کتابخانه روایات شیعه
بحار الأنوار (ط - بيروت) - ج 1تا15
18- وَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: خَلَقَ اللَّهُ جَبَلًا يُقَالُ لَهُ ق مُحِيطٌ بِالْعَالَمِ وَ عُرُوقُهُ إِلَى الصَّخْرَةِ الَّتِي عَلَيْهَا الْأَرْضُ فَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يُزَلْزِلَ قَرْيَةً أَمَرَ ذَلِكَ الْجَبَلَ فَحَرَّكَ الْعِرْقَ الَّذِي يَلِي تِلْكَ الْقَرْيَةَ فَيُزَلْزِلُهَا وَ يُحَرِّكُهَا فَمِنْ ثَمَّ تَحَرَّكُ الْقَرْيَةُ دُونَ الْقَرْيَةِ 9640 .
19- الْعِلَلُ، وَ الْمَجَالِسُ، لِلصَّدُوقِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ مَاجِيلَوَيْهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الْعَطَّارِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْأَشْعَرِيِّ عَنْ عِيسَى بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَهْزِيَارَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ع قَالَ: إِنَّ ذَا الْقَرْنَيْنِ لَمَّا انْتَهَى إِلَى السَّدِّ جَاوَزَهُ فَدَخَلَ فِي الظُّلُمَاتِ فَإِذَا هُوَ بِمَلَكٍ قَائِمٍ عَلَى جَبَلٍ طُولُهُ خَمْسُمِائَةِ ذِرَاعٍ فَقَالَ لَهُ الْمَلَكُ يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ أَ مَا كَانَ خَلْفَكَ مَسْلَكٌ فَقَالَ لَهُ ذُو الْقَرْنَيْنِ مَنْ أَنْتَ قَالَ أَنَا مَلَكٌ مِنْ مَلَائِكَةِ الرَّحْمَنِ مُوَكَّلٌ بِهَذَا الْجَبَلِ فَلَيْسَ مِنْ جَبَلٍ خَلَقَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَّا وَ لَهُ عِرْقٌ إِلَى هَذَا الْجَبَلِ فَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْ يُزَلْزِلَ مَدِينَةً أَوْحَى إِلَيَّ فَزَلْزَلْتُهَا 9641 .
14، 6- العياشي، عن جميل بن دراج عن أبي عبد الله ع قال سألته عن الزلزلة فقال أخبرني أبي عن آبائه قال قال رسول الله ص إن ذا القرنين لما انتهى إلى السد إلى آخر الخبر- الفقيه، مرسلا مثله 9642 بيان أ ما كان خلفك مسلك أي لأي شيء جئت هاهنا مع سعة الأرض خلفك.
20- الْعِلَلُ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْأَشْعَرِيِّ عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ يَزِيدَ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَمَّنْ ذَكَرَهُ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ خَلَقَ الْأَرْضَ فَأَمَرَ الْحُوتَ فَحَمَلَتْهَا فَقَالَتْ حَمَلْتُهَا بِقُوَّتِي فَبَعَثَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ حُوتاً قَدْرَ شِبْرٍ فَدَخَلَتْ فِي مَنْخِرِهَا فَاضْطَرَبَتْ أَرْبَعِينَ صَبَاحاً فَإِذَا أَرَادَ
اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْ يُزَلْزِلَ أَرْضاً تَرَاءَتْ لَهَا تِلْكَ الْحُوتَةُ الصَّغِيرَةُ فَزُلْزِلَتِ الْأَرْضُ فَرَقاً 9643 .
الْفَقِيهُ، مُرْسَلًا مِثْلَهُ وَ فِيهِ قَدْرَ فِتْرٍ 9644 .
بيان الفتر بالكسر ما بين السبابة و الإبهام إذا فرقتهما و تأنيث فحملتها و قالت بتأويل الحوتة أو السمكة و الفرق بالتحريك الخوف.
21- الْعِلَلُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْوَلِيدِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الصَّفَّارِ بِإِسْنَادٍ لَهُ رَفَعَهُ إِلَى أَحَدِهِمْ ع أَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى أَمَرَ الْحُوتَ بِحَمْلِ الْأَرْضِ وَ كُلِّ بَلْدَةٍ مِنَ الْبُلْدَانِ عَلَى فَلْسٍ مِنْ فُلُوسِهِ فَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْ يُزَلْزِلَ أَرْضاً أَمَرَ الْحُوتَ أَنْ يُحَرِّكَ ذَلِكَ الْفَلْسَ فَيُحَرِّكُهُ وَ لَوْ رُفِعَ الْفَلْسُ لَانْقَلَبَتِ الْأَرْضُ بِإِذْنِ اللَّهِ 9645 .
الفقيه، مرسلا عن الصادق ع مثله 9646 بيان قال الصدوق قدس سره بعد إيراد تلك الأخبار الثلاثة في الفقيه و الزلزلة تكون من هذه الوجوه الثلاثة و ليست هذه الأخبار بمختلفة انتهى و الظاهر أن مراده أن الزلزلة قد تكون بالعلة الأولى و قد تكون بالعلة الثانية و قد تكون بالعلة الثالثة و يحتمل اجتماع تلك العلل في كل زلزلة و يمكن أن تكون الثانية في الزلزلة العامة لجميع الأرض كزلزلة القيامة و الثالثة في ما إذا حصل بسببها خسف و انقلاب و تغير عظيم في الأرض و بالجملة الزلزلة العظيمة و الأولى في الزلازل الجزئية اليسيرة و يؤيد الخبر الأول أن أكثر الزلازل تبتدئ من الجبال و كل أرض تكون أقرب من الجبل فهي فيها أشد.
22- الْكَافِي، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِي حَمَّادٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْحَضْرَمِيِّ عَنْ تَمِيمِ بْنِ حَاتِمٍ قَالَ: كُنَّا مَعَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَاضْطَرَبَتِ الْأَرْضُ فَوَجَأَهَا 9647 ثُمَّ قَالَ لَهَا اسْكُنِي مَا لَكِ ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيْنَا فَقَالَ أَمَا إِنَّهَا لَوْ كَانَتِ الَّتِي قَالَ اللَّهُ لَأَجَابَتْنِي وَ لَكِنَّهَا 9648 لَيْسَتْ بِتِلْكَ 9649 .
23- الْعِلَلُ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ يَحْيَى بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَيُّوبَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَهْزِيَارَ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ عَنْ يَحْيَى الْحَلَبِيِّ عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبَانٍ عَنْ جَابِرٍ قَالَ حَدَّثَنِي تَمِيمُ بْنُ حِذْيَمٍ قَالَ: كُنَّا مَعَ عَلِيٍّ ع حَيْثُ تَوَجَّهْنَا إِلَى الْبَصْرَةِ قَالَ فَبَيْنَمَا نَحْنُ نُزُولٌ إِذَا اضْطَرَبَتِ الْأَرْضُ فَضَرَبَهَا عَلِيٌّ ع بِيَدِهِ ثُمَّ قَالَ لَهَا مَا لَكِ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ ثُمَّ قَالَ لَنَا أَمَا إِنَّهَا لَوْ كَانَتِ الزَّلْزَلَةَ الَّتِي ذَكَرَهَا اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِي كِتَابِهِ لَأَجَابَتْنِي وَ لَكِنَّهَا لَيْسَتْ بِتِلْكَ 9650 .
