کتابخانه روایات شیعه
بحار الأنوار (ط - بيروت) - ج 1تا15
زَيْدٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ ع قَالَ: الْأَئِمَّةُ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِمَامَانِ 17805 قَالَ اللَّهُ وَ جَعَلْنا 17806 مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا لَا بِأَمْرِ النَّاسِ يُقَدِّمُونَ أَمْرَ اللَّهِ قَبْلَ أَمْرِهِمْ وَ حُكْمَ اللَّهِ قَبْلَ حُكْمِهِمْ قَالَ وَ جَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ يُقَدِّمُونَ أَمْرَهُمْ قَبْلَ أَمْرِ اللَّهِ وَ حُكْمَهُمْ قَبْلَ حُكْمِ اللَّهِ وَ يَأْخُذُونَ بِأَهْوَائِهِمْ خِلَافاً لِمَا فِي كِتَابِ اللَّهِ 17807 .
ير، بصائر الدرجات محمد بن الحسين مثله 17808 - ختص، الإختصاص ابن الوليد عن الصفار عن ابن عيسى عن محمد بن سنان عن طلحة 17809 مثله بيان لا ينافي كون سابق آية المدح ذكر موسى و بني إسرائيل و في موضع آخر ذكر سائر الأنبياء و كون سابق آية الذم ذكر فرعون و جنوده و كون الأولى في الأئمة و الثانية في أعدائهم لما مر مرارا أن الله تعالى إنما ذكر القصص في القرآن تنبيها لهذه الأمة و إشارة لمن وافق السعداء من الماضين و إنذارا لمن تبع الأشقياء من الأولين فظواهر الآيات في الأولين و بواطنها في أشباههم من الآخرين كما ورد أن فرعون و هامان و قارون كناية عن الغاصبين الثلاثة فإنهم نظراء هؤلاء في هذه الأمة و إن الأول و الثاني عجل هذه الأمة و سامريها مع أن في القرآن الكريم يكون صدر الآية في جماعة و آخرها في آخرين.
14- ير، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ زَيْدٍ وَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ بِغَيْرِ هَذَا الْإِسْنَادِ يَرْفَعُهُ إِلَى طَلْحَةَ بْنِ زَيْدٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: قَرَأْتُ فِي كِتَابِ أَبِي الْأَئِمَّةُ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِمَامَانِ إِمَامُ هُدًى وَ إِمَامُ ضَلَالٍ فَأَمَّا أَئِمَّةُ الْهُدَى فَيُقَدِّمُونَ أَمْرَ اللَّهِ قَبْلَ أَمْرِهِمْ وَ حُكْمَ اللَّهِ قَبْلَ حُكْمِهِمْ وَ أَمَّا أَئِمَّةُ الضَّلَالِ فَإِنَّهُمْ يُقَدِّمُونَ أَمْرَهُمْ قَبْلَ أَمْرِ اللَّهِ وَ حُكْمَهُمْ قَبْلَ
حُكْمِ اللَّهِ اتِّبَاعاً لِأَهْوَائِهِمْ وَ خِلَافاً لِمَا فِي الْكِتَابِ 17810 .
15- ير، بصائر الدرجات بَعْضُ أَصْحَابِنَا عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيَى عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي الْعَلَاءِ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ سَمِعْتُهُ يَقُولُ إِنَّ الدُّنْيَا لَا تَكُونُ إِلَّا وَ فِيهَا إِمَامَانِ بَرٌّ وَ فَاجِرٌ فَالْبَرُّ الَّذِي قَالَ اللَّهُ تَعَالَى وَ جَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا وَ أَمَّا الْفَاجِرُ فَالَّذِي قَالَ اللَّهُ تَعَالَى وَ جَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَ يَوْمَ الْقِيامَةِ لا يُنْصَرُونَ 17811 .
16- ير، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسَى عَنْ عَلِيٍّ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: لَا يُصْلِحُ النَّاسَ إِلَّا إِمَامٌ عَادِلٌ وَ إِمَامٌ فَاجِرٌ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يَقُولُ وَ جَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا وَ قَالَ وَ جَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ 17812 .
