کتابخانه روایات شیعه
بحار الأنوار (ط - بيروت) - ج 1تا15
خَالِدٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيٍّ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص أَرَانِي جَبْرَئِيلُ مَنَازِلِي وَ مَنَازِلَ أَهْلِ بَيْتِي عَلَى الْكَوْثَرِ.
26- وَ يَعْضُدُهُ أَيْضاً مَا رَوَاهُ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ رِئَابٍ عَنْ مِسْمَعِ بْنِ أَبِي سِيرَةَ 4837 عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ص يَقُولُ لَمَّا أُسْرِيَ بِي إِلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ قَالَ لِي جَبْرَئِيلُ تَقَدَّمْ يَا مُحَمَّدُ أَمَامَكَ وَ أَرَانِي الْكَوْثَرَ وَ قَالَ يَا مُحَمَّدُ هَذَا الْكَوْثَرُ لَكَ دُونَ النَّبِيِّينَ فَرَأَيْتُ عَلَيْهِ قُصُوراً كَثِيرَةً مِنَ اللُّؤْلُؤِ وَ الْيَاقُوتِ وَ الدُّرِّ وَ قَالَ يَا مُحَمَّدُ هَذِهِ مَسَاكِنُكَ وَ مَسَاكِنُ وَزِيرِكَ وَ وَصِيِّكَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَ ذُرِّيَّتِهِ الْأَبْرَارِ قَالَ فَضَرَبْتُ بِيَدِي إِلَى بَلَاطِهِ فَشَمِمْتُهُ فَإِذَا هُوَ مِسْكٌ وَ إِذَا أَنَا بِالْقُصُورِ لَبِنَةٌ ذَهَبٌ وَ لَبِنَةٌ فِضَّةٌ.
27- وَ رُوِيَ أَيْضاً عَنْ أَحْمَدَ بْنِ هَوْذَةَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ حُمْرَانَ بْنِ أَعْيَنَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص صَلَّى الْغَدَاةَ ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى عَلِيٍّ ع فَقَالَ يَا عَلِيُّ مَا هَذَا النُّورُ الَّذِي أَرَاهُ قَدْ غَشِيَكَ قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَصَابَتْنِي جَنَابَةٌ فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ فَأَخَذْتُ بَطْنَ الْوَادِي وَ لَمْ أُصِبِ الْمَاءَ فَلَمَّا وَلَّيْتُ نَادَانِي مُنَادٍ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَالْتَفَتُّ فَإِذَا خَلْفِي إِبْرِيقٌ مَمْلُوءٌ مِنْ مَاءٍ فَاغْتَسَلْتُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص يَا عَلِيُّ أَمَّا الْمُنَادِي فَجَبْرَئِيلُ وَ الْمَاءُ مِنْ نَهَرٍ يُقَالُ لَهُ الْكَوْثَرُ عَلَيْهِ اثْنَا عَشَرَ أَلْفَ شَجَرَةٍ كُلُّ شَجَرَةٍ لَهَا ثَلَاثَةُ مِائَةٍ وَ سِتُّونَ غُصْناً فَإِذَا أَرَادَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الطَّرَبَ هَبَّتْ رِيحٌ فَمَا مِنْ شَجَرَةٍ وَ لَا غُصْنٍ إِلَّا وَ هُوَ أَحْلَى صَوْتاً مِنَ الْآخَرِ وَ لَوْ لَا أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى كَتَبَ عَلَى أَهْلِ الْجَنَّةِ أَنْ لَا يَمُوتُوا لَمَاتُوا فَرَحاً مِنْ شِدَّةِ حَلَاوَةِ تِلْكَ الْأَصْوَاتِ وَ هَذَا النَّهَرُ فِي جَنَّةِ عَدْنٍ وَ هُوَ لِي وَ لَكَ وَ لِفَاطِمَةَ وَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَيْنِ وَ لَيْسَ لِأَحَدٍ فِيهِ شَيْءٌ.
توضيح البلاط كسحاب الحجارة التي تفرش في الدار.
