حَاجّاً إِلَى بَيْتِ اللَّهِ فَبَيْنَا أَنَا فِي الطَّوَافِ إِذْ رَأَيْتُ جَارِيَتَيْنِ عِنْدَ الرُّكْنِ الْيَمَانِيِّ تَقُولُ إِحْدَاهُمَا لِلْأُخْرَى لَا وَ حَقِّ الْمُنْتَجَبِ لِلْوَصِيَّةِ وَ الْقَاسِمِ بِالسَّوِيَّةِ وَ الْعَادِلِ فِي الْقَضِيَّةِ بَعْلِ فَاطِمَةَ الزَّكِيَّةِ الرَّضِيَّةِ الْمَرْضِيَّةِ مَا كَانَ كَذَا فَقُلْتُ مَنْ هَذَا الْمَنْعُوتُ فَقَالَتْ هَذَا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ع عَلَمُ الْأَعْلَامِ وَ بَابُ الْأَحْكَامِ قَسِيمُ الْجَنَّةِ وَ النَّارِ رَبَّانِيُّ الْأُمَّةِ قُلْتُ مِنْ أَيْنَ تَعْرِفِينَهُ قَالَتْ كَيْفَ لَا أَعْرِفُهُ وَ قَدْ قُتِلَ أَبِي بَيْنَ يَدَيْهِ بِصِفِّينَ وَ لَقَدْ دَخَلَ عَلَى أُمِّي لَمَّا رَجَعَ فَقَالَ يَا أُمَّ الْأَيْتَامِ كَيْفَ أَصْبَحْتِ قَالَتْ بِخَيْرٍ ثُمَّ أَخْرَجَتْنِي وَ أُخْتِي هَذِهِ إِلَيْهِ وَ كَانَ قَدْ رَكِبَتْنِي مِنَ الْجُدَرِيِّ مَا ذَهَبَ بِهِ بَصَرِي فَلَمَّا نَظَرَ ع إِلَيَّ تَأَوَّهَ وَ قَالَ
مَا إِنْ تَأَوَّهْتُ مِنْ شَيْءٍ رُزِئْتُ بِهِ -
كَمَا تَأَوَّهْتُ لِلْأَطْفَالِ فِي الصِّغَرِ -
قَدْ مَاتَ وَالِدُهُمْ مَنْ كَانَ يَكْفُلُهُمْ -
فِي النَّائِبَاتِ وَ فِي الْأَسْفَارِ وَ الْحَضَرِ -
ثُمَّ أَمَرَّ يَدَهُ الْمُبَارَكَةَ عَلَى وَجْهِي فَانْفَتَحَتْ عَيْنِي لِوَقْتِي وَ سَاعَتِي فَوَ اللَّهِ إِنِّي لَأَنْظُرُ إِلَى الْجَمَلِ الشَّارِدِ فِي اللَّيْلَةِ الْمُظْلِمَةِ بِبَرَكَتِهِ ع.
باب 15 باب ما جرى بين معاوية و عمرو بن العاص في التحامل على علي ع
393 4897 - لي، الأمالي للصدوق الْقَطَّانُ عَنِ ابْنِ زَكَرِيَّا عَنِ ابْنِ حَبِيبٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زِيَادٍ عَنِ الْهَيْثَمِ بْنِ عَدِيٍّ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ يُونُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الصَّقْرِ عَنْ عَدِيِّ بْنِ أَرْطَاةَ قَالَ: قَالَ مُعَاوِيَةُ يَوْماً لِعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ أَيُّنَا أَدْهَى قَالَ عَمْرٌو أَنَا لِلْبَدِيهَةِ وَ أَنْتَ لِلرَّوِيَّةِ قَالَ مُعَاوِيَةُ قَضَيْتَ لِي عَلَى نَفْسِكَ وَ أَنَا أَدْهَى مِنْكَ فِي الْبَدِيهَةِ قَالَ عَمْرٌو فَأَيْنَ كَانَ دَهَاؤُكَ يَوْمَ رَفَعْتُ الْمَصَاحِفَ قَالَ بِهَا غَلَبْتَنِي يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ أَ فَلَا أَسْأَلُكَ عَنْ شَيْءٍ تَصْدُقُنِي فِيهِ قَالَ وَ اللَّهِ إِنَّ الْكَذِبَ لَقَبِيحٌ فَاسْأَلْ عَمَّا بَدَا لَكَ أَصْدُقْكَ فَقَالَ هَلْ غَشَشْتَنِي مُنْذُ نَصَحْتَنِي قَالَ لَا قَالَ بَلَى وَ اللَّهِ لَقَدْ غَشَشْتَنِي أَمَا إِنِّي لَا أَقُولُ فِي كُلِّ الْمَوَاطِنِ وَ لَكِنْ فِي مَوْطِنٍ وَاحِدٍ قَالَ وَ أَيُّ مَوْطِنٍ قَالَ يَوْمَ دَعَانِي عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ لِلْمُبَارَزَةِ فَاسْتَشَرْتُكَ فَقُلْتُ مَا تَرَى يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ فَقُلْتَ كُفْوٌ كَرِيمٌ فَأَشَرْتَ عَلَيَّ بِمُبَارَزَتِهِ وَ أَنْتَ تَعْلَمُ مَنْ هُوَ فَعَلِمْتُ أَنَّكَ غَشَشْتَنِي قَالَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ دَعَاكَ رَجُلٌ إِلَى مُبَارَزَةٍ عَظِيمُ الشَّرَفِ جَلِيلُ الْخَطَرِ وَ كُنْتَ مِنْ مُبَارَزَتِهِ
