کتابخانه روایات شیعه
بحار الأنوار (ط - بيروت) - ج 1تا15
باب 48 عدد أولاده صلوات الله عليه و جمل أحوالهم و أحوال أزواجه ع
و قد أوردنا بعض أحوالهن في أبواب تاريخ السجاد ع.
1- شا، الإرشاد كَانَ لِلْحُسَيْنِ ع سِتَّةُ أَوْلَادٍ- عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ الْأَكْبَرُ كُنْيَتُهُ أَبُو مُحَمَّدٍ أُمُّهُ شَهْرَبَانُ 22300 بِنْتُ كِسْرَى يَزْدَجَرْدَ وَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ الْأَصْغَرُ قُتِلَ مَعَ أَبِيهِ بِالطَّفِّ وَ قَدْ تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ فِيمَا سَلَفَ وَ أُمُّهُ لَيْلَى بِنْتُ أَبِي مُرَّةَ بْنِ عُرْوَةَ بْنِ مَسْعُودٍ الثَّقَفِيَّةُ وَ جَعْفَرُ بْنُ الْحُسَيْنِ لَا بَقِيَّةَ لَهُ وَ أُمُّهُ قُضَاعِيَّةٌ وَ كَانَتْ وَفَاتُهُ فِي حَيَاةِ الْحُسَيْنِ وَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحُسَيْنِ قُتِلَ مَعَ أَبِيهِ صَغِيراً جَاءَهُ سَهْمٌ وَ هُوَ فِي حَجْرِ أَبِيهِ فَذَبَحَهُ وَ سُكَيْنَةُ بِنْتُ الْحُسَيْنِ وَ أُمُّهَا الرَّبَابُ بِنْتُ إِمْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ عَدِيٍّ كَلْبِيَّةٌ مُعَدِّيَّةٌ وَ هِيَ أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحُسَيْنِ ع وَ فَاطِمَةُ بِنْتُ الْحُسَيْنِ وَ أُمُّهَا أُمُّ إِسْحَاقَ بِنْتُ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ تَيْمِيَّةٌ.
2- قب، المناقب لابن شهرآشوب ذَكَرَ صَاحِبُ كِتَابَ الْبِدَعِ وَ صَاحِبُ كِتَابِ شَرْحِ الْأَخْبَارِ أَنَّ عَقِبَ الْحُسَيْنِ مِنِ ابْنِهِ عَلِيٍّ الْأَكْبَرِ وَ أَنَّهُ هُوَ الْبَاقِي بَعْدَ أَبِيهِ وَ أَنَّ الْمَقْتُولَ هُوَ الْأَصْغَرُ مِنْهُمَا وَ عَلَيْهِ نُعَوِّلُ فَإِنَّ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ الْبَاقِي كَانَ يَوْمَ كَرْبَلَاءَ مِنْ أَبْنَاءِ ثَلَاثِينَ سَنَةً وَ إِنَّ ابْنَهُ مُحَمَّداً الْبَاقِرَ كَانَ يَوْمَئِذٍ مِنَ أَبْنَاءِ خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً وَ كَانَ لِعَلِيٍّ الْأَصْغَرِ الْمَقْتُولِ نَحْوُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً.
وَ تَقُولُ الزَّيْدِيَّةُ إِنَّ الْعَقِبَ مِنَ الْأَصْغَرِ وَ إِنَّهُ كَانَ فِي يَوْمِ كَرْبَلَاءَ ابْنَ سَبْعِ سِنِينَ وَ مِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَرْبَعِ سِنِينَ وَ عَلَى هَذَا النَّسَّابُونَ.
كِتَابُ النَّسَبِ عَنْ يَحْيَى بْنِ الْحَسَنِ قَالَ يَزِيدُ لِعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ع وَا عَجَبَا لِأَبِيكَ سَمَّى عَلِيّاً وَ عَلِيّاً فَقَالَ ع إِنَّ أَبِي أَحَبَّ أَبَاهُ فَسَمَّى بِاسْمِهِ مِرَاراً 22301 .