28- فر، تفسير فرات بن إبراهيم مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ زَكَرِيَّا مُعَنْعَناً عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ ع قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص لِمُحِبِّينَا أَهْلَ الْبَيْتِ سَتَجِدُونَ مِنْ قُرَيْشٍ أَثَرَةً 4838 فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِي عَلَى الْحَوْضِ شَرَابُهُ أَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ وَ أَبْيَضُ مِنَ اللَّبَنِ وَ أَبْرَدُ
مِنَ الثَّلْجِ وَ أَلْيَنُ مِنَ الزُّبْدِ وَ أَنْتُمُ الَّذِينَ وَصَفَكُمُ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ 4839 يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدانٌ مُخَلَّدُونَ إِلَى قَوْلِهِ وَ لا يُنْزِفُونَ .
29- فر، تفسير فرات بن إبراهيم عُبَيْدُ بْنُ كَثِيرٍ مُعَنْعَناً عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ: لَمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى عَلَى نَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ ص وَ أَهْلِ بَيْتِهِ ع إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ع يَا رَسُولَ اللَّهِ لَقَدْ شَرَّفَ اللَّهُ هَذَا النَّهَرَ وَ كَرَّمَهُ فَانْعَتْهُ لَنَا قَالَ نَعَمْ يَا عَلِيُّ الْكَوْثَرُ نَهَرٌ يُجْرِي اللَّهُ مِنْ تَحْتِ عَرْشِهِ 4840 مَاؤُهُ أَبْيَضُ مِنَ اللَّبَنِ وَ أَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ وَ أَلْيَنُ مِنَ الزُّبْدِ حَصْبَاهُ الدُّرُّ وَ الْيَاقُوتُ وَ الْمَرْجَانُ تُرَابُهُ الْمِسْكُ الْأَذْفَرُ حَشِيشُهُ الزَّعْفَرَانُ يَجْرِي مِنْ تَحْتِ قَوَائِمِ عَرْشِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ثَمَرُهُ كَأَمْثَالِ الْقِلَالِ 4841 مِنَ الزَّبَرْجَدِ الْأَخْضَرِ وَ الْيَاقُوتِ الْأَحْمَرِ وَ الدُّرِّ الْأَبْيَضِ يَسْتَبِينُ ظَاهِرُهُ مِنْ بَاطِنِهِ وَ بَاطِنُهُ مِنْ ظَاهِرِهِ فَبَكَى النَّبِيُّ ص وَ أَصْحَابُهُ ثُمَّ ضَرَبَ بِيَدِهِ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع فَقَالَ يَا عَلِيُّ وَ اللَّهِ مَا هُوَ لِي وَحْدِي وَ إِنَّمَا هُوَ لِي وَ لَكَ وَ لِمُحِبِّيكَ مِنْ بَعْدِي.
: عد، العقائد اعْتِقَادُنَا فِي الْحَوْضِ أَنَّهُ حَقٌّ وَ أَنَّ عَرْضَهُ مَا بَيْنَ أَيْلَةَ وَ صَنْعَاءَ وَ هُوَ حَوْضُ النَّبِيِّ ص 4842 وَ أَنَّ فِيهِ مِنَ الْأَبَارِيقِ عَدَدَ نُجُومِ السَّمَاءِ وَ أَنَّ الْوَالِيَ 4843 عَلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ع يَسْقِي مِنْهُ أَوْلِيَاءَهُ وَ يَذُودُ عَنْهُ أَعْدَاءَهُ مَنْ شَرِبَ مِنْهُ شَرْبَةً لَمْ يَظْمَأْ بَعْدَهَا أَبَداً.
30- وَ قَالَ النَّبِيُّ ص لَيَخْتَلِجَنَّ قَوْمٌ مِنْ أَصْحَابِي دُونِي وَ أَنَا عَلَى الْحَوْضِ فَيُؤْخَذُ بِهِمْ ذَاتَ الشِّمَالِ فَأُنَادِي يَا رَبِّ أُصَيْحَابِي أُصَيْحَابِي 4844 فَيُقَالُ إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ.
31- ما، الأمالي للشيخ الطوسي الْمُفِيدُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ مُوسَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعَرْزَمِيِ 4845 عَنْ مُعَلَّى بْنِ هِلَالٍ عَنِ الْكَلْبِيِّ عَنْ أَبِي صَالِحٍ 4846 عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ص يَقُولُ أَعْطَانِي اللَّهُ خَمْساً وَ أَعْطَى عَلِيّاً خَمْساً أَعْطَانِي جَوَامِعَ الْكَلِمِ وَ أَعْطَى عَلِيّاً جَوَامِعَ الْعِلْمِ وَ جَعَلَنِي نَبِيّاً وَ جَعَلَهُ وَصِيّاً وَ أَعْطَانِي الْكَوْثَرَ وَ أَعْطَاهُ السَّلْسَبِيلَ وَ أَعْطَانِي الْوَحْيَ وَ أَعْطَاهُ الْإِلْهَامَ وَ أَسْرَى بِي إِلَيْهِ وَ فَتَحَ لَهُ أَبْوَابَ السَّمَاءِ وَ الْحُجُبَ حَتَّى نَظَرَ إِلَيَّ وَ نَظَرْتُ إِلَيْهِ الْحَدِيثَ 4847 .
