کتابخانه روایات شیعه
بحار الأنوار (ط - بيروت) - ج 1تا15
أن العاقل الحازم المتأني في الأمور لا يتصدى للمعارضة و يصير ذلك سببا لأن يبطن في قلبه العداوة و الأحمق المتهتك يعارض و يؤذي في القاموس قلاه كرماه و رضيه قلى و قلاء و مقلية أبغضه و كرهه غاية الكراهة فتركه أو قلاه في الهجر و قليه في البغض.
9- كا، الكافي عَلِيٌّ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَطِيَّةَ عَنْ عُمَرَ بْنِ يَزِيدَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص مَا كَادَ جَبْرَئِيلُ يَأْتِينِي إِلَّا قَالَ يَا مُحَمَّدُ اتَّقِ شَحْنَاءَ الرِّجَالِ وَ عَدَاوَتَهُمْ 14186 .
بيان: ما كاد في القاموس كاد يفعل كذا قارب و هم و في بعض النسخ ما كان و في الأول المبالغة أكثر أي لم يقرب إتيانه إلا قال و الشحناء بالفتح البغضاء و العداوة و الإضافة إلى المفعول أي العداوة مع الرجال و يحتمل الفاعل أيضا أي العداوة الشائعة بين الرجال و الأول أظهر و عداوتهم تأكيد أو المراد بالأول فعل ما يوجب العداوة أو إظهارها قال في المصباح الشحناء العداوة و البغضاء و شحنت عليه شحنا من باب تعب حقدت و أظهرت العداوة و من باب نفع لغة.
10- كا، الكافي عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحُسَيْنِ الْكِنْدِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: قَالَ جَبْرَئِيلُ ع لِلنَّبِيِّ ص إِيَّاكَ وَ مُلَاحَاةَ الرِّجَالِ 14187 .
بيان: قال في النهاية فيه نهيت عن ملاحاة الرجال أي مقاولتهم و مخاصمتهم يقال لحيت الرجل ألحاه إذا لمته و عذلته و لاحيته ملاحاة و لحاء إذا نازعته.
11- كا، الكافي عَنْهُ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسَى عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَيَابَةَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: إِيَّاكُمْ وَ الْمُشَارَّةَ فَإِنَّهَا تُورِثُ الْمَعَرَّةَ وَ تُظْهِرُ الْعَوْرَةَ 14188 .
بيان: في النهاية فيه لا تشار أخاك هو تفاعل من الشر أي لا تفعل به شرا يحوجه إلى أن يفعل بك مثله و يروى بالتخفيف و في الصحاح المشارة المخاصمة فإنها تورث المعرة قال في القاموس المعرة الإثم و الأذى و الغرم و الدية و الخيانة
و تظهر العورة أي العيوب المستورة.
و قال الجوهري العورة سوأة الإنسان و كل ما يستحيا منه و في بعض النسخ المعورة اسم فاعل من أعور الشيء إذا صار ذا عوار أو ذا عورة و هي العيب و القبيح و كل شيء يستره الإنسان أنفة أو حياء فهو عورة و المراد بها هنا القبيح من الأخلاق و الأفعال و على النسختين المراد ظهور قبائحه و عيوبه إما من نفسه فإنه عند المشاجرة و الغضب لا يملكها فيبدو منه ما كان يخفيه أو من خصمه فإن الخصومة سبب لإظهار الخصم قبح خصمه لينتقص منه و يضع قدره بين الناس.
12- كا، الكافي مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَنْبَسَةَ الْعَابِدِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: إِيَّاكُمْ وَ الْخُصُومَةَ فَإِنَّهَا تَشْغَلُ الْقَلْبَ وَ تُورِثُ النِّفَاقَ وَ تَكْسِبُ الضَّغَائِنَ 14189 .
بيان: فإنها تشغل القلب عن ذكر الله و بالتفكر في الشبه و الشكوك و الحيل لدفع الخصم و بالغم و الهم أيضا و الضغائن جمع الضغينة و هي الحقد و تضاغنوا انطووا على الأحقاد.
13- كا، الكافي مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص مَا أَتَانِي جَبْرَئِيلُ قَطُّ إِلَّا وَعَظَنِي فَآخِرُ قَوْلِهِ لِي إِيَّاكَ وَ مُشَارَّةَ النَّاسِ فَإِنَّهَا تَكْشِفُ الْعَوْرَةَ وَ تَذْهَبُ بِالْعِزِّ 14190 .
بيان
رَوَى الشَّيْخُ فِي مَجَالِسِهِ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص إِيَّاكُمْ وَ مُشَارَّةَ النَّاسِ فَإِنَّهَا تَدْفَنُ الْعُرَّةَ وَ تُظْهِرُ الْغُرَّةَ.
العرة الأولى بالعين المهملة و الثانية بالمعجمة و كلاهما مضمومتان و روت العامة أيضا من طرقهم هكذا قال في النهاية فيه إياكم و مشارة الناس فإنها تدفن العرة و تظهر الغرة الغرة هاهنا الحسن و العمل الصالح شبهه بغرة الفرس و كل
شيء ترفع قيمته فهو غرة و العرة هي القذر و عذرة الناس فاستعير للمساوي و المثالب.
