کتابخانه روایات شیعه
بحار الأنوار (ط - بيروت) - ج 1تا15
باب 42 رؤية أم سلمة و غيرها رسول الله ص في المنام و إخباره بشهادة الكرام
1- جا، المجالس للمفيد ما، الأمالي للشيخ الطوسي الْمُفِيدُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِمْرَانَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عُلَيْلٍ الْعَنْزِيِّ عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ حَمْزَةَ بْنِ الْقَاسِمِ الْعَلَوِيِّ عَنْ عَبْدِ الْعَظِيمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْعَلَوِيِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحُسَيْنِ الْعَرَبِيِّ عَنْ غِيَاثِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنِ الصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنَ مُحَمَّدٍ ع قَالَ: أَصْبَحَتْ يَوْماً أُمُّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا تَبْكِي فَقِيلَ لَهَا مِمَّ بُكَاؤُكِ فَقَالَتْ لَقَدْ قُتِلَ ابْنِيَ الْحُسَيْنُ اللَّيْلَةَ وَ ذَلِكَ أَنَّنِي مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ مُنْذُ مَضَى إِلَّا اللَّيْلَةَ فَرَأَيْتُهُ شَاحِباً كَئِيباً فَقَالَتْ قُلْتُ مَا لِي أَرَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ شَاحِباً كَئِيباً قَالَ مَا زالت [زِلْتُ] اللَّيْلَةَ أَحْفِرُ الْقُبُورَ- لِلْحُسَيْنِ وَ أَصْحَابِهِ عَلَيْهِ وَ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ.
لي، الأمالي للصدوق أبي عن سعد عن البرقي عن أبيه عن وهب بن وهب عنه ع مثله 22196 بيان شحب جسمه أي تغير.
14، 3، 5- 2- ما، الأمالي للشيخ الطوسي ابْنُ حُشَيْشٍ عَنْ أَبِي الْمُفَضَّلِ الشَّيْبَانِيِّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَخْلَدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَوْنِ بْنِ مُبَارَكٍ الْخَثْعَمِيِّ عَنْ عَمْرِو بْنِ ثَابِتٍ عَنْ أَبِيهِ أَبِي الْمِقْدَامِ عَنِ ابْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: بَيْنَا أَنَا رَاقِدٌ فِي مَنْزِلِي إِذْ سَمِعْتُ صُرَاخاً عَظِيماً عَالِياً مِنْ بَيْتِ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ ص فَخَرَجْتُ يَتَوَجَّهُ بِي قَائِدِي إِلَى مَنْزِلِهَا وَ أَقْبَلَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ إِلَيْهَا الرِّجَالُ وَ النِّسَاءُ فَلَمَّا انْتَهَيْتُ إِلَيْهَا قُلْتُ يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ مَا لَكِ تَصْرُخِينَ وَ تَغُوثِينَ فَلَمْ تُجِبْنِي وَ أَقْبَلَتْ عَلَى النِّسْوَةِ الْهَاشِمِيَّاتِ وَ قَالَتْ يَا بَنَاتِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَسْعِدِينِي وَ ابْكِينَ مَعِي
فَقَدْ قُتِلَ وَ اللَّهِ سَيِّدُكُنَّ وَ سَيِّدُ شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ قَدْ وَ اللَّهِ قُتِلَ سِبْطُ رَسُولِ اللَّهِ وَ رَيْحَانَتُهُ الْحُسَيْنُ فَقُلْتُ يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ وَ مِنْ أَيْنَ عَلِمْتِ ذَلِكَ قَالَتْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ فِي الْمَنَامِ السَّاعَةَ شَعِثاً مَذْعُوراً فَسَأَلْتُهُ عَنْ شَأْنِهِ ذَلِكَ فَقَالَ قُتِلَ ابْنِيَ الْحُسَيْنُ ع وَ أَهْلُ بَيْتِهِ الْيَوْمَ فَدَفَنْتُهُمْ وَ السَّاعَةَ فَرَغْتُ مِنْ دَفْنِهِمْ قَالَتْ فَقُمْتُ حَتَّى دَخَلْتُ الْبَيْتَ وَ أَنَا لَا أَكَادُ أَنْ أَعْقِلَ فَنَظَرْتُ فَإِذَا بِتُرْبَةِ الْحُسَيْنِ الَّتِي أَتَى بِهَا جَبْرَئِيلُ مِنْ كَرْبَلَاءَ فَقَالَ إِذَا صَارَتْ هَذِهِ التُّرْبَةُ دَماً فَقَدْ قُتِلَ ابْنُكِ وَ أَعْطَانِيهَا النَّبِيُّ فَقَالَ اجعل [اجْعَلِي] هَذِهِ التُّرْبَةَ فِي زُجَاجَةٍ أَوْ قَالَ فِي قَارُورَةٍ وَ لْتَكُنْ عِنْدَكِ فَإِذَا صَارَتْ دَماً عَبِيطاً فَقَدْ قُتِلَ الْحُسَيْنُ فَرَأَيْتُ الْقَارُورَةَ الْآنَ وَ قَدْ صَارَتْ دَماً عَبِيطاً تَفُورُ قَالَ فَأَخَذَتْ أُمُّ سَلَمَةَ مِنْ ذَلِكَ الدَّمِ فَلَطَّخَتْ بِهِ وَجْهَهَا وَ جَعَلَتْ ذَلِكَ الْيَوْمَ مَأْتَماً وَ مَنَاحَةً عَلَى الْحُسَيْنِ ع فَجَاءَتِ الرُّكْبَانُ بِخَبَرِهِ وَ أَنَّهُ قُتِلَ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ قَالَ عَمْرُو بْنُ ثَابِتٍ إِنِّي دَخَلْتُ عَلَى أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ مَنْزِلَهُ فَسَأَلْتُهُ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ وَ ذَكَرْتُ لَهُ رِوَايَةَ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ ع حَدَّثَنِيهِ عُمَرُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أُمِّهِ أُمِّ سَلَمَةَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ فِي رِوَايَةِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْهُ قَالَ: فَلَمَّا كَانَتِ اللَّيْلَةُ الْقَابِلَةُ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ ص فِي مَنَامِي أَغْبَرَ أَشْعَثَ فَذَكَرْتُ لَهُ ذَلِكَ وَ سَأَلْتُهُ عَنْ شَأْنِهِ فَقَالَ لِي أَ لَمْ تَعْلَمْ أَنِّي فَرَغْتُ مِنْ مَدْفَنِ الْحُسَيْنِ وَ أَصْحَابِهِ.
قَالَ عَمْرُو بْنُ أَبِي الْمِقْدَامِ فَحَدَّثَنِي سَدِيرٌ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع أَنَّ جَبْرَئِيلَ جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ ص بِالتُّرْبَةِ الَّتِي يُقْتَلُ عَلَيْهَا الْحُسَيْنُ ع قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ ع فَهِيَ عِنْدَنَا.
3- فِي بَعْضِ كُتُبِ الْمَنَاقِبِ رُوِيَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ الْهَمْدَانِيِّ عَنْ هِبَةِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الشَّيْبَانِيِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ التَّمِيمِيِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ جَعْفَرٍ الْقَطِيفِيِّ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ حَرْبٍ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ عَمَّارٍ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ رَأَى النَّبِيَّ ص فِي مَنَامِهِ يَوْماً بِنِصْفِ النَّهَارِ وَ هُوَ أَشْعَثُ أَغْبَرُ فِي يَدِهِ قَارُورَةٌ فِيهَا دَمٌ-
فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا هَذَا الدَّمُ قَالَ دَمُ الْحُسَيْنِ لَمْ أَزَلْ أَلْتَقِطُهُ مُنْذُ الْيَوْمِ فَأُحْصِي ذَلِكَ الْيَوْمُ فَوُجِدَ أَنَّهُ قُتِلَ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ 22197 .
وَ رُوِيَ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الْعَاصِمِيِّ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ وَالِدِهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عُبَيْدٍ عَنْ تَمْتَامٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ عَنْ أَبِي خَالِدٍ الْأَحْمَرِ عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ عَنْ سَلْمَى قَالَتْ دَخَلْتُ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ وَ هِيَ تَبْكِي فَقُلْتُ لَهَا مَا يُبْكِيكِ قَالَتْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ ص فِي الْمَنَامِ وَ عَلَى رَأْسِهِ وَ لِحْيَتِهِ أَثَرُ التُّرَابِ فَقُلْتُ مَا لَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مُغْبَرّاً قَالَ شَهِدْتُ قَتْلَ الْحُسَيْنِ آنِفاً 22198 .
