کتابخانه روایات شیعه
بحار الأنوار (ط - بيروت) - ج 1تا15
يقال كلب الدهر على أهله إذا ألح عليهم و اشتد قاله الجزري 20448 و قال قد حرب أي غضب 20449 و الفتك أن يأتي الرجل صاحبه و هو غار غافل حتى يشد عليه فيقتله قوله ع و شغرت أي خلت من الخير قال الجوهري شغر البلد أي خلا من الناس 20450 .
قوله ع قلبت لابن عمك أي كنت معه فصرت عليه و أصل ذلك أن الجيش إذا لقوا العدو كانت ظهور مجانهم إلى وجه العدو و بطونها إلى عسكرهم فإذا فارقوا رئيسهم عكسوا قوله ع فلما أمكنتك الشدة من قولهم شد عليه في الحرب إذا حمل.
و قال الجزري الأزل في الأصل الصغير العجز و هو في صفات الذئب الخفيف و قيل هو من قولهم زل زليلا إذا عدا و خص الدامية لأن من طبع الذئب محبة الدم حتى أنه يرى ذئبا داميا فيثب عليه ليأكله 20451 .
و تأثم أي تحرج عنه و كف قوله ع لا أبا لغيرك استعمل ذلك في مقام لا أبا لك تكرمة له و شفقة عليه و ما قيل من أن لا أبا لك لما كان يستعمل كثيرا في معرض المدح أي لا كافي لك غير نفسك فيحتمل أن يكون ذما له بمدح غيره فلا يخفى بعده و يقال حدرت السفينة إذا أرسلتها إلى أسفل.
و قال الجزري فيه من نوقش في الحساب عذب أي من استقصي في محاسبته و حوقق و منه حديث علي لنقاش الحساب 20452 و هو مصدر منه و أصل المناقشة من نقش الشوكة إذا استخرجها من جسمه 20453 .
قوله ع أيها المعدود كان عندنا أدخل ع لفظة كان تنبيها
على أنه لم يبق كذلك قيل و لعله عدل عن أن يقول يا من كان عندنا من ذوي الألباب إشعارا بأنه معدود في الحال أيضا عند الناس منهم و أعذر أبدى عذرا و الهوادة الرخصة و السكون و المحاباة قوله بإرادة أي بمراد و الإزاحة الإزالة و الإبعاد و قال الجزري إن العرب كان يسيرون في ظعنهم فإذا مروا ببقعة من الأرض فيه كلأ و عشب قال قائلهم ألا ضحوا رويدا أي ارفقوا بالإبل حتى تتضحى أي تنال من هذا المرعى و منه كتاب علي ع إلى ابن عباس ألا ضح رويدا فقد بلغت المدى أي اصبر قليلا 20454 .
و قال البيضاوي في قوله تعالى وَ لاتَ حِينَ مَناصٍ أي ليس الحين حين مناص و لا هي المشبهة بليس زيدت عليه تاء التأنيث للتأكيد كما زيدت على رب و ثم و خصت بلزوم الأحيان و حذف أحد المعمولين و قيل هي النافية للجنس أي و لا حين مناص لهم و قيل للفعل و النصب بإضماره أي و لا أرى حين مناص إلى آخر ما حقق في ذلك 20455 و المناص المنجى.