32- لي، الأمالي للصدوق أَبِي عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْبَرْقِيِّ عَنِ الْقَاسِمِ عَنْ جَدِّهِ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ آبَائِهِ ع عَنِ النَّبِيِّ ص أَنَّهُ قَالَ: يَا عَلِيُّ أَنْتَ وَ شِيعَتُكَ عَلَى الْحَوْضِ تَسْقُونَ مَنْ أَحْبَبْتُمْ وَ تَمْنَعُونَ مَنْ كَرِهْتُمْ وَ أَنْتُمُ الْآمِنُونَ يَوْمَ الْفَزَعِ الْأَكْبَرِ فِي ظِلِّ الْعَرْشِ يَفْزَعُ النَّاسُ وَ لَا تَفْزَعُونَ وَ يَحْزَنُ النَّاسُ وَ لَا تَحْزَنُونَ فِيكُمْ نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنى أُولئِكَ عَنْها مُبْعَدُونَ فِيكُمْ نَزَلَتْ لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَ تَتَلَقَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ هذا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ الْحَدِيثَ.
: فر، تفسير فرات بن إبراهيم الْقَاسِمُ بْنُ عُبَيْدٍ مُعَنْعَناً عَنْهُ عَنْ آبَائِهِ ع مِثْلَهُ وَ زَادَ فِي آخِرِهِ يَا عَلِيُّ أَنْتَ وَ شِيعَتُكَ تُطْلَبُونَ فِي الْمَوْقِفِ وَ أَنْتُمْ فِي الْجِنَانِ مُتَنَعِّمُونَ.
33 أَعْلَامُ الدِّينِ لِلدَّيْلَمِيِّ مِنْ كِتَابِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ ص وَ قَدْ سُئِلَ عَنِ الْحَوْضِ فَقَالَ أَمَّا إِذَا سَأَلْتُمُونِي
عَنِ الْحَوْضِ فَإِنِّي سَأُخْبِرُكُمْ عَنْهُ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَكْرَمَنِي بِهِ دُونَ الْأَنْبِيَاءِ وَ إِنَّهُ مَا بَيْنَ أَيْلَةَ إِلَى صَنْعَاءَ يَسِيلُ فِيهِ خَلِيجَانِ مِنَ الْمَاءِ مَاؤُهُمَا أَبْيَضُ مِنَ اللَّبَنِ وَ أَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ بَطْحَاؤُهُمَا مِسْكٌ أَذْفَرُ حَصْبَاؤُهُمَا الدُّرُّ وَ الْيَاقُوتُ شَرْطٌ مَشْرُوطٌ مِنْ رَبِّي لَا يَرِدُهُمَا إِلَّا الصَّحِيحَةُ نِيَّاتُهُمْ النَّقِيَّةُ قُلُوبُهُمْ الَّذِينَ يُعْطُونَ مَا عَلَيْهِمْ فِي يُسْرٍ وَ لَا يَأْخُذُونَ مَا لَهُمْ فِي عُسْرٍ الْمُسَلِّمُونَ لِلْوَصِيِّ مِنْ بَعْدِي يَذُودُ مَنْ لَيْسَ مِنْ شِيعَتِهِ كَمَا يَذُودُ الرَّجُلُ الْجَمَلَ الْأَجْرَبَ عَنْ إِبِلِهِ.
باب 21 الشفاعة
الآيات البقرة وَ اتَّقُوا يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً وَ لا يُقْبَلُ مِنْها شَفاعَةٌ وَ لا يُؤْخَذُ مِنْها عَدْلٌ وَ لا هُمْ يُنْصَرُونَ و قال تعالى وَ اتَّقُوا يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً وَ لا يُقْبَلُ مِنْها عَدْلٌ وَ لا تَنْفَعُها شَفاعَةٌ وَ لا هُمْ يُنْصَرُونَ و قال تعالى يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْناكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا بَيْعٌ فِيهِ وَ لا خُلَّةٌ وَ لا شَفاعَةٌ و قال مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ الإسراء عَسى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقاماً مَحْمُوداً مريم لا يَمْلِكُونَ الشَّفاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمنِ عَهْداً طه يَوْمَئِذٍ لا تَنْفَعُ الشَّفاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ وَ رَضِيَ لَهُ قَوْلًا الأنبياء وَ قالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمنُ وَلَداً سُبْحانَهُ بَلْ عِبادٌ مُكْرَمُونَ لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَ هُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ يَعْلَمُ ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَ ما خَلْفَهُمْ وَ لا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضى وَ هُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ الشعراء فَما لَنا مِنْ شافِعِينَ وَ لا صَدِيقٍ حَمِيمٍ سبأ وَ لا تَنْفَعُ الشَّفاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ حَتَّى إِذا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قالُوا ما ذا قالَ رَبُّكُمْ قالُوا الْحَقَّ وَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ
الدخان إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقاتُهُمْ أَجْمَعِينَ يَوْمَ لا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئاً وَ لا هُمْ يُنْصَرُونَ إِلَّا مَنْ رَحِمَ اللَّهُ إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ النجم وَ كَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّماواتِ لا تُغْنِي شَفاعَتُهُمْ شَيْئاً إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشاءُ وَ يَرْضى المدثر فَما تَنْفَعُهُمْ شَفاعَةُ الشَّافِعِينَ النبأ يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَ الْمَلائِكَةُ صَفًّا لا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ وَ قالَ صَواباً تفسير قال الطبرسي قدس الله روحه في قوله تعالى وَ اتَّقُوا أي احذروا و اخشوا يَوْماً لا تَجْزِي أي لا تغني أو لا تقضي فيه نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً و لا تدفع عنها مكروها و قيل لا يؤدي أحد عن أحد حقا وجب عليه لله أو لغيره وَ لا يُقْبَلُ مِنْها شَفاعَةٌ قال المفسرون حكم هذه الآية مختص باليهود لأنهم قالوا نحن أولاد الأنبياء و آباؤنا يشفعون لنا فآيسهم الله عن ذلك فخرج الكلام مخرج العموم و المراد به الخصوص و يدل على ذلك أن الأمة أجمعت على أن للنبي ص شفاعة مقبولة و إن اختلفوا في كيفيتها فعندنا هي مختصة بدفع المضار و إسقاط العقاب عن مستحقيه من مذنبي المؤمنين و قالت المعتزلة هي في زيادة المنافع للمطيعين و التائبين دون العاصين و هي ثابتة عندنا للنبي ص و لأصحابه المنتجبين و للأئمة من أهل بيته الطاهرين و لصالحي المؤمنين و ينجي الله تعالى بشفاعتهم كثيرا من الخاطئين.
و يؤيده الخبر الذي تلقته الأمة بالقبول
وَ هُوَ قَوْلُهُ ع ادَّخَرْتُ شَفَاعَتِي لِأَهْلِ الْكَبَائِرِ مِنْ أُمَّتِي.
وَ مَا جَاءَ فِي رِوَايَاتِ أَصْحَابِنَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ مَرْفُوعاً عَنِ النَّبِيِّ ص أَنَّهُ قَالَ: إِنِّي أَشْفَعُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأُشَفَّعُ وَ يَشْفَعُ عَلِيٌّ فَيُشَفَّعُ وَ يَشْفَعُ أَهْلُ بَيْتِي فَيُشَفَّعُونَ وَ إِنَّ أَدْنَى الْمُؤْمِنِينَ شَفَاعَةً لَيَشْفَعُ فِي أَرْبَعِينَ مِنْ إِخْوَانِهِ كُلٌّ قَدِ اسْتَوْجَبُوا النَّارَ.
وَ لا يُؤْخَذُ مِنْها عَدْلٌ أي فدية لأنه يعادل المفدي و يماثله و أما ما جاء في الحديث لا يقبل الله منه صرفا و لا عدلا فاختلف في معناه قال الحسن الصرف العمل و العدل الفدية و قال الأصمعي الصرف التطوع و العدل الفريضة
و قال أبو عبيدة الصرف الحيلة و العدل الفدية و قال الكلبي الصرف الفدية و العدل رجل مكانه وَ لا هُمْ يُنْصَرُونَ أي لا يعاونون حتى ينجوا من العذاب و قيل ليس لهم ناصر ينتصر لهم من الله إذا عاقبهم.
