کتابخانه روایات شیعه
بحار الأنوار (ط - بيروت) - ج 1تا15
رَمَضَانَ فَتَنْشُرُهُ وَ تَضَعُهُ بَيْنَ يَدَيْكَ وَ تَقُولُ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِكِتَابِكَ الْمُنْزَلِ وَ مَا فِيهِ وَ فِيهِ اسْمُكَ الْأَكْبَرُ وَ أَسْمَاؤُكَ الْحُسْنَى وَ مَا يُخَافُ وَ يُرْجَى أَنْ تَجْعَلَنِي مِنْ عُتَقَائِكَ مِنَ النَّارِ وَ تَدْعُو بِمَا بَدَا لَكَ مِنْ حَاجَةٍ.
4- عُدَّةُ الدَّاعِي، رُوِيَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع فِي الثُّلُثِ الْبَاقِي 12300 مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ تَأْخُذُ الْمُصْحَفَ وَ تَنْشُرُهُ وَ تَقُولُ وَ ذَكَرَ نَحْوَهُ.
باب 12 أنواع آيات القرآن و ناسخها و منسوخها و ما نزل في الأئمة عليهم السلام منها
الآيات البقرة ما نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِها نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْها أَوْ مِثْلِها أَ لَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ 12301 النحل وَ إِذا بَدَّلْنا آيَةً مَكانَ آيَةٍ وَ اللَّهُ أَعْلَمُ بِما يُنَزِّلُ قالُوا إِنَّما أَنْتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا وَ هُدىً وَ بُشْرى لِلْمُسْلِمِينَ 12302 أقول قد مضى و يأتي في الأبواب السابقة و اللاحقة ما يتعلق بهذا الباب فلا تغفل.
1- شي، تفسير العياشي عَنْ أَبِي الْجَارُودِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ ع يَقُولُ نَزَلَ الْقُرْآنُ 12303 عَلَى أَرْبَعَةِ أَرْبَاعٍ رُبُعٌ فِينَا وَ رُبُعٌ فِي عَدُوِّنَا وَ رُبُعٌ فِي فَرَائِضَ وَ أَحْكَامٍ وَ رُبُعٌ سُنَنٌ وَ أَمْثَالٌ وَ لَنَا كَرَائِمُ الْقُرْآنِ.
2- شي، تفسير العياشي عَنِ ابْنِ نُبَاتَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ع يَقُولُ نَزَلَ الْقُرْآنُ أَثْلَاثاً ثُلُثٌ فِينَا وَ فِي عَدُوِّنَا وَ ثُلُثٌ سُنَنٌ وَ أَمْثَالٌ وَ ثُلُثٌ فَرَائِضُ وَ أَحْكَامٌ 12304 .
3- شي، تفسير العياشي عَنْ أَبِي بَصِيرٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع يَقُولُ إِنَّ الْقُرْآنَ زَاجِرٌ وَ آمِرٌ يَأْمُرُ بِالْجَنَّةِ وَ يَزْجُرُ عَنِ النَّارِ 12305 .
4- شي، تفسير العياشي عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدِ بْنِ الْحَجَّاجِ الْكَرْخِيِّ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ رَفَعَهُ إِلَى خَيْثَمَةَ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ ع يَا خَيْثَمَةُ الْقُرْآنُ نَزَلَ أَثْلَاثاً ثُلُثٌ فِينَا وَ فِي أَحِبَّائِنَا وَ ثُلُثٌ فِي أَعْدَائِنَا وَ عَدُوِّ مَنْ كَانَ قِبَلَنَا وَ ثُلُثٌ سُنَّةٌ وَ مَثَلٌ وَ لَوْ أَنَّ الْآيَةَ إِذَا نَزَلَتْ فِي قَوْمٍ ثُمَّ مَاتَ أُولَئِكَ الْقَوْمُ مَاتَتِ الْآيَةُ لَمَا بَقِيَ مِنَ الْقُرْآنِ شَيْءٌ وَ لَكِنَّ الْقُرْآنَ يَجْرِي أَوَّلُهُ عَلَى آخِرِهِ مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَ الْأَرْضُ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ آيَةٌ يَتْلُونَهَا هُمْ مِنْهَا مِنْ خَيْرٍ أَوْ شَرٍّ 12306 .
5- شي، تفسير العياشي عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع مَنْ لَمْ يَعْرِفْ أَمْرَنَا مِنَ الْقُرْآنِ لَمْ يَتَنَكَّبِ الْفِتَنَ 12307 .
