کتابخانه روایات شیعه
بحار الأنوار (ط - بيروت) - ج 1تا15
تَبّاً وَ تَعْساً لَكَ يَا ابْنِ الْكَافِرِ
أَنَا عَلِيٌّ هَازِمُ الْعَسَاكِرِ
أَنَا الَّذِي أَضْرِبُكُمْ وَ نَاصِرِي
إِلَهُ حَقٍّ وَ لَهُ مُهَاجَرِي
أَضْرِبُكُمْ بِالسَّيْفِ فِي الْمَصَاغِرِ
أَجُودُ بِالطَّعْنِ وَ ضَرْبٍ طاهر 10234 [ ظَاهِرٍ ]
مَعَ ابْنِ عَمِّي وَ السِّرَاجِ الزَّاهِرِ
حَتَّى تَدِينُوا لِلْعَلِيِّ الْقَاهِرِ
ضَرْبَ غُلَامٍ صَارِمٍ مُمَاهِرِ 10235
وَ أَيْضاً فِي جَوَابِهِ
يَنْصُرُنِي رَبِّي خَيْرُ نَاصِرٍ
آمَنْتُ بِاللَّهِ بِقَلْبٍ شَاكِرٍ
أَضْرِبُ بِالسَّيْفِ عَلَى الْمَغَافِرِ
مَعَ النَّبِيِّ الْمُصْطَفَى الْمُهَاجِرِ 10236 .
وَ مِنْهُ فِيهَا مُجِيباً لِأَبِي الْبُلَيْتِ عَنْتَرٍ
أَنَا عَلِيٌّ الْبَطَلُ الْمُظَفَّرُ
غَشَمْشَمُ الْقَلْبِ بِذَاكَ أُذْكَرُ
وَ فِي يَمِينِي لِلِّقَاءِ أَخْضَرُ
يَلْمَعُ مِنْ حافته [حَافَيْهِ] بَرْقٌ يَزْهَرُ 10237
لِلطَّعْنِ وَ الضَّرْبِ الشَّدِيدِ مُحْضَرُ
مَعَ النَّبِيِّ الطَّاهِرِ الْمُطَهَّرِ
اخْتَارَهُ اللَّهُ الْعَلِيُّ الْأَكْبَرُ
الْيَوْمَ يُرْضِيهِ وَ يُخْزِي عَنْتَرٌ 10238 .
بيان: قال الجوهري الغشمشم الذي يركب رأسه لا يثنيه شيء عما يريد و يهوى من شجاعته و إنما عبر عن السيف بالأخضر لأنه من الحديد و هو أسود و العرب يعبر عن السواد بالخضرة أو لكثرة مائه كما يسمى البحر الأخضر.
وَ مِنْهُ فِيهَا قَالَ ارْتَجَزَ دَاوُدُ بْنُ قَابُوسَ فَقَالَ
يَا أَيُّهَا الْحَامِلُ 10239 بِالتَّرَغُّمِ
مَا ذَا تُرِيدُ مِنْ فَتًى غَشَمْشَمِ
أَرْوَعَ مِفْضَالٍ هَصُورٍ هَيْصَمٍ
مَا ذَا تَرَى بِبَازِلِ مُعْتَصَمٍ 10240
وَ قَاتِلِ الْقِرْنِ الْجَرِيءِ الْمُقْدِمِ
وَ اللَّهِ لَا أُسْلِمُ حَتَّى تُحْرَمِ
فَأَجَابَهُ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ
اثْبُتْ لَحَاكَ اللَّهُ إِنْ لَمْ تُسْلِمِ
لِوَقْعِ سَيْفٍ عَجْرَفِيٍّ خِضْرَمٍ
تَحْمِلُهُ مِنِّي بَنَانُ الْمِعْصَمِ
أَحْمِي بِهِ كَتَائِبِي وَ أَحْتَمِي
إِنِّي وَ رَبِّ الْحَجَرِ الْمُكَرَّمِ
قَدْ جُدْتُ لِلَّهِ بِلَحْمِي وَ دَمِي 10241
.
بيان: الترغم التغضب و الغشمشم الشجاع الذي لا يرده شيء و الأروع الذي يعجبك حسنه و الهصور الأسد و الهيصم الأسد و القوي من الرجال و بزل البعير انشق نابه لحاك الله أي لعنك الله و يقال جمل فيه عجرفة أي قلة مبالاة لسرعته و فلان يتعجرف علي إذا كان يركبه بما يكره و لا يهاب شيئا و عجارف الدهر حوادثه و قال الجوهري الخضرم بالكسر الكثير العطية مشبه بالبحر الخضرم و هو الكثير الماء و كل شيء كثير واسع خضرم و المعصم موضع السوار من الساعد و الحجر المكرم الحجر الأسود.
وَ مِنْهُ فِيهَا: مُخَاطِباً لِلْيَهُودِ
هَذَا لَكُمْ مِنَ الْغُلَامِ الْهَاشِمِيِ
مِنْ ضَرْبِ صِدْقٍ فِي ذُرَى الْكَمَائِمِ
ضَرْبَ يقود 10242 [ نُفُوذٍ] شَعَرَ الْجَمَاجِمِ
بِصَارِمٍ أَبْيَضَ أَيِّ صَارِمِ
أَحْمِي بِهِ كَتَائِبَ الْقَمَاقِمِ
عِنْدَ مَجَالِ الْخَيْلِ بِالْأَقَادِمِ 10243 .
بيان: الكمة القلنسوة المدورة و يقال سيد قماقم بالضم لكثرة خيره و بالفتح جمع القمقام و هو السيد.
وَ مِنْهُ عِنْدَ قَتْلِ الْخَيْبَرِيِ
أَنَا عَلِيٌّ وَلَدَتْنِي هَاشِمٌ
لَيْثٌ حَرُوبٌ لِلرِّجَالِ قَاصِمٌ
مُعْصَوْصَبٌ فِي نَقْعِهَا مَقَادِمُ
مَنْ يَلْقَنِي يَلْقَاهُ مَوْتٌ هَاجِمٌ 10244 .
10245
بيان: قصمت الشيء قصما كسرته و اعصوصب القوم اجتمعوا و النقع الغبار و المقادم جمع مقدام كمفاتح و مفتاح.
37- الْبُرْسِيُّ فِي مَشَارِقِ الْأَنْوَارِ قَالَ: لَمَّا جَاءَتْ صَفِيَّةُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ص وَ كَانَتْ مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ وَجْهاً فَرَأَى فِي وَجْهِهَا شَجَّةً فَقَالَ مَا هَذِهِ وَ أَنْتِ ابْنَةُ الْمُلُوكِ فَقَالَتْ إِنَّ عَلِيّاً ع لَمَّا قَدِمَ إِلَى الْحِصْنِ هَزَّ الْبَابَ فَاهْتَزَّ الْحِصْنُ وَ سَقَطَ مَنْ كَانَ عَلَيْهِ مِنَ النَّظَّارَةِ 10246 وَ ارْتَجَفَ بِيَ السَّرِيرُ فَسَقَطْتُ لِوَجْهِي فَشَجَّنِي جَانِبُ السَّرِيرِ فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ ص يَا صَفِيَّةُ إِنَّ عَلِيّاً عَظِيمٌ عِنْدَ اللَّهِ وَ إِنَّهُ لَمَّا هَزَّ الْبَابَ اهْتَزَّ الْحِصْنُ وَ اهْتَزَّتِ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَ الْأَرَضُونَ السَّبْعُ وَ اهْتَزَّ عَرْشُ الرَّحْمَنِ غَضَباً لِعَلِيٍّ وَ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ لَمَّا سَأَلَهُ عُمَرُ فَقَالَ يَا أَبَا الْحَسَنِ لَقَدِ اقْتَلَعْتَ مَنِيعاً 10247 وَ أَنْتَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ خَمِيصاً فَهَلْ قَلَعْتَهَا بِقُوَّةٍ بَشَرِيَّةٍ فَقَالَ مَا قَلَعْتُهَا بِقُوَّةٍ بَشَرِيَّةٍ وَ لَكِنْ قَلَعْتُهَا بِقُوَّةٍ إِلَهِيَّةٍ وَ نَفْسٍ بِلِقَاءِ رَبِّهَا مُطْمَئِنَّةٍ رَضِيَّةٍ وَ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ لَمَّا شَطَرَ مَرْحَباً شَطْرَيْنِ وَ أَلْقَاهُ مُجَدَّلًا جَاءَ جَبْرَئِيلُ مِنَ السَّمَاءِ مُتَعَجِّباً فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ ص مِمَّ تَعَجَّبْتَ فَقَالَ إِنَّ الْمَلَائِكَةَ تُنَادِي فِي صَوَامِعِ جَوَامِعِ 10248 السَّمَاوَاتِ لَا فَتَى إِلَّا عَلِيٌّ لَا سَيْفَ إِلَّا ذُو الْفَقَارِ وَ أَمَّا إِعْجَابِي فَإِنِّي لَمَّا أُمِرْتُ أَنْ أُدَمِّرَ قَوْمَ لُوطٍ حَمَلْتُ مَدَائِنَهُمْ وَ هِيَ سَبْعُ مَدَائِنَ مِنَ الْأَرْضِ السَّابِعَةِ السُّفْلَى إِلَى الْأَرْضِ السَّابِعَةِ الْعُلْيَا عَلَى رِيشَةٍ مِنْ جَنَاحِي وَ رَفَعْتُهَا حَتَّى سَمِعَ حَمَلَةُ الْعَرْشِ صِيَاحَ دِيَكَتِهِمْ وَ بُكَاءَ أَطْفَالِهِمْ وَ وَقَفْتُ بِهَا إِلَى الصُّبْحِ أَنْتَظِرُ الْأَمْرَ وَ لَمْ أُثْقَلْ بِهَا وَ الْيَوْمَ لَمَّا ضَرَبَ عَلِيٌّ ضَرْبَتَهُ الْهَاشِمِيَّةَ وَ كَبَّرَ أُمِرْتُ أَنْ أَقْبِضَ فَاضِلَ سَيْفِهِ حَتَّى لَا يَشُقَّ الْأَرْضَ وَ تَصِلَ إِلَى الثَّوْرِ الْحَامِلِ لَهَا فَيَشْطُرَهُ شَطْرَيْنِ فَتَنْقَلِبَ الْأَرْضُ بِأَهْلِهَا فَكَانَ فَاضِلُ سَيْفِهِ عَلَيَّ أَثْقَلَ مِنْ مَدَائِنِ لُوطٍ هَذَا وَ إِسْرَافِيلُ وَ مِيكَائِيلُ قَدْ قَبَضَا عَضُدَهُ فِي الْهَوَاءِ 10249 .
أقول: سيأتي بعض ما يتعلق بتلك الغزوة في باب أحوال جعفر بن أبي طالب ع و في أبواب فضائل أمير المؤمنين ع و في احتجاج الحسن ع على معاوية و احتجاج سعد عليه.
باب 23 ذكر الحوادث بعد غزوة خيبر إلى غزوة مؤتة
1- قب، المناقب لابن شهرآشوب عم، إعلام الورى ثم بعث رسول الله ص بعد غزوة خيبر فيما رواه الزهري عبد الله بن رواحة في ثلاثين راكبا فيهم عبد الله بن أنيس إلى البشير بن رازم اليهودي لما بلغه أنه يجمع غطفان ليغزو بهم فأتوه فقالوا أرسلنا 10250 إليك رسول الله ص ليستعملك على خيبر فلم يزالوا به حتى تبعهم في ثلاثين رجلا مع كل رجل منهم رديف من المسلمين فلما صاروا ستة أميال ندم البشير فأهوى بيده إلى سيف عبد الله بن أنيس ففطن له عبد الله فزجر بعيره ثم اقتحم يسوق بالقوم حتى إذا استمكن من البشير ضرب رجله فقطعه 10251 فاقتحم البشير و في يده مخرش من شوحط فضرب به وجه عبد الله فشجه مأمومة و انكفأ 10252 كل رجل من المسلمين على رديفه فقتله غير رجل واحد من اليهود أعجزهم شدا و لم يصب من المسلمين أحد و قدموا على رسول الله ص فبصق في شجة عبد الله بن أنيس فلم تؤذه حتى مات.