3- قب، المناقب لابن شهرآشوب لَمَّا وُرِدَ بَسَبْيِ الْفُرْسِ إِلَى الْمَدِينَةِ أَرَادَ عُمَرُ أَنْ يَبِيعَ النِّسَاءَ وَ أَنْ يَجْعَلَ الرِّجَالَ عَبِيدَ الْعَرَبِ وَ عَزَمَ عَلَى أَنْ يُحْمَلَ الْعَلِيلُ وَ الضَّعِيفُ وَ الشَّيْخُ الْكَبِيرُ فِي الطَّوَافِ وَ حَوْلَ الْبَيْتِ عَلَى ظُهُورِهِمْ فَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع إِنَّ النَّبِيَّ ص قَالَ أَكْرِمُوا كَرِيمَ قَوْمٍ وَ إِنْ خَالَفُوكُمْ وَ هَؤُلَاءِ الْفُرْسُ حُكَمَاءُ كُرَمَاءُ فَقَدْ أَلْقَوْا إِلَيْنَا السَّلَامَ وَ رَغِبُوا فِي الْإِسْلَامِ وَ قَدْ أَعْتَقْتُ مِنْهُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ حَقِّي وَ حَقَّ بَنِي هَاشِمٍ فَقَالَتِ الْمُهَاجِرُونَ وَ الْأَنْصَارُ قَدْ وَهَبْنَا حَقَّنَا لَكَ يَا أَخَا رَسُولِ اللَّهِ فَقَالَ اللَّهُمَّ فَاشْهَدْ أَنَّهُمْ قَدْ وَهَبُوا وَ قَبِلْتُ وَ أَعْتَقْتُ فَقَالَ عُمَرُ سَبَقَ إِلَيْهَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ع وَ نَقَضَ عَزْمَتِي فِي الْأَعَاجِمِ وَ رَغِبَ جَمَاعَةٌ فِي بَنَاتِ الْمُلُوكِ أَنْ يَسْتَنْكِحُوهُنَّ فَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ تُخَيِّرُهُنَّ وَ لَا تُكْرِهُهُنَّ فَأَشَارَ أَكْبَرُهُمْ إِلَى تَخْيِيرِ شَهْرَبَانُوَيْهِ بِنْتِ يَزْدَجَرْدَ فَحَجَبَتْ وَ أَبَتْ فَقِيلَ لَهَا أَيَا كَرِيمَةَ قَوْمِهَا مَنْ تَخْتَارِينَ مِنْ خُطَّابِكِ وَ هَلْ أَنْتِ رَاضِيَةٌ بِالْبَعْلِ فَسَكَتَتْ فَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ رَضِيَتْ وَ بَقِيَ الِاخْتِيَارُ بَعْدُ سُكُوتُهَا إِقْرَارُهَا فَأَعَادُوا الْقَوْلَ فِي التَّخْيِيرِ فَقَالَتْ لَسْتُ مِمَّنْ يَعْدِلُ عَنِ النُّورِ السَّاطِعِ وَ الشِّهَابِ اللَّامِعِ الْحُسَيْنِ إِنْ كُنْتُ مُخَيَّرَةً فَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ لِمَنْ تَخْتَارِينَ أَنْ يَكُونَ وَلِيَّكِ فَقَالَتْ أَنْتَ فَأَمَرَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ حُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ أَنْ يَخْطُبَ فَخَطَبَ وَ زُوِّجَتْ مِنَ الْحُسَيْنِ.
قَالَ ابْنُ الْكَلْبِيِ وَلَّى عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ حُرَيْثَ بْنَ جَابِرٍ الْحَنَفِيَّ جَانِباً مِنَ الْمَشْرِقِ فَبَعَثَ بِنْتَ يَزْدَجَرْدَ بْنِ شَهْرِيَارَ بْنِ كِسْرَى فَأَعْطَاهَا عَلَى ابْنِهِ الْحُسَيْنِ ع فَوَلَدَتْ مِنْهُ عَلِيّاً.
وَ قَالَ غَيْرُهُ إِنَّ حُرَيْثاً بَعَثَ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ بِبِنْتَيْ يَزْدَجَرْدَ فَأَعْطَى وَاحِدَةً لِابْنِهِ الْحُسَيْنِ فَأَوْلَدَهَا عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ وَ أَعْطَى الْأُخْرَى مُحَمَّدَ بْنَ أَبِي بَكْرٍ فَأَوْلَدَهَا الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ فَهُمَا ابْنَا خَالَةٍ 22302 .
4- قب أَبْنَاؤُهُ عَلِيٌّ الْأَكْبَرُ الشَّهِيدُ أُمُّهُ بَرَّةُ بِنْتُ عُرْوَةَ بْنِ مَسْعُودٍ الثَّقَفِيِّ وَ عَلِيٌّ الْإِمَامُ وَ هُوَ عَلِيٌّ الْأَوْسَطُ وَ عَلِيٌّ الْأَصْغَرُ وَ هُمَا مِنْ شَهْرَبَانُوَيْهِ وَ مُحَمَّدٌ وَ عَبْدُ اللَّهِ
الشَّهِيدُ مِنْ أُمِّ الرَّبَابِ بِنْتِ إِمْرِئِ الْقَيْسِ وَ جَعْفَرٌ وَ أُمُّهُ قُضَاعِيَّةٌ وَ بَنَاتُهُ سُكَيْنَةُ أُمُّهَا رَبَابُ بِنْتُ إِمْرِئِ الْقَيْسِ الْكِنْدِيَّةُ وَ فَاطِمَةُ أُمُّهَا أُمُّ إِسْحَاقَ بِنْتُ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ وَ زَيْنَبُ وَ أَعْقَبَ الْحُسَيْنُ مِنِ ابْنٍ وَاحِدٍ وَ هُوَ زَيْنُ الْعَابِدِينَ ع وَ ابْنَتَيْنِ وَ بَابُهُ رُشَيْدٌ الْهَجَرِيُ 22303 .
5- كشف، كشف الغمة قَالَ كَمَالُ الدِّينِ بْنُ طَلْحَةَ كَانَ لَهُ مِنَ الْأَوْلَادِ ذُكُورٌ وَ إِنَاثٌ عَشَرَةٌ سِتَّةُ ذُكُورٍ وَ أَرْبَعُ إِنَاثٍ فَالذَّكَرُ عَلِيٌّ الْأَكْبَرُ وَ عَلِيٌّ الْأَوْسَطُ وَ هُوَ سَيِّدُ الْعَابِدِينَ وَ عَلِيٌّ الْأَصْغَرُ وَ مُحَمَّدٌ وَ عَبْدُ اللَّهِ وَ جَعْفَرٌ فَأَمَّا عَلِيٌّ الْأَكْبَرُ فَإِنَّهُ قَاتَلَ بَيْنَ يَدَيْ أَبِيهِ حَتَّى قُتِلَ شَهِيداً وَ أَمَّا عَلِيٌّ الْأَصْغَرُ فَجَاءَهُ سَهْمٌ وَ هُوَ طِفْلٌ فَقَتَلَهُ وَ قِيلَ إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ قُتِلَ أَيْضاً مَعَ أَبِيهِ شَهِيداً وَ أَمَّا الْبَنَاتُ فَزَيْنَبُ وَ سُكَيْنَةُ وَ فَاطِمَةُ هَذَا قَوْلٌ مَشْهُورٌ وَ قِيلَ كَانَ لَهُ أَرْبَعُ بَنِينَ وَ بِنْتَانِ وَ الْأَوَّلُ أَشْهَرُ وَ كَانَ الذِّكْرُ الْمُخَلَّدُ وَ الْبِنَاءُ الْمُنَضَّدُ مَخْصُوصاً مِنْ بَيْنِ بَنِيهِ- بِعَلِيٍّ الْأَوْسَطِ زَيْنِ الْعَابِدِينَ دُونَ بَقِيَّةِ الْأَوْلَادِ آخِرُ كَلَامِهِ قُلْتُ عَدَّدَ أَوْلَادَهُ ع ذَكَرَ بَعْضاً وَ تَرَكَ بَعْضاً قَالَ ابْنُ الْخَشَّابِ وُلِدَ لَهُ سِتَّةُ بَنِينَ وَ ثَلَاثُ بَنَاتٍ- عَلِيٌّ الْأَكْبَرُ الشَّهِيدُ مَعَ أَبِيهِ وَ عَلِيٌّ الْإِمَامُ سَيِّدُ الْعَابِدِينَ وَ عَلِيٌّ الْأَصْغَرُ وَ مُحَمَّدٌ وَ عَبْدُ اللَّهِ الشَّهِيدُ مَعَ أَبِيهِ وَ جَعْفَرٌ وَ زَيْنَبُ وَ سُكَيْنَةُ وَ فَاطِمَةُ.
وَ قَالَ الْحَافِظُ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْأَخْضَرِ الْجَنَابِذِيُ وُلْدُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمَا سِتَّةٌ أَرْبَعَةُ ذُكُورٍ وَ ابْنَتَانِ عَلِيٌّ الْأَكْبَرُ وَ قُتِلَ مَعَ أَبِيهِ وَ عَلِيٌّ الْأَصْغَرُ وَ جَعْفَرٌ وَ عَبْدُ اللَّهِ وَ سُكَيْنَةُ وَ فَاطِمَةُ قَالَ وَ نَسْلُ الْحُسَيْنِ ع مِنْ عَلِيٍّ الْأَصْغَرِ وَ أُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ وَ كَانَ أَفْضَلَ أَهْلِ زَمَانِهِ وَ قَالَ الزُّهْرِيُّ مَا رَأَيْتُ هَاشِمِيّاً أَفْضَلَ مِنْهُ.
قلت قد أخل الحافظ بذكر علي زين العابدين ع حيث قال علي الأكبر و علي الأصغر و أثبته حيث قال و نسل الحسين من علي الأصغر
فسقط في هذه الرواية علي الأصغر و الصحيح أن العليين من أولاده ثلاثة كما ذكر كمال الدين و زين العابدين ع هو الأوسط و التفاوت بين ما ذكره كمال الدين و الحافظ أربعة 22304 .
باب 49 أحوال المختار بن أبي عبيد الثقفي و ما جرى على يديه و أيدي أوليائه
1- ما، الأمالي للشيخ الطوسي الْمُفِيدُ عَنِ الْمُظَفَّرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَلْخِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ هَمَّامٍ عَنِ الْحِمْيَرِيِّ عَنْ دَاوُدَ بْنِ عُمَرَ النَّهْدِيِّ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ مُنْصَرَفِي مِنْ مَكَّةَ فَقَالَ لِي يَا مِنْهَالُ مَا صَنَعَ حَرْمَلَةُ بْنُ كَاهِلٍ الْأَسَدِيُّ فَقُلْتُ تَرَكْتُهُ حَيّاً بِالْكُوفَةِ قَالَ فَرَفَعَ يَدَيْهِ جَمِيعاً ثُمَّ قَالَ ع اللَّهُمَّ أَذِقْهُ حَرَّ الْحَدِيدِ اللَّهُمَّ أَذِقْهُ حَرَّ الْحَدِيدِ اللَّهُمَّ أَذِقْهُ حَرَّ النَّارِ قَالَ الْمِنْهَالُ فَقَدِمْتُ الْكُوفَةَ وَ قَدْ ظَهَرَ الْمُخْتَارُ بْنُ أَبِي عُبَيْدَةَ الثَّقَفِيُّ وَ كَانَ لِي صَدِيقاً فَكُنْتُ فِي مَنْزِلِي أَيَّاماً حَتَّى انْقَطَعَ النَّاسُ عَنِّي وَ رَكِبْتُ إِلَيْهِ فَلَقِيتُهُ خَارِجاً مِنْ دَارِهِ فَقَالَ يَا مِنْهَالُ لَمْ تَأْتِنَا فِي وَلَايَتِنَا هَذِهِ وَ لَمْ تُهَنِّئْنَا بِهَا وَ لَمْ تُشْرِكْنَا فِيهَا فَأَعْلَمْتُهُ أَنِّي كُنْتُ بِمَكَّةَ وَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكَ الْآنَ وَ سَايَرْتُهُ وَ نَحْنُ نَتَحَدَّثُ حَتَّى أَتَى الْكِنَاسَ فَوَقَفَ وُقُوفاً كَأَنَّهُ يَنْظُرُ شَيْئاً وَ قَدْ كَانَ أُخْبِرَ بِمَكَانِ حَرْمَلَةَ بْنِ كَاهِلٍ فَوَجَّهَ فِي طَلَبِهِ فَلَمْ يَلْبَثْ أَنْ جَاءَ قَوْمٌ يَرْكُضُونَ وَ قَوْمٌ يَشْتَدُّونَ حَتَّى قَالُوا أَيُّهَا الْأَمِيرُ الْبِشَارَةَ قَدْ أُخِذَ حَرْمَلَةُ بْنُ كَاهِلٍ فَمَا لَبِثْنَا أَنْ جِيءَ بِهِ فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهِ الْمُخْتَارُ قَالَ لِحَرْمَلَةَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي مَكَّنَنِي مِنْكَ ثُمَّ قَالَ الْجَزَّارَ الْجَزَّارَ فَأُتِيَ بِجَزَّارٍ فَقَالَ لَهُ اقْطَعْ يَدَيْهِ فَقُطِعَتَا ثُمَّ قَالَ لَهُ اقْطَعْ رِجْلَيْهِ فَقُطِعَتَا ثُمَّ قَالَ النَّارَ النَّارَ فَأُتِيَ بِنَارٍ وَ قَصَبٍ فَأُلْقِيَ عَلَيْهِ فَاشْتَعَلَ فِيهِ النَّارُ فَقُلْتُ سُبْحَانَ اللَّهِ فَقَالَ لِي يَا
مِنْهَالُ إِنَّ التَّسْبِيحَ لَحَسَنٌ فَفِيمَ سَبَّحْتَ فَقُلْتُ أَيُّهَا الْأَمِيرُ دَخَلْتُ فِي سَفْرَتِي هَذِهِ مُنْصَرَفِي مِنْ مَكَّةَ عَلَى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ع فَقَالَ لِي يَا مِنْهَالُ مَا فَعَلَ حَرْمَلَةُ بْنُ كَاهِلٍ الْأَسَدِيُّ فَقُلْتُ تَرَكْتُهُ حَيّاً بِالْكُوفَةِ فَرَفَعَ يَدَيْهِ جَمِيعاً فَقَالَ اللَّهُمَّ أَذِقْهُ حَرَّ الْحَدِيدِ اللَّهُمَّ أَذِقْهُ حَرَّ الْحَدِيدِ اللَّهُمَّ أَذِقْهُ حَرَّ النَّارِ فَقَالَ لِيَ الْمُخْتَارُ أَ سَمِعْتَ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ ع يَقُولُ هَذَا فَقُلْتُ [وَ] اللَّهِ لَقَدْ سَمِعْتُهُ يَقُولُ هَذَا قَالَ فَنَزَلَ عَنْ دَابَّتِهِ وَ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ فَأَطَالَ السُّجُودَ ثُمَّ قَامَ فَرَكِبَ وَ قَدِ احْتَرَقَ حَرْمَلَةُ وَ رَكِبْتُ مَعَهُ وَ سِرْنَا فَحَاذَيْتُ دَارِي فَقُلْتُ أَيُّهَا الْأَمِيرُ إِنْ رَأَيْتَ أَنْ تُشَرِّفَنِي وَ تُكْرِمَنِي وَ تَنْزِلَ عِنْدِي وَ تَحَرَّمَ بِطَعَامِي فَقَالَ يَا مِنْهَالُ تُعْلِمُنِي أَنَّ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ دَعَا بِأَرْبَعِ دَعَوَاتٍ فَأَجَابَهُ اللَّهُ عَلَى يَدِي ثُمَّ تَأْمُرُنِي أَنْ آكُلَ هَذَا يَوْمُ صَوْمٍ شُكْراً لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَى مَا فَعَلْتُهُ بِتَوْفِيقِهِ وَ حَرْمَلَةُ هُوَ الَّذِي حَمَلَ رَأْسَ الْحُسَيْنِ ع.