17- ير، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ الْأَعْمَشِ 17813 عَنْ أَبِي صَادِقٍ عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ نَاجِدٍ عَنْ عَلِيٍّ ع قَالَ: الْأَئِمَّةُ مِنْ قُرَيْشٍ أَبْرَارُهَا أَئِمَّةُ أَبْرَارِهَا وَ فُجَّارُهَا أَئِمَّةُ فُجَّارِهَا ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ وَ جَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَ يَوْمَ الْقِيامَةِ لا يُنْصَرُونَ 17814 .
18- فر، تفسير فرات بن إبراهيم مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ عَنِ الْحُسَيْنِ 17815 بْنِ جَعْفَرِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدٍ الْفَارِسِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَ وَ كَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً قَالَ نَحْنُ الْأُمَّةُ الْوَسَطُ وَ نَحْنُ شُهَدَاءُ اللَّهِ عَلَى خَلْقِهِ وَ حُجَّتُهُ فِي أَرْضِهِ 17816 .
19- فر، تفسير فرات بن إبراهيم الْفَزَارِيُّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ الْهَاشِمِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَاتِمٍ عَنِ الثُّمَالِيِّ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع فِي قَوْلِهِ تَعَالَى وَ جَعَلْنا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا قَالَ نَزَلَتْ
فِي وُلْدِ فَاطِمَةَ ع 17817 .
20- فر، تفسير فرات بن إبراهيم أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ طَلْحَةَ الْخُرَاسَانِيُّ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع فِي قَوْلِهِ تَعَالَى وَ جَعَلْنا مِنْهُمْ أَئِمَّةً قَالَ ع نَزَلَتْ فِي وُلْدِ فَاطِمَةَ عَلَيْهَا السَّلَامُ خَاصَّةً وَ جَعَلَ اللَّهُ مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِهِ 17818 .
21- كنز، كنز جامع الفوائد و تأويل الآيات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنِ الْفَزَارِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَيْلِ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع فِي قَوْلِهِ تَعَالَى وَ جَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ ع يَعْنِي الْأَئِمَّةَ مِنْ وُلْدِ فَاطِمَةَ يُوحَى إِلَيْهِمْ بِالرَّوْحِ فِي صُدُورِهِمْ 17819 .
22- كنز، كنز جامع الفوائد و تأويل الآيات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ مُخَارِقٍ عَنْ أَبِي الْوَرْدِ عَنْ أَبِي الْجَارُودِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع فِي قَوْلِهِ إِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً واحِدَةً قَالَ آلُ مُحَمَّدٍ ص 17820 .
23- كنز، كنز جامع الفوائد و تأويل الآيات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَسَدٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِيِّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ هِلَالٍ الْأَحْمَسِيِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ وَهْبٍ الْعَبْسِيِّ عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِيِّ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ: نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ فِي وُلْدِ فَاطِمَةَ خَاصَّةً وَ جَعَلْنا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا لَمَّا صَبَرُوا وَ كانُوا بِآياتِنا يُوقِنُونَ 17821 .
24- كنز، كنز جامع الفوائد و تأويل الآيات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْعَلَاءِ عَنِ ابْنِ شَمُّونٍ عَنِ الْأَصَمِّ عَنِ الْبَطَلِ عَنْ صَالِحِ بْنِ سَهْلٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع يَقْرَأُ وَ كُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ قَالَ فِي أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع 17822 .
باب 47 أن السلم الولاية و هم و شيعتهم أهل الاستسلام و التسليم
1- شي، تفسير العياشي عَنْ أَبِي بَصِيرٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع يَقُولُ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَ لا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ قَالَ أَ تَدْرِي مَا السِّلْمُ قَالَ قُلْتُ أَنْتَ أَعْلَمُ قَالَ وَلَايَةُ عَلِيٍّ وَ الْأَئِمَّةِ الْأَوْصِيَاءِ مِنْ بَعْدِهِ ع قَالَ وَ خُطُوَاتُ الشَّيْطَانِ وَ اللَّهِ وَلَايَةُ فُلَانٍ وَ فُلَانٍ 17823 .
2- شي، تفسير العياشي عَنْ زُرَارَةَ وَ حُمْرَانَ وَ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ وَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالُوا سَأَلْنَاهُمَا عَنْ قَوْلِ اللَّهِ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً قَالَ أُمِرُوا بِمَعْرِفَتِنَا 17824 .
3- شي، تفسير العياشي عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع فِي قَوْلِ اللَّهِ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً قَالَ السِّلْمُ هُمْ آلُ مُحَمَّدٍ ص أَمَرَ اللَّهُ بِالدُّخُولِ فِيهِ 17825 .
4- شي، تفسير العياشي عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْكَلْبِيِّ عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِيهِ ع فِي قَوْلِهِ ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً هُوَ وَلَايَتُنَا 17826 .
5- شي، تفسير العياشي عَنْ مُحَمَّدٍ الْحَلَبِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع فِي قَوْلِ اللَّهِ وَ إِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَها فَسُئِلَ مَا السِّلْمُ قَالَ الدُّخُولُ فِي أَمْرِكَ 17827 .
بيان قال الطبرسي رحمه الله ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ أي في الإسلام و قيل في الطاعة و هذا أعم و يدخل فيه ما رواه أصحابنا من أن المراد به الدخول في الولاية كافة أي ادخلوا جميعا في الاستسلام و الطاعة 17828 وَ لا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ
الشَّيْطانِ أي آثاره و نزغاته لأن ترككم شيئا من شرائع الإسلام اتباع للشيطان انتهى 17829 .
و المشهور في الآية الثانية أن المراد به الميل إلى المصالحة و ترك الحرب و ما ذكره ع بطن من بطونها و اللفظ لا يأبى عنه 17830 .
6- كا، الكافي الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْمُعَلَّى عَنِ الْوَشَّاءِ عَنْ مُثَنًّى الْحَنَّاطِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَجْلَانَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً قَالَ فِي وَلَايَتِنَا 17831 .
7- الدَّيْلَمِيُّ فِي إِرْشَادِ الْقُلُوبِ، عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ: السِّلْمُ وَلَايَةُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْأَئِمَّةِ ع.
أقول: ستأتي الأخبار في ذلك في أبواب الآيات النازلة في أمير المؤمنين ع.
8- كنز، كنز جامع الفوائد و تأويل الآيات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ يَحْيَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَلَّامٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عِيسَى بْنِ مَصْقَلَةَ الْقُمِّيِّ عَنْ بُكَيْرِ بْنِ الْفَضْلِ عَنْ أَبِي خَالِدٍ الْكَابُلِيِّ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ وَ رَجُلًا سَلَماً لِرَجُلٍ قَالَ الرَّجُلُ السَّالِمُ لِرَجُلٍ عَلِيٌّ ع وَ شِيعَتُهُ 17832 .
9- كا، الكافي مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى عَنِ ابْنِ عِيسَى عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ جَمِيلِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ أَبِي خَالِدٍ الْكَابُلِيِّ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ: ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلًا فِيهِ شُرَكاءُ مُتَشاكِسُونَ وَ رَجُلًا سَلَماً لِرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيانِ مَثَلًا قَالَ أَمَّا الَّذِي فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ فُلَانٌ الْأَوَّلُ يُجْمِعُ الْمُتَفَرِّقُونَ وِلَايَتَهُ وَ هُمْ فِي ذَلِكَ يَلْعَنُ بَعْضُهُمْ بَعْضاً وَ يَبْرَأُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ فَأَمَّا رَجُلٌ سَلَمٌ لِرَجُلٍ فَإِنَّهُ الْأَوَّلُ حَقّاً وَ شِيعَتُهُ 17833 .
