کتابخانه روایات شیعه
بحار الأنوار (ط - بيروت) - ج 1تا15
الْوَذِمَةَ 3208 .
8- نَهْجٌ 3209 : وَ مِنْ كَلَامٍ لَهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَ قَدْ وَقَعَتْ مُشَاجَرَةٌ بَيْنَهُ وَ بَيْنَ عُثْمَانَ، فَقَالَ الْمُغِيرَةُ بْنُ الْأَخْنَسِ لِعُثْمَانَ: أَنَا أَكْفِيكَهُ، فَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ 3210 لِلْمُغِيرَةِ: يَا ابْنَ اللَّعِينِ الْأَبْتَرِ، وَ الشَّجَرَةِ الَّتِي لَا أَصْلَ لَهَا وَ لَا فَرْعَ، أَنْتَ تَكْفِينِي؟! فَوَ اللَّهِ مَا أَعَزَّ اللَّهُ مَنْ أَنْتَ نَاصِرُهُ، وَ لَا قَامَ مَنْ أَنْتَ مُنْهِضُهُ، اخْرُجْ عَنَّا أَبْعَدَ اللَّهُ نَوَاكَ، ثُمَّ أَبْلِغْ جُهْدَكَ فَلَا أَبْقَى اللَّهُ عَلَيْكَ إِنْ أَبْقَيْتَ.
إيضاح:
المغيرة: هو ابن أخنس الثقفي.
و قال ابن أبي الحديد 3211 و غيره 3212 : إنّما قال عليه السلام: يا ابن اللعين .. لأنّ الأخنس كان من أكابر المنافقين، ذكره أصحاب الحديث كلّهم في المؤلّفة الذين أسلموا يوم الفتح بألسنتهم دون قلوبهم،
و أعطاه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله مائة من الإبل من غنائم حنين يتألّف بها قلبه.
، و
ابنه أبو الحكم بن الأخنس قتله أمير المؤمنين عليه السلام يوم أحد كافرا في الحرب.
، و إنّما قال عليه السلام: يا ابن الأبتر، لأنّ من كان عقبه ضالا خبيثا فهو كمن لا عقب له، بل من لا عقب له خير منه، و كنّى عليه السلام بنفي أصلها و فرعها من دناءته و حقارته، و قيل لأنّ في نسب ثقيف طعنا. و قتل المغيرة مع عثمان في الدار، و قوله عليه السلام: ما أعزّ اللّه .. يحتمل الدعاء و الخبر.
قوله عليه السلام: أبعد اللّه نواك .. النّوى: الوجه الّذي تذهب فيه،
و الدار 3213 .. أي أبعد اللّه مقصدك أو دارك، و يروى: أبعد اللّه نوأك بالهمزة- ..
أي خيرك 3214 من أنواء النّجوم الّتي كانت العرب تنسب المطر إليها 3215 .
ثم أبلغ جهدك .. أي غايتك و طاقتك في الأذى 3216 ، و في النهاية: أبقيت عليه .. إذا 3217 رحمته و أشفقت عليه 3218 .
9- نَهْجٌ 3219 : مِنْ كَلَامٍ لَهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَهُ 3220 لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ رَحِمَهُمَا اللَّهُ وَ قَدْ جَاءَهُ بِرِسَالَةٍ مِنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ وَ هُوَ مَحْصُورٌ يَسْأَلُهُ فِيهَا الْخُرُوجَ إِلَى مَالِهِ بِيَنْبُعَ لِيَقِلَّ هَتْفُ النَّاسِ بِاسْمِهِ لِلْخِلَافَةِ بَعْدَ أَنْ كَانَ سَأَلَهُ مِثْلَ ذَلِكَ مِنْ قَبْلُ، فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: يَا ابْنَ عَبَّاسٍ! مَا يُرِيدُ عُثْمَانُ أَنْ يَجْعَلَنِي إِلَّا جَمَلًا 3221 نَاضِحاً بِالْغَرْبِ أَقْبِلْ وَ أَدْبِرْ، بَعَثَ إِلَيَّ أَنْ أَخْرُجَ .. بَعَثَ 3222 إِلَيَّ أَنْ أَقْدُمَ، ثُمَّ هُوَ الْآنَ يَبْعَثُ إِلَيَّ أَنْ أَخْرُجَ، وَ اللَّهِ لَقَدْ دَفَعْتُ عَنْهُ حَتَّى خَشِيتُ أَنْ أَكُونَ آثِماً 3223 .