عَلَى إِحْدَى الحسنين [الْحُسْنَيَيْنِ] إِمَّا أَنْ تَقْتُلَهُ فَتَكُونَ قَدْ قَتَلْتَ قِتَالَ الْأَقْرَانِ وَ تَزْدَادُ بِهِ شَرَفاً إِلَى شَرَفِكَ وَ تَخْلُو بِمُلْكِكَ وَ إِمَّا أَنْ تَعْجَلَ إِلَى مُرَافَقَةِ الشُّهَداءِ وَ الصَّالِحِينَ وَ حَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً قَالَ مُعَاوِيَةُ هَذِهِ شَرٌّ مِنَ الْأُولَى وَ اللَّهِ إِنِّي لَأَعْلَمُ أَنِّي لَوْ قَتَلْتُهُ دَخَلْتُ النَّارَ وَ لَوْ قَتَلَنِي دَخَلْتُ النَّارَ قَالَ لَهُ عَمْرٌو فَمَا حَمَلَكَ عَلَى قِتَالِهِ قَالَ الْمُلْكُ عَقِيمٌ وَ لَنْ يَسْمَعَهَا مِنِّي أَحَدٌ بَعْدَكَ.
394 4898 - ما، الأمالي للشيخ الطوسي الْمُفِيدُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِمْرَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: اسْتَأْذَنَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ عَلَى مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ اسْتَضْحَكَ مُعَاوِيَةُ فَقَالَ لَهُ عَمْرٌو مَا أَضْحَكَكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَدَامَ اللَّهُ سُرُورَكَ قَالَ ذَكَرْتُ ابْنَ أَبِي طَالِبٍ وَ قَدْ غَشِيَكَ بِسَيْفِهِ فَاتَّقَيْتَهُ وَ وَلَّيْتَ فَقَالَ أَ تَشْمَتُ بِي يَا مُعَاوِيَةُ فَأَعْجَبُ مِنْ هَذَا يَوْمٌ دَعَاكَ إِلَى الْبِرَازِ فَالْتَمَعَ لَوْنُكَ وَ أَطَّتْ أَضْلَاعُكَ وَ انْتَفَخَ سَحْرُكَ وَ اللَّهِ لَوْ بَارَزْتَهُ لَأَوْجَعَ قَذَالَكَ وَ أَيْتَمَ عِيَالَكَ وَ بَزَّكَ سُلْطَانَكَ وَ أَنْشَأَ عَمْرٌو يَقُولُ
مُعَاوِيَ لَا تُشْمِتْ بِفَارِسِ بُهْمَةٍ -
لَقِيَ فَارِساً لَا تَعْتَلِيهِ الْفَوَارِسُ -
مُعَاوِيَ لَوْ أَبْصَرْتَ فِي الْحَرْبِ مُقْبِلًا -
أَبَا حَسَنٍ تَهْوِي عَلَيْكَ الْوَسَاوِسُ -
وَ أَيْقَنْتَ أَنَّ الْمَوْتَ حَقٌّ وَ أَنَّهُ -
لِنَفْسِكَ إِنْ لَمْ تُمْعِنِ الرَّكْضَ خَالِسٌ
دَعَاكَ فَصُمَّتْ دُونَهُ الْأُذُنُ إِذْ دَعَا -
وَ نَفْسُكَ قَدْ ضَاقَتْ عَلَيْهَا الْأَمَالِسُ
أَ تُشْمِتُ بِي أَنْ نَالَنِي حَدُّ رُمْحِهِ -
وَ عَضَّضَنِي نَابٌ مِنَ الْحَرْبِ نَاهِسٌ
فَأَيُّ امْرِئٍ لَاقَاهُ لَمْ يَلْقَ شِلْوَهُ
بِمُعْتَرَكٍ تُسْفَى عَلَيْهِ الرَّوَامِسُ -
أَبَى اللَّهُ إِلَّا أَنَّهُ لَيْثُ غَابَةٍ -
أَبُو أَشْبُلٍ تُهْدَى إِلَيْهِ الْفَرَائِسُ -
فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ فَأَرْهِجْ عَجَاجَةً -
وَ إِلَّا فَتِلْكَ التُّرَّهَاتُ الْبَسَابِسُ -
فَقَالَ مُعَاوِيَةُ مَهْلًا يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ وَ لَا كُلَّ هَذَا قَالَ أَنْتَ اسْتَدْعَيْتَهُ.