6- شي، تفسير العياشي عَنْ حَنَانِ بْنِ سَدِيرٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ ع يَا أَبَا الْفَضْلِ لَنَا حَقٌّ فِي كِتَابِ اللَّهِ الْمُحْكَمِ مِنَ اللَّهِ لَوْ مَحَوْهُ فَقَالُوا لَيْسَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ أَوْ لَمْ يَعْلَمُوا لَكَانَ سَوَاءٌ 12308 .
7- شي، تفسير العياشي عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ ع يَا مُحَمَّدُ إِذَا سَمِعْتَ اللَّهَ ذَكَرَ أَحَداً مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ بِخَيْرٍ فَنَحْنُ هُمْ وَ إِذَا سَمِعْتَ اللَّهَ ذَكَرَ قَوْماً بِسُوءٍ مِمَّنْ مَضَى فَهُمْ عَدُوُّنَا 12309 .
8- شي، تفسير العياشي عَنْ دَاوُدَ بْنِ فَرْقَدٍ عَمَّنْ أَخْبَرَهُ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: لَوْ قَدْ قُرِئَ الْقُرْآنُ كَمَا أُنْزِلَ لَأَلْفَيْتَنَا فِيهِ مُسَمَّيْنَ وَ قَالَ سَعِيدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْكِنْدِيُّ- عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع بَعْدَ مُسَمَّيْنَ كَمَا سُمِّيَ مَنْ قَبْلَنَا 12310 .
9- شي، تفسير العياشي عَنْ مُيَسِّرٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ: لَوْ لَا أَنَّهُ زِيدَ فِي كِتَابِ اللَّهِ وَ نُقِصَ مِنْهُ مَا خَفِيَ حَقُّنَا عَلَى ذِي حِجًى وَ لَوْ قَدْ قَامَ قَائِمُنَا فَنَطَقَ صَدَّقَهُ الْقُرْآنُ 12311 .
10- شي، تفسير العياشي عَنْ مَسْعَدَةَ بْنِ صَدَقَةَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ
قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع سَمُّوهُمْ بِأَحْسَنِ أَمْثَالِ الْقُرْآنِ يَعْنِي عِتْرَةَ النَّبِيِّ ص هذا عَذْبٌ فُراتٌ فَاشْرَبُوا وَ هذا مِلْحٌ أُجاجٌ فَاجْتَنِبُوا 12312 .
11- شي، تفسير العياشي عَنْ عُمَرَ بْنِ حَنْظَلَةَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع عَنْ قَوْلِ اللَّهِ قُلْ كَفى بِاللَّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ 12313 فَلَمَّا رَآنِي أَتَتَبَّعُ هَذَا وَ أَشْبَاهَهُ مِنَ الْكِتَابِ قَالَ حَسْبُكَ كُلُّ شَيْءٍ فِي الْكِتَابِ مِنْ فَاتِحَتِهِ إِلَى خَاتِمَتِهِ مِثْلُ هَذَا فَهُوَ فِي الْأَئِمَّةِ عُنِيَ بِهِ 12314 .
باب 13 ما عاتب الله تعالى به اليهود
باب 14 أن القرآن مخلوق
1- يد، 12316 التوحيد لي، الأمالي للصدوق الْهَمَذَانِيُّ عَنْ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ مَعْبَدٍ عَنِ ابْنِ خَالِدٍ قَالَ: قُلْتُ لِلرِّضَا ع يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ- أَخْبِرْنِي عَنِ الْقُرْآنِ أَ خَالِقٌ أَوْ مَخْلُوقٌ فَقَالَ لَيْسَ بِخَالِقٍ وَ لَا مَخْلُوقٍ وَ لَكِنَّهُ كَلَامُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ 12317 .
2- يد، 12318 التوحيد ن، 12319 عيون أخبار الرضا عليه السلام لي، الأمالي للصدوق ابْنُ مَسْرُورٍ عَنْ مُحَمَّدٍ الْحِمْيَرِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ هَاشِمٍ عَنِ الرَّيَّانِ قَالَ: قُلْتُ لِلرِّضَا ع مَا تَقُولُ فِي الْقُرْآنِ فَقَالَ كَلَامُ اللَّهِ لَا تَتَجَاوَزُوهُ وَ لَا تَطْلُبُوا الْهُدَى فِي غَيْرِهِ فَتَضِلُّوا 12320 .