بيان هذا إشارة إلى ما ورد في الأخبار أن الإنسان في سورة الزلزال هو أمير المؤمنين ع يقول للأرض ما لك فتحدثه الأرض أخبارها كما
رُوِيَ فِي الْعِلَلِ، عَنْ فَاطِمَةَ ع قَالَتْ أَصَابَ النَّاسَ زَلْزَلَةٌ عَلَى عَهْدِ أَبِي بَكْرٍ وَ سَاقَتِ الْحَدِيثَ إِلَى قَوْلِهَا فَقَالَ لَهُمْ عَلِيٌّ ع كَأَنَّكُمْ قَدْ هَالَكُمْ مَا تَرَوْنَ قَالُوا وَ كَيْفَ لَا يَهُولُنَا وَ لَمْ نَرَ مِثْلَهَا قَطُّ قَالَتْ فَحَرَّكَ شَفَتَيْهِ ثُمَّ ضَرَبَ الْأَرْضَ بِيَدِهِ ثُمَّ قَالَ مَا لَكِ اسْكُنِي فَسَكَنَتْ فَقَالَ أَنَا الرَّجُلُ الَّذِي قَالَ اللَّهُ إِذا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزالَها وَ أَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقالَها وَ قالَ الْإِنْسانُ ما لَها فَأَنَا الْإِنْسَانُ الَّذِي يَقُولُ لَهَا مَا لَكِ يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبارَها إِيَّايَ تُحَدِّثُ.
فهذا معنى قوله ع إنها لو كانت الزلزلة التي ذكرها الله في كتابه أي في سورة الزلزال و هي زلزلة القيامة لأجابتني أي لحدثت و تكلمت معي و لكنها ليست بتلك أي زلزلة القيامة 9651 .
24- الْعِلَلُ، بِالْإِسْنَادِ الْمُتَقَدِّمِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ الدَّيْلَمِيِّ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع عَنِ الزَّلْزَلَةِ مَا هِيَ قَالَ آيَةٌ قُلْتُ وَ مَا سَبَبُهَا قَالَ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى وَكَّلَ بِعُرُوقِ الْأَرْضِ مَلَكاً فَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يُزَلْزِلَ أَرْضاً أَوْحَى إِلَى ذَلِكَ الْمَلَكِ أَنْ حَرِّكْ عُرُوقَ كَذَا وَ كَذَا قَالَ فَيُحَرِّكُ ذَلِكَ الْمَلَكُ عُرُوقَ تِلْكَ الْأَرْضِ الَّتِي أَمَرَهُ اللَّهُ فَتَتَحَرَّكُ بِأَهْلِهَا قَالَ قُلْتُ فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ فَمَا أَصْنَعُ قَالَ صَلِّ صَلَاةَ الْكُسُوفِ فَإِذَا فَرَغْتَ خَرَرْتَ سَاجِداً وَ تَقُولُ فِي سُجُودِكَ
يَا مَنْ يُمْسِكُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ أَنْ تَزُولا وَ لَئِنْ زالَتا إِنْ أَمْسَكَهُما مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كانَ حَلِيماً غَفُوراً أَمْسِكْ عَنَّا السُّوءَ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ 9652 .
الفقيه، بإسناده عن سليمان الديلمي مثله 9653 بيان آية أي علامة من علامات غضبه أو قدرته أَنْ تَزُولا أي كراهة أن تزولا أو لتضمن الإمساك معنى الحفظ أو المنع عدي به إِنْ أَمْسَكَهُما أي ما أمسكهما و في الفقيه بعد قوله غَفُوراً يا من يُمْسِكُ السَّماءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ أمسك.
25- الْكَافِي، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِي حَمَّادٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ عَنْ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ بَشِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: إِنَّ الْحُوتَ الَّذِي يَحْمِلُ الْأَرْضَ أَسَرَّ فِي نَفْسِهِ أَنَّهُ إِنَّمَا يَحْمِلُ الْأَرْضَ بِقُوَّتِهِ فَأَرْسَلَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَيْهِ حُوتاً أَصْغَرَ مِنْ شِبْرٍ وَ أَكْبَرَ مِنْ فِتْرٍ فَدَخَلَ فِي خَيَاشِيمِهِ فَصَعِقَ فَمَكَثَ بِذَلِكَ أَرْبَعِينَ يَوْماً ثُمَّ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ رَأَفَ بِهِ وَ رَحِمَهُ وَ خَرَجَ فَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِأَرْضٍ زَلْزَلَةً بَعَثَ ذَلِكَ الْحُوتَ إِلَى ذَلِكَ الْحُوتِ فَإِذَا رَآهُ اضْطَرَبَ فَتَزَلْزَلَتِ الْأَرْضُ 9654 .
