کتابخانه روایات شیعه
بحار الأنوار (ط - بيروت) - ج 1تا15
* (والده)* (المجلسيّ الأول)
[حياته و كلمات العلماء في حقه]
هو محمّد تقيّ بن مقصود عليّ المجلسيّ من أعاظم علماء الإماميّة و أجلّائهم، ذكره العلماء في تراجمهم مقرونا بالحفاوة و الإجلال، مرموقا بعين الإكبار و الاحترام. قال المولى الأردبيليّ: محمّد تقيّ بن المقصود عليّ الملقّب بالمجلسيّ وحيد عصره، فريد دهره، أمره في الجلالة و الثقة و الأمانة و علوّ القدر و عظم الشأن و سموّ الرتبة و التبحّر في العلوم أشهر من أن يذكر، و فوق ما يحوم حوله العبارة، أورع أهل زمانه و أزهدهم و أتقاهم و أعبدهم، بلغ فيضه دينا و دنيا بأكثر أهل زمانه من العوام و الخواصّ، و نشر أخبار الأئمّة صلوات اللّه عليهم بأصفهان جزاه اللّه تعالى خير جزاء المحسنين 124 .
و قال الشيخ حرّ العاملي في كتابه أمل الآمل ص 610: كان فاضلا، عالما، محقّقا، متبحّرا، زاهدا، عابدا، ثقة، متكلّما، فقيها.
و قال صاحب حدائق المقرّبين: كان في علوم الفقه و التفسير و الحديث و الرجال فائق أهل الدهر، و في الزهد و العبادة و التقوى و الورع و ترك الدنيا تاليا تلو أستاده الأوّل، 125 مشتغلا طول حياته بالرياضات و المجاهدات، و تهذيب الأخلاق، و العبادات، و ترويج الأحاديث، و السعي في حوائج المؤمنين، و هداية الخلق، و انتشر بيمن همّته أحاديث أهل البيت، و اهتدى بنور هدايته الجمّ الغفير. و نقل في بعض مؤلّفاته الرائقة قال: اتّفق لي التشرّف بزيارة العتبات العاليات فلمّا وردت النجف الأشرف اخذ في الشتاء فعزمت على الإقامة هنا فرأيت ليلة في الطيف إذا أنا بأمير المؤمنين عليه السّلام يلاطف بي كثيرا و يقول: لا تقم بعد ذلك هاهنا، و اخرج إلى بلدك أصفهان، فإنّ وجودك في ذلك المكان أنفع و أبرّ و بالغت كثيرا في استدعاء الرخصة عنه في التوقّف فلم ينفع ذلك شيئا و قال: إنّ الشاه عبّاس قد توفّي في هذه السنة، و إنّما يجلس مجلسه الشاه صفيّ الصفويّ و يحدث في بلادكم الفتن الشديدة و اللّه تبارك و تعالى يريد أن تكون في هذه النائرة
بأصفهان باذلا جهدك في هداية الخلق فارجع فلا بدّ لك من الرجوع 126 .
و وصفه في مناقب الفضلاء بقوله: الفقيه النبيه العلّامة، و الفاضل الكامل الفهّامة، شيخ الفقهاء و المحدّثين، و رئيس الأتقياء المتورّعين، مقتدى الأنام في زمانه، و مفتي مسائل الحلال و الحرام في أوانه، زبدة العارفين، و قدوة السالكين، و جمال الزاهدين، و نور مصباح المتهجّدين و ضياء المسترشدين، صاحب الكرامات الشريفة، و المقامات المنيفة 127 .
و وصفه التستريّ في المقابس بقوله: منها 128 المقدّسي للشيخ الأجلّ الأكمل الأفضل الأوحد الأعلم الأعبد الأزهد الأسعد، جامع الفنون العقليّة و النقليّة، حاوي الفضائل العلميّة و العمليّة، صاحب النفس القدسيّة، و السماة الملكوتيّة، و الكرامات السنيّة، و المقامات العليّة، و ناشر الأخبار الدينيّة، و الآثار المدنيّة، و الأحكام النبويّة، و الأعلام الإماميّة، العالم العلم الربّاني، المؤيّد بالتأييد السبحاني المولى محمّد تقيّ ابن مجلسيّ الأصفهانيّ قدّس اللّه روحه و نوّر ضريحه. انتهى 129 .