بيان: استضحك لعله مبالغة في الضحك أو أراد أن يضحك عمرا
و التمع لونه ذهب و تغير و أط الرجل و نحوه يئط أطيطا صوت و يقال للجبان انتفخ سحرك أي رئتك و بزه سلبه.
و قال الجوهري البهمة بالضم الفارس الذي لا يدري من أين يؤتى من شدة بأسه و يقال أيضا للجيش بهمة و منه قولهم فلان فارس بهمة و ليث غابة.
و في القاموس الإمليس و بهاء الفلاة ليس بها نبات و الجمع أماليس و أمالس شاذ و قال نهس اللحم كمنع و سمع أخذ بمقدم أسنانه و نتفه و قال الشلو بالكسر العضو و الجسد من كل شيء كالشلا و كل مسلوح أكل منه شيء و بقيت منه بقية و قال الروامس الرياح الدوافن للآبار و قال أرهج أثار الغبار و قال العجاج الغبار و قال الترهة كقبرة الباطل و قال الترهات البسابس و بالإضافة الباطل.
395 4899 - كشف، كشف الغمة: لَمَّا عَزَمَ مُعَاوِيَةُ عَلَى قِتَالِ عَلِيٍّ ع شَاوَرَ فِيهِ ثِقَاتِهِ وَ أَهْلَ وُدِّهِ فَقَالُوا هَذَا أَمْرٌ عَظِيمٌ لَا يَتِمُّ إِلَّا بِعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ فَإِنَّهُ قَرِيعُ زَمَانِهِ فِي الدَّهَاءِ وَ الْمَكْرِ وَ قُلُوبُ أَهْلِ الشَّامِ مَائِلَةٌ إِلَيْهِ وَ هُوَ يَخْدَعُ وَ لَا يُخْدَعُ فَقَالَ صَدَقْتُمْ وَ لَكِنَّهُ يُحِبُّ عَلِيّاً فَأَخَافُ أَنْ يَمْتَنِعَ فَقَالُوا رَغِّبْهُ بِالْمَالِ وَ أَعْطِهِ مِصْرَ فَكَتَبَ إِلَيْهِ مِنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ خَلِيفَةِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ إِمَامِ الْمُسْلِمِينَ وَ خَلِيفَةِ رَسُولِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ذِي النُّورَيْنِ خَتَنِ الْمُصْطَفَى عَلَى ابْنَتَيْهِ وَ صَاحِبِ جَيْشِ الْعُسْرَةِ وَ بِئْرِ رُومَةَ الْمَعْدُومِ النَّاصِرِ الْكَثِيرِ الْخَاذِلِ الْمَحْصُورِ فِي مَنْزِلِهِ الْمَقْتُولِ عَطَشاً وَ ظُلْماً فِي مِحْرَابِهِ الْمُعَذَّبِ بِأَسْيَافِ الْفَسَقَةِ إِلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ ص وَ ثِقَتِهِ وَ أَمِيرِ عَسْكَرِهِ بِذَاتِ السَّلَاسِلِ الْمُعَظَّمِ رَأْيُهُ الْمُفَخَّمِ تَدْبِيرُهُ أَمَّا بَعْدُ فَلَنْ يَخْفَى عَلَيْكَ احْتِرَاقُ قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ وَ فَجْعَتُهُمْ بِقَتْلِ عُثْمَانَ وَ مَا ارْتَكَبَهُ جَارُهُ بَغْياً وَ حَسَداً وَ امْتِنَاعُهُ عَنْ نُصْرَتِهِ وَ خِذْلَانُهُ إِيَّاهُ حَتَّى قُتِلَ فِي مِحْرَابِهِ فَيَا لَهَا