کتابخانه روایات شیعه
بحار الأنوار (ط - بيروت) - ج 1تا15
باب 2 النصوص على الخصوص على إمامته و الوصية إليه و أنه دفع إليه الكتب و السلاح و غيرها و فيه بعض الدلائل و النكت
1- لي، الأمالي للصدوق ابْنُ الْوَلِيدِ عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنِ ابْنِ أَبِي الْخَطَّابِ عَنِ ابْنِ أَبِي نَجْرَانَ عَنِ الْمُثَنَّى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ: سَأَلْتُ الصَّادِقَ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ ع عَنْ خَاتَمِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ ع إِلَى مَنْ صَارَ وَ ذَكَرْتُ لَهُ أَنِّي سَمِعْتُ أَنَّهُ أُخِذَ مِنْ إِصْبَعِهِ فِيمَا أُخِذَ قَالَ ع لَيْسَ كَمَا قَالُوا إِنَّ الْحُسَيْنَ ع أَوْصَى إِلَى ابْنِهِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ع وَ جَعَلَ خَاتَمَهُ فِي إِصْبَعِهِ وَ فَوَّضَ إِلَيْهِ أَمْرَهُ كَمَا فَعَلَهُ رَسُولُ اللَّهِ ص بِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع وَ فَعَلَهُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ بِالْحَسَنِ ع وَ فَعَلَهُ الْحَسَنُ بِالْحُسَيْنِ ع ثُمَّ صَارَ ذَلِكَ الْخَاتَمُ إِلَى أَبِي ع بَعْدَ أَبِيهِ وَ مِنْهُ صَارَ إِلَيَّ فَهُوَ عِنْدِي وَ إِنِّي لَأَلْبَسُهُ كُلَّ جُمُعَةٍ وَ أُصَلِّي فِيهِ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ فَدَخَلْتُ إِلَيْهِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَ هُوَ يُصَلِّي فَلَمَّا فَرَغَ مِنَ الصَّلَاةِ مَدَّ إِلَيَّ يَدَهُ فَرَأَيْتُ فِي إِصْبَعِهِ خَاتَماً نَقْشُهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ عُدَّةٌ لِلِقَاءِ اللَّهِ فَقَالَ هَذَا خَاتَمُ جَدِّي أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ ع 57 .
2- ير، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِي الْجَارُودِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ: إِنَّ الْحُسَيْنَ ع لَمَّا حَضَرَهُ الَّذِي حَضَرَهُ دَعَا ابْنَتَهُ الْكُبْرَى فَاطِمَةَ فَدَفَعَ إِلَيْهَا كِتَاباً مَلْفُوفاً وَ وَصِيَّةً ظَاهِرَةً وَ وَصِيَّةً بَاطِنَةً وَ كَانَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ مَبْطُوناً لَا يَرَوْنَ إِلَّا أَنَّهُ لِمَا بِهِ فَدَفَعَتْ فَاطِمَةُ الْكِتَابَ إِلَى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ثُمَّ صَارَ ذَلِكَ الْكِتَابُ إِلَيْنَا فَقُلْتُ فَمَا فِي ذَلِكَ الْكِتَابِ فَقَالَ فِيهِ وَ اللَّهِ جَمِيعُ مَا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ وُلْدُ آدَمَ إِلَى أَنْ تَفْنَى الدُّنْيَا 58 .
3- غط، الغيبة للشيخ الطوسي الْحُسَيْنُ بْنُ سَعِيدٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسَى عَنْ رِبْعِيٍّ عَنِ الْفُضَيْلِ قَالَ: قَالَ لِي أَبُو جَعْفَرٍ ع لَمَّا تَوَجَّهَ الْحُسَيْنُ ع إِلَى الْعِرَاقِ دَفَعَ إِلَى أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ ص الْوَصِيَّةَ وَ الْكُتُبَ وَ غَيْرَ ذَلِكَ وَ قَالَ لَهَا إِذَا أَتَاكِ أَكْبَرُ وُلْدِي فَادْفَعِي إِلَيْهِ مَا دَفَعْتُ إِلَيْكِ فَلَمَّا قُتِلَ الْحُسَيْنُ ع أَتَى عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ أُمَّ سَلَمَةَ فَدَفَعَتْ إِلَيْهِ كُلَّ شَيْءٍ أَعْطَاهَا الْحُسَيْنُ ع 59 .