و أطراه صاحب الروضات بقوله: كان أفضل أهل عصره في فهم الحديث، و أحرصهم على إحيائه، و أقدمهم إلى خدمته، و أعلمهم برجاله، و أعملهم بموجبه، و أعدلهم في الدين، و أقواهم في النفس، و أجلّهم في القدر، و أكملهم في التقوى، و أورعهم في الفتوى، و أعرفهم بالمراتب العالية، و أوقفهم لدى الشبهات، و أجهدهم في الطاعات و القربات ينتهي نسبه من جهة الأب إلى الحافظ النبيل أبي نعيم الأصفهانيّ كما اشير إليه في ترجمته، و من جهة الامّ إلى المولى درويش محمّد بن الحسن النطنزيّ الّذي يوجد اسمه أيضا في طرق إجازاته، و قيل: إنّه كان أوّل من نشر حديث الشيعة بعد ظهور دولة الصفويّة راويا عن الشيخ عليّ الكركيّ المشتهر بالمحقّق الثاني، و يروي عنه الشيخ عبد اللّه بن جابر العامليّ ابن عمّة صاحب العنوان و أحد مشايخ إجازة ولده العلّامة المجلسيّ، 130
فظهر من ذلك أيضا أنّ محتد الرجل و أصله من «جبل عامل» الّتي هي من الأرض المقدّسة الّتي بارك اللّه حولها، و كانت مجمع علماء هذه الطائفة الحقّة دائما ا ه 131 .
و السابر لسائر كتب التراجم يرى المترجم له في الصفّ الأوّل من العلماء الباحثين و في الرعيل المقدّم من رجال التحقيق و التدقيق.
و كان والده المولى مقصود علي على ما في مرآة الأحوال بصيرا و رعا مروّجا لمذهب الاثني عشريّة، جامعا للكمال و الحسن في المقال، و كان له أبيات رائقة بديعيّة و لحسن محاضرته و جودة مجالسه سمّي بالمجلسيّ و تخلّص به، فصار هذا لقبا في هذه الطائفة الجليلة و السلسلة العليّة 132 و كانت أمّه عارفة صالحة مقدّسة بنت العالم المولى كمال الدين محمّد بن الشيخ حسن العامليّ ثمّ النطنزيّ 133 ، و كانت زوجة المولى محمّد تقيّ والدة العلّامة المجلسيّ من أقارب العالم الشيخ عبد اللّه بن جابر العامليّ.
* (من روى عنهم)*
يروى مولانا المترجم محمّد تقيّ عن جملة من المشايخ:
1- شيخ الطائفة الإماميّة في عصره العلّامة المحقّق الزاهد الورع المولى عبد اللّه ابن الحسين التستريّ المتوفّى في العشر الأوّل من المحرّم سنة 1021 و كان رحمه اللّه قد قرأ على المولى أحمد الأردبيليّ، و على الشيخ نعمة اللّه بن أحمد بن محمّد بن خاتون العامليّ، و على ابنه أحمد بن نعمة اللّه رحمهم اللّه.
2- شيخ الإسلام و المسلمين الشيخ بهاء الدين العامليّ المتوفّى سنة 1030 أو 1031.
3- المحقّق النحرير مير محمّد باقر الحسينيّ الأسترآباديّ المعروف بالداماد المتوفّى 1041.
4- الشيخ الفاضل العابد الشيخ يونس الجزائريّ.
5- السيّد حسين ابن السيّد حيدر الكركيّ
6- القاضي أبو الشرف الأصفهانيّ و قد تقدّم ذكره في مشايخ ولده ص 19.
