کتابخانه روایات شیعه
بحار الأنوار (ط - بيروت) - ج 1تا15
الحاقة فَلا أُقْسِمُ بِما تُبْصِرُونَ وَ ما لا تُبْصِرُونَ إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ وَ ما هُوَ بِقَوْلِ شاعِرٍ قَلِيلًا ما تُؤْمِنُونَ وَ لا بِقَوْلِ كاهِنٍ قَلِيلًا ما تَذَكَّرُونَ تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ وَ لَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنا بَعْضَ الْأَقاوِيلِ لَأَخَذْنا مِنْهُ بِالْيَمِينِ ثُمَّ لَقَطَعْنا مِنْهُ الْوَتِينَ فَما مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حاجِزِينَ وَ إِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِينَ وَ إِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنْكُمْ مُكَذِّبِينَ وَ إِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكافِرِينَ وَ إِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ المعارج فَلا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشارِقِ وَ الْمَغارِبِ إِنَّا لَقادِرُونَ عَلى أَنْ نُبَدِّلَ خَيْراً مِنْهُمْ وَ ما نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَ يَلْعَبُوا حَتَّى يُلاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ نوح وَ قالُوا لا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَ لا تَذَرُنَّ وَدًّا وَ لا سُواعاً وَ لا يَغُوثَ وَ يَعُوقَ وَ نَسْراً الجن قُلْ إِنَّما أَدْعُوا رَبِّي وَ لا أُشْرِكُ بِهِ أَحَداً قُلْ إِنِّي لا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَ لا رَشَداً قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَ لَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً إِلَّا بَلاغاً مِنَ اللَّهِ وَ رِسالاتِهِ إلى آخر السورة المزمل وَ اذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَ تَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا رَبُّ الْمَشْرِقِ وَ الْمَغْرِبِ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا وَ اصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ وَ اهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلًا وَ ذَرْنِي وَ الْمُكَذِّبِينَ أُولِي النَّعْمَةِ وَ مَهِّلْهُمْ قَلِيلًا إلى قوله إِنَّا أَرْسَلْنا إِلَيْكُمْ رَسُولًا شاهِداً عَلَيْكُمْ كَما أَرْسَلْنا إِلى فِرْعَوْنَ رَسُولًا إلى قوله إِنَّ هذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شاءَ اتَّخَذَ إِلى رَبِّهِ سَبِيلًا المدثر يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنْذِرْ إلى قوله ذَرْنِي وَ مَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً وَ جَعَلْتُ لَهُ مالًا مَمْدُوداً وَ بَنِينَ شُهُوداً وَ مَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِيداً ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ كَلَّا إِنَّهُ كانَ لِآياتِنا عَنِيداً سَأُرْهِقُهُ صَعُوداً إِنَّهُ فَكَّرَ وَ قَدَّرَ فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ ثُمَّ نَظَرَ ثُمَّ عَبَسَ وَ بَسَرَ ثُمَّ أَدْبَرَ وَ اسْتَكْبَرَ فَقالَ إِنْ هذا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ إِنْ هذا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ سَأُصْلِيهِ سَقَرَ إلى قوله وَ ما
هِيَ إِلَّا ذِكْرى لِلْبَشَرِ كَلَّا وَ الْقَمَرِ وَ اللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ وَ الصُّبْحِ إِذا أَسْفَرَ إِنَّها لَإِحْدَى الْكُبَرِ نَذِيراً لِلْبَشَرِ لِمَنْ شاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ إلى قوله فَما لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُؤْتى صُحُفاً مُنَشَّرَةً كَلَّا بَلْ لا يَخافُونَ الْآخِرَةَ كَلَّا إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شاءَ ذَكَرَهُ وَ ما يَذْكُرُونَ إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللَّهُ هُوَ أَهْلُ التَّقْوى وَ أَهْلُ الْمَغْفِرَةِ القيامة لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ إِنَّ عَلَيْنا جَمْعَهُ وَ قُرْآنَهُ فَإِذا قَرَأْناهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا بَيانَهُ كَلَّا بَلْ تُحِبُّونَ الْعاجِلَةَ وَ تَذَرُونَ الْآخِرَةَ الدهر إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنْزِيلًا فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَ لا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِماً أَوْ كَفُوراً إلى قوله إِنَّ هؤُلاءِ يُحِبُّونَ الْعاجِلَةَ وَ يَذَرُونَ وَراءَهُمْ يَوْماً ثَقِيلًا نَحْنُ خَلَقْناهُمْ وَ شَدَدْنا أَسْرَهُمْ وَ إِذا شِئْنا بَدَّلْنا أَمْثالَهُمْ تَبْدِيلًا إِنَّ هذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شاءَ اتَّخَذَ إِلى رَبِّهِ سَبِيلًا المرسلات أَ لَمْ نَخْلُقْكُمْ مِنْ ماءٍ مَهِينٍ إلى آخر السورة النبأ أَ لَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهاداً إلى آخر السورة النازعات أَ أَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ السَّماءُ بَناها رَفَعَ سَمْكَها فَسَوَّاها وَ أَغْطَشَ لَيْلَها وَ أَخْرَجَ ضُحاها وَ الْأَرْضَ بَعْدَ ذلِكَ دَحاها أَخْرَجَ مِنْها ماءَها وَ مَرْعاها وَ الْجِبالَ أَرْساها مَتاعاً لَكُمْ وَ لِأَنْعامِكُمْ عبس عَبَسَ وَ تَوَلَّى إلى آخر السورة التكوير فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ الْجَوارِ الْكُنَّسِ وَ اللَّيْلِ إِذا عَسْعَسَ وَ الصُّبْحِ إِذا تَنَفَّسَ إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ مُطاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ وَ ما صاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ وَ لَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ وَ ما هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ وَ ما هُوَ بِقَوْلِ شَيْطانٍ رَجِيمٍ فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ لِمَنْ شاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ وَ ما تَشاؤُنَ إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعالَمِينَ
الإنفطار يا أَيُّهَا الْإِنْسانُ ما غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ فِي أَيِّ صُورَةٍ ما شاءَ رَكَّبَكَ الإنشقاق فَلا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ وَ اللَّيْلِ وَ ما وَسَقَ وَ الْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ فَما لَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ وَ إِذا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لا يَسْجُدُونَ بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُكَذِّبُونَ وَ اللَّهُ أَعْلَمُ بِما يُوعُونَ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ البروج بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي تَكْذِيبٍ وَ اللَّهُ مِنْ وَرائِهِمْ مُحِيطٌ بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ الطارق وَ السَّماءِ ذاتِ الرَّجْعِ وَ الْأَرْضِ ذاتِ الصَّدْعِ إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ وَ ما هُوَ بِالْهَزْلِ إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً وَ أَكِيدُ كَيْداً فَمَهِّلِ الْكافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً الأعلى إلى آخر السورة الغاشية أَ فَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ وَ إِلَى السَّماءِ كَيْفَ رُفِعَتْ وَ إِلَى الْجِبالِ كَيْفَ نُصِبَتْ وَ إِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ فَذَكِّرْ إِنَّما أَنْتَ مُذَكِّرٌ لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ إِلَّا مَنْ تَوَلَّى وَ كَفَرَ فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذابَ الْأَكْبَرَ إِنَّ إِلَيْنا إِيابَهُمْ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا حِسابَهُمْ البلد لا أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ إلى آخر السورة أ لم نشرح إلى آخر السورة و التين إلى آخر السورة العلق إلى آخر السورة البينة إلى آخر السورة الماعون إلى آخر السورة الكوثر إلى آخر السورة الكافرون إلى آخر السورة النصر إلى آخر السورة.
