کتابخانه روایات شیعه
بحار الأنوار (ط - بيروت) - ج 1تا15
و ذلك التمكن إن كان بفكر و اجتهاد فكالشجرة الزيتونة و إن كان بالحدس فكالزيت و إن كان بقوة قدسية فكالذي يكاد زيتها يضيء لأنها تكاد تعلم و إن لم تتصل بملك الوحي و الإلهام الذي مثله النار من حيث إن العقول تشتعل عنها ثم إذا حصلت لها العلوم بحيث يتمكن من استحضارها متى شاءت كان كالمصباح فإذا استحضرها كان نورا على نور يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ الثاقب مَنْ يَشاءُ فإن الأسباب دون مشيئته لاغية إذ بها تمامها وَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثالَ لِلنَّاسِ إدناء للمعقول من المحسوس توضيحا و بيانا وَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ معقولا كان أو محسوسا ظاهرا أو خفيا و فيه وعد و وعيد لمن تدبرها و لمن لم يكترث بها انتهى. و قال الطبرسي رحمه الله اختلف في هذا التشبيه و المشبه به على أقوال أحدها أنه مثل ضربه الله لنبيه محمد ص فالمشكاة صدره و الزجاجة قلبه و المصباح فيه النبوة لا شَرْقِيَّةٍ وَ لا غَرْبِيَّةٍ أي لا يهودية و لا نصرانية يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ يعني شجرة النبوة و هي إبراهيم يكاد نور محمد يتبين و لو لم يتكلم به كما أن ذلك الزيت يكاد يضيء وَ لَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ أي تصيبه النار و قيل إن المشكاة إبراهيم و الزجاجة إسماعيل و المصباح محمد كما سمي سراجا في موضع آخر مِنْ شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ يعني إبراهيم لأن أكثر الأنبياء من صلبه لا شَرْقِيَّةٍ وَ لا غَرْبِيَّةٍ لا نصرانية و لا يهودية لأن النصارى تصلي إلى المشرق و اليهود تصلي إلى المغرب يَكادُ زَيْتُها يُضِيءُ أي يكاد محاسن محمد تظهر قبل أن يوحى إليه نُورٌ عَلى نُورٍ أي نبي من نسل نبي و قيل إن المشكاة عبد المطلب و الزجاجة عبد الله و المصباح هو النبي ص لا شَرْقِيَّةٍ وَ لا غَرْبِيَّةٍ بل مكية لأن مكة وسط الدنيا
وَ رُوِيَ عَنِ الرِّضَا ع أَنَّهُ قَالَ: نَحْنُ الْمِشْكَاةُ وَ الْمِصْبَاحُ مُحَمَّدٌ ص يَهْدِي اللَّهُ لِوَلَايَتِنَا مَنْ أَحَبَّ.
و ثانيها أنها مثل ضربه الله للمؤمن المشكاة نفسه و الزجاجة صدره و المصباح الإيمان و القرآن في قلبه يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ هي الإخلاص لله وحده لا شريك له فهي خضراء ناعمة كشجرة التفت بها الشجر فلا يصيبها الشمس على أي حال كانت لا إذا طلعت و لا إذا غربت و كذلك المؤمن قد احترز من أن يصيبه شيء من الفتن فهو بين أربع
خلال إن أعطي شكر و إن ابتلي صبر و إن حكم عدل و إن قال صدق فهو في سائر الناس كالرجل الحي يمشي بين قبور الأموات نُورٌ عَلى نُورٍ كلامه نور و عمله نور و مدخله نور و مخرجه نور و مصيره إلى نور يوم القيامة عن أبي بن كعب. و ثالثها أنه مثل القرآن في قلب المؤمن فكما أن هذا المصباح يستضاء به و هو كما هو لا ينقص فكذلك القرآن يهتدى به و يعمل به فالمصباح هو القرآن و الزجاجة قلب المؤمن و المشكاة لسانه و فمه و الشجرة المباركة شجرة الوحي يَكادُ زَيْتُها يُضِيءُ تكاد حجج القرآن تتضح و إن لم يقرأ و قيل تكاد حجج الله على خلقه تضيء لمن تفكر فيها و تدبرها و لو لم ينزل القرآن نُورٌ عَلى يعني أن القرآن نور مع سائر الأدلة قبله فازدادوا به نورا على نور انتهى كلامه رحمه الله.
