کتابخانه روایات شیعه
بحار الأنوار (ط - بيروت) - ج 1تا15
ما ذكرناه: في وجوب 25495 الظهور و الاستشهاد، و لسنا نرى أصحابنا 25496 يطالبون نفوسهم في هذا الموضع بما يطالبونا بمثله إذا ادعينا وجوها و أسبابا و عللا مجوّزة، لأنّهم لا يقنعون منّا بما يجوز و يمكن، بل يوجبون فيما ندعيه الظهور و الاشتهار 25497 و إذا كان ذلك عليهم نسوه أو تناسوه.
فأمّا قوله:- إنّ أزواج النبيّ صلّى اللّه عليه و آله إنّما طلبن الميراث لأنهنّ لم يعرفن رواية أبي بكر للخبر، و كذلك إنّما نازع العباس أمير المؤمنين عليه السلام بعد موت فاطمة عليها السلام في الميراث لهذا الوجه- فمن أقبح ما يقال في هذا الباب و أبعده من الصواب.
و كيف لا يعرف أمير المؤمنين عليه السلام رواية أبي بكر و بها دفعت زوجته عن الميراث؟! و هل مثل ذلك المقام الذي قامته 25498 و ما رواه أبو بكر في دفعها يخفى على من هو في أقاصي البلاد، فضلا عمّن هو في المدينة شاهدا حاضرا يعتني 25499 بالأخبار و يراعيها؟! إنّ هذا [لخروج] 25500 في المكابرة عن الحدّ.
و كيف يخفى على الأزواج ذلك حتّى يطلبنه مرّة بعد أخرى، و يكون عثمان المترسّل لهنّ، و المطالب عنهن؟ و عثمان- على زعمهم- أحد من شهد أنّ النبيّ صلّى اللّه عليه و آله لا يورّث، و قد سمعن- على كلّ حال- أنّ بنت النبيّ صلّى اللّه عليه و آله لم تورّث ماله، و لا بدّ أن يكنّ قد سألن عن السبب في دفعها، فذكر
لهن الخبر، فكيف يقال: [إنّهن] 25501 لن يعرفنه؟
و الإكثار في هذا الموضع يوهم أنّه موضع شبهة، و ليس كذلك 25502 ، انتهى كلامه، رفع مقامه.
7- باب نوادر الاحتجاج
1- ج 25503 : رَوَى رَافِعُ بْنُ أَبِي رَافِعٍ الطَّائِيُ ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ- وَ قَدْ صَحِبَهُ فِي سَفَرٍ- قَالَ: قُلْتُ لَهُ: يَا أَبَا بَكْرٍ! عَلِّمْنِي شَيْئاً يَنْفَعُنِي اللَّهُ بِهِ.
قَالَ: كُنْتُ 25504 فَاعِلًا وَ لَوْ لَمْ تَسْأَلْنِي: لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ شَيْئاً، وَ أَقِمِ الصَّلَاةَ، وَ آتِ الزَّكَاةَ، وَ صُمْ شَهْرَ رَمَضَانَ، وَ حِجَّ الْبَيْتَ، وَ اعْتَمِرْ، وَ لَا تَتَأَمَّرَنَ 25505 عَلَى اثْنَيْنِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ.
قَالَ: قُلْتُ لَهُ: أَمَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ مِنَ الْإِيمَانِ وَ الصَّلَاةِ وَ الْحَجِّ وَ الْعُمْرَةِ وَ الزَّكَاةِ 25506 فَأَنَا أَفْعَلُهُ، وَ أَمَّا الْإِمَارَةُ فَإِنِّي رَأَيْتُ النَّاسَ لَا يُصِيبُونَ هَذَا الشَّرَفَ وَ هَذَا الْغِنَى وَ الْعِزَّ وَ الْمَنْزِلَةَ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ إِلَّا بِهَا.
قَالَ: إِنَّكَ اسْتَنْصَحْتَنِي فَأَجْهَدْتُ نَفْسِي لَكَ.
فَلَمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ وَ اسْتَخْلَفَ [أَبُو] 25507 بَكْرٍ جِئْتُهُ وَ قُلْتُ لَهُ: يَا أَبَا بَكْرٍ! أَ لَمْ تَنْهَنِي أَنْ أَتَأَمَّرَ عَلَى اثْنَيْنِ؟
قَالَ: بَلَى.
قُلْتُ: فَمَا لَكَ 25508 تَأَمَّرْتَ عَلَى أُمَّةِ مُحَمَّدٍ؟
قَالَ: اخْتَلَفَ النَّاسُ، وَ خِفْتُ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةَ، وَ دَعَوْنِي فَلَمْ أَجِدْ مِنْ ذَلِكَ بُدّاً!. 25509
8- باب احتجاج سلمان و أبي بن كعب و غيرهما على القوم
1- ج 25510 : عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ آبَائِهِ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ قَالَ: خَطَبَ النَّاسَ سَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ- بَعْدَ أَنْ دُفِنَ النَّبِيُّ عَلَيْهِ وَ آلِهِ السَّلَامُ بِثَلَاثَةِ أَيَّامٍ- فَقَالَ فِيهَا: .. أَلَا أَيُّهَا النَّاسُ اسْمَعُوا عَنِّي حَدِيثِي ثُمَّ اعْقِلُوهُ عَنِّي، أَلَا إِنِّي 25511 أُوتِيتُ عِلْماً كَثِيراً، فَلَوْ حَدَّثْتُكُمْ بِكُلِّ مَا أَعْلَمُ مِنْ فَضَائِلِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ [لَقَالَتْ] 25512 طَائِفَةٌ مِنْكُمْ: هُوَ مَجْنُونٌ، [وَ قَالَتْ] 25513 طَائِفَةٌ أُخْرَى: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِقَاتِلِ سَلْمَانَ.
أَلَا إِنَّ لَكُمْ مَنَايَا تَتْبَعُهَا بَلَايَا، أَلَا وَ إِنَّ عِنْدَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ الْمَنَايَا 25514 وَ الْبَلَايَا، وَ مِيرَاثَ الْوَصَايَا، وَ فَصْلَ الْخِطَابِ، وَ أَصْلَ الْأَنْسَابِ عَلَى مِنْهَاجِ هَارُونَ بْنِ عِمْرَانَ مِنْ مُوسَى عَلَيْهِمَا السَّلَامُ، إِذْ يَقُولُ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ: أَنْتَ وَصِيِّي فِي أَهْلِي 25515 وَ خَلِيفَتِي فِي أُمَّتِي 25516 وَ بِمَنْزِلَةِ 25517 هَارُونَ مِنْ مُوسَى 25518 .
وَ لَكِنَّكُمْ أَخَذْتُمْ سُنَّةَ بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَأَخْطَأْتُمُ الْحَقَّ، تَعْلَمُونَ فَلَا تَعْمَلُونَ 25519 ، أَمَا وَ اللَّهِ لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ عَلَى سُنَّةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ 25520 ، حَذْوَ النَّعْلِ بِالنَّعْلِ وَ الْقُذَّةِ بِالْقُذَّةِ 25521 .
أَمَا وَ الَّذِي نَفْسُ سَلْمَانَ بِيَدِهِ لَوْ وَلَّيْتُمُوهَا عَلِيّاً عَلَيْهِ السَّلَامُ لَأَكَلْتُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ 25522 ، وَ لَوْ دَعَوْتُمُ الطَّيْرَ فِي جَوِّ السَّمَاءِ لَأَجَابَتْكُمْ، وَ لَوْ دَعَوْتُمُ الْحِيتَانَ مِنَ الْبِحَارِ لَأَتَتْكُمْ، وَ لَمَا عَالَ وَلِيُّ اللَّهِ، وَ لَا طَاشَ لَكُمْ سَهْمٌ مِنْ فَرَائِضِ اللَّهِ، وَ لَا اخْتَلَفَ اثْنَانِ فِي حُكْمِ اللَّهِ.