3- يد، 12321 التوحيد لي، الأمالي للصدوق الْمُكَتِّبُ عَنِ الْأَسَدِيِّ عَنِ الْبَرْمَكِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ دَاهِرٍ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَأَلْتُ الصَّادِقَ ع فَقُلْتُ لَهُ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ مَا تَقُولُ فِي الْقُرْآنِ فَقَالَ هُوَ كَلَامُ اللَّهِ وَ قَوْلُ اللَّهِ وَ كِتَابُ اللَّهِ وَ وَحْيُ اللَّهِ وَ تَنْزِيلُهُ وَ هُوَ الْكِتَابُ الْعَزِيزُ الَّذِي
لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَ لَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ 12322 .
4- يد، 12323 التوحيد لي، الأمالي للصدوق أَبِي عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْيَقْطِينِيِّ قَالَ: كَتَبَ أَبُو الْحَسَنِ الثَّالِثُ عَلَيْهِ السَّلَامُ إِلَى بَعْضِ شِيعَتِهِ بِبَغْدَادَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ عَصَمَنَا اللَّهُ وَ إِيَّاكَ مِنَ الْفِتْنَةِ فَإِنْ يَفْعَلْ فَأَعْظِمْ بِهَا نِعْمَةً وَ إِلَّا يَفْعَلْ فَهِيَ الْهَلَكَةُ نَحْنُ نَرَى أَنَّ الْجِدَالَ فِي الْقُرْآنِ بِدْعَةٌ اشْتَرَكَ فِيهَا السَّائِلُ وَ الْمُجِيبُ فَتَعَاطَى السَّائِلُ مَا لَيْسَ لَهُ وَ تَكَلَّفَ الْمُجِيبُ مَا لَيْسَ عَلَيْهِ وَ لَيْسَ الْخَالِقُ إِلَّا اللَّهَ وَ مَا سِوَاهُ مَخْلُوقٌ وَ الْقُرْآنُ كَلَامُ اللَّهِ لَا تَجْعَلْ لَهُ اسْماً مِنْ عِنْدِكَ فَتَكُونَ مِنَ الضَّالِّينَ جَعَلَنَا اللَّهُ وَ إِيَّاكَ مِنَ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ وَ هُمْ مِنَ السَّاعَةِ مُشْفِقُونَ 12324 .
5- يد، 12325 التوحيد لي، الأمالي للصدوق الْمُكَتِّبُ عَنِ الْأَسَدِيِّ عَنِ الْبَرْمَكِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ عَنِ الْجَعْفَرِيِّ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي الْحَسَنِ مُوسَى ع يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ مَا تَقُولُ فِي الْقُرْآنِ فَقَدِ اخْتَلَفَ فِيهِ مَنْ قِبَلَنَا فَقَالَ قَوْمٌ إِنَّهُ مَخْلُوقٌ وَ قَالَ قَوْمٌ إِنَّهُ غَيْرُ مَخْلُوقٍ فَقَالَ ع أَمَا إِنِّي لَا أَقُولُ فِي ذَلِكَ مَا يَقُولُونَ وَ لَكِنِّي أَقُولُ إِنَّهُ كَلَامُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ 12326 .
6- يد، التوحيد ابْنُ الْوَلِيدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ مَعْرُوفٍ عَنِ ابْنِ أَبِي نَجْرَانَ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ عَبْدِ الرَّحِيمِ قَالَ: كَتَبْتُ عَلَى يَدَيْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَعْيَنَ إِلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع جُعِلْتُ فِدَاكَ اخْتَلَفَ النَّاسُ فِي الْقُرْآنِ فَزَعَمَ قَوْمٌ أَنَّ الْقُرْآنَ كَلَامُ اللَّهِ غَيْرُ مَخْلُوقٍ وَ قَالَ آخَرُونَ كَلَامُ اللَّهِ مَخْلُوقٌ فَكَتَبَ ع الْقُرْآنُ كَلَامُ اللَّهِ مُحْدَثٌ غَيْرُ مَخْلُوقٍ وَ غَيْرُ أَزَلِيٍّ مَعَ اللَّهِ تَعَالَى ذِكْرُهُ وَ تَعَالَى عَنْ ذَلِكَ عُلُوّاً كَبِيراً كَانَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ لَا شَيْءَ غَيْرَ اللَّهِ مَعْرُوفٌ وَ لَا مَجْهُولٌ كَانَ عَزَّ وَ جَلَ
وَ لَا مُتَكَلِّمَ وَ لَا مُرِيدَ وَ لَا مُتَحَرِّكَ وَ لَا فَاعِلَ جَلَّ وَ عَزَّ رَبُّنَا فَجَمِيعُ هَذِهِ الصِّفَاتِ مُحْدَثَةٌ غَيْرَ حُدُوثِ الْفِعْلِ مِنْهُ جَلَّ وَ عَزَّ رَبِّنَا وَ الْقُرْآنُ كَلَامُ اللَّهِ غَيْرُ مَخْلُوقٍ فِيهِ خَبَرُ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ وَ خَبَرُ مَا يَكُونُ بَعْدَكُمْ أَنْزَلَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ عَلَى مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ ص 12327 .
