کتابخانه روایات شیعه
بحار الأنوار (ط - بيروت) - ج 1تا15
الباردة و من الأزمان الشتاء 1345
وَ رَوَى الْحَافِظُ أَبُو نُعَيْمٍ وَ صَاحِبُ التَّرْغِيبِ وَ التَّرْهِيبِ مِنْ حَدِيثِ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ أَنَّ سُلَيْمَانَ بْنَ دَاوُدَ ع مَرَّ عَلَى بُلْبُلٍ فَوْقَ شَجَرَةٍ تُصَفِّرُ وَ تُحَرِّكُ رَأْسَهَا وَ تُمِيلُ ذَنَبَهَا فَقَالَ لِأَصْحَابِهِ أَ تَدْرُونَ مَا يَقُولُ قَالُوا لَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ أَكَلْتُ نِصْفَ تَمْرَةٍ وَ عَلَى الدُّنْيَا الْعَفَا.
و هو الدروس و ذهاب الأثر و قيل التراب 1346 و قال الصعوة من صغار العصافير أحمر الرأس 1347 و قال الحمر بضم الحاء المهملة و تشديد الميم و الراء المهملة ضرب من الطير كالعصفور
وَ رُوِيَ 1348 عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ ص فَدَخَلَ رَجُلٌ غَيْضَةً فَأَخْرَجَ مِنْهَا بَيْضَةَ حُمَّرَةٍ 1349 فَجَاءَتِ الْحُمَّرَةُ تُرَفْرِفُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ 1350 ص وَ أَصْحَابِهِ فَقَالَ لِأَصْحَابِهِ أَيُّكُمْ فَجَعَ هَذِهِ فَقَالَ رَجُلٌ أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ أَخَذْتُ بَيْضَهَا وَ فِي رِوَايَةٍ فُرَيْخَهَا 1351 فَقَالَ رُدَّهُ رُدَّهُ رَحْمَةً لَهَا.
و في الترمذي و ابن ماجه عن عامر الدارمي مثله 1352 و قال العندليب الهزار و الجمع العنادل و البلبل يعندل إذا صوت 1353 و قال المكاء 1354 بالمد و التشديد طائر و جمعه المكاكي و المكاء الصغير و هذا
الطائر يصفر و يصوت كثيرا 1355 و قال القزويني هو من طير البادية يتخذ أفحوصة عجيبا و بينه و بين الحية معاداة فإن الحية تأكل بيضه و فراخه و حدث هشام بن سالم أن حية أكلت بيض مكاء فجعل المكاء يشرشر 1356 على رأسها و يدنو منها حتى إذا فتحت فاها ألقى في فيها حسكة فأخذت بحلق الحية فماتت 1357 و قال الصافر و يقال الصفار 1358 طائر معروف من أنواع العصافير و من شأنه أنه إذا أقبل الليل يأخذ بغصن شجرة و يضم عليه رجليه و ينكس رأسه ثم لا يزال يصيح حتى يطلع الفجر و يظهر النور قال القزويني إنما يصيح خوفا من السماء أن تقع عليه قال غيره الصافر التنوط و إنه إن كان له وكر جعله كالخريطة و إن لم يكن له وكر شرع يتعلق بالأغصان كما ذكرناه 1359 و قال التنوط بضم التاء و كسرها و قد يفتح و فتح النون و ضم الواو المشددة و قيل يجوز الفتح أيضا قال الأصمعي إنما سمي بذلك لأنه يدلي خيطا من شجرة يفرخ فيها و الواحدة تنوطة و من شأنه إذا أقبل عليه الليل ينتقل في زوايا بيته و يدور فيها و لا يأخذه قرار إلى الصبح خوفا على نفسه 1360 و قال الوضع بفتح الواو و الضاد المعجمة 1361 و العين المهملة الصعوة و قيل هو طائر أصغر من العصفور و في الحديث أن إسرافيل ع له جناح بالمشرق و جناح بالمغرب و أن العرش
على منكب إسرافيل ليتضاءل الأحيان لعظمة الله تعالى حتى يصير مثل الوضع 1362 و البرقش بالكسر طائر صغير مثل العصفور و يسميه أهل الحجاز السرسوز 1363 و قال القبعة بضم القاف و تخفيف الباء الموحدة و العين المهملة المفتوحتين طوير أبقع مثل العصفور و يكون عنده حجرة الجرذان فإذا فرغ أو رمى بجحر انقبع فيها قاله ابن السكيت و قوله انقبع فيها أي دخل الجحر فالتجأ فيه 1364 .