أَقُولُ قَالَ عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ أَبِي الْحَدِيدِ اخْتَلَفَ النَّاسُ فِي الْمَكْتُوبِ إِلَيْهِ هَذَا الْكِتَابُ فَقَالَ الْأَكْثَرُونَ إِنَّهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَبَّاسِ كَمَا تَدُلُّ عَلَيْهِ عِبَارَاتُ الْكِتَابِ وَ قَدْ رَوَى أَرْبَابُ هَذَا الْقَوْلِ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْعَبَّاسِ كَتَبَ إِلَى عَلِيٍّ ع جَوَاباً عَنْ هَذَا الْكِتَابِ قَالُوا وَ كَانَ جَوَابُهُ أَمَّا بَعْدُ فَقَدْ أَتَانِي كِتَابُكَ تُعْظِمُ عَلَيَّ مَا أَصَبْتُ مِنْ بَيْتِ مَالِ الْبَصْرَةِ وَ لَعَمْرِي إِنَّ حَقِّي فِي بَيْتِ الْمَالِ لَأَكْثَرُ مِمَّا أَخَذْتُ وَ السَّلَامُ قَالُوا فَكَتَبَ إِلَيْهِ عَلِيٌّ ع أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ مِنَ الْعَجَبِ أَنْ تُزَيِّنَ لَكَ نَفْسُكَ أَنَّ لَكَ فِي بَيْتِ مَالِ الْمُسْلِمِينَ مِنَ الْحَقِّ أَكْثَرَ مِمَّا لِرَجُلٍ 20456 مِنَ الْمُسْلِمِينَ فَقَدْ أَفْلَحْتَ لَقَدْ كَانَ 20457 تَمَنِّيكَ الْبَاطِلَ وَ ادِّعَاؤُكَ مَا لَا يَكُونُ يُنْجِيكَ عَنِ الْمَأْثَمِ وَ يُحِلُّ لَكَ الْمُحَرَّمَ
إِنَّكَ لَأَنْتَ الْمُهْتَدِي السَّعِيدُ إِذاً وَ قَدْ بَلَغَنِي أَنَّكَ اتَّخَذْتَ مَكَّةَ وَطَناً وَ ضَرَبْتَ بِهَا عَطَناً تَشْتَرِي بِهَا مُوَلَّدَاتِ مَكَّةَ وَ الْمَدِينَةِ وَ الطَّائِفِ تَخْتَارُهُنَّ عَلَى عَيْنِكَ وَ تُعْطِي فِيهِنَّ مَالَ غَيْرِكَ فَارْجِعْ هَدَاكَ اللَّهُ إِلَى رُشْدِكَ وَ تُبْ إِلَى اللَّهِ رَبِّكَ وَ اخْرُجْ إِلَى الْمُسْلِمِينَ مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَعَمَّا قَلِيلٍ تُفَارِقُ مَنْ أَلِفْتَ وَ تَتْرُكُ مَا جَمَعْتَ وَ تَغِيبُ فِي صَدْعٍ مِنَ الْأَرْضِ غَيْرَ مُوَسَّدٍ وَ لَا مُمَهَّدٍ قَدْ فَارَقْتَ الْأَحْبَابَ وَ سَكَنْتَ التُّرَابَ وَ وَاجَهْتَ الْحِسَابَ غَنِيّاً عَمَّا خَلَّفْتَ فَقِيراً إِلَى مَا قَدَّمْتَ وَ السَّلَامُ 20458 قَالُوا فَكَتَبَ إِلَيْهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَبَّاسِ أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّكَ قَدْ أَكْثَرْتَ عَلَيَّ وَ وَ اللَّهِ لَأَنْ أَلْقَى اللَّهَ قَدِ احْتَوَيْتُ عَلَى كُنُوزِ الْأَرْضِ كُلِّهَا مِنْ ذَهَبِهَا وَ عِقْيَانِهَا وَ لُجَيْنِهَا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَلْقَاهُ بِدَمِ امْرِئٍ مُسْلِمٍ وَ السَّلَامُ.
أقول قد أثبتنا في باب علة قعوده و قيامه ع من كتاب الفتن كفر الأشعث بن قيس و في باب سلوني كفر ابن الكواء و غيره و في باب احتجاجات الحسن ع على معاوية و أصحابه حال جماعة و كذا في باب احتجاج الحسين ع على معاوية مدح حجر بن عدي و عمرو بن الحمق و في باب احتجاجات الباقر ع و أبواب أحوال الخوارج ذم نافع و غيره و في باب أحوال الصحابة و باب أحوال السلمان و باب فضائله مدح جماعة من أصحابه ع و ذم جماعة و في باب عبادته ع مدح أبي الدرداء و في جواب أسئلة اليهودي المشتمل على خصال الأوصياء حال جماعة و في باب إخباره بالمغيبات و باب علمه ع كفر عمرو بن حريث و كذا في باب أنهم المتوسمون و في باب حبهم ع مدح الحارث الأعور و كذا في باب ما ينفع حبهم فيه من المواطن و في باب غصب الخلافة ذم ابن عباس و أيضا في باب الإخبار بالمغيبات كفر الأشعث و كذا في باب جوامع مكارمه ع و في باب أحوال أولاده ع مكاتبة ابن الحنفية و ابن عباس و في باب إخباره بالمغيبات أحوال كثير منهم و قد أوردنا بابا آخر في كتاب الفتن و يتضمن أحوال أصحابه صلوات الله عليه مفصلا.
