کتابخانه روایات شیعه
بحار الأنوار (ط - بيروت) - ج 1تا15
بِنَفْسِكَ وَ لَا تَرْجِعْ إِلَى أُمِّكَ قَالَ الْغُلَامُ فَإِنْ كَانَ هَذَا هَكَذَا فَعَرِّفْ أُمِّي أَنِّي قَدْ نَجَوْتُ وَ هَرَبْتُ لِتَطِيبَ نَفْسُهَا وَ يَقِلَّ جَزَعُهَا وَ بُكَاؤُهَا إِنْ لَمْ يَكُنْ لِعَوْدِي إِلَيْهَا وَجْهٌ فَهَرَبَ الْغُلَامُ وَ لَا يُدْرَى أَيْنَ قَصَدَ مِنْ أَرْضِ اللَّهِ وَ لَا إِلَى أَيِّ بَلَدٍ وَقَعَ قَالَ ذَلِكَ الْبَنَّاءُ وَ قَدْ كَانَ الْغُلَامُ عَرَّفَنِي مَكَانَ أُمِّهِ وَ أَعْطَانِي الْعَلَامَةَ شَعْرَهُ فَانْتَهَيْتُ إِلَيْهَا فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي كَانَ دَلَّنِي عَلَيْهِ فَسَمِعْتُ دَوِيّاً كَدَوِيِّ النَّحْلِ مِنَ الْبُكَاءِ فَعَلِمْتُ أَنَّهَا أُمُّهُ فَدَنَوْتُ مِنْهَا وَ عَرَّفْتُهَا خَبَرَ ابْنِهَا وَ أَعْطَيْتُهَا شَعْرَهُ وَ انْصَرَفْتُ 1961 .
28- قل، إقبال الأعمال إِنَّا رَوَيْنَا دُعَاءَ النِّصْفِ مِنْ رَجَبٍ عَنْ خَلْقٍ كَثِيرٍ قَدْ تَضَمَّنَ ذِكْرَ أَسْمَائِهِمْ كِتَابُ الْإِجَازَاتِ وَ سَوْفَ أَذْكُرُ كُلَّ رِوَايَاتِهِ فَمِنَ الرِّوَايَاتِ فِي ذَلِكَ أَنَّ الْمَنْصُورَ لَمَّا حَبَسَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْحَسَنِ وَ جَمَاعَةً مِنْ آلِ أَبِي طَالِبٍ وَ قَتَلَ وَلَدَيْهِ مُحَمَّداً وَ إِبْرَاهِيمَ أَخَذَ دَاوُدَ بْنَ الْحَسَنِ بْنِ الْحَسَنِ وَ هُوَ ابْنُ دَايَةِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ ع لِأَنَّ أُمَّ دَاوُدَ أَرْضَعَتِ الصَّادِقَ ع مِنْهَا بِلَبَنِ وَلَدِهَا دَاوُدَ وَ حَمَلَهُ مُكَبَّلًا بِالْحَدِيدِ قَالَتْ أُمُّ دَاوُدَ فَغَابَ عَنِّي حِيناً بِالْعِرَاقِ وَ لَمْ أَسْمَعْ لَهُ خَبَراً وَ لَمْ أَزَلْ أَدْعُو وَ أَتَضَرَّعُ إِلَى اللَّهِ جَلَّ اسْمُهُ وَ أَسْأَلُ إِخْوَانِي مِنْ أَهْلِ الدِّيَانَةِ وَ الْجِدِّ وَ الِاجْتِهَادِ أَنْ يَدْعُوا اللَّهَ تَعَالَى وَ أَنَا فِي ذَلِكَ كُلِّهِ لَا أَرَى فِي دُعَائِي الْإِجَابَةَ فَدَخَلْتُ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ صَلَوَاتُ عَلَيْهِمَا يَوْماً أَعُودُهُ فِي عِلَّةٍ وَجَدَهَا فَسَأَلْتُهُ عَنْ حَالِهِ وَ دَعَوْتُ لَهُ فَقَالَ لِي يَا أُمَّ دَاوُدَ وَ مَا فَعَلَ دَاوُدُ وَ كُنْتُ قَدْ أَرْضَعْتُهُ بِلَبَنِهِ فَقُلْتُ يَا سَيِّدِي وَ أَيْنَ دَاوُدُ وَ قَدْ فَارَقَنِي مُنْذُ مُدَّةٍ طَوِيلَةٍ وَ هُوَ مَحْبُوسٌ بِالْعِرَاقِ فَقَالَ وَ أَيْنَ أَنْتِ عَنْ دُعَاءِ الِاسْتِفْتَاحِ وَ هُوَ الدُّعَاءُ الَّذِي تُفْتَحُ لَهُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَ يَلْقَى صَاحِبُهُ الْإِجَابَةَ مِنْ سَاعَتِهِ وَ لَيْسَ لِصَاحِبِهِ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى جَزَاءٌ إِلَّا الْجَنَّةَ فَقُلْتُ لَهُ كَيْفَ ذَلِكَ يَا ابْنَ الصَّادِقِينَ فَقَالَ لِي يَا أُمَّ دَاوُدَ قَدْ دَنَا الشَّهْرُ الْحَرَامُ الْعَظِيمُ شَهْرُ رَجَبٍ وَ هُوَ شَهْرٌ مَسْمُوعٌ فِيهِ الدُّعَاءُ شَهْرُ اللَّهِ الْأَصَمُّ وَ صُومِي الثَّلَاثَةَ الْأَيَّامَ الْبِيضَ وَ هِيَ يَوْمُ الثَّالِثَ عَشَرَ وَ الرَّابِعَ عَشَرَ وَ الْخَامِسَ عَشَرَ وَ اغْتَسِلِي فِي يَوْمِ الْخَامِسَ عَشَرَ وَقْتَ الزَّوَالِ- 1962
ثم علمها ع دعاء و عملا مخصوصا سيأتي شرحهما في موضعه 1963 ثُمَّ قَالَ السَّيِّدُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَتْ أُمُّ جَدِّنَا دَاوُدَ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ فَكَتَبْتُ هَذَا الدُّعَاءَ وَ انْصَرَفْتُ وَ دَخَلَ شَهْرُ رَجَبٍ وَ فَعَلْتُ مِثْلَ مَا أَمَرَنِي بِهِ يَعْنِي الصَّادِقَ ع ثُمَّ رَقَدْتُ تِلْكَ اللَّيْلَةَ فَلَمَّا كَانَ فِي آخِرِ اللَّيْلِ رَأَيْتُ مُحَمَّداً ص وَ كُلَّ مَنْ صَلَّيْتُ عَلَيْهِمْ مِنَ الْمَلَائِكَةِ وَ النَّبِيِّينَ وَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ عَلَيْهِمْ يَقُولُ يَا أُمَّ دَاوُدَ أَبْشِرِي وَ كُلَّ مَنْ تَرِينَ مِنْ إِخْوَانِكِ وَ فِي رِوَايَةٍ أَعْوَانِكِ وَ إِخْوَانِكِ وَ كُلُّهُمْ يَشْفَعُونَ لَكِ وَ يُبَشِّرُونَكِ بِنُجْحِ حَاجَتِكِ وَ أَبْشِرِي فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَحْفَظُكِ وَ يَحْفَظُ وَلَدَكِ وَ يَرُدُّهُ عَلَيْكِ قَالَتْ فَانْتَبَهْتُ فَمَا لَبِثْتُ إِلَّا قَدْرَ مَسَافَةِ الطَّرِيقِ مِنَ الْعِرَاقِ إِلَى الْمَدِينَةِ لِلرَّاكِبِ الْمُجِدِّ الْمُسْرِعِ الْمُعَجِّلِ حَتَّى قَدِمَ عَلَيَّ دَاوُدُ فَسَأَلْتُهُ عَنْ حَالِهِ فَقَالَ إِنِّي كُنْتُ مَحْبُوساً فِي أَضْيَقِ حَبْسٍ وَ أَثْقَلِ حَدِيدٍ وَ فِي رِوَايَةٍ وَ أَثْقَلِ قَيْدٍ إِلَى يَوْمِ النِّصْفِ مِنْ رَجَبٍ فَلَمَّا كَانَ اللَّيْلُ رَأَيْتُ فِي مَنَامِي كَأَنَّ الْأَرْضَ قَدْ قُبِضَتْ لِي فَرَأَيْتُكِ عَلَى حَصِيرِ صَلَاتِكِ وَ حَوْلَكِ رِجَالٌ رُءُوسُهُمْ فِي السَّمَاءِ وَ أَرْجُلُهُمْ فِي الْأَرْضِ يُسَبِّحُونَ اللَّهَ تَعَالَى حَوْلَكِ فَقَالَ لِي قَائِلٌ مِنْهُمْ حَسَنُ الْوَجْهِ نَظِيفُ الثَّوْبِ طَيِّبُ الرَّائِحَةِ خِلْتُهُ جَدِّي رَسُولَ اللَّهِ ص أَبْشِرْ يَا ابْنَ الْعَجُوزَةِ الصَّالِحَةِ فَقَدِ اسْتَجَابَ اللَّهُ لِأُمِّكَ فِيكَ دُعَاءَهَا فَانْتَبَهْتُ وَ رُسُلُ الْمَنْصُورِ عَلَى الْبَابِ فَأُدْخِلْتُ عَلَيْهِ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ فَأَمَرَ بِفَكِّ الْحَدِيدِ عَنِّي وَ الْإِحْسَانِ إِلَيَّ وَ أَمَرَ لِي بِعَشَرَةِ آلَافِ دِرْهَمٍ وَ حُمِلْتُ عَلَى نَجِيبٍ وَ سُوِّقْتُ بِأَشَدِّ السَّيْرِ وَ أَسْرَعِهِ حَتَّى دَخَلْتُ الْمَدِينَةَ قَالَتْ أُمُّ دَاوُدَ فَمَضَيْتُ بِهِ إِلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ فَقَالَ ع إِنَّ الْمَنْصُورَ رَأَى أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيّاً ع فِي الْمَنَامِ يَقُولُ لَهُ أَطْلِقْ وَلَدِي وَ إِلَّا أُلْقِيكَ فِي النَّارِ وَ رَأَى كَأَنَّ تَحْتَ قَدَمَيْهِ النَّارَ فَاسْتَيْقَظَ وَ قَدْ سُقِطَ فِي يَدَيْهِ فَأَطْلَقَكَ يَا دَاوُدُ 1964 .
بيان سقط في يديه على بناء المجهول أي ندم و منه قوله تعالى وَ لَمَّا سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ 1965 .
29- كِتَابُ الْإِسْتِدْرَاكِ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى الْأَعْمَشِ أَنَّ الْمَنْصُورَ حَيْثُ طَلَبَهُ فَتَطَهَّرَ وَ تَكَفَّنَ وَ تَحَنَّطَ قَالَ لَهُ حَدِّثْنِي بِحَدِيثٍ سَمِعْتُهُ أَنَا وَ أَنْتَ مِنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ فِي بَنِي حِمَّانَ قَالَ قُلْتُ لَهُ أَيَّ الْأَحَادِيثِ قَالَ حَدِيثَ أَرْكَانِ جَهَنَّمَ قَالَ قُلْتُ أَ وَ تُعْفِينِي قَالَ لَيْسَ إِلَى ذَلِكَ سَبِيلٌ قَالَ قُلْتُ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ آبَائِهِ ع أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص قَالَ- لِجَهَنَّمَ سَبْعَةُ أَبْوَابٍ وَ هِيَ الْأَرْكَانُ لِسَبْعَةِ فَرَاعِنَةٍ ثُمَّ ذَكَرَ الْأَعْمَشُ نُمْرُودَ بْنَ كَنْعَانَ فِرْعَوْنَ الْخَلِيلِ وَ مُصْعَبَ بْنَ الْوَلِيدِ فِرْعَوْنَ مُوسَى وَ أَبَا جَهْلِ بْنَ هِشَامٍ وَ الْأَوَّلَ وَ الثَّانِيَ وَ السَّادِسَ يَزِيدَ قَاتِلَ وَلَدِي ثُمَّ سَكَتُّ فَقَالَ لِي الْفِرْعَوْنُ السَّابِعُ قُلْتُ رَجُلٌ مِنْ وُلْدِ الْعَبَّاسِ يَلِي الْخِلَافَةَ يُلَقَّبُ بِالدَّوَانِيقِيِّ اسْمُهُ الْمَنْصُورُ قَالَ فَقَالَ لِي صَدَقْتَ هَكَذَا حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ ع قَالَ فَرَفَعَ رَأْسَهُ وَ إِذَا عَلَى رَأْسِهِ غُلَامٌ أَمْرَدُ مَا رَأَيْتُ أَحْسَنَ وَجْهاً مِنْهُ فَقَالَ إِنْ كُنْتُ أَحَدَ أَبْوَابِ جَهَنَّمَ فَلَمْ أَسْتَبْقِ هَذَا وَ كَانَ الْغُلَامُ عَلَوِيّاً حُسَيْنِيّاً فَقَالَ لَهُ الْغُلَامُ سَأَلْتُكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ بِحَقِّ آبَائِي إِلَّا عَفَوْتَ عَنِّي فَأَبَى ذَلِكَ وَ أَمَرَ الْمَرْزُبَانَ بِهِ فَلَمَّا مَدَّ يَدَهُ حَرَّكَ شَفَتَيْهِ بِكَلَامٍ لَمْ أَعْلَمْهُ فَإِذَا هُوَ كَأَنَّهُ طَيْرٌ قَدْ طَارَ مِنْهُ قَالَ الْأَعْمَشُ فَمَرَّ عَلَيَّ بَعْدَ أَيَّامٍ فَقُلْتُ أَقْسَمْتُ عَلَيْكَ بِحَقِّ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ لَمَّا عَلَّمْتَنِي الْكَلَامَ فَقَالَ ذَاكَ دُعَاءُ الْمِحْنَةِ لَنَا أَهْلَ الْبَيْتِ وَ هُوَ الَّذِي دَعَا بِهِ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع لَمَّا نَامَ عَلَى فِرَاشِ رَسُولِ اللَّهِ ص ثُمَّ ذَكَرَ الدُّعَاءَ قَالَ الْأَعْمَشُ وَ أَمَرَ الْمَنْصُورُ فِي رَجُلٍ بِأَمْرٍ غَلِيظٍ فَجَلَسَ فِي بَيْتٍ لِيُنَفِّذَ فِيهِ أَمْرَهُ ثُمَّ فَتَحَ عَنْهُ فَلَمْ يُوجَدْ فَقَالَ الْمَنْصُورُ أَ سَمِعْتُمُوهُ يَقُولُ شَيْئاً فَقَالَ الْمُوَكَّلُ سَمِعْتُهُ يَقُولُ يَا مَنْ لَا إِلَهَ غَيْرُهُ فَأَدْعُوَهُ وَ لَا رَبَّ سِوَاهُ فَأَرْجُوَهُ نَجِّنِي السَّاعَةَ فَقَالَ وَ اللَّهِ لَقَدْ اسْتَغَاثَ بِكَرِيمٍ فَنَجَّاهُ.
أقول مضت الأخبار المناسبة للباب في باب أسماء الملوك عند الأئمة ع.
