کتابخانه روایات شیعه
بحار الأنوار (ط - بيروت) - ج 1تا15
19- عُدَّةُ الدَّاعِي، قَالَ الصَّادِقُ ع يَوْماً لِلْمُفَضَّلِ بْنِ صَالِحٍ يَا مُفَضَّلُ إِنَّ لِلَّهِ عِبَاداً عَامَلُوهُ بِخَالِصٍ مِنْ سِرِّهِ فَعَامَلَهُمْ بِخَالِصٍ مِنْ بِرِّهِ فَهُمُ الَّذِينَ تَمَّ صُحُفُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فُرُغاً فَإِذَا وَقَفُوا بَيْنَ يَدَيْهِ مَلَأَهَا مِنْ سِرِّ مَا أَسَرُّوا إِلَيْهِ فَقُلْتُ يَا مَوْلَايَ وَ لِمَ ذَلِكَ فَقَالَ أَجَلَّهُمْ أَنْ تَطَّلِعَ الْحَفَظَةُ عَلَى مَا بَيْنَهُ وَ بَيْنَهُمْ.
- وَ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع إِيَّاكَ وَ مَا تَعْتَذِرُ مِنْهُ فَإِنَّهُ لَا يُعْتَذَرُ مِنْ خَيْرٍ وَ إِيَّاكَ وَ كُلَّ عَمَلٍ فِي السِّرِّ تَسْتَحِي مِنْهُ فِي الْعَلَانِيَةِ وَ إِيَّاكَ وَ كُلَّ عَمَلٍ إِذَا ذُكِرَ لِصَاحِبِهِ أَنْكَرَهُ.
- وَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص إِنَّ أَعْلَى مَنَازِلِ الْإِيمَانِ دَرَجَةٌ وَاحِدَةٌ مَنْ بَلَغَ إِلَيْهَا فَقَدْ فَازَ وَ ظَفِرَ وَ هُوَ أَنْ يَنْتَهِيَ بِسَرِيرَتِهِ فِي الصَّلَاحِ إِلَى أَنْ لَا يُبَالِيَ لَهَا إِذَا ظَهَرَتْ وَ لَا يَخَافَ عِقَابَهَا إِذَا اسْتَتَرَتْ.
20- أَسْرَارُ الصَّلَاةِ، رُوِيَ أَنَّ رَجُلًا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ قَالَ وَ اللَّهِ لَأَعْبُدَنَّ اللَّهَ عِبَادَةً أُذْكَرُ بِهَا فَكَانَ أَوَّلَ دَاخِلٍ فِي الْمَسْجِدِ وَ آخِرَ خَارِجٍ مِنْهُ لَا يَرَاهُ أَحَدٌ حِينَ الصَّلَاةِ إِلَّا قَائِماً يُصَلِّي وَ صَائِماً لَا يُفْطِرُ وَ يَجْلِسُ إِلَى حَلَقِ الذِّكْرِ فَمَكَثَ بِذَلِكَ مُدَّةً طَوِيلَةً وَ كَانَ لَا يَمُرُّ بِقَوْمٍ إِلَّا قَالُوا فَعَلَ اللَّهُ بِهَذَا الْمُرَائِي وَ صَنَعَ فَأَقْبَلَ عَلَى نَفْسِهِ وَ قَالَ أَرَانِي فِي غَيْرِ شَيْءٍ لَأَجْعَلَنَّ عَمَلِي كُلَّهُ لِلَّهِ فَلَمْ يَزِدْ عَلَى عَمَلِهِ الَّذِي كَانَ يَعْمَلُ قَبْلَ ذَلِكَ إِلَّا أَنَّهُ تَغَيَّرَتْ نِيَّتُهُ إِلَى الْخَيْرِ فَكَانَ ذَلِكَ الرَّجُلُ يَمُرُّ بَعْدَ ذَلِكَ بِالنَّاسِ فَيَقُولُونَ رَحِمَ اللَّهُ فُلَاناً الْآنَ أَقْبَلَ عَلَى الْخَيْرِ.
باب 91 الذكر الجميل و ما يلقي الله في قلوب العباد من محبة الصالحين و من طلب رضا الله بسخط الناس
الآيات مريم وَ جَعَلْنا لَهُمْ لِسانَ صِدْقٍ عَلِيًّا 11381 و قال تعالى إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا 11382 طه وَ أَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي 11383 الشعراء وَ اجْعَلْ لِي لِسانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ 11384 العنكبوت وَ آتَيْناهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيا وَ إِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ 11385 الصافات وَ تَرَكْنا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ 11386
1- مع 11387 ، معاني الأخبار لي، الأمالي للصدوق مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْأَسَدِيُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمَرْزُبَانِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْجَعْدِ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجُونِيِ 11388 عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ قَالَ أَبُو ذَرٍّ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ الرَّجُلُ يَعْمَلُ لِنَفْسِهِ وَ يُحِبُّهُ النَّاسُ قَالَ تِلْكَ عَاجِلُ بُشْرَى الْمُؤْمِنِ 11389 .
أقول: قد مضى خبر الحارث في باب حسن العاقبة 11390 .
2- مع، معاني الأخبار أَبِي عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ عِيسَى عَنِ الْمُفَضَّلِ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع إِنَّ مَنْ قِبَلَنَا يَقُولُونَ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى إِذَا أَحَبَّ عَبْداً نَوَّهَ بِهِ مُنَوِّهٌ مِنَ السَّمَاءِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلَاناً فَأَحِبُّوهُ فَتُلْقَى لَهُ الْمَحَبَّةُ فِي قُلُوبِ الْعِبَادِ وَ إِذَا أَبْغَضَ اللَّهُ عَبْداً نَوَّهَ مُنَوِّهٌ مِنَ السَّمَاءِ إِنَّ اللَّهَ يُبْغِضُ فُلَاناً فَأَبْغِضُوهُ قَالَ فَيُلْقِي اللَّهُ لَهُ الْبَغْضَاءَ فِي قُلُوبِ الْعِبَادِ قَالَ وَ كَانَ ع مُتَّكِئاً فَاسْتَوَى جَالِساً فَنَفَضَ يَدَهُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ يَقُولُ لَا لَيْسَ كَمَا يَقُولُونَ وَ لَكِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ إِذَا أَحَبَّ عَبْداً أَغْرَى بِهِ النَّاسَ فِي الْأَرْضِ لِيَقُولُوا فِيهِ فَيُوثِمَهُمْ وَ يَأْجُرَهُ وَ إِذَا أَبْغَضَ اللَّهُ عَبْداً حَبَّبَهُ إِلَى النَّاسِ لِيَقُولُوا فِيهِ لِيُوثِمَهُمْ وَ يُوثِمَهُ ثُمَّ قَالَ ع مَنْ كَانَ أَحَبَّ إِلَى اللَّهِ مِنْ يَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا ع أَغْرَاهُمْ بِهِ حَتَّى قَتَلُوهُ وَ مَنْ كَانَ أَحَبَّ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مِنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع فَلَقِيَ مِنَ النَّاسِ مَا قَدْ عَلِمْتُمْ وَ مَنْ كَانَ أَحَبَّ إِلَى اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى مِنَ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمَا فَأَغْرَاهُمْ بِهِ حَتَّى قَتَلُوهُ 11391 .
3- لي، الأمالي للصدوق ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنِ الْأَسَدِيِّ عَنِ النَّخَعِيِّ عَنِ النَّوْفَلِيِّ عَنِ ابْنِ الْبَطَائِنِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ ع قَالَ: كَتَبَ رَجُلٌ إِلَى الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ ع يَا سَيِّدِي أَخْبِرْنِي بِخَيْرِ الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ فَكَتَبَ إِلَيْهِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّهُ مَنْ طَلَبَ رِضَا اللَّهِ بِسَخَطِ النَّاسِ كَفَاهُ اللَّهُ أُمُورَ النَّاسِ وَ مَنْ طَلَبَ رِضَا النَّاسِ بِسَخَطِ اللَّهِ وَكَلَهُ اللَّهُ إِلَى النَّاسِ وَ السَّلَامُ 11392 .
4- ما، الأمالي للشيخ الطوسي فِيمَا كَتَبَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع لِمُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ إِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ لَا تُسْخِطَ رَبَّكَ بِرِضَا أَحَدٍ مِنْ خَلْقِهِ فَافْعَلْ فَإِنَّ فِي اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ خَلَفاً مِنْ غَيْرِهِ وَ لَيْسَ فِي شَيْءٍ سِوَاهُ خَلَفٌ مِنْهُ 11393 .