باب 125 النوادر
1- ن، عيون أخبار الرضا عليه السلام لي، الأمالي للصدوق ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الرَّيَّانِ بْنِ الصَّلْتِ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ ع قَالَ: رَأَى أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع رَجُلًا مِنْ شِيعَتِهِ بَعْدَ عَهْدٍ طَوِيلٍ وَ قَدْ أَثَّرَ السِّنُّ فِيهِ وَ كَانَ يَتَجَلَّدُ فِي مَشْيِهِ فَقَالَ ع كَبِرَ سِنُّكَ يَا رَجُلُ قَالَ فِي طَاعَتِكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ- فَقَالَ ع إِنَّكَ لَتَتَجَلَّدُ قَالَ عَلَى أَعْدَائِكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَقَالَ ع أَجِدُ فِيكَ بَقِيَّةً قَالَ هِيَ لَكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ 20459 .
2- لي، الأمالي للصدوق ابْنُ مُوسَى عَنِ الْأَسَدِيِّ عَنِ الْفَزَارِيِّ عَنْ عَبَّادِ بْنِ يَعْقُوبَ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ أَبِي نُوَيْرَةَ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ عَنْ قَرَنٍ أَبِي سُلَيْمَانَ الضَّبِّيِّ قَالَ: أَرْسَلَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع إِلَى لَبِيدٍ الْعُطَارِدِيِّ بَعْضَ شُرَطِهِ فَمَرُّوا بِهِ عَلَى مَسْجِدِ سَمَّاكٍ فَقَامَ إِلَيْهِ نُعَيْمُ بْنُ دَجَاجَةَ الْأَسَدِيُّ فَحَالَ بَيْنَهُمْ وَ بَيْنَهُ فَأَرْسَلَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع إِلَى نُعَيْمٍ فَجِيءَ بِهِ قَالَ فَرَفَعَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع شَيْئاً لِيَضْرِبَهُ فَقَالَ نُعَيْمٌ وَ اللَّهِ إِنَّ صُحْبَتَكَ لَذُلٌّ وَ إِنَّ خِلَافَكَ لَكُفْرٌ فَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع وَ تَعْلَمُ ذَاكَ قَالَ نَعَمْ قَالَ خَلُّوهُ 20460 .
3- ما، الأمالي للشيخ الطوسي ابْنُ الصَّلْتِ عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنْ مُوسَى بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ هَمَّامٍ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ ع أَنَّ عَلِيّاً ع قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّكَ تَبْعَثُنِي فِي الْأَمْرِ فَأَكُونُ 20461 فِيهَا كَالسِّكَّةِ الْمُحْمَاةِ أَمِ الشَّاهِدَ يَرَى مَا لَا يَرَى الْغَائِبُ قَالَ بَلِ الشَّاهِدَ يَرَى مَا لَا يَرَى الْغَائِبُ 20462 .
4- ما، الأمالي للشيخ الطوسي جَمَاعَةٌ عَنِ ابْنِ الْمُفَضَّلِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بْنِ الْعَوَّادِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ السَّدُوسِيِّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَوْنِ بْنِ أَبِي حَرْبِ بْنِ أَبِي الْأَسْوَدِ الدُّؤَلِيِّ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي حَرْبِ بْنِ أَبِي الْأَسْوَدِ عَنْ أَبِيهِ أَبِي الْأَسْوَدِ أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ ع عَنْ سُؤَالٍ فَبَادَرَ فَدَخَلَ مَنْزِلَهُ ثُمَّ خَرَجَ فَقَالَ أَيْنَ السَّائِلُ فَقَالَ الرَّجُلُ هَا أَنَا 20463 يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَالَ مَا مَسْأَلَتُكَ قَالَ كَيْتَ وَ كَيْتَ فَأَجَابَهُ عَنْ سُؤَالِهِ فَقِيلَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ كُنَّا عَهِدْنَاكَ إِذَا سُئِلْتَ عَنِ الْمَسْأَلَةِ كُنْتَ فِيهَا كَالسِّكَّةِ الْمُحْمَاةِ جَوَاباً فَمَا بَالُكَ أَبْطَأْتَ الْيَوْمَ عَنْ جَوَابِ هَذَا الرَّجُلِ حَتَّى دَخَلْتَ الْحُجْرَةَ ثُمَّ خَرَجْتَ فَأَجَبْتَهُ فَقَالَ كُنْتُ حَاقِناً وَ لَا رَأْيَ لِثَلَاثَةٍ لَا رَأْيَ لِحَاقِنٍ وَ لَا حَاذٍق ثُمَّ أَنْشَأَ يَقُولُ
إِذَا الْمُشْكِلَاتُ تَصَدَّيْنَ لِي
كَشَفْتُ حَقَائِقَهَا بِالنَّظَرِ
وَ إِنْ بَرِقَتْ فِي مَخِيلِ الصَّوَابِ
عَمْيَاءَ لَا يَجْتَلِيهَا الْبَصَرُ
تَتَبَّعْتُهُ بِعُيُونِ الْأُمُورِ
وَضَعْتُ عَلَيْهَا صَحِيحَ النَّظَرِ 20464 لِسَاناً كَشَفْتُ بِهِ الْأَرْحَبِيَ
أَوْ كَالْحُسَامِ الْبَتَارِ الذَّكَرِ
وَ قَلْباً إِذَا اسْتَنْطَقَتْهُ الْهُمُومُ
أُرَبَّى عَلَيْهَا بِوَاهِي الدُّرَرِ
وَ لَسْتُ بِإِمَّعَةٍ فِي الرِّجَالِ
أُسَائِلُ هَذَا وَ ذَا مَا الْخَبَرُ
وَ لَكِنَّنِي مُذْرَبُ الْأَصْغَرَيْنِ
أُبِينُ مَعَ مَا مَضَى مَا غَبَرَ
20465 .