باب 4 معنى حجزة الله عز و جل
1- يد، التوحيد مَاجِيلَوَيْهِ عَنْ عَمِّهِ عَنِ الْبَرْقِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِي الْجَارُودِ 2335 عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ بِشْرٍ الْهَمْدَانِيِ 2336 قَالَ سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْحَنَفِيَّةِ يَقُولُ حَدَّثَنِي أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص يَوْمَ الْقِيَامَةِ آخِذٌ بِحُجْزَةِ اللَّهِ وَ نَحْنُ آخِذُونَ بِحُجْزَةِ نَبِيِّنَا وَ شِيعَتُنَا آخِذُونَ بِحُجْزَتِنَا قُلْتُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَ مَا الْحُجْزَةُ قَالَ اللَّهُ أَعْظَمُ مِنْ أَنْ يُوصَفَ بِحُجْزَةٍ أَوْ غَيْرِ ذَلِكَ وَ لَكِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص آخِذٌ بِأَمْرِ اللَّهِ وَ نَحْنُ آلَ مُحَمَّدٍ آخِذُونَ بِأَمْرِ نَبِيِّنَا وَ شِيعَتُنَا آخِذُونَ بِأَمْرِنَا.
2- يد، التوحيد ن، عيون أخبار الرضا عليه السلام أَبِي عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ عِيسَى عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْخَزَّازِ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا ع قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص يَوْمَ الْقِيَامَةِ آخِذٌ بِحُجْزَةِ اللَّهِ وَ نَحْنُ
آخِذُونَ بِحُجْزَةِ نَبِيِّنَا وَ شِيعَتُنَا آخِذُونَ بِحُجْزَتِنَا ثُمَّ قَالَ الْحُجْزَةُ النُّورُ 2337 .
3- ن، عيون أخبار الرضا عليه السلام يد، التوحيد الدَّقَّاقُ عَنِ الْأَسَدِيِّ عَنِ الْبَرْمَكِيِّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْعَبَّاسِ 2338 عَنِ الْحَسَنِ بْنِ يُوسُفَ 2339 عَنْ عَبْدِ السَّلَامِ عَنْ عَمَّارٍ عَنْ أَبِي الْيَقْظَانِ 2340 عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: يَجِيءُ رَسُولُ اللَّهِ ص يَوْمَ الْقِيَامَةِ آخِذاً بِحُجْزَةِ رَبِّهِ وَ نَحْنُ آخِذُونَ بِحُجْزَةِ نَبِيِّنَا وَ شِيعَتُنَا آخِذُونَ بِحُجْزَتِنَا فَنَحْنُ وَ شِيعَتُنَا حِزْبُ اللَّهِ وَ حِزْبُ اللَّهِ هُمُ الْغالِبُونَ وَ اللَّهِ مَا نَزْعُمُ أَنَّهَا حُجْزَةُ الْإِزَارِ وَ لَكِنَّهَا أَعْظَمُ مِنْ ذَلِكَ يَجِيءُ رَسُولُ اللَّهِ ص آخِذاً بِدِينِ اللَّهِ وَ نَجِيءُ نَحْنُ آخِذِينَ بِدِينِ نَبِيِّنَا وَ يَجِيءُ شِيعَتُنَا آخِذِينَ بِدِينِنَا.
4- وَ قَدْ رُوِيَ عَنِ الصَّادِقِ ع أَنَّهُ قَالَ: الصَّلَاةُ حُجْزَةُ اللَّهِ وَ ذَلِكَ أَنَّهَا تَحْجُزُ الْمُصَلِّيَ عَنِ الْمَعَاصِي مَا دَامَ فِي صَلَاتِهِ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَ الْمُنْكَرِ .
بيان الأخذ بالحجزة كناية عن التمسك بالسبب الذي جعلوه في الدنيا بينهم و بين ربهم و نبيهم و حججهم أي الأخذ بدينهم و طاعتهم و متابعة أمرهم و تلك الأسباب الحسنة تتمثل في الآخرة بالأنوار فإذا عرفت ذلك فاعلم أن مضامين تلك الأخبار ترجع إلى أمر واحد فقوله ع في الخبر الأول و لكن رسول الله ص آخذ بأمر الله أي بما عمل به من أوامر الله فيحتجّ في ذلك اليوم و يتمسك بأنه عمل بما أمره الله به و كذا النور الذي ورد في الخبر الثاني يرجع إلى ذلك إذ الأديان و الأخلاق و الأعمال الحسنة أنوار معنوية تظهر للناس في القيامة و الثالث ظاهر قال الجزري فيه إن الرحم أخذت بحجزة الرحمن أي اعتصمت به و التجأت إليه مستجيرة و أصل الحجزة موضع شدّ الإزار ثم قيل للإزار حجزة للمجاورة و احتجز الرجل بالإزار إذا شدّه على وسطه فاستعاره للاعتصام و الالتجاء و التمسك بالشيء و التعلق به و منه الحديث الآخر يا ليتني آخذ بحجزة الله أي بسبب منه.
باب 5 نفي الرؤية و تأويل الآيات فيها
الآيات النساء يَسْئَلُكَ أَهْلُ الْكِتابِ أَنْ تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتاباً مِنَ السَّماءِ فَقَدْ سَأَلُوا مُوسى أَكْبَرَ مِنْ ذلِكَ فَقالُوا أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ الأنعام لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ وَ هُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصارَ وَ هُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ .
1- لي، الأمالي للصدوق أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَعْبَدٍ عَنْ وَاصِلٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: حَضَرْتُ أَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ الْبَاقِرَ ع وَ دَخَلَ عَلَيْهِ رَجُلٌ مِنَ الْخَوَارِجِ فَقَالَ يَا أَبَا جَعْفَرٍ أَيَّ شَيْءٍ تَعْبُدُ قَالَ اللَّهَ قَالَ رَأَيْتَهُ قَالَ لَمْ تَرَهُ الْعُيُونُ بِمُشَاهَدَةِ الْعِيَانِ وَ رَأَتْهُ الْقُلُوبُ بِحَقَائِقِ الْإِيمَانِ لَا يُعْرَفُ بِالْقِيَاسِ وَ لَا يُدْرَكُ بِالْحَوَاسِّ وَ لَا يُشَبَّهُ بِالنَّاسِ مَوْصُوفٌ بِالْآيَاتِ مَعْرُوفٌ بِالْعَلَامَاتِ لَا يَجُورُ فِي حُكْمِهِ ذَلِكَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ قَالَ فَخَرَجَ الرَّجُلُ وَ هُوَ يَقُولُ اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسالَتَهُ 2341 .
يد، التوحيد أبي عن علي عن أبيه عن علي بن معبد عن عبد الله بن سنان عن أبيه مثله- ج، الإحتجاج مرسلا عن عبد الله بن سنان عن أبيه مثله بيان قوله ع بحقائق الإيمان أي بالعقائد التي هي حقائق أي عقائد عقلية ثابتة يقينية لا يتطرق إليها الزوال و التغير هي أركان الإيمان أو بالأنوار و الآثار التي حصلت في القلب من الإيمان أو بالتصديقات و الإذعانات التي تحق أن تسمى إيمانا أو المراد بحقائق الإيمان ما ينتمي إليه تلك العقائد من البراهين العقلية فإن الحقيقة ما يصير إليه حق الأمر و وجوبه ذكره المطرزي في الغريبين لا يعرف بالقياس أي بالمقايسة بغيره و قوله ع و لا يشبه بالناس كالتعليل لقوله لا يدرك بالحواس موصوف بالآيات أي إذا أريد أن يذكر و يوصف بأن له الآيات الصادرة عنه المنتمية إليه أو إنما يوصف بالصفات الكمالية بما يشاهد من آيات قدرته و عظمته و ينزه
عن مشابهتها لما يرى من العجز و النقص فيها معروف بالعلامات أي يعرف وجوده و صفاته العينية الكمالية بالعلامات الدالة عليه لا بالكنه.