5- نَوَادِرُ الرَّاوَنْدِيِّ، بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص إِذَا أَحَبَّ اللَّهُ تَعَالَى عَبْداً نَادَى مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ أَلَا إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَدْ أَحَبَّ فُلَاناً فَأَحِبُّوهُ فَتَعِيهِ الْقُلُوبُ وَ لَا يَلْقَى إِلَّا حَبِيباً مُحَبَّباً مَذَّاقاً عِنْدَ النَّاسِ وَ إِذَا أَبْغَضَ اللَّهُ تَعَالَى عَبْداً نَادَى مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ أَلَا إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَدْ أَبْغَضَ فُلَاناً فَأَبْغِضُوهُ فَتَعِيهِ الْقُلُوبُ وَ تَعِي عَنْهُ الْآذَانُ فَلَا تَلْقَاهُ إِلَّا بَغِيضاً مُبْغِضاً شَيْطَاناً مَارِداً 11394 .
6- نهج، نهج البلاغة قَالَ فِي وَصِيَّتِهِ لِابْنِهِ الْحَسَنِ ع إِنَّمَا يُسْتَدَلُّ عَلَى الصَّالِحِينَ بِمَا يُجْرِي اللَّهُ لَهُمْ عَلَى أَلْسُنِ عِبَادِهِ فَلْيَكُنْ أَحَبَّ الذَّخَائِرِ إِلَيْكَ ذَخِيرَةُ الْعَمَلِ الصَّالِحِ 11395 .
باب 92 حسن الخلق و تفسير قوله تعالى إنك لعلى خلق عظيم
الآيات آل عمران فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ 11396 القلم إِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ 11397 أقول قد مضى أخبار هذا الباب في الأبواب السابقة و خاصة في باب جوامع مكارم الأخلاق و ستأتي أيضا.
1- كا، الكافي عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى عَنِ ابْنِ عِيسَى عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ جَمِيلِ بْنِ
صَالِحٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ: إِنَّ أَكْمَلَ الْمُؤْمِنِينَ إِيمَاناً أَحْسَنُهُمْ خُلُقاً 11398 .
بيان: الخلق بالضم يطلق على الملكات و الصفات الراسخة في النفس حسنة كانت أم قبيحة و هي في مقابلة الأعمال و يطلق حسن الخلق غالبا على ما يوجب حسن المعاشرة و مخالطة الناس بالجميل.
قال الراغب الخلق و الخلق في الأصل واحد لكن خص الخلق بالهيئات و الأشكال و الصور المدركة بالبصر و خص الخلق بالقوى و السجايا المدركة بالبصيرة 11399 .
و قال في النهاية فيه ليس شيء في الميزان أثقل من حسن الخلق الخلق بضم اللام و سكونها الدين و الطبع و السجية و حقيقته أنه لصورة الإنسان الباطنة و هي نفسها و أوصافها و معانيها المختصة بها بمنزلة الخلق لصورته الظاهرة و أوصافها و معانيها و لهما أوصاف حسنة و قبيحة و الثواب و العقاب يتعلقان بأوصاف الصورة الباطنة أكثر مما يتعلقان بأوصاف الصورة الظاهرة و لهذا تكررت الأحاديث في مدح حسن الخلق في غير موضع.
كَقَوْلِهِ أَكْثَرُ مَا يُدْخِلُ النَّاسَ الْجَنَّةَ تَقْوَى اللَّهِ وَ حُسْنُ الْخُلُقِ.
وَ قَوْلِهِ أَكْمَلُ الْمُؤْمِنِينَ إِيمَاناً أَحْسَنُهُمْ خُلُقاً.
وَ قَوْلِهِ إِنَّ الْعَبْدَ لَيُدْرِكُ بِحُسْنِ خُلُقِهِ دَرَجَةَ الصَّائِمِ الْقَائِمِ.
وَ قَوْلِهِ بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ مَكَارِمَ الْأَخْلَاقِ.
و أحاديث من هذا النوع كثيرة و كذلك جاء في ذم سوء الخلق أحاديث كثيرة انتهى.
و قيل حسن الخلق إنما يحصل من الاعتدال بين الإفراط و التفريط في القوة الشهوية و القوة الغضبية و يعرف ذلك بمخالطة الناس بالجميل و التودد و الصلة و الصدق و اللطف و المبرة و حسن الصحبة و العشرة و المراعاة و المساواة و الرفق و الحلم و الصبر و الاحتمال لهم و الإشفاق عليهم و بالجملة هي حالة نفسانية يتوقف حصولها على اشتباك الأخلاق النفسانية بعضها ببعض و من ثم قيل هو حسن الصورة
الباطنة التي هي صورة الناطقة كما أن حسن الخلق هو حسن الصورة الظاهرة و تناسب الأجزاء إلا أن حسن الصورة الباطنة قد يكون مكتسبا و لذا تكررت الأحاديث في الحث به و بتحصيله.