بيان قد مر شرحه في كتاب العلم 20466 .
5- يج، الخرائج و الجرائح رُوِيَ أَنَّ أَعْرَابِيّاً أَتَى أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ع وَ هُوَ فِي الْمَسْجِدِ فَقَالَ مَظْلُومٌ قَالَ ادْنُ مِنِّي فَدَنَا حَتَّى وَضَعَ يَدَيْهِ عَلَى رُكْبَتَيْهِ قَالَ مَا ظُلَامَتُكَ فَشَكَا ظُلَامَتَهُ فَقَالَ يَا أَعْرَابِيُّ أَنَا أَعْظَمُ ظُلَامَةً مِنْكَ ظَلَمَنِي الْمَدَرُ وَ الْوَبَرُ وَ لَمْ
يَبْقَ بَيْتٌ مِنَ الْعَرَبِ إِلَّا وَ قَدْ دَخَلَتْ مَظْلِمَتِي عَلَيْهِمْ وَ مَا زِلْتُ مَظْلُوماً حَتَّى قَعَدْتُ مَقْعَدِي هَذَا إِنْ كَانَ عَقِيلُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ يَوْمَهُ لَيَرْمَدُ فَمَا يَدَعَهُمْ يَذُرُّونَهُ 20467 حَتَّى يَأْتُونِّي فَأُذَرَّ وَ مَا بِعَيْنِي رَمَدٌ ثُمَّ كَتَبَ لَهُ بِظُلَامَتِهِ وَ رَحَلَ فَهَاجَ النَّاسُ وَ قَالُوا قَدْ طَعَنَ عَلَى الرَّجُلَيْنِ فَدَخَلَ عَلَيْهِ الْحَسَنُ ع فَقَالَ قَدْ عَلِمْتَ مَا شَرِبَ قُلُوبُ النَّاسِ مِنْ حُبِّ هَذَيْنِ فَخَرَجَ فَقَالَ الصَّلَاةَ جَامِعَةً فَاجْتَمَعَ النَّاسُ فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَ أَثْنَى عَلَيْهِ فَقَالَ أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ الْحَرْبَ خُدْعَةٌ فَإِذَا سَمِعْتُمُونِي أَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ فَوَ اللَّهِ لَأَنْ أَخِرَّ مِنَ السَّمَاءِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَكْذِبَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ كَذِبَةً وَ إِذَا حَدَّثْتُكُمْ أَنَّ الْحَرْبَ خُدْعَةٌ ثُمَّ ذَكَرَ غَيْرَ ذَلِكَ فَقَامَ رَجُلٌ يُسَاوِي بِرَأْسِهِ رُمَّانَةَ الْمِنْبَرِ فَقَالَ إِنَّا بِرَاءٌ مِنَ الِاثْنَيْنِ وَ الثَّلَاثَةِ فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع فَقَالَ بَقَرْتَ الْعِلْمَ فِي غَيْرِ إِبَّانِهِ لَتُبْقَرَنَّ كَمَا بَقَرْتَهُ فَلَمَّا قَدِمَ ابْنُ سُمَيَّةَ أَخَذَهُ فَشَقَّ بَطْنَهُ وَ حَشَا فَوْقَهُ حِجَارَةً وَ صَلَبَهُ 20468 .
