کتابخانه روایات شیعه
بحار الأنوار (ط - بيروت) - ج 1تا15
أقول:
رَوَى السَّيِّدُ فِي الشَّافِي 26615 عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَكَرِيَّا الْغَلَابِيِّ عَنْ شُيُوخِهِ عَنْ أَبِي الْمِقْدَامِ هِشَامِ بْنِ زِيَادٍ مَوْلَى آلِ عُثْمَانَ قَالَ: لَمَّا وُلِّيَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْخِلَافَةَ 26616 فَرَدَّ فَدَكَ عَلَى وُلْدِ فَاطِمَةَ عَلَيْهَا السَّلَامُ، وَ كَتَبَ إِلَى وَالِيهِ عَلَى الْمَدِينَةِ: أَبِي بَكْرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ 26617 يَأْمُرُهُ بِذَلِكَ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ: أَنَّ فَاطِمَةَ (ع) قَدْ وُلِدَتْ فِي آلِ عُثْمَانَ وَ آلِ فُلَانٍ وَ آلِ فُلَانٍ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ: أَمَّا بَعْدُ، فَإِنِّي لَوْ كَتَبْتُ إِلَيْكَ آمُرُكَ أَنْ تَذْبَحَ شَاةً لَسَأَلْتَنِي جَمَّاءَ أَوْ قَرْنَاءَ؟، أَوْ كَتَبْتُ إِلَيْكَ أَنْ تَذْبَحَ بَقَرَةً لَسَأَلْتَنِي مَا لَوْنُهَا؟ فَإِذَا وَرَدَ عَلَيْكَ كِتَابِي هَذَا فَاقْسِمْهَا بَيْنَ وُلْدِ فَاطِمَةَ عَلَيْهَا السَّلَامُ مِنْ عَلِيٍّ (ع) 26618 .
قَالَ أَبُو الْمِقْدَامِ: فَنَقَمَتْ بَنُو أُمَيَّةَ ذَلِكَ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَ عَاتَبُوهُ فِيهِ، وَ قَالُوا لَهُ: قَبَّحْتَ 26619 فِعْلَ الشَّيْخَيْنِ، وَ خَرَجَ إِلَيْهِ عَمْرُو بْنُ عُبَيْسِ 26620 فِي جَمَاعَةٍ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ، فَلَمَّا عَاتَبُوهُ عَلَى فِعْلِهِ قَالَ: إِنَّكُمْ جَهِلْتُمْ وَ عَلِمْتُ، وَ نَسِيتُمْ وَ ذَكَرْتُ، إِنَّ أَبَا بَكْرٍ مُحَمَّدَ 26621 بْنَ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ حَدَّثَنِي عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ قَالَ: فَاطِمَةُ بَضْعَةٌ مِنِّي يَسْخَطُنِي مَا يَسْخَطُهَا وَ يُرْضِينِي مَا يُرْضِيهَا، وَ إِنَّ فَدَكَ كَانَتْ صَافِيَةً فِي عَهْدِ 26622 أَبِي بَكْرٍ وَ عُمَرَ، ثُمَّ صَارَ أَمْرُهَا إِلَى مَرْوَانَ، فَوَهَبَهَا لِأَبِي عَبْدِ الْعَزِيزِ فَوَرِثْتُهَا أَنَا وَ إِخْوَتِي 26623 فَسَأَلْتُهُمْ أَنْ يَبِيعُونِي حِصَّتَهُمْ مِنْهَا، وَ مِنْهُمْ 26624 26625
مَنْ بَاعَنِي وَ مِنْهُمْ مَنْ وَهَبَ لِي حَتَّى اسْتَجْمَعْتُهَا، فَرَأَيْتُ أَنْ أَرُدَّهَا عَلَى وُلْدِ فَاطِمَةَ (ع). فَقَالُوا: إِنْ أَبَيْتَ إِلَّا هَذَا فَأَمْسِكِ الْأَصْلَ وَ اقْسِمِ الْغَلَّةَ، فَفَعَلَ.