7- الشيخ عبد اللّه بن جابر كما يظهر من آخر الوسائل.
8- الشيخ جابر عبّاس النجفيّ.
9- القاضي معزّ الدين محمّد بن تقيّ الدين الأصفهانيّ.
10- الشيخ أبو البركات.
11- السيّد ظهير الدين إبراهيم بن الحسين الحسينيّ الهمدانيّ 134 .
12- الأمير إسحاق الأسترآباديّ 135 .
و يروي عنه كثير من العلماء الأعلام. قال صاحب حدائق المقرّبين: و أكثر العلماء الأعلام من تلامذته مثل آغا حسين الخونساريّ، و أستادنا المولى محمّد باقر، بل سائر الفضلاء الأعيان الّذين كانوا قبل هذه الطبقة كانوا من تلامذته، و أخذوا عنه الفقه و الحديث و التفسير، و لو لم يكن له أثر غير ولده المبرور لكان يكفيه فضلا عن سائر فضلاء عصره الّذين صاروا ببركته علماء الدين. ا ه 136
* (تآليفه)*
له قدّس سرّه تأليفات، منها: شرح عربيّ على من لا يحضره الفقيه، و شرح فارسيّ عليه أيضا، 137 و كتاب حديقة المتّقين، شرح على بعض كتب تهذيب الأحكام، و رسالة في أفعال الحجّ، و رسالة في الرضاع، 138 و رسالة في شرح مشيخة الفقيه 139 .
* (وفاته و قبره)*
توفّي قدّس اللّه روحه بأصفهان سنة 1070 و له نحو من سبع و ستّين سنة و قبره بأصفهان له قبّة عالية هي مطاف الشيعة.
* (أولاده)*
له قدّس سرّه سبعة أولاد ثلاثة منها ذكور:
1- الأكبر: العالم المهذّب المولى عزيز اللّه 140 .
2- الأوسط: العالم الفاضل المقدّس الصالح المولى عبد اللّه 141 .
3- الأصغر: العلّامة محمّد باقر المجلسيّ.
و أربعة منها اناث:
1- الفاضلة الصالحة: آمنة بيكم زوج العلّامة الفهّامة المولى محمّد صالح المازندراني شارح الكافي 142 .
2- زوج المولى محمّد عليّ الأسترآباديّ 143 .
3- زوج العالم الوحيد ميرزا محمّد بن الحسن الشيروانيّ الشهير بملّا ميرزا، صاحب الحواشي المعروفة على المعالم و غيره 144 .
4- زوج الفاضل المتبحّر آغا ميرزا كمال الدين محمّد الفسويّ شارح الشافية.
و قد فصّل العلّامة النوريّ قدّس سرّه في كتابه الفيض القدسيّ ذكر أولاده و أحفاده و ذراريه، و من خرج من بيته الرفيع الساميّ من العلماء الفطاحل و أساتذة الفقه و الحديث.
(المقدّمة الثانية)* (فى تراجم مؤلفى مصادر الكتاب)*
الصدوق: محمّد بن عليّ بن الحسين بن موسى بن بابويه القمّيّ. أبو جعفر الصدوق.
الثناء عليه:
أمره في العلم و الفهم و الثقافة و الفقاهة و الجلالة و الوثاقة و كثرة التصنيف و جودة التأليف فوق أن تحيطه الأقلام و يحويه البيان، و قد بالغ في إطرائه و الثناء عليه كلّ من تأخّر عنه، و في مقدّمهم الرجاليّ الكبير النجاشيّ حيث قال في فهرسه:
محمّد بن عليّ بن الحسين بن موسى بن بابويه القمّيّ أبو جعفر نزيل الري، شيخنا و فقيهنا و وجه الطائفة بخراسان، و كان ورد بغداد سنة خمس و خمسين و ثلاثمائة، و سمع منه شيوخ الطائفة و هو حدث السنّ. ا ه
و تبعه الشيخ الطوسيّ في رجاله و فهرسه، و وصفه بأنّه كان حافظا للأخبار، بصيرا بالرجال، ناقلا للآثار، لم ير في القميّين مثله في حفظه و كثرة علمه.