26- الْعِلَلُ، لِمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْعِلَّةُ فِي زَلْزَلَةِ الْأَرْضِ أَنَّ الْحُوتَ الَّذِي يَحْمِلُ الْأَرْضَ لَهُ فُلُوسٌ فَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ زَلْزَلَةَ أَرْضٍ أَوْ مَكَانٍ رَفَعَ الْحُوتُ الْفَلْسَ الَّذِي فِي ذَلِكَ الْمَوْضِعِ وَ حَرَّكَهُ فَتُزَلْزَلُ الْأَرْضُ.
27- تَوْحِيدُ الْمُفَضَّلِ، قَالَ الصَّادِقُ ع فَإِنْ قَالَ قَائِلٌ فَلِمَ صَارَتْ هَذِهِ الْأَرْضُ تُزَلْزَلُ قِيلَ لَهُ إِنَّ الزَّلْزَلَةَ وَ مَا أَشْبَهَهَا مَوْعِظَةٌ وَ تَرْهِيبٌ يُرَهَّبُ بِهَا النَّاسُ لِيَرْعُوا وَ يُنْزَعُوا عَنِ الْمَعَاصِي.
فوائد
الأولى قسمة المعمور من الأرض بالأقاليم السبعة قالوا الدائرة العظيمة
التي تحدث على سطح الأرض إذا فرض معدل النهار قاطعا للعالم الجسماني تسمى خط الاستواء و إذا فرضت عظيمة أخرى على وجه الأرض تمر بقطبيها انقسمت الأرض بهما أرباعا أحد القسمين الشماليين هو الربع المسكون و الباقية إما غامرة في البحار غير مسكونة و إما عامرة غير معلومة الأحوال و طول كل ربع بقدر نصف الدائرة العظيمة و عرضه بقدر ربعها و هذا الربع المسكون أيضا ليس كله معمورا إذ بعضه في جانب الشمال لفرط البرد لا يمكن لحيوان التعيش فيه و هي المواضع التي يكون عرضها أزيد من تمام الميل الكلي و في القدر المعمور أيضا بحار كثيرة بعضها متصل بالمحيط و بعضها غير متصل كما عرفت و جبال و آكام و آجام و بطائح و مغايض و براري لا تقبل العمارة و وجدوا في جنوب خط الاستواء قليلا من العمارة من الزنج و السودان لكن لقلتها لم يعدوها من المعمورة و مبدأ العمارة عند المنجمين من جانب الغرب و كانت هناك جزائر تسمى الجزائر الخالدات و هي الآن مغمورة في الماء فجعلها بعضهم مبدأ الطول و آخرون جعلوا ساحل البحر الغربي مبدأ و بينهما عشر درجات و نهاية العمارة من الجانب الشرقي عندهم كنكذر و هو مستقر الشياطين بزعمهم و سموا ما بين النهايتين على خط الاستواء قبة الأرض ثم قسموا المعمور من هذا الربع في جانب العرض بسبعة أقاليم بدوائر موازية لخط الاستواء طول كل إقليم ما بين الخافقين و عرضه بقدر تفاضل نصف ساعة في النهار الأطول لأن أحوال كل إقليم متشابهة متناسبة بحسب الحر و البرد و المزاج و الألوان و الأخلاق فمبدأ الإقليم الأول في العرض عند الأكثر مواضع يكون عرضها اثنتا 9655 عشرة درجة و ثلثا درجة و نهارهم الأطول اثنتا عشرة ساعة و نصف و ربع و لم يعدوا من خط الاستواء إلى هذه المواضع من المعمورة لقلة العمارة فيها و بعضهم يجعل مبدأ الإقليم خط الاستواء لكن على التقديرين لا خلاف في أن مبدأ الإقليم الثاني حيث عرضه عشرون درجة و نصف و نهاره الأطول ثلاث عشرة ساعة و ربع و مساحة سطح الإقليم الأول على الأول كما ذكره البرجندي ستمائة ألف و اثنان و ستون ألف فرسخ و أربعة و أربعون فرسخا و نصف
فرسخ و البلاد المشهورة الواقعة فيه نجران و جند و صنعاء و صعدة و صحار و سندان و كولم و علاقي و قال بعضهم و هذا الإقليم يبتدئ في الطول من المشرق و أراضي الصين و تمر هناك على أنهار عظيمة ثم تمر على سواحل البحر الجنوبي و بعض أرض الصين و بعض البلاد الجنوبية من الهند و السند ثم على جزيرة كرك التي والاها من قبل ملك اليمن ثم يمر على خليج فارس و جزيرة العرب و على أكثر بلاد اليمن كمعلى و حضرموت و صنعاء و زبيد و عدن و شهر و قلهات و ظفار و سبأ و مدينة الطيب و صحار قصبة 9656 عمان ثم على الخليج الأحمر و دار ملك الحبشة و بلاد النوبة و على غاية معدن الذهب من بلاد السودان 9657 المغرب ثم على بلاد بربر إلى المحيط المغربي و عدد البلاد المشهورة الواقعة في هذا الإقليم خمسون و فيه من الجبال و الأنهار العظيمة عشرون جبلا و ثلاثون نهرا و لون أكثر أهله السواد و يزعمون أن هذا الإقليم منسوب إلى زحل و مساحة سطح ما بين خط الاستواء و الإقليم الأول ألف ألف فرسخ و مائة و ستة عشر ألف فرسخ و سبعمائة و خمسة و ثلاثون فرسخا و سدس فرسخ و البلاد المشهورة الواقعة فيها عدن و شوام و حضرموت و مرباط و سقوطرة و جزيرة سرنديب و جزيرة لامري و جزيرة كله و غانة و كوكو و سقالة و بربرا و زغاوة من بلاد الزنج و هدية و زيلع كلاهما من بلاد الحبشة.
و مساحة الإقليم الثاني خمسمائة ألف فرسخ و اثنان و سبعون ألف فرسخ و ستة و ستون فرسخا و ثلث فرسخ و البلاد المشهورة فيه مكة و المدينة ضاعف الله شرفهما و تيماء من بلاد الشام و ينبع و جدة و خيبر و بطن مر و الطائف و الفيد و الفرع و يمامة و الأحساء و قطيف و البحرين و القفط و صعيد
و أسيوط و أسوان و إسنا و عيذاب و لمطة من أقصى المغرب و سوس أقصى و سجلماسة و ديبل من بلاد السند و مكران و بيرون و المنصورة و صنم صومنات من بلاد الهند و كنبايت و ماهورة و قِنَّوْج و قال بعضهم هذا الإقليم يأخذ في الطول من بلاد الصين و يمر بمعظم بلاد الهند و منها دهلي ثم بشمال جبال معروفة في ديارهم و يمر بمعظم ديار السند منها منصورة و يصل إلى عمان و يقطع جزيرة العرب من أرض نجد و تهامة و يمر بالطائف و مكة شرفها الله تعالى و مدينة الرسول ص و يثرب و هجر و قطيف و البحرين و هرمز من كرمان و يقطع القلزم و يصل إلى صعيد مصر و يقطع النيل و يأخذ في أرض المغرب و يمر بأواسط بلاد إفريقية ثم ببلاد البربر و يصل إلى المحيط و البلاد المشهورة الواقعة في هذا الإقليم أيضا خمسون و فيه من الجبال عشرون و من الأنهار مثلها و لون عامة أهله بين السواد و السمرة و يزعمون أنه منسوب إلى الشمس.