أقول: سيأتي في أبواب تاريخ أبي جعفر الباقر عليه السلام ردّ عمر بن عبد العزيز فدكا إليه عليه السلام 26626 .
فصل نورد فيه: خطبة خطبتها 26627 سيدة النساء فاطمة الزهراء صلوات اللّه عليها احتجّ 26628 بها على من غصب فدك منها.
اعلم أنّ هذه الخطبة من الخطب المشهورة التي روتها الخاصّة و العامّة بأسانيد متضافرة.
1- قال عبد الحميد بن أبي الحديد 26629 في شرح كتابه عليه السلام إلى عثمان ابن حنيف عند ذكر الأخبار الواردة في فدك، حيث قال: الفصل الأول فيما ورد من الأخبار و السير المنقولة من أفواه أهل الحديث و كتبهم لا من كتب الشيعة و رجالهم. و جميع ما نورده في هذا الفصل من كتاب أبي بكر أحمد بن عبد العزيز الجوهري في السقيفة و فدك- و أبو بكر الجوهري هذا عالم محدّث كثير الأدب ثقة
ورع أثنى عليه المحدّثون و رووا عنه مصنّفاته و غير مصنّفاته 26630 -.
ثم قال:
قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ زَكَرِيَّا، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ صَالِحٍ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ خَالاتٍ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ 26631 عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ.
قَالَ: وَ قَالَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ 26632 بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ أَبِيهِ.
قَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَ حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ عِمْرَانَ الْعُجَيْفِيُّ، عَنْ نَائِلِ بْنِ نَجِيحٍ، عَنْ عَمْرِو 26633 بْنِ شِمْرٍ، عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِيِّ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ.
قَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَ حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ 26634 ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ 26635 بْنِ الْحَسَنِ.
قَالُوا جَمِيعاً: لَمَّا بَلَغَ فَاطِمَةَ عَلَيْهَا السَّلَامُ إِجْمَاعُ أَبِي بَكْرٍ عَلَى مَنْعِهَا فَدَكَ، لَاثَتْ 26636 خِمَارَهَا وَ أَقْبَلَتْ فِي لُمَةٍ مِنْ حَفَدَتِهَا وَ نِسَاءِ قَوْمِهَا تَطَأُ ذُيُولَهَا 26637 ، مَا تَخْرِمُ مِشْيَتُهَا مِشْيَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ حَتَّى دَخَلَتْ عَلَى أَبِي بَكْرٍ- وَ قَدْ حَشَدَ النَّاسَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَ الْأَنْصَارِ- فَضُرِبَتْ بَيْنَهُمْ وَ بَيْنَهَا 26638 رَيْطَةٌ بَيْضَاءُ، وَ قَالَ بَعْضُهُمْ:
قِبْطِيَّةٌ، وَ قَالُوا: قِبْطِيَّةٌ- بِالْكَسْرِ وَ الضَّمِّ- .. ثُمَّ أَنَّتْ أَنَّةً أَجْهَشَ 26639 لَهَا الْقَوْمُ بِالْبُكَاءِ، ثُمَّ أَمْهَلَتْ طَوِيلًا حَتَّى سَكَنُوا مِنْ فَوْرَتِهِمْ، ثُمَّ قَالَتْ:
أَبْتَدِئُ بِحَمْدِ مَنْ هُوَ أَوْلَى بِالْحَمْدِ وَ الطَّوْلِ وَ الْمَجْدِ، الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى مَا أَنْعَمَ وَ لَهُ الشُّكْرُ بِمَا أَلْهَمَ .. وَ ذَكَرَ خُطْبَةً طَوِيلَةً جِدّاً ثُمَّ قَالَتْ 26640 فِي آخِرِهَا: فَ اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَ أَطِيعُوهُ فِيمَا أَمَرَكُمْ بِهِ .. إِلَى آخِرِ الْخُطْبَةِ.