بيان: لم يكن هذا الفصل في أكثر نسخ النهج.
و النّاضح: البعير يستقى عليه 3224 .
و الغرب: الدّلو العظيمة 3225 .
أقبل و أدبر .. أي يقال له أقبل و أدبر على التكرار 3226 .
[29] باب كيفيّة قتل عثمان و ما احتجّ عليه القوم في ذلك و نسبه و تاريخه
1- مَا 3227 : الْمُفِيدُ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ خَالِدٍ الْمَرَاغِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْبَزَّازِ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الصَّلْتِ، عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِي النَّجْمِ، عَنِ الْهَيْثَمِ بْنِ عَدِيٍّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْيَسَعِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ صَعْصَعَةَ بْنِ صُوحَانَ الْعَبْدِيِّ رَحِمَهُ اللَّهُ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ فِي نَفَرٍ مِنَ الْمِصْرِيِّينَ، فَقَالَ عُثْمَانُ: قَدِّمُوا رَجُلًا مِنْكُمْ يُكَلِّمُنِي، فَقَدَّمُونِي، فَقَالَ عُثْمَانُ: هَذَا ..!، وَ كَأَنَّهُ اسْتَحْدَثَنِي، فَقُلْتُ لَهُ:
إِنَّ الْعِلْمَ لَوْ كَانَ بِالسِّنِّ لَمْ يَكُنْ لِي وَ لَا لَكَ فِيهِ سَهْمٌ، وَ لَكِنَّهُ بِالتَّعَلُّمِ. فَقَالَ عُثْمَانُ:
هَاتِ!.
فَقَالَ عُثْمَانُ: فِينَا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ؟!. فَقُلْتُ لَهُ: فَمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَ انْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ، فَقَالَ عُثْمَانُ: دَعْ ذَا 3229 ، وَ هَاتِ مَا مَعَكَ.
فَقُلْتُ لَهُ: ( بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ ...) 3230 إِلَى آخِرِ الْآيَةِ. فَقَالَ عُثْمَانُ: وَ هَذِهِ أَيْضاً فِينَا نَزَلَتْ؟! فَقُلْتُ لَهُ: فَأَعْطِنَا بِمَا أَخَذْتَ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى 3231 . فَقَالَ عُثْمَانُ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ! عَلَيْكُمْ بِالسَّمْعِ وَ الطَّاعَةِ وَ إِنَ 3232 يَدَ اللَّهِ عَلَى الْجَمَاعَةِ، وَ إِنَّ الشَّيْطَانَ مَعَ الْقَذِّ 3233 فَلَا تَسْمَعُوا 3234 إِلَى قَوْلِ هَذَا، فَإِنَ 3235 هَذَا لَا يَدْرِي مَنِ اللَّهُ؟ وَ لَا أَيْنَ اللَّهُ؟.
فَقُلْتُ لَهُ: أَمَّا قَوْلُكَ عَلَيْكُمْ بِالسَّمْعِ وَ الطَّاعَةِ، فَإِنَّكَ تُرِيدُ مِنَّا أَنْ نَقُولَ غَداً:
(رَبَّنا إِنَّا أَطَعْنا سادَتَنا وَ كُبَراءَنا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا) 3236 ، وَ أَمَّا قَوْلُكَ: إِنِّي لَا أَدْرِي مَنِ اللَّهُ، فَإِنَّ اللَّهَ رَبُّنَا وَ رَبُّ آبَائِنَا الْأَوَّلِينَ، وَ أَمَّا قَوْلُكَ: إِنِّي لَا أَدْرِي أَيْنَ اللَّهُ؟، فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى بِالْمِرْصَادِ. قَالَ: فَغَضِبَ وَ أَمَرَ بِصَرْفِنَا وَ غَلَّقَ الْأَبْوَابَ دُونَنَا.