14- كا، الكافي عَنْ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ وَ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ جَمِيعاً عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ صَبِيحٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص مَا عَهِدَ إِلَيَّ جَبْرَئِيلُ فِي شَيْءٍ مَا عَهِدَ إِلَيَّ فِي مُعَادَاةِ الرِّجَالِ 14191 .
بيان: كلمة ما في الأولى نافية و في الثانية مصدرية و المصدر مفعول مطلق للنوع و المراد هنا المداراة مع المنافقين من أصحابه كما فعل ص أو مع الكفار أيضا قبل الأمر بالجهاد أو الغرض بيان ذلك للناس.
15- كا، الكافي عَنْ عِدَّةٍ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ رَفَعَهُ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع مَنْ زَرَعَ الْعَدَاوَةَ حَصَدَ مَا بَذَرَ 14192 .
بيان: حصد ما بذر في الصحاح بذرت البذر زرعته أي العداوة مع الناس كالبذر يحصد منه مثله و هو عداوة الناس له.
كلمة المصحّح
بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
الحمد للّه و الصلاة و السلام على رسول اللّه محمّد و على آله أمناء اللّه.
و بعد: فقد تفضّل اللّه علينا و له الفضل و المنّ حيث اختارنا لخدمة الدين و أهله و قيّضنا لتصحيح هذه الموسوعة الكبرى و هي الباحثة عن المعارف الإسلاميّة الدائرة بين المسلمين: أعني بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار عليهم الصلوات و السلام.
و هذا الجزء الذي نخرجه إلى القرّاء الكرام هو الجزء السابع من المجلّد الخامس عشر و قد اعتمدنا في تصحيح الأحاديث و تحقيقها على النسخة المصحّحة المشهورة بكمبانيّ بعد تخريجها من المصادر و تعيين موضع النصّ من المصدر و قد سددنا ما كان في طبعة الكمباني من الخلل و بياض مع جهد شديد بقدر الإمكان.
نسأل اللّه العزيز أن يوفّقنا لإدامة هذه الخدمة المرضيّة بفضله و منّه.
محمد الباقر البهبودي
بسمه تعالى
إلى هنا انتهى الجزء السابع من المجلّد الخامس عشر و كان آخر أجزائه و هو الجزء السبعون حسب تجزئتنا يحتوي على أربعة و عشرين باباً من أبواب مساوي الأخلاق.
و لقد بذلنا جهدنا في تصحيحه و مقابلته و عرضه على المصادر فخرج بعون اللّه و مشيّته نقيّا من الأغلاط إلّا نزراً زهيداً زاغ عنه البصر أو كل عنه النظر و من اللّه العصمة و التوفيق.
السيّد إبراهيم الميانجي محمّد الباقر البهبودي
استدراك و اعتذار
وقع في هامش الصفحة 156 من ج 77 ذيل قول النبيّ صّلى الّله عليه و آله «لكلّ شيء أساس و أساس الإسلام حبّنا أهل البيت» أغلاط مطبعيّة قد يخلّ بالمعنى و يفهم منها أنّ المراد تعميم شمول آية التطهير لغير أهل البيت المعصومين صلوات اللّه عليهم أجمعين و ليس كذلك كيف و هو باطل باجماع المسلمين بل المراد أنّ المحبّة التي هي أساس الإسلام و هى التي يعبّر عنها بالتولّى لايبعد أن تعمّ غير أهل البيت عليهم السلام أيضا لقول إبراهيم عليه السلام فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي و قول رسول اللّه صّلى الّله عليه و آله «سلمان منّا أهل البيت»
و هذه الشبهة إنّما نشأت من تصحيف كلمة واحدة لدى الطباعة و هي كلمة «شمولها» في السطر 22 و الصحيح «وجوبها» يعني وجوب تلك المحبّة.
هذا! وقد وقع في ذيل الصفحة 200 من ج 77 أيضا السطر 20 جملة أخرى طغى بها القلم نعتذر بذلك إلى القرّاء الكرام و اللّه وليّ العصمة و التوفيق.
علي اكبر الغفاري
فهرس ما في هذا الجزء من الأبواب
عناوين الأبواب/ رقم الصفحة
122- باب حبّ الدنيا و ذمّها و بيان فنائها و غدرها بأهلها و ختل الدنيا بالدين 135- 1
123- باب حبّ المال و جمع الدينار و الدرهم و كنزهما 145- 135
124- باب حبّ الرئاسة 154- 145
125- باب الغفلة و اللهو و كثرة الفرح و الإتراف بالنعم 158- 154
126- باب ذمّ العشق و علّته 158
127- باب الكسل و الضجر و طلب ما لا يدرك 160- 159
128- باب الحرص و طول الأمل 167- 160
129- باب الطمع و التذلّل لأهل الدنيا طلبا لما في أيديهم و فضل القناعة 179- 168
130- باب الكبر 237- 179
131- بابالحسد 262- 237
132- باب ذمّ الغضب و مدح التنمّر في ذات اللّه 281- 262
133- باب العصبية و الفخر و التكاثر في الأموال و الأولاد و غيرها 294- 281
134- باب النهي عن المدح و الرضا به 295- 294
135- باب سوء الخلق 299- 296