باب 10 مداحيه صلوات الله عليه
1- الْفَحَّامُ عَنِ الْمَنْصُورِيِّ عَنْ عَمِّ أَبِيهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْعَسْكَرِيِّ عَنْ آبَائِهِ عَنْ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ ع قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ سَيِّدِنَا الصَّادِقِ ع إِذْ دَخَلَ عَلَيْهِ أَشْجَعُ السُّلَمِيُ 1966 يَمْدَحُهُ فَوَجَدَهُ عَلِيلًا فَجَلَسَ وَ أَمْسَكَ فَقَالَ لَهُ سَيِّدُنَا
الصَّادِقُ ع عُدْ عَنِ الْعِلَّةِ وَ اذْكُرْ مَا جِئْتَ لَهُ فَقَالَ لَهُ
أَلْبَسَكَ اللَّهُ مِنْهُ عَافِيَةً -
فِي نَوْمِكَ الْمُعْتَرِي وَ فِي أَرَقِكَ
يُخْرِجُ مِنْ جِسْمِكَ السِّقَامَ كَمَا -
أَخْرَجَ ذُلَّ السُّؤَالِ مِنْ عُنُقِكَ
فَقَالَ يَا غُلَامُ أَيْشٍ مَعَكَ قَالَ أَرْبَعُمِائَةِ دِرْهَمٍ قَالَ أَعْطِهَا لِلْأَشْجَعِ قَالَ فَأَخَذَهَا وَ شَكَرَ وَ وَلَّى فَقَالَ رُدُّوهُ فَقَالَ يَا سَيِّدِي سَأَلْتُ فَأَعْطَيْتَ وَ أَغْنَيْتَ فَلِمَ رَدَدْتَنِي قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ آبَائِهِ عَنِ النَّبِيِّ ص أَنَّهُ قَالَ خَيْرُ الْعَطَاءِ مَا أَبْقَى نِعْمَةً بَاقِيَةً وَ إِنَّ الَّذِي أَعْطَيْتُكَ لَا يُبْقِي لَكَ نِعْمَةً بَاقِيَةً وَ هَذَا خَاتَمِي فَإِنْ أُعْطِيتَ بِهِ عَشَرَةَ آلَافِ دِرْهَمٍ وَ إِلَّا فَعُدْ إِلَيَّ وَقْتَ كَذَا وَ كَذَا أُوفِكَ إِيَّاهَا قَالَ يَا سَيِّدِي قَدْ أَغْنَيْتَنِي وَ أَنَا كَثِيرُ الْأَسْفَارِ وَ أَحْصُلُ فِي الْمَوَاضِعِ الْمُفْزِعَةِ فَتُعَلِّمُنِي مَا آمَنُ بِهِ عَلَى نَفْسِي قَالَ فَإِذَا خِفْتَ أَمْراً فَاتْرُكْ يَمِينَكَ عَلَى أُمِّ رَأْسِكَ وَ اقْرَأْ بِرَفِيعِ صَوْتِكَ أَ فَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَ لَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ طَوْعاً وَ كَرْهاً وَ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ 1967 قَالَ أَشْجَعُ فَحَصَلْتُ فِي وَادٍ تَعْبَثُ فِيهِ الْجِنُّ فَسَمِعْتُ قَائِلًا يَقُولُ خُذُوهُ فَقَرَأْتُهَا فَقَالَ قَائِلٌ كَيْفَ نَأْخُذُهُ وَ قَدِ احْتَجَزَ بِآيَةٍ طَيِّبَةٍ 1968 .
2 دعوات الراوندي، مرسلا مثله.
3- ما، الأمالي للشيخ الطوسي المفيد عن محمد بن عمران عن عبيد الله بن الحسن عن محمد بن رشيد قال آخر شعر قاله السيد بن محمد رحمه الله قبل وفاته بساعة و ذلك أنه أغمي عليه و اسود لونه ثم أفاق و قد ابيض وجهه و هو يقول
أحب الذي من مات من أهل وده -
تلقاه بالبشرى لدى الموت يضحك -
و من مات يهوى غيره من عدوه -
فليس له إلا إلى النار مسلك -
أبا حسن تفديك نفسي و أسرتي -
و مالي و ما أصبحت في الأرض أملك -
أبا حسن إني بفضلك عارف -
و إني بحبل من هواك لممسك -
و أنت وصي المصطفى و ابن عمه -
و إنا نعادي مبغضيك و نترك -
مواليك ناج مؤمن بين الهدى -
و قاليك معروف الضلالة مشرك -
و لاح لحاني في علي و حزبه -
فقلت لحاك الله إنك أعفك .
و معنى أعفك أحمق 1969 بيان قال الجوهري 1970 لحيت الرجل لحاء و لحيا إذا لمته و قولهم لحاه الله أي قبحه و لعنه.
4- ما، الأمالي للشيخ الطوسي جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِي الْمُفَضَّلِ عَنْ يَحْيَى بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي حَرْبٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى السَّيِّدِ ابْنِ مُحَمَّدٍ الْحِمْيَرِيِّ عَائِداً فِي عِلَّتِهِ الَّتِي مَاتَ فِيهَا فَوَجَدْتُهُ يُسَاقُ بِهِ وَ وَجَدْتُ عِنْدَهُ جَمَاعَةً مِنْ جِيرَانِهِ وَ كَانُوا عُثْمَانِيَّةً وَ كَانَ السَّيِّدُ جَمِيلَ الْوَجْهِ رَحْبَ الْجَبْهَةِ عَرِيضَ مَا بَيْنَ السَّالِفَتَيْنِ 1971 فَبَدَتْ فِي وَجْهِهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ مِثْلُ النُّقْطَةِ مِنَ الْمِدَادِ ثُمَّ لَمْ تَزَلْ تَزِيدُ وَ تَنْمِي حَتَّى طَبَّقَتْ وَجْهَهُ يَعْنِي اسْوِدَاداً فَاغْتَمَّ لِذَلِكَ مَنْ حَضَرَهُ مِنَ الشِّيعَةِ وَ ظَهَرَ مِنَ النَّاصِبَةِ سُرُورٌ وَ شَمَاتَةٌ فَلَمْ يَلْبَثْ بِذَلِكَ إِلَّا قَلِيلًا حَتَّى بَدَتْ فِي ذَلِكَ الْمَكَانِ مِنْ وَجْهِهِ لُمْعَةٌ بَيْضَاءُ فَلَمْ تَزَلْ تَزِيدُ أَيْضاً وَ تَنْمِي حَتَّى أَسْفَرَ وَجْهُهُ وَ أَشْرَقَ وَ افْتَرَّ السَّيِّدُ ضَاحِكاً وَ أَنْشَأَ يَقُولُ
كَذَبَ الزَّاعِمُونَ أَنَّ عَلِيّاً -
لَنْ يُنَجِّيَ مُحِبَّهُ مِنْ هَنَاتٍ -
قَدْ وَ رَبِّي دَخَلْتُ جَنَّةَ عَدْنٍ -
وَ عَفَا لِيَ الْإِلَهُ عَنْ سَيِّئَاتِي -
فَأَبْشِرُوا الْيَوْمَ أَوْلِيَاءَ عَلِيٍّ -
وَ تَوَلَّوْا عَلِيَّ حَتَّى الْمَمَاتِ -
ثُمَّ مِنْ بَعْدِهِ تَوَلَّوْا بَنِيهِ -
وَاحِداً بَعْدَ وَاحِدٍ بِالصِّفَاتِ
ثُمَّ أَتْبَعَ قَوْلَهُ هَذَا أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ حَقّاً حَقّاً أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ حَقّاً حَقّاً أَشْهَدُ أَنَّ عَلِيّاً أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ حَقّاً حَقّاً أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ثُمَّ أَغْمَضَ عَيْنَهُ بِنَفْسِهِ فَكَأَنَّمَا كَانَتْ رُوحُهُ ذُبَالَةً طُفِئَتْ أَوْ حَصَاةً سَقَطَتْ فَانْتَشَرَ هَذَا القَوْلُ فِي النَّاسِ فَشَهِدَ جَنَازَتَهُ وَ اللَّهِ الْمُوَافِقُ وَ الْمُفَارِقُ 1972 .
5- كش، رجال الكشي مُحَمَّدُ بْنُ رُشَيْدٍ الْهَرَوِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي السَّيِّدُ وَ سَمَّاهُ وَ ذَكَرَ أَنَّهُ خَيْرٌ 1973 قَالَ سَأَلْتُهُ عَنِ الْخَبَرِ الَّذِي يُرْوَى أَنَّ السَّيِّدَ اسْوَدَّ وَجْهُهُ عِنْدَ مَوْتِهِ فَقَالَ الشِّعْرَ الَّذِي يُرْوَى لَهُ فِي ذَلِكَ حَدَّثَنِي أَبُو الْحَسَنِ بْنُ أَيُّوبَ الْمَرْوَزِيُّ قَالَ رُوِيَ أَنَّ السَّيِّدَ ابْنَ مُحَمَّدٍ الشَّاعِرَ اسْوَدَّ وَجْهُهُ عِنْدَ الْمَوْتِ فَقَالَ هَكَذَا يُفْعَلُ بِأَوْلِيَائِكُمْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَالَ فَابْيَضَّ وَجْهُهُ كَأَنَّهُ الْقَمَرُ لَيْلَةَ الْبَدْرِ فَأَنْشَأَ يَقُولُ
أُحِبُّ الَّذِي مَنْ مَاتَ مِنْ أَهْلِ وُدِّهِ -