و بعث غالب بن عبد الله الكلبي إلى أرض بني مرة فقتل و أسر.
و بعث عيينة بن حصن البدري إلى أرض بني العنبر فقتل و أسر.
ثم كانت عمرة القضاء سنة سبع اعتمر رسول الله ص و الذين شهدوا معه الحديبية و لما بلغ قريشا ذلك خرجوا متبددين فدخل مكة و طاف بالبيت على بعيره بيده محجن يستلم به الحجر و عبد الله بن رواحة أخذ بخطامه و هو يقول
خلوا بني الكفار عن سبيله
خلوا فكل الخير في رسوله
إلى آخر ما مر من الأبيات.
و أقام بمكة ثلاثة أيام تزوج بها ميمونة بنت الحارث الهلالية ثم خرج فابتنى بها بسرف و رجع إلى المدينة فأقام بها حتى دخلت سنة ثمان 10253 .
بيان: المخرش عصاء معوجة الرأس كالصولجان و الشوحط ضرب من شجر الجبال يتخذ منه القسي و المأمومة الشجة التي بلغت أم الرأس.
2: أقول قال الكازروني في حوادث سنة سبع و فيها نام رسول الله ص عن صلاة الصبح حتى طلعت الشمس.
بِالْإِسْنَادِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص حِينَ قَفَلَ مِنْ غَزْوَةِ خَيْبَرَ سَارَ حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْكَرَى عَرَّسَ 10254 وَ قَالَ لِبِلَالٍ اكْلَأْ لَنَا اللَّيْلَ فَصَلَّى بِلَالٌ مَا قُدِّرَ لَهُ وَ نَامَ رَسُولُ اللَّهِ ص فَلَمَّا تَقَارَبَ الْفَجْرُ اسْتَنَدَ بِلَالٌ إِلَى رَاحِلَتِهِ مُوَاجِهَ الْفَجْرِ فَغَلَبَتْ بِلَالًا عَيْنُهُ وَ هُوَ مُسْتَنِدٌ إِلَى رَاحِلَتِهِ فَلَمْ يَسْتَيْقِظْ رَسُولُ اللَّهِ ص وَ لَا بِلَالٌ وَ لَا أَحَدٌ مِنَ الصَّحَابَةِ حَتَّى ضَرَبَتْهُمُ الشَّمْسُ وَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ص أَوَّلَهُمُ اسْتِيقَاظاً فَفَزِعَ رَسُولُ اللَّهِ ص فَقَالَ أَيْ بِلَالُ فَقَالَ بِلَالٌ أَخَذَ بِنَفْسِيَ الَّذِي أَخَذَ بِنَفْسِكَ بِأَبِي أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ص قَالَ اقْتَادُوا فَاقْتَادُوا رَوَاحِلَهُمْ شَيْئاً ثُمَّ تَوَضَّأَ رَسُولُ اللَّهِ ص وَ أَمَرَ بِلَالًا فَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَ صَلَّى بِهِمُ الصُّبْحَ فَلَمَّا قَضَى الصَّلَاةَ قَالَ مَنْ نَسِيَ صَلَاةً فَلْيُصَلِّهَا إِذَا ذَكَرَهَا فَإِنَّ اللَّهَ قَالَ أَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي 10255 .
أقول: قد مضى الكلام فيه في باب سهوه ص.