قال الصدوق رحمه الله كأن المراد من هذا الحديث ما كان فيه من ذكر القرآن و معنى ما فيه أنه غير مخلوق أي غير مكذوب و لا يعني به أنه غير محدث لأنه قد قال محدث غير مخلوق و غير أزلي مع الله تعالى ذكره و قال أيضا قد جاء في الكتاب أن القرآن كلام الله و وحي الله و قول الله و كتاب الله و لم يجئ فيه أنه مخلوق و إنما امتنعنا من إطلاق المخلوق عليه لأن المخلوق في اللغة قد يكون مكذوبا و يقال كلام مخلوق أي مكذوب قال الله تبارك و تعالى إِنَّما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثاناً وَ تَخْلُقُونَ إِفْكاً 12328 أي كذبا و قال عز و جل حكاية عن منكري التوحيد ما سَمِعْنا بِهذا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ إِنْ هذا إِلَّا اخْتِلاقٌ 12329 أي افتعال و كذب فمن زعم أن القرآن مخلوق بمعنى أنه مكذوب فقد كذب و من قال إنه غير مخلوق بمعنى أنه غير مكذوب فقد صدق و قال الحق و الصواب و من زعم أنه غير مخلوق بمعنى أنه غير محدث و غير منزل و غير محفوظ فقد أخطأ و قال غير الحق و الصواب.
و قد أجمع أهل الإسلام على أن القرآن كلام الله عز و جل على الحقيقة دون المجاز و أن من قال غير ذلك فقد قال منكرا و زورا و وجدنا القرآن مفصلا و موصلا و بعضه غير بعض و بعضه قبل بعض كالناسخ التي يتأخر عن المنسوخ فلو لم يكن ما هذه صفته حادثا بطلت الدلالة على حدوث المحدثات و تعذر إثبات محدثها بتناهيها و تفرقها و اجتماعها.
و شيء آخر و هو أن العقول قد شهدت و الأمة قد أجمعت أن الله
عز و جل صادق في إخباره و قد علم أن الكذب هو أن يخبر بكون ما لم يكن و قد أخبر الله عز و جل عن فرعون و قوله أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلى 12330 و عن نوح أنه نادى ابنه و هو فِي مَعْزِلٍ يا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنا وَ لا تَكُنْ مَعَ الْكافِرِينَ 12331 فإن كان هذا القول و هذا الخبر قديما فهو قبل فرعون و قبل قوله ما أخبر عنه و هذا هو الكذب و إن لم يوجد إلا بعد أن قال فرعون ذلك فهو حادث لأنه كان بعد أن لم يكن.
و أمر آخر و هو أن الله عز و جل قال وَ لَئِنْ شِئْنا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ 12332 و قوله ما نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِها نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْها أَوْ مِثْلِها 12333 و ما له مثل أو جاز أن يعدم بعد وجوده فحادث لا محالة 12334 .
7- شي، تفسير العياشي عَنْ فُضَيْلِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ: سَأَلْتُ الرِّضَا ع عَنِ الْقُرْآنِ فَقَالَ لِي هُوَ كَلَامُ اللَّهِ 12335 .
8- شي، تفسير العياشي عَنْ زُرَارَةَ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ ع عَنِ الْقُرْآنِ فَقَالَ لِي لَا خَالِقٌ وَ لَا مَخْلُوقٌ وَ لَكِنَّهُ كَلَامُ الْخَالِقِ 12336 .
9- شي، تفسير العياشي عَنْ زُرَارَةَ قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنِ الْقُرْآنِ أَ خَالِقٌ هُوَ قَالَ لَا قُلْتُ مَخْلُوقٌ قَالَ لَا وَ لَكِنَّهُ كَلَامُ الْخَالِقِ 12337 .