6- كا، الكافي عَلِيٌّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَيْمُونٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: دَخَلَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع الْمَسْجِدَ فَإِذَا هُوَ بِرَجُلٍ عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ كَئِيبٍ حَزِينٍ فَقَالَ لَهُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع مَا لَكَ قَالَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أُصِبْتُ بِأَبِي وَ أَخِي وَ أَخْشَى أَنْ أَكُونَ قَدْ وَجِلْتُ 20469 فَقَالَ لَهُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع عَلَيْكَ بِتَقْوَى اللَّهِ وَ الصَّبْرِ تَقْدَمُ عَلَيْهِ غَداً وَ الصَّبْرُ فِي الْأُمُورِ بِمَنْزِلَةِ الرَّأْسِ مِنَ الْجَسَدِ فَإِذَا فَارَقَ الرَّأْسُ الْجَسَدَ فَسَدَ الْجَسَدُ وَ إِذَا فَارَقَ الصَّبْرُ الْأُمُورَ فَسَدَتِ الْأُمُورُ 20470 .
7- كا، الكافي الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْمُعَلَّى عَنِ الْوَشَّاءِ عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ سَلَمَةَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: اجْتَمَعَ عِيدَانِ عَلَى عَهْدِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع فَخَطَبَ النَّاسَ ثُمَّ قَالَ هَذَا يَوْمٌ اجْتَمَعَ فِيهِ عِيدَانِ فَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يُجَمِّعَ مَعَنَا فَلْيَفْعَلْ وَ مَنْ
لَمْ يَفْعَلْ فَإِنَّ لَهُ رُخْصَةً 20471 .
8- ختص، الإختصاص رُوِيَ أَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ع كَانَ قَاعِداً فِي الْمَسْجِدِ وَ عِنْدَهُ جَمَاعَةٌ مِنْ أَصْحَابِهِ فَقَالُوا لَهُ حَدِّثْنَا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ- فَقَالَ لَهُمْ وَيْحَكُمْ إِنَّ كَلَامِي صَعْبٌ مُسْتَصْعَبٌ لَا يَعْقِلُهُ إِلَّا الْعَالِمُونَ قَالُوا لَا بُدَّ مِنْ أَنْ تُحَدِّثَنَا قَالَ قُومُوا بِنَا فَدَخَلَ الدَّارَ فَقَالَ أَنَا الَّذِي عَلَوْتُ فَقَهَرْتُ أَنَا الَّذِي أُحْيِي وَ أُمِيتُ أَنَا الْأَوَّلُ وَ الْآخِرُ وَ الظَّاهِرُ وَ الْباطِنُ فَغَضِبُوا وَ قَالُوا كَفَرَ وَ قَامُوا فَقَالَ عَلِيٌّ ع لِلْبَابِ يَا بَابُ اسْتَمْسِكْ عَلَيْهِمْ فَاسْتَمْسَكَ عَلَيْهِمُ الْبَابُ فَقَالَ أَ لَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنَّ كَلَامِي صَعْبٌ مُسْتَصْعَبٌ لَا يَعْقِلُهُ إِلَّا الْعَالِمُونَ تَعَالَوْا أُفَسِّرْ لَكُمْ أَمَّا قَوْلِي أَنَا الَّذِي عَلَوْتُ فَقَهَرْتُ فَأَنَا الَّذِي عَلَوْتُكُمْ بِهَذَا السَّيْفِ فَقَهَرْتُكُمْ حَتَّى آمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ وَ أَمَّا قَوْلِي أَنَا أُحْيِي وَ أُمِيتُ فَأَنَا أُحْيِي السُّنَّةَ وَ أُمِيتُ الْبِدْعَةَ وَ أَمَّا قَوْلِي أَنَا الْأَوَّلُ فَأَنَا أَوَّلُ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَ أَسْلَمَ وَ أَمَّا قَوْلِي أَنَا الْآخِرُ فَأَنَا آخِرُ مَنْ سَجَّى عَلَى النَّبِيِّ ص ثَوْبَهُ وَ دَفَنَهُ وَ أَمَّا قَوْلِي أَنَا الظَّاهِرُ وَ الْبَاطِنُ فَأَنَا عِنْدِي عِلْمُ الظَّاهِرِ وَ الْبَاطِنِ قَالُوا فَرَّجْتَ عَنَّا فَرَّجَ اللَّهُ عَنْكَ.