کتابخانه روایات شیعه
بحار الأنوار (ط - بيروت) - ج 1تا15
ثم ذكر تخلف القوم على ما سيأتي بيانه.
قال فلما بويع لأبي بكر أمر بريدة باللواء إلى أسامة ليمضي لوجهه فمضى بريدة إلى معسكرهم الأول فلما كان هلال ربيع الآخر سنة إحدى عشرة خرج أسامة فسار إلى أهل أبنى عشرين ليلة فشن عليهم الغارة فقتل من أشرف 12400 له و سبى من قدر عليه و قتل قاتل أبيه و رجع إلى المدينة فخرج أبو بكر في المهاجرين و أهل المدينة يتلقونهم سرورا لسلامتهم و في مدة مرضه ص جاء الخبر بظهور مسيلمة و العنسي و كانا يستغويان أهل بلادهما إلا أنه لم يظهر أمرهما إلا في حال مرض رسول الله ص و كان ص قد لحقه مرض بعيد عوده من الحج ثم عوفي ثم عاد فمرض مرض الموت قال أبو مويهبة لما رجع رسول الله ص من حجه طارت الأخبار بأنه قد اشتكى فوثب الأسود باليمن و مسيلمة باليمامة فأما الأسود العنسي فاسمه عهيلة 12401 بن كعب و كان كاهنا يشعبذ و يريهم الأعاجيب و يسبي منطقه قلب من يسمعه و كان أول خروجه بعد حجة رسول الله ص فسار إلى صنعاء فأخذها فكتب فروة بن مسيك إلى رسول الله ص بخبره و كان عامل رسول الله ص على مراد و خرج معاذ بن جبل هاربا حتى مر بأبي موسى الأشعري و هو بمارت 12402 فاقتحما حضرموت و رجع عمرو بن خالد إلى المدينة و قتل شهر بن باذام 12403 و تزوج امرأته و كانت ابنة عم فيروز فأرسل رسول الله ص إلى نفر من الأبناء رسولا و كتب إليهم أن يحاولوا الأسود إما غيلة و إما مصادمة و أمرهم أن يستنجدوا رجالا سماهم لهم ممن حولهم من حمير و همدان و أرسل إلى أولئك النفر أن ينجدوهم فدخلوا على زوجته فقالوا هذا قد قتل أباك و زوجك فما عندك قالت هو أبغض خلق الله إلي و هو مجرد و الحرس محيطون بقصره إلا هذا البيت فانقبوا عليه فنقبوا و دخل فيروز الديلمي فخالطه فأخذ برأسه فقتله فخار خوار ثور فابتدر الحرس الباب فقالوا ما هذا فقالت النبي
يوحى إليه 12404 ثم خمد و قد كان يجيء إليه شيطان فيوسوس له فيغط و يعمل بما قاله فلما طلع الفجر نادوا بشعارهم الذي بينهم ثم بالأذان و قالوا فيه أشهد أن محمدا رسول الله و أن عهيلة 12405 كذاب و شنوها غارة و تراجع أصحاب رسول الله ص إلى أعمالهم و كتبوا إلى رسول الله ص بالخبر فسبق خبر السماء إليه
فخرج رسول الله ص قبل موته بيوم أو بليلة فأخبر الناس بذلك فَقَالَ قُتِلَ الْأَسْوَدُ الْبَارِحَةَ قَتَلَهُ رَجُلٌ مُبَارَكٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتٍ مُبَارَكِينَ قيل و من هو قال فيروز فاز فيروز.
و وصل الكتاب و رسول الله ص قد مات إلى أبي بكر و كان من أول خروجه إلى أن قتل نحو أربعة أشهر و فيروز قيل إنه ابن أخت النجاشي و قيل هو من أبناء فارس.
و أما مسيلمة بن حبيب الكذاب فكان يقال له رحمان اليمامة لأنه كان يقول الذي يأتيني اسمه رحمان و قدم على رسول الله ص فيمن أسلم ثم ارتد لما رجع إلى بلده و كتب إلى رسول الله من مسيلمة رسول الله إلى محمد رسول الله أما بعد فإن الأرض لنا نصف و لقريش نصف و لكن قريش قوم يعتدون 12406 و بعث الكتاب مع رجلين فقال لهما رسول الله ص أ تشهدان أني رسول الله قالا نعم قال أ تشهدان أن مسيلمة رسول الله قالا نعم إنه قد أشرك معك فقال لو لا أن الرسول لا يقتل لضربت أعناقكما ثُمَّ كَتَبَ إِلَيْهِ مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ إِلَى مُسَيْلَمَةَ الْكَذَّابِ أَمَّا بَعْدُ فَ إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُها مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَ الْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ وَ قَدْ أَهْلَكْتَ أَهْلَ حِجْرٍ أَبَادَكَ اللَّهُ وَ مَنْ صَوَّبَ مَعَكَ 12407 .