و في قوله سبحانه لا بَيْعٌ فِيهِ أي لا تجارة وَ لا خُلَّةٌ أي لا صداقة لأنهم بالمعاصي يصيرون أعداء و قيل لأن شغله بنفسه يمنع من صداقة غيره و هذا كقوله الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ وَ لا شَفاعَةٌ أي لغير المؤمنين مطلقا.
و في قوله سبحانه مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ هو استفهام معناه الإنكار و النفي أي لا يشفع يوم القيامة أحد لأحد إلا بإذنه و أمره و ذلك أن المشركين كانوا يزعمون أن الأصنام تشفع لهم فأخبر الله سبحانه أن أحدا ممن له الشفاعة لا يشفع إلا بعد أن يأذن الله له في ذلك و يأمره به.
و في قوله عز و جل وَ نَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلى جَهَنَّمَ وِرْداً لا يَمْلِكُونَ الشَّفاعَةَ أي لا يقدرون على الشفاعة فلا يشفعون و لا يشفع لهم حين يشفع أهل الإيمان بعضهم لبعض لأن ملك الشفاعة على وجهين أحدهما أن يشفع للغير و الآخر أن يستدعي الشفاعة من غيره لنفسه فبين سبحانه أن هؤلاء الكفار لا تنفذ شفاعة غيرهم فيهم و لا شفاعة لهم لغيرهم إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمنِ عَهْداً أي لا يملك الشفاعة إلا هؤلاء أو لا يشفع إلا لهؤلاء و العهد هو الإيمان و الإقرار بوحدانية الله تعالى و التصديق بأنبيائه و قيل هو شهادة أن لا إله إلا الله و أن يتبرءوا إلى الله من الحول و القوة و لا يرجوا إلا لله عن ابن عباس و قيل معناه لا يشفع إلا من وعد له الرحمن بإطلاق الشفاعة كالأنبياء و الشهداء و العلماء و المؤمنين على ما ورد به الأخبار و قال علي بن إبراهيم في تفسيره
حَدَّثَنِي أَبِي عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَنْ آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص مَنْ لَمْ يُحْسِنْ وَصِيَّتَهُ عِنْدَ الْمَوْتِ كَانَ نَقْصاً فِي مُرُوءَتِهِ فَقِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ يُوصِي الْمَيِّتُ قَالَ إِذَا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ وَ اجْتَمَعَ النَّاسُ إِلَيْهِ قَالَ اللَّهُمَّ فاطِرَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ سَاقَ الْحَدِيثَ إِلَى أَنْ قَالَ وَ تَصْدِيقُ هَذِهِ الْوَصِيَّةِ فِي سُورَةِ مَرْيَمَ فِي قَوْلِهِ لا يَمْلِكُونَ الشَّفاعَةَ إِلَّا مَنِ
اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمنِ عَهْداً فَهَذَا عَهْدُ الْمَيِّتِ.
أقول سيأتي الخبر في باب الوصية.
و قال في قوله تعالى إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ وَ رَضِيَ لَهُ قَوْلًا أي لا تنفع ذلك اليوم شفاعة أحد في غيره إلا شفاعة من أذن الله له في أن يشفع و رضي قوله فيها من الأنبياء و الأولياء و الصالحين و الصديقين و الشهداء و في قوله سبحانه وَ قالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمنُ وَلَداً يعني من الملائكة سُبْحانَهُ نزه نفسه عن ذلك بَلْ عِبادٌ مُكْرَمُونَ أي ليسوا أولادا كما تزعمون بل عباد أكرمهم الله و اصطفاهم لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ أي لا يتكلمون إلا بما يأمرهم به ربهم وَ هُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ يَعْلَمُ ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَ ما خَلْفَهُمْ أي ما قدموا من أعمالهم و ما أخروا منها يعني ما عملوا منها و ما هم عاملون وَ لا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضى أي ارتضى الله دينه و قال مجاهد إلا لمن رضي الله عنه و قيل هم أهل شهادة أن لا إله إلا الله و قيل هم المؤمنون المستحقون للثواب و حقيقته أنه لا يشفعون إلا لمن ارتضى الله أن يشفع فيه فيكون في معنى قوله مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ وَ هُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ أي من خشيتهم منه فأضيف المصدر إلى المفعول مُشْفِقُونَ خائفون وجلون من التقصير في عبادته.