و أثنى عليه العلّامة في الخلاصة، و ابن إدريس في السرائر، و الأسترآباديّ في منهج المقال و في الوسيط، و أبو عليّ في منتهى المقال، و التفرشيّ في نقد الرجال، و الأردبيليّ في جامع الرواة، و الخونساريّ في روضات الجنّات، و المامقانيّ في تنقيح المقال، و أورد ترجمته الخطيب في تاريخ بغداد 145 . و الباحث يرى فيها و في غيرها من المعاجم و التراجم توثيقه و إكباره و تبجيله، و ناهيه عن تلكم التراجم كلّها ما في الفوائد الرجاليّة للعلّامة بحر العلوم قدّس سرّه و إليك نصّه:
محمّد بن عليّ بن الحسين بن موسى بن بابويه أبو جعفر القمّيّ شيخ من مشايخ الشيعة و ركن من أركان الشريعة، رئيس المحدّثين، و الصدوق فيما يرويه عن الأئمّة الصادقين، ولد بدعاء صاحب الأمر و العصر عليه السّلام، و نال بذلك عظيم الفضل و الفخر، و وصفه الإمام عليه السّلام في التوقيع الخارج من الناحية المقدّسة بأنّه: فقيه، خيّر، مبارك ينفع اللّه به. فعمّت بركته الأنام، و انتفع به الخاصّ و العامّ، و بقيت آثاره و مصنّفاته
مدى الأيّام، و عمّ الانتفاع بفقهه و حديثه فقهاء الاصحاب، و من لا يحضره الفقيه من العوام. ا ه
* (رحلاته الى الامصار و البلدان)** (لاكتساب الفضائل و سماع الأحاديث عن المشايخ العظام)*
ولد رحمه اللّه بقم و نشأ بها و تلمذ على أساتذتها و تخرّج على مشايخها، ثمّ هاجر إلى الري بالتماس أهلها و أقام بها، ثمّ سافر إلى مشهد الرضا- عليه السّلام- في سنة 352، ثمّ عاد إلى الري، و دخل بنيسابور في شعبان من تلك السنة، و سمع من جمع من مشايخها منهم: الحسين بن أحمد البيهقيّ، و أبو الطيّب الحسين بن أحمد، و عبد اللّه بن محمّد بن عبد الوهّاب. و حدّثه بمرو الرود جماعة، منهم: محمّد بن عليّ الشاه الفقيه، و أبو يوسف رافع بن عبد اللّه بن عبد الملك. ثمّ رحل إلى بغداد في تلك السنة، و سمع من جماعة من مشايخها، منهم: الحسن بن يحيى العلويّ، و إبراهيم بن هارون، و عليّ بن ثابت الدواليبيّ. و في سنة 354 ورد الكوفة، و سمع من مشايخها منهم: محمّد بن بكران النقّاش، و أحمد بن إبراهيم بن هارون الفاميّ، و الحسن بن محمّد بن سعيد الهاشميّ، و عليّ بن عيسى- المجاور في مسجد الكوفة- و الحسن بن محمّد السكونيّ المزكيّ، و يحيى بن زيد بن العبّاس بن الوليد. و في تلك السنة ورد همدان بعد منصرفه عن بيت اللّه الحرام، و سمع فيها من القاسم بن محمّد بن أحمد بن عبدويه السرّاج، و الفضل بن الفضل بن العبّاس الكنديّ، و محمّد بن الفضل بن زيدويه الجلّاب. و حدّثه بفيد بعد منصرفه من مكّة أحمد بن أبي جعفر البيهقيّ.
و يظهر من النجاشيّ دخوله بغداد مرّة اخرى في سنة 355 و لعلّه كان بعد منصرفه عن بيت اللّه الحرام.