[تفسير الآيات]
تفسير قال الطبرسي رحمه الله في قوله تعالى إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَواءٌ عَلَيْهِمْ قيل نزلت في أبي جهل و خمسة من أهل بيته قتلوا يوم بدر و قيل نزلت في قوم بأعيانهم من أحبار اليهود ممن كفر بالنبي ص عنادا و كتم أمره حسدا و قيل نزلت في مشركي العرب و قيل هي عامة في جميع الكفار أخبر الله تعالى بأن جميعهم لا يؤمنون 5434 و في قوله تعالى وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا نزلت في المنافقين و هم عبد الله بن أبي بن سلول و جد بن قيس و معتب بن قشير و أصحابهم و أكثرهم من اليهود 5435 و في قوله وَ إِذا خَلَوْا إِلى شَياطِينِهِمْ
رُوِيَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ ع أَنَّهُمْ كُهَّانُهُمْ 5436 .
و في قوله إِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا ما بَعُوضَةً فَما فَوْقَها
رُوِيَ عَنِ الصَّادِقِ ع أَنَّهُ قَالَ: إِنَّمَا ضَرَبَ اللَّهُ الْمَثَلَ بِالْبَعُوضَةِ لِأَنَّ الْبَعُوضَةَ عَلَى صِغَرِ حَجْمِهَا خَلَقَ اللَّهُ فِيهَا جَمِيعَ مَا خَلَقَ فِي الْفِيلِ مَعَ كِبَرِهِ وَ زِيَادَةِ عُضْوَيْنِ آخَرَيْنِ فَأَرَادَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ أَنْ يُنَبِّهَ بِذَلِكَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى لَطِيفِ خَلْقِهِ وَ عَجِيبِ صَنْعَتِهِ 5437 .
و في قوله يا بَنِي إِسْرائِيلَ اذْكُرُوا الخطاب لليهود و النصارى و قيل هو خطاب لليهود الذين كانوا بالمدينة و ما حولها 5438 .
و في قوله تعالى وَ لا تَشْتَرُوا بِآياتِي ثَمَناً قَلِيلًا
رُوِيَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع فِي هَذِهِ الْآيَةِ قَالَ كَانَ حُيَيُّ بْنُ أَخْطَبَ وَ كَعْبُ بْنُ الْأَشْرَفِ وَ آخَرُونَ مِنَ الْيَهُودِ لَهُمْ مَأْكَلَةٌ عَلَى الْيَهُودِ فِي كُلِّ سَنَةٍ فَكَرِهُوا بُطْلَانَهَا بِأَمْرِ النَّبِيِّ ص فَحَرَّفُوا لِذَلِكَ آيَاتٍ مِنَ التَّوْرَاةِ فِيهَا صِفَتُهُ وَ ذِكْرُهُ فَذَلِكَ الثَّمَنُ الَّذِي أُرِيدُ فِي الْآيَةِ 5439 .
و في قوله أَ تَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ هذه الآية خطاب لعلماء اليهود و كانوا يقولون لأقربائهم من المسلمين اثبتوا على ما أنتم عليه و لا يؤمنون هم 5440 و في قوله أَ فَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ قيل إنهم علماء اليهود الذين يحرفون التوراة فيجعلون الحلال حراما و الحرام حلالا
اتباعا لأهوائهم و إعانة لمن يرشونهم 5441 و في قوله وَ إِذا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا إلى قوله لِيُحَاجُّوكُمْ بِهِ عِنْدَ رَبِّكُمْ
رُوِيَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ ع أَنَّهُ قَالَ: كَانَ قَوْمٌ مِنَ الْيَهُودِ لَيْسُوا مِنَ الْمُعَانِدِينَ الْمُتَوَاطِئِينَ إِذَا لَقُوا الْمُسْلِمِينَ حَدَّثُوهُمْ بِمَا فِي التَّوْرَاةِ 5442 مِنْ صِفَةِ مُحَمَّدٍ ص فَنَهَاهُمْ كُبَرَاؤُهُمْ عَنْ ذَلِكَ وَ قَالُوا أَ تُخْبِرُونَهُمْ بِمَا فِي التَّوْرَاةِ مِنْ صِفَةِ مُحَمَّدٍ ص فَيُحَاجُّوكُمْ بِهِ عِنْدَ رَبِّكُمْ فَنَزَلَتِ الْآيَةُ 5443 .