و قال الراوندي رحمه الله في ضوء الشهاب الخلق السجية و الطبيعة ثم يستعمل في العادات التي يتعودها الإنسان من خير أو شر و الخلق ما يوصف العبد بالقدرة عليه و لذلك يمدح و يذم به
وَ يَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ قَوْلُهُ ص خَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ.
انتهى.
و أقول مدخلية حسن الخلق في كمال الإيمان قد مر تحقيقه في أبواب الإيمان.
2- كا، الكافي عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْمُعَلَّى عَنِ الْوَشَّاءِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص مَا يُوضَعُ فِي مِيزَانِ امْرِئٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَفْضَلُ مِنْ حُسْنِ الْخُلُقِ 11400 .
بيان: هو مما يستدل به على تجسم الأعمال و قد مضى الكلام فيه.
3- كا، الكافي عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ أَبِي وَلَّادٍ الْحَنَّاطِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ كَمُلَ إِيمَانُهُ وَ إِنْ كَانَ مِنْ قَرْنِهِ إِلَى قَدَمِهِ ذُنُوباً لَمْ يَنْقُصْهُ ذَلِكَ قَالَ وَ هُوَ الصِّدْقُ وَ أَدَاءُ الْأَمَانَةِ وَ الْحَيَاءُ وَ حُسْنُ الْخُلُقِ 11401 .
بيان: أربع مبتدأ و كأن موصوفه مقدر أي خصال أربع و الموصول بصلته خبره و إن كان من قرنه إلى قدمه ذنوبا مبالغة في كثرة ذنوبه أو كناية عن صدورها من كل جارحة من جوارحه و يمكن حملها على الصغائر فإن صاحب هذه الخصال لا يجترئ على الإصرار على الكبائر أو أنه يوفق للتوبة و هذه الخصال تدعوه إليها مع أن الصدق يخرج كثيرا من الذنوب كالكذب و ما يشاكله و كذا أداء الأمانة يخرج كثيرا من الذنوب كالخيانة في أموال الناس و منع الزكوات
و الأخماس و سائر حقوق الله و كذا الحياء من الخلق يمنعه من التظاهر بأكثر المعاصي و الحياء من الله يمنعه عن تعمد المعاصي و الإصرار و يدعوه إلى التوبة سريعا و كذا حسن الخلق يمنعه 11402 عن المعاصي المتعلقة بإيذاء الخلق كعقوق الوالدين و قطع الأرحام و الإضرار بالمسلمين فلا يبقى من الذنوب إلا قليل لا يضر في إيمانه مع أنه موفق للتوبة و الله الموفق.
4- كا، الكافي عَنِ الْعِدَّةِ عَنِ الْبَرْقِيِّ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَنْبَسَةَ الْعَابِدِ قَالَ: قَالَ لِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع مَا يَقْدَمُ الْمُؤْمِنُ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ بِعَمَلٍ بَعْدَ الْفَرَائِضِ أَحَبَّ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى مِنْ أَنْ يَسَعَ النَّاسَ بِخُلُقِهِ 11403 .
بيان: ما يقدم كيعلم قدوما و تعديته بعلى لتضمين معنى الإقبال و الباء في قوله بعمل للمصاحبة و يحتمل التعدية من أن يسع الناس بخلقه أي يكون خلقه الحسن وسيعا بحيث يشمل جميع الناس.
5- كا، الكافي عَنْ أَبِي عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنْ صَفْوَانَ عَنْ ذَرِيحٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص إِنَّ صَاحِبَ الْخُلُقِ الْحَسَنِ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ الصَّائِمِ الْقَائِمِ 11404 .
بيان: يدل على أن الأخلاق لها ثواب مثل ثواب الأعمال.
6- كا، الكافي عَنْ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ عَنِ النَّوْفَلِيِّ عَنِ السَّكُونِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص أَكْثَرُ مَا تَلِجُ بِهِ أُمَّتِي الْجَنَّةَ تَقْوَى اللَّهِ وَ حُسْنُ الْخُلُقِ 11405 .
توضيح التقوى حسن المعاملة مع الرب و حسن الخلق حسن المعاملة مع الخلق و هما يوجبان دخول الجنة و الولوج الدخول.
7- كا، الكافي عَنْ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ حُسَيْنٍ الْأَحْمَسِيِّ وَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: إِنَّ الْخُلُقَ الْحَسَنَ يَمِيثُ الْخَطِيئَةَ كَمَا تَمِيثُ الشَّمْسُ الْجَلِيدَ 11406 .