2- يد، التوحيد لي، الأمالي للصدوق الْقَطَّانُ وَ الدَّقَّاقُ وَ السِّنَانِيُّ عَنِ ابْنِ زَكَرِيَّا الْقَطَّانِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَبَّاسِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي السَّرِيِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ عَنِ ابْنِ طَرِيفٍ عَنِ الْأَصْبَغِ فِي حَدِيثٍ قَالَ: قَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ ذِعْلِبٌ فَقَالَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ هَلْ رَأَيْتَ رَبَّكَ فَقَالَ وَيْلَكَ يَا ذِعْلِبُ لَمْ أَكُنْ بِالَّذِي أَعْبُدُ رَبّاً لَمْ أَرَهُ قَالَ فَكَيْفَ رَأَيْتَهُ صِفْهُ لَنَا قَالَ وَيْلَكَ لَمْ تَرَهُ الْعُيُونُ بِمُشَاهَدَةِ الْأَبْصَارِ وَ لَكِنْ رَأَتْهُ الْقُلُوبُ بِحَقَائِقِ الْإِيمَانِ وَيْلَكَ يَا ذِعْلِبُ إِنَّ رَبِّي لَا يُوصَفُ بِالْبُعْدِ وَ لَا بِالْحَرَكَةِ وَ لَا بِالسُّكُونِ وَ لَا بِالْقِيَامِ قِيَامِ انْتِصَابٍ وَ لَا بِجَيْئَةٍ وَ لَا بِذَهَابٍ لَطِيفُ اللَّطَافَةِ لَا يُوصَفُ بِاللُّطْفِ عَظِيمُ الْعَظَمَةِ لَا يُوصَفُ بِالْعِظَمِ كَبِيرُ الْكِبْرِيَاءِ لَا يُوصَفُ بِالْكِبَرِ جَلِيلُ الْجَلَالَةِ لَا يُوصَفُ بِالْغِلَظِ رَءُوفُ الرَّحْمَةِ لَا يُوصَفُ بِالرِّقَّةِ مُؤْمِنٌ لَا بِعِبَادَةٍ مُدْرِكٌ لَا بِمَجَسَّةٍ قَائِلٌ لَا بِلَفْظٍ هُوَ فِي الْأَشْيَاءِ عَلَى غَيْرِ مُمَازَجَةٍ خَارِجٌ مِنْهَا عَلَى غَيْرِ مُبَايَنَةٍ فَوْقَ كُلِّ شَيْءٍ وَ لَا يُقَالُ شَيْءٌ فَوْقَهُ أَمَامَ كُلِّ شَيْءٍ وَ لَا يُقَالُ لَهُ أَمَامٌ دَاخِلٌ فِي الْأَشْيَاءِ لَا كَشَيْءٍ فِي شَيْءٍ دَاخِلٍ وَ خَارِجٌ مِنْهَا لَا كَشَيْءٍ مِنْ شَيْءٍ خَارِجٍ فَخَرَّ ذِعْلِبٌ مَغْشِيّاً عَلَيْهِ الْخَبَرَ.
بيان ذعلب بكسر الذال المعجمة و سكون العين المهملة و كسر اللام كما ضبطه الشهيد رحمه الله و الأبصار بفتح الهمزة و يحتمل كسرها قوله ع لطيف اللطافة أي لطافته لطيفة عن أن تدرك بالعقول و الأفهام و لا يوصف باللطف المدرك لعباده في دقائق الأشياء و لطائفها و عظمته أعظم من أن يحيط به الأذهان و هو لا يوصف بالعظم الذي يدركه مدارك الخلق من عظائم الأشياء و جلائلها و كبرياؤه أكبر من أن يوصف و يعبر عنه بالعبادة و البيان و هو لا يوصف بالكبر الذي يتصف به خلقه و جلالته أجل من أن يصل إليه أفهام الخلق و هو لا يوصف بالغلظ كما يوصف الجلائل من الخلق به و المراد بالغلظ إما الغلظ في الخلق أو الخشونة في الخلق قوله ع لا يوصف بالرقّة أي رقة القلب لأنه من صفات الخلق بل المراد فيه تعالى غايته قوله ع مؤمن لا بعبادة أي يؤمن عباده من عذابه من غير أن يستحقّوا ذلك بعباده أو يطلب عليه المؤمن
لا كما يطلق بمعنى الإيمان و الإذعان و التعبد قوله ع لا بلفظ أي من غير تلفظ بلسان أو من غير احتياج إلى إظهار لفظ بل يلقي في قلوب من يشاء من خلقه ما يشاء.
3- لي، الأمالي للصدوق عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُوسَى عَنِ الصُّوفِيِّ عَنِ الرُّويَانِيِّ عَنْ عَبْدِ الْعَظِيمِ الْحَسَنِيِّ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي مَحْمُودٍ قَالَ قَالَ عَلِيُّ بْنُ مُوسَى الرِّضَا ع فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ قَالَ يَعْنِي مُشْرِقَةٌ تَنْتَظِرُ ثَوَابَ رَبِّهَا.
يد، التوحيد ن، عيون أخبار الرضا عليه السلام الدقاق عن الصوفي مثله- ج، الإحتجاج مرسلا مثله بيان اعلم أن للفرقة المحقّة في الجواب عن الاستدلال بتلك الآية على جواز الرؤية وجوها الأول ما ذكره ع في هذا الخبر من أن المراد بالناظرة المنتظرة كقوله تعالى فَناظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ روي ذلك عن مجاهد و الحسن و سعيد بن جبير و الضحاك و هو المروي عن علي ع 2342 و اعترض عليه بأن النظر بمعنى الانتظار لا يتعدى بإلى و أجيب بأن تعديته بهذا المعنى بإلى كثيرة كما قال الشاعر
إني إليك لما وعدت لناظر
نظر الفقير إلى الغني الموسر .
و قال آخر
و يوم بذي قار رأيت وجوههم
إلى الموت من وقع السيوف نواظر .
و الشواهد عليه كثيرة مذكورة في مظانه و يحكى عن الخليل أنه قال يقال نظرت إلى فلان بمعنى انتظرته و عن ابن عباس أنه قال العرب تقول إنما أنظر إلى الله ثم إلى فلان و هذا يعمّ الأعمى و البصير فيقولون عيني شاخصة إلى فلان و طامحة إليك و نظري إلى الله و إليك و قال الرازي و تحقيق الكلام فيه أن قولهم في الانتظار نظرته بغير صلة فإنما ذلك في الانتظار لمجيء الإنسان بنفسه فأما إذا كان منتظرا لرفده و معونته فقد يقال فيه نظرت إليه انتهى و أجيب أيضا بأنا لا نسلم أن لفظة إلى صلة للنظر بل هو واحد الآلاء و مفعول به للنظر بمعنى الانتظار و منه قال الشاعر
أبيض لا يرهب الهزال و لا
يقطع رحما و لا يخون إلي
أي لا يخون نعمة. الثاني أن يكون فيه حذف مضاف أي إلى ثواب ربها أي هي ناظرة إلى نعيم الجنّة حالا بعد حال فيزداد بذلك سرورها و ذكر الوجوه و المراد به أصحاب الوجوه روي ذلك عن جماعة من علماء المفسّرين من الصحابة و التابعين و غيرهم. الثالث أن يكون إلى بمعنى عند و هو معنى معروف عند النحاة و له شواهد كقول الشاعر
فهل لكم فيما إلي فإنني
طبيب بما أعيا النطاسي حذيما 2343
أي فيما عندي و على هذا يحتمل تعلق الظرف بناضرة و بناظرة و الأول أظهر. الرابع أن يكون النظر إلى الربّ كناية عن حصول غاية المعرفة بكشف العلائق الجسمانية فكأنها ناظرة إليه تعالى
كقوله ص اعْبُدِ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ.
4 لي، الأمالي للصدوق الْمُكَتِّبُ عَنْ مُحَمَّدٍ الْأَسَدِيِّ عَنِ ابْنِ بَزِيعٍ عَنِ الرِّضَا ع فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ وَ هُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصارَ قَالَ لَا تُدْرِكُهُ أَوْهَامُ الْقُلُوبُ فَكَيْفَ تُدْرِكُهُ أَبْصَارُ الْعُيُونِ.