وَ جَاءَ فِي الْمَرَاسِيلِ أَنَّ سَلْمَى الْمَدَنِيَّةَ قَالَتْ دَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ ص إِلَى أُمِّ سَلَمَةَ قَارُورَةً فِيهَا رَمْلٌ مِنَ الطَّفِّ وَ قَالَ لَهَا إِذَا تَحَوَّلَ هَذَا دَماً عَبِيطاً فَعِنْدَ ذَلِكَ يُقْتَلُ الْحُسَيْنُ قَالَتْ سَلْمَى فَارْتَفَعَتْ وَاعِيَةٌ مِنْ حُجْرَةِ أُمِّ سَلَمَةَ فَكُنْتُ أَوَّلَ مَنْ أَتَاهَا فَقُلْتُ مَا دَهَاكِ يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ قَالَتْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ ص فِي الْمَنَامِ وَ التُّرَابُ عَلَى رَأْسِهِ فَقُلْتُ مَا لَكَ فَقَالَ وَثَبَ النَّاسُ عَلَى ابْنِي فَقَتَلُوهُ وَ قَدْ شَهِدْتُهُ قَتِيلًا السَّاعَةَ فَاقْشَعَرَّ جِلْدِي فَوَثَبْتُ إِلَى الْقَارُورَةِ فَوَجَدْتُهَا تَفُورُ دَماً قَالَتْ سَلْمَى فَرَأَيْتُهَا مَوْضُوعَةً بَيْنَ يَدَيْهَا.
4- يف، الطرائف مِنْ كِتَابِ الْجَمْعِ بَيْنَ الصِّحَاحِ السِّتَّةِ قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ رُئِيَ فِي الْمَنَامِ وَ هُوَ يَبْكِي فَقِيلَ لَهُ مَا لَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ قُتِلَ الْحُسَيْنُ ع آنِفاً.
باب 43 نوح الجن عليه صلوات الله عليه
1- أَقُولُ وَجَدْتُ فِي بَعْضِ كُتُبِ الْمَنَاقِبِ الْمُعْتَبَرَةِ أَنَّهُ رُوِيَ عَنْ سَيِّدِ الْحُفَّاظِ أَبِي مَنْصُورٍ الدَّيْلَمِيِّ عَنِ الرَّئِيسِ أَبِي الْفَتْحِ الْهَمْدَانِيِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ الْحَنَفِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ الطَّبَرِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ التَّمِيمِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْعَطَّارِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَنْصَارِيِّ عَنْ عُمَارَةَ بْنِ زَيْدٍ عَنْ بَكْرِ بْنِ حَارِثَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ عِيسَى بْنِ عُمَرَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ الْخُزَاعِيِّ عَنْ هِنْدٍ بِنْتِ الْجَوْنِ قَالَتْ نَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ ص بِخَيْمَةِ خَالَتِهَا أُمِّ مَعْبَدٍ وَ مَعَهُ أَصْحَابٌ لَهُ فَكَانَ مِنْ أَمْرِهِ فِي الشَّاةِ مَا قَدْ عَرَفَهُ النَّاسُ فَقَالَ فِي الْخَيْمَةِ هُوَ وَ أَصْحَابُهُ حَتَّى أَبْرَدَ وَ كَانَ يَوْمٌ قَائِظٌ شَدِيدٌ حَرُّهُ فَلَمَّا قَامَ مِنْ رَقْدَتِهِ دَعَا بِمَاءٍ فَغَسَلَ يَدَيْهِ فَأَنْقَاهُمَا ثُمَّ مَضْمَضَ فَاهُ وَ مَجَّهُ عَلَى عَوْسَجَةٍ كَانَتْ إِلَى جَنْبِ خَيْمَةِ خَالَتِهَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ وَ اسْتَنْشَقَ ثَلَاثاً وَ غَسَلَ وَجْهَهُ وَ ذِرَاعَيْهِ ثُمَّ مَسَحَ بِرَأْسِهِ وَ رِجْلَيْهِ وَ قَالَ لِهَذِهِ الْعَوْسَجَةِ شَأْنٌ ثُمَّ فَعَلَ مَنْ كَانَ مَعَهُ مِنْ أَصْحَابِهِ مِثْلَ ذَلِكَ ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ فَعَجِبْتُ وَ فَتَيَاتُ الْحَيِّ مِنْ ذَلِكَ وَ مَا كَانَ عَهِدْنَا وَ لَا رَأَيْنَا مُصَلِّياً قَبْلَهُ فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ أَصْبَحْنَا وَ قَدْ عَلَتِ الْعَوْسَجَةُ 22199 حَتَّى صَارَتْ كَأَعْظَمِ دَوْحَةٍ عَادِيَةٍ وَ أَبْهَى وَ خَضَدَ اللَّهُ شَوْكَهَا وَ سَاخَتْ عُرُوقُهَا وَ كَثُرَتْ أَفْنَانُهَا وَ اخْضَرَّ سَاقُهَا وَ وَرَقُهَا ثُمَّ أَثْمَرَتْ بَعْدَ ذَلِكَ وَ أَيْنَعَتْ بِثَمَرٍ كَأَعْظَمِ مَا يَكُونُ مِنَ الْكَمْأَةِ فِي لَوْنِ الْوَرْسِ الْمَسْحُوقِ وَ رَائِحَةِ الْعَنْبَرِ وَ طَعْمِ الشَّهْدِ وَ اللَّهِ مَا أَكَلَ مِنْهَا جَائِعٌ إِلَّا شَبِعَ وَ لَا ظَمْآنُ إِلَّا رَوِيَ وَ لَا سَقِيمٌ إِلَّا بَرَأَ وَ لَا ذُو حَاجَةٍ وَ فَاقَةٍ إِلَّا اسْتَغْنَى وَ لَا أَكَلَ مِنْ وَرَقِهَا
بَعِيرٌ وَ لَا نَاقَةٌ وَ لَا شَاةٌ إِلَّا سَمِنَتْ وَ دَرَّ لَبَنُهَا وَ رَأَيْنَا النَّمَاءَ وَ الْبَرَكَةَ فِي أَمْوَالِنَا مُنْذُ يَوْمَ نَزَلَ وَ أَخْصَبَتْ بِلَادُنَا وَ أَمْرَعَتْ 22200 فَكُنَّا نُسَمِّي تِلْكَ الشَّجَرَةَ الْمُبَارَكَةَ وَ كَانَ يَنْتَابُنَا مَنْ حَوْلَنَا مِنْ أَهْلِ الْبَوَادِي يَسْتَظِلُّونَ بِهَا وَ يَتَزَوَّدُونَ مِنْ وَرَقِهَا فِي الْأَسْفَارِ وَ يَحْمِلُونَ مَعَهُمْ فِي الْأَرْضِ الْقِفَارِ فَيَقُومُ لَهُمْ مَقَامَ الطَّعَامِ وَ الشَّرَابِ فَلَمْ تَزَلْ كَذَلِكَ وَ عَلَى ذَلِكَ أَصْبَحْنَا ذَاتَ يَوْمٍ وَ قَدْ تَسَاقَطَ ثِمَارُهَا وَ اصْفَرَّ وَرَقُهَا فَأَحْزَنَنَا ذَلِكَ وَ فَرِقْنَا لَهُ فَمَا كَانَ إِلَّا قَلِيلٌ حَتَّى جَاءَ نَعْيُ رَسُولِ اللَّهِ فَإِذَا هُوَ قَدْ قُبِضَ ذَلِكَ الْيَوْمَ فَكَانَتْ بَعْدَ ذَلِكَ تُثْمِرُ ثَمَراً دُونَ ذَلِكَ فِي الْعِظَمِ وَ الطَّعْمِ وَ الرَّائِحَةِ فَأَقَامَتْ عَلَى ذَلِكَ ثَلَاثِينَ سَنَةً فَلَمَّا كَانَتْ ذَاتَ يَوْمٍ أَصْبَحْنَا وَ إِذَا بِهَا قَدْ تَشَوَّكَتْ مِنْ أَوَّلِهَا إِلَى آخِرِهَا فَذَهَبَتْ نَضَارَةُ عِيدَانِهَا وَ تَسَاقَطَ جَمِيعُ ثَمَرِهَا فَمَا كَانَ إِلَّا يَسِيراً حَتَّى