و ادعى مسيلمة أنه قد اشترك مع محمد ص في النبوة فأتته امرأة فقالت ادع الله لنخلنا و لمائنا فإن محمدا دعا لقومه فجاشت آبارهم قال و كيف صنع
قالت دعا بسجل فدعا لهم فيه ثم تمضمض و مجه فيه فأفرغوه في تلك الآبار ففعل هو كذلك فغارت تلك المياه و قال رجل برك على ولدي فإن محمدا يبرك على أولاد أصحابه فلم يؤت بصبي مسح رأسه إلا قرع 12408 و توضأ مسيلمة في حائط فصب وضوءه فيه فلم ينبت و وضع في الآخر عنهم الصلاة و أحل لهم الخمر و الزنا و نحو ذلك فاتفقت معه بنو حنيفة إلا القليل و غلب على حجر اليمامة و أخرج ثمامة بن أثال و كتب ثمامة إلى رسول الله ص بخبره و كان عامل رسول الله ص على اليمامة فلما مات رسول الله ص أرسل أبو بكر خالد بن الوليد إلى مسيلمة فلما بلغ اليمامة تقاتلوا و كان عدد بني حنيفة يومئذ أربعين ألف مقاتل فقتل من المسلمين ألف و مائتان و من المشركين نحو عشرين ألفا و كانت بنو حنيفة حين رأت خذلانها تقول لمسيلمة أين ما كنت تعدنا فيقول قاتلوا عن أحسابكم و قتل الله عز و جل مسيلمة اشترك في قتله وحشي و أبو دجانة فكان وحشي يقول قتلت خير الناس و شر الناس حمزة و مسيلمة 12409 .
بيان في القاموس السكاسك حي باليمن و قال الجوهري السكون بالفتح حي من اليمن و في النهاية في حديث أسامة أغر على أبنى صباحا هي بضم الهمزة و القصر اسم موضع من فلسطين بين عسقلان و الرملة و يقال لها يبنى بالياء و العنس بالعين المهملة و النون أبو قبيلة من اليمن و بالباء الموحدة أيضا أبو قبيلة و كذا في أكثر النسخ لكن ابن الأثير ضبطه بالنون و باذام في أكثر النسخ بالميم معرب بادام و صححه الفيروزآبادي بالنون و قال الأبناء قوم من العجم سكنوا اليمن و قال الجوهري صوبت الفرس إذا أرسلته في الجري و صوبه أي قال له أصبت و استصوب فعله.
مراجع التصحيح و التخريج
بسم اللّه الرحمن الرحيم و الحمد للّه ربّ العالمين و الصلاة على سيّدنا محمّد و آله الطاهرين
اما بعد: فقد وفّقنا اللّه تعالى- و له الشكر و المنّة- لتصحيح الكتاب و تنميقه و تحقيق نصوصه و أسانيده و مراجعة مصادره و مآخذه، مزداناً بتعاليق مختصرة لا غنى عنها و كان مرجعنا في المقابلة و التصحيح مضافاً إلى أصول الكتاب و النسخة المطبوعة المشهورة بطبعة أمين الضرب، الطبعة الحروفيّة عدّة نسخ مخطوطة جيّدة في غاية الدقّة و الإتقان:
منها النسخة الثمينة الأصليّة التي هي بخطّ المؤلّف رضوان اللّه عليه تفضّل بها العالم العامل حجّة الإسلام الحاجّ السيّد مهديّ الصدر العامليّ الأصبهانيّ صاحب الوعظ و إمام الجماعة في عاصمة طهران و هي ممّا ورثه من أبيه الفقيد السعيد الخطيب المشهور الحاجّ السيّد صدر الدين العامليّ رحمة اللّه عليه.
و منها نسخة مخطوطة بخطّ نعمة اللّه بن محمّد مهديّ الإصطهباناتيّ استكتبها عام 1278 ه و قد رمزنا إليها ب «ألف».
و منها نسخة مخطوطة أخرى مصحّحة بتصحيح محمّد محسن ابن أبي تراب مؤرّخة بعام 1226 و قد رمزنا إليها ب «ب»
تفضّل بهما الفاضل البارع الأستاذ المعظّم السيّد جلال الدين الأرمويّ الشهير بالمحدّث و يأتي مزيد توضيح بالنسبة إلى هاتين النسختين في الجزء الثاني و العشرين الذي يتمّ به تاريخ نبيّنا الأكرم صّلى الّله عليه و آله إنشاء اللّه تعالى.
و كان مرجعنا في تخريج أحاديثه و تعاليقه كتباً أوعزنا إليها في المجلّدات السابقة
قم المشرفة- عبد الرحيم الربانيّ الشيرازيّ
كلمة المصّحح رحمه اللّه
بسمه تعلى و له الحمد
إلى هنا انتهى الجزء الحادي و العشرون من كتاب بحار الأنوار من هذه الطبعة النفيسة و هو الجزء السابع من المجلّد السادس في تاريخ نبيّنا الأكرم صّلى الّله عليه و آله حسب تجزئة المصنّف أعلى اللّه مقامه.
و قد قابلناه و صحّحناه عند طبعها طبقاً للنسخة التي صحّحها الفاضل المكرّم الشيخ عبد الرحيم الربّانيّ المحترم بما فيها من التعليق و التنميق و اللّه وليّ التوفيق.