بيان الحرمة ما لا يحل انتهاكه و منه قولهم تحرم بطعامه و ذلك لأن العرب إذا أكل رجل منهم من طعام غيره حصلت بينهما حرمة و ذمة يكون كل منهما آمنا من أذى صاحبه.
2- ما، الأمالي للشيخ الطوسي الْمُفِيدُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِمْرَانَ الْمَرْزُبَانِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ قَالَ حَدَّثَنَا الْمَدَائِنِيُّ عَنْ رِجَالِهِ أَنَّ الْمُخْتَارَ بْنَ أَبِي عُبَيْدٍ الثَّقَفِيَّ ظَهَرَ بِالْكُوفَةِ لَيْلَةَ الْأَرْبِعَاءِ لِأَرْبَعَ عَشْرَةَ لَيْلَةً بَقِيَتْ مِنْ رَبِيعٍ الْآخِرِ سَنَةَ سِتٍّ وَ سِتِّينَ فَبَايَعَهُ النَّاسُ عَلَى كِتَابِ اللَّهِ وَ سُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ وَ الطَّلَبِ بِدَمِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ ع وَ دِمَاءِ أَهْلِ بَيْتِهِ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ وَ الدَّفْعِ عَنِ الضُّعَفَاءِ فَقَالَ الشَّاعِرُ فِي ذَلِكَ وَ
لَمَّا دَعَا الْمُخْتَارُ جِئْنَا لِنَصْرِهِ -
عَلَى الْخَيْلِ تُرْدِي مِنْ كُمَيْتٍ وَ أَشْقَرَا -
دَعَا يَا لَثَأْرَاتِ الْحُسَيْنِ فَأَقْبَلَتْ -
تُعَادِي بِفُرْسَانِ الصَّبَاحِ لِتَثْأَرَا
وَ نَهَضَ الْمُخْتَارُ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُطِيعٍ وَ كَانَ عَلَى الْكُوفَةِ مِنْ قِبَلِ ابْنِ الزُّبَيْرِ فَأَخْرَجَهُ وَ أَصْحَابَهُ مِنْهَا مُنْهَزِمِينَ وَ أَقَامَ بِالْكُوفَةِ إِلَى الْمُحَرَّمِ سَنَةَ سَبْعٍ وَ سِتِّينَ ثُمَّ عَمَدَ
عَلَى إِنْفَاذِ الْجُيُوشِ إِلَى ابْنِ زِيَادٍ وَ كَانَ بِأَرْضِ الْجَزِيرَةِ فَصَيَّرَ عَلَى شُرَطِهِ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ الْجَدَلِيَّ وَ أَبَا عُمَارَةَ كَيْسَانَ مَوْلَى عربية- [عُرَيْنَةَ] وَ أَمَرَ إِبْرَاهِيمَ بْنَ الْأَشْتَرِ ره بِالتَّأَهُّبِ لِلْمَسِيرِ إِلَى ابْنِ زِيَادٍ لَعَنَهُ اللَّهُ وَ أَمَّرَهُ عَلَى الْأَجْنَادِ فَخَرَجَ إِبْرَاهِيمُ يَوْمَ السَّبْتِ لِسَبْعٍ خَلَوْنَ مِنَ الْمُحَرَّمِ سَنَةَ سَبْعٍ وَ سِتِّينَ فِي أَلْفَيْنِ مِنْ مَذْحِجٍ وَ أَسَدٍ وَ أَلْفَيْنِ مِنْ تَمِيمٍ وَ هَمْدَانَ وَ أَلْفٍ وَ خَمْسِمِائَةٍ مِنْ قَبَائِلِ الْمَدِينَةِ وَ أَلْفٍ وَ خَمْسِمِائَةٍ مِنْ كِنْدَةَ وَ رَبِيعَةَ وَ أَلْفَيْنِ مِنَ الْحَمْرَاءِ وَ قَالَ بَعْضُهُمْ كَانَ ابْنُ الْأَشْتَرِ فِي أَرْبَعَةِ آلَافٍ مِنَ الْقَبَائِلِ وَ ثَمَانِيَةِ آلَافٍ مِنَ الْحَمْرَاءِ 22305 وَ شَيَّعَ الْمُخْتَارُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ الْأَشْتَرِ ره مَاشِياً فَقَالَ لَهُ إِبْرَاهِيمُ ارْكَبْ رَحِمَكَ اللَّهُ فَقَالَ إِنِّي لَأَحْتَسِبُ الْأَجْرَ فِي خُطَايَ مَعَكَ وَ أُحِبُّ أَنْ تَغْبَرَّ قَدَمَايَ فِي نَصْرِ آلِ مُحَمَّدٍ ع ثُمَّ وَدَّعَهُ وَ انْصَرَفَ فَسَارَ ابْنُ الْأَشْتَرِ حَتَّى أَتَى الْمَدَائِنَ ثُمَّ سَارَ يُرِيدُ ابْنَ زِيَادٍ فَشَخَصَ الْمُخْتَارُ عَنِ الْكُوفَةِ لَمَّا أَتَاهُ أَنَّ ابْنَ الْأَشْتَرِ قَدِ ارْتَحَلَ مِنَ الْمَدَائِنِ وَ أَقْبَلَ حَتَّى نَزَلَ الْمَدَائِنَ فَلَمَّا نَزَلَ ابْنُ الْأَشْتَرِ نَهْرَ الْخَازِرِ بِالْمَوْصِلِ 22306 أَقْبَلَ ابْنُ زِيَادٍ فِي الْجُمُوعِ فَنَزَلَ عَلَى أَرْبَعَةِ فَرَاسِخَ مِنْ عَسْكَرِ ابْنِ الْأَشْتَرِ ثُمَّ الْتَقَوْا فَحَضَّ ابْنُ الْأَشْتَرِ أَصْحَابَهُ وَ قَالَ يَا أَهْلَ الْحَقِّ وَ أَنْصَارَ الدِّينِ هَذَا ابْنُ زِيَادٍ قَاتِلُ حُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ وَ أَهْلِ بَيْتِهِ قَدْ أَتَاكُمُ اللَّهُ بِهِ وَ بِحِزْبِهِ حِزْبِ الشَّيْطَانِ فَقَاتِلُوهُمْ بِنِيَّةٍ وَ صَبْرٍ لَعَلَّ اللَّهَ يَقْتُلُهُ بِأَيْدِيكُمْ وَ يَشْفِي صُدُورَكُمْ وَ تَزَاحَفُوا وَ نَادَى أَهْلَ الْعِرَاقِ يَا آلَ ثَأْرَاتِ الْحُسَيْنِ فَجَالَ أَصْحَابُ ابْنِ الْأَشْتَرِ جَوْلَةً فَنَادَاهُمْ يَا شُرْطَةَ اللَّهِ الصَّبْرَ الصَّبْرَ فَتَرَاجَعُوا فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَشَّارِ بْنِ أَبِي عَقِبٍ الدُّؤَلِيُّ حَدَّثَنِي خَلِيلِي: أَنَّا نَلْقَى أَهْلَ الشَّامِ عَلَى نَهَرٍ يُقَالُ لَهُ الْخَازِرُ فَيَكْشِفُونَا حَتَّى نَقُولَ هَيِّ هَيِ 22307 ثُمَّ نَكُرُّ عَلَيْهِمْ فَنَقْتُلُ أَمِيرَهُمْ فَأَبْشِرُوا وَ اصْبِرُوا 22308