و في قوله فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هذا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ قيل كتابتهم بأيديهم أنهم عمدوا إلى التوراة و حرفوا صفة النبي ص ليوقعوا الشك بذلك على المستضعفين من اليهود و هو المروي عن أبي جعفر الباقر ع و عن جماعة من أهل التفسير و قيل كان صفته في التوراة أسمر ربعة فجعلوه آدم طوالا و في رواية عكرمة عن ابن عباس قال إن أحبار اليهود وجدوا صفة النبي ص مكتوبة في التوراة أكحل أعين ربعة حسن الوجه فمحوه من التوراة حسدا و بغيا فأتاهم نفر من قريش فقالوا أ تجدون في التوراة نبيا منا قالوا نعم نجده طويلا أزرق سبط الشعر ذكره الواحدي بإسناده في الوسيط 5444 و في قوله وَ كانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا 5445 قال ابن عباس كانت اليهود يستفتحون أي يستنصرون على الأوس و الخزرج برسول الله ص قبل مبعثه فلما بعثه الله من العرب و لم يكن من بني إسرائيل كفروا به و جحدوا ما كانوا يقولونه فيه فقال لهم معاذ بن جبل و بشر بن البراء بن معرور يا معشر اليهود اتقوا الله و أسلموا فقد كنتم تستفتحون علينا بمحمد و نحن
أهل الشرك و تصفونه و تذكرون أنه مبعوث فقال سلام بن مسلم أخو بني النضير ما جاءنا بشيء نعرفه و ما هو بالذي كنا نذكر لكم فأنزل الله تعالى هذه الآية 5446 .
و في قوله قُلْ مَنْ كانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: سَبَبُ نُزُولِ هَذِهِ الْآيَةِ مَا رُوِيَ أَنَّ ابْنَ صُورِيَا وَ جَمَاعَةً مِنْ يَهُودِ أَهْلِ فَدَكَ لَمَّا قَدِمَ النَّبِيُّ ص إِلَى الْمَدِينَةِ سَأَلُوهُ فَقَالُوا يَا مُحَمَّدُ كَيْفَ نَوْمُكَ فَقَدْ أُخْبِرْنَا عَنْ نَوْمِ النَّبِيِّ الَّذِي يَأْتِي فِي آخِرِ الزَّمَانِ فَقَالَ يَنَامُ عَيْنَايَ وَ قَلْبِي يَقْظَانُ قَالُوا صَدَقْتَ يَا مُحَمَّدُ فَأَخْبِرْنَا عَنِ الْوَلَدِ يَكُونُ مِنَ الرَّجُلِ أَوِ الْمَرْأَةِ فَقَالَ أَمَّا الْعِظَامُ وَ الْعَصَبُ وَ الْعُرُوقُ فَمِنَ الرَّجُلِ وَ أَمَّا اللَّحْمُ وَ الدَّمُ وَ الظُّفُرُ وَ الشَّعْرُ فَمِنَ الْمَرْأَةِ قَالُوا صَدَقْتَ يَا مُحَمَّدُ فَمَا بَالُ الْوَلَدِ يُشْبِهُ أَعْمَامَهُ لَيْسَ فِيهِ شَبَهٌ مِنْ أَخْوَالِهِ أَوْ يُشْبِهُ أَخْوَالَهُ وَ لَيْسَ فِيِه مِنْ شَبَهِ أَعْمَامِهِ شَيْءٌ فَقَالَ أَيُّهُمَا عَلَا مَاؤُهُ كَانَ الشَّبَهُ لَهُ قَالُوا صَدَقْتَ يَا مُحَمَّدُ قَالُوا فَأَخْبِرْنَا عَنْ رَبِّكَ مَا هُوَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ إِلَى آخِرِ السُّورَةِ فَقَالَ لَهُ ابْنُ صُورِيَا خَصْلَةٌ وَاحِدَةٌ إِنْ قُلْتَهَا آمَنْتُ بِكَ وَ اتَّبَعْتُكَ أَيُّ مَلَكٍ يَأْتِيكَ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ قَالَ فَقَالَ جَبْرَئِيلُ قَالَ ذَلِكَ عَدُوُّنَا يَنْزِلُ بِالْقِتَالِ وَ الشِّدَّةِ وَ الْحَرْبِ وَ مِيكَائِيلُ يَنْزِلُ بِالْبِشْرِ وَ الرَّخَاءِ فَلَوْ كَانَ مِيكَائِيلُ هُوَ الَّذِي يَأْتِيكَ لَآمَنَّا بِكَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ هَذِهِ الْآيَةَ جَوَاباً لِلْيَهُودِ وَ رَدّاً عَلَيْهِمْ 5447 ..