بيان قال الطبرسي قدس الله روحه في تفسير الآية ضرب سبحانه مثلا للكافر و عبادته الأصنام فقال ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلًا فِيهِ شُرَكاءُ مُتَشاكِسُونَ أي مختلفون سيئوا الأخلاق 17834 و إنما ضرب هذا المثل لسائر المشركين و لكنه ذكر رجلا واحدا وصفه بصفة موجودة في سائر المشركين فيكون المثل المضروب له مضروبا لهم جميعا و يعني بقوله رَجُلًا فِيهِ شُرَكاءُ أي يعبد آلهة مختلفة و أصناما كثيرة و هم متشاجرون متعاسرون هذا يأمره و هذا ينهاه و يريد كل واحد منهم أن يفرده بالخدمة ثم يكل كل منهم أمره إلى الآخر و يكل الآخر إلى آخر فيبقى هو خاليا عن المنافع و هذا حال من يخدم جماعة مختلفة الآراء و الأهواء هذا مثل الكافر ثم ضرب مثل المؤمن الموحد فقال وَ رَجُلًا سَلَماً لِرَجُلٍ أي خالصا يعبد مالكا واحدا لا يشوب بخدمته خدمة غيره و لا يأمل سواه و من كان بهذه الصفة نال ثمرة خدمته لا سيما إذا كان المخدوم حكيما قادرا كريما 17835 .
10- وَ رَوَى الْحَاكِمُ أَبُو الْقَاسِمِ الْحَسْكَانِيُّ بِالْإِسْنَادِ عَنْ عَلِيٍّ ع أَنَّهُ قَالَ: أَنَا ذَلِكَ الرَّجُلُ السَّلَمُ لِرَسُولِ اللَّهِ ص 17836 .
11- وَ رَوَى الْعَيَّاشِيُّ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِي خَالِدٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ: الرَّجُلُ السَّلَمُ لِلرَّجُلِ 17837 عَلِيٌّ حَقّاً وَ شِيعَتُهُ 17838 .
قوله ع فلان الأول أي أبو بكر فإنه لضلالته و عدم متابعته للنبي ص اختلف المشتركون في ولايته على أهواء مختلفة يلعن بعضهم بعضا و مع ذلك تقول العامة كلهم على الحق و كلهم من أهل الجنة قوله ع فإنه الأول حقا يعني أمير المؤمنين ع و بالرجل الثاني رسول الله ص فإنه الإمام الأول حقا و هذا يحتمل وجهين الأول أن يكون المراد بالرجل
الأول أمير المؤمنين ع و بالرجل الثاني رسول الله ص و يؤيده ما مر من رواية الحاكم فالمقابلة بين الرجلين باعتبار أن التشاكس بين الأتباع إنما حصل لعدم كون متبوعهم سلما للرسول ص و لم يأخذ عنه ص ما يحتاج إليه أتباعه من العلم فيكون ذكر الشيعة هنا استطراديا لبيان أن شيعته لما كانوا سلما له فهم أيضا سلم للرسول ص و الثاني أن يكون المراد بالرجل الأول كل واحد من الشيعة و بالرجل الثاني أمير المؤمنين ع و المعنى أن الشيعة لكونهم سلما لإمامهم لا منازعة بينهم في أصل الدين فيكون الأول حقا بيانا للرجل الثاني و شيعته بيانا للرجل الأول و المقابلة في الآية تكون بين رجل فيه شركاء و بين الرجل الثاني من الرجلين المذكورين ثانيا و الأول أظهر في الخبر و الثاني أظهر في الآية 17839 .
12- كا، الكافي الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْمُعَلَّى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ عَنْ صَفْوَانَ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنِ الْحَلَبِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَ وَ إِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَها قُلْتُ مَا السِّلْمُ قَالَ الدُّخُولُ فِي أَمْرِنَا 17840 .
بيان: الجنوح الميل و السلم بالكسر و الفتح الصلح و يؤنث و يذكر و قيل الآية منسوخة و قيل هي في موادعة أهل الكتاب و على تأويله يمكن أن يكون الضمير راجعا إلى المنافقين أي إن أظهروا القول بولاية علي في الظاهر فاقبل منهم و إن علمت نفاقهم.