ثم قال و فيها طلعت الشمس بعد ما غربت لعلي ع على ما أَوْرَدَهُ الطَّحَاوِيُّ فِي مُشْكِلِ الْحَدِيثِ عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ مِنْ 10256 طَرِيقَيْنِ أَنَّ النَّبِيَّ ص كَانَ يُوحَى
إِلَيْهِ وَ رَأْسُهُ فِي حَجْرِ عَلِيٍّ ع فَلَمْ يُصَلِّ الْعَصْرَ حَتَّى غَرَبَتِ الشَّمْسُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص أَ صَلَّيْتَ يَا عَلِيُّ قَالَ لَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ اللَّهُمَّ إِنَّهُ كَانَ فِي طَاعَتِكَ وَ طَاعَةِ رَسُولِكَ فَارْدُدْ عَلَيْهِ الشَّمْسَ قَالَتْ أَسْمَاءُ فَرَأَيْتُهَا غَرَبَتْ ثُمَّ رَأَيْتُهَا طَلَعَتْ بَعْدَ مَا غَرَبَتْ وَ وَقَعَتْ عَلَى الْجَبَلِ وَ الْأَرْضِ وَ ذَلِكَ بِالصَّهْبَاءِ فِي خَيْبَرَ.
و هذا حديث ثابت رواته ثقات.
و حكى الطحاوي أن أحمد بن صالح كان يقول لا ينبغي لمن سبيله العلم التخلف عن حفظ حديث أسماء لأنه من علامات النبوة.
قصة أم حبيبة كانت قد خرجت مهاجرة إلى أرض الحبشة مع زوجها عبيد الله بن جحش فتنصر 10257 و ثبتت على الإسلام روي عن سعيد بن العاص قال قالت أم حبيبة رأيت في المنام كأن عبيد الله بن جحش زوجي أسوأ صورة و أشوهها ففزعت فقلت تغيرت و الله حاله فإذا هو يقول حين أصبح يا أم حبيبة إني نظرت في الدين فلم أر دينا خيرا من النصرانية و كنت قد دنت بها ثم دخلت في دين محمد قد رجعت 10258 إلى النصرانية فقلت و الله ما خير لك و أخبرته بالرؤيا التي رأيت له فلم يحفل بها 10259 و أكب على الخمر حتى مات فأرى في المنام كأن آتيا يقول يا أم المؤمنين ففزعت فأولتها أن رسول الله يتزوجني قالت فما هو إلا أن انقضت عدتي فما شعرت إلا برسول النجاشي على بابي يستأذن فإذا جارية له يقال لها أبرهة كانت تقوم على ثيابه و دهنه فدخلت علي فقالت إن الملك يقول لك إن رسول الله ص كتب إلي أن أزوجكه فقلت بشرك الله بخير قالت يقول لك الملك وكلي من يزوجك فأرسلت إلى خالد بن سعيد بن العاص فوكلته فأعطت 10260 أبرهة سوارين من فضة و خدمتين كانتا في رجليها و خواتيم 10261 فضة كانت في أصابع رجليها سرورا بما بشرتها فلما كان العشي
أمر النجاشي جعفر بن أبي طالب و من هناك من المسلمين فحضروا فخطب النجاشي فقال الحمد لله الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار أشهد أن لا إله إلا الله و أن محمدا عبده و رسوله و أنه الذي بشر به عيسى ابن مريم أما بعد فإن رسول الله ص كتب إلي أن أزوجه أم حبيبة بنت أبي سفيان فأجبت إلى ما دعا إليه رسول الله ص و قد أصدقتها أربعمائة دينار.
ثم سكب الدنانير بين يدي القوم فتكلم خالد بن سعيد فقال الحمد لله أحمده و أستعينه و أستغفره و أشهد أن لا إله إلا الله و أن محمدا عبده و رسوله أرسله بِالْهُدى وَ دِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ أما بعد فقد أجبت إلى ما دعا إليه رسول الله ص و زوجته أم حبيبة بنت أبي سفيان فبارك الله لرسول الله ص.