وَافَى مَقْتَلَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع فَمَا أَثْمَرَتْ بَعْدَ ذَلِكَ لَا قَلِيلًا وَ لَا كَثِيراً وَ انْقَطَعَ ثَمَرُهَا وَ لَمْ نَزَلْ وَ مَنْ حَوْلَنَا نَأْخُذُ مِنْ وَرَقِهَا وَ نُدَاوِي مَرْضَانَا بِهَا وَ نَسْتَشْفِي بِهِ مِنْ أَسْقَامِنَا فَأَقَامَتْ عَلَى ذَلِكَ بُرْهَةً طَوِيلَةً ثُمَّ أَصْبَحْنَا ذَاتَ يَوْمٍ فَإِذَا بِهَا قَدِ انْبَعَثَتْ مِنْ سَاقِهَا دَماً عَبِيطاً جَارِياً وَ وَرَقُهَا ذَابِلَةٌ تَقْطُرُ دَماً كَمَاءِ اللَّحْمِ فَقُلْنَا أَنْ قَدْ حَدَثَ عَظِيمَةٌ فَبِتْنَا لَيْلَتَنَا فَزِعِينَ مَهْمُومِينَ نَتَوَقَّعُ الدَّاهِيَةَ فَلَمَّا أَظْلَمَ اللَّيْلُ عَلَيْنَا سَمِعْنَا بُكَاءً وَ عَوِيلًا مِنْ تَحْتِهَا وَ جَلَبَةً شَدِيدَةً وَ رَجَّةً وَ سَمِعْنَا صَوْتَ بَاكِيَةٍ تَقُولُ-
أَيَا ابْنَ النَّبِيِّ وَ يَا ابْنَ الْوَصِيِّ -
وَ يَا مَنْ بَقِيَّةُ سَادَاتِنَا الْأَكْرَمِينَا
ثُمَّ كَثُرَتِ الرَّنَّاتُ وَ الْأَصْوَاتُ فَلَمْ نَفْهَمْ كَثِيراً مِمَّا كَانُوا يَقُولُونَ فَأَتَانَا بَعْدَ ذَلِكَ قَتْلُ الْحُسَيْنِ ع وَ يَبِسَتِ الشَّجَرَةُ وَ جَفَّتْ فَكَسَرَتْهَا الرِّيَاحُ وَ الْأَمْطَارُ بَعْدَ ذَلِكَ فَذَهَبَتْ وَ انْدَرَسَ أَثَرُهَا قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَنْصَارِيُّ فَلَقِيتُ دِعْبِلَ بْنَ عَلِيٍّ الْخُزَاعِيَّ بِمَدِينَةِ الرَّسُولِ فَحَدَّثْتُهُ بِهَذَا الْحَدِيثِ فَلَمْ يُنْكِرْهُ وَ- قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ جَدِّي عَنْ أُمِّهِ سَعِيدَةَ بِنْتِ مَالِكٍ الْخُزَاعِيَّةِ أَنَّهَا أَدْرَكَتْ تِلْكَ الشَّجَرَةَ فَأَكَلَتْ مِنْ ثَمَرِهَا عَلَى عَهْدِ عَلِيِّ بْنِ
أَبِي طَالِبٍ ع وَ أَنَّهَا سَمِعَتْ تِلْكَ اللَّيْلَةَ نَوْحَ الْجِنِّ فَحَفِظَتْ مِنْ جِنِّيَّةٍ مِنْهُنَّ-
يَا ابْنَ الشَّهِيدِ وَ يَا شَهِيداً عَمُّهُ -
خَيْرُ الْعُمُومَةِ جَعْفَرٌ الطَّيَّارُ -
عَجَباً لِمَصْقُولٍ أَصَابَكَ حَدُّهُ -
فِي الْوَجْهِ مِنْكَ وَ قَدْ عَلَاهُ غُبَارٌ -
قَالَ دِعْبِلٌ فَقُلْتُ فِي قَصِيدَتِي-
زُرْ خَيْرَ قَبْرٍ بِالْعِرَاقِ يُزَارُ -
وَ اعْصِ الْحِمَارَ فَمَنْ نَهَاكَ حِمَارٌ -
لِمَ لَا أَزُورُكَ يَا حُسَيْنُ لَكَ الْفِدَا -
قَوْمِي وَ مَنْ عُطِفَتْ عَلَيْهِ نِزَارُ -
وَ لَكَ الْمَوَدَّةُ فِي قُلُوبِ ذَوِي النُّهَى -
وَ عَلَى عَدُوِّكَ مَقْتَةٌ وَ دَمَارٌ -
يَا ابْنَ الشَّهِيدِ وَ يَا شَهِيداً عَمُّهُ -
خَيْرُ الْعُمُومَةِ جَعْفَرٌ الطَّيَّارُ 22201
.