4- قب، المناقب لابن شهرآشوب الدَّلِيلُ عَلَى إِمَامَتِهِ ع مَا ثَبَتَ أَنَّ الْإِمَامَ يَجِبُ أَنْ يَكُونَ مَنْصُوصاً عَلَيْهِ فَكُلُّ مَنْ قَالَ بِذَلِكَ قَطَعَ عَلَى إِمَامَتِهِ وَ إِذَا ثَبَتَ أَنَّ الْإِمَامَ لَا بُدَّ أَنْ يَكُونَ مَعْصُوماً يَقْطَعُ عَلَى أَنَّ الْإِمَامَ بَعْدَ الْحُسَيْنِ ابْنُهُ عَلِيٌّ ع لِأَنَّ كُلَّ مَنِ ادُّعِيَتْ إِمَامَتُهُ بَعْدَهُ مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ وَ الْخَوَارِجِ اتَّفَقُوا عَلَى نَفْيِ الْقَطْعِ عَلَى عِصْمَتِهِ وَ أَمَّا الْكِيسَانِيَّةُ وَ إِنْ قَالُوا بِالنَّصِّ فَلَمْ يَقُولُوا بِالنَّصِّ صَرِيحاً وَ وَجَدْنَا وُلْدَ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ع الْيَوْمَ عَلَى حَدَاثَةِ عَصْرِهِ وَ قُرْبِ مِيلَادِهِ أَكْثَرَ عَدَداً مِنْ قَبَائِلَ جَاهِلِيَّةٍ وَ عَمَائِرَ قَدِيمَةٍ 60 حَتَّى طَبَقُوا الْأَرْضَ وَ مَلَئُوا الْبِلَادَ وَ بَلَغُوا الْأَطْرَافَ فَعَلِمْنَا أَنَّ ذَلِكَ مِنْ دَلَائِلِهِ 61 .
5- عم، إعلام الورى الْكُلَيْنِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ وَ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ يُونُسَ عَنْ أَبِي الْجَارُودِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ ع قَالَ: إِنَّ الْحُسَيْنَ ع لَمَّا حَضَرَهُ الَّذِي حَضَرَهُ دَعَا ابْنَتَهُ فَاطِمَةَ الْكُبْرَى فَدَفَعَ إِلَيْهَا كِتَاباً مَلْفُوفاً وَ وَصِيَّةً ظَاهِرَةً وَ كَانَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنَ مَرِيضاً لَا يَرَوْنَ أَنَّهُ يَبْقَى بَعْدَهُ فَلَمَّا قُتِلَ الْحُسَيْنُ ع وَ رَجَعَ أَهْلُ بَيْتِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ دَفَعَتْ فَاطِمَةُ الْكِتَابَ إِلَى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ثُمَّ صَارَ ذَلِكَ الْكِتَابُ وَ اللَّهِ إِلَيْنَا يَا زِيَادُ 62 .
6- وَ عَنْهُ، عَنْ عِدَّةٍ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنِ ابْنِ عَمِيرَةَ عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْحَضْرَمِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: إِنَّ الْحُسَيْنَ ع لَمَّا سَارَ إِلَى الْعِرَاقِ اسْتَوْدَعَ أُمَّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا الْكُتُبَ وَ الْوَصِيَّةَ فَلَمَّا رَجَعَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ دَفَعَتْهَا إِلَيْهِ 63 .
7- قب، المناقب لابن شهرآشوب عَنِ الْحَضْرَمِيِ مِثْلَهُ 64 .
8- نص، كفاية الأثر مُحَمَّدُ بْنُ وَهْبَانَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الشَّرْقِيِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْأَزْهَرِ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ ع إِذْ دَخَلَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ الْأَصْغَرُ فَدَعَاهُ الْحُسَيْنُ ع وَ ضَمَّهُ إِلَيْهِ ضَمّاً وَ قَبَّلَ مَا بَيْنَ عَيْنَيْهِ ثُمَّ قَالَ بِأَبِي أَنْتَ مَا أَطْيَبَ رِيحَكَ وَ أَحْسَنَ خَلْقَكَ فَتَدَاخَلَنِي مِنْ ذَلِكَ فَقُلْتُ بِأَبِي أَنْتَ وَ أُمِّي يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ إِنْ كَانَ مَا نَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ نَرَاهُ فِيكَ فَإِلَى مَنْ قَالَ عَلِيٍّ ابْنِي هَذَا هُوَ الْإِمَامُ أَبُو الْأَئِمَّةِ قُلْتُ يَا مَوْلَايَ هُوَ صَغِيرُ السِّنِّ قَالَ نَعَمْ إِنَّ ابْنَهُ مُحَمَّدٌ يُؤْتَمُّ بِهِ وَ هُوَ ابْنُ تِسْعِ سِنِينَ ثُمَّ يُطْرِقُ قَالَ ثُمَّ يَبْقُرُ الْعِلْمَ بَقْراً 65 .
بيان كون علي الإمام أصغر لا يخلو من منافرة لأكثر الأخبار الدالة على أنه ع كان أكبر من الشهيد رضي الله عنه قوله ع إن ابنه محمد أي ليس بصغير و له الآن ولد مسمى بمحمد يؤتم به و هو ابن تسع سنين بيان لحال الابن و المراد به الائتمام به قبل الإمامة و لعله إشارة إلى قصة جابر كما سيأتي.
ثم يطرق أي يسكت و لا يتكلم حتى يصير إماما و بعده يبقر العلم بقرا.
9- ك، إكمال الدين ابْنُ شَاذَوَيْهِ عَنْ مُحَمَّدٍ الْحِمْيَرِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى حَكِيمَةَ بِنْتِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الرِّضَا أُخْتِ أَبِي الْحَسَنِ صَاحِبِ الْعَسْكَرِ ع فَقُلْتُ إِلَى مَنْ تَفْزَعُ الشِّيعَةُ فَقَالَتْ إِلَى الْجَدَّةِ أُمِ
أَبِي مُحَمَّدٍ ع فَقُلْتُ لَهَا أَقْتَدِي بِمَنْ وَصِيَّتُهُ إِلَى امْرَأَةٍ فَقَالَتِ اقْتِدَاءً بِالْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ ع وَ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ ع أَوْصَى إِلَى أُخْتِهِ زَيْنَبَ بِنْتِ عَلِيٍّ فِي الظَّاهِرِ وَ كَانَ مَا يَخْرُجُ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ع مِنْ عِلْمٍ يُنْسَبُ إِلَى زَيْنَبَ سَتْراً عَلَى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ع 66 .
أقول تمامه في كتاب الغيبة.
باب 3 معجزاته و معالي أموره و غرائب شأنه صلوات الله عليه
1- لي، الأمالي للصدوق الْمُفَسِّرُ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ الْمُقْرِي عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ع فَجَاءَهُ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِهِ فَقَالَ لَهُ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ ع مَا خَبَرُكَ أَيُّهَا الرَّجُلُ فَقَالَ الرَّجُلُ خَبَرِي يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ أَنِّي أَصْبَحْتُ وَ عَلَيَّ أَرْبَعُمِائَةِ دِينَارٍ دَيْنٌ- لَا قَضَاءَ عِنْدِي لَهَا وَ لِي عِيَالٌ ثِقَالٌ لَيْسَ لِي مَا أَعُودُ عَلَيْهِمْ بِهِ قَالَ فَبَكَى عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ ع بُكَاءً شَدِيداً فَقُلْتُ لَهُ مَا يُبْكِيكَ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ فَقَالَ وَ هَلْ يُعَدُّ الْبُكَاءُ إِلَّا لِلْمَصَائِبِ وَ الْمِحَنِ الْكِبَارِ قَالُوا كَذَلِكَ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ قَالَ فَأَيَّةُ مِحْنَةٍ وَ مُصِيبَةٍ أَعْظَمُ عَلَى حُرٍّ مُؤْمِنٍ مِنْ أَنْ يَرَى بِأَخِيهِ الْمُؤْمِنِ خَلَّةً فَلَا يُمْكِنَهُ سَدُّهَا وَ يُشَاهِدَهُ عَلَى فَاقَةٍ فَلَا يُطِيقَ رَفْعَهَا- قَالَ فَتَفَرَّقُوا عَنْ مَجْلِسِهِمْ ذَلِكَ فَقَالَ بَعْضُ الْمُخَالِفِينَ وَ هُوَ يَطْعَنُ عَلَى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ع عَجَباً لِهَؤُلَاءِ يَدَّعُونَ مَرَّةً أَنَّ السَّمَاءَ وَ الْأَرْضَ وَ كُلَّ شَيْءٍ يُطِيعُهُمْ وَ أَنَّ اللَّهَ لَا يَرُدُّهُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْ طَلِبَاتِهِمْ ثُمَّ يَعْتَرِفُونَ أُخْرَى بِالْعَجْزِ عَنْ إِصْلَاحِ حَالِ خَوَاصِّ إِخْوَانِهِمْ فَاتَّصَلَ ذَلِكَ بِالرَّجُلِ صَاحِبِ الْقِصَّةِ فَجَاءَ إِلَى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ع فَقَالَ لَهُ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ بَلَغَنِي عَنْ
فُلَانٍ كَذَا وَ كَذَا وَ كَانَ ذَلِكَ أَغْلَظَ عَلَيَّ مِنْ مِحْنَتِي فَقَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ ع فَقَدْ أَذِنَ اللَّهُ فِي فَرَجِكَ يَا فُلَانَةُ احْمِلِي سَحُورِي وَ فَطُورِي فَحَمَلَتْ قُرْصَتَيْنِ فَقَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ ع لِلرَّجُلِ خُذْهُمَا فَلَيْسَ عِنْدَنَا غَيْرُهُمَا فَإِنَّ اللَّهَ يَكْشِفُ عَنْكَ بِهِمَا وَ يُنِيلُكَ خَيْراً وَاسِعاً مِنْهُمَا فَأَخَذَهُمَا الرَّجُلُ وَ دَخَلَ السُّوقَ- لَا يَدْرِي مَا يَصْنَعُ بِهِمَا يَتَفَكَّرُ فِي ثِقَلِ دَيْنِهِ وَ سُوءِ حَالِ عِيَالِهِ وَ يُوَسْوِسُ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ أَيْنَ مَوْقِعُ هَاتَيْنِ مِنْ حَاجَتِكَ فَمَرَّ بِسَمَّاكٍ قَدْ بَارَتْ عَلَيْهِ سمكة [سَمَكَتُهُ] قَدْ أَرَاحَتْ فَقَالَ لَهُ سَمَكَتُكَ هَذِهِ بَائِرَةٌ عَلَيْكَ وَ إِحْدَى قُرْصَتَيَّ هَاتَيْنِ بَائِرَةٌ عَلَيَّ فَهَلْ لَكَ أَنْ تُعْطِيَنِي سَمَكَتَكَ الْبَائِرَةَ- وَ تَأْخُذَ قُرْصَتِي هَذِهِ الْبَائِرَةَ فَقَالَ نَعَمْ فَأَعْطَاهُ السَّمَكَةَ وَ أَخَذَ الْقُرْصَةَ ثُمَّ مَرَّ بِرَجُلٍ مَعَهُ مِلْحٌ قَلِيلٌ مَزْهُودٌ فِيهِ فَقَالَ هَلْ لَكَ أَنْ تُعْطِيَنِي مِلْحَكَ هَذَا الْمَزْهُودَ فِيهِ بِقُرْصَتِي هَذِهِ الْمَزْهُودِ فِيهَا قَالَ نَعَمْ فَفَعَلَ فَجَاءَ الرَّجُلُ بِالسَّمَكَةِ وَ الْمِلْحِ فَقَالَ أُصْلِحُ هَذِهِ بِهَذَا فَلَمَّا شَقَّ بَطْنَ السَّمَكَةِ وَجَدَ فِيهِ لُؤْلُؤَتَيْنِ فَاخِرَتَيْنِ فَحَمِدَ اللَّهَ عَلَيْهِمَا فَبَيْنَمَا هُوَ فِي سُرُورِهِ ذَلِكَ إِذْ قُرِعَ بَابُهُ فَخَرَجَ يَنْظُرُ مَنْ بِالْبَابِ فَإِذَا صَاحِبُ السَّمَكَةِ وَ صَاحِبُ الْمِلْحِ قَدْ جَاءَا يَقُولُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا لَهُ يَا عَبْدَ اللَّهِ جَهَدْنَا أَنْ نَأْكُلَ نَحْنُ أَوْ أَحَدٌ مِنْ عِيَالِنَا هَذَا الْقُرْصَ فَلَمْ تَعْمَلْ فِيهِ أَسْنَانُنَا- وَ مَا نَظُنُّكَ إِلَّا وَ قَدْ تَنَاهَيْتَ فِي سُوءِ الْحَالِ وَ مَرَنْتَ عَلَى الشَّقَاءِ قَدْ رَدَدْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْخُبْزَ وَ طَيَّبْنَا لَكَ مَا أَخَذْتَهُ مِنَّا فَأَخَذَ الْقُرْصَتَيْنِ مِنْهُمَا فَلَمَّا اسْتَقَرَّ بَعْدَ انْصِرَافِهِمَا عَنْهُ قُرِعَ بَابُهُ فَإِذَا رَسُولُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ع فَدَخَلَ فَقَالَ إِنَّهُ يَقُولُ لَكَ إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَتَاكَ بِالْفَرَجِ فَارْدُدْ إِلَيْنَا طَعَامَنَا فَإِنَّهُ لَا يَأْكُلُهُ غَيْرُنَا وَ بَاعَ الرَّجُلُ اللُّؤْلُؤَتَيْنِ بِمَالٍ عَظِيمٍ قَضَى مِنْهُ دَيْنَهُ وَ حَسُنَتْ بَعْدَ ذَلِكَ حَالُهُ فَقَالَ بَعْضُ الْمُخَالِفِينَ مَا أَشَدَّ هَذَا التَّفَاوُتَ بَيْنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ لَا يَقْدِرُ أَنْ يَسُدَّ مِنْهُ فَاقَةً إِذْ أَغْنَاهُ هَذَا الْغَنَاءَ الْعَظِيمَ كَيْفَ يَكُونُ هَذَا وَ كَيْفَ يَعْجِزُ عَنْ سَدِّ الْفَاقَةِ مَنْ يَقْدِرُ عَلَى هَذَا الْغَنَاءِ الْعَظِيمِ فَقَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ ع هَكَذَا قَالَتْ قُرَيْشٌ لِلنَّبِيِّ ص كَيْفَ يَمْضِي إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ وَ يُشَاهِدُ مَا فِيهِ مِنْ آثَارِ الْأَنْبِيَاءِ مِنْ مَكَّةَ وَ يَرْجِعُ إِلَيْهَا فِي لَيْلَةٍ وَاحِدَةٍ مَنْ لَا يَقْدِرُ أَنْ يَبْلُغَ مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ إِلَّا فِي اثْنَيْ عَشَرَ يَوْماً وَ ذَلِكَ حِينَ هَاجَرَ مِنْهَا-
ثُمَّ قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ ع جَهِلُوا وَ اللَّهِ أَمْرَ اللَّهِ وَ أَمْرَ أَوْلِيَائِهِ مَعَهُ إِنَّ الْمَرَاتِبَ الرَّفِيعَةَ لَا تُنَالُ إِلَّا بِالتَّسْلِيمِ لِلَّهِ جَلَّ ثَنَاؤُهُ وَ تَرْكِ الِاقْتِرَاحِ عَلَيْهِ وَ الرِّضَا بِمَا يُدَبِّرُهُمْ بِهِ إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ صَبَرُوا عَلَى الْمِحَنِ وَ الْمَكَارِهِ صَبْراً لَمْ يُسَاوِهِمْ فِيهِ غَيْرُهُمْ فَجَازَاهُمُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِأَنْ أَوْجَبَ لَهُمْ نُجْحَ جَمِيعِ طَلِبَاتِهِمْ لَكِنَّهُمْ مَعَ ذَلِكَ لَا يُرِيدُونَ مِنْهُ إِلَّا مَا يُرِيدُهُ لَهُمْ 67 .
توضيح يقال للشيء أروح و أراح إذا تغيرت ريحه و مرن على الشيء تعوده و الشقاء المشقة و الشدة.
أَقُولُ قَالَ الشَّيْخُ جَعْفَرُ بْنُ نَمَاءٍ فِي كِتَابِ أَحْوَالِ الْمُخْتَارِ عَنْ أَبِي بُجَيْرٍ عَالِمِ الْأَهْوَازِ وَ كَانَ يَقُولُ بِإِمَامَةِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ قَالَ: حَجَجْتُ فَلَقِيتُ إِمَامِي وَ كُنْتُ يَوْماً عِنْدَهُ فَمَرَّ بِهِ غُلَامٌ شَابٌّ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ فَقَامَ فَتَلَقَّاهُ وَ قَبَّلَ مَا بَيْنَ عَيْنَيْهِ وَ خَاطَبَهُ بِالسِّيَادَةِ وَ مَضَى الْغُلَامُ وَ عَادَ مُحَمَّدٌ إِلَى مَكَانِهِ- فَقُلْتُ لَهُ عِنْدَ اللَّهِ أَحْتَسِبُ عَنَايَ فَقَالَ وَ كَيْفَ ذَاكَ قُلْتُ لِأَنَّا نَعْتَقِدُ أَنَّكَ الْإِمَامُ الْمُفْتَرَضُ الطَّاعَةُ تَقُومُ تَتَلَقَّى هَذَا الْغُلَامَ وَ تَقُولُ لَهُ يَا سَيِّدِي فَقَالَ نَعَمْ هُوَ وَ اللَّهِ إِمَامِي فَقُلْتُ وَ مَنْ هَذَا قَالَ عَلِيٌّ ابْنُ أَخِيَ الْحُسَيْنِ ع اعْلَمْ أَنِّي نَازَعْتُهُ الْإِمَامَةَ وَ نَازَعَنِي فَقَالَ لِي أَ تَرْضَى بِالْحَجَرِ الْأَسْوَدِ حَكَماً بَيْنِي وَ بَيْنَكَ فَقُلْتُ وَ كَيْفَ نَحْتَكِمُ إِلَى حَجَرٍ جَمَادٍ فَقَالَ إِنَّ إِمَاماً لَا يُكَلِّمُهُ الْجَمَادُ فَلَيْسَ بِإِمَامٍ فَاسْتَحْيَيْتُ مِنْ ذَلِكَ وَ قُلْتُ بَيْنِي وَ بَيْنَكَ الْحَجَرُ الْأَسْوَدُ فَقَصَدْنَا الْحَجَرَ وَ صَلَّى وَ صَلَّيْتُ وَ تَقَدَّمَ إِلَيْهِ وَ قَالَ أَسْأَلُكَ بِالَّذِي أَوْدَعَكَ مَوَاثِيقَ الْعِبَادِ لِتَشْهَدَ لَهُمْ بِالْمُوَافَاةِ إِلَّا أَخْبَرْتَنَا مَنِ الْإِمَامُ مِنَّا فَنَطَقَ وَ اللَّهِ الْحَجَرُ وَ قَالَ يَا مُحَمَّدُ سَلِّمِ الْأَمْرَ إِلَى ابْنِ أَخِيكَ فَهُوَ أَحَقُّ بِهِ مِنْكَ وَ هُوَ إِمَامُكَ وَ تَحَلْحَلَ 68 حَتَّى ظَنَنْتُهُ يَسْقُطُ فَأَذْعَنْتُ بِإِمَامَتِهِ وَ دِنْتُ لَهُ بِفَرْضِ طَاعَتِهِ قَالَ أَبُو بُجَيْرٍ فَانْصَرَفْتُ مِنْ عِنْدِهِ وَ قَدْ دِنْتُ بِإِمَامَةِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ع وَ تَرَكْتُ
الْقَوْلَ بِالْكَيْسَانِيَّةِ 69 .
2- ير، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ دِينَارٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَطَاءٍ التَّمِيمِيِّ قَالَ: كُنْتُ مَعَ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ع فِي الْمَسْجِدِ فَمَرَّ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَلَيْهِ شِرَاكَا فِضَّةٍ 70 وَ كَانَ مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ وَ هُوَ شَابٌّ فَنَظَرَ إِلَيْهِ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ ع فَقَالَ يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَطَاءٍ أَ تَرَى هَذَا الْمُتْرَفَ إِنَّهُ لَنْ يَمُوتَ حَتَّى يَلِيَ النَّاسَ قَالَ قُلْتُ هَذَا الْفَاسِقُ قَالَ نَعَمْ فَلَا يَلْبَثُ فِيهِمْ إِلَّا يَسِيراً حَتَّى يَمُوتَ فَإِذَا هُوَ مَاتَ لَعَنَهُ أَهْلُ السَّمَاءِ وَ اسْتَغْفَرَ لَهُ أَهْلُ الْأَرْضِ 71 .
3- ختص، الإختصاص 72 ير، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ مَالِكِ بْنِ عَطِيَّةَ عَنِ الثُّمَالِيِّ قَالَ: كُنْتُ مَعَ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ع فِي دَارِهِ وَ فِيهَا شَجَرَةٌ فِيهَا عَصَافِيرُ فَانْتَشَرَتِ الْعَصَافِيرُ وَ صَوَّتَتْ فَقَالَ يَا أَبَا حَمْزَةَ أَ تَدْرِي مَا تَقُولُ قُلْتُ لَا قَالَ تُقَدِّسُ رَبَّهَا وَ تَسْأَلُهُ قُوتَ يَوْمِهَا قَالَ ثُمَّ قَالَ يَا أَبَا حَمْزَةَ عُلِّمْنا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَ أُوتِينا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ 73 .
4- قب، المناقب 74 لابن شهرآشوب حِلْيَةُ الْأَوْلِيَاءِ بِالْإِسْنَادِ عَنِ الثُّمَالِيِ مِثْلَهُ 75 .