2- مَعَ 3237 : الْقَطَّانُ، عَنِ ابْنِ زَكَرِيَّا الْقَطَّانِ، عَنِ ابْنِ حَبِيبٍ، عَنْ حَسَّانَ بْنِ عَلِيٍّ الْمَدَائِنِيِّ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ مُكْرَمٍ، عَنْ سَعْدٍ الْخَفَّافِ، عَنِ الْأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ، قَالَ: كَتَبَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ حِينَ أُحِيطَ بِهِ إِلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ: أَمَّا بَعْدُ، فَقَدْ جَاوَزَ الْمَاءُ الزُّبَى، وَ بَلَغَ الْحِزَامُ الطُّبْيَيْنِ 3238 ، وَ تَجَاوَزَ الْأَمْرُ بِي قَدْرَهُ، وَ طَمِعَ فِيَّ مَنْ لَا يَدْفَعُ عَنْ نَفْسِهِ، فَإِنْ كُنْتُ مَأْكُولًا فَكُنْ خَيْرَ آكِلٍ، وَ إِلَّا
فَأَدْرِكْنِي وَ لَمَّا أُمَزَّقْ.
قال الصدوق رحمه اللّه: قال المبرد: قوله: قد جاوز الماء الزبى .. فالزبية مصيدة الأسد و لا تتّخذ إلّا في قلّة جبل، و تقول العرب: قد بلغ الماء الزبى 3239 ، و ذلك أشدّ ما يكون من السبل، و يقال في العظيم من الأمر: قد علا الماء الزبى، و بلغ السكّين العظم، و بلغ الحزام الطبيين، و قد انقطع السلى في البطن، قال العجّاج: فقد علا الماء الزبى إلى غير .. أي قد جلّ الأمر عن أن يغيّر أو يصلح.
و قوله: و بلغ الحزام الطبيين .. فإنّ السباع و الطير 3240 يقال لموضع الأخلاف منها أطباء 3241 واحدها طبي، كما يقال في الخفّ و الظلف: خلف و ضرع 3242 هذا مكان هذا، فإذا بلغ الحزام الطبيين فقد انتهى في المكروه، و مثل هذا من أمثالهم:
التقت حلقتا البطان، و يقال: التقت حلقة البطان 3243 .
و الحقب و يقال حقب البعير .. إذا صار الحزام في الحقب منه.
مزيد توضيح:
قال في النهاية 3244 : في حديث عثمان: .. أمّا بعد فقد بلغ السّيل الزّبى و جاوز الحزام الطبيين 3245 .. هي جمع زبية و هي الرّابية الّتي لا يعلوها الماء، و هي من الأضداد. و قيل: إنّما أراد الحفرة .. للسّبع و لا تحفر إلّا في مكان عال من
الأرض لئلّا يبلغها السّيل فتنطمّ و هو 3246 مثل يضرب للأمر يتفاقم و يتجاوز 3247 الحدّ.
و قال 3248 : الأطباء: الأخلاف واحدها طبي بالضّمّ و الكسر-، و قيل:
يقال لموضع الأخلاف من الخيل و السّباع أطباء كما يقال في ذوات الخفّ و الظّلف: خلف و ضرع.
و 3249 قوله: جاوز الحزام الطبيين .. كناية عن المبالغة في تجاوز حدّ الشّرّ و الأذى، لأنّ الحزام إذا انتهى إلى الطّبيين فقد انتهى إلى بعد غايته فكيف إذا جاوزه 3250 .
و قال الجوهري 3251 : السّلى مقصورا 3252 -: الجلدة الرّقيقة الّتي يكون فيها الولد من المواشي إن نزعت عن وجه الفصيل ساعة يولد و إلّا قتلته، و كذلك 3253 إن انقطع السّلى في البطن، فإذا خرج السّلى سلمت النّاقة و سلم الولد، و إن انقطع في بطنها هلكت و هلك الولد. يقال 3254 : انقطع السّلى في البطن إذا ذهبت الحيلة، كما يقال: بلغ السّكّين العظم.
و قال 3255 : البطان للقتب: الحزام الّذي يجعل تحت بطن البعير. و يقال: