کتابخانه روایات شیعه
بحار الأنوار (ط - بيروت) - ج 1تا15
و قوله: حرن .. أي وقف فلم 28843 يمش، و إنّما يستعمل الحران في الدواب، فأمّا في 28844 الإبل فيقال: خلات 28845 الناقة و بها خلاء، و هو مثل حران الدواب، إلّا أنّ العرب ربّما 28846 تستعيره في الإبل.
و قوله: و إن أسلس بها غسق 28847 .. أي أدخله في الظلمة.
و قوله: مع هن و هني 28848 .. يعني الأدنياء من الناس، تقول العرب فلان هني و هو تصغير هن .. أي هو 28849 دون من الناس .. و يريدون بذلك تصغير أموره 28850 .
و قوله: فمال رجل بضبعه .. و يروى بضلعه 28851 ، و هما قريب، و هو أن يميل بهواه و نفسه إلى الرجل 28852 بعينه.
و قوله: و أصغى آخر لصهره .. فالصغو 28853 : الميل، يقال: صغوك مع فلان أي .. ميلك معه.
و قوله: نافجا حضينه 28854 .. يقال في الطعام و الشراب و ما أشبههما قد انتفج بطنه- بالجيم-، و يقال في كلّ داء يعتري الإنسان: قد انتفخ بطنه- بالخاء-، و الحضنان جانبا الصدر.
و قوله: بين ثيله و معتلفه .. فالثيل 28855 : قضيب الجمل و إنّما استعاره للرجل 28856 هاهنا، و المعتلف: الموضع الذي يعتلف فيه .. أي يأكل، و معنى الكلام بين 28857 مطعمه و منكحه.
و قوله: يخضمون .. أي يكثرون و ينقضون، و منه قوله: خضمني الطعام .. أي نقض 28858 .
و قوله: أجهز 28859 .. أي أتى عليه و قتله، يقال: أجهزت على الجريح إذا كانت به جراحة فقتله 28860 .
و قوله: كعرف الضبع .. شبّههم به لكثرته، و العرف: الشعر الذي يكون على عنق الفرس، فاستعاره للضبع.
و قوله: و 28861 قد انثالوا .. أي انصبّوا عليّ و كثروا، و يقال: انتثلت 28862 ما في كنانتي من السهام إذا صببته 28863 .
و قوله: و راقهم زبرجها .. أي أعجبهم حسنها، و أصل الزبرج النقش، و هو هاهنا زهرة الدنيا و حسنها.
و قوله: أن لا يقرّوا على كظة ظالم .. فالكظة: الامتلاء، يعني أنّهم لا
يصبرون 28864 على امتلاء الظالم من المال الحرام و لا يقارّوه على ظلمه.
و قوله: و لا سغب مظلوم .. فالسغب: الجوع، و معناه منعه من الحقّ الواجب له.
و قوله: لألقيت حبلها على غاربها .. مثل 28865 تقول العرب ألقيت حبل البعير على غاربه ليرعى كيف شاء.
و معنى قوله: و لسقيت آخرها بكأس أوّلها .. أي 28866 لتركتهم في ضلالهم 28867 و عماهم.
و قوله: أزهد عندي .. فالزهيد: القليل.
قوله 28868 : من حبقة عنز .. فالحبقة ما يخرج من دبر العنز من الريح، و العفطة ما يخرج من أنفها.
و قوله: تلك شقشقة هدرت 28869 .. فالشقشقة: ما يخرجه البعير من جانب فيه 28870 إذا هاج و سكر.
2- مع، ع 28871 : الطَّالَقَانِيُّ، عَنِ الْجَلُودِيِّ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَمَّارِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْحِمَّانِيِّ، عَنْ عِيسَى بْنِ رَاشِدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُذَيْفَةَ 28872 ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مِثْلَهُ.
3
ما 28873 : الْحَفَّارُ، عَنْ أَبِي الْقَاسِمِ الدِّعْبِلِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَخِي دِعْبِلٍ،
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَلَامَةَ الشَّامِيِّ، عَنْ زُرَارَةَ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ، وَ الْبَاقِرِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ 28874 قَالَ: ذَكَرْتُ الْخِلَافَةَ عِنْدَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَقَالَ: وَ اللَّهِ لَقَدْ تَقَمَّصَهَا ابْنُ أَبِي قُحَافَةَ .. وَ ذَكَرَ نَحْوَهُ بِأَدْنَى تَغْيِيرٍ.
شا 28875 : رَوَى جَمَاعَةٌ عَنْ أَهْلِ النَّقْلِ مِنْ طُرُقٍ مُخْتَلِفَةٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ بِالرَّحَبَةِ فَذَكَرْتُ 28876 الْخِلَافَةَ وَ تَقْدِيمَ 28877 مَنْ تَقَدَّمَ عَلَيْهِ، فَتَنَفَّسَ الصُّعَدَاءَ ثُمَّ قَالَ: أَمَ وَ اللَّهِ لَقَدْ تَقَمَّصَهَا ابْنُ أَبِي قُحَافَةَ.
و ساق الخبر إلى آخره.
إيضاح:
هذه الخطبة من مشهورات خطبه صلوات اللَّه عليه روتها الخاصّة و العامّة في كتبهم و شرحوها و ضبطوا كلماتها، كما عرفت رواية الشيخ الجليل المفيد و شيخ الطائفة و الصدوق، و رواها السيّد الرّضي في نهج البلاغة 28878 و الطبرسي في الإحتجاج 28879 قدّس اللَّه أرواحهم، و
رَوَى الشَّيْخُ قُطْبُ الدِّينِ الرَّاوَنْدِيُّ قُدِّسَ سِرُّهُ فِي شَرْحِهِ عَلَى نَهْجِ الْبَلَاغَةِ 28880 بِهَذَا السَّنَدِ: أَخْبَرَنِي الشَّيْخُ أَبُو نَصْرٍ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ 28881 ، عَنِ الْحَاجِبِ أَبِي الْوَفَا مُحَمَّدِ بْنِ بَدِيعٍ وَ الْحُسَيْنِ 28882 بْنِ أَحْمَدَ بْنِ
بَدِيعٍ وَ الْحُسَيْنِ بْنِ أَحْمَدَ 28883 بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ الْحَافِظِ أَبِي بَكْرِ بْنِ مَرْدَوَيْهِ الْأَصْفَهَانِيِّ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ أَحْمَدَ الطَّبَرَانِيِّ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الْأَبَّارِ، عَنْ إِسْحَاقَ ابْنِ سَعِيدٍ أَبِي سَلَمَةَ الدِّمَشْقِيِّ، عَنْ خُلَيْدِ بْنِ دِعْلِجٍ، عَنْ عطان [عَطَاءِ] 28884 بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كُنَّا مَعَ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ بِالرَّحَبَةِ فَجَرَى ذِكْرُ الْخِلَافَةِ وَ مَنْ تَقَدَّمَ عَلَيْهِ فِيهَا، فَقَالَ: أَمَا وَ اللَّهِ لَقَدْ تَقَمَّصَهَا فُلَانٌ.
إلى آخر الخطبة 28885 .
و من أهل الخلاف رواها ابن الجوزي في مناقبه 28886 ، و ابن عبد ربّه في الجزء الرابع من كتاب العقد 28887 ، و أبو عليّ الجبائي في كتابه 28888 ، و ابن الخشّاب في درسه 28889 - على ما حكاه بعض الأصحاب- و الحسن بن عبد اللَّه بن سعيد العسكري في كتاب المواعظ و الزواجر- على ما ذكره صاحب الطرائف 28890 -، و فسّر ابن الأثير في النهاية لفظ الشقشقة، ثم قال: و منه
حَدِيثُ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي خُطْبَةٍ لَهُ: تِلْكَ 28891
شِقْشِقَةٌ هَدَرَتْ ثُمَّ قَرَّتْ 28892 .
و شرح كثيرا من ألفاظها 28893 .
و قال الفيروزآبادي في القاموس- عند تفسيرها-: الشّقشقة- بالكسر- شيء- كالرّئة- يخرجه البعير من فيه إذا هاج، و الخطبة الشقشقيّة العلويّة لقوله لابن عبّاس- لما قال 28894 : لو اطّردت مقالتك من حيث أفضيت-: يا ابن عبّاس! هيهات تلك شقشقة هدرت ثمّ قرّت 28895 .
و قال عبد الحميد بن أبي الحديد 28896 - ردّا على من قال إنّها تأليف السيّد الرضي-: قد وجدت أنا كثيرا من هذه الخطبة في تصانيف شيخنا أبي القاسم البلخيّ- إمام البغداديّين من المعتزلة-، و كان في دولة المقتدر قبل أن يخلق السيّد الرضيّ بمدّة طويلة، و وجدت أيضا كثيرا منها في كتاب أبي جعفر بن قبّة أحد متكلّمي الإماميّة 28897 ، و كان من تلامذة الشيخ أبي القاسم البلخي، و مات 28898 قبل أن يكون الرضيّ موجودا ..
ثم حكى 28899 عن شيخه مصدّق الواسطي أنّه قال: لمّا قرأت هذه الخطبة على
الشيخ أبي محمّد عبد اللَّه بن أحمد المعروف ب: ابن الخشّاب، قلت له: أ تقول إنّها منحولة؟!. فقال: لا و اللَّه! و إنّي لأعلم أنّها كلامه كما أعلم أنّك مصدّق .. قال:
فقلت له: إنّ كثيرا من الناس يقولون إنّها من كلام الرضيّ. فقال لي: أنّى للرضيّ و لغير الرضيّ هذا النّفس و هذا الأسلوب! قد وقفنا على رسائل الرضيّ، و عرفنا طريقته و فنّه في الكلام المنثور .. ثم قال: و اللَّه لقد وقفت على هذه الخطبة في كتب قد صنّفت قبل أن يخلق الرضيّ بمائتي سنة، و لقد وجدتها مسطورة بخطوط أعرف أنّها خطوط من هي 28900 من العلماء و أهل الأدب قبل أن يخلق النقيب أبو أحمد والد 28901 الرضيّ.
و قال ابن ميثم البحراني قدّس سرّه: وجدت هذه الخطبة بنسخة عليها خطّ الوزير أبي الحسن عليّ بن محمد بن الفرات وزير المقتدر باللَّه، و ذلك قبل مولد الرضيّ بنيّف و ستين سنة. انتهى 28902 .
و من الشواهد على بطلان تلك الدعوى الواهية الفاسدة أنّ القاضي عبد الجبّار- الذي هو من متعصّبي المعتزلة- قد تصدّى في كتاب المغني 28903 لتأويل بعض كلمات الخطبة، و منع دلالتها على الطعن في خلافة من تقدّم عليه، و لم ينكر استناد الخطبة إليه.