، انتهى كلام ابن أبي الحديد 26641 .
2- وَ قَدْ أَوْرَدَ الْخُطْبَةَ عَلِيٌّ بْنُ عِيسَى الْإِرْبِلِيُّ فِي كِتَابِ كَشْفِ الْغُمَّةِ 26642 ، قَالَ: نَقَلْتُهَا مِنْ كِتَابِ السَّقِيفَةِ تَأْلِيفِ أَحْمَدَ 26643 بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْجَوْهَرِيِّ مِنْ نُسْخَةٍ قَدِيمَةٍ 26644 مَقْرُوءَةٍ عَلَى مُؤَلِّفِهَا الْمَذْكُورِ، قُرِئَتْ عَلَيْهِ فِي رَبِيعٍ الْآخَرِ سَنَةِ اثْنَيْنِ وَ عِشْرِينَ وَ ثَلَاثِمِائَةٍ، رَوَى عَنْ رِجَالِهِ مِنْ عِدَّةِ طُرُقٍ: أَنَّ فَاطِمَةَ عَلَيْهَا السَّلَامُ لَمَّا بَلَغَهَا إِجْمَاعُ أَبِي بَكْرٍ .. إِلَى آخِرِ الْخُطْبَةِ.
و قد أشار إليها المسعودي في مروج الذهب 26645 .
و قال السَّيِّدُ الْمُرْتَضَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي الشَّافِي 26646 ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ ابْنُ عِمْرَانَ الْمَرْزُبَانِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ 26647 الْكَاتِبِ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ
النَّحْوِيِ 26648 ، عَنِ الزِّيَادِيِّ، عَنْ شَرَفِيِ 26649 بْنِ قُطَامِيٍّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ.
قَالَ الْمَرْزُبَانِيُّ: وَ حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَكِّيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ الْيَمَانِيِ 26650 ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَائِشَةَ قَالُوا: لَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ أَقْبَلَتْ فَاطِمَةُ عَلَيْهَا السَّلَامُ فِي لُمَةٍ مِنْ حَفَدَتِهَا إِلَى أَبِي بَكْرٍ.
وَ فِي الرِّوَايَةِ الْأُولَى: قَالَتْ عَائِشَةُ: لَمَّا سَمِعَتْ فَاطِمَةُ (ع) إِجْمَاعَ أَبِي بَكْرٍ عَلَى مَنْعِهَا فَدَكَ لاتت [لَاثَتْ] 26651 خِمَارَهَا عَلَى رَأْسِهَا وَ اشْتَمَلَتْ بِجِلْبَابِهَا، وَ أَقْبَلَتْ فِي لُمَةٍ مِنْ حَفَدَتِهَا- ثُمَّ اتَّفَقَتِ الرِّوَايَتَانِ مِنْ هَاهُنَا- وَ نِسَاءِ قَوْمِهَا .. وَ سَاقَ الْحَدِيثَ نَحْوَ مَا مَرَّ إِلَى قَوْلِهِ: افْتَتَحَتْ كَلَامَهَا بِالْحَمْدِ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ الثَّنَاءِ عَلَيْهِ وَ الصَّلَاةِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، ثُمَّ قَالَتْ: لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ ... إِلَى آخِرِهَا.
أقول: و سيأتي أسانيد أخرى سنوردها من كتاب أحمد بن أبي طاهر.
3- وَ رَوَى الصَّدُوقُ رَحِمَهُ اللَّهُ بَعْضَ فِقَرَاتِهَا الْمُتَعَلِّقَةِ بِالْعِلَلِ فِي عِلَلِ الشَّرَائِعِ 26652 عَنِ ابْنِ الْمُتَوَكِّلِ عَنِ السَّعْدَآبَادِيِّ، عَنِ الْبَرْقِيِّ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جَابِرٍ عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ.