کتابخانه روایات شیعه
بحار الأنوار (ط - بيروت) - ج 1تا15
أثنى عليه كما هو أهله 25683 ، و في بعضها: شأوه: و هو الغاية و الأمد و السّبق، يقال: شأوت القوم شأوا، أي: سبقتهم 25684 ، و في بعضها: شاره، و لعله من الشارة، و هي الهيئة الحسنة و الحسن و الجمال و الزّينة 25685 ، و لا يبعد أن يكون في الأصل: ناره، لاستقامة السجع و بلاغة المعنى.
و أما قوله: و لم أقطع غباره، فهو مثل، يقال: فلان ما يشقّ غباره إذا سبق غيره في الفضل، أي: لا يلحق أحد غباره فيشقّه 25686 ، كما هو المعروف في المثل بين العجم: أو ليس له غبار لسرعته، و اختار الميداني الأخير، حيث قال:
يريد 25687 : أنّه لا غبار له فيشقّ، و ذلك لسرعة عدوه و خفّة وطئه، و قال:
مواقع وطئه فلو أنّه
يجزي 25688 برملة عالج لم يرهج
و قال النابغة:
أعلمت يوم عكاظ حين لقيتني
تحت العجاج فما شققت غباري
يضرب لمن لا يجارى، لأنّ مجاريك يكون معك في الغبار، فكأنّه قال 25689 :
لا قرن له يجاريه 25690 .
و قال الجوهري: سواد القلب و سويداؤه: حبّته 25691 .
11- باب نزول الآيات في أمر فدك 25692 و قصصه و جوامع الاحتجاج فيه و فيه قصّة خالد و عزمه على قتل أمير المؤمنين عليه السلام
1- ن 25693 : فِيمَا احْتَجَّ الرِّضَا عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي فَضْلِ الْعِتْرَةِ الطَّاهِرَةِ.
قَالَ: وَ الْآيَةُ الْخَامِسَةُ: قَالَ 25694 اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ: وَ آتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ 25695 خُصُوصِيَةٌ خَصَّهُمُ الْعَزِيزُ 25696 الْجَبَّارُ بِهَا، وَ اصْطَفَاهُمْ عَلَى الْأُمَّةِ.
فَلَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ قَالَ: ادْعُوا إِلَيَّ فَاطِمَةَ.
فَدُعِيَتْ لَهُ، فَقَالَ: يَا فَاطِمَةُ! قَالَتْ: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ.
فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: فَدَكُ هِيَ مِمَّا 25697 لَمْ يُوجَفْ عَلَيْهِ بِخَيْلٍ 25698 وَ لَا رِكَابٍ، وَ هِيَ لِي خَاصَّةً دُونَ الْمُسْلِمِينَ، وَ قَدْ جَعَلْتُهَا لَكِ، لِمَا أَمَرَنِي اللَّهُ 25699 بِهِ، فَخُذِيهَا لَكِ وَ لِوُلْدِكِ.
بيان: نزول هذه 25700 الآية في فدك رواه كثير من المفسّرين 25701 ، و وردت به الأخبار من طرق الخاصّة و العامّة 25702 .
قال الشيخ الطبرسي 25703 رحمه اللّه:
قيل: إنّ المراد قرابة الرسول.
عَنِ السُّدِّيِّ قَالَ: إِنَّ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ قَالَ لِرَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ- حِينَ بَعَثَ بِهِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ زِيَادٍ إِلَى يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ عَلَيْهِ اللَّعْنَةُ-: أَ قَرَأْتَ الْقُرْآنَ؟
قَالَ: نَعَمْ.
قَالَ: أَ مَا قَرَأْتَ وَ آتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ 25704 ؟
قَالَ: وَ إِنَّكُمْ ذُو الْقُرْبَى الَّذِي أَمَرَ اللَّهُ أَنْ يُؤْتَى حَقَّهُ؟
قَالَ: نَعَمْ.
و هو الّذي رواه أصحابنا رضي اللّه عنهم عن الصادقين عليهم السلام.
و أخبرنا السيّد مهدي بن نزار الحسني- بإسناد ذكره- عن أبي سعيد الخدري قال : لما نزلت قوله: وَ آتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ 25705 أعطى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله فاطمة فدك.
قال عبد الرحمن بن صالح: كتب المأمون إلى عبيد اللّه بن موسى يسأله عن قصّة فدك، فكتب إليه عبيد اللّه بهذا الحديث، رواه عن الفضيل بن مرزوق عن عطية، فردّ المأمون فدك على ولد فاطمة، انتهى.
و روى العياشي 25706 حديث عبد الرحمن بن صالح، إلى آخره.
2- جا 25707 : الْجِعَابِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ 25708 بْنِ جَعْفَرٍ الْحَسَنِيِّ، عَنْ عِيسَى بْنِ مِهْرَانَ، عَنْ يُونُسَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْهَاشِمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ- عَلَيْهِ السَّلَامُ- قَالَتْ: لَمَّا اجْتَمَعَ رَأْيُ
أَبِي بَكْرٍ عَلَى مَنْعِ فَاطِمَةَ عَلَيْهَا السَّلَامُ فَدَكَ وَ الْعَوَالِيَ 25709 ، وَ أَيِسَتْ مِنْ إِجَابَتِهِ لَهَا، عَدَلَتْ إِلَى قَبْرِ أَبِيهَا رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، فَأَلْقَتْ نَفْسَهَا عَلَيْهِ، وَ شَكَتْ إِلَيْهِ مَا فَعَلَهُ الْقَوْمُ بِهَا، وَ بَكَتْ حَتَّى بُلَّتْ تُرْبَتُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ بِدُمُوعِهَا عَلَيْهَا السَّلَامُ، وَ نَدَبَتْهُ.
ثُمَّ قَالَتْ فِي آخِرِ نُدْبَتِهَا 25710 :
قَدْ كَانَ بَعْدَكَ أَنْبَاءٌ وَ هَنْبَثَةٌ 25711
لَوْ كُنْتَ شَاهِدَهَا لَمْ يَكْبُرِ 25712 الْخَطْبُ 25713
إِنَّا فَقَدْنَاكَ فَقْدَ الْأَرْضِ وَابِلَهَا 25714
وَ اخْتَلَّ قَوْمُكَ فَاشْهَدْهُمْ فَقَدْ نَكَبُوا 25715
قَدْ كَانَ جِبْرِيلُ بِالْآيَاتِ يُؤْنِسُنَا
فَغِبْتَ عَنَّا فَكُلُّ الْخَيْرِ مُحْتَجَبٌ
وَ كُنْتَ 25716 بَدْراً وَ نُوراً يُسْتَضَاءُ بِهِ