بيان خضدت الشجر قطعت شوكها.
2- وَ قَالَ ابْنُ نَمَا رَحِمَهُ اللَّهُ فِي مُثِيرِ الْأَحْزَانِ نَاحَتْ عَلَيْهِ الْجِنُّ وَ كَانَ نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ ص مِنْهُمْ الْمِسْوَرُ بْنُ مَخْرَمَةَ يَسْتَمِعُونَ النَّوْحَ وَ يَبْكُونَ.
وَ ذَكَرَ صَاحِبُ الذَّخِيرَةِ عَنْ عِكْرِمَةَ أَنَّهُ سُمِعَ لَيْلَةَ قَتْلِهِ بِالْمَدِينَةِ مُنَادٍ يَسْمَعُونَهُ وَ لَا يَرَوْنَ شَخْصَهُ-
أَيُّهَا الْقَاتِلُونَ جَهْلًا حُسَيْناً -
أَبْشِرُوا بِالْعَذَابِ وَ التَّنْكِيلِ -
كُلُّ أَهْلِ السَّمَاءِ يَدْعُو عَلَيْكُمْ -
مِنْ نَبِيٍّ وَ مَلْأَكٍ وَ قَبِيلٍ -
قَدْ لُعِنْتُمْ عَلَى لِسَانِ ابْنِ دَاوُدَ -
وَ مُوسَى وَ صَاحِبِ الْإِنْجِيلِ 22202
.
وَ رُوِيَ أَنَّ هَاتِفاً سُمِعَ بِالْبَصْرَةِ يُنْشِدُ لَيْلًا
إن الرماح الواردات صدورها -
نحو الحسين تقاتل التنزيلا -
و يهللون بأن قتلت و إنما -
قتلوا بك التكبير و التهليلا -
فكأنما قتلوا أباك محمدا -
صلى عليه الله أو جبريلا
.
و ذكر ابن الجوزي في كتاب النور في فضائل الأيام و الشهور نوح الجن عليه فقالت
لقد جئن نساء الجن يبكين شجيات
و يلطمن خدودا كالدنانير نقيات
و يلبسن الثياب السود بعد القصبيات
.
3- قب، المناقب لابن شهرآشوب قال دعبل حدثني أبي عن جدي عن أمه سعدى بنت مالك الخزاعية أنها سمعت نوح الجن على الحسين ع-
يا ابن الشهيد و يا شهيدا عمه -
خير العمومة جعفر الطيار -
عجبا لمصقول أصابك حده -
في الوجه منك و قد علاك غبار
.
إبانة ابن بطة أنه سمع من نوحهم
أيا عين جودي و لا تجمدي -
و جودي على الهالك السيد -
فبالطف أمسى صريعا فقد -
رزئنا الغداة بأمر بدي
و من نوحهم
نساء الجن يبكين من الحزن شجيات -
و أسعدن بنوح للنساء الهاشميات -
و يندبن حسينا عظمت تلك الرزيات -
و يلطمن خدودا كالدنانير نقيات -
و يلبسن ثياب السود بعد القصبيات
و من نوحهم-
احمرت الأرض من قتل الحسين كما -
اخضر عند سقوط الجونة العلق -
يا ويل قاتله يا ويل قاتله -
فإنه في سعير النار يحترق
و من نوحهم-
أبكى ابن فاطمة الذي من قتله شاب الشعر -
و لقتله زلزلتم و لقتله خسف القمر
و سمع نوح جن قصدوه لموازرته-
و الله ما جئتكم حتى بصرت به -
بالطف منعفر الخدين منحورا
.
قال الطبري و سمع نوح الملائكة في أول منزل نزلوا قاصدين إلى الشام-
أيها القاتلون جهلا حسينا -
أبشروا بالعذاب و التنكيل -
كل أهل السماء يدعو عليكم -