باب 12 الذباب و البق و البرغوث و الزنبور و الخنفساء و القملة و القرد و الحلم و أشباهها
الآيات البقرة إِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا ما بَعُوضَةً فَما فَوْقَها الحج يا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُباباً وَ لَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَ إِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبابُ شَيْئاً لا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَ الْمَطْلُوبُ ما قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ تفسير أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا ما أي للحق يوضحه به لعباده المؤمنين أي مثل كان ما بعوضة فما فوقها و هو الذباب رد بذلك على من طعن في ضربه الأمثال بالذباب و بالعنكبوت و بمستوقد النار و الصيب في كتابه و في مجمع البيان عن الصادق ع إنما ضرب الله المثل بالبعوضة لأنها على صغر حجمها خلق الله فيها جميع ما خلق الله في الفيل مع كبره و زيادة عضوين آخرين 1365 فأراد الله أن ينبه بذلك المؤمنين على لطيف خلقه و عجيب صنعه فَاسْتَمِعُوا لَهُ أي استماع تدبر و تفكر إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ يعني الأصنام لَنْ يَخْلُقُوا ذُباباً أي لا يقدرون على خلقه مع صغره وَ لَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ أي و لو تعاونوا على خلقه وَ إِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبابُ إلخ أي فكيف يكونون آلهة قادرين على المقدورات كلها.
وَ رُوِيَ فِي الْكَافِي عَنِ الصَّادِقِ ع قَالَ: كَانَتْ قُرَيْشٌ تُلَطِّخُ الْأَصْنَامَ الَّتِي كَانَتْ حَوْلَ الْكَعْبَةِ بِالْمِسْكِ وَ الْعَنْبَرِ وَ كَانَ يَغُوثُ قِبَالَ الْبَابِ وَ يَعُوقُ عَنْ يَمِينِ الْكَعْبَةِ وَ نَسْرٌ عَنْ يَسَارِهَا وَ كَانُوا إِذَا دَخَلُوا خَرُّوا سُجَّداً لِيَغُوثَ وَ لَا يَنْحَنُونَ ثُمَّ يَسْتَدِيرُونَ
بِحِيَالِهِمْ إِلَى يَعُوقَ ثُمَّ يَسْتَدِيرُونَ عَنْ يَسَارِهَا بِحِيَالِهِمْ إِلَى نَسْرٍ ثُمَّ يُلَبُّونَ فَيَقُولُونَ لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ لَبَّيْكَ لَا شَرِيكَ لَكَ إِلَّا شَرِيكٌ هُوَ لَكَ تَمْلِكُهُ وَ مَا مَلَكَ قَالَ فَبَعَثَ اللَّهُ ذُبَاباً أَخْضَرَ لَهُ أَرْبَعَةُ أَجْنِحَةٍ فَلَمْ يَبْقَ مِنْ ذَلِكَ الْمِسْكِ وَ الْعَنْبَرِ شَيْئاً إِلَّا أَكَلَهُ فَأَنْزَلَ اللَّهُ يا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ الْآيَةَ ما قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ أَيْ مَا عَظَّمُوهُ حَقَّ تَعْظِيمِهِ أَوْ مَا عَرَفُوهُ حَقَّ مَعْرِفَتِهِ حَيْثُ أَشْرَكُوا بِهِ وَ سَمَّوْا بِاسْمِهِ مَا هُوَ أَبْعَدُ الْأَشْيَاءِ عَنْهُ مُنَاسَبَةً 1366 .
1- الْكَافِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى عَنْ أَحْمَدَ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: لَا بَأْسَ بِقَتْلِ الْبُرْغُوثِ وَ الْقَمْلَةِ وَ الْبَقَّةِ فِي الْحَرَمِ 1367 .
2- وَ مِنْهُ، عَنِ الْعِدَّةِ عَنْ سَهْلٍ عَنِ الْبَزَنْطِيِّ عَنْ مُثَنَّى بْنِ عَبْدِ السَّلَامِ عَنْ زُرَارَةَ عَنْ أَحَدِهِمَا ع قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنِ الْمُحْرِمِ يَقْتُلُ الْبَقَّةَ وَ الْبُرْغُوثَ إِذَا آذَيَاهُ قَالَ نَعَمْ 1368 .
3- التَّهْذِيبُ، بِإِسْنَادِهِ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ عَنْ عَاصِمِ بْنِ حُمَيْدٍ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ يَعْنِي الْمُرَادِيَّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنِ الذُّبَابِ يَقَعُ فِي الدُّهْنِ وَ السَّمْنِ وَ الطَّعَامِ فَقَالَ لَا بَأْسَ كُلْ 1369 .
4- السَّرَائِرُ، نَقْلًا مِنْ كِتَابِ الْبَزَنْطِيِّ عَنْ جَمِيلٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع عَنِ الْمُحْرِمِ يَقْتُلُ الْبَقَّةَ وَ الْبَرَاغِيثَ إِذَا آذَيَاهُ قَالَ نَعَمْ 1370 .
5- الْعِلَلُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ مَاجِيلَوَيْهِ عَنْ عَمِّهِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الْقَاسِمِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْبَرْقِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَمَّنْ ذَكَرَهُ عَنِ الرَّبِيعِ صَاحِبِ الْمَنْصُورِ قَالَ: قَالَ الْمَنْصُورُ
يَوْماً لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع وَ قَدْ وَقَعَ عَلَى الْمَنْصُورِ ذُبَابٌ فَذَبَّهُ عَنْهُ 1371 ثُمَّ وَقَعَ عَلَيْهِ فَذَبَّهُ عَنْهُ فَقَالَ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ لِأَيِّ شَيْءٍ خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ الذُّبَابَ قَالَ لِيُذِلَّ بِهِ الْجَبَّارِينَ 1372 .
6- وَ مِنْهُ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِيسَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الصُّهْبَانِ عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: لَوْ لَا 1373 مَا يَقَعُ مِنَ الذُّبَابِ عَلَى طَعَامِ النَّاسِ مَا وُجِدَ مِنْهُمْ إِلَّا مَجْذُوماً 1374 .
7- طِبُّ الْأَئِمَّةِ، عَنْ سَهْلِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أُورَمَةَ عَنْ صَالِحِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص إِذَا وَقَعَ الذُّبَابُ فِي إِنَاءِ أَحَدِكُمْ فَلْيَغْمِسْهُ فِيهِ فَإِنَّ فِي إِحْدَى جَنَاحَيْهِ شِفَاءً وَ فِي الْأُخْرَى سَمّاً وَ إِنَّهُ يَغْمِسُ جَنَاحَهُ الْمَسْمُومَ فِي الشَّرَابِ وَ لَا يَغْمِسُ الَّذِي فِيهِ الشِّفَاءُ فَاغْمِسُوهَا لِئَلَّا يَضُرَّكُمْ 1375 .
وَ قَالَ ع لَوْ لَا الذُّبَابُ الَّذِي يَقَعُ فِي أَطْعِمَةِ النَّاسِ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ لَأَسْرَعَ فِيهِمُ الْجُذَامُ 1376 .
8- وَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْبَاقِرِ ع لَوْ لَا أَنَّ النَّاسَ يَأْكُلُونَ الذُّبَابَ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ لَجُذِمُوا أَوْ قَالَ لَجُذِمَ 1377 عَامَّتُهُمْ 1378 .
9- التَّهْذِيبُ، بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ النُّعْمَانِ عَنْ هَارُونَ بْنِ خَارِجَةَ عَنْ شُعَيْبٍ عَنْ عِيسَى بْنِ حَسَّانَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: كُنْتُ
عِنْدَهُ إِذْ أَقْبَلَتْ خُنْفَسَاءُ فَقَالَ نَحِّهَا فَإِنَّهَا قِشَّةٌ مِنْ قِشَاشِ النَّارِ 1379 .
بيان: في القاموس القشة بالكسر دويبة كالخنفساء.
و قال الدميري الخنفساء بفتح الفاء ممدودة و الأنثى خنفساة بالهاء 1380 تتولد من عفونة الأرض و بينها و بين العقرب صداقة و هي أنواع منها الجعل و حمار قبان و بنات وردان و الحنطب و هو ذكر الخنافس و الخنفساء مخصوصة بكسرة الفسو.
وَ رَوَى ابْنُ عَدِيٍّ عَنِ النَّبِيِّ ص قَالَ: لِيَدَعَنَّ النَّاسُ فَخْرَهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ أَوْ لِيَكُونَنَّ أَبْغَضَ إِلَى اللَّهِ مِنَ الْخَنَافِسِ.
و حكى القزويني أن رجلا رأى خنفساء فقال ما يريد 1381 الله من خلق هذه أحسن شكلها 1382 أو طيب ريحها فابتلاه الله بقرحة عجز عنها الأطباء حتى ترك علاجها فسمع يوما صوت طبيب من الطرقيين و هو ينادي في الدرب فقال هاتوه حتى ينظر في أمري فقالوا ما تصنع بطريقي 1383 و قد عجز عنك حذاق الأطباء فقال لا بد لي منه فلما أحضروه و رأى القرحة استدعى بخنفساء فضحك الحاضرون فتذكر العليل القول الذي سبق منه فقال أحضروا له ما طلب فإن الرجل على بصيرة 1384 فأحرقها و ذر رمادها على قرحته فبرأ بإذن الله تعالى فقال للحاضرين إن الله تعالى أراد أن يعرفني أن أخس المخلوقات أعز الأدوية 1385 .