محمد باقر البهبوديّ من لجنة التحقيق و التصحيح لدار الكتب الإسلاميّة
فهرست ما في هذا الجزء
الموضوع/ الصفحه
الباب 22 غزوة خيبر وفدك و قدوم جعفر بن أبي طالب عليهما السلام 41- 1
الباب 23 ذكر الحوادث بعد غزوة خيبر إلى غزوة مؤتة 50- 41
الباب 24 غزوة مؤتة و ما جرى بعدها إلى غزوة ذات السلاسل 65- 50
الباب 25 غزوة ذات السلاسل 90- 66
الباب 26 فتح مكة 139- 91
الباب 27 ذكر الحوادث بعدالفتح إلى غزوة حنين 146- 139
الباب 28 غزوة حنين و الطائف و أوطاس و سائر الحوادث إلى غزوة تبوك 185- 146
الباب 29 غزوة تبوك و قصّة العقبة 252- 185
الباب 30 قصة أبي عامر الراهب و مسجد الضرار و فيه ما يتعلق بغزوة تبوك 263- 252
الباب 31 نزول سورة براءة و بعث النبي صّلى الّله عليه و آله عليا عليه السلام بها ليقرأها على الناس في الموسم بمكة 276- 264
الباب 32 المباهلة و ما ظهر فيها من الدلائل و المعجزات 356- 276
الباب 33 غزوة عمرو بن معديكرب 359- 356
الباب 34 بعث أمير المؤمنين عليه السلام إلى اليمن 363- 360
الباب 35 قدوم الوفود على رسول الله صّلى الّله عليه و آله و سائر ما جرى إلى حجة الوداع 378- 364
الباب 36 حجة الوداع و ما جرى فيها إلى الرجوع إلىالمدينة و عدد حجّه و عمرته صّلى الّله عليه و آله و سائر الوقائع إلى وفاته صّلى الّله عليه و آله 413- 378
(رموز الكتاب)
ب: لقرب الإسناد.
بشا: لبشارة المصطفى.
تم: لفلاح السائل.
ثو: لثواب الأعمال.
ج: للإحتجاج.
جا: لمجالس المفيد.
جش: لفهرست النجاشيّ.
جع: لجامع الأخبار.
جم: لجمال الأسبوع.
جُنة: للجُنة.
حة: لفرحة الغريّ.
ختص: لكتاب الإختصاص.
خص: لمنتخب البصائر.
د: للعَدَد.
سر: للسرائر.
سن: للمحاسن.
شا: للإرشاد.
شف: لكشف اليقين.
شي: لتفسير العياشيّ
ص: لقصص الأنبياء.
صا: للإستبصار.
صبا: لمصباح الزائر.
صح: لصحيفة الرضا (ع).
ضا: لفقه الرضا (ع).
ضوء: لضوء الشهاب.
ضه: لروضة الواعظين.
ط: للصراط المستقيم.
طا: لأمان الأخطار.
طب: لطبّ الأئمة.
ع: لعلل الشرائع.
عا: لدعائم الإسلام.
عد: للعقائد.
عدة: للعُدة.
عم: لإعلام الورى.
عين: للعيون و المحاسن.
غر: للغرر و الدرر.
غط: لغيبة الشيخ.
غو: لغوالي اللئالي.
ف: لتحف العقول.
فتح: لفتح الأبواب.
فر: لتفسير فرات بن إبراهيم.
فس: لتفسير عليّ بن إبراهيم.
فض: لكتاب الروضة.
ق: للكتاب العتيق الغرويّ
قب: لمناقب ابن شهر آشوب.
قبس: لقبس المصباح.
قضا: لقضاء الحقوق.
قل: لإقبال الأعمال.
قية: للدُروع.
ك: لإكمال الدين.
كا: للكافي.
كش: لرجال الكشيّ.
كشف: لكشف الغمّة.
كف: لمصباح الكفعميّ.
كنز: لكنز جامع الفوائد و تأويل الآيات الظاهرة معا.
ل: للخصال.
لد: للبلد الأمين.
لى: لأمالي الصدوق.
م: لتفسير الإمام العسكريّ (ع).
ما: لأمالي الطوسيّ.
محص: للتمحيص.
مد: للعُمدة.
مص: لمصباح الشريعة.
مصبا: للمصباحين.
مع: لمعاني الأخبار.
مكا: لمكارم الأخلاق.
مل: لكامل الزيارة.
منها: للمنهاج.
مهج: لمهج الدعوات.
ن: لعيون أخبار الرضا (ع).
نبه: لتنبيه الخاطر.
نجم: لكتاب النجوم.
نص: للكفاية.
نهج: لنهج البلاغة.
نى: لغيبة النعمانيّ.
هد: للهداية.
يب: للتهذيب.
يج: للخرائج.
يد: للتوحيد.
ير: لبصائر الدرجات.
يف: للطرائف.
يل: للفضائل.
ين: لكتابي الحسين بن سعيد او لكتابه و النوادر.