و في قوله تعالى لا تَقُولُوا راعِنا كان المسلمون يقولون يا رسول الله راعنا أي استمع منا فحرفت اليهود هذا اللفظ فقالوا يا محمد راعنا و هم يلحدون إلى الرعونة و يريدون به النقيصة و الوقيعة فلما عوتبوا قالوا نقول كما يقول المسلمون فنهى الله عن ذلك بقوله لا تَقُولُوا راعِنا وَ قُولُوا انْظُرْنا و قال قتادة إنها كلمة كانت تقولها اليهود على وجه الاستهزاء و قال عطاء هي كلمة كانت الأنصار تقولها في الجاهلية فنهوا عنها في الإسلام و قال السدي كان ذلك كلام يهودي بعينه يقال له رفاعة بن زيد يريد بذلك الرعونة فنهي المسلمون عن ذلك
وَ قَالَ الْبَاقِرُ ع هَذِهِ
الْكَلِمَةُ سَبٌّ بِالْعِبْرَانِيَّةِ إِلَيْهِ كَانُوا يَذْهَبُونَ.
و قيل كان معناه عندهم اسمع لا سمعت و معنى انْظُرْنا انتظرنا نفهم أو فهمنا و بين لنا أو أقبل علينا 5448 .
و في قوله تعالى أَمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَسْئَلُوا رَسُولَكُمْ اختلف في سبب نزولها فَرُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَافِعَ بْنَ حَرْمَلَةَ وَ وَهْبَ بْنَ زَيْدٍ قَالا لِرَسُولِ اللَّهِ ائْتِنَا بِكِتَابٍ تُنْزِلُهُ عَلَيْنَا مِنَ السَّمَاءِ نَقْرَؤُهُ وَ فَجِّرْ لَنَا أَنْهَاراً نَتَّبِعْكَ وَ نُصَدِّقْكَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ هَذِهِ الْآيَةَ وَ قَالَ الْحَسَنُ عَنَى بِذَلِكَ مُشْرِكِي الْعَرَبِ وَ قَدْ سَأَلُوا وَ قالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنا إلى قوله أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَ الْمَلائِكَةِ قَبِيلًا و قالوا لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْمَلائِكَةُ أَوْ نَرى رَبَّنا و قال السدي سألت العرب محمدا ص أن يأتيهم بالله فيروه جهرة
وَ قَالَ مُجَاهِدٌ سَأَلَتْ قُرَيْشٌ مُحَمَّداً ص أَنْ يَجْعَلَ لَهُمُ الصَّفَا ذَهَباً فَقَالَ لَهُمْ نَعَمْ وَ لَكِنْ يَكُونُ لَكُمْ كَالْمَائِدَةِ لِقَوْمِ عِيسَى عَلَى نَبِيِّنَا وَ آلِهِ وَ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَرَجَعُوا.